للزميل عبد الكريم الكيلاني قرأت بتاريخ ۳٠ تشرين الأول ٢٠٠٤ مقالا تحت عنوان(لماذا لا يكون النشيد الوطني العراقي باللغتين العربية والكردية) وقبله قرأت مقالا آخر للزميل حسن السليفاني وبعنوان (لم لا يكون النشيد الوطني بالعربية والكردية؟). موضوع جميل وشيق وليس من البعيد أن يتحقق مثل هذه الأمنيات بعد أن تحقق أكثر أحلام أشقائنا الأكراد. ففي عراقنا الجديد العراق المحتل من قبل قوات التحالف الأمريكي والإنكليزي والمدنس ترابه الطاهر من قبل الصهاينة الأنذال تساوى العرب والأكراد في الحقوق تماما وربما نال الأكراد حقوق أكثر مما نالوه العرب الذين يمثلون الغالبية من سكان العراق. فقانون إدارة الدولة العراقية المؤقت أقرت بأن تكون اللغة الكردية لغة رسمية ثانية للبلاد إلى جانب اللغة العربية. وحكومة أياد علاوي المؤقت قررت بإلغاء جميع الميليشيات المسلحة في البلاد وأمرت قياداتها ومنتسبيها بتسليم ما لديهم من الأسلحة ولكنها استثنت الميليشيات الكردية من تلك القرار. تم تعيين نائب كردي لرئيس الجمهورية غازي عجيل الياور ونائب كردي لرئيس الوزراء أياد علاوي ورئيس كردي للمجلس الوطني العراقي المؤقت. نعم فأشقائنا الأكراد نالوا على حقوق ومكاسب عظيمة لن ينالوه من قبل ولهم الحق في مثل هذه الحقوق وأكثر ولكن بشرط أن يتخلى قادتهم عن فكرة قيام الدولة الكردية والانفصال عن العراق لأن كل شبر من أرض العراق سواء في البصرة أو السليمانية، في النجف الأشرف أو دهوك، في بغداد أو موصل وفي كركوك أو أربيل هو ملك العراقيين جميعا وعنه دافع العربي والكردي والتركماني والكلداني والآشوري والأرميني واليزيدي وغيره وفي سبيله ضحوا بأرواحهم الطاهرة وفي كل شبر من أرض العراق سفك العراقيون جميعا دمائهم الزكية. وليس أي شبر من عراقنا الحبيب ملك أحد (جابه من بيت خلفه) لكي يتصدق بها للآخرين.
أنا مع الزملاء عبد الكريم الكيلاني وحسن السليفاني في موضوع النشيد الوطني ما دمنا نتمنى عراقا حرا ديمقراطيا يسوده المحبة والتآلف والأخوة والسلام والأمن ولكن أليس من حق بقية العراقيين أن ينالوا نفس الحقوق التي نالته أشقائنا العرب والأكراد لكي يتحقق المصداقية في تحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة ماداموا جميعا متساوون في الواجبات والدفاع عن العراق في داخله وخارجه؟ فلماذا إذا لا يكون نائبا آخر لرئيس الجمهورية تركماني أو سرياني أو آشوري وإلخ. أو لرئيس الحكومة العراقية أو لرئيس المجلس الوطني العراقي؟ ولماذا لا تكون اللغة التركمانية أو الآشورية أو الكلدانية لغة رسمية إلى جانب العربية حتى لو في مناطق تواجد التركمان أو الكلدان أو الآشوريون؟ كان النشيد العراقي أيام حكومة البعث المجرمة باللغة العربية لكون العرب يكونون غالبية الشعب العراقي ورغم ذلك فكانت هناك أناشيد وطنية مشتركة باللغات العربية والكردية والتركمانية والآشورية. فإذا كان للأكراد حق في النشيد الوطني العراقي لكونهم ناضلوا وضحوا وتصدوا للنظام الصدامي الملعون فللتركمان والآشوريون أيضا حق في النشيد العراقي لأنهم أيضا ناضلوا وضحوا وتصدوا لصدام وأعوانه الخائبين. حيث صدام لم يظلم أشقائنا الأكراد وحدهم وبل ظلم وتجاوز على حقوق الجميع دون تفريق بين عربي أو كردي أو تركماني أو غيره. أرتكب جلاوزة صدام مجازر دموية بحق العراقيين جميعا بحق العرب الشيعة في البصرة والناصرية والنجف الأشرف وكربلاء والعرب السنة في الدجيل وسامراء وبحق التركمان في كركوك والتون كوبري وطوزخورماتو وبشير وبحق الكرد في حلبجة وبقية المدن والقرى الكردية.
ناضل العراقيون جميعا لكي ينقذوا شعوبهم من ظلم الطغاة البعثيين وقدموا التضحيات والخسائر المادية والمعنوية من زاخو وتلعفر في شمال البلاد إلى القرنة والفاو جنوبا ولكن تمايز نضال الكردي في الجبال والوديان العاصية على الجيش العراقي على نضال التركماني و الآشوري في المدن والقصبات السهلية بسب الظروف المكانية التي ساعدتهم في النضال، وتمايز نضال العربي من أبناء الأهوار على نضال العربي من أبناء المدن والقرى السهلية بسبب نفس تلك الظروف المكانية المتاحة لهم. ولكن في المحصلة النهائية ناضلوا جميعهم وتصدوا لنظام الشر والحقد والعدوان البعثي، ولو فكرنا في تكريم فئة معينة على نضاله في سبيل الوطن فلن تتحقق العدالة إلا بتكريم العراقيين جميعا وألا فلا معنى للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومساواة العراقيين التي مللنا في التحدث عنها. فلو وجب بأن يكون النشيد العراقي باللغتين العربية والكردية لما تحققت العدالة في منح الحقوق لأبناء الشعب الواحد والأفضل أن يكون النشيد عربيا لغة الغالبية أو باللغات العراقية كافة لكي لا تغبن فئة ويتجاوز على حقوقها في سبيل إرضاء فئة معينة أخرى.