الشيعة بين مطرقة البيشمركة وسندان القاعدة والسلفيين!!
رياض رشيد ناجي - كتابات
لم نكن طائفيون او عنصريون في يوم من الايام رغم اننا ذقنا الامرين من قبل من يمارس الطائفية والعنصرية. كنا ندعوا لوحدة الصف الوطني ونامل بعراق جديد يسوده العدل
الاجتماعي وتتمتع فيه كل مكونات الشعب العراقي بحقوقها وتصان كرامتها وتشعر بادميتها وان تذوب فيه وتنتهي والى الابد كل الفوارق والنعرات وكل ما يثير الكراهية والبغضاء وان يرتدي شعب العراق المظلوم رداء الحرية والديمقراطية والمساواة نظيفا لا تشوبه شائبة وان ينزع شعب العراق المنكود الحظ رداء الحزن والالم والعذاب الذي اجبره النظام الطاغوتي البشع على ارتداءه لخمس وثلاثين عاما. ويتذكر طلبتي الاكراد جيدا كيف كنت اشاطرهم في مشاعرهم واعمل على مساعدتهم مقدرا الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها. ويتذكر الزميل والصديق العزيز الدكتور كمال مظهر احمد في احدى مناقشتنا لرسالة ماجستير او دكتوراة كيف وجهت نقدا لاذعا لطالب بعثي بدرجة عضو قيادة فرقة حول الفقرة التي يتضمنها الدستور العراقي والتي تنص على ان العرب والاكراد متساوون في الحقوق والواجبات وقلت بصريح العبارة ان هذه الفقرة هي حبر على ورق. فنحن الشيعة ايها السادة لسنا بعنصريين ومن يتجرا ان ينطق بهذا الكلام في اروقة الجامعة وقاعاتها في عهد النظام الطاغوتي. وهل ظل احد في هذا الكون لا يعرف مدى الظلم الذي الحقه النظام بالشيعة كما الحقه بالاكراد وبقية الشرائح الاخرى ولا ندري حينما يطالب الاخرون بحقوقهم فلماذا هذه الحقوق الطبيعية تصبح كبيرة على الشيعة وتدفع العنصريون والطائفيون لابادتهم. هذا الكلام لا اوجهه للشرفاء وذوي الوجدان والضمير النظيف من السنة والاكراد وانما اوجهه للطائفيين والعنصريين فقط. كنا نامل بعراق جديد متطور ومزدهر. عراق يسوده النظام والقانون عراق تمارس فيه السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية صلاحياتها بشكل طبيعي وطبقا لدستور عادل ومتطور ينسجم وتطور المدنية والحضارة والانسانية. كنا نتطلع الى ان ياخذ الرجل المناسب مكانه المناسب. كنا نصبوا الى شعب يكون جديرا بالمسئولية في صنع العراق النموذج. كنا نامل مجيئ حكام يتعالون على المناصب ويتفانون في خدمة الناس بعد عذاب طويل لكن ومع الاسف لم يتحقق شيئ من ذلك على الاطلاق فكل الذي نشاهده عراق يحترق يوميا. الارهاب المنظم يحصد ارواح الابرياء وفي مقدمتهم الشيعة الذين تقصد النظام الطاغوتي ان يشمل الفقر والحرمان والجوع نسبة كبيرة منهم والا من الذي يدفع فتية بعمر الزهور من جنوب العراق الابي الشجاع المقتدر المضحي على الانخراط في صفوف الجيش الجديد والشرطة الجديدة. اليس العوز هو العامل الاساسي الذي يدفعهم ثم ان هؤلاء هم المعول عليهم في حفظ الامن والنظام وازالة شبح الخوف والارهاب والقلق عن شعب العراق الجريح. وبعد ان كشف النقاب عن قيام البيشمركة بذبح وقتل تسع واربعون شابا في عمر الزهور لا ذنب لهم سوى كونهم عناصر مكلفة بحفظ الامن والنظام. وبعدها بعدة ايام تقوم عصابات السلفيين والقاعدة الكفرة بخطف وذبح احد عشر شرطيا اخر. المجموعة الاولى من الشيعة والمجموعة الثانية من الشيعة ايضا. لم يعد هناك اي مجال بعد الان في اسدال الستار على ان هناك مؤامرة كبرى تستهدف الشيعة فالذي يحكم العراق الان هو البعث المشؤوم ومن يمسك بمسئولية الامن والمخابرات ازلام النظام الصدامي وطائفيون من الدرجة الاولى، ومن يجثم على صدور العراقيين بالكامل هم العنصريون والشوفينيون. وراس النظام الطاغوتي وازلامه لم يحاكموا ولن يحاكموا. القوة العسكرية الان بيد القوى الكردية وقياداتها العنصرية وبيد السلفيين بالتحالف مع ارهاب القاعدة وازلام النظام. السلطة القائمة في العراق الان اغلب عناصرها مشبوهة والدليل على ذلك ان عمليات الخطف والقتل والذبح للشيعة تجري بشكل منظم ومهيا له مسبقا بشكل دقيق قبل وقوعها. كما ان بؤر الارهاب والجريمة لم تتعامل معها السلطة الجديدة بما يجب بحيث يتمتع العراق بسلطة القانون والنظام وهي قادرة على ذلك لو ارادت والا ما السر في هذا التباطئ واين هم عناصر الارهاب والجريمة الذين يلقى القبض عليهم. لماذا لا تعر ضهم السلطة عبر شاشات التلفاز ليتعرف شعب العراق الجريح على القتلة ولماذا لا تقدمهم السلطة الى يد العدالة. ولماذا الكيل بمكيالين. مدينة النجف ومدينة الصدر لم يتباطئ النظام الجديد في التعامل معهما عسكريا وبشكل كامل والسبب معروف لانها مدن شيعية. والتيار الصدري رغم الماخذ التي لدى الشيعة على عناصره القيادية وخاصة السيد مقتدى فقد تم تحويله الى تنظيم سياسي بسرعة البرق وتم تجريده من السلاح فلماذا يتباطا النظام الجديدفي التعامل مع منطقة المثلث والطوق الذي يلف العاصمة بغداد والذي يشكل خطرا كبيرا لا يمكن التنبا بنتائجه على الساحة العراقية مستقبلا والمتمثل باليوسفية واللطيفية غرب بغداد. وديالى وما حولها شرق بغداد حيث ذبحت البيشمركة تسع واربعون شيعيا في دقائق فضربوا بذلك رقما قياسيا في فنون الاجرام وفاقوا سيدهم طاغوت العراق في عدد الضحايا وفي سرعة قتلهم. ومنطقة الدور والمثلث شمال وشمال غرب بغداد حيث ذبحوا في اخر اجرام لهم تسعة من رجال الشرطة كانوا قادمين من الاردن قاعدة الشر والارهاب في طريقهم الى اهلهم في كربلاء. اقول لماذا لم يتعامل النظام الجديد مع هذه البؤر الاجرامية بما يتناسب مع اجرامهم واراهبهم وخستهم ودناءتهم التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا.
في ظل هذه الاجواء القائمة هناك صمت رهيب من العناصر الشيعية السائرة في فلك السلطة الجديدة فقد اثبتت فشلها الذريع في الدفاع او تبني قضايا ابناء جلدتها كما يفعل قادة البعث الجدد من امثال الشهواني والنقيب لا بل اصبح الشيعة العلمانيون اسودا على ابناء جلدتهم ونعامة امام القتلة والارهابيين كما يفعل المارشال الشعلان.
مرجعيتنا بائسة خابت بها الظنون كما هو عهدنا بها دائما. عشائرنا اشترى الطاغية القديم والطغاة الجدد ضمائرهم بحفنة من الدولارات والدنانير ولم يبق في الساحة الان الا جماهير الشيعة الصابرة على الضيم ولم يبق الا القلم الشيعي الشريف يوضح ويرشد ويكشف النقاب عن المؤامرة الكبرى التي يجري تنفيذها بحق الشيعة. ان اعدام مجموعات من الشرطة الشيعة بشكل مستمر انما يؤكد حقيقة لا يمكن لاي شيعي ولا لاي منصف في هذه الدنيا فبركتها او ثشويهها وهي ان الشيعة الان اصبحوا بين المطرقة والسندان مطرقة البيشمركة وسندان السلفيين والقاعدة الارهابية. . . .
لذلك يجب على الشيعة ان يطالبوا ويعملوا على اصلاح مرجعيتهم وسوف اقدم دراسة مصغرة مستقبلا في هذا المجا ل. وعلى الشيعة توحيد الصفوف ورص الكلمة ايا كانوا عربا تركمانا اكرادا فييلين والحذر كل الحذر من القادمات فالمخطط كبير ايها الشيعة لابادتكم وسبق وان ذكرت في دراسة سابقة بان على الشيعة ان يستيقضوا من سباتهم؟ ساندوا المرجعية والاحزاب الاسلامية الشيعية ولكن لا تعتمدوا عليهما لان الاثنين فشلا فشلا ذريعا في التعامل مع الاحداث. البيشمركة محتفظون باسلحتهم وبكامل قوتهم العسكرية والسلفيون والارهابيون كذلك فلماذا يجردوكم من السلاح؟ كيف ستدافعون عن نسائكم وبناتكم وشرفكم وعرضكم وارواحكم مستقبلا؟ انتبهوا الى ذلك فالسلطة الجديدة غير قادرة على ان تعمل شيئ وستكونوا انتم الضحية الاولى والوحيدة؟ اما ان الاوان ان تنبثق من بين صفوفكم حركة الشيعة الثوريين وثقوا انها ستستقطب كل الجماهير الشيعية الرافضة للذل والضيم والعار والهوان. اما ان الاوان ان يكون صوتكم مسموعا وكلمتكم نافذة؟ السلطة الجديدة همشت في ما يسمى بالانتخابات القادمة اربعة ملايين شيعي في الخارج؟ اليس هذا جزء من المؤامرة الكبرى في حين ان القوى المعادية لكم هيات الملايين من البطاقات التموينية لتعطيها الى اناس جلبتهم من خارج الحدود للمشاركة في هذه الانتخابات؟ اتوجد مهزلة افظع من هذه المهازل. ايها الشيعة في العراق اصبروا وصابروا ورابطوا ووحدوا صفوفكم فانتم لستم بحاجة الى شيئ سوى حاجتكم الماسة لرموز قيادية رافضة للظلم رافضة للطغيان رافضة لكل من يمارس الباطل معكم. انتم بحاجة لرموز قيادية ثورية كالشهيدين السعيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر.
الم يكن النظام الانتخابي الذي سيجري قريبا جزء من هذه المؤامرة والا ان كان للشعب في ان يختار النظام الانتخابي فلا يوجد افضل من النظام الذي يعطي لكل مدينة عراقية الحق والحرية في ترشيح من تراه جديرا بتمثيلها ولكن هذا لا يريده اعداء الشيعة وما ارادوه سيتحقق في هذه الانتخابات فسوف تغيب مدن شيعية كاملة من وجود ممثلين لها في المجلس الوطني القادم.
وبعد ان كشفت الاحداث منذ سقوط النظام الطاغوتي وحتى الان ان الضحية الاولى والمستهدف الاول في عمليات الابادة والتصفية هم الشيعة فعلى الشيعة الارتفاع الى مستوى الحدث بالصبر والصمود والتكاتف والتلاحم وتنظيم الصفوف وسلوك كل السبل الحضارية في الاحتجاج والتظاهر والاتصال بالمنظمات الدولية والراي العام العالمي لتوضيح الصورة الحقيقية للمظالم والاستهانة التي كانت وما زالت تنفذ بحقكم وحقوقكم وبجانب ذلك الاستعداد كل الاستعداد لحماية انفسكم ووجودكم فلا تعولوا ابدا على سلطة هشة ومشبوهة ومرجعية ضعيفة منزوية واحزاب اسلامية سحقت ماضيها المجيد وتراثها القديم وتنكرت لقيمها مقابل مناصب زائلة لا محالة ورواتب انستهم اسلامهم واضعفت ايمانهم ودفعتهم الى التنكر ونسيان تلك الاجساد الطاهرة التي اوصلتهم الى هذه المناصب ورب ضارة نافعة فالحس الثوري المنظم لا تخلقه ولا تصنعه غير الشدائد والمحن فاستعينوا بالصبر ايها الشيعة ان الله مع الصابرين.