جانب مما ينبغي ان يقـــــــــــــال. . حــول المنطقة الآمنـــــة. . .
ماجـــد ايشـــو - مجلة تركمان العراق
بعد التفجيرات الاخيرة التي استهدفت خمس من كنائسنا في بغداد وتزايد حالات القتل والتنكيل والتهديد والوعيد والاختطاف وبوتيرة تصاعدية طالت الشعب الآشوري في الموصل وبغداد تعالت الاصوات من داخل شعبنا وخارجه بايجاد منطقة آمنة له في مناطقه التأريخية وتفاوتت ردود افعال الجماهير بين المؤيد والمتحفظ , لكن الهجرة كانت سيدة الموقف وفي اولويات الردود كما كان لرفض يونادم كنا إقامة منطقة آمنة الاثر السلبي الكبير بين صفوف جماهيرنا الآشورية (الرفض الذي نشر في جريدة بهرا العدد ٢٧٢ تحت عنوان المنطقة الآمنة شيْ. . والحقوق الادارية شيء اخر. . . .) حيث جاء هذا الرد السريع من كنا خوفا من إعتباره وراء محاولة بعض المشاركين في مؤتمر التسمية المركبة (مؤتمر شيراتون) الذي إنعقد في بغداد العام المنصرم ومحاولة ربط المنطقة الادارية التي طالبوا بها في قرى سهل نينوى بمنطقة الملاذ الآمن التي بدأ البعض المطالبة بها لانقاذ شعبنا من المأساة التي يمر بها في الموصل وبغداد وإعطائها بعدا سياسيا والتي من الممكن أن تغيض معلميه ومموليه قائلا (إن مطلبنا. . . أن يكون العراق منطقة آمنة للعراقيين كلهم , وأن لا يكون هناك فرق بين أبناء المجتمع العراقي على أساس ديني أو عرقي او طائفي او غير ذلك. . .)؟؟؟؟ كلمات يرددها الجميع ومحببة عند كل عراقي شريف وهو ما نتمناه ونحلم به نحن أبناء الشعب الآشوري لكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن , فساستنا اليوم ليسوا سوى منفذي برامج الغير الجاهزة فقد تناسى يونادم نفسه بانه الذي رفع وثيقة تقسيم العراق الى (كردستان) و (عربستان) فوق راسه باسم وحدة العراق ( الفدرالي) وتناسى أيضا في مؤتمره للتسمية المركبة تبعية المنطقة الادارية التي طالبوا بها ؟؟ وما هي اللغة الرسمية التي تستعمل فيها, الكردية أم العربية؟؟
باعتبارهما اللغتين الرئيسيتين في الدولة (الاتحادية) المزعومة وخاصة بعد رفض وجهاء قرى سهل نينوى واحزابها الميامين! ! ! ! تدريس السريانية في مدارسهم؟؟؟ وهو سؤال نوجهه ايضا الى القائمين بتقسيم شعبنا الى قوميات متعددة , وحري بالإشارة الى بعض الاصوات المطالبة بضم قرى سهل نينوى الى (كردستان) المزعومة الآمنة وهم على علاقة مباشرة ببعض المطالبين بايجاد ملاذ أمن للمسيحين في قرى سهل نينوى! ! ! ! .
أيتها الجماهير الآشورية والعراقية المناضلة أن ما يجرى اليوم على الساحة العراقية لهو أمر خطير وتزداد خطورته على الساحة الآشورية والتي يستوجب منا جميعا الحكمة ودراسة الموضوع من جميع جوانبه بعد أن اصبح شعبنا مهددا في وجوده من قبل الاصوليين المتطرفين والاسلاميين المتخلفين والعصابات المنتشره في كل مناطق الموصل وبغداد هذا من جهة ومن جهة اخرى تكريد مناطقه الآمنة التي تقع ضمن السيطرة الكردية إضافة الى وضع العراقيل لمن يرغب بالعودة اليها , جميع ما ذكرناه اسباب دعتنا الى الكتابة لقول ما نراه مناسبا خدمة لابناء جلدتنا والعراقيين بصورة عامة.
لا احد ينكر أن الشعب الآشوري تعرض الى إضطهادات مزدوجة قومية ودينية قبل وبعد إعتناق جزء منه المسيحية ونؤكد على قول جزء منه لان السواد الاعظم بقي على إيمانه الآشوري والذي يتجسد اليوم في الديانة اليزيدية مع بعض التغييرات لتتماشى مع الديانات السماوية التي حكمت المنطقة بعد تعرضهم لمذابح بلغ عددها (٧٣) مذبحة خلال مئات السنين عبر تاريخ طويل من المأسي والويلات على يد الاتراك والاكراد والعرب باسم الدين وهكذا كانت أحوال المسيحيين اخوانهم في القومية لكن بدرجة أخف باعتبارهم أهل الكتاب , علما إن القرى اليزيدية تجاور القرى المسيحية وتؤمن بانتمائها الآشوري كما لا ننسى إنتماء جزء كبير من أبناء الشعب الآشوري الى الدين الاسلامي وهم مطالبون اليوم باعلان إنتماءهم القومي خدمة للعراق وللعراقيين جميعا , ما ذكرناه يعبر عن حقائق لا يمكن تجاوزها باي حال من الاحوال , وهنا يكمن القصور الفكري الآشوري الذي يسود السواد من أبناء شعبنا وتتبناه احزابنا القومية ومؤسساته الشكلية التي تمارس الضغط والارهاب الفكري بعضها على البعض والممارسات المتخلفة التي نشاهدها من قبل من يدعون تمثيلنا والتراجع عن حقوقنا القومية أصبحت من السمات والشعارات البراقة لتلك المؤسسات والتي تتباهى بها لصالح الغير وجاءت نتائجها سلبية جميعا ومخيفة مهددة لوجودنا القومي تلك النتائج التي نراها اليوم في هجرة الآلاف منهم الى دول الجوار بسبب فقدانهم الأمل في رؤية مستقبل باهر في وطنهم تسوده المساواة والمحبة والالفة بين جميع الاديان والقوميات بعد انتظار دام طويلا.
إن مفهوم التسمية الآشورية يجب أن يخرج من الدائرة الضيقة التي تتعامل به أحزابنا ومؤسساتنا القومية تلك الدائرة المسيحية الضيقة التي يتمزق على ضريحها الأسم الآشوري في ميدان الصراع المذهبي الكنسي المرتبط بمصالح الغير من الذين يغذون الصراع ويهلهلون له، وليكن مفهوم الآشورية مفهوما حضاريا عراقيا أشمل واوسع من المفهوم الحالي القابع في زوايا خفية ليرى النور وليتمكن من خدمة العراق والعراقيين جميعا بعيدا عن العنصرية والتقسيم.
في الوقت الذي نرفض رفضا قاطعا مطالبة البعض بايجاد منطقة آمنة باسم المسيحيين في قرى سهل نينوى نؤكد ونطالب الرأي العام العراقي والعالمي والحكومة العراقية بايجاد منطقة آمنة لشعبنا الآشوري على إختلاف مشاربه في منطقة المثلث الآشوري نتيجة للظروف القاسية والمأساوية التي يمر بها طالما كان هناك تقسيم عرقي أخر يتوسع ويزداد ويهدد وجودنا القومي تحت يافطة (كردستان) نحث العراقيين جميعا ونؤكد على دعم مطلبنا المشروع خدمة للعراق والعراقيين جميعا.
عاش العراق حرا موحدا. . و عاش شعبه متحـــدا. .