كلما اقتربت الانتخابات العراقية التي ستجري في الثلاثين من كانون الثاني ٢٠٠٥، كشفت ألاعيب وخدع وتزاور بعض الجهات الكردية التي تخطط منذ سقوط صدام المجرم تكريد كركوك وبقية المناطق التركمانية وتغيير طابعها الديموغرافي لضمها إلى إقليم أحد الحكومتين الكرديتين بزعامة جلال الطالباني ومسعود البارزاني.حيث لحزب الإتحاد الوطني بزعامة جلال الطلباني الذي يسيطر على سليمانية وبعض المناطق الأخرى من محافظة ديالى وكركوك وتكريت حكومة خاصة ومجلس وزراء ويدعون بأن كركوك قلب كردستانهم ولن يتخلوا عنها لأحد.ولحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني الذي يسيطر على أربيل ودهوك ومناطق عديدة من الموصل حكومة خاصة أيضا ومجلس وزراء ويدعون بأن كركوك هي قدس كردستانهم ولن يتخلوا عنها لأحد أيضا.وقبل أسابيع أعلن الطالباني طلبه بتأجيل الانتخابات في كركوك إلى ما بعد عودة العرب المستفيدين منها إلى مدنهم الأولية وتهجير الآلاف الكردية الجديدة إلى كركوك بغية إظهارها ذات غالبية كردية.وجاءت اجتماعات دوكان ليتفق البارزانيون والطالابانيون ويقررا سوية على مطالبة المفوضية العليا للانتخابات في العراق على تأجيل الانتخابات في كركوك.ونتيجة تحديد المفوضية العراقية المستقلة يوم الثلاثون من كانون الثاني المقبل لإجراء الانتخابات في عموم القطر ومن ضمنها مدينة كركوك، أعلنوا بأنهم سوف يقاطعون الانتخابات العراقية جميعا في حال عدم تأجيلها في كركوك وهددوا بالانفصال عن العراق ثانية.وبعد أن لم يجدوا أذانا صاغية اتفقوا مع بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية السنية على طلب تأجيل الانتخابات في القطر مدة ستة أشهر.
أمر غريب فلماذا يا ترى كانت القيادات الكردية في تصر على تأجيل الانتخابات في كركوك؟ هل صحيح بأنه هناك أكراد مرحلون لم يعودوا بعد إلى كركوك؟ وهل أن إخراج العرب المستفيدين الذين هرب أكثرهم من المدينة خوفا من مطاردة الميليشيات الكردية لهم أصبحت مشكلة كبيرة هكذا؟ ربما نعم فهناك الكثير من الأكراد والتركمان المرحلون الحقيقيون الذين رحلهم النظام إلى جنوب البلاد أو تركوا العراق وهاجروا إلى معظم البلدان العالمية لم يعودوا إلى كركوك ولن يعودوا إليها كلما باتت التسيب وفقدان الأمن والاستقرار قائما فيها.وكلما استمرت بعض الجهات الكردية في نهجها العنصري والتفريق بين أبناء المنطقة وإطلاق شعاراتها الزائفة في كردية المدينة وطلب إلحاقها إلى أقاليمهم.لأن أولئك الأكراد الشرفاء الذين تم ترحيلهم من قبل النظام الباغي كانوا على علاقة أخوية رصينة ومبنية على أسس سليمة مع بقية أبناء المحافظة من التركمان والعرب وتم ترحيلهم من كركوك سوى لكونهم أكراد.وأما الذين عادوا إليها باسم المرحلين فلم يروا كركوك من قبل ولم يسكنوها أبدا.جاءوها مستفيدين من القيادات الكردية المذكورة لتحقيق غايتهم في تكريدها شبيهين بالعرب المستفيدين الذين جلبهم صدام أيام زمان للتعريب كركوك.
الوثائق والمستمسكات والبطاقات التموينية التي حصلت عليها منظمة الحركة القومية التركمانية وعرضتها الفضائية التركمانية في كركوك كشفت جميع أوراق البارزاني والطالباني القذرة.فإلى جانب المستمسكات والوثائق والبطاقات التموينية التي وجدت بحوزة بعض المواطنين الأكراد التي تثبت بأنهم من أبناء محافظة السليمانية وجدت بحوزتهم أيضا وثائق ومستمسكات وبطاقات تموينية أخرى ولكن زورت في أسواق(بازارات) السليمانية تثبت بأنهم من سكنة محافظة كركوك.فيا ترى كم من الآلاف مثل أولئك زودوا بهذه الوثائق والمستمسكات المزورة؟ وما الهدف من ذلك؟
الهدف واضح فجميع الأكراد الذين جلبوهم قيادتي البارزاني والطالباني زودوا بهذه المستمسكات والوثائق والبطاقات ليثبتوا إنهم من أبناء كركوك ويتمكنوا المشاركة في الانتخابات فيها ولكنهم لو شاركوا الانتخابات في كركوك فلا يستطيعون مشاركتها في مدنهم وليضربوا عصفورين بحجر واحد ويحصلوا على مقاعد برلمانية أكثر طلبوا تأجيل الانتخابات في كركوك لكي يتمكن أولئك من التصويت في محافظاتهم أولا وفي كركوك في يوم آخر ثانية.ولكن الله كشف أولئك المزورين الدجالين بسرعة وأظهرهم على حقيقتهم قبل تحقيق نواياهم الشريرة.ففي اللقاء الذي أجراه فضائية توركمن إيلي مع السيد نمير كركوكلي مدير إعلام منظمة الحركة القومية التركمانية قال بأنهم سيقومون بالشكوى ومطالبة التحقيق مع الجهات التي زودت المواطنين الأكراد بهذه المستمسكات والبطاقات والوثائق ومحاسبتهم قانونيا.وسيرفعونها إلى المفوضية العليا للانتخابات في العراق أيضا.
نعم يجب محاسبة المزورين حسابا عسيرا وعلى الحكومة العراقية المؤقتة لو كانت عراقية قولا وفعلا أن تهتم بهذا الموضوع بجدية كاملة وعليها تشكيل لجنة مستقلة عملها التحري والتأكد من سجلات جميع العراقيين الذين نزحوا إلى كركوك على أنهم رحلوا منها من قبل النظام الشوفيني السابق وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.وعليها أيضا إجراء تعداد سكاني في محافظة كركوك وتثبيت نفوس كركوك استنادا إلى الإحصاءات السابقة وخصوصا إحصائية ١٩٥٧.وكما على الحكومة طلب قوائم المرحلين الحقيقية من مصادرها الأصلية وهيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي دون الاعتماد على قيادتي الطالباني والبارزاني الذين يصرفون الملايين الدولارات التي حصلوا عليها من أمريكا وإسرائيل مقابل خيانتهم وعمالتهم لهم، لتكريد كركوك وتغيير معالمها الطبوغرافية ومن ثم ضمها إلى نفوذهم وتشريد التركمان والعرب منها وجعلها عاصمتهم وسلب جميع خيراتها ولكن عيون الخيرين من العراقيين الأصلاء لن تنم أبدا وستظل وراء خيانات العملاء وتراقبهم وتكشف أوراقهم القذرة وما التوفيق إلا من الله العلي القدير ناصر العراقيين المظلومين.
يا محلى الديمقراطية في العراق
كانت ولا زالت الديمقراطية من أهم العوامل التي أدت إلى سقوط النظام البعثي العفلقي المجرم في العراق.وكانت الديمقراطية أهم أحلام أجدادنا(رحمهم الله) الذين ماتوا وهم يتمنون تحقيقها للأجيال العراقية القادمة.وها اليوم لا زلنا ونحن أيضا نحلم بها والوصول إليها.ولكننا وكلما اقتربنا بها لنقبض على أشعتها الإلهية الخارقة لهربت منا وكأنها سراب في سراب.فأين الشعارات الزائفة التي أطلقوها الذين جاءوا من أجلها المحتلين وعملائهم وجواسيسهم المتسلطين على رقاب أبنائنا لتحقيق الحرية والديمقراطية لهم؟ أين الديمقراطية التي من أجلها قبضوا على جراثيم العراق من أمثال صدام وبرزان و وطبان ومحمد حمزة الزبيدي وعلي حسن المجيد وغيرهم من المشعوذين والبراغيث وقتلوا الجلادين عدي وقصي؟ أين الديمقراطية التي لا زالوا يتكلموا عنها؟ وما نوعها؟ وشكلها؟ ولونها؟ وطعمها؟
أهذه ديمقراطيتهم وهم يقتلون الأبرياء العزل في المساجد والعتبات المقدسة التي يلجئون إليها لكونها مناطق آمنة تحميهم من ملاحقة الغادرين؟ وهل هذه ديمقراطيتهم يسمحون للميليشيات المسلحة العميلة للمحتلين بأن يفتشوا في بيوت العراقيين ويحطموا كل شيء؟ أم هل هذه ديمقراطيتهم وهم يسكتون على جرائم بعض الأحزاب الكردية العميلة وعناصر ميليشياتهم المسلحة الذين اخترقوا صفوف الشرطة والحرس الوطني، الذين يأخذون بأبناء كركوك والمناطق المحيطة بها على أساس بأن قوات الاحتلال أرادتهم وسيعودون بسرعة، وبعدها يأخذونهم إلى أمن(أسايش) جلال الطالباني في السليمانية ومسعود البارزاني في أربيل ويحققون معهم ويعذبونهم ويطلبون منهم معلومات عن الجبهة التركمانية العراقية؟
ومتى كانت الاستيلاء على أجهزة المصورين التلفزيونيين واعتقال الصحفيين والإذاعيين والتلفزيونيين ديمقراطية؟ ففي ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٠٤ اعتقل بعض عناصر الشرطة العراقية في كركوك الزميل(أحمد هاجار أوغلو) وزميله المصور الذي يرافقه في تصوير تحقيق أجروه في كركوك واستولوا على كاميرتهم وبعد تدخل المسئولين التركمان تم إطلاق سراحهم.أ هذه ديمقراطية جاءوا الأشرار من أجلها إلى وطننا وهم لا يدعون الإعلاميين والصحفيين أن يمارسوا مهنتهم ويقوموا بإيصال رسالتهم الإنسانية الشريفة لأبناء شعبهم.
ولماذا يعتقلون مراسلي الفضائية التركمانية في محافظة كركوك من دون مراسلي بقية عشرات الفضائيات الموجودة في المحافظة؟ ومن وراء هذه الممارسات العدوانية الحاقدة الداعية إلى إسكات الصوت التركماني الداعي إلى وحدة العراق شعبا وأرضا، سوى العنصريين والانفصاليين الذين يحلمون في تجزئة العراق وتقسيمه إلى دويلات وشعوب؟ الكل يعلم بأن الفضائية التركمانية التي بدأت تبث برامجها المتنوعة الجميلة مؤخرا أصبحت من أهم الفضائيات العراقية العاملة في كركوك ولها شهرة واسعة في عموم القطر وخارجه بتقديم الجيد والمفيد من البرامج والوثائق والأخبار التي تهم الساحة العراقية عامة والتركمانية خاصة.ولكن هذا النجاح السريع الذي حققته الفضائية يبدو أزعج بعض الجهات الشوفينية الحاقدة التي تستمر في تخطيط مخططاتها العنصرية الرامية إلى النيل من الشعب التركماني وتهميش دورهم الوطني والقومي المشرف في العراق دائما، وزرع البلبلة والعداوة بينهم وبقية قوميات كركوك المتآخية وخصوصا أشقائنا الأكراد.ويجب على الحكومة العراقية لو زالت تدعي بعراقيتها ونزاهتها ومجيئها لتحقيق السلام والأمان والحرية والديمقراطية وغيرها من الأهداف الوهمية الزائفة أن تنهي سكوتها على ما تجري في كركوك من عمليات إجرامية مشبوهة وانتهاكات مستمرة بحق العرب والتركمان فيها؟ فيجب على الحكومة التي فضلت الخرس منذ أن استلمت مقاليد الحكم المؤقت في البلاد أن تمد يد عونها إلى أبناء كركوك وتددخل في حل مشاكلها وإنهاء معاناتها وغزوها من قبل الميليشيات الكردية وعناصرها الذين جاءوا من محافظات عراقية أخرى كالسليمانية ودهوك وأربيل وانخرطوا في صفوف الشرطة العراقية والحرس الوطني فيها، وألا فأن صبر أهالي كركوك من العرب والتركمان سينفذ وينقلب إلى غضب وانتقام.ولا نتمنى ذلك أبدا ونحن نأمل تداوي جروح أهالينا في عموم وطننا المجروح وإنهاء كافة معاناته.