بدعوة من مؤسسة دار الحكمة قام الشيخ عباس الإمامي ممثل الإتحاد الإسلامي لتركمان العراق في بريطانيا بإلقاء محاضرة حول التركمان في العراق في مقر المؤسسة بلندن يوم الجمعة ٠٣/١٢/٢٠٠٤، وضم الحضور نخبة من المهتمين بالشان العراقي و المثقفين ومجموعة من الطلبة العرب الدارسين في الجامعات البريطانية.
وتطرق المحاضر في البداية بصورة مختصرة الى أ صل التركمان في العراق وسبب تسميتهم، ثم عرج على علاقتهم بالأسلام و بمذهب التشيع حيث أوضح سماحته بأن التركمان الشيعة اعتنقوا المذهب الشيعي منذ القدم وان التشيع موجود في الوسط التركماني بقدم وجوده في الأوساط الأخرى، مشيرا الى إستشهاد إثنين من التركمان في معركة الطف مع الأمام الحسين عليه السلام في كربلاء، واوضح بان عقائد الشيعة التركمان لاتختلف البتة عن عقائد عموم الشيعة الأثنا عشرية في العالم، وهم مرتبطون بالحوزات العلمية ومراجع التقليد ارتباطا وثيقا.
ثم تطرق الشيخ الإمامي الى شيئ من تأريخ الأمارات والحكومات التركمانيـة في العـرا ق مشيرا الى العهد السلجوقي والبويهي والأتابكي والدولة الأرتقية في أربيل ودول الآق قويونلو وقره قويونلو التركمانيتين اللتين حكمتا العراق مدة طويلة، وذكر نبذة عن الأمام علي بن عيسى الأربيلي صاحب كتاب {{ كشف الغمة في معرفة الأئمة}} موضحا احتمال كون أهالي أربيل من الشيعة سابقا تأثروا بالعوامل السياسية والاجتماعية ولربما تعرضوا لما تعرض له الشيعة طول التأريخ الى ظلم و بطش وتهجير وتقتيل حتى ضعف التواجد الشيعي التركماني في أربيل.
ثم تطرق الى الخارطـة السكانيـة والسياسيـة لتركمان العراق والى دور الحوزة العلمية وعلماء الدين في تفعيل الشعور السياسي لدى التركمان الشيعة والأحساس بالمسؤولية تجــاه الدين والوطن والأمـة، مشيرا الى التأريخ السيا سـي المعاصر للتركمان الشيعـة و الحركات والأحزاب السياسية التابعة لهم، و دور علماء الدين التركمان الشيعة في العـرا ق وما قدموا من تضحيات في سبيل تحرير الشعب العراقي عموما والتركمان خصوصا من ظلم البعثيين، حيث تقدموا الى اعواد مشانق بكل فخر وإعتزاز وشجاعة وكان على راس كل وجبة تعدم من المجاهدين التركمان عالم دين يعدم معهم.
وحول سبب كون نسبة الشهداء لدى التركمان الشيعة أكثر من نسبة الشهداء لدى الطوائف والقوميات الأخرى في العراق الذين قتلهم أزلام صدام التكريتي؟ قال بان هناك أدلة دامغة لنية صدام وزبانيته لأبادة التركمان الشيعة والقضاء عليهم كليا وتغيير قومية الآخرين الى العربية بالترغيب والترهيب.
وتطرق أيضا الى سياسة إرهاب الدولة لتركمان العراق وكيف انه لم يتم الاعتراف بالتركمان كمواطنين من الدرجة الاولى منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة ولم يعترف الدساتير العراقية كلها لحد الآن بالتركمان كقومية عراقية مثل العرب والكرد.
وفي الختام أوضح العلاقـة بين التركمان الشيعة ودول الجوار، وحقيقة كون التركمان الشيعـة جزء من نسيج العراق الموحـد وعلاقاتهم مع إخوانهم من التركمان السنة و مع العرب والأكراد والكلدان والآشوريين وغيرهم.
واعقبت المحاضرة فترة الاسئلة حيث توجه الجمهور وبحماس شديد بالاسئلة المتنوعة حول التركمان مما عكس الرغبة الصادقة لهؤلاء في معرفة المزيد عن التركمان ولاسيما الشيعة منهم، وقد تولى الشيخ الامامي الرد على هذه الاسئلة بكل وضوح وصراحة، وابدى العديد من الحاضرين ارتياحهم البالغ لموضوع المحاضرة التي اتاحت لهم فرصة التعرف اكثر واكثر على تركمان العراق وشئونهم وشجونهم بعد ان كانت معلوماتهم في هذا المجال سطحية.