تعرضت الكنائس والكاتدرائيات الى هجمة طالت عددا منها بالحرق والتفجير الامر الذي اثار استنكار جميع العراقيين على اختلاف دياناتهم وطوائفهم!
الاعتداء على المسيحيين لايمت الى الانتماء العراقي بصلة، فالوطن العراقي متنوع الاعراق والديانات والمذاهب منذ وجد، والوطن العراقي يحتضن جميع ابنائه باحضان دافئة، وامومة رؤومة، وتسامح كبير، وصدر واسع، من غير تمايز ولا تمييز، وبلا تفرقة ولا فرقة، ومن دون تعنصر ولا تمذهب ولا تزمت!
المسيحيون جزء من نسيج المجتمع العراقي ولون واضح ومهم في ذلك النسيج، ولم يعرف تاريخ العراق نزاعا كان المسيحيون والمسلمون طرفيه، ولم يحدث ان قتل في العراق مسيحي بسبب دينه ولم يعتد المسيحيون على اخوتهم المسلمين بسبب ديانتهم، فالروح الصليبية لا وجود لها في الجسد العراقي، والتداخل بين المسيحيين والمسلمين وصل الى حد المصاهرة، فكم من عراقي مسلم وقع في غرام مسيحية حسناء فلم يجد في دينه مايمنعه من الزواج منها فيأتي الابناء بسحنة سمراء وعيون خضر من اب مسلم وام مسيحية ولكنهم عراقيون ومن ابوين عراقيين بالولادة والسلالة والانتماء والمواطنة!
المسلمون المتنورون المتسامحون يحترمون الكنائس كما يحترمون المساجد والحسينيات، ويقدسون الكاتدرائيات كما يقدسون اماكن العبادة عند المسلمين بمختلف طوائفهم!
الاعتداء على اخواننا المسيحيين اذن ليس من طباع العراقيين سنة كانوا ام شيعة متطرفين ام معتدلين متدينين ام علمانين متحزبين ام مستقلين مؤيدين للاحتلال ام معادين له في داخل العراق كانوا ام من الخارج قدموا!
من حق المسيحيين علينا ان نرفع اصواتنا استنكارا وشجبا لما يتعرضون له وتضامنا معهم لانهم عراقيون اولا واخيرا!
مامن دولة تنشد الرقي والتطور الا وتحترم معتقدات جميع ابنائها وتدافع عنها وتحميها ممن يريدون الاساءة لها او الانتقاص منها وذلك هو جوهر الديمقراطية ولبها!
انا احب المسيحيين لانهم اخوة لنا في المواطنة ونظراء لنا في الخلق ومؤمنون بالرب نفسه الذي نعبده ونطيعه ونصلي له وندعوه ونستعيذ به ونلجأ اليه ونتجه صوب بيته في كل صلاة!
ايها العراقيون تذكروا قول الشاعر العراقي الديمقراطي المتحرر جدا الذي يقول:
مادمت محترما حقي فانت اخي
آمنت بالله ام آمنت بالحجر!
عاش الديمقراطيون المتنورون العلمانيون العراقيون الاصلاء!