أعلنت هيئة مكافحة المخدرات بروسيا انه تم القضاء على ۳٨ عصابة اتجرت بالمخدرات في منطقة موسكو خلال نصف العام الأخير. وحسب معلومات خبراء الهيئة فإن حجم التجارة غير المشروعة للهيروين، مثلا، يبلغ ۱٠ أطنان في منطقة موسكو وحدها. ومعظم المخدرات أجنبية المنشأ. وكيف تدخل إلى روسيا؟
يقول فيكتور شركسوف، رئيس هيئة مكافحة المخدرات في روسيا، في إجابته عن هذا السؤال من مندوب وكالة "نوفوستي": إن منطقة آسيا الوسطى مثار قلق خاص لنا. ولكننا نولي المسار الأرمني الجورجي والمسار الأرمني الإيراني جل اهتمامنا في العام الحالي وكذلك المسار البيلوروسي الذي يأتي عليه تيار من المخدرات الاصطناعية من أوروبا.
- قلتم ان وضع الحواجز بعيدا عن حدود روسيا يوفر جهود الجهات المعنية بمكافحة المخدرات داخل البلاد. . يعني تتبعون تكتيك "الضرب الاستباقي الوقائي"؟
- نفهم القيام بالسبق في توجيه الضربة الوقائية على أنه توطيد مواقع بعيدة. والآن نضبط ونصادر من المخدرات داخل البلاد ما يزيد عما تتم مصادرته على الحدود الروسية. وهذا يعني تبعثر الجهود خاصة وأننا لا نستطيع القبض على كل تاجر للمخدرات، وإن كنا نصادر كميات كبيرة من المخدرات.
- لعل المقصود بالمواقع البعيدة أولا هو أفغانستان. وقد أعلنتم في الربيع ان هيئتكم سوف تفتتح مكتبا لتمثيلها في كابول عما قريب؟
- لقد وضع الجانب الروسي كل الترتيبات الضرورية. . ونتعاون مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن الأفغانيين. وهناك تفاهم كامل معهما. ولا أستبعد افتتاح مكتب تمثيل هيئتنا في كابول في أقرب وقت. ويتعلق الأمر في جانب كبير منه بسرعة تمرير الوثائق المطلوبة عبر القنوات الدبلوماسية. وفي ما يتعلق بحجم حضورنا فسوف تبين الأيام القادمة ذلك مع العلم أننا نرتئي افتتاح مكتب كبير عندما تتاح الفرصة لإجراء اتصالات سريعة مع مسؤولي الأمن في كل أنحاء البلاد للحصول على المعلومات المطلوبة لنتخذ إجراءات عملية في أسرع وقت. ولكن الوضع في أفغانستان الآن لا يتيح إجراء اتصالات مع من خارج كابول.
- وهل تنجح قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مكافحة المخدرات في أفغانستان؟
- ما كادت الدول التي تكافح الإرهاب في أفغانستان تستجيب لقلقنا بشأن تزايد إنتاج المخدرات هناك حتى العام الماضي. ومما يزيد من الخطورة أنهم في أفغانستان أصبحوا ينتجون الهيروين بعد ان ركزوا على إنتاج الأفيون الخام بشكل أساسي. وقد توفي ۱٢ شخصا من متعاطي المخدرات في مدينة روبتسوفسك بإقليم ألطاي متأثرين بمادة مخدرة. وهناك عشرات الأشخاص الذين لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى. وأخطرنا زملاؤنا في كازاخستان بأن أكثر من ٢٠ شخصا توفوا متأثرين بمادة مخدرة في هذا البلد أيضا. وقيل في إحدى الروايات إن المصابين في إقليم ألطاي وفي كازاخستان تناولوا مخدرات أفغانية.
- يعني تكاد تكون روسيا هي الوحيدة التي تقاتل في هذه الجبهة؟
- كلا، لقد أجرت الجهات الأمنية في البلدان الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي - روسيا وبيلوروسيا وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان - عملية مشتركة عرفت باسم "قناة ٢٠٠٤" وهي عملية تهدف إلى قطع الطريق على تهريب المخدرات. وأكدت نتائجها انه أيا كانت قدرة دولة ما فإنها ليست قادرة وحدها على صد الهجمة التي تجريها مافيا المخدرات. وفضلا عن ذلك فإن عددا من دول العالم أصبح يشارك في محادثات هامة بإشراف منظمة الأمم المتحدة. فلقد ساعدت المناقشات التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة في الصيف الماضي على مستوى تخصصي عال في صياغة تكتيك مشترك لقطع الطريق على تهريب المخدرات من عدد من المناطق. وتمثلت النتيجة الرئيسية في وضع نموذج لما نسميه بحزام الأمان المضاد للمخدرات. وقد وقعت جميع الدول المجاورة لأفغانستان على بيان سياسي يعلن استعدادها للمساهمة في جهود إنشاء طوق مانع لتهريب المخدرات حول هذا البلد. وهذا أمر في غاية الأهمية لأنه لا مكان للأمل في تغيير الوضع في أفغانستان نحو الأفضل في وقت سريع، فالحكومة المركزية لا تسيطر على الأمور في الأقاليم في الواقع العملي في حين ان قسما كبيرا من سكان أفغانستان يتورط في إنتاج المخدرات بصورة أو بأخرى. أما بالنسبة لدول التحالف فإنها لم تصبح تستشعر خطورة صناعة المخدرات في أفغانستان إلا في الفترة الأخيرة عندما أقدمت القوات الدولية على تدمير معامل لإنتاج الهيروين.
- وهل يمكن ان تجري روسيا عمليات مشتركة مع الأجهزة الخاصة من دول التحالف؟
- لا يحق لنا ان نقوم بأي عمل في أراضي أفغانستان، ولكن بإمكاننا تبادل المعلومات عن نشاط هذا أو ذاك من تنظيمات الجريمة في أراضي أفغانستان وحول قنوات جديدة لتهريب المخدرات.
- ماذا عن حجم المخدرات الجاري تهريبها إلى روسيا عبر شمال القوقاز؟
- ليس لي حصر دقيق، ولكنني أستطيع ان أقول ان المخدرات تأتي لهذه المنطقة عبر الأراضي المتاخمة لبحر قزوين بشكل أساسي. والوضع في إقليم الشيشان والمناطق المجاورة له هي الأصعب. فقد تم القضاء على عصابتين كبيرتين كانتا تتجران بالمخدرات في انغوشيتيا في النصف الأول من أيلول (سبتمبر). وضبطت بحوزة عناصر العصابتين كيلوغرامات من الهيروين وكميات كبيرة من الأسلحة. وهذا دليل آخر على ان أموال المخدرات تذهب إلى تمويل الأعمال الإرهابية أيضا.
- وهل تتمكنون من تدمير القاعدة المالية لمافيا المخدرات وهذا إحدى مهامكم الرئيسية على حد قولكم؟
- لقد تغير إلى حد ما موقفنا من اكتشاف قنوات لتبييض أموال ناتجة عن تجارة المخدرات. صحيح اننا لم نضبط كميات من الأموال القذرة يصل حجمها إلى۱٠ ملايين دولار أو ٢٠ مليون دولار، ولكننا فتحنا أكثر من مائة ملف جنائي تتعلق بتبييض أموال قذرة في العام الحالي وحده، وأحل نصفها إلى المحكمة.