عاصف سرت توركمن فى ندوة حزب مصر الفتاه : سقوط كركوك يعني بداية تقسيم منطقة الشرق الأوسط
ناصف سعد - جريدة الهدف المصريه الدوليه
- مجلة تركمان العراق
شهد مقر حزب مصر الفتاه بوسط القاهره تظاهره حاشده ضمت سفراء وأساتذة جامعات ومواطنيين عاديين تجمعوا للإستماع لأول مسئول تركماني يحاضر فى ندوات عامه داخل مصرعن تركمان العراق تلك القوميه المنسيه التى عانت التهميش والإقصاء فى الأزمنه الغابره ولاتزال، وقد ضاقت أروقة مقر الحزب عن أن تسع الجماهير المحتشده التي أخذت فى متابعة الندوه من خلال الميكروفون الداخلي وصارت الحركه داخل أروقة وطرقات الحزب شبه مستحيله، وقد بدأ عاصف سرت توركمن كلمته بالترحيب بالحضور قائلا : أرحب بكم وأقول لكم سلام عليكم من قلب كركوك. . لقد عانينا نحن التركمان الكثير ولايمكن للكلمات أن تصف لكم قدر معاناتنا وعوملنا كجاليه أجنبيه رغم أننا دخلا العراق مع السومريين وأسهمنا فى تطوير الحضاره العراقيه، والآن نتجرع الظلم ونحصد الكراهيه لأننا نحب هذا الوطن ونرفض تجزئته. . فى الحرب العالميه الأولى أتى الإنجليز بخططهم الخبيثه وسعوا لبث الفرقه بين الفسيفساء العراقيه وسمعنا ولأول مرة كلمة عربي وكردى وتركماني، سني وشيعى وكانوا بارعين فى إستخدامهم لسياسة. . فرق تسد.
واليوم نحن نعيش فى ست محافظات فى الموصل وأربيل وكركوك وصلاح الدين وديالى وبغداد ونشكل ثلاثة عشر بالمائه من سكان العراق ومجموع نفوسنا يربو على ثلاثه ملايين ونصف ومع ذلك نحن مهمشون ومبعدون لأننا تركمان عراقيون نحب بلدنا العراق ونقف ضد الإنفصال.
وفى قانون إدارة الدوله العراقيه المؤقت الموضوع من قوى الإحتلال جري تقسيم الوطن بين قوميتين فقط هما العرب والأكراد دون أدنى مراعاه لوجود القوميات الأخرى من تركمان وآشوريين وصابئه وأرمن، وفى مجلس الحكم المشكل من قبل قوات الإحتلال جرى تعيين ٢٥ عضوا لم يكن من بينهم تركماني واحد ينضوى تحت حزب أو حركه سياسيه تركمانيه.
وأقول لكم أيها الأخوه أن محاولات إبعادنا عن ممارسة دورنا فى بناء وطننا كانت قد بانت معالمها قبل سقوط النظام عندما حاولت بعض القوى السياسيه تهميشنا فى مؤتمرات المعارضه، وفى مؤتمر لندن وزعت الحصص أو الكعكه فى الغرف المظلمه فى فندق هيلتون لندن بينما كانت القوى الحقيقيه والفاعله تندد بهذا الإجتماع تحت المطر الغزير وعندما سمحوا لنا بالدخول كانت الكحكه قد وزعت بالفعل، وفى الإنتخابات الحاليه ورغم تحفظنا على أشياء كثيره إلا أننا مجبرون كقوميه على دخولها لأن هناك بعض الكارهين لنا لديهم الرغبه فى شغل حيزنا لتنفيذ مآربهم فى محو هويتنا وسلبنا كركوك، وها نحن نمراهم الآن يطالبون بتأجيل الإنتخابات ليستفيدوا من الوقت لجلب أكراد غير عراقيين من إيران وسوريا وتركيا وتوطينهم فى مناطق شمال العراق وفى كركوك خاصة لتغيير الهويه العراقيه للمناطق وإلحاقها بالوطن المزعوم المسمى بكردستان، وهانحن نتلقى الضربات لأننا ضد التقسيم وضد التبعيه ونرى بأن كركوك مدينه عراقيه ذات خصوصيه تركمانيه وكما أن البصره مدينه ذات خصوصيه عربيه والسليمانيه ذات خصوصيه كرديه فإن كركوك ذات خصوصيه تركمانيه.
ولأجل دفاعنا عن عراقية كركوك تلقينا الضربات تلو الضربات وتعرضنا للقتل والسحل والتعليق على فروع الشجار فى مجزرة كركوك ١٩٥٩،
لأننا لم نرض إلا أن تكون كركوك مدينه عراقيه، وعندما سقطت كركوك فى يد الأكراد فى ١٠ / ٤/ ٢٠٠٣ تم تدمير كل مرافق الدوله وفرض سياسة التكريد القسرى بقصد تغيير هويتها وتدمير سجلات قيد النفوس والعقارات ولكن اليد الآثمه التى إرتكبت هذا الجرم نست أن الهويه وإن محت من الأوراق فإنه لايمكن محوها من على أرض الواقع، وتعلمون أيها الأخوه أن هدف هؤلاء هو النفط لأن مدينتا الخالده تنتج سبعون بالمائه من إنتاج العراق من النفط ولديها مخزون يعد ثاني أكبر إحتياطى فى العالم بعد السعوديه، وخلال ثماني عقود ونيف لم يستطع أحد أن يغير هويتنا العراقيه ويزيد من تماسكنا كعرب وتركمان أننا مهددون بالإمحاء تحت وطأة سياسة التكريد القسريه لأننا نقف ضد سياسة تقسيم العراق إلى دويلات وكانتونات.
إن مانريده أيها الإخوه. . هو قيام عراقا برلمانيا ديمقراطيا حرا. . لسنا أو أى قوميه اخرى فقط نريد أن تحترم حقوق التركمان وأن يعاملوا معامله الآخرون من شركاء الوطن ولا مانع لدينا من أن يكون الرئيس كرديا أو عربيا أو آشوريا شريطة أن يعمل لأجل وطنه لاقوميته. . كركوك أيها الساده على صفيح ساخن وأشبه ببرميل بارود يوشك على الإنفجار، وعليكم أن تعلموا أنه إذا سقطت كركوك فإن ذلك سيكون بدايه لتقسيم العراق ومن ثم الشرق الوسط، ومن هنا أطالب الحكومه والشعب فى مصر بالمحافظه على وحدة العراق لأننا جزء من هذه الأمه.
وعقب إنتهاء السيد عاصف سرت توركمن من كلمته الحماسيه التى اثارت الكثير من الشجن فى نفوس الحاضرين تعرض لسيل من الأسئله كان أبرزها من السيد اللواء هاني سعفان والذى سأله عن طبيعة العلاقه بين التركمان وتركيا، وقد أجاب توركمن على السؤال قائلا من الطبيعى ان تربطنا بتركيا صلات الدم واللغه والدين وليس مع تركيا وحسب بل ومع جمهوريات آسيا الوسطى الناطقه بالتركيه وهذه الصلات لاتخرج عن ذلك ولاتؤثر فى كوننا مواطنون عراقيون علاقتنا بتركيا كعلاقه العرب بعضهم ببعض، ولايمكن لنا أن نغمض تركيا حقها وهى التى رفضت إستخدام أرضها فى غزو العراق وقدمت العون لأهل الفلوجه والنجف وتلعفر وقدمت للأكراد أكثر مما قدمت للتركمان ونحن نعتبر أنفسنا كحلقه وصل بين الأتراك والعرب لأننا نتكلم اللغتين العربيه والتركيه. . ونؤكد على أننا لسنا عملاء لأحد وعندما خيرنا من قبل اللورد كروزون بين البقاء فى أرض العراق أو الرحيل إلى تركيا تمسكنا بالبقاء فى العراق لأننا عراقيون ولو تكلمنا اللغه التركيه ولأن وجودنا فى العراق يسبق وجود الأتراك فى الناضول بآلاف السنين والعراق هو وطننا عشنا على ارضه وعاش على أرضه أجدادنا منذ آلاف السنيين.
وعقب إنتهاء الندوه خرجت الجماهير فى وداع عاصف سرت توركمن حتى الباب الخارجي للحزب حيث جرى إلتقاط الصور مع الحضور وبجوار تمثال الزعيم أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاه.