كثيرون هذه الأيام الكُتاب المدافعون عن القضيه الكرديه. . او بالأحرى عن القيادات الكرديه والأصح عن مصالحهم الشخصيه, إذ لابد من الدفاع عن المظلومين او من أصابهم قهر او ضيم وهذا شيئ رائع, وعلى المتبني للدفاع عن القضايا الإنسانيه أن لايكون لديه ميل للدفاع عن قضيه دون أخرى إن كانتا بنفس المستوى وإلا سوف يُتهم بالإنحياز لجهه دون اخرى, ناهيك عن الشكوك التي تُثار حول الكُتاب المهتمين بمثل هكذا امور وكما قيل (من دخل مداخل الشك يُتَهَم).
الغريب في الأمر ان هؤلاء الكتاب يلعنون كل من يمس طرف العفه للقيادات الكرديه ويُتهم باللاإنسانيه وبالعنصريه والشوفينيه والقومجيه والعماله للبعث وبالغباء لعدم القدره على فهم ماهية الفيدراليه مثلاً. . . . . والأنانيه والكثير من الإتهامات, في الوقت الذي يُقتل ويٌشرد من أبناء جلدتهم الكثيرين من أبناء الفلوجه وقبلها من أبناء النجف, مع تخريب للممتلكات وهدم البيوت على اصحابها والجماعه تلوك وتجتر كالبعير ماتُردده يومياً من مظلوميات الكرد وحلبجه والأنفال والعرب المستوطنين وكركوك وغيرها من التكرارات التي حفظناها مثل النشيد الذي تعلمناه في الروضه والذي يقول في مطلعه: يابط يابط العب بالشط. . . . . . الى آخره من كلمات هذا النشيد الخالد. . . . . .
يكتب هؤلاء الكُتاب كتابات حماسيه يفتقد اليها الكتاب الكرد أنفسهم في نفس المجال ولهم دعوات لنصرة الكرد على العرب وآخرها تجمعهم الضئيل لنصرة الكرد لطرد المستوطنين الصهاينه الغرباء المتوحشين. . . عفواً. . . اقصد العرب العراقيون إذ هم بنظر القيادات الكرديه مغتصبون وغرباء ومتوحشون ومُتخلفون ولابد من إعادتهم الى الوسط والجنوب الذين قدموا منهُ قبل عشرين او ثلاثين او حتى اربعين سنه لأن الحق يكون للكردي فقط في السكن في كركوك كعبة الكرد( التسميه الأخيره بعد قدس كردستان وقلب كردستان) وليس لأحد الحق في ذلك بينما المفارقه هو ان يُطالب الكرد في الدول الأوربيه وبقوه للحصول على حقهم في الإقامه الدائمه في الدول الأوربيه وحقهم في الحصول على الجنسيه بل وحقهم في الترشيح للبرلمان ماداموا يعيشون في البلد بضعة سنين, مع حقهم في السكن في اي مكان يرغبون العيش فيه. . .
ويحق للكرد كذلك السكن في كل العراق دون أي عائق من البصره وبغداد والموصل في وقت لايمكن لمن إستجلبهم صدام وهم ليسوا بالكثره بالسكن في كركوك, لذا فعليهم العوده من حيث أتوا. . .
اما الذين أتوا بملئ إرادتهم وهذا من حق الجميع وسكنوا في أراضِ خلاء وزرعوها وعمروها هم أيضاً يجب أن يُغادروا ليتم جلب الكرد من الدول الصديقه والشقيقه لتكون الغلبه السكانيه للكرد في المدينه, مما دعا أخيراً المفوضيه العليا للإنتخابات في كركوك الى رفض تسجيل سبعين الف كردي كونهم ليسوا من سكنة المدينه وطبعاً تم إتهام المفوضيه والقائمين عليها بالإتهام الجاهز وهو العماله للبعث وصدام.
وهناك من الكُتاب من يتحمس في الكتابه لدرجه حصوله على بطاقة دعوه أخويه وبريئه جداً!! من رأس القيادات الكرديه لزيارة المناطق الكرديه, ويذهب هؤلاء وقلوبهم لاهيه عما يحدث في العراق من قتل ودمار وتشريد وبيع بالجمله ونهب وسلب ومؤامرات ليتجهوا صوب النعيم المنتظر والجوائز المجزيه حيث لاعين رأت ولا اذن سمعت, ليشاهدوا الفيلم على الطبيعه وليقوموا بتقييم الأمور عن قرب ليخرجوا بنتيجه مفادها إن العرب ظلموا الكرد وحق الكرد في الإنفصال مذكور اساساً في القرآن وهو من المبادئ المُسلم بها, بل ويتمادوا في الكتابه ليكونوا كُردا أكثر من الكرد انفسهم فيقوموا بسرد تفصيلي درامي مُمِل لأحداث حلبجه والأنفال وغيرها مما لم نسمعه ولم يسمعه أحد والذي يُعجِز أشهر مُخرجي هوليود على إخراج مثل تلك القصص الناتجه من عبقريه فذه تتوقد عندما تُحِس بمظلومية الكرد وتخبوا عندما يتعرض العراق لأبشع ظلم.
يتناسى هؤلاء الكٌتاب الأشاوس بأن ماحل بالشعب الكردي من مآسي ليس أقلها بسبب سوء تصرف قياداته طوال الوقت, فمن تآمر البرزاني الأب وإشعاله الحرب لسنوات طويله وعمالته لإيران وتسببه في تأخر العراق إقتصادياً بسبب مطالب كان يُمكن حلها سلمياً, على الأقل لايُستعصى ذلك على أصحاب القرار السياسي لإيجاد حل مناسب يُرضي الجميع, الى تحالف الطلباني مع صدام بعد إنشقاقه من البرزاني وحتى تحالف الإثنين مع ايران في الثمانينات ومانتج عنها من مآسي حلبجه بعد تواطؤ الطلباني مع ايران وبعدها الأنفال التي كانت من نتاج عبث القيادات الكرديه بالنار إذ تطلب من النار ان لاتحرقها وتنتظر من الذئب الذي يدها في فمه ان لايعضها ويكون دافع الثمن الشعب الكردي في كل مره بينما يلوذ الجميع بالفرار ساعة الجد الى سوريا او تركيا او ايران وجوازات السفر الصادره من الدول الثلاث في جيوبهم ليلاقي من يلاقي مصيره.
كما ان تواطؤ الكرد مع صدام للتخلص من الإنخراط في الجيش اثناء الحرب مع ايران ماكانوا سوى جيش صدام الضارب للكرد انفسهم وكانوا يُسمََون بالفرسان, ليستمر التاريخ وتكون حرب الخليج الثانيه ليحث قادة الكرد الشعب الكردي بالهروب خوفاً من إلإنتقام بعد هزيمة البعث من الكويت لتعرض المحطات العالميه المسيرات الهائله من البشر في العراء والبرد القارص هاربه من جحيم صدام ليتم إتخاذ هذا الحدث كشهادة ظلم من قِبل البعث ؤيُتخد كذريعه لتمرير مآربهم المعروفه.
ويتناسى هؤلاء الكُتاب ايضاً حرب الكمارك بين البرزانيين والطلبانيين والتي كانت وبشكل لايقبل الشك لأجل المال وليس لأجل قضايا وطنيه والتي لم يكن للكردي البسيط في كل ذلك لاناقه ولاجمل, بل العكس فقد لاقى الأمَرَين من ذلك بسبب تعنت الطرفين وبغض أحدهما الآخر وتم دفع الثمن هذه المره ايضاً من قِبل الشعب الكردي.
هؤلاء الكُتاب لم يُكلفوا انفسهم كثيراً عناء البحث عن الحقيقه التي يتوجب عليهم إعلانها بغض النظر عن كل شيئ وهي من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم وذلك لأن لابد للحقيقه من أن تظهر وتُعلن ولو بعد حين وحينها ماذا سيفعل هؤلاء هل سيؤولون ذلك بتأويلات فارغه أم يدسوا رؤوسهم في الرمال كالنعام؟ هذا إذا مالم يُفَسَر إنحيازهم لجهه معينه لأسباب خاصه والمعنى طبعاً قي قلب الشاعر وهذا الشاعر كثير الكلام!!!