ليس من أجل سورية وتركيا فقط!؟
خلال أقل من عام شهدت العلاقات السورية ـ التركية نقلة نوعية في الاتجاه الصحيح ولما فيه خدمة البلدين الجارين اللذين تجمع بينهما وشائج وعلاقات تاريخية ودينية وإنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية حيث شكلت زيارة الرئيس بشار الأسد إلى تركيا في بداية العام الحالي المقدمة العملية والموضوعية التي أعادت العلاقات الثنائية، لا. . بل العلاقات التركية ـ العربية إلى مسارها الصحيح، وبما يكفل
الوصول إلى علاقات ليست مبنية على العواطف والوشائج الراسخة بين الشعبين فقط وانما على المصالح المشتركة والمنافع الاقتصادية المتبادلة.
وتأتي اليوم زيارة ضيف سورية الكبير رجب طيب أردوغان، لتعلي البناء في علاقات ينظر إليها الشعبان الجاران في كل من تركيا وسورية بعين الرضا والتفاؤل، خاصة أن مثل هذه العلاقات النوعية والتنسيق المشترك يحمل في طياته منافع اقتصادية واجتماعية مباشرة، كما أنها تعزز التفاؤل بترميم الوضع الأمني على الصعيد الإقليمي، الذي يعيش أسوأ حالاته منذ الغزو الأميركي للعراق قبل زهاء سنتين.
على اعتبار ان التعاون والتنسيق بين البلدين، سواء أكان ذلك التنسيق على صعيد ثنائي أم في إطار اجتماعات تضم مسئولين من دول الجوار العراقي، يمكن أن يساعد الأشقاء في العراق على تجاوز المحنة التي يعانون منها، مع التأكيد أن اختلال الأوضاع الأمنية في العراق يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على البلدين، وأن عودة العراق مستقلاً موحداً ديمقراطياً يصب في مصلحة البلدين.
إن تركيا بثقلها السكاني الذي يزيد على سبعين مليون نسمة، وثقلها الجغرافي المتثمل بمساحة تصل إلى ٨١٤ ألف كم مربع على تخوم أوروبا، وناتجها القومي الذي يعتمد في ٦١٪ منه على الخدمات المصرفية والسياحية، واقتصادها الذي حقق تطوراً ملحوظاً، وسياستها المتوازنة، ورغبة قيادتها وشعبها في توثيق العلاقات الثنائية مع سورية، تلتقي برغبة صادقة ومماثلة من الجانب السوري.
وما نأمله فعلاً أن تسهم زيارة أردوغان الحالية إلى سورية في ترسيخ ما تم التوصل إليه من اتفاقيات بين البلدين، وفتح آفاق جديدة عبّر عنها السيد أردوغان في تصريحاته التي أدلى بها لوسائل الإعلام عشية هذه الزيارة التاريخية.