لا يخفى النضال السياسي الكردي ضد الحكومات العراقية السابقة وتضحياته الكبيرة ضد أنظمة تلك الحكومات العنصرية الشوفينية وخصوصا النظام الصدامي المجرم وجلاوزته الأنذال علي حسن المجيد(علي كيمياوي)، طه جزراوي، عزت الدوري، برزان التكريتي، وطبان التكريتي، طارق عزيز، محمد حمزة الزبيدي وغيرهم، الذين نفذوا أشرس المخططات البعثية القمعية ضد أبناء العراق جميعا. ولا يخفى الوعود الكاذبة التي أعطتها ولا زالت تعطيها حكام الدول الجارة والعربية والأجنبية للقيادتين الكرديتين بزعامة كل من جلال الطالباني(زعيم حزب الإتحاد الكردستاني) ومسعود البارزاني (زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني) بمساندتهم للقضية الكردية ودعمهم في إقامة دولة كردستان الخيال. ولا يخفى على أحد الخسائر البشرية الفادحة التي تكبده الأكراد نتيجة تلك الوعود الزائفة ومحاربتهم الحكومة العراقية من ناحية ومحاربة أكراد إيران وتركيا وفيما بينهم من ناحية أخرى. فمنذ عقود مضت نسمع عن معارك طاحنة بين أكراد العراق والجيش العراقي وبين جماعة البارزاني وجماعة الطالباني وبين جماعة البارزاني وجماعة حزب العمال الكردي (لعبد الله أوجلان) وبين جماعة الطالباني وجماعة الحزب الإسلامي الكردي وغيرها كثيرة.
وما هي مطالبهم الجديدة اليوم في إلحاق محافظة كركوك إلا نتيجة الوعود الكاذبة الجديدة التي أوعد الأمريكان والصهاينة كلا من البارزاني والطالباني في إقامة الدولة الكردية لهم مقابل مساعدتهم القوات الأمريكية في احتلالها للعراق وتسهيل مهمة الصهاينة في تدنيس أراضينا المقدسة التي لم يتجرؤوا بأن يخطوا فيها خطوة واحدة. حتى وأن النظام البعثي الصدامي الملعون لم يتعامل مع الصهاينة ويسمح لهم دخول العراق. ولكن وللأسف الشديد فإن المخابرات الموسادية وجدت من شمالنا الحبيب أرضا خصبة لمواصلة العدوان على أمتنا العربية والإسلامية وقامت بشراء الأراضي والممتلكات الحيوية في المحافظات الشمالية وكركوك وحتى في بغداد العاصمة. و لأجله نرى القوات الأمريكية في العراق ساكتة عن الجرائم والممارسات اللا إنسانية التي يرتكبونها الميليشيات الكردية ضد التركمان والعرب في مدينة كركوك وبقية مدن وقصبات الإقليم التركماني والآلاف المؤلفة من العوائل الكردية التي يجلبونها إلى كركوك على أنهم رحلوا منها أيام الطاغية صدام، بغية إظهارها كردية ليضموها إلى إقليمهم لكي يتمكنوا من قيام دولتهم الكردية والانفصال عن العراق معتمدين على بترولها التي ستمكنهم من تحقيق كافة أحلامهم العنصرية المريضة.
فمن جانب يحاولون الحصول على مكتسبات مهمة في قانون إدارة الدولة العراقية، و يشتركون في إدارة البلاد، ويشغلون أهم المناصب الحساسة في البلاد كنائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس المجلس الوطني المؤقت ويشتركون في انتخابات البلاد، ومن جانب آخر لا يرفعون العلم العراقي فوق بنايات الدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس في مناطقهم التي يخضعونها تحت سيطرتهم ويحرضون الشعب الكردي على المطالبة بالانفصال عن العراق وتأسيس دولتهم الكردية. وآخر هذه المخططات المشبوهة كانت عبارة عن عريضة طويلة تهيئوا لها منذ فترة طويلة، تحمل تواقيع مليون وسبعمائة ألف مواطن كردي وقدموها إلى الأمم المتحدة يطالبون إجراء استفتاء بشأن إقامة دولة كردية في شمال العراق. وبدورها الهيئة التي استلمت العريضة رفضت الطلب الكردي لعدم تقديمها من قبل الحكومة المركزية العراقية، و لكونهم يستلمون يوميا العشرات من مثل هذه الطلبات وإن مثل هذه المهمات لا تحل عن طريق تقديم الطلبات لذا لا نراها جدية، بالإضافة إلى أن جمع هذا العدد الهائل من التواقيع من قبل أي شخص أو جهة ما دون إعلام أحد، و في جغرافية كشمال العراق مستحيل جدا. .
فهذا الغباء السياسي الذي عودونا عليه قيادتي البارزاني والطالباني منذ سنوات طويلة يبدو بأنه لا ينتهي وسيستمر أشقائنا الأكراد بدفع أثمان خيانة وعمالات قياداتهم للأجنبي مقابل أطماعهم الشخصية غاليا دائما. ألم يحن الأوان لأشقائنا الأكراد أن يصحوا من غفلتهم هذه ويحملوا قياداتهم مسئولية أخطائهم التي لا تنتهي أبدا ويتحملون هم وحدهم مصائبها؟ أليسوا بسبب أفكار أولئك الزعماء العنصرية والانفصالية يكسبون عداوة وحقد بقية أشقائهم العراقيين الذين قاسموهم الحلو والمر في هذا البلاد ودافعوا عن حيضها سوية؟ فلماذا يسكتون عن الحق ولا يصرخون في وجه قيادييهم ولا يقولون لا للخيانة! وألف لا للعمالة للأجنبي! ومليون لا للانفصالية وتقسيم العراق. ونعم للأخوة العراقية! وألف نعم للسلام والأمان! ومليون نعم للعراق الموحد. وعاش العراق حرا أبيا وعاشت الأخوة العربية والكردية والتركمانية والكلدوآشورية وخسئ أعدائنا وأعداء الأمة العربية والإسلامية في كل بقاع العالم أجمعين.
التركمان بريئون من وليد شركة وأمثاله
إن من حسن الحظ إن معظم التركمان في العراق وأشقائنا العرب في كركوك يعرفون جيدا من هم وليد شركة، عرفان كركوكي،، شيرزاد عثمان، سيف الدين ده ميرجى أصحاب الأحزاب الكارتونية الكردومانية التي تمولها الحزبين الكرديين الإتحاد الوطني بزعامة مام جلال والديمقراطي بزعامة مسعود البارزاني. وإنني أود أن أوجه سؤلا قبل كل شيء إلى كل الذين يظنون بأن كل من أولئك المجرمين مناضلين وقوميين تركمان نزيهين وأصلاء فلماذا إذا لم يتقرب إليهم التركمان وينتموا إلى صفوف تلك الأحزاب لو كانت فعلا تركمانية وجاءت لخدمة القضية التركمانية لا لتكريد كركوك وإلحاقه إلى الإقليم الكردي؟ أم هل إن التركمان جميعا خونة وعملاء سوى أولئك الحثالى والمنبوذين والمعروفة تاريخهم الأسود لدى جميع التركمان في كركوك وأربيل أيام المجرم صدام حسين. والحمد لله والتاريخ العراقي القديم والحاضر يثبت بعدم خيانة التركمان للوطن والعمالة للأجنبي ووفاءهم الغير محدود للعراق وتقديمهم أغلى التضحيات في الدفاع عن حيض أوطانهم وعدم السماح لأحد أن يتجرأ بتقسيمه إلى دويلات طائفية وعنصرية.
إن تهجم شخص خائن وعميل مثل وليد شركة(العميل السابق لمديرية أمن كركوك والذي أوصل العشرات من التركمان إلى حبل المشانق) على أشقائنا العرب في كركوك وشتمهم وتسميتهم بالعرب المستوردين أو المستوطنين ليس بجديد وبل أطلقه من قبله سيده مام جلال في مناسبات أخرى. لذا نرجو من أشقائنا العرب أن يكونوا حذرين لمثل هذه المؤامرات الخبيثة التي يلجأ إليها بعض الحاقدين على الأخوة العربية التركمانية والكردية في كركوك بغية زرع فتيل المشاحنات والعدوان والحقد والكره بينهم وإشعال فتيل الحرب الذي سيحرق الأخضر واليابس لا سامح الله لو بدأ. لأنها ستكلف أبناء المدينة غاليا. وإن التركمان بريئين من الأعمال الدنيئة التي يقومون بها، والمهاترات الكلامية التي يطلقونها أولئك الأنفار الضالين أمثال وليد شركة وعرفان كركوكي وسيف الدين ده ميرجى وجودت النجار وغيرهم. إذ إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وليس للتركمان أية علاقة بهم لا من بعيد ولا من قريب.
حتى وإن القيادات الكردية لو لم تكن لها نوايا مشبوهة وأهداف معينة في تشكيلها لمثل هذه الأحزاب الكارتونية لسمحت لهم بأن يشاركوا أولئك العملاء الذين يترأسون سبعة أحزاب كارتونية في الانتخابات العراقية. لكنهم مؤمنين من فشل أولئك المجرمون الذين جميع أوراقهم مكشوفة لدى جماهير شعبنا التركماني وإنهم لن يحصلوا حتى وعلى صوت تركماني واحد غير أصوات ذويهم وأفراد أقاربهم. وفي عدة مناسبات جرت في كركوك رشق التركمان أولئك الذين سمتهم القيادات الكردية بالأحزاب التركمانية بالطماطم الممزوق وأسمعوهم جيدا بأنهم لا يمثلون التركمان ولا لهم علاقة بهم. حتى وفي مقراتهم الموجودة في كركوك والتي تحميها الميليشيات الكردية لا تجد غير أنفسهم وعوائلهم ولا تستطيع التحدث إليهم إلا باللغة الكردية. فبأي حق يمثلون الشعب التركماني الذين تبرؤا منهم.
لذا على أشقائنا العرب الموجودون في كركوك بأن أن يطمئنوا بأن التركمان غير مانعين لتواجدهم في كركوك ولن يسامحونهم لو تركوها أبدا. لأن كركوك مدينة كانت ولا زالت ولن تكون غير مدينة عراقية يعيش فيها العرب والتركمان والكرد والكلدان والآشوريين بسلام وأمان ولم يستطيع أحد أن يطرد العرب الذين جاءوها أيام حكم الطاغية صدام قبل ثلاثة عقود. فمثلما للتركمان والكرد والكلدان حق في السكن في بغداد والموصل وتكريت وبعقوبة والمدن العربية الأخرى، فللعرب أيضا حق في السكن في كركوك وليس من حق أي مخلوق على الأرض أن يسمعهم بعبارة العرب المستوردين أو المستوطنين مادام العراق وطن العراقيين جميعا من زاخو وحتى الفاو.
حراس وطنيون أم عصابة تخريب وسرقة
تشكل قوات الحرس الوطني في العراق في عام ٢۰۰۳، أي بعد سقوط الرئيس العراقي المجرم صدام حسين وحكومته الباغية. وكان الهدف الأكبر من تشكيلها القبض والقضاء على الإرهابيين الذين يقومون بالتفجيرات وتدمير المنشآت النفطية والصناعية في البلاد واغتيال المسئولين والسياسيين، وملاحقة المجرمين الذين يقومون باختطاف الأغنياء وأفراد عوائلهم ويطالبونهم بمبالغ طائلة، ويقومون بسرقة أموال الشعب وقوته. إضافة إلى مساعدة الأجهزة الأمنية في تحقيق السلام والأمان وحراسة منشآتنا الحيوية. ولكن الأعمال الشنيعة التي قاموا بها أفراد تلك القوات منذ تشكيلها ولحد الآن في مدن وقصبات متعددة من العراق تثبت عكس ذلك.
فشارك أفراد هذه القوات إلى جانب قوات الاحتلال في ضرب رجال المقاومة الشجاعة وأهالي الفلوجة الأبرياء. وتمكن المدافعين البواسل عن مدينة فلوجة الصامدة من القبض على العديد من أفراد تلك القوات وبتر رؤوسهم من جسمهم ووضعها في طريق أفراد قواتهم لكي يروا بأعينهم مصير كل من يتعاون مع المحتلين ويعمل لمصالحهم. كما شاركوا أفراد تلك القوات في ضرب أبطال المقاومة من أنصار الزعيم الشيعي البطل مقتدى الصدر ونصبوا مفارز تفتيشية في مداخل ومخارج مدن كربلاء والنجف وكوفة وقاموا بتفتيش الداخلين والخارجين وحتى النساء والأطفال. وتمكن أبطال المقاومة هناك أيضا من القبض على العديد من أولئك المغررين وقتلهم.
وفي الأسبوع الأول من شهر كانون الأول من عام ٢۰۰٤ هاجم أولئك الحراس دائرة الطابو في قضاء تلعفر(أكبر قضاء في العراق) وأخذوا جميع سجلاتها وأضابيرها التي تثبت تركمانية المدينة وسرقوا أجهزة التلفزيون والثلاجة والمبردة والدواليب الحديدية. وفي نفس اليوم دخل العديد من أفراد تلك القوات بيوت الناس في المدينة بحجة البحث عن الأسلحة وقاموا بسرقة أموالهم. وفي لقاءات الفضائية التركمانية في تلعفر قالت امرأة بأن أولئك الحراس سرقوا من دولابها سبعة ملايين دينار عراقي. وامرأة ثانية قالت بأنهم سرقوا مليون دينار كانت تخبئها بين ملابسها في صندوق. وامرأة أخرى قالت بأنهم سرقوا جميع ما تملكها من الذهب الذي اشتراه إليها زوجها في زفافها.
في اليوم الخامس والعشرون من كانون الأول ٢۰۰٤ هاجم أفراد الحرس الوطني مقر الحزب الوطني التركماني في ناحية يايجي التركمانية التابعة لمحافظة كركوك وقاموا بتحطيم أبواب المقر وشبابيكه وجميع ممتلكاته وتمزيق العلم العراقي وأعلام الحزب وتدمير جميع مستلزمات المقر وأخذوا أضابير ومستمسكات الحزب جميعا.
ونحن نستنكر ونشجب هذه الأعمال الجبانة التي لا تليق أبدا بقوات عراقية تشكلت لتكون عيون ساهرة على أموال الشعب وممتلكاته، نطالب الحكومة العراقية التدخل وتشكيل اللجان التحقيقية بحق عناصر قوات الحرس الوطني ومحاسبتهم على أخطائهم التي ارتكبوها مع تعويض جميع المواطنين الذين أصابتهم الضرر نتيجة تلك الممارسات الغاشمة. كما نطالب الحكومة العراقية أن تنصف في قبول تطوع العراقيين جميعا في صفوف هذه القوات وتشجع جميع أطياف الشعب العراقي حتى يتطوعوا في صفوفها لكي لا تكون محصورة في أغلب الأحيان على أبناء شعبنا الكردي. والأفضل أن يكونوا أفراد تلك القوات في كل مدينة من أهالي تلك المدن وحسب نسبتهم فيها. ففي المدن التركمانية يجب أن يكونوا تركمان وفي المدن العربية عرب وهكذا وفي المدن الكردية أيضا أكراد. حتى لا يتمكن أحد بأن يقول بأن الحراس الوطنيون هم من الأكراد فقط. ويجب محاسبتهم فورا عندما يخطئون ويقسون مع أهالينا في العراق مهما كان السبب في ذلك. أملنا الوحيد أن لا يكونوا أفراد تلك القوات العراقية الحديثة نسخة طبق الأصل من عناصر الأمن والمخابرات العراقية في العهد البائد، والذين حقد عليهم شعبنا العراقي أجمعين والله من وراء القصد.
أبتمزيق الملصقات الانتخابية تتحقق الديمقراطية
من المعروف لدى جميع سكان العالم قاطبة بأن الدعاية الانتخابية ولصق الملصقات الدعائية وتعليق اللافتات حق من حقوق جميع الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية التي تشارك في الانتخابات الرئاسية والمحلية في أية دولة ما، ومهما كان حجم وعدد منتسبي وأعضاء ذلك الحزب أو تلك المنظمة. ولكن وللأسف الشديد ما يجري في كركوك تلك المدينة العراقية ذات الخصوصية التركمانية من جراء الفوضى وحالات التسيب وفقدان الأمن والسلام، ينافي تماما توجه البلاد نحو تحقيق الحرية والديمقراطية. وحسب التقارير التي نحصل عليها منذ أسبوع فأن أغلب الملصقات الدعائية و اللافتات الانتخابية للأحزاب والمنظمات التركمانية والعربية قد مزقت في العديد من أحياء كركوك والمناطق المحيطة بها من قبل بعض المواطنين الذين يحملون في أحشائهم حقدا وكراهية على القوميتين الكبيرتين في المحافظة. وحسب ادعاءات المسئولين للعديد من الأحزاب والمنظمات المشاركة في الانتخابات، بأنهم شاهدوا بأم أعينهم أفراد شرطة طوارئ كركوك وهم يمزقون الكثير من الملصقات واللافتات هذه في وسط كركوك وشوارعه الرئيسية.
فتصوروا يا سادة كيفية الديمقراطية التي ستتحقق في بلاد يمزق أفراد شرطته الذين عينتهم حكومة أياد علاوي المؤقتة التي جاءت لرفاهية الشعب العراقي وتحقيق أحلامهم التي حرموا منها في العهود السابقة وخصوصا عهد الطاغية صدام وجلاوزته المجرمون. أ هذه ديمقراطية تتحقق في بلاد يحق أفراد شرطته للأحزاب والمنظمات التي ينتسبون إليها خفاء أو علنية، حق الدعاية الانتخابية ولصق الملصقات الجدارية وتحريم الآخرين من الأحزاب والمنظمات التي لها الحق ذاته؟ وكيف يريدون أولئك الأفراد الحاقدين المنتسبين إلى الشرطة العراقية من أبناء شعبنا في كركوك الانصياع إلى أوامرهم؟ أ ليس من واجب أولئك الأفراد حماية الشعب العراقي وممتلكاته من التخريب والتدمير والسرقة؟ و لماذا يمزقون بأنفسهم ويساعدون الآخرين أيضا في تمزيق هذه الملصقات واللافتات التي صرفت عليها الملايين من الدولارات من أجل تحقيق الديمقراطية التي حرم منها أجدادنا وحرمنا منها وها اليوم يحرم منها أطفالنا الأعزاء؟ أم أ ليس هذه الملصقات الجدارية والدعايات الانتخابية من ممتلكات الأحزاب والتنظيمات التي تمثل الشعب العراقي؟ وإلى متى؟ ولماذا يسكت أفراد الحكومة العراقية الانتقالية على هذه العمليات الاستفزازية التي تقوم بها منتسبي وزارتها الداخلية في شرطة طوارئ كركوك والميليشيات المسلحة فيها، والتي عن طريقها يزرعون المزيد من الحقد والبغضاء والكراهية والنفور في قلوب أبناء المحافظة، الذين عاشوا فيها دائما منعمين بالحب والمحبة الأخوية والتآلف والتكاتف والتعاون. أ ليس على الحكومة محاسبة أولئك الحاقدين الذين يحاولون اغتيال بسمة صغارنا الحلوين وأمنيات شبابنا الواعدين، واغتيال الحرية والديمقراطية والسلام والأمان في وطننا التي لم نراها أبدا؟
ونحن نشجب ونستنكر هذه العمليات الاستفزازية التي يقوم بها شرطة طوارئ كركوك نطالب السيد محافظ كركوك والسادة المسئولين في المحافظة إضافة إلى السادة مدير وأعضاء مكتب مفوضية الانتخابات في كركوك التدخل لمحاسبة أولئك المجرمين من أفراد الشرطة لعملهم الجبان هذا وإيعاز بقية أفراد الشرطة المحلية ورجال الأمن وحراسهم والمواطنين على حماية تلك الملصقات واللافتات الدعائية الانتخابية خدمة للعملية الديمقراطية التي ينتظرها الشعب العراقي لإجرائها في الثلاثين من كانون الثاني 2005. ووفق الله جميع الخيريين الذين يسهرون لحماية وطننا وشعبنا وممتلكاتهم ولتحقيق الحياة الحرة الكريمة في العراق ونجاتنا من المحتلين الطامعين.
إلى زميلي الكاتب والصحفي الكردي نزار الجاف مع التحية
أنا لست محامي العرب ولكنني مع عراق موحد وطن العراقيين جميعا
بتاريخ ٣٠ كانون الأول ۲٠٠٤ نشرت شبكة الأقلام الثقافية في موقعها المتميز مقالا للزميل الكاتب والصحفي الكردي نزار الجاف المحترم ردا على مقالي " الترکمان بريئون من وليد شرکة وأمثاله " والذي نشر في مواقع متعددة ومن ضمنها موقع الأقلام المؤقر. قبل كل شيء أقدر الزميل الوقور الجاف على الأسلوب الجميل الذي اتبعه في صياغة مقاله" أوميد کوبرولو شاهدا و محاميا وخصما و قاضيا" والخالي من الشتائم والمسبات والألفاظ السوقية الغير لائقة بكاتب أو صحفي يحمل مبادىء إنسانية أصيلة غير منحازة إلى فئة أو طبقة معينة من البشر. عكس الكثيرين الذين يسمون أنفسهم بكتاب أو صحفيين مرموقين و يبدؤون مقالاتهم بالشتائم والمسبات وتسمية الآخرين بالألقاب البغيضة والمكروهة وينهونها بالتهجم عليهم وإظهارهم بثياب العمالة والتجسس التي يرتدونها أنفسهم وأسيادهم. فبارك الله بك يا أخي وزميلي وكثر الله من أمثالك لخدمة العراق العظيم عراق العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن جميعا. وبارك الله بكل من يرفض تقسيم العراق وتقسيمه إلى دويلات الأقاليم والمحافظات والأقضية والأزقة.
أخي العزيز أنا لست محامي صدام حسين المجرم ولا أعضاء قيادته البعثية الظالمة الذين ظلموا العراقيين جميعا ولم ينجو من ظلمهم وجرائمهم ونواياهم الدكتاتورية المشبوهة اللعينة لا أبن الشمال ولا أبن الجنوب ولا أبن الوسط. وبسطوا أياديهم القذرة لتنال من أبناء البصرة وأربيل، والناصرية وكركوك، والنجف الأشرف والسليمانية، والحلة ودهوك، وبغداد والموصل وتزجهم إلى المعتقلات والسجون والإعدامات والمقابر الجماعية. ألم تكن المقابر الجماعية التي وجدت في أنحاء العراق كافة دليلا واضحا على ظلم العراق جميعا. فلماذا إذا نعادي أبناء شعبنا من العرب نتيجة تورطهم بسياسة البعثيين العنصريين وسكنهم في كركوك . فلو كان صدام جاء بعشرات الآلاف من عرب الجنوب طيلة أكثر من عشرين عام وسكنهم في بيوت وأراضي التركمان والأكراد في كركوك بغية تعريبها، فقيادتي الطالباني والبارزاني جلبوا أكثر من ثلاثمائة آلاف كردي في أقل من عامين إلى كركوك على أنهم مرحلون منها وأسكنوهم في بيوت وأراضي العرب والتركمان وفي معسكرات الفيلق الأول والملاعب واشغلوا الدوائر والساحات الرياضية. ألم يكن إقرار السيد يحيى العاصي الحديدي بمنع ۹۰ ألف كردي من المشاركة في انتخابات كركوك لعدم إثبات انتمائهم للمدينة دليل قاطع على الحملات العنصرية والمخططات المشبوهة التي ينفذونها قيادتي مام جلال ومسعود البارزاني لتكريد كركوك بغية قطعها من جسم العراق وضمها إلى الإقليم الكردي؟
أخي الجاف كان مقالي يخص بالدرجة الأولى العميل وليد شركة وأمثاله كعرفان كركوكي وشيرزاد عثمان وجودت النجار وسيف الدين ده ميرجي وغيرهم، الذين أسسوا لهم قيادتي الحزبين الكرديين الإتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني أحزاب ومنظمات كردوتركمانية، متبعين نفس سياسة صدام في تأسيس أحزاب كردية معارضة لحزبي مام جلال والبارزاني. فيا أخي فإننا لم نسمع شيئا إسمه نضال أو عمل بطولي قاموا به أولئك العملاء (الذين استحدث البارزاني التجمع التركماني للأحزاب الكردومانية الكارتونية المعلبة المعارضة للجبهة التركمانية العراقية) من أجل الشعب التركماني المغتصب حقوقه من قبل جميع الحكومات العراقية السابقة والحكومة الانتقالية الحالية. وإنني أتحدى بأن يقول أحدهم إنه ظلم من قبل النظام الصدامي لنضاله من أجل القضية التركمانية أو أدخل السجن أو حتى أعدم أحد من أقاربه للسبب ذاته. فأسماء جميع شهدائنا الذين أعدمهم النظام الباغي والمحكومين الذين زجهم إلى المعتقلات والسجون(سواء لأسباب قومية أو دينية ) موجودة وموثوقة لدينا ولدى العديد من المؤسسات والمنظمات التركمانية في داخل العراق وخارجه. وللعلم يا أخي فليس لأولئك الذين لا يختلفون عن أسيادهم حقدا وبغضا وكراهية على الشعب التركماني مؤيدا تركمانيا واحدا (لآن التركمان يعرفون الماضي الأسود لأولئك المنبوذين وخياناتهم للشعب التركماني) عكس الأحزاب والمنظمات التركمانية المنطوية تحت الجبهة التركمانية أو التي تناضل مستقلة من أجل التركمان ونيل حقوقهم المغتصبة والذين لهم عشرات الآلاف من المؤيدين والأنصار. أهل سمعت يا أخي يوما من الأيام حزبا تركمانيا آخر سواهم يشتم عرب كركوك ويطالبهم الرحيل من كركوك؟ أ هذا يعني بأن التركمان جميعهم راضين عن ما قام به النظام الفاشي السابق من التغيير الديموغرافي لمدينة كركوك؟ لا والله وألف لا. ولكن التركمان يؤمنون بمبدأ واحد وهو بأن العراق من أقصى شماله وإلى أدنى جنوبه وطن العراقيين جميعا وللكل حق السكن في المدينة التي يختاره دون معارضة أي شخص أو جهة عراقية.
أنا لا أنكر بأن العرب الذين استقدموا إلى كركوك سكنوا في بيوت وأراضي المرحلين الذين لم يكونوا فقط أكراد وبل تركمان أيضا. ولكن النظام المجرم استحدث العشرات من الأحياء الجديدة لأولئك المستقدمين مثلما يستحدث القيادات الكردية أحياء كردية في كركوك للعوائل التي ليست كركوكية. فلوا كانت تلك العوائل كركوكية لعدن إلى بيوتهن وأراضيهن التي رحلن منها.
ومن جانب آخر ولإظهار مدينة كركوك بأنها كردية، أدعى مام جلال في حديث له بأن كركوك كانت مدينة كردية يعيش فيها الكرد والتركمان والكلدان والآشوريون. أي خالية تماما من العرب. فترى إلى أين ساق الطالباني بعشائر العرب ك(الحديديين، الجبور، العبيد وغيرهم)؟ ولماذا نطالب العرب الرحيل من كركوك فقط بسبب استقدامهم من قبل الطاغية صدام؟ ولماذا لا يطالبوننا العرب أنفسهم في بغداد وتكريت وموصل والحلة وكوت وكربلاء والنجف الأشرف والبصرة وبقية المدن العربية الرحيل عنها لكوننا بتركمان وأكراد؟ فلماذا نحرم على غيرنا ما نحلله على أنفسنا؟ أ ليس العراق من حق العراقيين جميعا؟ ألم ندافع جميعا عن البصرة والناصرية والديوانية والرمادي مثلما دافعنا عن أربيل والسيمانية ودهوك وغيرها وقدمنا أغلى التضحيات؟
ببعض الأسئلة التي أريد أسألها الزميل نزار الجاف وأنهي كلامي دون تجريحه لا سامح الله بكلام لم أقصده أبدا، فلماذا تصر القيادات الكردية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها وطننا تحت الاحتلال على تقسيمه وقيام الدولة الكردية ؟ ألم يكن العراق أجمل وأقوى بتلاحم وتآلف جميع شعوبه وطوائفه؟ أليس هذا التقسيم فكرة أعداء العراق من الصهاينة والأمريكان والإنكليز لإضعافنا و إنهاء وجودنا كدولة قوية تدافع عن قضية الشعب الفلسطيني المسلم الذين أغتصب أراضيهم من قبل اليهود؟ ومتى أدعى التركمان في كركوك بأنها مدينة تركمانية أ و الأكراد بأنها كردية والعرب بأنها عربية وهكذا الكلدان والآشوريون؟ أ ليس نتيجة مثل هذه الادعاءات الباطلة والزائفة تزرع المزيد من الحقد والعدوان والكراهية بين أبناء المحافظة التي عبارة عن عراق مصغر بقومياته المتآخية؟ فلماذا نغتال هذا التلاحم والتآخي والتآلف القوي بمخططات أعدائنا الحاقدين الطامعين ووفقنا الله لخدمة العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية في إدارة البلاد وبناءه وأعماره وما التوفيق إلا من الرب الواحد الأحد.