هل للشوفينية المقيته دبلوماسيّيها ايضا" يا سيادة الوزير؟؟
ثــامــر - كتابات
للأمانة أقولها ولست فيها لا خائفا" أو متملقا" لكائن من يكون, يومها , حين سقط تمثال الملعون المنبوذ (لدي ولدى المعذّبين معي على الاقل) صداّم , سألني أحد الاصدقاء القدماء من الاخوة الاكراد مداعبا": ما رأيك لو يرأس العراق شخصا" كرديا؟ حينها تنفسّت الصعداء وقلت له و ما أجمله من وطن كالعراق يكون رئيسه كرديا" ونوابه ووزراءه و سفراؤه عربا و تركمانا" و كلدواشوريون و ارمن و يزيديون و شبك و صابئة يتناوبون عبر صناديق الاقتراع في أدارة هذا الوطن المعذّب, أقول في ادارته و ليس (حكمه),لأننا قد سئمنا من كلمة الحاكم و المحكوم, نعم لقد كان حلمنا ان تزول غمامة الدكتاتور القاتمة السواد, حلمنا ان نعيش عراقا" متمرّسا" خبيرا" بعد كل ما خاضه من تجارب مأسوية زرعت اليأس و الأحباط في نفوس كافة ابناءه الذين سالت أنهر سخية من دماءهم الزكية من أجل يوم السعد و الحرية.
من هو العراقي الذي سلم من ظلم وجرائم صدّام؟ حتى الذين حاولوا التملّق و التزلّف له في فترة ما قد تجرّعوا كأس المرارة منه غير محسودين ولا مأسوف عليهم ولا هم يحزنون.
ما يلفت الأنتباه منذ بدايات ظهور و نشوء التشكيلات الحكومية التي تلت سقوط نظام الطاغية , هو المجاملة التي حظي بها الاخوة الاكراد في حصولهم على تمثيل عال في التشكيلات الحكومية هذه, بدء" يمجلس الحكم و انتهاء" بوكالات الرئاسات و الوزارات و العديد من الحقائب الوزارية, ولم يعترض في بداية ذلك ألاّ القلّة القليلة من العراقيين منطلقين كلّ بحسب رؤيته وادراكه و بموجب نواياهم التي ربّما يضعها البعض في خانة المنكسر الخاسر بعد زوال صدّام, أو أن البعض الاخر كان يعزوها الى قوة دور الاجنبي المحتل في عراق ما بعد صدام و طريقة تعامله ووفاءه المجزي مع الذين أسدوا له الخدمات او التسهيلات التي ساعدت في انجاز مهام اسقاط النظام, ولكن في نظر الاخرين الغالبية لم يكن لديهم خلاف أو أعتراض على ذلك فيما لو سارت ألامور بأتجاه يطمأن العراقيين عموما" بالشكل الذي يجعلهم يثقون كون العراق بأيدي اّمنة و حريصة على امنه ووحدته بينما هو يمّر في مراحل خطيرة يسودها القدر الكبير من الفوضى و اللا أستقرار, أنه نفس العراق الذي عرفناه و عرفه الاخوة الاكراد قبل غيرهم و على مدى عقود عدّه , كان غالبية العراقيين من أقصى جنوبه الى أقصى شماله يعانون من ظلم الدكتاتوريات وبنفس الوقت يناصرون و يتعاطفون مع الكردي ضدّ الطغاة! العربي الشيعي و السني, التركماني , الكلدواشوري, اليزيدي و الشبكي الارمني و الصابئي,,جميعهم طرزوا من الملاحم و البطولات فوق قمم و سفوح الجبال ما يجعلهم بحق ابناء بررة للعراق و سند قوي للحركة الكردية المسلحة في نفس الوقت, وذاكرتي مليئة يالامثلة و الشواهد البطولية التي خطّها و رسمها الكثيرون ومنهم بالتحديد ابناء الامة الاشورية(الكلدواشورييون) الغيارى, للشهيد(الاشوري) /هرمز ملك جكو/ يعود الفضل في أنقاذ الحركة الكردية من السقوط في معركة بيرز ۱٩٦۳_۱٩٦٤, حين أستنجد به المرحوم ملا مصطفى البرزاني و بعد استشهاد معظم قياداته العسكرية(يرجى مراجعة كتاب مذكرات مسعود البرزاني للتأكد من ذلك), و الشهيدة ماركريت جورج و طليا , و كيوركيس ملك جكو,, و كثيرون من ابناء هذه الامة الكلدواشورية كان لهم الفضل في مسك قواطع جبلية بكاملها امام هجمات عساكر الانظمة الحاكمة و افواج جحوشها الكرية العميلة, جبل القوش المطّل على (دشتت نينوي) سهل نينوى, وهو معروف كونه خط التماس المباشر مع قوات و عساكر الحكومات هو اكبر و أقرب شاهد على ما قامت به مجاميع و فصائل الشهيد الشيوعي الكلدواشوري البطل المرحوم (ابو جوزيف) توما توماس و هرمز ملك جكو و ابو نصير و طليا و موسى خمو و بنيامين خاميس و صباح ياقو و كيو و القائمة طويلة , كل هؤلاء أفنوا و منحوا أرواحهم و ربيع شبابهم من أجل أي يوم؟؟!! هل أنتهى دورهم؟ هل انتفت الحاجة الى ذكر عطاءاتهم؟ هل ننساهم كي نتقاعس في رد جمائلهم الى اهلهم و أحفادهم كي ينعموا كالجميع بديمقراطية متساوية في وطن حر يضمن حقوقهم القومية و الوطنية على أرضهم التي سقوها يدماءهم الزكية كي يبادر البعض كما نشهد ونسمع غير اّبهين بمرارة ذلك متاجرين بتلك الرموز الابية و متنكّرين ناكرين حقوقهم القومية؟!!
لا و الف لا يا سيّد زيباري, و انتم عبر شاشة العربية تصرّحون ما تشاؤون!! ما هكذا يبنى الوطن الديقراطي!! ما هكذا يجازى الأصلاء!! و لا هكذا يكون الدبلوماسي العراقي الحقيقي!! لقد خيّبت اّمال الكثيرين من العراقيين الشرفاء و الاصلاء من محبّي وطنهم ومساندي قضايا شعبهم, نعم و انت هنا تظطرني كي أقول عذرا" للعراق حين كانت أجابتي للصديق الكردي بأنني سعيد حين يمثّل دبلوماسية العراق من ناضل ضد صدام!! لأنني سأتحّفظ كثيرا" لو سألوني مرة" أخرى عن رأيي في دبلوماسيتك!
لقد تماديتم كثيرا" بما يبعث الشكوك في مدى مصداقيتكم و نزاهتكم و انتم الدبلوماسي الذي ينطق يأسم (العراق) و ليست الناطق الرسمي باسم الدولة الكردية التي ينادي بها الاحزاب الكردية, وهو شأنهم ليس الاّ , الاشوري (الكلدواشوري) موجود على ارض بيث نهرين و العراق قبل المسيحية يا سيادة الوزير و قبل الاسلام و قبلكم ان كنتم تتكلمون بألغاز قومية و كردية بعيدة عن احترام العراق العريق و شعبه الكلدواشوري اللذي هو تاريخ العراق الحقيقي و ليس كما يتصور البعض, كان تارة" يسميهم (صدام) بالعرب المسيحييّن, و انتم اليوم تسمونه الاكراد المسيحييون!! هل عدنا بخفّي حنين؟ يا للاسف حين تصل الامور بنا الى ان ينسى واحدنا بأن حجب ضياء الشمس لا يتحقق بالغربال,!!!! من أجل ماذا كان الكردي يناضل ضد الانظمة اذن؟؟ ولماذا شاركه العراقيون الاخرون؟؟هل نسيتم من روّج لقضيتكم (الكردية) في أروقة الامم منذ الستينات و لحد نهايات القرن العشرين؟ ام ان ذلك لم يعد مجديا" ذكره امامكم؟ كي تستصعبون تسمية الاقوام بمسمياتها؟ و تبادرون غير محسودين الى أطلاق تسميات على شغوب و امم اسماءها معروفة و محفوره على صخور مدينة و قلعة (أربائيللو) اربيل, و (نوهدرا) دهوك!! هل سنهدم معالم هذه المدن و اّثارها الجميلة ايضا" كي نضيّع اّثار هذا الشعب الكلدواشوري العراقي العريق؟ مهلا" مهلا" يا استاذ زيباري! بريطانية و متاحفها فيها الكثير الكثير عن هذا الشعب! اتمنى ان لا تكون تلك الاثار المحفوظة هناك قد ارعبتكم في عراق المستقبل!! انها دلائل الاصالة و السمو الحضاري و ليست غير ذلك! لكنني على اية حال لست متشائما" ما دام في العراق أمل في صناديق الاقتراع كي على الاقل تفرز لنا من يتكلم بأسم العراق وليست فقط باسم تلك العشيره او ذلك الحزب!! أختتم لأقول بأن ما لم يستطع تحقيقه المجرم صدام سوف لن يتوفّق فيه حتى من استعان بأسياد صدام , و الدلائل كثيرة و كثيرة. و لتعش أرادة العراقيين الشرفاء و لتهدأ شطحات دبلوماسييّنا الجدد.
من القوش