كشفت أوساط إسرائيلية متعددة، مؤخراً، عن حيثيات التقرير
السنوي السري الذي تسلمه رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون،
من جهاز المهمات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بخصوص أنشطة
المكاتب و المحطات التجسسية التي نجح الموساد الإسرائيلي في
إقامتها شمال العراق.
و أوضح الموساد في تقريره السنوي أنه نجح باتفاق و تعاون مع
القيادات الكردية التي تقيم علاقات وثيقة مع أجهزة الأمن
الإسرائيلية، و التي وصلت إلى درجة الإشراف الاسرائيلي على
الميليشات الكردية و تدريبها في العراق، في تنفيذ مهمات تجسسية
و تخريبية إسرائيلية داخل العراق و دول الجوار أيضاً.
و يشير التقرير الذي أعده جهاز (الموساد)، إلى أن عدد أعضاء
محطة التجسس الإسرائيلية بدأ في كردستان العراق بأربعة عشر
عنصراً، و ذلك قبل بدء الحرب الأميركية على العراق و سقوط نظام
صدام حسين، غير أن هذا العدد ازداد بشكل ملحوظ خلال العام
الحالي ليصل إلى نحو مئة عنصر من الإسرائيليين، إضافة إلى مئة
آخرين تم تدريبهم و تجنيدهم خلال الفترة الماضية.
و يؤكد مسؤولو الموساد إن هؤلاء العناصر تلقوا تدريبات مكثفة
داخل إسرائيل، إضافة إلى دورات أمنية متخصصة في معسكر خاص قرب
السليمانية، ناهيك بمئات المخبرين المرتبطين بعناصر تنتشر في
الساحة العراقية، و شعبة أخرى تشرف على عملاء لهذه المحطة في
الدول المجاورة بعضهم يحمل جنسيات عربية و غربية، حيث تم تشكيل
مكتب خاص لها في أربيل يلتقي فيها من حين لآخر مسؤولون
إسرائيليون و قيادات كردية في إطار التعاون المعلن بين الأكراد و
إسرائيل و الذي بلغ درجات متقدمة.
و يذكر التقرير بعض انجازات المحطة الإسرائيلية التجسسية، لعل
من بينها المساهمة في بناء حرس كردي، ومواقع عسكرية، و مطار
صغير قرب أربيل، و حلقات اتصال مقامة بين إسرائيل و رئيس
الوزراء العراقي أياد علاوي، ووزير دفاعه الذين أقاموا قبل أكثر
من عام ميليشيا مسلحة مرتبطة بأجهزة الأمن الأميركية، لتقوم
بتنفيذ عمليات إجرامية ضد المواطنين العراقيين.
و تنتشر خلايا المحطة التجسسية في شمال العراق، كما أنها تعمل
بحرية و سهولة في ساحات مختلفة، و تقوم بتحقيق نجاحات مختلفة
على أصعدة جمع المعلومات، و تجنيد العملاء، و تنفيذ عمليات
تخريبية و اغتيال. علماً بأن هذه المحطة تشرف على حراسات القادة
الأكراد و يرافقونهم في زياراتهم إلى العديد من الدول خاصة و أن
غالبية العناصر الأمنية الإسرائيلية الموجودة في العراق هي من
اليهود الشرقيين بينهم أكراد يهود، و يهود عراقيون يجيدون اللغة
و اللهجات العربية.
و يوصى التقرير بزيادة ميزانية المحطة التجسسية في العراق للعام
المقبل، نظراً لكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتق المحطة
الاستخباراتية بحسب ما أفاد به تقرير الموساد.
يذكر أن إحدى المحطات الفرعية للموساد الاسرائيلي في شمال العراق
، تعرضت لهجوم شنته المقاومة العراقية في بداية الشهر الماضي،
غير أن السلطات الإسرائيلية و الكردية تكتمت عليه من دون ذكر أي
شيء بهذا الخصوص.
هل العام ٢٠٠٥ عام الاصلاحات عربيا؟