!!!!لكي نحقق أحلامنـــــا ------------ يجب أن نستيقظ
ماجـد ايشــو - مجلة تركمان العراق
بات الشعب الآشوري يعيش اليوم في دوامة فكرية مميتة وقد إختلطت عليه الامور لا يعرف رأسها من قفاها بفضل )أحزابنا القومية والوطنية جداً)!!!! فبعد أن أفاق شعبنا من غفوته الطويلة أثر سقوط نظام صدام على آمل الخلاص من آلامه على طريق تحقيق أحلامه في العيش بسلام وبحرية على أرضه التأريخية كان سوء الحظ دائما حليفه وقد وجد نفسه على سطح سفينة غارقه وسط محيط هائج تتلاطمها الامواج من جميع الجوانب.
فجميع التيارات السياسية العراقية بإختلاف توجهاتها وأفكارها العلمانية والدينية والقومية وجدوا في الاتحاد والتجمعات قوة لخوض معركة الانتخابات التشريعية القادمة في الثلاثين من الشهر الحالي أو الامتناع عن المشاركة لرؤية خاصة بهم, باستثناء احزابنا التي رأت في الفرقة قوة ودخول معركة انتخابات الكراسي والحصول على مقعد لا تتم إلا بهذه الشاكلة المهينة لشعبنا وأمتنا, لتتطاحن مع بعضها البعض في حلبة الصراع الداخلية وليستفيد من يزرع بذور الفرقة والفتنة بين أبناء شعبنا ويغذي خلافاتنا لنتناسى المطالبة بحقوقنا المشروعة, فعوضا عن إتفاق الجميع والمطالبة من أبناء شعبنا في دهوك واربيل بعدم المشاركة في الانتخابات إحتجاجا على إستمرار إحتلال أراضينا وإغتصاب قرانا من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في المحافظتين المذكورتين راح الجميع يتسابق في الارتماء في أحضان الحزبين الكرديين للحصول على مقعد أو مقعدين في (البرلمان الكردي) المزعوم, ولتقوية واثبات كردية بعضهم تحالفوا ايضا مع قائمة الحزبين الكرديين في انتخابات المجلس الوطني العراقي للحصول على مقعد واحد وهو الشرط الذي وضعه الحزبين الكرديين لانضمام أي حزب الى قائمتهم, في حين فضل بعضهم خوضها بصورة مستقلة لعدم تلبية طموحهم بعدد المقاعد ولرفض الحزب الديمقراطي الكردستاني قبول البعض الاخر فجاءت النتيجة بثلاث قوائم متنافسة متناحرة مع بعضها كما كان متوقعا منهم تدعي جميعها حق تمثيل شعبنا بغية الحصول على أكبر عدد من الاصوات, وفي حقيقتها لا تمثل سوى الكنائس الثلاثة المتنافسة مع بعضها لقرون طويلة وهي الكنائس التي مزقت هذا الشعب وأمرها معروف للجميع ولكن الذي يحز في النفس هو إنضواء أحزابنا القومية تحت قيادة الكنائس ليصبحوا بدورهم الاداة والواجهة للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد بعد أن بدأت الكنائس تخجل من أبنائها في الاستمرار بتمزيق هذا الشعب الى مذاهب وطوائف عديدة وتسبب الى تهجيره الى جميع أصقاع المعمورة, وقد أثبت جميع رجالات كنائسنا وأحزابنا بعدهم كل البعد عن هموم هذا الشعب بعدم إعارتهم أية أهمية لدعواتهم وصلواتهم وما يجول في مخيلتهم في وحدة شعبهم واتحاده ليكون صوته مدويا ليستطيع إثبات وجوده ويرفع الغبن المستمر عليه وليستعيد أراضيه وقراه المغتصبة, أما ما يروجون له في برامجهم ليس سوى تكحيل ما إقترفته أياديهم من سوء وإساءة تجاه شعبهم لاجل الاستمرار في خدمة مصالحهم الشخصية التي أصبحت دستورا لا يستطيعون الحياد عنه, في الوقت ذاته نؤكد على حاجة شعبنا الى كنائسة ومذاهبه جميعا باعتبارها الغذاء الروحي له ولكن هذا لا يعطي الحق لاحد مهما كانت مكانته في قلوبنا أن يستمر في صراعاته المذهبية المقيته على حساب شعبنا ومصالحه, ومن أجل تقويم مسار جماهيرنا وشعبنا ووضعها في الاتجاه الصحيح ومن هذا المنطلق رأينا من الضروري إستبيان رأينا من هذه الأنتخابات التي تحمل في أحشاءها بذور تقسيم العراق وليس الهدف من كتابة هذه الاسطر الطعن من هذا أو النيل من ذاك بقدر إهتمامنا بمستقبل وطننا وشعبنا الذي اُدخل رغم عن أنفه في نفق لا نرى النور في نهايته محاولين ربط مصيره بأناس لا يريدون للعراق خيرا مهددين بالفدرالية العنصرية تارة وبالانفصال والاستقلال تارة أخرى لاغين بذلك كل حق مشروع لشعبنا في هذا الوطن الذي رويناه بدماء أكبادنا الزكية وإننا نتوق الى اليوم الذي ننفض من على أكتافنا تركته الثقيلة ليسود الحق والعدالة والمساواة ربوع عراقنا المقدس لنعيش في سلام ووئام مع جيراننا وعلى أرضنا التأريخية, لا أن يستمر إستعبادنا وإضطهادنا قرون اخرى ولتحقيق ما نحلم ونصبوا اليه لابد من الاستيقاض الجماعي وسيادة الفكر الواعي حتى لانكون في جهل مما يجرى حولنا وندرك مدى أهمية الموقف الذي سوف نتخذه في الايام القادمة والمتعلق بالمشاركة في إنتخابات (البرلمان الكردي) الذي يلغي حقوقنا القومية على أرضنا التأريخية بتسمية منطقتنا (كردستان) والتي تلغي بدورها أي إنتماء حضاري الى هذا الوطن الذي دمرته آيادي الطامعين الغزاة وعقول حكامه الفاسدين, ولنسأل أنفسنا ماذا فعل (البرلمانيون) الخمسة المنتخبون من قبل أبناء شعبنا في البرلمان الكردي لمدة أثني عشر عاما؟؟ وكم قرية مكردة حرروا؟؟ وكم ميلا من الاراضي المغتصبة إسترجعوا؟؟ وكم مجرم بحق أبناء شعبنا حاسبوا؟؟ وكم قرار مجحفا بحقن شعبنا الغوا؟؟ وكم قرارا يضمن حق شعبنا في الدستور أضافوا؟؟ وكم موظفا في الدوائر الرسمية عينوا؟؟ وكم منصب إداري فرضوا؟؟ علما أن اربعة منهم كانوا ضمن قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية التي فازت في الانتخابات عام ١٩٩٢ منافسة الحزبين الكرديين الكبيرين والشيوعي العراقي لالتفاف جماهيرنا الآشورية بكل طوائفه ومذاهبه, فما بالك اليوم وقد أكلت الحركة رأس رجالها وجماهيرها و وصلت الحالة الى تعين (البرلمانيين) الخمسة من قبل الحزبين الكرديين ليكونوا ثلاثة منهم مستكردين بالكامل والاثنين الاخرين هم فراخ البرلمانيين الاربعة المصابين بالصم والبكم لاثني عشر عام مضت, وعلى ضوء ما ذكرناه نرى نحن المطلعين على بواطن الامور انه من الضروري جدا الامتناع عن المشاركة في الانتخابات في دهوك واربيل طالما كان هناك قريه واحدة مكردة وشبر من أراضينا مغتصب وهو أقل ما يمكن أن نفعله من واجب مقدس تجاه شعبنا وامتنا ولا يغريكم الحزب الديمقراطي الكردستاني بخمسين الف دينار التي يوزعها عليكم لتقفوا الى جانبه في الانتخابات, فأرضكم المغتصبة وحقوقكم المسلوبة ووطنكم المستباح لا يقدر بثمن, لتشاركوا في إنتخاب (برلمانهم) وإعطائهم شرعية وأحقية ما يبتغوه في سلب أرضنا ووطننا وفي جريمة تقسيم العراق وإعطاءه لغيرنا.
عاش العراق حرا موحدا وعاش شعبه متحدا.