"يؤمن التجمع الوطني الاشوري, بأن الامة الاشورية تتكون من اتباع (الكنيسة المشرقية, الكنيسة السريانية, الكنيسة الكلدانية والكنائس الانجيلية المختلفة), وكل من يشعر بانتمائه الاشوري أي كان انتمائه العقائدي والديني".
المادة الثالثة من النظام الداخلي
للتجمع الوطني الاشوري
اذن التجمع يؤمن ايماناً راسخاً بأن جميع المسيحيين الحاليين والذين هم من أصول عراقية قديمة بمعناه الكبير أي عراق ما قبل حدود بروكسل هم آشوريون يقيناً. لا بل ان الامتداد الاشوري يتعدى المسيحية الى عقائد وأديان أخرى شريطة أن يكون ذلك مقروناً بالشعور الصادق بالانتماء الى الحضارة الاشورية التي تكون صميم الهوية القومية لكل انسان آشوري حيثما ولد وحيثما عاش.
من هنا اصبح الانتماء الى الاشورية مقروناً بالانتماء الى العراق الحضاري والثقافي والتاريخي وليس الى العراق الجغرافي الحالي فقط, مع كون العراق الحالي هو البيت الاشوري الحقيقي والمنطقي لان الاشوريون لا يقبلون يوماً بأرض بعيدة عن نينوى أن تكون وطنهم الحضاري أو أن تقوم مقامة لآي سبب وبأي ثمن.
وبناءً على الواقع الانتمائي الاشوري هذا, وعلى مواقع الوجود الديموغرافي الاشوري وحالة الغربة التي مازال يعاني منها الكثير من ابناء هذا الشعب ولقرون عدة, وكانت أكثرها وقعاً عليه ماعاناه من التهجير والهجرة والتشتت في القرن الماضي أي قرن العشرين من بدايته الى نهايته. هذا القرن الذي خاض فيه الاشوريون صراعاً آخر أشد بأساً وضراوة من مرارة التهجير والنفي الا وهو محاولة البعض التشكك في هويتهم القومية وحقيقة انتمائهم الى وطنهم القومي آشور ـ العراق ـ.
من هنا باتت النقطتين المذكورتين أعلاه, "الانتماء القومي الاشوري" و"الانتماء الاشوري الى العراق مهد حضارة الاشوريين", من اولويات بل فاتحة كل عمل سياسي واجتماعي وتربوي تقوم به المؤسسات الاشورية, سياسية كانت ام دينية أم اجتماعية. . . الخ واي مؤسسة آشورية أو حزب أو تنظيم أو كيان لا يأخذ من هاتين النقطتين هدف رئيسي أو من اولويات اهدافه فانه حقاً لا يقدم ما يجب ان يقدمه من ينتمي الى الاشورية كأمة وحضارة وثقافة.
انطلاقاً من هذه الحقيقة فالتجمع الوطني الاشوري ومن خلال خوضه العملية الانتخابية للمجلس الوطني العراقي يسعى: ـ
اولاً: وطنياً
١ ـ يؤمن التجمع الوطني الاشوري بوحدة العراق ارضاً وشعباً وهوية عراقية واقتصاد وثقافة ويعمل على الحفاظ على ذلك بكل الوسائل الحضارية والبرلمانية.
٢ ـ يدعو (ANA) الى تطبيق نظام ديمقراطي برلماني تعددي في العراق بحيث يوفر الحرية الفردية للجميع, مثل حرية العمل والعقيدة الدينية والانتماء السياسي شريطة ان لا تتعارض مع وحدة الوطن وسلامة ارضه وشعبه.
٣ ـ الغاء كافة القوانين والتعليمات واللوائح التي تحدد من حرية الانسان العراقي بسبب العرق او الدين او الانتماء القومي.
٤ ـ تشكيل اجهزة وآليات ادارية مختصة وكفوءة لازالة كافة التجاوزات العقارية ومعالجة التهجير الداخلي والخارجي, وازالة اسباسبه واعادة حق الملكية العقارية الى اصحابها الشرعيين مع التعويض العادل عن الاضرار جراء ذلك. على ان يشمل ذلك كافة انحاء العراق ومكوناته البشرية دون استثناء ولاية اسباب, لان العدالة والديمقراطية لا تكون كاملة ما لم تشمل الجميع في العراق.
٥ ـ ازالة المحسوبية بكافة اشكالها واعتماد مبدأ الكفاءة والاخلاص ومقدار الجهد المبذول اساساً لتقلد المناصب والوظائف وخاصة التي تمس شريحة واسعة من المواطنين.
٦ ـ ازالة التمييز بسبب الدين والمذهب والانتماء الجغرافي داخل البلاد وجعل القانون فوق الجميع.
٧ ـ بناء جيش طوعي وجهازأمن قومي من ابناء الوطن وحسب الرغبة والكفاءة ليكون اداة تابعة للسلطة المدنية العراقية, واجبه حماية الوطن من أي اعتداء خارجي أو داخلي يمس أمن وسلامة المواطنين.
٨ ـ وضع دستور دائم للبلاد ينصّ بصورة جلية على وحدة العراق وشعبه ويمنع الهيمنة القومية أو الدينية او الطائفية او الثقافية. . . الخ.
٩ ـ اقرار التعليم المجاني المتطور ولجميع المراحل الدراسية في البلاد.
١٠ ـ اعتماد نظام الاقتصاد الحرّ وبما يخدم مصلحة الشعب العراقي اولاً واخيراً.
ثانياً: آشورياً
١ ـ معالجة واقع الاشوريين قومياً: يرى (ANA) وجوب معالجة الحالة القومية السيئة التي اصبحت واقعاً شاذاً للاشوريين ومنذ عقود طويلة وذلك من خلال:
أ ـ الاقرار الواضح والصريح ومن خلال الدستور العراقي الدائم المرتقب بكون الاشوريين جميعاً حيثما وجدوا, عراقيين ومن اصول عراقية.
ب ـ الاقرار بكون الاشورية احدى القوميات العراقية العريقة. واعتماد التسمية الصحيحة لثقافتهم ولغتهم والتي هي "اللغة الاشورية" و"الثقافة الاشورية" مع نبذ كل التسميات الطائفية والمذهبية في هذا الخصوص.
ج ـ العمل وبصورة جدية ومخلصة ودون لبس أو غموض على اعادة الجنسية العراقية الى كافة الاشوريين في الداخل والخارج لكونهم عراقيين حقيقيين اسوة ببقية شرائح المجتمع العراقي المتنوع الاعراق والثقافات.
د ـ العمل الجاد ومن خلال المنظمات الدولية ذات العلاقة لمساعدة كل آشوري يرغب بالعودة الى الوطن. وذلك باعادة كافة حقوقه القانونية مع توفير متطلبات الحياة المعاصرة له ولجميع افراد عائلته, لكي يكونوا عناصر ايجابية في بناء وتطوير العراق.
هـ ـ مراعاة اولاد واحفاد شهداء سميل في عملية منح الجنسية العراقية وتعويضهم عما فقدوه وتسهيل مهمة عودتهم الى الوطن وذلك تخفيفاً لما عانوه من ظلم وجور دون مبرر.
٢ ـ معالجة الواقع الاستيطاني الاشوري: بالنظر للتغيير الديموغرافي الكبير الذي حصل في المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى وتثبيت الحدود الحالية بين الدول, وقيام حكومات فئوية في المنطقة لا تؤمن بالتعددية والحريات الشخصية ولا تهتم بالانسان وحقوقه. كان الشعب الاشوري اولى ضحايا هذه الحالة. حيث تم ازاحته (ترحيله قسراً) عن اراضيه وجميع مناطق اقامته الاصلية تقريباً وأصبح يعيش اللجوء في الوطن وخارجه. لذلك يطالب التجمع الوطني الاشوري بوجوب ازالة هذه الحالة من خلال اعادة جميع الاراضي والقرى والمراعي الاشورية الى اصحابها الشرعيين بصورة رسمية وفعلية, على ان يرافق ذلك, التعويض الملائم وتوفير الوسائل اللازمة لبدء الحياة في هذه المناطق.
٣ ـ معالجة الوضع الامني والسياسي: بالنظر لتردي الوضع الامني والسياسي في العراق عموماً ولفترة طويلة, فكانت معاناة شرائح واسعة من الشعب العراقي كبيرة بسبب انعدام الامن وحرمان الحرية السياسية. وكانت معاناة الاشوريين في المقدمة انطلاقاً من الشعور السيء الموروث في نفوس الاخرين تجاه الاشوريين. حيث كان مجرد التلفظ باسم الاشوري جريمة سياسية تحرم صاحبها من الكثير من الامتيازات وتجلب له ولاولاده اللعنة في مجال التملك والعمل والسفر والحصول على المقاعد الدراسية. . . . الخ.
لذلك يطالب التجمع الوطني الاشوري ازالة هذه الحالة الشاذة نهائياً. بل ازالة ذلك الشعور العنصري من نفوس العديد من العراقيين الذي كرسته الانظمة السابقة في صدورهم ضد المسحيين العراقيين عموماً وضد الاشوريين خصوصاً مما سبب انطباعاً لدى شريحة واسعة من المواطنين بان الاشوريين ليسوا عراقيين وهم غير مخلصين وصادقين في وطنيتهم ومواطنون من الدرجة الثانية. . . الخ والعكس هو الصحيح تماماً.
٤ ـ معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي: بسبب تنوع الاضطهادات والمعاناة الاشورية وطوال امدها الى أكثر من قرن (القرن العشرين باكمله) كان تأثيرها واضحاً وفعالاً في حياتهم سواء في الوطن او خارجه وفي مجالات عدة أهمها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ففي المجال الاقتصادي تضرر الفرد الاشوري بسبب عدم الاستقرار واتاحة الفرصة لكي يستطيع أن يخطط ويخلق لنفسه مشاريع اقتصادية طموحة ذات الربح الكبير وطويل الامد. بل الذي حصل كان العكس بالضبط اذ بسبب الخوف والتهديد والضغط والاضطهاد السياسي ترك الانسان الاشوري كل ما يملك واصبح همه النجاة بحياته وحياة اطفاله فقط.
هذا الارباك الاقتصادي والنفسي ادى وبشكل كبير الى التفكك والمعاناة الاجتماعية والدينية والثقافية في العموم. حيث تراجع اهتمام الاشوريين بالتراث الثقافي القومي والموروث الكنسي بصورة مخيفة. . . باتت في بعض الاحيان تهدد وجود الهوية القومية الاشورية ذاتها في الداخل والخارج.
اما في الخارج فكان ذلك نتيجة التشتت وقلة الكثافة السكانية الاشورية في موقع وحد مما يجعل المحافظة على الذات الثقافية والاجتماعية الاشورية شبه مستحيل.
وأما في الداخل فكانت المحاربة المنظمة مستمرة ومكرسة لطمس ملامح الثقافة الاشورية ومسح طابعها الخاص, فعلى سبيل المثال منع الاشوري من تملك دار سكنية أو أي نوع من العقارات في المحافظات نينوى وكركوك وجميع توابعهما منذ الثمانينات ولغاية ٢٠٠٣, الا اذا قدم طلباً خطياً معلناً فيه أنه عربي القومية!, وصدت ابواب الدراسات العليا بوجهم. واغلقت مؤسساتهم الثقافية ومنعوا من ممارسة الفلكلور الاشوري واعتبرت كل محاولة في هذا الصدد خيانة.
وبناءً على هذا كله فان التجمع الوطني الاشوري سوف يعمل وباخلاص واصرار وبالتعاون مع كل العراقيين الخيريين لازالة هذه الحالات السلبية وغيرها, وفتح المجال من جديد امام كل آشوري ليمارس نشاطه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والديني وحسب الدستور العراقي الذي يجب ان يضمن الحريات الفردية والخصوصية القومية للجميع. وسوف يعمل على تعويض المتضرر وتشجيعه فرداً كان أم جماعة ليمارس حياته في وطنه عزيزاً كريماً اسوة بالاخرين.
كما وسيعمل التجمع الوطني الاشوري ومن خلال المجلس الوطني العراقي المنتخب على اطلاق حملة وطنية واسعة لاحياء التراث القومي الاشوري, وبث روح التجديد والنمو في هذا التراث لانه جزء مهم بل الاهم من التراث العراقي الاقدم والمعاش فعلياً على ارض نشأته الاولى ومن قبل اصحابه الحقيقيين (الاشوريين العراقيين) وفتح المجال لتدريس اللغة الاشورية المعاصرة, وبأسلوب اكاديمي في الجماعات العراقية.
ثالثاً: اقليمياً ودولياً
يؤمن(ANA) بضرورة:
١ ـ حشد الجهود لالغاء الديون والالتزامات المادية بكل اشكالها والتي فرضت على العراق كعقوبات أو كتركات والتزامات النظام السابق.
٢ ـ السعي على تطبيع العلاقات مع جميع دول الجوار والمنطقة الشرق أوسطية على اساس مبدأ حسن الجوار والمصلحة المتبادلة.
٣ ـ خلق علاقات طيبة مع باقي بلدان العالم وحسب ما تقتضيه المصلحة والعلاقات الدولية المتعارف عليها.
٤ ـ الانتماء الى المنظمات الانسانية والعلمية وتلك التي لها علاقة بالبيئة والعلوم والطبيعة. . . الخ. وجعل دور العراق واضحاً ومشرفاً فيها من حيث الالتزام بالمباديء وتنفيذ المهام.
اعلام/ التجمع الوطني الاشوري
بغداد/ كانون الثاني ٢٠٠٥