الحاجة الى وحدة الصف دعوة نادى بها الكثيرون وناقشها آخرون، إن الوحدة كلمة جذابة تحمل في طياتها الكثير من المعاني فلا يوجد مجمتمع على وجه الكرة الارضية انسانية كانت اوغيرها الا وهناك ارتباط تربط بين افرادها وربما يكون هذا الارتباط فطريا او اجتماعيا او مصيريا او من اجل البقاء فهذا الاحساس ياتي من نزعة داخلية لأفراده بحيث يكون. ما أجملها وما ابهاها اذا كانت هناك مصلحة عليا تجذب افراده بحيث كل فرد يحسب ما له ويعمل ما عليه، ولربما تاتي الوحدة في الكلمة والمعنى في ظروف غير اعتيادية يفرضها الواقع سواء أكان هذا الواقع مؤلماً اومفرحاً.
يشعر الانسان احيانا بالحاجة الى الكلام في البديهيات المفروغ منها، لأن هذه البديهيات تغيب عن الميدان أوعن البال فيكون الكلام فيها ضرورة ملحة، فالكل يقول بالحاجة الى توحيد الصفوف لمواجهة مخاطر المرحلة ولكن لا ندري ما الذي يمنع من توحيد الجهود وربما تكون الجهود موحدة ولكن لا ندري! هل لاننا لا نحس أثراً لهذا التوحيد؟ فبالنسبة لنا كشعب تركماني عايش بقية اطياف الشعب العراقي بحلوه ومره وعانى ما عانى من عذابات السنين ولكنه لم يفرط بارضه وانتمائه الوطني والقومي، آن الأوان ان يكون هذا الشعب في مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه وهو مقبل على اول انتخابات نوعية تجرى في العراق وحسب تقديرنا ان قادتنا قد توصلوا الى مخطط مدروس لمجابهة الاخطار المقدحة التي تحاول اكتساح ارضنا والغاء هويتنا ليست القومية فحسب بل حتى الوطنية واتخذت قادتنا الخطوات الضرورية في طريق التعاون والتنسيق والاعداد على المستوى المطلوب بالنسبة لشعب يواجه خطراً محدقاً ويخوض نضالاً أقل ما يقال عنه بانه نضال مصيري، ونرجو أن يؤمن الجميع بأنه نضال مصيري سواء بالنسبة او بالنسبة لكل فرد من افراد شعبنا التركماني، وإن لم يكن الأمر كذلك فقد تتكرر مأساة مناطق تركمانية اخرى على شعبنا، وفي اربيل وغيرها عبراً لجيلنا هذا فقد غفل الشعب التركماني في هذه المناطق او تعرض الى ضغوط كانت أكبر من طاقته وهي لربما نتيجة الظروف التي مرت بها وصار ما صار.
فيجب علينا ان نصطرع كل من يريد لنا سوءاً ويريد الفتك بنا وطمس واقعنا وتاريخنا فان لم نخرج من هذه المرحلة مرفوعي الرؤوس باثبات وجودنا فلم يبقي لنا الدهر الا هزء التاريخ وازدراء الاجيال على توالي العصور. فأمانة الاجداد يجب ان لا يضيع بل يجب الحفاظ على ما لدينا من جغرافية وتاريخ ونسترد ما سلب من مناطقنا التي تشهد لها التاريخ والجغرافية لنكون مثلا اعلى للاجيال التي تلينا.
فلا مجال لتتحول كركوك الى اربيل اخرى ولا طوزخورماتو الى كفرى ولا. . . . . . اننا امام مسؤولية ضخمة لا تحتمل الانتظار وامام مواجهة مفروضة لا تقبل التاجيل ولا بد منها اذا اردنا البقاء ونحن مريديها وامتلاك الفرصة للاعداد الافضل والعمل الجذري المنشود على المديين القصير والطويل وان نضالنا هذا يملي على الجميع لمصلحتهم ووقايتهم ومصلحة شعبهم وبلادهم في الحاضر والمستقبل، ان يرتفعوا في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة الى المستوى الذي تقتضيه السلامة والمصلحة وان تتخذ الخطوات الضرورية لتوحيد الجهود ومن هذه الخطوات:-
١. جعل قضية كركوك القضية الاولى في هذه المرحلة – فعلاً وقولاً – وان يحشد لها كل شعبنا اكبر ما يستطيع من الامكانات وان يرتب اوضاعه ترتيبا يجعل كل طاقاته في خدمة القضية القائمة محليا ودوليا ولشعبنا من الطاقات والامكانيات مما يجعله قادراً بإذن الله على تحقيق ما يصبو اليه، يضاف اليه مشاعر وعواطف الملايين من العراقيين وغيرهم التي تحس بالمخططات والمؤامرات التي تحاك في السر والعلن.
٢. تغذية الجيل الجديد من شبابنا وناشئينا بافكار تربطهم الى تاريخهم مستذكرين بالشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل قضيتهم، وتوعيتهم على ان مسؤوليتهم لا تقل عن من سبقوهم، واحساسهم بان الخطر القادم يستهدف كل فرد من افراد الشعب.
٣. اعادة صلة هذا الشعب بتاريخه الذي تمكن من تكوين ست دول، هذا التاريخ هو عماد صمودنا وباعث وجودنا ومكون حضارتنا وحافزتقدمنا وذخيرتنا التي لا تنفذ على الايام مستلهمين منه لنتحرر من الياس والاستسلام ويولد فينا الثقة بالجلوس على راس الطاولة وليس بهامشها.
٤. يجب ان لا ترهبنا الظروف الحالية وهي صعبة حقا ونخوض الانتخابات ونثبت وجودنا على اننا مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي ونزرع في داخل كل فرد ان يخوضها مخلصاً لشعبه بغض النظر عن كل ما يعتقد به او موقفه من جهة او جهات معينة سواء سياسية او اجتماعية فيجب ان نستجيش كل طاقاتنا ونستخرج كل امكانياتنا وهو الطريق الوحيد الذي ينطوي فيه كل طريق صحيح.
ان جميع ابناء شعبنا مدعوون للعمل يدا بيد من اجل تحقيق وحدة الجهد والعمل وليكن شعار الجميع في ذلك " لنعمل يداً واحدة فيما نحن متفقون وليعتذر بعضنا بعضاً فيما نحن فيه مختلفون "، اما تبديد الجهد في خلافات فهو اضرار بقضيتنا يجب تفاديه واحلال التعاون معه.