بتاريخ ١٣. ٤. ٢٠٠٤ ونتيجة الضربات الموجعة التي تكبدها على يد المناضلين الأبطال والمدافعين عن مدينة الفلوجة الصامدة انسحبت قوات الغزاة الأمريكان من المناطق التي احتلتها. وهذا لو يدل على شيء فهو إن سقوط حكومة صدام حسين جاءت نتيجة اتفاقات مشبوهة بين الطاغية وأسياده الأمريكان لولاها لما سقطت بغداد بهذه السهولة. فصمود الفلوجة الباسلة تذكرنا صمود مدينة أم قصر التي لم تسيطر عليها القوات الغازية إلا بعد سقوط صدام. وأن الغزاة في فلوجة وقعوا في مستنقع لا ينجحون في الخروج منه إلا بأن يجدوا لهم عميل مثل صدام. واليوم ونتيجة غضب العراقيين جميعا من الزاخو و حتى الفاو لا يستطيع أحد أن يلعب دور مجرم حقير كصدام ويبيع وطنه للأعداء. لأن مصيره يكون مصير أسياده الأمريكان والصهاينة.
الهزيمة النكراء ستلحق بالغزاة في كل شبر من أرض العراق التي لا تدنسه مرتزقة بوش ولا يهود خيبر. وأن ارض الفلوجة والنجف وكربلاء والكوت وكركوك ومدينة الصدر وبغداد وبعقوبة ستكون مقبرة لأحلام بوش وشارون وحلفاءهم وكل من يطمع في وادي الرافدين. و أن أرض العراق ستكون مقبرة لكل الغزاة، لطائراتهم الحديثة، لدباباتهم وكافة تقنياتهم العصرية. وأن أرض العراق ستنفجر بركانا تحرق الغزاة جميعا. فاليوم ضربات الأبطال الفولاذية أجبرتهم على الانسحاب من فلوجة فغدا ستجبرهم الانسحاب من بغداد والبصرة وكركوك وموصل وكل العراق. والويل والخزي والعار ستلحق بهم و بعملائهم الذين دخلوا المدن العراقية على الدبابات الأمريكية أمثال جلال الطالباني ومسعود البارزاني. أن غضب العراقيين سيلاحقهم ويلاحق ميليشياتهم الجبانة وأينما ولّوا. ويبقى العراق حرا عزيزا.
في نفس اليوم كنت زائرا لأحد أصدقائي المدعو علي السماوي من مدينة السماوة العراقية فوجدته حزينا وكئيبا. فسرعان سألته عن سبب حزنه هذا. فأجابني قائلا بأن الأخبار العراقية الجديدة هي التي أحزنته. وسألته وماهي تلك الأخبار؟ فأجابني بأن قوات الاحتلال لقد اعتقلوا السيد حازم الأعرجي وهو من أبرز مساعدي السيد مقتدى الصدر زعيم الشيعة المجاهد حفظه الله ورعاه مع باقي زعماء العراق الشرفاء من أمثاله الكرام. فقلت له: لا تحزن يا أخي لأنك قريبا ستسمع أخبار أطلاق سراحه. وسألني ومن أين تعلم؟ فقلت له بأن الأمريكان ليسوا أهلا لمثل هذه الاعتقالات التي تصعد شدة الخلافات مع أبطال المقاومة العراقية في كل مدن العراق. فوالله لو لم يطلقوا سراحه خلال أربع وعشرون ساعة لينقلب العراق إلى بركان من نار لا تستطيع القوات الغازية من السيطرة عليه. وافترقنا وإذا به يتصل بي بعد ساعتين ليشكرني وليبلغني بأن حازم الأعرجي قد أطلق سراحه. فقلت له لا تحزن يا أخي ثانية بهذه السرعة فالله معنا كما كان مع المسلمين في أيام بدر الكبرى.