..الأمة التركمانية.. أمة السلام في عصر الاستسلام للوحشية
زينب علي
بنبثق السؤال شررا من قلب العبارة.. متى سيتخلص هذا العالم المسعور من مهزلة الوحشية وشهية القتل والظمأ اللا محدود لسفك الدماء وسلب الأرواح والحقوق الإنسانية وجميع مرادفات البشاعة والوضاعة والتخلف واللاحضارة التي لا زالت تستعمر شرذمة من الجماجم البشرية الصدئة بأفكارها المهترئة التي تعتبر وريثة شرعية للحماقة البشرية الثانية في العصر الأول من ميلادها يوم اعتدى قابيل على شقيقه هابيل ودمر بهذا سدس العالم البشري على الأرض في ذلك الحين؟!!
وكأسطوانة مبتذلة تزعق بنعيق يشبه صوته صوت صرير أبواب المقابر الصدئة وتصر على الدوران والنعيق البشع منذ ذاك الحين لا زالت تلك الخطيئة الأزلية تتناسل منبعثة من سراديب أقبية عصور التخلف المظلمة حتى يومنا هذا، بل وتصاعدت فظاعاتها النكراء التي غدت تتسلق وجه هذا العالم بتسارع جنوني كنبات أسطوري شرس انبثق من قلب بذرة شر نتنة باركها الشيطان بعد نقعها في ترياق حقده الأسود على البشرية..
ولازالت تلك اللعنة الخبيثة تسيطر بمخالبها اللا مرئية على العالم حتى يومنا هذا.. ورغم الركض اللاهث لمظاهر التطور والحضارات المادية الشاهقة وازدهار عصر الفضاء والذرة واللاحدود فإن البشرية رسبت بامتياز وفشلت فشلا ذريعا مخجلا في تطوير ذاتها الروحية بإخماد شهية الفئات المتوحشة منها لسفك الدماء والسكر لمرآها، ولازالت تسجل في هذا المضمار تخلفا غبيا لا حدود له، وترجع كل يوم آلاف الدهور من التخلف للوراء..
ولأن الأمة التركمانية ولدت من أصل قلب الحضارة، فإنها كانت ولازالت تعشق سياسة السلام والمحبة والإخاء ونبذ الأنانية الشوهاء مما جعلها تقتصر على الأساليب السلمية كسياسة متحضرة للدفاع عن عدالة قضيتها دائما وأبدا، وترفعت عن اتباع أية سياسات دموية مجحفة ضد الآخرين على الرغم من تسلط فئات من الشراذم التي تحترف الإجرام الحسي والمعنوي عليها واعتدائها على حقوقها المشروعة سرا وعلنا بطرق همجية مفجعة..
وكان ما قدمته الأمة التركمانية من شهداء دليلا على صدق عدالة قضيتها.. فصاحب الحق لا يحتاج لسفك الدماء إثباتا لحقه، بينما تنقض مخالب الباطل المعقوفة في كل زمان ومكان لتقبض على أعناق أبناء القضية الصادقة كي تطمس الحقائق الشفافة بقتل أصحابها..
وإذا كانت الحضارة الروحية للأمة التركمانية وتصورها المعنوي يربأ بها عن مواطن السقوط في فخ الاعتداء على الآخرين واغتصاب حقوقهم المشروعة وتتخذ السلام الشجاع المناضل وصوت العقل والمنطق شعارا لها، فإن ذلك السلوك المتحضر من جانبها لا يجب اعتباره بطاقة دعوة لاغتيالها، فالأمة التركمانية ليست بجسد مريض هش عاجز عن الحركة لتنقض عليه جيوش النمل بشراسة وضيعة لمضغ خلاياه وقتله.. وهي إن كانت قد قابلت بالحلم والغفران ضربة على خدها الأيمن فإنها بلا شك لن تدير خدها الأيسر لمزيد من الضربات الظالمة القاسية دون وجه حق..
وغدا ستشرق شمس الأمة التركمانية على هذا العالم.. وتحصد ثمار جهود أبنائها المخلصين الصادقين المروية بدماء الشهداء بيادرا خصبة من الأفراح المستقبلية.. يوم يؤيد الله المؤمنين بنصره.. وتستعيد تلك الأمة حقوق وجودها الإنساني تامة على هذه لأرض..