بعد توقيع أعضاء مجلس الحكم اللا عراقي في الثامن من آذار ٢٠٠٤ على قانون إدارة الدولة العراقية المؤقتة وعدم الاعتراف بالشعب التركماني الذي يعتبر من المكونات الأساسية للشعب العراقي بعد العرب والكرد ويتجاوز عددهم على الثلاثة ملايين نسمة. وعدم درج اللغة التركمانية كلغة رسمية في البلاد بعد اللغتين العربية والكردية يتظاهر التركمان في بغداد و مدن العراق التي يعيشون فيها مطالبين حقوقهم المشروعة. وبالإضافة إلى ذلك تتبنى الجمعيات والاتحادات والمنظمات السياسية والثقافية التركمانية المنتشرة في كافة بقاع العالم وباستمرار تنظيم مظاهراتها السلمية الاستنكارية رافعة أصواتها الغاضبة أزاء القانون الغير العادل ورافضة إياه بشدة. فكانت أول المظاهرات الاستنكارية على قانون إدارة الدولة المؤقت في بغداد وقبل التوقيع علي ها بعدة أيام. حيث شاركت عشرات الآلاف من التركمان الذين جاءوا من المدن والقصبات والقرى التي يقطنونها ليطالبوا المجلس الحكم المذكور الاعتراف بهم كقومية رئيسية ثالثة في قانون إدارة الدولة العراقية وعدم التفرقة بين مكونات الشعب العراق في الحقوق والواجبات وإشراك التركمان في إدارة الدولة وحسب نسبتهم الحقيقية من الشعب العراقي. وبعدها أقام التركمان خيم بالقرب من بناية مجلس الكم رافضين العودة إلى مدنهم قبل الاعتراف بكافة مطالبهم وأعتصم أكثر من مائة تركماني أيام أمام المجلس إلى أن وافق المجلس اللاعراقي على جميع مطالبهم ليعودوا فرحين بها ولكنهم كشفوا أكاذيب المجلس إلا بعد إعلان القانون المؤقت المذكور الذي لم يعترف إلا ببعض الحقوق الثقافية التركمانية وحق التدريس باللغة التركمانية في مدارسهم. وبهذا زاد غضب التركمان على القانون الذي لم ينال الموافقة من قبل العراقيين جميعا عربا وتركمان وكلدانا وآشوريون سوى الأكراد الذين نالوا جميع مطالبهم وربما الأكثر كثيرا وعلى حساب بقية العراقيين.
استمرت الأصوات التركمانية للتعبير عن رفضهم القاطع على القانون ومطالبة مجلس الحكم بالأنصاف مع التركمان الذين أثبتوا ولائهم الكامل لوطنهم العراق وضحوا الغالي والنفيس في سبيل تربة العراق ووحدته. فجاب آلاف التركمان الشوارع في الدول الاوربية الدنمارك، إنكلترا، ألمانيا، هولندا، والكثير من المدن الأمريكية وقدموا مطالبهم وشكا ويهم إلى سفارات الولايات الأمريكية والدول المتحالفة مع معها وإلى مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان هناك. وكانت آخرها في يوم الأمس السابع عشر من نيسان ٢٠٠٤ حيث نظمت المركز الثقافي التركماني الكندي في تورن تو مسيرة ضخمة شاركت فيها جميع التركمان الموجودين في كندا. وبمناسبة الذكرى التاسعة لميلاد الجبهة التركمانية العراقية، ينظم التركمان في أمريكا الشمالية مظاهرة استنكار لممارسات إنكار حقوق التركمان وذلك في يوم السبت المصادف ٢٤.٤.٢٠٠٤ في مركز مدينة شيكاغو وسيشارك في هذه المظاهرة إضافة لآلاف التركمان كثير العراقيين العرب والكلدان والآشوريين المقيمين هناك. وسيرفض التركمان و بشدة قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي ة والتي أقرها مجلس الحكم الانتقالي لعدم عكسه حقيقة واقع مكونات الشعب العراقي. ويطالبون تمثيل التركمان في مجلس الحكم بثلاثة أعضاء على أقل تقدير لأن تمثيلهم بعضو واحد في لا يعكس حقيقة وجودهم في العراق.كما وسيعلنون رفضهم لأي نظام فدرالي يستند على أسس عرقية و ينتج عنه تقسيم العراق. ويطالبون الحكومة الأمريكية بإنهاء سيطرة المليشيات الكردية على المناطق التركمانية و وقف حملات تغيير الواقع الديموغرافي لهذه المناطق. وكما سيطالبون بإجراء انتخابات حرة و نزيهة في العراق و بإشراف الأمم المتحدة. وأيضا سيستنكرون و بكل شدة جرائم الاغتيال السياسي التي ينفذها الإرهابيين في المليشيات الكردية ضد قادة التركمان وكافة الإعمال الإرهابية ضد أبناء العراق العظيم. وسيستمر المظاهرات الاستنكارية السلمية هذه إلى أن تتحقق مطالبين التركمان جميعا ويتساوون مع الآخرين من أبناء العراق العظيم في الحقوق والواجبات وإدارة الدولة العراقية الجديدة.