لا ليس هناك ايّ ارتباط لهولاء بالعراق , لهم شرطتهم وجيشهم
وحكومتهم وبرنامجهم الخاص , نعم قد يكون لهم اهتمام اعلامي لما يجري
في بغداد وانحاء العراق الاخرى , لكنهم يعيشون في كيان كردستان , ولهم اكثر من ١٢ عام
من الاستقلال عن العراق...نعم انهم يجتمعون كلّ جمعة في الحقول والوديان والجبال , يأكلون
ويشربون البيرة - الجعة - ويرقصون الى وقت متأخر من المساء.
مراسلة شبكة أن بي آر الامريكية
من مدينة السليمانية شمال العراق
عندما انهزمت القوات العراقية عام ١٩٩١ من الكويت , وسحق اكثر من مأتين الف جندي عراقي , وقتل اكثر من ٨٠ الف جندي مستسلم لقوات الحلفاء ودنفهم احياء في صحراء الكويت بأمر من ديك جيني * , انطلقت انتفاضة الفرات الاوسط والجنوب العراقي بوجه النظام البعثي الساقط , وكادت هذه الانتفاضة الجبارة ان تسقط نظام العفالقة لولا تراجع القيادة الامريكية في اللحظة الاخيرة بأمر من كولن باول وديك جيني ومن ثمّ التفاوض معه كما هو معروف في خيمة صفوان والسماح لصدام حسين وجيشه المهزوم بقمع اهلنا في الجنوب والفرات الاوسط , وتشريد اكثر من ٣ مليون عراقي الى دول الجوار.
في تلك الفترة الحرجة من تأريخ العراق السياسي الثوري , كان مسعود برزاني وجلال طلباني يجريان اتصلات سريّة وعلنية مع نظام صدام حسين في تحقيق مكاسب سياسية على حساب ثورة اهل الجنوب والفرات الاوسط , وبالفعل وعد صدام حسين الاثنين على تقديم مايمكن ارضائهما بشرط دعم سياسته ونظامه الارهابي والخلاص من ثورة الشيعة في الجنوب العراقي , اثناء تلك الاحداث انهزم مجموع الاكراد الى الجبال خوفا من ضرب صدام لهم بالاسلحة الكيمياوية كما اشيع في منطقة الشمال العراقي وذلك ترهيبا لمن له طموح في التمرد على سلطة نظام البعث.
الاستراتيجية الامريكية واهدافها في المنطقة العربية والشرق الاوسط بدأت تسير في الاتجاه المعاكس منذ ذلك التأريخ , فالدعوة التي وجهها الرئيس الامريكي جورج بوش الاب الى الشيعة في الثورة على نظام صدام حسين ودعمه لهم سياسيا وعسكريا قد ذهبت ادراج الرياح , وراح ضحيتها الملائيين من اهل الجنوب والفرات الاوسط ,وبدأ على الشيعة مسلسل آخر من الظلم والطغيان والجبروت البعثي تحت ظلّ نظام صدام حسين وسيف الحصار الدولي بقيادة الولايات الامريكية المتحدة.
انا هنا لااريد ان ادخل في اسباب تخلي الدعم الامريكي عن الشيعة , وهذا ليس مرادي في هذا الحديث الذي اصبو فيه الى توضيح الموآمرة الكبرى التي عملت لها القوي الصهيونية والامبريالية في تمزيق العراق وسحق اهله الشيعة بمساعدة بعض الطوائف والاحزاب المرتزقة مما كان يدعى المعارضة العراقية.
فمنذ مؤتمر فينا الذي قام لاعداده المعارض العراقي الاسلامي المعروف ليث كبّة فرضت على العراقيين دون علم منهم مخططات تمزيق العراق وسلب السيادة الوطنية العراقية بدعم من اللوبي الصهيوني العراقي الذي يديره كنعان مكية وهوشيار زيباري وبرهم صالح ورند الرحيم واحمد الجلبي وفيصل الاستربادي - ايراني له بقايا من ذويه في العراق - ومجموعة اخرى منهم يجولون ويصولون الان في بغداد ,فالموتمر هذا قرّر على بعض الحاضرين بنود تقسيم العراق وسلب الارادة الوطنية التي مازالت الاحزاب الكردية تتمشدق بها الان على انّها مقرارت عراقية لايمكن الخلاف عليها , وكأنها مقررة من قبل الشعب العراقي وقيادته الوطنية ,وبعد مؤتمر فينا انعقدت مؤتمرات اخرى في لندن وواشنطن كلها كانت تصب في هذا الاتجاه ايّ تهميش الشعب وسلب ارادته الوطنية ومن ثمّ تمزيق العراق وتفتيته من الداخل كما هو حاصل الان في بغداد.
فمؤتمرات المعارضة العراقية لم تتناول الشأن العراقي ومصير الشعب في الفرات الاوسط والجنوب الذي كان يرزح تحت قمع النظام الارهابي والحصار الدولي الامريكي , ولم يتناول السيادة الوطنية والمطالب الديمقراطية التي سعى اليها ومازال والتي كلفته بحارا من الدماء.
لاشك انّ اللوبي الصهيوني الكردي وبعض عملائهم من العراقيين العرب والاشوريين والتركمان كان له التأثير الوضح في تمرير هذه القرارات والاجندة الصهيونية العدوانية على الشعب العراقي والتي بدأت ظواهرها تبرز على الساحة العراقية , والتي كانت سببا في تأزم الاوضاع في العراق وقتل اهلنا العراقيين وتجويعهم واذلالهم , فالمعارضة العراقية ولوبيها الصهيوني عمل ومازال في تهميش وابعاد كلّ ماهو عراقي وما ينتمي الى العراق ارضا وشعبا ,فليس من الغريب ان تجد انّ المعارضة العراقية ومن يديرها هم من غير العراقيين اومن العراقيين المهاجرين الذين دخلوا اليها للتكسب والعيش مثلها مثل باقي اعمالهم الاخرى في المهجر , فالحرب التي شنّها هؤلاء على المناضلين العراقيين في المنفى يشهد لها كلّ الاحرار الشرفاء من العراقيين , وهذه الحرب ستستمر لسنين اخرى في العراق طالما قوات الاحتلال فيه لكنها هذه المرة داخل البيت العراقي وليس في كواليس واشنطن او لندن , فنهاية هؤلاء وغيرهم مع نهاية الاحتلال الامريكي للعراق وتسلم السيادة الوطنية الحقيقة, لاسيادة ٣٠حزيران كما يشيع عملاء الاحتلال.
المشكلة الكبرى التي يعانيها اهلنا في العراق هي تسلط الاحزاب الكردية ونفوذها على مايدعى مجلس الحكم في العراق , وهذا تحصيل حاصل للعمل الدؤوب التي قامت به الاحزاب الكردية وبعض اعداء العراق كأسرائيل واللوبي الصهيوني الذي يقوده راميسفيلد وبول وولفيز في الادارة الامريكية.
انّ الاحزاب الكردية وعلى مرّ ١٣ عام المنصرمة قد اسسوا لمشروع ضرب العراق من الداخل والغائه بمساعدة نظام البعث الساقط الذي كان يحتفظ له بمقرات في منطقة شمال العراق الخاضعة لنفوذ الاحزاب الكردية ومثله للاكراد في بغداد وهذا ليس بسرّ , فالاحزاب الكردية تقرّ بهذا وتعترف بعلاقتها مع نظام صدام حسين الى ماقبل شنّ الهجوم الامريكي , اضافة لضعف المعارضة العراقية وتطفلها على الشأن العراقي , فالمنطقة الشمالية هادئة نسبيا قياسيا للاوضاع المتردية في باقي نواحي العراق , فالمستوى المعيشي في ظلّ الحصار الدولي على العراق كان ضئيلا جدا على شمال العراق - منطقة النفوذ الكردي - حتى انّ تقرير صادر عن احدى المنظمات الانسانية قد وصفت الوضع هناك بمستوى العراق في عهد السبعينيات , وانّ المنطقة التي تخضع للنفوذ الكردي اخذت العمل في الغاء كلّ ماهو عراقي حتى وصل الوضع هناك على دفع ضريبة - كمرك - للداخلين من اهلنا الى شمال العراق , اضافة الى قيام الادارتين الكردتين بتأسيس مخيمات لجوء الى العراقيين من اهل الجنوب والفرات الاوسط الفاريين الى هناك والذين حالفهم الحظّ وسجلتهم المنظمات الانسانية في برامجها , كون انّ الاحزاب الكردية كانت تسلم الفاريين العرب الى صدام لأعدامهم.
مااريد ان اصل اليه هو انّ الاحزاب الكردية قد اسست وآمنت بتقرير مصيرها بنفسها بعيدا عن العراق والعرب وكلّ ماهو عراقي , فالمنطقة الشمالية الى وقت كتابة هذه السطور هي محرمة على العراقيين , ولايسمح للعراقي البقاء هناك, وان سمح له بالدخول لأكثر من يوم او يومين بعد ان يترك بطاقته الشخصية لدى مفارز البشمركة , استخدام اللغة العربية محرم في المنطقة الشمالية , التجارة والعمل والاقامة محرمة على العراقيين , في حين انّ شركات اسرائيل والدول الاخرى تصول وتجول هناك , ماذا في مقابل هذا؟
الاحزاب الكردية دخلت الى بغداد وسيطرت على معظم المؤسسات الحكومية من دور النشر الى العمارات العملاقة الى نشر الاحزاب وميليشياتها الى ضرب العرب في مدينة الفلوجة ,وقتل الناس الابرياء في كركوك وتهديد العرب وتهجيرهم , الى فرض نفوذهم على بعض المحافظات التي يتواجد فيها بعض الاكراد , الى سيطرتهم على القرار السياسي في بغداد وتهميش العرب واذلالهم بأسم مجلس بول بريمر.
انا هنا اوجه حديثي هذا الى ابناء الشعب العراقي والى القوى الوطنية العراقية الحقيقة , ليس الى مجموع العملاء والمرتزقة من جيش الموساد والصهيونية , لحلّ هذه الكارثة التي تحلّ بالعراق وشعبه:
١- ابعاد كلّ الكادر الحزبي الكردي من القرار السياسي الذي يخص الشعب العراقي والوطن العراق.
٢- طردّ الاحزاب الكردية من بغداد في اجراء مماثل لما يقوم به الحزبان الكرديان شمال العراق بحق العراقيين.
٣- البيت العراقي يبنيه ابناء الشعب العراقي , ولا يحقّ هنا مشاركة الاحزاب الكردية في التدخل فيه.
٤- ارجاء قضية الشمال العراقي الى مابعد بناء البيت العراقي واستقرار العراق , كون انّ القضية العراقية لم تستقر بعد , فمن الافضل بقاء الاكراد خارج قوس عن الشأن العراقي لحين الوقت المناسب.
٥- الدستور العراقي من شأن العراقيين ولا يحق للاكراد التدخل فيه في هذا الظرف من تأريخ العراق.
٦- طرح قضية اربيل ودهوك في مفاوضات الوضع النهائي الذي يخص ارتباط الاكراد بالعراق.
٧- الدستور والمجلس قرارته وبرامجه لاتلزم العراقيين كون المجلس غير منتخب ولا يمثل الا نفسه.
انا حقيقة اعرف انّ هذا الحديث لايعجب كثير من الاكراد , لكنه الحل الافضل للوضع المتأزم في العراق , بعد ظهور تباشير التآمر الكردي على العراق وشعبه , نحن نريد ان نبني عراقنا بعيدا عن التآمر والانزلاق في متاهات الصهيونية والتآمر الاقليمي ,فمن الافضل الان عزل الاكراد وكيانهم عن القرار العراقي في هذه الحقبة من تاريخ العراق.
*** سأل ديك جيني على مجزرته بحق اكثر من ٨٠ الف عراقي استسلم لجيشه اثناء حرب الكويت ودفنهم احياء في صحراء الكويت...ديك جيني قال معلقا: لو بقيّ هؤلاء احياء ماذا يفعلون الان؟