أنا واحد من الملايين العراقيين الذين يعارضون تبديل العلم العراقي والذي يحمل معان سامية كثيرة. ويكفي بأنه رفع عاليا من قبل القوات العراقية المنصورة في فلسطين عام ١٩٤٨ بقيادة الزعيم البطل عمر علي قائد معركة جنين والذي دحر عصابات الهاغانا التي احتلت جنين وقتها وأخرجهم منها، ويذكر الكثيرون في أم الفحم هذا القائد التركماني الشجاع وقد أطلقوا اسمه على مواليدهم فيما بعد فأصبحت أسماء عمر علي شائعة في أم الفحم والقرى المجاورة. وأما بالنسبة لعبارة الله أكبر التي أضيفت إلى العلم العراقي من قبل صدام المقبور فجاءت لترفع من شأنه بين أعلام الدول العربية والعالم جميعا.
ألم يكن الوقت مبكرا لتبديل العلم العراقي والبلد يمر بظروف صعبة والمقاومة تنتشر في بقعة من العراق والشارع العرقي ينزف دما؟ ومن ذا الذي أعطى حق التبديل هذا إلى مجلس حكم لا عراقي وأعضائه غير منتخبين من قبل أبناءه؟ ألم يكن الأفضل بقبول اقتراح السيدة صونكول جابوك عضوة مجلس الحكم المؤقر وإبقاء العلم العراقي القديم بحيث يلغى عبارة (الله أكبر)المكتوبة بخط يد صدام حسين منها ويكتب بالخط الكوفي من جديد؟
ربما الهلال الأزرق لا يعارضه الكثيرون لأنه يرمز وكما يعزمون إلى الإسلام, لأن ٩٧ ٪ من العراقيين يعتنقون الإسلام. وأيضا الخطان باللون الأزرق اللذان يرمزان إلى نهري دجلة والفرات. ولكن الخط الأصفر الذي يرمز لإخواننا الأكراد سيكون نواة مشاحنات بين أفراد الأكراد وأفراد بقية قوميات العراق كالتركمان والكلدان والآشوريون. أ فليس من حقهم أيضا بأن يكون لهم خط بلون آخر يرمز إليهم؟ ألم يكونوا عراقيين شاركوا إخوانهم العراقيين في السراء والضراء؟ أم هل يجوز تكريم طائفة على حساب طائفة أخرى بين أبناء الشعب الواحد؟ أليس هذا دليل واضح على سيطرة ممثلي الأكراد على مجلس الحكم وفرض أرائهم على أعضاءه وإصدار ما يشاؤه من القرارات؟ ففي الأمس أجبروا المجلس بالمصادقة على قانون إدارة الدولة المؤقت الذي لم يعترف به أحد من العراقيين عدا الأكراد المستفيدين. وأين رموز الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة اللاتي طبلوا لهم السادة أعضاء المجلس المؤقر قبل حصولهم على مقاعدهم الإدارية والتي حلمنا ولازلنا نحلم بها؟ وأخيرا وبعد أن أفلحوا السادة المحترمون في إصدار قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت والعلم العراقي المؤقت أريد أن أذكرهم بإصدار قرارين مهمين آخرين لينالوا رضا الأمريكان وعملائهم ويحفظوا على سلامة مقاعدهم القيادية. فأوله هو إصدار قرار وتسمية العراق بجمهورية العراق الكردستانية وثانيه هو إصدار قرار بجعل شعار الدولة العراقية (...)الكردي بدلا من النسر العربي ويصبح العراقيين على خير وبركة لبن هولير وكباب السليمانية.