تركيا و الاتحاد الاوربي - قمة بروكسل في ١٧ كانون الأول
في ال ۱٦ من هذا الشهر كانون الاول ۲۰۰٤، كان من الممكن رؤية الاتراك و كأن البلد كله قلبا واحدا ينبض بالحذر و التيقض حتى الاطفال في المدارس الابتدائية يسألهم مراسلو الفضائيات عن رأيهم في امر الاتحاد الاوربي احدهم كان يقول: " لا يهم ان لم تقبلنا اوربا لكن لو قبلونا يكون شئ جيد"، حال تركيا ذلك اليوم كان يذكرني بالافلام الغربية (ويسترن) عندما يبدأ الكاوبوي بوضع سلاحة لكن لا يحرك جفنا متحيطا بأن الطرف المقابل يمكنه ان يطلق النار بأية لحظة, هكذا كانت الهيئة التركية في بروكسل التي يترأسها رئيس الوزراء طيب أردوان ازاء المطالب التعجيزية المحتملة من قبل الرؤساء الاوربيين، تركيا على عتبة واحدة من اهم الخطوات التي أتخذتها الجمهورية منذ تأسيسها قبل ٨١ عاما، مع كل التفاؤل و الطموحات التي كانت الهيئة تحملها كان هناك الاستعداد لترك طاولة المحادثات و صفق الباب ورائها اذا ما وجدت نفسها امام اختيارات ترغمها على التنازل عن اساسيات تمس أمن البلاد ووحدة اراضيها.
ليس في تركيا لوحدها، كان العالم اغلبه في ترقب بخصوص ما قد يحدث في ذلك اليوم بشأن علاقة تركيا بالاتحاد الاوربي و تحديد موعدا لبدأ المحادثات في طريق العضوية التامة، و كل ناظر من زاويته الخاصة. المحافظون الاوربيون يخافون من كثرة نفوس الاتراك و العمال من مزاحمة الايدي العاملة التركية، و اصحاب رؤس الاموال و المشاريع يتطلعون الى تركيا كقارب الانقاذ إزاء منافسة دول الشرق الاقصى و الستراتيجيون يرون في تركيا ما يعوض التضاؤل في عدد السكان الذي تعاني منه اوربا و هناك من يرى في دخول تركيا النادي الاوربي طريقا للخروج من حالة التقوقع و النظرة الضيقة. و منهم من يرى في تركيا جسرا بين الحضارات.
الجدل الدائر في اوربا حول تركيا
في ١٥ من كانون الاول شهد البرلمان الاوربي جدلا بين الاشتراكيين و المحافظين من المسيحيين الديمقراكيين. و اعلن رئيس مجموعة المسيحيين الديمقراطيين Pottering بأنه سيترك مجموعته للادلاء باصواتهم بالشكل الذي تمليه عليهم قناعتهم و بأن القرار الناتج من التصويت الذي سيجري لا يمثل قرار مجموعته! وأشار الى انه ما زال هناك اخلالا لحقوق الانسان في تركيا و بأنه شخصيا معارضا لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي. و اقترح بدلا من العضوية الكاملة ان تمنح تركيا صفة " شريك ذو امتيازات " و دافع عن رأيه بقوله بأن الاتحاد الاوربي ستتغير هويته و طبيعته بدخول تركيا و قد اثارت ادعائات Pottering هذه انتقادات شديدة من قبل الاعضاء الاشتراكيين و الليبراليين في البرلمان الاوربي.
الاشتراكيون و الليبراليون أكثر تفاؤلا: سيكون هناك توافقا بين الاسلام و الديمقراطية
ولكن رئيس مجموعة الاشتراكيين Martin Schulzقال بأن أن كون تركيا بلدا مسلما لا يشكل سببا لعدم قبولها في الاحاد الاوربي لان انضمام تركيا للاتحاد الاوربي ستكون على اساس قبول تركيا لقواعد و قوانين الاتحاد وبأن انضمام تركيا سيثبت بأن الاسلام يتوافق مع الديموقراطية.
كما جاء في حديث ممثلة مجموعة الليبراليين Emma Bonino للبرلمان الاوربي بأن هوية الاتحاد الاوربي هي هوية ذات طابع سياسي و ليست هوية جغرافية او ثقافية أو دينية. كما انتقدت بونينو فكرة " شريك بأمتيازات " التي اقترحها رئيس مجموعة المحافظين Pottering، و ذكرت البرلمان بان وضع حدود دائمية لحرية تجول المواطنين الاتراك في الدول الاوربية اجراءا يتعارض مع قوانين الاتحاد الاوربي و لا يمكن العمل به.
و في حديثه امام البرلمان قال Atzoi Nicolai الرئيس الدوري للاتحاد الاوربي بأن الحكومة التركية و تركيا بأكملها تعمل بشكل مكثف و " بروح ثورية " من اجل الوصول الى حالة من التجانس مع مقاييس الاتحاد الاوربي.
دعم كامل من جانب الخضر
و في دوره للحديث امام البرلمان اوضح ممثل مجموعة الخضر Joos Lagendijk بأنه سيدعم قرار المباشرة بالمباحثات مع تركيا من اجل العضوية الكاملة و انتقد التقرير المقدم للبرلمان بأنه بعيد عن روح التسامح و دعى القادة الاوربيين الى تحسين مواقفهم قبل قمة بروكسل في ١٧ من كانون الاول.
قبل اجتماع بروسل في ١٧ كانون الاول، في حديثه مع الصحف الانكليزية التايمز و الاندبيندنت قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوان في حال رفض الاتحاد لعضوية تركيا سيعني بأن اوربا قد اختارت بأن تكون " النادي المسيحي " و تكون بهذا قد فتحت الباب لتصاعد الارهاب بأسم الدين و ستدفع اوربا الثمن باهضا. قبول الاتحاد الاوربي عضوية دولة مسلمة اختارت الطريق الديمقراطي من شأنه ان يحقق التفاهم بين الحضارات و عكس ذلك سيكون على العالم أن يتحمل الوضع المتوتر الحالي . و بخصوص البديل الذي يطرحه المعارضون لعضوية تركيا التامة و هو " الشراكة بأمتيازات " قال أردوان: " ليس هناك في الاتحاد الاوربي شئ اسمه " شراكة بأمتياز"، لم يتم طرح امر مثل هذا على الدول الاخرى و من غير الممكن ان تقبل تركيا بهذا البديل. " كذلك رفض رئيس الوزراء التركي أردوان صيغة "محادثات مفتوحة الطرف" بقوله: " العضوية الدائمة ليست امرا اوتوماتيكيا، لن نكون اعضاء لو لم نكن قد قمنا بما ملقى على عاتقنا. لكن في نهاية المحادثات اما عضوية تامة أو لا شئ. " و اوضح ايضا في حديثة بأن بلاده لن تقبل بشروط اضافية غير تلك المتبعة حاليا في الاتحاد الاوربي و على الاخص الشروط التي تحد من تنقل الاتراك بحرية في في دول الاتحاد قائلا: " لا يمكن تغيير قواعد اللعب و المباراة جارية ". أردوان: " نحن مسلمون و أتراك و دولتنا علمانية وقائمة على اسس ديمقراطة، و لا حاجة لقول المزيد، و ان عمدت الدول الاوربية الى حرق الجسور مع العالم الخارجي الان فأن التاريخ لن يغفر لها هذا الخطأ ".
قبرص
الاعتراف بقبرص (القسم اليوناني) و حرية تجول الاتراك بين دول الاتحاد الاوربي نقطتا الخلاف التي لم يتم الاتفاق عليهما بين تركيا و الاتحاد الاوربي.
شهد الاسبوعان اللتان سبقتا مباحثات القمة في بروكسل نشاطا دبلوماسيا مكثفا حول مسألة إعتراف تركيا بالقسم اليوناني من قبرص بين الجانب التركي و بين الرئاسة الدورية للاتحاد الاوربي لان الخلافات حول هذا الموضوع لم يتم تجاوزها و كانت احيانا تنذر بازمة حادة تهدد استمرار المحادثات مما جعل مسألة قبرص من اهم مواد النقاش في قمة بروكسل.
لم ينم أحد الليلة التي تربط بين ١٦ و ١٧ كانون الاول
تلك الليلة لم يتمكن احد من السياسيين و البيروقراط المعنيين بالامر من النوم، المحادثات بين الرئيس الدوري للاتحاد الاوربي رئيس وزراء هولندا جان بيتر بالكنيند Jan Peter Balkenende و بين رئيس الوزراء التركي طيب أردوان انتهت في الثالثة و النصف صباحا، و امسك الصحفيون خفارات كي لا تفوتهم اية تطورات او تصريحات في منتصف الليل. و لم تنفع نصيحة أردوان للصحفيين الذين كانوا بأنتظاره امام مكان اقامته في هوتيل كونراد ببروكسل بأن يذهبوا للنوم و ينالوا قسطا من اراحة،
وفي الصباح الباكر بعد سلسلة من المحادثات وصل فيها الحوار الى نهاية مسدوده أكثر من مرة. و أخيرا تمكن طيب أردوان من الوصول الى اتفاق حول صيغة يمكن ان ترضي الاطراف الاخرى. و كان التوتر هذا ينعكس على حركة البورصة، بعد يوم من الترقب قفزت حركة شراء الاسهم الى أعلى مستوى لها بعد الاعلان عن الاتفاق. و كان أردوان مرحا و يمزح مع الصحفيين وهو يجيب على أسئلتهم.
المباحات مستمرة بشأن الاعتراف بقبرص اليونانية
ماذا تعني العضوية في الاتحاد الاوربي بالنسبة لتركيا
الطريق الذي ستقطعه تركيا باتجاه عضوية الاتحاد سيتضمن اجراء الكثير من الاصلاحات الداخلية و التي ستأتي بالفائدة الى المجتمع التركي. سيتم اتخاذ خطوات بأتجاه الحفاظ على البيئة، اصلاحات في مجال الصحة، حماية المستهلك، اصلاحات في مجال التعليم، اصلاحات تشمل كل مجالات الحياة للمواطن التركي تؤدي الى الكثير من التحولات الجذرية. وسترى الاصلاحات القضائية و السياسة الشفافة و القواعد الاخلاقية في جميع مجالات الحياة طريقها الى التحقيق اخيرا.
و لعل اهم نتيجة لهذه العملية هي ان الدولة كمؤسسة ستخضع للفحص العام و التعديلات لتتحول الى دولة معاصرة وذات تقنية تستمد وجودها و استمراريتها من مهمتها في خدمة مواطنها و حمايته و ليس العكس.
ضمن هذا الاطار سيكون النظام البيروقراطي قائما على اساس الاختصاص و اللياقة و سينتهي زمن ملئ كوادر مؤسسات الدولة بالحزبيين الذين تنقصهم الخبرة و المؤهلات.
العيش وفق القوانين
في بداية الثمانينات بدأت حقبة الاقتصاد الحر في تركيا ولكن النقص في القوانين و الاصلاحات اللازمة سمحت للفوضى و الازمات الاقتصادية بأن تأتي مع الاقتصاد الحر، فترة التحضير للعضوية التامة ستأتي بالاجراءات التي من شأنها أن تجعل الاستقرار الاقتصادي دائميا و تمكن الاقتصاد يأن يتحرك وفق قوانين قاطعة و سيعمل القطاع الخاص وفق شروط المنافسة الحقيقية.
و الاهم من كل شئ زيادة الرفاه، سيشهد المجتمع التركي الذي يعاني ثلثه من الفقر ارتفاعا ملحوظا في الدخل في طريق تقليل الهوة في توزيع الدخل.
و سيتعلم الناس العيش وفق القوانين و ليس لوي القوانين و القفز فوقها وفق الظرف و الحاجة الموقتة كما هو معتاد في المجتمعات الشرقية.
ما كتب في صحف العالم عن عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي
اللوموند الفرنسية:" بانضمام تركيا للاتحاد الاوربي، فان اوربا ستحقق ما لم تحققه اميركا في الشرق الاوسط و ستربح فرصة التقارب مع العالم الاسلامي. و تقول اللوموند ايضا بأن على اوربا ان تلعب دورا اساسيا في السياسة العالمية لهذا فأن عضوية تركيا لها اهمية حيوية".
Süddeutsche Zeitung: وتشير صحيفة الجنوب الالمانية الى ان تركيا تشهد تحولات كبيرة في مجال المجتمع المدني وعلى الدول الاوربية اعطاء الضوء الاخضر لتسريع هذه التحولات و تثبيتها.
Die Welt: صحيفة العالم الالمانية: " اوربا اعطت اشارة البدأ و أردوان يتصور بأنه بلغ النهاية، تركيا لم تكمل شروط العضوية لهذا لا يمكن البدأ بالمحادثات "
El Pais: صحيفة الوطن الاسبانية، كتبت: " مع اقتراب اجتماع القمة الاوربية في ١٧ تشرين يشهد خط أنقرا ـ بروكسل تصاعدا في التوتر ولكن اعطاء تركيا الضوء الاخضر سيحث الاتراك على المزيد من الديمقراطية و النهضة و العطاء بينما العكس سيتسبب باضرارا كبيرة للطرفين من النواحي السياسية و الثقافية "
بعد قمة بروكسل
ايطاليا: من الضروري ان تمنح تركيا عضوية تامة
في عددها ليوم ١٩ تشرين الثاني خصصت صحيفة La Repubblica الايطالية مانشيتها لتركيا و نقلت حديث مطول لوزيز الخارجية و نائب رئيس الوزراء الايطالي Gianfranco Fini الذي قال بأن حكومته الى جانب منح العضوية التامة لتركيا و بأنه يجد صعوبة في فهم المعارضين في هذا الخصوص. و قيم فيني قمة بروكسل بكلماته هذه: " كان القرار الذي تم اتخاذه في بروكسل صائبا بأن تبدأ المحادثات مع تركيا و كامرا طبيعا تمنح تركيا في نهاية هذه المحادثات العضوية التامة. و لكن هذه المحادثات ستدوم طويلا، و تكون خاضعة لاشراف دائم، و ان شوهدت اجراءات تتعارض مع أسس الاتحاد ستتوقف المحادثات ان لزم الامر. " و اضاف بأنه يمكنه ان يفهم المترددين لكنه لا يفهم المتذرعين بالاحكام المسبقة: " على هؤلاء ان يوضحوا لنا لماذا لا يمكن لتركيا ان تدخل الاتحاد الاوربي كعضو دائم ". وأضاف فيني كون الاتراك شعب مسلم لا يمكنه ان يكون حائلا دون انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي: " أنا لا يمكنني قبول آراء مفادها: تركيا لا يمكنها دخول اوربا لانها بلد مسلم، أو لأن الاتراك لهم قيم تختلف عن قيمنا ".
صحافة القبارصة الروم
اعتبر القبارصة الروم نتائج قمة بروكسل علامة فشل لادارتهم السياسية. صحيفة Simerini شبهت طيب أردوان بالسلطان العثماني محمد الفاتح: " ٢٥ قائد اوربي استسلم لشروط أنقرا " و تحت مانشيت " أردوان الفاتح " افادت الصحيفة: " لاردوان كل الحق بأن يعود الى أنقرا كمنتصر. تماما مثلما دخل السلطان العثماني ابواب العالم المتحضر قبل خمسة قرون، و كقول خوسيه باروسو (رئيس اللجنة الاوربية) الذي احنى رقبته لكل شروط أردوان، اليوم فتح العالم المعاصر ابوابه لتركيا. تمكن رئيس الوزراء التركي طيب أردوان من اجتياز كل اعتراضات القادة الاوربيين و لم يقدم اي تنازل بشأن قبرص و نجح في دفع المسألة الى ما وراء الستارة".
أما صحيفة Haravgi فقد كتبت تحت عنوان " نتائج مرضية " بأن بابادوبلوص بذل جهودا كبيرة تجاه الاتفاق الالماني ـ الانكليزي اثناء قمة بروكسل و بأن القرار الناتج عن اجتماع القمة في بروكسل يتضمن استجابة للكثير من مطالبنا " كما اعرب بابادوبلوص عن امتنانه بشكل عام من نتائج القمة.
الصحافة البلجيكية: أتحاد اوربا المسيحية مع جارتها المسلمة
وصفت الصحف البلجيكية قرار الاتحاد بتثبيت تاريخ بدأ المحادثات مع تركيا من اجل العضوية التامة بأنه "قرار تاريخي".
و افادت صحيفة La Libre Belgique تحت مانشيت " فيزا لتركيا ": " وقع قادة ٢٥ دولة اوربية على قرار بدأ الحادثات مع تركيا من اجل العضوية التانة و لكن سيكون من الافضل لو اعترفت تركيا بقبرص قبل تاريخ بدأ المحادثات في تشرين الاول عام ٢٠٠٥ ". و استطردت الصحيفة في المقال الذي شغل قسما كبيرا من صفحتها الاولى: " المحادثات ستكون طويلة و بشروط، و بأن تركيا وصلت الى هدفها اخيرا بعد عمل دام ٤٠ عاما مذكرا بأن تركيا هي من اعضاء حلف الناتو و كذلك عضوة في المجلس الاوربي. و بأن أنقرا لم توقع على وثيقة الاعتراف باللقسم اليوناني من قبرص ولكن في نفس الوقت نهاية المحادثات ايضا غير مضمونة هي الاخرى مشيرة الى نية فرنسا و النمسا الى اللجوء الى الاستفتاء. كذلك اشارت الصحيفة الى امتنان الولايات المتحدة الاميركية من من هذا القرار. و بأن وصف هذا القرار بالتاريخي لن يكون مبالغا فيه لانه يوحد اوربا المسيحية بجارتها المسلمة. و الى جانب التأكيد على ان هناك بعض الشروط التي على تركيا ان تفي بها تستمر الصحيفة: " من الاجدر للمعارضين لانضمام تركيا للاتحاد الاوربي ان لا يغالطوا الحقيقة و انفسهم، هذه العملية بدأت و من الصعب ايقافها وبأن للزمان دوره ايضا فما يظهر اليوم غير اعتيادي و صعب الاقتناع به غدا سيكون من الامور المسلم بها ".
نادي الاغنياء ليس بدرجة من الثراء تكفيه لرفض انضمام تركيا
صحيفة Le Soir اوردت الخبر تحت عنوان " طريق تركيا للاتحاد الاوربي يمر عبر قبرص" مشيرة الى ان التاريخ الذي تم اقراره في قمة بروكسل سيكون بداية لطريق طويل و ملئ بالصعوبات و بأنه قرار " تاريخي ". و تذكر الصحيفة بأن الطرف التركي اصر على موقفه و بأن الهيئة التركيةلم توقع على اي تعهد بشأن قبرص و بأن القادة الاوربيون حاولوا كل ما يمكنهم للحصول على ورقة موقعة من الاتراك و بأن المحادثات اتسمت بالجدية و التوتر. وجاء في تعليق للصحيفة:" لحظات تاريخية. . . . . دولة مسلمة نفوسها ٧٠ مليون تستعد لدخول نادي أوربا العجوز . " و لم تهمل الاشارة الى ان للاتحاد اوربي شروطا.
الخضر و الليبراليون في البرلمان الاوربي اوصوا بالمباشرة بالمباحثات مع تركيا من اجل العضوية التامة و بدون اضاعة غير مبررة للوقت.
و بعد اجتماع القمة في بروكسا ١٧ تشرين الثاني
كان للقرار صدى واسعا في الصحافة العالمية. و أغلب الصحف العالمية وصفت القرار على انه " تاريخيا".
The Daily Telegraph:
" في حال انضمام تركيا للاتحاد الاوربي سيكون الاتحاد قد اصبح يمتلك قوة عسكرية ضخمة. تركيا هي المفتاح الذي سيجعل أوربا قوة عالمية مؤثرة بشكل حقيقي ".
The Guardian
جاء في تعليق الصحيفة: " عاد أردوان الى بلده دافعا ثمنا باهضا " و لكن وضع حدود دائمية لتجول الاتراك في اوربا والاعتراف بقبرص لم يتم حلها ووصفت القرار على انه " تاريخيا ".
Financial Times
" قرار الاتحاد يحمل اهمية تاريخية، بعد ان بقيت تركيا في غرفة الانتظار ٤١ عاما أخيرا تم تحديد محادثات العضوية الكاملة. هذا القرار سيغير الاتحاد الاوربي و يحدث في تركيا نقطة تحول "
The Independent
" هناك ضرورة محتمة في انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي "
جاء في مقالتها الرئيسية تحت عنوان " تفادي التسبب بخيبة آمال تركيا سيكون من مصلحة اوربا في نفس الوقت "
" تركيا اليوم قد لا تكون ضمنت مكانها في الاتحاد الاوربي و لكنها اليوم خطت خطوة مهمة في هذا الطريق ".
" بعد ٤٠ عاما من الاخطاء تمكن القادة الاوربيون اخيرا من اتخاذ قرارا صائبا اليوم و دعوا أنقرا الى طاولة المباحثات.
" التراجع و التردد في هذا القرار سيحدث شرخا كبيرا في مصداقية الاتحاد الاوربي و سيبعث برسالة مخربة الى ابعد درجة الى العالم الاسلامي ".
New York Times
" على بوش ان يأخذ أوربا بعين جادة بعد اليوم ". وتلفت الصحيفة الانظار الى انه سيكون على تركيا وفق هذا القرار
ان تتكيف مع المئات من مقاييس و قوانين الاتحاد الاوربي من موضوع بسيط كعلامة مادة غذائية الى اكثر المسائل تعقيدا مثل الميزانية الوطنية .
New York Times
" نفوس تركيا تعادل نفوس عشرة دول انضمت الى الاتحاد الاوربي في شهر مايس عام ٢٠٠٤، و بأنضمامها الى الاتحاد الاوربي فأن الثقل السياسي الذي ستشكله تركيا في الاتحاد قد يفوق ثقل المانيا ".
Wall Street Journal
علقت الصحيفة على القرار بأن تركيا ستساعد على بناء جسرا بين العالم الغربي و العالم المسلم.
The Times
أفادت الصحيفة أن تركيا المعاصرة ضرورية لمستقبل أوربا. و بأن تركيا قدمت احسن مثالا لدولة مسلمة معاصرة علمانية. و هذا القرار يشير الى ان الاتحاد الاوربي يحترم التنوع الثقافي في عالمنا، و جاء في المقالة الرئيسية: " منذ قرون مضت كان للامبراطورية العثمانية ثأثيرا كبيرا على أوربا، و اليوم ستكون الطبيعة المعاصرة و الخلاقة لتركيا ضرورية لمستقبل أوربا "