قبل عام بدأ موقع (مجلة تركمان العراق) مسيرته المتواضعة، كأول موقع للإنترنيت للتركمان باللغة العربية. ليكون بذلك أول مصدر معلوماتي يقدم لقرائه ما يتعلق بتاريخ التركمان وتراثهم ودورهم الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن، على الرغم من محاولات كافة الأنظمة والأحزاب السابقة في التسابق فيما بينها لتهميشهم والتقليل من شأنهم، بل وإنكار وجودهم كقومية عراقية أصيلة، كما حصل في عهد النظام البائد، الذي أرغم التركمان على تسجيل أنفسهم في استمارات الإحصاء كعرب أو كأكراد، دون أن يستنكر هذا الظلم حزب أو تنظيم عراقي، وخاصة تلك الأحزاب والتنظيمات التي اعتادت أن تتشدق في كل مناسبة بحقوق الإنسان على لسان زعمائها أو على لسان كتابها!
ان نبل الفكرة والهدف الذي انطلقنا من أجله، أوعز لنا إننا سنتلقى سيلا لا ينتهي من الكتابات من التركمان من المقيمين في الخارج. لكن الأيام أثبتت لنا خطأ هذا التقييم، حيث كان ما يصلنا شحيحا لا يمكن الاعتماد عليه في مسيرتنا الطويلة. فالذين أمدونا بكتاباتهم، توقفوا بعد مقالتين أو ثلاث لأنهم لم يكونوا كتابا محترفين، بل كان يدفعهم الحماس للمشاركة بمقال أو أكثر وبعد فترة، يفتر عندهم الحماس، ويعجزون عن مد الموقع بكتابات دائمة أو شبه دائمة. ومثل هذه الحالة دفعتنا من أجل الاستمرار وحده أحيانا إلى نشر مقالات، ذات مستوى فكري ضحل، لم نكن لنقبلها لو كان لدينا مخزون من المقالات .
خرجنا من هذه التجربة بدرس هام وهو: أن معظم التركمان في الخارج، تنقصهم القدرة على الكتابة والتعبير في الشؤون المختلفة. على العكس من إخوتنا الكتاب في داخل الوطن، لكن عدم وجود شبكة للانترنيت أو الكمبيوتر عند معظمهم، حال دون تواصلنا معهم و توجهنا إليهم والاستفادة من مخزونهم الفكري والثقافي القائم على المعايشة اليومية للأحداث.
إزاء هذه الكبوة، انفتحت قلوب بعض الكتاب العراقيين للكتابة لنا من الأقلام المعروفة مثل الأساتذة: سليم مطر و هارون محمد ووجدي أنور مردان وحنان اتلاي وزينب علي وغيرهم. كما فوجيء الرأي العام التركماني بالوقفة القوية للكاتب المصري صبري طرابيه إلى جانب القضايا التركمانية وباستمرارية تثير الإعجاب، وقد انضم إلى هذا الركب الكاتب الأردني مروان سوداح .
لزيادة معرفة قراء الموقع في كل ما يتعلق بالتركمان، تم وضع نصوص كاملة لبعض الكتب التي تتناول موضوع التركمان بالدراسة والتحليل مثل كتاب (التركمان والوطن العراقي) لأرشد الهرمزي و (التركمان وحقوق الإنسان) لحسن اوزمن و (جدل الهويات) لسليم مطر وكتب أخرى.
لم يخلو الوضع من رسائل يبعثها لي بعض الإخوة للاعتراض على جملة أوردها هذا الكاتب أو ذاك في محاولة منهم لتحميل الموقع ما لا يجب تحميله أو اتهامه به.
قلت لأصحاب هذه الرسائل مادامت المقالات تحمل اسم أصحابها فهي تمثل أصحابها، وفي العرف الصحفي، ثمة مبدأ معروف للجميع: أن المقالات تعبر عن رأي أصحابها. ونشر الموقع لمقالات متعددة في مختلف الشؤون السياسية لا تعني بتاتا، إننا متفقون مع جميع هذه الآراء جملة وتفصيلا.
ومادمنا ننادي بحرية الرأي والفكر، فمن الأولى بنا أن نطبقها عمليا لا أن يبقى حبرا على ورق. بدون ذلك أية قيمة ستبقى للموقع لو كانت الكتابات كلها ذات صبغة واحدة، وكأنها مستنسخة عن بعضها وصادرة من قلم واحد؟
المسيرة الصحيحة للموقع بدأت تكشف عن نفسها من خلال زيادة عدد زواره الذي يزداد يوما بعد يوم.
هذا الموقع انطلق بجهود شخصين: جهودي وجهود الدكتور باشالار، ولا يزال مستمرا بجهودهما.
هذا الموقع كما هو مثبت في المقدمة، غير مرتبط ماديا أو معنويا بأية جهة عراقية أو غير عراقية، ولا يزال كذلك.
في الشأن التركماني نحافظ على نفس المسافة مع جميع التنظيمات والأحزاب التركمانية والعراقية، دون أن نرتبط بأي منها. نمتلك إرادة الإشادة بالمواقف الوطنية في الشأن العراقي، وبفضيلة النقد للجميع في الوقت نفسه، ولعل هذه هي الميزة المهمة، التي تميزنا عن الآخرين.
انهينا عامنا الأول، كل عام وأنتم بخير، وشكرا لكل من دعمنا ويدعمنا ويواصل المسير معنا من كتابنا الأفاضل.