من نجوم أعلام الأمة التركمانية
أحد أسمى آيات الطب البشري في البلاد الإسلامية
(الشيخ الرئيس: (ابن) سينا
(١
مقدمة مختصرة
بشهادة ضمير صفحات ذاكرة الزمن.. ولد الشيخ الرئيس وعاش معجزة كانت السماء باذخة السخاء يوم امتنت بها على ضعف الأرض لتكون في حياتها آية من أسمى آيات جبروت إبداع العقل البشري ثم تمسي بميراث الفكر الذي غادرته بعد وفاتها منارة لأرواح الظامئين لأعذب موارد العلم والمولعين جنونا بالركض وراء صوت حقيقة جوهر المعرفة..
كان الطب بأخص دقائق علومه مرحلة من أشد مراحل عشقه للعلم توهجا في حياته بحق، لكن فئة المحظوظين من متتبعي سيرة حياته وتاريخ علومه يدركون بعد نفضهم غبار الزمن عن تلك السيرة أنه ما كان طبيبا فحسب، بل لقد تبنته كذلك حياة النضال بأقوى حجج العلم والفن والآداب على صعيد يهزأ بمحدودية المعرفة، وصير أيامه من صفوة أيام رقي نضال الفكر لتغدو نبراسا أبدي الحياة لأبناء النضال في كل العصور.. وكم من مرة أطبق فيها كيد الحاسدين وبغي الظالمين على سلام حياته لينشب البلاء مخالبه فيها بأقسى وحشيته بيد الناهضين بمقاليد السياسة فيتجرع غصص ويلات السجن ومصائبه العظام بينما حياته تتأرجح بين عدالة رحمة السماء وحقد الموسوسين للحاكم بإعدام (ابن سينا) رغم إيمان يقين أنفسهم بصدق براءته من كل تهمة رجم بها بهتانا عن عمد، فكانت رحابة صدره رغم أحزانه تهزأ كل الهزء بدياجير السجن وتستأنس روحه باللجوء إلى ذاتها الأدبية فتولد بين جدران مقبرة الحرية الحسية تلك القصيدة التي بقيت على قيد الحياة حتى يومنا هذا دليلا على تشبثه بحريته المعنوية حتى في أقسى اللحظات ضراوة وأقتمها حلكة، فكانت زفرة من زفرات صميم نفسه قال في بعض أبياتها:
عجبا لقوم يحسدون فضائلي
ما بين غيابي إلى عذالي
عتبوا على فضلي.. وذموا حكمتي
واستوحشوا من نقصهم وكمالي
إني وكيدهم وما عتبوا به
كالطود يحقر نطحة الأوعال
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه
هانت عليه ملامة الجهال..
ولا تعبأ الدهشة أو شقيقها الذهول بإثارة أدنى ضجة في الذهن حين يعلمان بأن تلك النفحة الروحانية التي تقمصت روح الشعر في هذه القصيدة بصفائها العذب قد تمخضت عنها أحاسيس وجدان هو ملم بغير قليل من فنون علاج كسور الروح وجروح النفس وأوجاع الشعور المتمثلة بالفلسفة وعلوم الشعر ورفيع النثر و أرقى أطوار شؤون الموسيقى فوق إلمامه بعلوم الطب البشري المتمثل بعلاج الأجساد..
ولنا بإذن الله تعالى حديث قريب مقبل عن سيرة حياته المفعمة بخصوبة إنجازاته العلمية والأدبية الناطقة بلا محدودية العطاء.. والتي استحقت عن جدارة أن تنال من جزيل اهتمام الأمم جميعا فوق ما نالته من متصاعد الاهتمام حتى يومنا هذا..
!!كركوك. . بين عبث المرابين عليها. . وعملائهم من المقامرين بحياتها
لم تعد تلك السلوكيات الانفصالية الفاجرة في سفورها والمبذولة بإسراف لإنجاح عملية اختطاف كركوك من حقيقة نسبها العتيق لوالدها الشرعي المتمثل بالعراق دون سواه تعبأ بالاحتجاب المحتشم ولو حياء من مشاعر استياء الفئة التي لا تتزحزح عن عقيدتها الوطنية الصلبة في رسوخها بشأن وحدة أرض العراق من مخلصي أبنائه والمتشبثين بوحدة شعبه وترابه. .
وما عاد أرباب تلك السلوكيات يجهرون بالمتاجرة باسم (كركوك) وحياتها فحسب، بل أسرفوا في تماديهم حتى صاروا يقامرون عليها و يصافحون المرابين بها دون استتار من البلاد أو العباد!!!!. .
ولاشك ولاريب أن كل سلوك من تلك السلوكيات الانفصالية المتفاقمة مع ارتكاب ما يؤائمها من أبشع الانتهاكات الإنسانية بحق سكان كركوك الأصليين وقاطنيها من قبل انهيار نظام الإجرام السابق هو صفارة إنذار معنوية لم يغفل عن سماع أبعاد مضامين الخطورة المنطوية عليها أي من ذوي النفوس الجادة في اهتمامها بحقيقة مصلحة العراق وشعبه الذي ما عاد مستقبله يحتمل مزيدا من أحزان ويلات التمزيق ومعاناة التشرد. . لاسيما وأن مخططات اختطاف (كركوك) المحنكة لو بلغت سبيل النجاح البعيد في مناله حتى يومنا هذا لتغدو في مستقبلها رهينة لمبتدعي شرائع سياسية جائرة من المتفاخرين بعلاقات العمالة مع رؤوس الشر الصهيوني الزاحف في تسلله بدناءة مخططاته الشرسة إلى أرض الشرق الأوسط خاصة، فإن مرحلة مقبلة حافلة بالمصائب العظام ستجثم على صدر مستقبل العراق كله حين ذاك. . فعدا عما سينصب من اضطهاد مؤكد مبيت على الشطر الأعظم من سكان كركوك بتهمة انتمائهم لقومية تختلف عن قومية نظام الحكم القابض على ناصيتها يومها. . ستستغل استغلالا مغاليا في فساده يجعل منها قنطرة تسلل جديدة لغرس المزيد من الخلايا الصهيونية الخبيثة في كيان الأرض العراقية تمهيدا عامدا لجعل أجزاء منها امتدادا ل(صهيونستان) المنبوذة من محبة السماء قبل قبول الأرض. .
وعلى هذا لابد من وأد جاد لتلك السلوكيات بذرا من جذورها بأن تصفع بخيبة تبتر سبل مسيرتها المعوجة بمعول إفسادها في العراق وتسيمها اليأس من تنامي ذاك الطموح الانفصالي المريض الذي سيغدو حقا وبالا على العراق والدويلة المنفصلة كذلك من بعدها. . ويصير ذاك الانفصال الذي تنشده تلك الفئات باسم الحرص المزعوم على مستقبل قومية ما مصدر شقاء حقيقي على تلك القومية المعنية قبل سواها!!. .
كركوك أولا. . ثم البقية تأتي. . ثم الانفصال. . ثم. . . . كان يا ما كان عراق!!!!. .
لكن هل بوسع عملاء المرابين من المقامرين على حياة بقعة من الوطن اقتطاع بضعة أرطال من جسد العراق حقا دون أن تسيل قطرة دم واحدة؟؟؟؟