مجلة
تركمان
العراق

مقالات

القدس العربي
۰۳/۱۰/۲۰۰۳

تركيا.. انتبهت لما يرسم لها في العراق

هارون محمد

عندما دعونا حكومة انقرة في مقالتنا المنشورة في القدس العربي بتاريخ ۱٥/۰٩/۲۰۰۳ وكان عنوانها القوات التركية.. مكانها الطبيعي في شمال العراق الي الحذر من الشرك الذي نصبه لها صقور البنتاغون وحلفاؤهم في بغداد والسليمانية واربيل، لإرسال قوات الي المنطقة العربية، وتحديداً الي محافظة الانبار الغربية، فأننا انطلقنا من جملة اعتبارات، أبرزها أن عرب العراق كانوا دائماً علي وئام وسلام مع تركيا تأريخياً واجتماعياً، ولم يسجل عليهم انهم احتكوا أو اعتدوا علي منطقة أو قرية حدودية تركية، ولم يكونوا في يوم من الأيام خطراً علي الأمن والمصالح التركية، ونبهنا أيضاً بان نشر قوات تركية في الرمادي كما كان يريد الامريكان والأحزاب الكردية، الهدف منه إشعال فتنة بين العرب والاتراك.
.
لقد قلنا كلمتنا، وأطلقنا دعوتنا، استناداً الي عمق العلاقات والصلات التي تربط العراق وتركيا، وحرصا علي مستقبل التعاون بينهما، خصوصاً وان هناك مخاوف من اهتزاز العلاقة التركية العراقية في الوقت الراهن، وتعرضها الي مشاكل تتعمد الأحزاب الكردية في شمال العراق افتعالها وترويجها، ومما زاد من الخشية، التشكيلة الوزارية التي تم الإعلان عنها ببغداد في الأول من ايلول/سبتمبر الماضي، وفيها وزيران كرديان للخارجية والمياه، ينتميان الي حزبين انفصاليين يطمعان باقتطاع أجزاء من العراق، ويسعيان الي تقسيمه تحت شعارات الفيدرالية العرقية، وتهديد تركيا وايران وسورية بحجة وجود اقليات كردية فيها. .
.
ويبدو أن تركيا أدركت أبعاد المؤامرة التي حيكت لها، واكتشفت الأغراض الخفية من وراء محاولات الضغط عليها لإرسال قواتها الي مناطق عرب العراق، فها هي قناة (سي ان ان)تعود الي كناريا وشركاه التركية تنقل خبرا من أنقرة، جاء فيه، ان تركيا أبلغت الإدارة الامريكية استعدادها، بنشر قواتها في حال مشاركتها بوحدات الامم المتحدة المتعددة الجنسيات، علي قسم من الأراضي العراقية علي شكل نصف قوس، ابتداء من تقاطع نهري دجلة والزاب الأعلي في الجنوب الشرقي من الموصل مروراً بمدينة كركوك وانتهاء بجنوب السليمانية، وهذه المنطقة اغلب سكانها من العرب والتركمان والمسيحيين، مشيرة الي أن انقرة تنتظر رد واشنطن علي اقتراحها نهاية الأسبوع الحالي، وهو الموعد الذي يتزامن مع انعقاد البرلمان التركي لضمان استحصال موافقته. .
.
وبالتأكيد.. فان المقترحات التركية رغم وجاهتها وفائدتها للعراق، فإنها ستواجه بردود فعل غاضبة من الأحزاب الكردية في شمال العراق، التي تتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططاتها بتكريد مناطق ومدن وقري العرب والتركمان والمسيحيين في محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالي، واجتثاث سكانها، والمعلومات الواردة من داخل العراق مؤخراً تفيد بان حزب الطالباني سيطر علي قضاءي كفري وخانقين في محافظة ديالي وانذر الاف العوائل وعشرات العشائر العربية والتركمانية بإخلاء منازلها ومزارعها، والرحيل بعيداً عن المدينتين اللتين عاشت فيها اقليتان كرديتان، حظيتا علي الدوام برعاية وعطف أغلبية السكان فيهما، في الوقت الذي ما تزال كركوك التي لا يشكل السكان الأكراد فيها غير اقل من ثلاثين بالمئة من قاطنيها، تتعرض الي حملات من الجلاليين الانفصاليين لـ(تكريدها)، ولا تصدقوا الأنباء التي روجتها الأوساط الكردية عن تسريح ٤۰۰ شرطي كردي في المدينة، فالأنباء المتسربة من كركوك، تؤكد ان هؤلاء ليسوا من أفراد الشرطة، وانما بيشمركة، نزلوا من جبال جمجمال وكويسنجق وقري الحدود البعيدة، وقاموا بأعمال نهب وسلب وإحراق المرافق الحكومية وتخريب الممتلكات العامة مع دخول القوات الامريكية الي المدينة في نيسان/ابريل الماضي، ثم أقحموا بقوات شرطة كركوك النظامية، وقد تم توثيق تلك العمليات بالصور والأفلام التي لا تقبل التشكيك بمصداقيتها. ان حزب الطالباني يقود اليوم مخططاً بالغ الخطورة يهدف الي ثلم السيادة الوطنية للعراق، وضم اكثر عدد ممكن من المدن والقصبات والمناطق العربية الي إدارته الهشة في السليمانية، وهو بصدد تحويل قضاءي خانقين وكفري الي محافظتين كرديتين، ثم يبدأ بالمزايدة علي خصمه اللدود مسعود البارزاني ويعمل علي تهميشه واستفزازه، علي أساس انه يحكم أربع محافظات (السليمانية وكركوك وخانقين وكفري) مقابل سيطرة مسعود علي محافظتي أربيل ودهوك، كما ان الطالباني عمد الي افتتاح مكتب لحزبه، في مدينة الموصل التي تسكنها أقلية كردية (۱۲۰ الفاً من اصل مليوني و۲۰۰ الف نسمة) جميع أفرادها من عشائر كردية معروفة وعريقة، وفدت الي المدينة منذ الستينات لتفادي الاشتراك في العمليات العسكرية التي طالت مناطقها في زاخو وسرسنك ودهوك وبامرني وسواره توكه، علماً بأنه لا يوجد ضمن أكراد الموصل أعضاء كثر في حزبه، الأمر الذي اضطره الي استيراد مسؤولين وحراس لمكتبه الجديد من السليمانية، وقد اعترف مساعد الطالباني المدعو (كوسرت) في معرض حديثه عن عملية إلقاء القبض علي طه جزراوي نائب الرئيس السابق، انه أرسل ستة من بيشميركة السليمانية الي الموصل لإتمام العملية، وهذا دليل آخر علي افتقار حزبه الي مؤيدين وموالين له في (الحدباء) قلعة العروبة. .
.
وليس صحيحاً ما ذكره كوسرت من تفاصيل وإحداثيات بشأن إلقاء القبض علي جزراوي، فقد كشف النقاب مؤخراً ان مرافق نائب صدام، العقيد داوودي وهو كردي اتفق مع جماعة الطالباني علي اعتقال سيده، مقابل السماح له بالسيطرة والتصرف بمجموعة من البيوت والمزارع المسجلة باسم وأفراد عائلة جزراوي في صفقة مشبوهة، علماً بان موقع (تركمان بز) الإلكتروني نقل خبراً عن صحيفة (جماهير) الكردية الصادرة في اربيل بعددها المرقم ٤٥، جاء فيه ان جماعة الطالباني سرقوا عشرة ملايين دولار من منزل جزراوي عند إلقاء القبض عليه، كان يخبئها في إحدي الحجرات ولم يصدر لحد الآن نفياً من حزب الطالباني للخبر. .
.
ان نشاطات الطالباني وتحركاته المريبة، تستدعي من مسعود البارزاني التحسب والانتباه، لما يرسمه عدوه التأريخي، والبارزاني الابن يدرك جيداً ان غريمه اللدود مستعد للتعاون مع الشياطين السود والزرق لتحقيق أهدافه بتقسيم العراق وزعامة الكرد فيه، وعليه ألا ينجر الي مزايداته المفضوحة، ويستذكر مواقفه القديمة مع والده الزعيم الكردي الملا مصطفي رحمه الله، وهذا يتطلب منه ان يوثق علاقاته مع عرب العراق ويمد جسور الثقة مع نخبهم السياسية والثقافية والاجتماعية وعشائرهم ووجهائهم وتحديداً في المحافظات العربية المجاورة للمنطقة الكردية (الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالي) ويبني تحالفات معهم لمواجهة معسكر الطالباني الذي يستهدفه ويستهدف حزبه الديمقراطي الكردستاني أولاً وأخيراً. .
.
وعلي مسعود البارزاني ان يدرك ان وجود خاله هوشيار زيباري علي رأس وزارة الخارجية مسألة ستقود الي نتائج خطيرة وبخاصة علي صعيد الاعتراف باسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية ونفطية معها، ستنعكس سلباً علي اسمه وسمعته الشخصية والحزبية والعائلية، وأمامه فرصة تأريخية لمعالجة هذا الخطأ بسحب زيباري من الخارجية، وتركها للآخرين، حفاظاً علي صلاته مع عرب العراق والدول العربية، وضماناً لمستقبله السياسي في العراق علي الأقل.


كتابات

الجبهة التركمانية العراقية وأعداء العراق الانفصاليين

قاسم سرحان

خلال العشر سنوات الماضية جمعتني وبعض الشخصيات التركمانية حوارات كثيرة بخصوص الشأن الوطني العراق، كنت في كلّ حديث الى هؤلاء العراقيين الشرفاء اضع امام عينيّ وقلبي الشكوك التي زرعها اعداء العراق والتراب العراقي بخصوصهم وقوميتهم الوطنية العراقية في بلاد مابين النهرين، والتركمان هم من ابناء العراق القدماء تأريخيا ولربما هم يسبقون الوجود العربي في العراق، فهم وبشرف تأريخي عظيم ينتمون الى اعظم الاعراق والاقوام التي قطنت بلاد مابين النهرين منذ الاف السنيين وهم الحثيّين آباء التركمان والاتراك في ارض الرافدين - والحديث هذا لنا مقال فيه في الوقت المناسب - اقول في كلّ ماجرى من حديث بيني وبين هؤلاء اجهدت نفسي كثيرا في اثبات شيأ ولو كان بسيطا بخصوص الاتهامات الملصقة بهم.....والله فشلت...ووجدت التركمان العراقيين مفعمين بالوطنية وحب الارض العراقية والاخلاص الى الشعب العراقي..........

في الايام الاخيرة اعتدت ميليشيات الاحزاب الكردية الصهيونية العميلة على اقدس مقدسات المسلمين الشيعة في العالم، الا وهو مقام للامام علي ابن ابي طالب - عليه السلام - وفي نفس الفترة رفض مسعود البرزاني رفع العلم العراقي فوق اية منطقة عراقية في الشمال العراقي يسيطر عليها الحزبان الارهابيان، وفي نفس الوقت صرح جلال طلباني للاعلام الدولي والاقليمي والعراقي بأن الدولة المستقلة لما يدعى كيان كردستان قادمة لامحالة.. وانّ الامر يحتاج الى بعض الوقت....

خلال هذه الاحداث والعنتريات الحزبية الكردية فرض الاكراد واقع الكيان الصهيوني الكردستاني على الشعب العراقي، اول ضحايا هذا التوسع والاحتلال الكردي للارض العراقية الاشورية التركمانية العربية هم التركمان، سيّر جلال طلباني وبأتفاق مع مسعود برزاني مظاهرة في الشهر الماضي تطالب بضم قضاء طوزخرماتو الى كركوك، العملية كانت محسوبة ومرتبة من قبل الاحزاب العفلقية الصهيونية الحاكمة في شمال العراق، وعندما لم ينصت اهلنا العراقيون التركمان في طوزخرماتو للدعوة الكردية في ضم هذه المدينة الى كركوك - والتي يخطط لها زعماء الاحزاب الكردية كعاصمة للكيان الكردي - اخذت الاحزاب الكردية ممارسة الاسلوب البعثي العفلقي مع شعبنا العراقي التركماني....وبعد الظلم والارهاب الذي سلط عليهم والاعتداء على اشرف المقدسات الاسلامية في العراق - مقام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام - انتفظ التركمان على الوقع الارهابي المرير وخرجو في مظاهرة سلمية في تثبيت الحق التركماني القومي في العراق بعد ان صادره زعماء الاحزاب الكردية منهم... رفع التركمان الاعلام الوطنية العراقية وسارو بحب وسلام رافضين الاسلوب الصدامي الارهابي في ادارة العراق والشمال العراقي...

كانت البنادق وفوّهات القمع والارهاب البعثي تنتظر هؤلاء الابرياء المساكين الذين تظاهرة ببراءة وطنية عراقية...يسقط بعض التركمان الابرياء شهداء بسلاح الموساد والصهيونية التي تدير الاحزاب الكردية في الشمال العراقي في سبيل العراق ومقدساته الدينية والوطنية........

يقوم الاعلام الكردي الصهيوني شمال العراق بشنّ حملة على كلّ الاحزاب الوطنية العراقية التركمانية، واول هذه الاحزاب الوطنية العراقية الجبهة التركمانية...............

من الجميل والرائع ان يتحدث احدنا عن العمالة والارتماء بحضن الاجنبي اذا كان حزبه نظيفا واتجاهه وطنيا وغير عميل ومرتزق..... لكن ان يأتي الاتهام من جهات عرفت في التأريخ العراقي الحديث من انها مكاتب تعمل للارهاب الصهيوني وقمعه، اقول حقيقة انّ هذا استهتار بفهم القارئ وبالمفهوم الوطني العراقي، يعلم القارئ الكريم كما يدرك ابناء الشعب العراقي وزعماء ادارة الموساد الصهيوني انّ الزعامة الكردية التي مثلها مصطفى البرزاني كانت ضدّ الشعب العراقي وضدّ الوحدة الوطنية العراقية، وشهادات زعماء الموساد معروفة, وللقارئ الكريم ان يطلع عليها اذا ماعزم على ذلك، وايضا معروف للقارئ الكريم انّ السيدين مسعود برزاني وجلال طلباني هما من اشهر تلاميذ الكيان الصهيوني في العراق والشرق الاوسط، اضافة لهذا انّ الاثنين كانا يتمتعان بعلاقات جليلة ومقدسة مع نظام صدام حسين ونظامه الارهابي، واشهر هذا العلاقات استعانة مسعود البرزاني بقوات صدام حسين في دحر غريمه جلال طلباني من اربيل عام ۱٩٩٦، وجلال طلباني يتذكره الشعب العراقي عندما زار صدام وقبله واخذه في الاحضان بعد قمع الانتفاضة الشيعية في الجنوب والفرات الاوسط العراقي....

نحن حقيقة كعراقيين لم ولن نسمع عن الجبهة التركمانية العراقية مشروع تآمر وعمالة في العراق، على عكس تآمر الاحزاب الكردية على العراق وشعبه، بما فيه تعاقدها في اسقاط العراق وتقسيمه مع تركيا التي يتهمها الاعلام الكردي الان، مسعود البرزاني وجلال طلباني عرضا على تركيا عدّة مرات ضمّ شمال العراق تركيا,...وتركيا رفضت ومازالت ترفض هذا العرض.. مسعود البرزاني جوازه في السفر تركي...جلال طلباني من عظيم حبّه الى تركيا والانسجام معها؟!...حرم اكل الديك الرومي...كون انّ هذا الديك الرومي اسمه يشبه اسم تركيا - انكليزيا-؟!
الاحزاب الكردية ترفع في الشمال العراقي الاعلام الاميريكية والاعلام الصهيونية والاعلام الكردستانية - لكردستان العظمى -
الجبهة التركمانية ترفع الاعلام الوطنية العراقية.......
الاحزاب الكردية في الشمال العراقي تطالب بالانفصال من العراق.........الجبهة التركمانية تطالب بتقديس الارض العراقية وتوحيد العراق ارضا وشعبا........
الاحزاب الكردية وباقي احزاب المعارضة العراقية لها دعم اميريكي صهيوني سعودي سوري ايراني كويتي اردني.....
وهناك بعضهم ممن له دعم مصري وليبي وخليجي.........
ليس هناك مشكلة ان تقبض حركة الوفاق الوطني ملائيين الدولارات من السعودية والسي آي اي.. وليس هناك مشكلة اصلا ان يقبض المجلس الاعلى ملائيين الدولارات من ايران وملاليها ودولة الكويت........
وليس هناك مشكلة ان تدعم سوريا الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث اليساري.......
وليس هناك مشكلة ان تصرف امريكا على احمد الجلبي ومجموع الفرسان العراقيين القادمين مع الصهاريج والبوارج الاميريكية..
وليس هناك مشكلة ان تدفع اسرائيل واميريكا للاحزاب الكردية في تقسيم العراق وتمزيق وجدته الوطنية....
لا ليس هناك مشكلة في ان يدعم الاردن بعض حاشيته في تولي امر العراق وزعامته........

المشكلة...المشكلة ايّها القارئ الكريم هي كيف ان تدعم تركيا التركمان في العراق؟!

كلّ شيء الاّ تركيا...وحقيقة انّ تركيا هي جارة للعراق ومصالحنا معها عظيمة سواء رضينا ام ابينا ذلك، وتركيا هي البلد الوحيد الذي لم ندخل معه في حرب او عداء، والشعب التركي له اواصر تأريخية وعلاقات اسلامية حميمة مع العراق، وهذا خلاف ماهو حاصل مع اغلب دول الجوار العراقي.......
التركمان في العراق لم ينصرهم لا القريب ولا الغريب.....حتى انّ تركيا نفسها تخلت عنهم في حقب كثيرة من التأريخ العراقي، وحتى في العهد العثماني وضمه للعراق كان الاتراك ينظرون الى التركمان على انهم من العراقيين الناطقين بالتركية، وشعور التركمان بالعراقية عزز هذا التوجه التركي انذاك........
المصلحة المشتركة بين التركمان العراقيين والاتراك هي التي عززت هذا التحالف بين الاثنين، خاصة وانّ التركمان في العراق امسوا كصالح في ثمود، فمن جانب صدام وقمعه لهم الى تسلط الاحزاب الكردية ومحاولة تكريدهم....

هنا اقتضت المصلحة السياسية الاقليمية من تركيا دعم التركمان في العراق ووقف التوسع الكردي في بناء دولة مايدعى كردستان في العراق التي ستكون من خطرها تهديد الامن التركي وجنوبه، وفي هذا وجد التركمان العراقيين قوة عظمى في الشرق الاوسط تنصر حقوقهم وتأكيد حقهم القومي والوطني في العراق بدون التآمر وتمزيق البلاد وارهاب الامة، نعم هذا هو التوجه التركماني في العراق وهذا هو طموح التركمان العراقيين، على الرغم من انّ بعض الاجنحة الاسلامية الشيعية لها رأي آخر في هذا التوجه، واشهرهم عباس البياتي الذي خرج من لعبة لندن والتحالف مع الحكيم بخفيّ حنين.

القوى الوطنية التركمانية وعلى رأسها - الجبهة التركمانية العراقية - والحملة الصهيونية الامبريالية عليها يدركها ابناء الشعب العراقي عامة والتركمان خاصة، واننا والشعب العراقي مع التوجه الحر الوطني الذي يمثله التركمان في العراق في الوحدة الوطنية وتعاضد ابناء الشعب العراقي في تحقيق الرخاء والاستقرار للعراق، ونقول هنا للذين بحاولون النيل من الشرفاء العراقيين ومن تشكيلاتهم الوطنية العراقية، نقول اكشفو اوراقكم للشعب العراقي، وتطهرو مما انتم فيه قبل الحديث عن الشرفاء وحركاتهم الوطنية العراقية.


مجلة تركمان العراق

الى من يهمه الامر........... هذه ممارسات اخوانكم الكرد

مهدي صاحب

هناك من يلوم الشعب العراقي على الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له خلال العقود الماضية بيد النظام المقبور لانه سكت على الظلم في أيامه الاولى حتى استفحل النظام وقوى عوده ووصل الى درجة من البطش والقهر يصعب الوقوف امامه ومنعه. ربما يكون ذلك صحيحا الى درجة ما، ولكن لا يمكن اطلاق الحكم بشكل اعتباطي دون دراسة السياق التاريخي للحدث والمناخ المحيط به يومذاك. هذا المنطق من التفكير ينطبق على التركمان في العراق هذه الايام. حيث انني كانسان عراقي تركماني أتابع بلهف ما يحدث في العراق واواكب يوميات الاحداث بشكل دقيق وادعوا الله ليل نهار, واعمل ما بوسعي لانجاح هذه التجربة الفتية في العراق رغم الغبن الشديد الذي وقع علينا نحن التركمان ونرى ان مصلحة العراق فوق كل اعتبار حتى ولو كان ذلك على حسابنا وراحتنا, من هذا المنطلق سكت التركمان على الممارسات السيئة لبعض الاحزاب الكردية على مضض تقديرا للظروف الاستثنائية التي يعيش العراق فيها وأي فتنه وفي أية زاوية من العراق سيؤثر على مجمل الوضع العراقي ويعّكر المناخ العام والذي يعاني اصلا من ترسبات سلبية للمارسات النظام البائد خلال حكمه المشؤوم. واليوم اريد ان اثير بعض الهموم وبشكل هادئ متمنيا ان اكون ناقدا لبعض الممارسات السلبية ولكي لا نلام هذه المرة من اخوتنا العراقيين على سكوتنا كما لامنا الاشقاء والاعداء نحن العراقيين.

اقول مخاطبا كل الاخوة العراقيين ومن ضمنهم اخوتنا الكرد, ان الساكت عن الحق شيطان اخرس وما قام ويقوم به بعض الجهات الكردية في المناطق التركمانية تحمل رائحة الموت والذي يطال التركمان وبعض العرب في العراق, كأنهم يريدون أن لا يبقى انسان يرفض أسلوب التعسّف والقمع والابادة، فإما أن يقّره ساكتا أو أن يصبح ضحية من ضحاياهم. فمنذ دخول قوات الاتحاد الوطني للمناطق التركمانية قامت أول ما قامت به إفراغ مؤسسات الدولة في كركوك ونقلها الى المحافظات الكردية الثلاث ووضعت يدها بحكم تنسيقها مع قوات الاحتلال وضعت يدها على كل سجلات الاملاك والعقارات وهويات الاحوال المدنية الاصلية ونقلت ما يمكن تزويرها الى السليمانية وحرقت البقية الباقية من أجل توضيفها في تكريد المنطقة بعد أن هبت عليها رياح التعريب لعقود من الزمن. واما الممارسات الاخيرة في هدم مقام مرسى علي وفتح النار على التظاهرة السلمية في طوز خورماتو في يوم ۲۲ اب وضرب المسيره السلمية في كركوك والاعتاء على مقرات بعض الاحزاب التركمانية هذه الاعماال البلطجية وعلى نهج صدام ونظامه المقبور، وهم يعرفون جيدا أن التركمان شعب عريق وجزء من الشعب العراقي الابي وبالكم الذي لا يسهل السيطرة عليه، وقد فتحوا بابا بفعلتهم هذه يصعب عليهم غلقه وهو باب التحدي والمواجهة والذي وجد صدى في نفوس الكثيرين من أبناء المناطق التركمانية ليس فقط من التركمان والعرب وانما من بعض الاخوة الشرفاء من الكرد وحتى من بعض الاحزاب الكردية والذين أدانوا تلك الممارسات وسجّلوا استيائهم على تلك الممارسات وعبّروا عن دهشتهم منها وخاصة مقرهم في طوز ونتمنى ان ينعكس ذلك على تعاملهم مع التركمان في مناطق نفوذ ذلك الحزب.

وأما محاولة إغتيال الاخ الدكتور سامي دونمز إنما جائت نتيجة احساسهم بالخيبة في ترضيخ التركمان ولما رأوه من التلاحم الرائع بين مكونات الشعب العراقي وتفاعل العراقيين في العمق العراقي مع اخوانهم التركمان في تلك الاحداث المألمة دفع بهم الى تغير أسلوبهم القذر لذا جائت المحاولة هذه المرة بتصفية الكوادر التركمانية ولان الاخ سامي اعترض على انحياز قوات التحالف وعدم انصاف التركمان في الادارات المحلية فكان جواب تلك الكلمات اطلاقات نار اصابت راسه بعد الخروج من ذلك اللقاء مباشرة. هذه هي الديمقراطية التي يتغّنون بها وهذه هي التعددية التي يرجونها, فهنا نريد أن ننبه اخواننا العراقيين كافة أن لا ننغر بالقشور ونصّدق الاقوال دون تمحيص وخاصة بعد أن بان بضاعتهم الفاسدة للعيان وملأت ريحتها الافاق.


مجلة تركمان العراق

مدينة آلتون كوبري التركمانية

سعدون كوبرولو

(آلتون كوبري) لفظة تركية تعني (الجسر الذهبي) وأطلق عليها هذا الأسم لتواجد الجسر فيها، وفيها أراء كثيرة، منها سميت في بداية حكم السلاجقة لكثرة وجود الماء مدينة (ألتون صو كوبريسي ) أي جسر الماء الذهبي. وفي العهد العثماني شيد في هذه المنطقة: جسران ونظرا لأهميتهما علق السلطان العثماني مراد الرابع وأقبا له أقبالا شديدا لمجرد تكلم أهلها بالتركية فأهدى قطعتين ذهبيتين وعلقوهما فوق كل جسر. الرأي الثاني، في أثناء زحف الجيش العثماني نحو بغداد وعند المرور من هذه المنطقة تخلف من الجيش جندي تركي يمارس مهنة مهندس وأستقر فيها وفكر أن يقدم خدمة جليلة للجيش وذلك ببناء جسر في المنطقة لتسهيل أمر الجيش العثماني عند رجوعه، لما رجع الجيش بقيادة السلطان مراد الرابع لاحظوا وجود الجسر وتعجب من الأمر لعدم وجود هذا الجسر من قبل، وسأل أهل المنطقة عن ذلك فأفادوا بأن أحدا من جنوده قد تخلف من الجيش أثناء الزحف وبنى هذا الجسر فعندئذ كافأه السلطان على عمله البديع وتفكيره السليم لخدمة الجيش، وأطلق على هذا المكان (ألتون كوبري).

تقع قصبة ((ألتون كوبري ) على ضفة نهر الزاب الأسفل في شمال كركوك وجنوب أربيل وهذا النهر يقسم المدينة الى ثلاثة أقسام رئيسية منها محلة الصالحية (بويوك كوبري) ومحلة(اورطا ياقا) ومحلة تسعين (كوجوك كوبري) وتقع على ملتقى الطرق الرئيسية التي تربط بين الجنوب والشمال وحدوده من الشرق قرية (قاره بك) ومن الغرب قرية، ( قايا باشي ) ومن الشمال منطقة( جه وليك ) ومن الجنوب (كوبري كوسكي، يه ني كوبري ) وتوجد فيها جوامع قديمة ومناطق أثرية، ومرقد لأئمة صالحين كما في منطقة (اورطا ياقا) حيث مرقد سلطان أوز بك، أخ السلطان عبد الله وفي منطقة (بويوك كوبري ) مرقد سلطان رجب وأمام محمد، وكذلك مرقد (دورت قابيلي) ومرقد السادة سيد كول وشيخ باهر...
وفي منطقة تسعين (كوجوك كوبري ) فيها مراقد السادة سيد أحمد ومرقد حاج قايا باشي.

ومن أثرها ! جاميرليخ، قوش قايا، شوكت طلعت قاياسي، قازان قاينار، حبش قايا، زرزه مي، بويوك كوره، نماز قيلان قاياسي، بورون باشي.

وتتوجد في ألتون كوبري الأيادي الذهبية للمهن اليدوية التي تمر بالطلاء ورسم الخطوط الفخارية وهناك صناعة السلات بأنواعها، وصناعة الخزف المزيف بالرسوم المختلفة والسجاد والنسيج والحفر والنقر على الخشب والزخرفة.

أن مدينة ألتون كوبري التركمانية لها أهمية خاصة تاريخيا وجغرافيا لموقعها الأستراتيجي على الطريق التجاري والسياحي كركوك، بغداد كركوك، أربيل، موصل، وتتميز بجمال طبيعتها وسحرها الخلاب وتعتبر من المناطق السياحية الجميلة، وهي تقع على واد بمحاذاة نهر الزاب الأسفل وتحيطها الغابات والأشجار، وسكانها من القبائل التركمانية قاطبة منذ زمن قديم، يث كان يسمى قبل الملاد (شميرو) وبعدها (ده رين كوي) فبعض سكانها من قبائل البيات، والاغوز، وقبائل آق قويونلو، قاره قويونلو ومن الأمبراطورية السلجوقية والأمبراطورية العثمانية.

تعرضت قصبة ألتون كوبري الى هجوم مسلح أثر مجزرة كركوك ١٩٥٩ ولكن أهالي (ألتون كوبري) وقفوا بالمرصاد أمام العنصريين والشعويين رغم عدم أمتلاكهم الأسلحة المناسبة للرد.
وبعد مجئ الحكم الدكتاتوري الفاشي المجرم صدام كثرت السجون والأعدامات التي تعرض لها أهالي ألتون كوبري حيث زالت عملية التعريب والتهجير والترحيل القسري، ونقل الموظفين والمعلمين الى جنوب العراق وأسكان القصبة مواطنين عرب والكرد لتشويه المعالم القومية مما زاد في معاناة سكانها.

ومع هبوب نسمات الأنتفاضة المجيدة في أذار شعبان ١٩٩١خاض الأبطال التركمان حربا ضارية مع كل الخونة الذين وقفوا صفا مع النظام الدموي لأنهم أخذوا العهد على أنفسهم بأن ينتقموا لأبنائهم الأبرار الذن أعدموا في ٢٨ أذار ١٩٩١ دون محاكمة.

وفقدت (ألتون كوبري) أكثرمن مائتين من شبابها المناضلين الشجعان في أن واحد وحتى الأطفال لم ينجو من هذه الأبادة الوحشية البربريةالجماعية ونفذت هذه المجزرة في وضح النهار وبأمر من الطاغية صدام في منطقة (باي حسن ) بقضاء (الدبس) وتم دفنهم بالشفلات في مقبرة جماعية وكان من بينهم. أحمد أنور عبدالله، مواليد ١٩٤٢ طوران أحمد عبدالله، مواليد ١٩٧٤، أتيلا أحمد عبدالله مواليد ١٩٧٦، حازم أنور عبدالله مواليد ١٩٢٦، منصور مظلوم نوري مواليد ١٩٧٦، نوري مظلوم نوري، مواليد ١٩٧١، جنكيز مظلوم نوري، مواليد ١٩٦٨، شعلان فيصل سلمان، مواليد ١٩٩٧، مليك فيصل سلمان، مواليد ١٩٦٦، هاني مدحت عزت، مواليد ١٩٧۰، عصام مدحت عزت، مواليد ١٩٧٢، عامر مدحت عزت، مواليد ١٩٦۰، عدنان خالد مندان، مواليد ١٩٨٥ محمد خالد مندان، مواليد١٩٢٥.

وكان صراخ وتباكي الأبن الصغير ووالده المشدود الأيادي وانتظار الطلقة الظالمة يفتت الصخر ولكن ضمير النظام المجرم الكا فرصدام لا يعرف قيمة الأباء والأبناء ولا الصغار والكبار والنساء، كيف يتحرك ضميرهم وأياديهم ملطخة بدماء المساكين الأبرار التركمان في تسعين، بشير، طوزخورماتو، تلعفر، كركوك، تازه خورماتو، داقوق، ودمروا قرية بشير، تركلان، قيزيل يار، يايجي، جارداقلي، تسعين، بكاملها مع أعدام خيرة شبابها التركمان وهل سمعوا وعرفوا الهيئات العالمية والدولية وحقوق الأنسان والأمم المتحدة وكافة المنظمات السياسية ما ذا حل بشعب التركماني وكيف تعرضوا الى أبشع مجازير الجماعية رهيبة في تاريخ الأنسانية والتي تعتبر أكثر مأساة بعد مجزرة كركوك ١٩٥٩ ويبقى عارا في تاريخ النظام اللا أنساني وسوف تذكرها الأجيال في كل شبر من وطننا التركمان العزيز، وسقوط مجرم صدام يعتبر عيد واليوم المبارك القومية التركمانية...


مجلة تركمان العراق

تعداد التركمان في العراق بين المد و الجزر

أيهان بيرقدار

دأب البعض من الكتاب و الباحثين المختصين في مجال الجغرافية البشرية للعراق على إخفاء العدد الحقيقي للقوميات غير العربية في العراق، مهيئين الأساس الفكري للأنظمة السياسية المختلفة لتحقيق أهداف معينة في عدم الاعتراف الكامل بالحقوق القومية لتلك القوميات ضمن العراق الموحد. بدأت هذه الظاهرة منذ تأسيس الدولة العراقية عام ۱٩۲۱ و لازالت مستمرة ليومنا هذا.

الأنظمة السياسية التي حكمت أو تحكم العراق اليوم انطلقت في نهجها هذا اعتمادا على أيديولوجيتها القومية و هي تعتبر نفسها محقة بناءاً على تلك الأيديولوجية. لكن الملفت للنظر استمرار ذلك التوجه في طروحات و ممارسات أشخاص و فئات سياسية معينة ضمن المعارضة العراقية و التي تسوق نفسها على أنها البديل لنظام صدام حسين و المؤهلة لبناء نظام ديمقراطي تعددي في عراق المستقبل.

الطروحات حول تعداد التركمان في العراق تمثل نموذجاً حيا للتوجه الآنف الذكر فالطروحات المختلفة عن تعداد التركمان تبدأ من أقل من ۱ % إلى أكثر من ۱۳ % و بين هذا المد و الجزر تضيع حقيقة نسبة التركمان في العراق. هناك اتفاق عام على أن النتائج الرسمية المعلنة تخفي النسب الحقيقة للقوميات غير العربية في العراق و عليه لا يمكن الركون إلى هذه النتائج كحقائق و أن قبولها يعني قبول نتائج سياسية التعريب و الصهر القومي التي طبقتها و تطبقها الحكومات العراقية السابقة و الحالية. و لكن البعض من الكتاب يناقضون أنفسهم حينما يتقبلون نسبة ۲ % ( و هي النسبة التي أعلنتها الحكومة العراقية لغاية تعداد ۱٩٨٧، حينما حددت التركيبة القومية للشعب العراقي على أساس تكونه من العرب و الكرد فقط و بهذا تجاوزت إلزام نفسها بإعلان حتى النسب الدنيا من التركمان و الآشوريين) كنسبة حقيقة للتركمان في العراق، وهي النسبة الوحيدة التي يعتمدوها من بين نسب القوميات غير العربية التي أعلنتها الحكومات العراقية، و بهذا يكونوا قد اتخذوا موقفاً أقل ما يوصف بعدم الأمانة العلمية و الانتقائية في قبول و رفض نتائج الإحصائيات.

الإحصائية الوحيدة التي قد يمكن الاعتماد عليها هي إحصائية عام ۱٩٥٧ و التي أعلنت نتائجها في نهاية العام نفسه و ثبت فيها تعداد التركمان ۱۳٦٨۰۰ نسمة، إلا أن الحكومة العراقية التي تشكلت بعد ثورة تموز عام ۱٩٥٨ عادت و أعلنت النتائج المعدلة لإحصاء عام ۱٩٥٧ معترفة بأن النتائج التي أعلنت نهاية عام ۱٩٥٧ لم تعكس الأعداد الحقيقة للتركمان و التي عدلتها إلى ٥٦٧۰۰۰ نسمة أي بنسبة ٩.٤٥ % من مجمل نفوس العراق.

أن نسبة ۲ % التي يعتمدها البعض على أنها نسبة التركمان في العراق تعني اليوم ٥۰۰۰۰۰ نسمة فقط عند مقارنتها مع تعداد سكان قضاء تلعفر البالغ ۲٥۰۰۰۰ نسمة ( أكبر أقضيه العراق حالياً ) و التي لا يختلف أحد في كونهم من التركمان فقط دون وجود أقليات عرقية فيه إلا بأعداد ضئيلة جداً يبين مدى جدية نسبة ۲ %.

من مقارنة نسبة ٩.٤٥ % مع نسبة ۲ % التي يصر عليها البعض يتبادر إلى الذهن أحد الاحتمالين الآتيين:

۱- أن نسبة ۲ % ليست النسبة الحقيقة و أن الإصرار عليها يحمل في طياته أهدافاً سياسية معينة تصب في تهميش دور التركمان في عراق المستقبل لصالح جهات و فئات معينة.
۲- أو أن التركمان تعرضوا خلال السنوات الخمس و الأربعين الماضية لحملة شرسة من الصهر العرقي أكثر من أية قومية أخرى في العراق، و أن هذه الحملة أثمرت عن تناقص نسبة التركمان من ٩.٤٥ % إلى ۲ % أي إلى خمس النسبة.
أن المؤتمر الوطني العراقي و منذ أول اجتماع له في مصيف صلاح الدين عام ۱٩٩۲ ثبت نسبة تمثيل التركمان بـ ٦ % من مجمل نفوس العراق و اعتمد هذه النسبة في تمثيل التركمان ضمن هيئات المؤتمر كما أن مؤتمر لندن الأخير سجل هذه النسبة للمرة الثانية و أعتمدها في تمثيل التركمان بهذه النسبة ضمن مندوبي المؤتمر و لجنة التنسيق و المتابعة المنبثقة عنه. أن المؤتمر الوطني العراقي لا يمكن أن يمنح التركمان تمثيلاً بنسبة ٦ % إن كانوا لا يمثلون سوى ۲ % من مجمل نفوس العراق.

أن النسبة الحقيقة لتركمان العراق و على ضوء المعلومات المتوفرة من إعلان الحكومة العراقية عام ۱٩٥٨ لا يمكن أن تكون أقل من ۱۳ %. أن الإصرار على النهج الهادف لتهميش دور التركمان في بناء عراق المستقبل من خلال الطروحات الضيقة الأفق لا تخدم القضية العراقية بأي شكل من الأشكال.


خيط الدم العراقي من كركوك إلي النجف:
حذار من أمراء الحرب ومغامري الأحزاب!

علاء اللامي

صرح أحد أعضاء مجلس الحكم المعين والمعروف بعلاقاته الحميمة وزياراته المتكررة إلي الشقيقة الكبري إسرائيل بأن هناك فتنة طائفية قومية مخطط لها بدقة خلف الأحداث الدموية التي حدثت في مدينتي طوز خرماتو ذات الأغلبية السكانية التركمانية و كركوك متعددة القوميات، وأضاف محمود عثمان موضحا أن الفتنة استهدفت ضرب التركمان من الشيعة بالأكراد من السنة. وبموضوعية يمكن القول أن كلام هذا الشخص صحيح من حيث المبدأ، لا بل يمكن أن نمضي أبعد مما ذهب إليه ونقول بأن أصابع الاحتلال الأمريكي البريطاني وكذلك أصابع استخبارات النظام البعثي المنهار واضحة في هذه اللعبة، ويمكن أن يربط من شاء أن يربط بين أحداث الطوز وكركوك وبين المحاولة الإجرامية الفاشلة لاغتيال المرجع الديني محمد سعيد الطباطبائي الحكيم والمعروف ببعده عن الهموم والطموحات السياسية المباشرة وانشغاله بأمور المرجعية الدينية والفقهية رغم أنه سجن من قبل نظام المقابر الجماعية البعثي لمدة ثماني سنوات دون أدني ذنب. في المحاولة الثانية كانت رائحة الفتنة فاغمة ونفاذة فمن يقفون وراء هذه المحاولة يحاولون كما حاولوا من قبل ضرب تيارين سياسيين داخل الطائفة الشيعية العراقية وهما تيار الإسلاميين الصدريين المعادين للاحتلال الأمريكي والمقاطعين للأجهزة والهيئات السياسية والأمنية التي شكلها، ومعروف أن هذا التيار أضحي رقما ثقيلا و صعبا في المعادلة العراقية وهو بقيادة الحوزة العلمية الناطقة. التيار الثاني هو الذي تقوده مجموعة من السياسيين ورجال الدين من آل الحكيم إضافة إلي ما تبقي من قيادات حزبهم حزب (المجلس الأعلي) القديمة، ومعروف أن هؤلاء وافقوا علي الانضواء في مجلس الحكم الانتقالي المعين، وشكلوا كتلة طائفية في داخله يقودها عبد العزيز الحكيم.

لقد تصرفت القيادة الصدرية وكذلك قيادة المجلس الأعلي بحكمة وشعور عال بالمسؤولية وقد عبر الطرفان ثلاث أزمات خطيرة بسلام منذ سقوط بغداد وحتي الآن. ويأمل كل الشرفاء أن يواصل الطرفان التصرف بحكمة وضبط نفس لكي يتم تفويت الفرصة علي الطرف الهادف إلي إشعال نيران هذه الفتنة. ومما يبعث علي التفاؤل أن مصادر المجلس الأعلي حملت مسؤولية حادثة الاغتيال الإجرامية الأخيرة لقوات الاحتلال بوصفها المسؤول الأول عن الحالة الأمنية في العراق ولبقايا مخابرات النظام الشمولي، كذلك بادر السيد مقتدي الصدر وبعد الحادثة مباشرة إلي إدانتها بحزم ومبدئية.

ومع ذلك فمن حق العراقيين أن يتساءلوا عمن هو الطرف الذي يقف فعلا وراء أحداث كركوك أو محاولة اغتيال المرجع الطباطبائي الحكيم؟ لا يمكن الجزم فورا باسم وهوية الفاعل الحقيقي، فالتحقيقات بدأت للتو، وقد تستغرق وقتا طويلا وربما لن تنتهي إلي شيء ملموس وذي صدقية علي عادة التحقيقات الأمريكية والتحقيق في مقتل الرئيس الأمريكي كندي مجرد مثال للتذكير، ولكن، وعلي الرغم من ذلك، يمكن التساؤل عن طبيعة الطرف المستفيد من حدوث هذه الفتن الطائفية والقومية وحتي الحزبية؟ الطرف الأول الذي من مصلحته إضعاف جميع الكتل والأطراف العراقية لكي يكون هو الطرف الأقوي والمسيطر والحَكَم بين الجميع هو الطرف المحتل (الأمريكي ـ البريطاني وبعض الذيول المرتزقة من الدول المفلسة) ومعلوم، وباعتراف معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكية CSIS، إن الاحتلال بدأ يغوص عميقا في مستنقع دماء أفراده، ويعاني من مأزق متفاقم ذي شقين سياسي وأمني. ومن مصلحة الاحتلال أن يسود التناحر والصدام بين مكونات المجتمع العراقي. صحيح إن ذلك يتناقض مع حاجته إلي الهدوء وضبط الحالة الأمنية في عموم البلد ولكنه -وقد بدأ بفقدان السيطرة علي الوضع - فربما يكون رجح إطلاق حالة التناحر هذه بهدف إضعاف وتشتيت القوي والكتل التي من المتوقع أن تنزل إلي ميدان الصراع ضده بقوة. فلول النظام المنهار وبقايا جهازه المخابراتي لها مصلحة أكيدة في إطلاق حالة الفلتان والتناحر وهدفه من ذلك سيادة الفوضي الأمنية وتشتيت قوي الاحتلال عسي أن يتمكن من الحصول علي موطئ قدم في الساحة السياسية والجماهيرية، ومعلوم أن نظاما ترك خلفه كل تلك المقابر الجماعية في ثري العراق وقتل مئات الآلاف من العراقيين بدم بارد لا يتورع البتة عن استخدام أحط الوسائل ومنها اغتيال المراجع وعلماء الدين أو حرمان البغداديين من الماء الصالح للشرب والكهرباء لخدمة أغراضه خصوصا وقد أصبح منبوذا ومطاردا في عموم البلاد.

غير إن الكلام عن هذين الطرفين الاحتلال وبقايا النظام الفاشي المنهار لا ينبغي أن يبرئ الأطراف التي ساهمت وبشكل مباشر في تسعير أوار الصراع العرقي خصوصا فيما يتعلق بما حدث في الطوز وكركوك. معروف ـ وقد ذكر محمود عثمان نفسه هذه المعطيات ـ أن مليشيات حزب الاتحاد الوطني قامت بتدمير مقام مقدس للإمام علي بن أبي طالب لدي التركمان الشيعة ويزوره جميع المسلمين أيضا، وكان هذا المقام قد رمم وجدد مؤخرا من قبل جمهور المؤمنين، وهذا عمل مدان واستفزازي تتحمل قيادة حزب الطالباني المسؤولية التامة عنه. هذا أولا، وثانيا فقد بادرت مليشيات الطالباني التي ألبست ملابس الشرطة العراقية الجديدة إلي إطلاق النار علي مظاهرة سلمية للتركمان فقتل عدد منهم وجرح عدد آخر. وهذه جريمة ثانية لا يمكن تبريرها بوقائع ضبط الأمن أو بالقول كما تذاكي محمود عثمان إن ما حدث هو بين (شرطة ومواطنين وليس بين أكراد وتركمان) وكأن الشرطة حتي إذا كانت قد خلعت ملابس المليشيات منذ ساعات لديها صك غفران بتوقيع بريمر أو جلال الطالباني بقتل المواطنين.

لقد كان حريا بممثلي القوميات المتعددة في المجلس المحلي لمدينة كركوك الذي تم تشكيله وفق مبدأ السواسية رفض هيمنة أية هيمنة لمليشيات هذا الحزب أو ذاك وخصوصا مليشيات حزب الطالباني المعروف بكونه حزب المجازر الأول في كردستان العراق، والذي يقوده أناس تنقلوا من هزيمة إلي أخري ومن فشل إلي آخر ومن بشت آشان بالأمس إلي طوز خرماتو اليوم.أناس هذا دأبهم منذ انشقاقهم علي حزبهم الأم الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي أسسه المرحوم الملا مصطفي البرزاني الزعيم التاريخي لحركة التحرر الكردية وحتي اليوم. لسنا نتجني علي أصحاب حزب قومي متطرف كحزب الاتحاد الوطني الذين يعرف الأكراد أنفسهم مقدار شجاعتهم التي تدفعهم في كل صراع مسلح إلي الهرب خلف الحدود العراقية الإيرانية وآخر مرة كانت أمام دبابات نظام صدام التي دخلت إلي مدينة أربيل وتقدمت نحو السليمانية. إن هؤلاء القادة الشجعان يجدون اليوم أنفسهم منتصرين ونجمهم في حالة صعود بسبب تحالفهم مع الغزاة فراحوا يضطهدون ويطردون العرب العراقيين من محلات إقامتهم ويضطهدون التركمان والكلدان و يبخسون حقهم ووزنهم المجتمعي المعروف في العراق. غير إننا نعول علي استفاقة حقيقية وسريعة لجماهير الأكراد العراقيين تجنبهم الويلات والمهالك التي يجرها إليها أمراء الحرب ومهندسي المجازر لأن الكرد أنفسهم سيدفعون ثمن هذه الحماقات الشوفينية المستقوية بالغزاة والمحتلين الأجانب، خصوصا إذا كان من يقوم بهذه الحماقات حزب كهذا الحزب المستعد لإحراق كردستان كلها والعراق برمته من أجل طموحات الزعامة والطمع المريض في حقوق الآخرين من شركاء الكرد في الوطن العراقي الجريح والمستباح.

ومرة أخري نقول للأكراد شركائنا في الوطن العراقي :

إن عاجلا أو آجلا سيعود الغزاة والمحتلون إلي أوطانهم، أما العرب والتركمان والكلدوآشوريون، أما العراقيون فباقون حيث هم،فلا تستهينوا بالقدر الجغرافي ولا تراهنوا علي أضغاث أحلام لمغامرين في جلد سياسيين.


حملات التطهير العرقي الكردية ونذر الحرب الاهلية في العراق

سليم مطر

اعلنت اخيرا مصادر رسمية من الحزب الديمقراطي الكردستاني عن تشكيل ( لجنة تقصي الحقائق) بالتنسيق مع قوات التحالف، من اجل اعادة توطين (۳۰۰) الف كردي من الذين تدعي القيادات الكردية بأنهم سبق وإن تم تهجيرهم من مناطقهم من قبل الحكومة البائدة. علما بأن هذا المصدر الحزبي لم يشر الي أي دور للاحزاب العراقية في هذه اللجنة! ثم ما هو السر وراء الاسراع بتكوين لجنة تبت بمصير مئات الآلاف من السكان العرب في شمال الوطن في الوقت الذي ترفض القوات المحتلة تكوين ابسط اللجان القادرة علي تلبية ابسط حاجات الناس الضرورية!؟

بعد نهاية الحرب حتي وقت قريب قامت المجموعات المسلحة الكردية بقيادة حملة تطهير عرقية ضد السكان العرب في شمال العراق. قامت هذه الجماعات المسلحة بالهجوم علي المناطق السكنية العربية لتفرض علي السكان مغادرة بيوتهم والتخلي عن اراضيهم بحجة انها مناطق كردية سابقة. ما كان يمر يوم الا ويسقط العديد من الضحايا، في كركوك والموصل وديالي، بل حتي في بغداد نفسها حيث قامت العناصر المسلحة الكردية بالاستيلاء علي البيوت وطرد سكانها بحجة انها كانت ملكا لاكراد. وتم تهجير حوالي الفي عائلة عربية من كركوك، وقد بلغ هذا التصاعد درجة من التطرف بحيث كلف اكثر من خمسين ضحية في يوم واحد(۲۰ ـ ٥ ـ۲۰۰۳) في كركوك، باعتراف ناطق رسمي كردي!!

وقد اتخذت حملة التطهير العرقي الكردية طابعا شرعيا بعد اصدار البرلمان الكردي قانونا يقضي بمصادرة ممتلكات العرب القاطنين في المنطقة بعد عام ۱٩٥٧، واحلال الاكراد محلهم!!؟ ودعي القانون كذلك الي توسيع مساحة المحافظات الكردية الثلاثة(اربيل ودهول والسليمانية) لتستقطع العديد من الأقضية والنواحي من محافظات الموصل وكركوك وديالي!! ويبدو ان سياسة التطهير العرقي هذه مصحوبة ايضا بسياسة شبيهة بالتي قامت بها الحركات الصهيونية في فلسطين، حيث تقوم جهات كردية بالاتصال بأصحاب البيوت العرب والتركمان في كركوك والموصل وشراء بيوتهم بأضعاف اسعارها العادية!!

ويبدو ان هنالك تواطئ امريكي غير معلن عن هذه السياسة العرقية، إذ لوحظ دائما إنسحاب القوات الامريكية عن المناطق التي تهاجمها الجماعات المسلحة الكردية. من الواضح ان هذه المشاريع العرقية التوسعية مدعومة من قبل قوي الاحتلال، حيث صرح (جون سيوراس) المبعوث البريطاني للعراق (راجع صحافة ۲۱ ـ ٥ ـ ۲۰۰۳) بالوعد باقرار حق توسيع مناطق الكيان الكردي في الدستور العراقي القادم!!

الضمير الوطني والمشاريع العرقية

انها لحالة خطيرة تمر بها بلادنا وتنذر باشعال حربا اهلية مدمرة لم يشهدها الوطن من قبل، فهذه لاول مرة في تاريخ العراق الحديث تتحول المشكلة الفئوية من مشكلة سياسية ومجابهات بين قوات الحكومة والميليشيات الحزبية الي مشكلة اهلية ومجابهات بين السكان انفسهم!! ويمكن ان تتوسع لتشمل التركمان والسريان وتمتد الي بغداد وتدفع الدول المحيطة الي التورط بها وتؤدي الي خراب بيوت الجميع بما ذلك القيادات الكردية نفسها!!

من اجل معالجة هذه المشكلة بصورة ضميرية ووطنية بعيدا عن المزايدات والاكاذيب الدعائية السائدة، نطرح الملاحظات والتساؤلات التالية:

ـ لماذا هذا التسرع والاصرار من قبل القيادات الكردية علي تنفيذ حملات التطهير في هذه الظروف الحرجة والاستثنائية التي تمر بها بلادنا. أما كان من المعقول سياسيا وانسانيا التروي حتي تستقر الاوضاع ثم الاعتماد علي الدولة والقانون من اجل تنفيذ مطالبهم، بدلا من إتباع هذا الاسلوب الفردي والعصابي في تأجيج العداوات وتوتير الاوضاع.. اين هي الحكمة والاتزان التي يطالبون الآخرين بها.. اين هي الوحدة الوطنية التي يرفعون شعاراتها!!؟؟

ثم ان مثل هذه المسألة المعقدة لا يمكن ابدا تركها هكذا لتقييمات العصابات المسلحة والمزاجيات الفردية وموازين القوي. ان هذه البيوت والاراضي المعنية من قبل الاكراد غير مقطونة حاليا بعناصر مخابراتية وكائنات وحشية مجرمة تستحق مواجهتها بالعنف والموت وسحب ممتلكاتها بلا رحمة او ضمير، بل هي مقطونة من عوائل وبشر معظمهم ابرياء تماما عن كل الاعيب السياسية. ثم ان عميلة التعريب لم تجر علي طريقة الاستيطان الصهيوني كما يحلو للاخوة الاكراد تصويرها حيث تأتي الجماعات اليهودية المنظمة والمعبأة بالعداء الديني والآيدلوجي والعنصري للفلسطينيين وتستولي علي البيوت والاراضي بحماية دبابات ورشاشات العسكر. بل المسألة فيها الكثير من الخبايا والمداولات والضغوطات والتنازلات. فمثلا كان يكفي للكثير من الاكراد والتركمان في المناطق المتنازع عليها ان يدعي بأنه عربي ويحمل زورا لقبا عربيا حتي يتم اعفائه من عملية التهجير. اغلب القاطنين حصل علي بيته كموظف جلبته الحكومة واسكنته مع عائلته، مثلما يحصل مع كل الموظفين في العراق، والبعض الآخر قد اشتري الدار من ساكن سابق يمتلك اوراقا شرعية. بل ان البعض اشتراها بصورة مباشرة من ساكنها الكردي او التركماني الذي انتقل بوظيفته الي عمل آخر في العراق. ثم ان الكثير من هؤلاء الاكراد ما طردوا هكذا خارج بيته وارضه في العراء بل اسكنوا في مناطق اخري من العراق قد تكون اكثير قيمة. ثم ان الكثير من الاكراد قد هجروا بيوتهم من دون حملات تعريب بل نتيجة الاضطرابات العسكرية المستمرة في المناطق الواقعة علي خطوط التماس. يكفي الاستشهاد ببعض الحارات الكردية في بغداد التي معضم سكانها من انصار الحكومة المختلفين مع الطلباني والبرزاني، ومنها مثال حي (باب شمس) في الموصل الذي يقطنه مئات الآلاف من الاكراد جميعهم من الذين هربوا من المناطق الكردية المجاورة اثناء حرب التسعينات( معركة ام الكمارك) بين الطلباني والبرزاني. اننا ابدا لا نبرر ولا نخفف من ادانة تلك الحملات التعريبية العنصرية التي لم نتوقف عن إدانتها في كتاباتنا، ولكننا فقط نريد ان نوضح انها من الناحية القانونية والانسانية تتضمن الكثير من التعقيدات والخبايا التي لا يمكن ان تحلها وتحكم عليها مجموعة من العصابات المسلحة، بل هي تحتاج الي القانونيين المختصين واشراف الدولة ورعاية باقي الاحزاب العراقية. ومن اكبر الدلائل علي ان هذه الحملات العرقية الحالية ليست غايتها ارجاع الحقوق المهضومة بل غايتها تنفيذ مشروعا قوميا عرقيا توسعيا غايته تكريد المناطق وبالذات كركوك، حيث ان هذه الحملات لم تشمل فقط المناطق المتنازع عليها بل ان العصابات المسلحة قد هاجمت حتي المحلات السكنية المبنية لموظفي النفط ومؤسسات الدولة والبعيدة تماما عن مناطق الاكراد، منها مثلا محلات( البعث والاندلس) وغيرها!!

ـ ان مطلب العودة الي الحالة السكانية السابقة لعام ۱٩٥٧ يبدو مطلبا خياليا وخاليا من اية حكمة وواقعية. فلو طبقنا مثل هذا المطلب علي كل العراق فهنالك الملايين من السكان الذين يجب تهجيرهم، واول الخاسرين سوف يكونون الاكراد انفسهم. فهل نسيت القيادات الكردية ان هنالك حوالي مليوني كردي يقطنون في بغداد والموصل وباقي مناطق الوسط والجنوب، وان غالبيتهم الساحقة قد اتت بعد عام ۱٩٥٧. ثم لماذا العودة الي هذا التاريخ، فالتركمان والسريان يطالبون بالعودة الي تواريخ اسبق، حيث ان اغلب اكراد كركوك قد اتوا من المناطق الكردية المجاورة في الثلاثينات من القرن الماضي للعمل في حقول النفط وبسبب الخوف من هذه الحقيقة التاريخية قامت الجماعات المسلحة الكردية بعد حرب الكويت وكذلك بعد الحرب الحالية بالهجوم علي دائرة الطابو في كركوك وحرق مستنداتها! ثم ان هنالك العشرات من القري السريانية المسيحية في شمال العراق قد اصبحت كردية بعد هجرة سكانها الي بغداد والي الخارج بسبب ضغوطات الحروب الكردية ومغريات الهجرة، بل ان عمليات تكريد القري المسيحية استمرت حتي اعوام قريبة جدا، ولا زالت مستمرة بصورة بطيئة حتي الآن. ثم لو عدنا اكثر الي التاريخ فأن اربيل نفسها لم تعتبر جزءا من كردستان حيث كانت حتي اوائل القرن الماضي بغالبية تركمانية سريانية، ولهذا السبب لم يطالب بضمها الشيخ محمود الحفيد الي مشروع إدارته، ولم تشملها قرارات تعليم الكردية في مداراسها في العهد الملكي. علي اساس كل هذه الحقائق التاريخية التي يجهد اخوتنا الاكراد الي طمسها، هل يحق إذن الموافقة علي مطالب بعض المتعصبين يتطهير الموصل وبغداد وكركوك من المهاجرين الاكراد؟! هذا ليس كلاما خياليا، فأنا شخصيا سمعت من شاعر كردي ومسؤول في تنظيمات البرزاني قال لي بالحرف الواحد: يتوجب ارجاع اكراد بغداد الي كردستان، لأن وجود الاكراد في جميع المحافظات وبالذات في عاصمة وطنهم العراق، يخربط الصورة القومية العرقية المرجوة من دعاة التطهير العرقي، لأنهم مثل كل القوميين العرقيين يحلمون بمناطق نقية عرقيا!

ـ ان الفيليين العراقيين الذين تم تهجبرهم ظلما من وطنهم العراق.. من الخطأ تماما وضع قضيتهم في سلة قضايا الاكراد. ان الظلم الذي مورس ضد الفيلية وتهجير ما يقرب المليون منهم لم يكن بسبب كرديتهم المفترضة بل اساسا لأنهم شيعة ويقطنون العاصمة العراقية ولعبوا دورا متميزا في الحركات الشيعية المسلحة اضافة الي دورهم المتميز في الحركات الماركسية المعارضة. ولم تكن الكردية هي الحجة المعلنة لطردهم بل احتسابهم زورا علي ايران. ثم ان هؤلاء الفيلية لم يذهبوا الي المناطق الكردية بل بعضهم بقي في ايران وهاجر الاغلبية الي سوريا والي باقي المنافي العراقية. لهذا لا يبدو مشروعا ونزيها تكتيك القيادات الكردية باستثمار معانات الفيلية لتضخيم الشعور بالظلم لدي اخوتنا الاكراد، وكذلك لتبرير حملات النهب والاستيلاء علي المنازل من قبل العصابات المسلحة الكردية في بغداد بحجة انها كانت ملكا لـ اكراد!!

ـ للاسف ان القيادات الكردية قد هيأت لحملتها العرقية هذه بحملة دعائية آيدلوجية منذ اعوام وحتي الآن تتلخص باعتبار معانات الاكراد في العراق مثل معانات الفلسطينيين مع إسرائيل، وهذا يعني ضمنيا تشبيه العراقيين باليهود الصهاينة، وهذا امر خطير مناقض تماما لشعارات الوحدة الوطنية التي يدعون اليها، ويمنح تبريرا للمواطنين الاكراد لحمل الاحقاد ضد اخوتهم العرب وبالتالي دفعهم الي القيام بمثل هذه الممارسات العنصرية الحالية وتبرير عمليات القتل والنهب والاستيلاء علي بيوت واراضي اخوتهم العرب. ثم ان هذا التشبيه فيه اجحاف للحقيقة لاسباب واقعية وضميرية عديدة يعرفها الجميع ويقرها اخوتنا الاكراد انفسهم: ان الكردي علي عكس الفلسطيني، حتي في ظل نظام البعث، يحق له السكن والاقامة والعمل والدراسة في جميع انحاء العراق، والدليل علي هذا وجود هذه الالوف المؤلفة من الاكراد في بغداد وباقي العراق. وكذلك الكردي موجود في كل مرافق الحياة واجهزة الدولة العراقية بما فيها قيادات البعث والمخابرات وغيرها. والاهم من كل هذا ان الدولة العراقية لم تكن ابدا (دولة العرب ضد الأكراد) بل هي (دولة الرعاع والشاذين ضد العراقيين قاطبة).. وما المقابر الجماعية وضحايا النظام الموزعين علي كل مناطق العراق بما فيها تكريت الا دليل علي هذه الحقيقة التي يصر اخوتنا في الاعلام الكردي علي تجاهلها والتعتيم عليها والتركيز علي معانات الاكراد وحدهم!!

نداء العقل والضمير

ان اية نظرة عقلانية تحتكم الي المصلحة الوطنية وليس الي التعصب العرقي، تحتم علي القيادات الكردية الايقاف الفوري لحملات التطهير العرقي وإرجاع المسلحين الي ثكناتهم ومناطقهم واعادة الممتلكات المصادرة الي اصحابها. ليس هنالك اية ضرورة قصوي تحتم مثل هذه الحلول السريعة العنفية. ان التبرير الوحيد الغير معلن لمثل هذه السياسة ليس مصالح إخوتنا الاكراد بقدر ما هي الرغبة باستغلال جروح الوطن وانكسار الشعب العراقي وغياب الدولة وتواطئ المحتلين من اجل الاستحواذ بأسرع وقت علي كل ما يمكن الاستحواذ عليه والاحتفاظ به ثم فرض الامر الواقع علي الحكومة القادمة!! ان المصلحة الوطنية تفرض تعليق هذه المشكلة بانتظار تشكيل حكومة وطنية وبرلمان يشرف علي حلها. ونعتقد ان الحل الاسلم والاكثر واقعية هو التالي:

ـ ان يبقي كل شيء في مكانه.. إذا كان بعض العرب قد حصلوا علي بعض مناطق الاكراد فأن الاكراد لهم العراق كله من اقصي جنوبه الي اقصي شماله يستطيعون ان يقيموا ويتاجروا ويزاولوا نشاطاتهم ولغتهم في كل بقعة من ارض العراق!! فما الداعي إذن الي طرد العرب من بعض المناطق الكردية والذي يعني قانونيا وضميريا ايضا طرد حوالي مليوني كردي قاطنين في مناطق غير كردية في بغداد والموصل وغيرها. ان الحل الامثل من اجل تهدئة خواطر الاكراد الذين يشعرون حقا ويثبتون قانونيا بأن بيوتهم قد طردوا منها واستولت عليها الحكومة البائدة، ان يتم تعويضهم ماليا وترك لهم حرية الاقامة في كل انحاء العراق. ان مليارات النفط التي يتم تبذيرها علي الهدم والخراب يمكن ان يستخدم جزءا يسيرا منها من اجل حل هذه المشكلة بصورة جذرية ومن دون اية عواقب وبعيدا عن الحلول العنفية وحملات التطهير العرقي التي ستخلق بدورها مشاكلا واحقادا تهيئ لحروب لا تنتهي!! ان العراق الجريح يهيب بكل اصحاب الضمائر من اخوتنا الاكراد، وبجميع العراقيين ونخبهم المثقفة والسياسية والدينية، وبمختلف فئاتهم من تركمان وسريان وصابئة ويزيدية وسنة وشيعة، الي تنظيم التجمعات والتظاهرات اينما تواجدوا واصدار البيانات والنداءات الي القادة الاكراد والي الامم المتحدة وامريكا وبريطانيا والي المؤسسات الدولية الرسمية والاهلية المعنية بحقوق الانسان، الي إدانة سياسة التطهير العرقي الجارية الآن في بلادنا والتي تجاوزت في عنفها وظلمها حتي السياسة العنصرية لنظام البعث البائد، ولتصرخ جميع الضمائر بصوت واحد: لا لحلول العنف والسلاح.. لا للمشاريع العرقية التوسعية المنافية للوحدة الوطنية.. ونعم لحكومة وطنية تمثيلية تشرف علي احقاق الحق وانصاف المظلوم.

كاتب من العراق يقيم في جنيف

لمن يرغب بمزيد من التفاصيل حول إشكالية الفئات المحلية في العراق يمكنه مطالعة الكتاب الجديد الذي صدر مؤخرا للمؤلف بعنوان( جدل الهويات) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت


موسوعة النهرين

شهادة التاريخ…… التركمان عراقيون اصلاء ليس إلا

نورالدين موصللو

الشهادة الحقيقة المدونة وصدق توثيقها لا تحتاج الدفاع عنها بقدر ما الادعاء العام الذي يمثل التاريخ نفسه يرفع مذكرة شكوى احتجاج واستنكار ضد اولئك الذين يختلجهم ادنى شعور الشك بسلوك التركمان وانتمائهم الوطني بالطعن في مواقفهم الوطنية وأحاسيسهم بالمواطنة الحقة في الدفاع عن ارض العراق وسيادته المقرون برفض صور الاحتلال الاجنبي وقد سجلت سطورها شهادة التاريخ بمداد الفخر والاحتجاج وهم يواجهون الاستعمار منذ ولادته في العراق.

لقد كان التركمان ولايزالون تعنيهم عراقيتهم وخير بلدهم قبل أي شئ اخر وان ما قدموه طواعية من اجل العراق وعزته ليس الا شهادة تذكر الجهلاء او المتجاهلين بدورهم المشرف وهي تدحض تقولات الالسن التي لا ضريبة مباشرة عليها ولارسوم كمركية، وردا على اولئك الذين يشككون من تصرفات التركمان يقف التاريخ بشموخ في وسط ألغام الجاهزة التي تنفجر بين الفينة والاخرى والتي لا تؤذي الا مروجيها (مفجريها) الذين غفلوا عن استخدام اجهزة الكشف عن حقيقة تلك الالغام.

عندما استجوبنا الشاهد بالسؤال (هل للتركمان سلوك يبرهن على عدم تصرفهم كعراقيين ….؟ أم هل لهم مواقف سلبية ازاء الوطن ….؟) اجابنا الشاهد مبتسما…. سبحان الله، رغم ان السؤال ليس في موضعه الا انني سوف اذكر لكم بعض الوقائع والاحداث ثم ابحثوا انتم عن الجواب مع ان الجواب معروف سلفا :- ان شرارة ثورة التركمان (تلعفر) التي اندلعت في ٣ حزيران ١٩٢۰ بوجهة العسكر البريطاني كانت دافعا لثورة عراق الشهيرة المعروفة بـ (ثورة العشرين) والتي اندلعت في ٣۰ حزيران ١٩٢۰ أي بعد ثورة تلعفر حيث عمت العراق، وخطط التنسيق بني قادتها العراقيين بما فيه التركمان كانت على اتم الوجه في نقل اخبار والمعلومات فيما بينهم الا ان اجراءات الاستعمار بفصل المدن عن بعضها وقطع المواصلات وخصوصا المناطق التركمانية حالت دون تحقيق بعض اهدافها، وتفاصيل ذلك نجدها في العديد من مصادر عراق المعاصر يمكن بالعودة اليها.

لقد شارك التركمان في الاستفتاء الذي جرى عام ١٩٢١ لانتخاب الامير فيصل ملكا على العراق واسمعوا صوتهم المدوى باصرار على رفض تنصيبه ملكا على العراق دحضا للخطط الاستعمارية، وكتب التاريخ تذكر ذلك بشرف عن موقف التركمان حيث جاء في الصفحة (٦) من كتاب (العراق …دراسة في تطوره السياسي، للسير ايرلاند) ما نصه (ان لواء كركوك صوت ضد فيصل) واشار الى هذه الحقيقة ايضا الاستاذ عبدالرزاق الحسني في الصفحة (٣٩) من الجزء الاول من كتابه (تاريخ الوزارات العراقية) قائلا (يجب ان نذكر للتاريخ فقط ان لواء كركوك صوت ضد فيصل) وكل هذا يعني ان التركمان ضد أي احتلال اجنبي وضد كل ما يمس سيادة العراق.

عدم تجاوب التركمان في كركوك و اربيل وموصل وباقي مناطق التركمانية الاخرى مع فقرات (٣۰-٣٦) من مقررات مؤتمر لوزان عام ١٩٢٣حيث سنحت لهم فرصة اختيار اية دولة ليكونوا من رعاياها، لكنهم فضلوا البقاء على ارض الاجداد واضاعوا الفرصة على المستعمر خلال عدم تفضيلهم اية ارض على ارض عراقهم. حادثة ليفي عام ١٩٢٤وتصدى التركمان لقوات ليفي البريطانية داخل كركوك بالسلاح الابيض وهم مدججون بالاسلحة النارية تفاصيلها مشهودة في التاريخ.

ازاء المواقف الوطنية للتركمان التي كان يقودها الطبقة المثقفة وخصوصا المعلمين نجدها تعرضوا الى النقل والنفي الى مناطق نائية في عام ١٩٢٤، ١٩٣٩، ١٩٤۰. وعندما اضرب العاملين في شركة نفط العراق عام ١٩٤٦ تعرضوا الى القمع والتعسف في مجزرة رهيبة عرفت في التاريخ ايضا مجزرة (كاورباغى)

. وفي فترة حرب الثمان سنوات حرب الخليج الاولى كان ابناء التركمان عموما مع عوام ابناء الشعب العراقي تحصدهم أتون الحرب بقساوة ضارية مع ذلك كان التزام التركمان بأداء خدمة العلم الطوعية والإجبارية على احسن ما يرام ولم يتخذوا وقتها موقف التهرب من أدائها والفرار من صفوف جيشه الباسل.

اما دور الشعراء التركمان في القديم والحديث الذين كانوا ينشدون للعراق بقصائدهم وخورياتهم في كل مناسبة من امثال هولاء (محمد صادق، مصطفى كوك قايا، اسماعيل سرت توركمن، نسرين اربيل، محمد عزت خطاط، واخرون) اسوة بالشعراء الوطنيين العراقيين من غير التركمان، وقسم من هذه القصائد كانت تلقن للطلاب في المدارس ومنها (من بير كوجوك عسكرم وطانمدا كزه رم، وطانما كيره نى طوب تفنكتن ازه ره م) ويعني (انا جندي صغير في هذا الوطن من يدخله من الاجنبي ادمره بالمدفع والبندقية) و (عراقليم من اوزوم توركمنه م صاغدى سوزوم) ويعني (انا لست الا عراقيا توركمانيا وكلامي هو الحد). ولا ننسى ما قيل عن رمز العراق الشامخ دار السلام مدينة الرشيد وقلعة الفكر والعلم بغداد (آنا كيبي يار اولماز بغداد كيبي ديار) ويعني (ليس مثل الام حبيبة وليس مثل بغداد وطن)

. لم يفكر التركمان يوما ولا يزالون بالانفصال عن العراق او تسقيطه او المساس بوحدته الوطنية ارضا و شعبا، ولم يقفوا موقفا سلبيا ضد بلدهم ولم يتعاونوا ولو لحظة مع اعدائه، ولم يتخذوا موقفا سلبيا ازاء الحكومات المركزية المتعاقبة والى الان الا بقدر ما يتعلق الامر في مصادرة حقوقهم القومية والسياسية والثقافية والى اخره من حقوق المواطنة الحقة.

واخيرا وليس اخرا عندما ولدت الجبهة التركمانية العراقية قامت وهي تحمل بذرتها العراقية تحت عنوان تؤكد عراقية التركمان والجبهة في أن واحد باسم (الجبهة التركمانية العراقية) وفي رايتها (العلم) رموز اشارة الى الدول التركمانية التي قامت على ارض العراق، وان مؤتمراتها اُستِظلت بالعلم العراقي.

كانت هذه شهادة سفر واحد من اسفار التركمان امام من يريد سرقة تاريخ التركمان الاصيل، ولو استدعينا بقية شهود الازمان بما فيها زمننا المعاصر تبين لنا مدى الظلم الذي يلاقية التركمان ومدى الصبر والتحمل الذي يتصف به، الذي ان دل على شىء يدل على حرصه في عدم اثارة الفتن و خلق الخلافات والنزاعات التي لا تخدم الا اعداء الوطن.


مجلة تركمان العراق

التركمان ودولتهم العراق

سعدون كوبرولو

التركمان في العراق، ليسوا بقبيلة نازحة، ولا قومية لا جئة في العراق، الأرض التي يعيش فيها التركمان هي الأرض الوطنية والمرجعية القومية لهم، والتي تظم معظم الشمال العراقي، وإن الشمال العراقي ولفترة زمنية لا تزيد عن٢۰۰ عام كان ملكا للتركمان، وإن التركمان تسبق ذلك جذور الوطنية العراقية بشرف وطني عراقي خالص إلى العراق والوطنية العراقية، وإن الحقوق الوطنية العراقية التركمانية تمتد من أقصى الشمال العراقي ألى بغداد. ولا بد للقومية التركمانية أن تثبت حقوقها في أربيل وكركوك، وديالى، والموصل، وبغداد ومدن تركمانية أخرى يتفق عليها معظم العراقيين وستقر هذه الحقوق القومية التركمانية عندما يحين الوقت المناسب وسوف يكون هناك صوت الشعب الوطني العراقي في تقرير مصير العراق. ونحن التركمان نطالب العراق الديمقراطي والعودة إلى الجنسية العراقية المقررة المعرفة من هو العراقي حقيقي ومن هو غير العراقي.

وفي هذا الإجراء يجب أن نحافظ على الحقوق الوطنية للقوميات العراقية وخاصة التركمانية وعدم منح فرصة للغزاة من الأجانب في إسقاط العراق والوحدة الوطنية العراقية، ويعرف أكثر المؤرخين في العراق والعالم إن الشعب التركماني ينتمي ألى الحثيين والسومريين تأريخياّ ومن سكان بلاد الأ ناضول المعروفة بتركيا، وعلى هذا مارس النظام العراقي البائد الجلاد مختلف أنواع الضغط والتذويب العنصري بهدف محو الهوية التركمانية وفي هذه السياق السياسية العنصرية ذهب الآلاف من المواطنين التركمان ضحايا الإعدامات ويعتبر آلاف في عداد المفقودين بالإضافة إلى دخول مئات من شباب التركمان إلى السجون الجلاد لأسباب ودواعي السياسية ودون محاكمة، بعد محاكمة الصورية.

ومن أبرزالأمثلة على الممارسات الشوفنيية لنظام الديكتاتوري المآسي التي عاشها الشعب التركماني في مدينة أآلتون كوبري التركمانية بتاريخ ٢٨/٣/١٩٩١ التي ذهب ضحاها أكثر من مئة التركمان من الصغار السن والكبارالسن وحتى الأطفال والنساء والشيوخ لم ينجوا منها.

وكذلك المآسي التي عاشها التركمان في مدينة أربيل أبان إجتياح قوات جلاد صدام لها في ٣١/٨/ ١٩٩٦وقام وحدات من الجيش والأمن العراقيين بهجمات على مراكز العلوم والثقافة.

وقتل أكثر من ٤۰ مواطنا تركمانيا، وأن سياسة كان المتبعة بضراوة في البلاد بهدف محوالوجود التركماني وكذلك حدثت في الآونة الأخيرة إبعاد تصل الى حد التطهير العرقي وتم تهجير وطرد من مدينة كركوك أكثر من آلاف عائلة التركمانية وتم إسكان وتوطين غيرعوائل في مكانهم وعلى أن لاننسى الممارسات، التي إستهدف التركمان منها.

١- إن على التركمان الدراسة والتعليم بلغتهم ممنوعون.
٢- حتى في الدوائر الحكومية محظور التكلم بلغتهم الأم وحتى فيما بينهم.
٣- حق التملك وشراء العقارات ممنوعون.
٤- وعلى التركمان كان ممنوع لشراء وتملك وسائط النقل التجارية.
٥- تم تغيير الأسماء المدن، والقرى، والنواحي، والمحلات التركمانية.
٦- أستولى النظام الجلاد صدام على الأراضي التركمان الزراعية الخصبة وفي مختلف المناطق التركمانية منها مدينة كركوك، وتازه خورماتو، وطوز خورماتو، وآلتون كوبري وتلعفر وغيرها وتم توزيعها إلى المحسوبين، والمنسوبين إلى إتباع نظامه.
٧ - وتم منع وصدرت قرارات بمنع إلقاء الخطب والمواعظ بلغة التركمانية في مساجد وجوامع موجودة في المناطق التركمانية وتم منع الإحتفال وإقامة مجلس ذكر.
٨ - وإن سياسة تهجير التركمان وإحلال العوائل العربية محلهم كان يطابق بكل ضراوه ووحشيه وعدم تعويض للتركمان الذين تم تهجيرهم ولم تهيئة أماكن لإيوائهم في المناطق المهجرين أما العرب التي تم إسكانهم في التركمان المهجرين تمتعوا بكافة المساعدات والمنح القروض المالية، وتخصيص المساكن والأراضي الزراعية لهم.
٩ - وإن حالة التركمانية وظروف المأساوية عشوا فيها محاولة اللجوء إلى البلدان التي تقبل اللاجئين وأضطروا إلى إتباع مختلف الأساليب غير القانونية بأمل تأمين سلامة العيش ولكن الظروف لم يساعدهم لقد فرق عديد من العوائل التركمان حياتهم وفي ٣ حوادث المنفصلة وقعت عام ١٩٩٧ فقد كذلك كثير من التركمان حياتهم غرقا في بحر إيجه محاولة العبور سرا إلى الدول الأوروبية.
١۰ - عملية إحصاء سكاني للعراق عام ١٩٩٧ وإن السياسة نظام البائد بث من قبل رجال أتباع وأمنه أن كل من يسجل نفسه تركماني سيتم حرمانه من كافة حقوق المواطنة، بهدف تخويف، وإرهاب، وكذلك إستمارات الإحصاء أنكرت وجودالشعب التركماني وأحدثت محاولات، التخويف، والضخوط، والترهيب هذه إذ إضطر كثير من التركمان إلى تسجيل أنفسهم كعرب لضمان سلامة حياتهم وممتلكاتهم.

وصدرت هذه القارارات التالية...

١- تم إستبدال الأسماء كثيرة من المدن، والقصبات، والقرى التركمانية بأسماء العربية
٢ - وهدم نظام العفلقي كثير من القرى والقصبات التركمانية وإزالتها من الوجود مثل أسكي تسعين، حمزه لي، تركلان، بشير، قره حسن، كومبتلر، جارداخلي، صاري تبة، طوبزاوه، يحياوا، قيزيل يار، قاضية، وغيرها.
٣ - ومن حقد وأنانية النظام البائد للتركمان قرار صادر من مجلس قيادة الثورة برقم ٤١ بتاريخ ٢٩/ ١/ ١٩٧٦ تم تغيير إسم محافظة كركوك الى التأميم.
٤ - فصل قضاء طوزخورماتو التركمانية الذي هو أكبر الأقضية التابعة لمدينة كركوك وإلحاقه لمحافظة صلاح الدين (تكريت) مسقط رأس الجلاد صدام.
٥ - صدر قرار مجلس قيادة الثورة المرقم ١٣٩ في التاريخ ٣۰/١۰ /١٩٨١ تهجير العوائل التركمانية ألى الجنوب العراق.
٦ - صدر القرار مجلس قيادة الثورة المرقم ١۰٨ بتاريخ ٢٧/ ٩/ ١٩٨٤ يقضي نزع الأراضي الزراعية ملك للتركمان من أيديهم عن طريق إستملاكها وتوزيعها على العرب الذين إستقدامهم من الجنوب.
٧ - صدر قراران من نظام العفلقي البائد يقضي بمنع التركمان من تملك وشراء عقارات في مدينة كركوك وكان أحد القرارات برقم ٤١٨ بتاريخ ٨/ ٤/ ١٩٨٤ والثاني برقم ٤٣٤ بتاريخ ١١ / ١ / ١٩٨٩ وإن من عمليات الضغط العنصري مارسها المجرم صدام ورد ذكرها في تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة وكان تقرير برقم أ ٤٩٧ / ٥١ / أ د دا. المؤرخ في ١٨ / ١ / ١٩٩٧.

وبعد سقوط هذا النظام الديكتاتوري الدموي من الضروري تهيئة الجو المناسب العودة من تم من التركمان تهجيرهم قسرا او هاجروا في الظروف الصعبة او لأسباب أمنية وإقتصادية وإعادتهم إلى قراهم، وإلى مدنهم، وأراضيهم، وإن ينطبق على ذلك إحصاء ١٩٥٧ أساساّ لها.

إعداد وإصدار دستور جديد للعراق من شمالها إلى جنوبها ويستند على الأسس الديمقراطية عاملة في الدول العالم.

وأن تبنى هذا الدستور لمبدأ للدولة الموحدة لكافة القومييات وتنظيم الحقوق والحريات الأساسية لهم ومتفق مع المعايير الدولية ومع أحكام ومبادئي وثيقة إعلان حقوق الإنسان وأن تتخذ هذه الأسس كركيزة الحقوق والحريات الأساسية التي سيضمنها الدستور الجديد وبما يتفق مع متطلبات العصر الحاضر..
وتكون الشعب العراقي مؤلف من قوميات مختلفة وإزاء حقيقة كون جمهورية العراق الديمقراطية سيتم تكوينها وإقامتها غير مؤلفة من قومية واحدة متجانسة.
وفي هذا المجال ومن الضروري خلق الجوالملائم لأن يحددالفرد العراقي بكل حرية القومية التي ينتمي إليها دون أن يتعرض لأي ضغط أوتهديد، أن لا تفرض أي قيودعلى المواطنين العراقيين خلال عملية الإحصاء عام للنفوس في العراق وأن لا يتعرضوا لأي نوع من أنواع الضغط والتهديد.
إن إجراء الإحصاء العام في جو نزيه ومحايد وتجنب المشاكل وإجراء الإحصاء تحت إشراف لجنة متابعة ومراقبة تمثل المجتمع الدولي وكذلك ممثلين عن هيئة الأمم المتحدة.
وينبغي تقييم المعطيات التي ستظهر نتيجةهذا الإحصاء وفق معايير إيجابية والإنتقال إلى التطبيق العمل للحقوق الثقافية التي سيتم الإعتراف بها وإرساء التألف والمحبة والسلام بين كل القوميات ومناقشة وصياغة وتجديد أحكام الدستور الجديد وفق الإسس ومن قبل لجنة مؤلفة من ممثلين بجميع قوميات العراقية، و أن يكون في العراق النظام ديمقراطيا برلمانياْ في شكل الإدارة والتمثيل السياسي وأضطلاع القوميات بدور أساسي في إدارة البلاد بحسب نسبة نفوس كل منها وأن يكون اللغة الرسمية للعراق هي لغات أكبر ثلات قوميات ولتمثل أغلبية الشعب العراقي. أن يكون السلطة عن طريق إنتخابات حرة في طريق التصويت التشريعية، ومبدأ التمثيل النسبي وفق نسبة نفوس القوميات، ويحقق الإنتخاب المباشر لممثليات كل القومية.
وتؤلف السلطة التنفيذية من رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء وعلى أسس البرلماني، وإنتخاب رئيس الجمهورية من قبل البرلمان، وإعتماد على نفوس القوميات أساساْ لتمثيل في مجلس الوزراء عند توزيع الحقائب الوزارية، ويتم تعيين رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية ومن القومية التي تمثل أكثرية نفوس العراقي.
وتعيين نائبين لرئيس الوزراء من القومييين عن العربية وأن يختاروا القوميتين نائبين لرئيس الجمهورية، وأعضاء البرلمان لتلك القوميتين.
ويكون إدارة المحافظات عن طريق الإنتخاب عن أساس نسبة نفوس كل قومية في تلك المحافظة وفي تحقيق العدالة عن طريق محاكم مستقلة تحكم بإسم الشعب العراقي وإعتماد على نفوس قوميات أساسا لتمثيل وتعيين أعضاء المحاكم العليا كمحكمة التمييز.
وليكون لكل فرد حقوق متساوية وتطبيق القوانين دون تمييز بين الأفراد بسب اللغة، والدين والعرق، والمذهب، والجنس، والمعتقد والعبادة، ولكافة القوميات حق في ممارسة الفعاليات الثقافية بلغاتها الخاصة والأعلام المقروء والمكتوب الإذاعة والصف، ودور النشر.
ولكل فرد حق في الدراسة والعلم بلغته الأم ولكل فرد حق الملكية والميراث وتحديد حق االنسب على حالة النفع العام.
ويتم إعتمادعلى نسبة نفوس القوميات العراقية أساساْ عند تأسيس وبناء القوات المسلحة وقوات الشرطة من أجل حفظ السلام للجميع.
وتضمين كافة الحقوق المواطنين التركمان الذين أعدموا، أو كانوا في السجون النظام سنوات طويلة...
وتأسيس عراق يقر لكافة القوميات والطوائف التي تؤلف الشعب العراقي بكافة الحقوق والحريات الأساسية كسياسية، وإدارية، وإجتماعية، وإقتصادية، وثقافية وغيرها والإقرار بوحدة تراب الوطن العراقي...


مجلة تركمان العراق

الشعب ا لتركماني والعهد الجديد

سعدون كوبرولو

بعد سقوط الطاغية صدام بزغت نور الشمس علينا من الجديد، ومهما حاوت الأنظمة القمعية وأن الشمس بدأ لإشراقه و إنتعشت مع أمل، وبفضل وجهود شعبنا التركماني العظيم من المدافعين عن حقوق الإنسان العراقي وحبه للديمقراطية، والتعددية الحزبية، فبعد الممارسات الإستبدادية والظروف الصعبة التي عاشها شعبنا التركماني دام سنين طويلة في نظام الدموي والدكتاتوري والذي حاولت الأجهزة القمعية طمس ومحوالهوية التركمانية وبعد بزوغ أشراقة شمس الحرية وزوال نظام العفلقي تحررت شعبنا التركماني الحرة الخيرة ونفضت عنها المظالم والتعسف والظلم.

واليوم من تلعفر الى مندلي وإلى العزيزية والواسط وإلى كافة أرجاء عراقنا المقدس، شعبنا التركماني رصدت صفوفها وتكاثفها أكثر فأكثر وحضنت إخوانها وأخواتها كافة من جميع أراضي (تركمان إيلي) بدون أي فرق مذهبي ولغوي وأقليمي.
ووضع مصلحة شعبنا التركماني في بداية الأمر وفي نصب الأعين نبذ كافة الأحقاد والعنف والممارسات غير الأنسانية.
وإن شعبنا عبرت عن أماله وحبه للعراق ولشعبه التركمان مع ترسيخ مبادئ القومية والمفاهيم الديمقراطية، وإعادة حقوقه دون أي تمييز والتساوي في الحقوق والواجبات.

إن سقوط الدكتاتورصدام بداية عهد جديد ونظام جديد في تاريخ الشعب التركماني ويعتبر عهدا من الحرية الحقيقية والديمقراطية بكافة أشكالها بعد أن مارس المجرم صدام طيلة أكثر من ثلاثة عقود أقصى أنواع الظلم والتعذيب والسجن والإعدامات والبطش والعبودية حيث أراد بهذه الممارسات الوحشية تنفيذ سياسته الداعية ألى طمس خصوصيات القومية التركمانية متناسيا إن التركمان عبر مراحل التاريخ كان طيفا متجانسا يمارس واجباته بإخلاص حسب موقعه لأجل التقدم والإزدهار وحفاظ على وحدة العراق ولم يكن يوما من الأيام قاتلا وكان سلاحه هو القلم، و رغم ما عانى من ظلم وبطش النظام الفرعوني حيث قدم مئات من الشهداء الأبطال الذين دافعوا عن قوميتهم التركمان وفيما شهدت زنزانات النظام غير الإنساني آلاف من السجناء السياسيين التركمان لم يقبلوا ولم يرضخوا للنظام يوما من الأيام رغم الممارسات التعسفي التي إستهد فتهم.
وإننا مطالبين الجميع إلى الوحدة والأخوة والتسامح والعمل معا من أجل قوميتنا التركمان مع بناء العراق الجديد الديمقراطي ومتطور.
كان الطاغي صدام يفكر ويعتقد بإمكانه طمس، وقتل كل شئ لا التركمان فحسب، قتل التركمان، مع قتل الثقافة والعلم والتاريخ التركماني معا، حتى الأرض الذي يعيش عليها التركمان أراد قتله ومحوهه وخنق الهواء الذي ينشقه. ورغم ممارسته ورغم تعسفه وظلمه لم يستطيع العفلقي صدام قتل إرادة الشعب التركماني العريق، الشعب التركماني حيث حكم العراق أكثر من آلف سنة وبعزم أجدادهم السومريين، الإيلخانيين، والسلاجقة،و قاره قويونلو، وآق قويونلو، والأتابكيين، والجلا ئريين رفعوا شعلة الحرية والديمقراطية والعدالة والحق، وعلى طريق أجدادهم إقتدوا بهم وعلى طريقهم وعلى مبادئهم سوف يكونون أسوة لبناء عراق ناهض ديمقراطي يسوده السلم والرفاء.
وسوف يعيش التركمان مع كافة شعب العراقي أخوة متحابين لا يفرق بينهم أي مفرق وينعم كل بخيراته بمزيان الكفاءة والإخلاص لا المحسوبية للتعصب القومي الأعمى والمذهبي..
نعم سقط الطاغية الجلاد، سقط الإرهاب، والظلم، والظالم سقط مصاص دم الشعب التركماني والعراقي لقد سقط صدام ومن طابعه من المجرمون والجلادون الذين لا يعرفون الرحمة والرأفة والحب والإنسانية فليعرف كل جلاوزة والمجرمون كافة إن شعب التركمان لا يموت لأنه التاريخ فالتاريخ الذي أسس كثير من الإمبراطورييات ودول عظمى لن يموت أبدا..

أيتها ألامهات، وأخوات، وأباء، وإخوان الشهداء ضحايا الجلاد فشاهدوا ما حل بالنظام الفاشي التعسفي المجرم، إنهض أيها الشهيد التركمان من مثواك لقد سقط الجلاد الدكتاتور والشعب التركماني يحمل شعلة مؤمنا بقضيته، ما أحلى أملنا إفتخارنا غرورا لأننا ننتمي إلى هذا الشعب التركماني الكبيرفاليشاهد الأمريكان، والأوربييون، والعالم وكافة القوميات والأديان، والمذاهب.. وأعلموا إن التركمان أكثر منكم حبا ومطبقا يعمل بالديمقراطية الحقيقية التي تجري في عروقها فشاهدوا كيف يكون أنتخاب الهيئة التحضرية وكيف يكون المؤتمر على طريقة الديمقراطية الحقيقية..

إن تركمان العراق يشكلون ثالث أكبر قومية وتشير أغلب الإحصاءات الرسمية من سنة ۱٩۳٤ لحد يومنا هذا وبالرغم لجوء الأنظمة البائدة إلى مختلف الأساليب لطمس هوية القومية التركمان فإن نسبتهم في العراق لا تقل عن ۱٥% من مجموع السكان العراق وأن عددهم أكثر من ثلاثة ملايين وتواجدهم من المناطق الإستراتيجية على خارطة العراق السياسية ويعيشون في الموصل، تلعفر، أربيل، آلتون كوبري، كركوك، طوزخورماتو، تازه خورماتو، كفري، ديالى، شهربان، قيزلارباط، مندلي، خانقين، بغداد، واسط، عزيزية، حلة، والعوائل الكثيرة المرحلة قسريا إلى الجنوب والوسط العراق وإلى خارج العراق.، ولهم دور أساسي أثبتوا للتاريخ بأنهم مؤمنون بقضيتهم بطيبة القلب يحبون حسن المعاشرة والتمسك بالوطنية الصالحة ونبذ العنف وليس لهم أي حادث وعدم الإنخراط في أي دعوى أو تصادم مع القوميات أخرى، ولهم إسهام واضح في الحفاظ على وحدة التراب العراقي رغم تعرضهم لأبشع وسائل التعذيب والظلم، والقهر والتنكيل.

وإن الشعب التركماني بعيد عن الصراع المسلح أو العنف، والتركمان اشد تمسك بالقانون وإحترام النظام في جميع الظروف العادية أوالإستثنائية ولحد الآن والتاريخ يفتخر عدم دنس أيادي التركمان بأية عملية قتل، سلب أو نهب لأموال الدولة أوأموال الشعب، وبعد سقوط جلاد صدام وعدم وجود السلطة الرسمية قام بعض ضعاف النفوس من أعمال النهب والحرق للسجلات والوثائق التركمان والتخريب عامدا.. وعلى المواطنين الصالحين الذين يشعرون بالمواطنة الصحيحة ويحبون الإخوة يجب عليهم أن يعرفوا بأن في العراق القومية الثالثة هم من عناصر الشعب العراقي حريصون على وحدة تراب العراق،هم التركمان وعليهم حمايتهم وحبهم وأعطاء حصصهم في الحقوق والمواطنة وبأن يعيشوا في الأمان والسلام..

التركمان رغم تضحياتهم المتمثلة في مئات الشهداء والمجازر التي إرتكبت ضدهم، وهم يكرهون صدام ونظامه الدموي وهو يمارس ضد وجودهم القومي والإنساني وإنتهاك أبسط حقوقهم الإنسانية من صور التنكيل وإنكار هويتهم الوطنية والقومية ومارس ضدهم وبإصرار بغيض حملات التعريب ضد مناطق وأحياء التركمانية.

لقد ظل التركمان وسيظلون يفتخرون بالإنتماء إلى تاريخهم العظيم وإلى حضارتهم قبل الميلاد بآلاف السنين..

وإن التركمان لم يكونوا ولن يكونون مشاريع سياسية مشبوهة ولا أية ورقة ضغظ بيد أية قوة أجنبية لتنفيذ مآربهم ومصالحهم..

وسيبقى التركمان يحبون وطنهم العراق ولن يكون هذه التربة أبدا موضوعا للمزايدات بل يبقى وطنا واحدا لكافة القوميات المتآخية بدون أية تفرقة وسيحافظون على وحدة الأراضي العراقية وتسخير كافة الموارد والثروات للعراقيين، وقيام نظام ديمقراطي تعددي تصان فيه حقوق التركمان ويتحقق المساواة في الحقوق، والواجبات على إختلاف القوميات، والمذاهب المختلفة....

وعلى الله يتوكل المتوكلون..


كتابات

ومن يدفع ( تعويزات) شهداؤنا يا..... بيش مركة؟

الدنبوس

اكتب مقالتي هذا وانا اقول منذ البداية انه ليس ضد الشعب الكردي الحبيب لذلك لا ينبري احد ويبيع بطولة براسي ويتكلم عن الشوفينية والبعثية وما اعرف شنو........

منذ ان انسحب صدام من الكويت وفرضت المنطقة الامنة على العراق اثناء ما يسمونه انتفاضة ضد من؟؟؟لا احد يدري منذ ذلك الوقت والجنون اصاب القيادات الكردية وازلامها بالمنطقة فهم تارة يريدون فدرالية ومرة يريدون دولة ومرة اخرى يريدون كردستان كبرى وفي اكثر المرات يريدون فدرالية وانا شبه متاكد انهم لا يعرفون معنى كلمة فدرالية فهم بالاصل لا يعرفون من العراق الا المصلحة الانية واذا رجعنا الى البداية وايام الحرب العراقية الايرانية كان الجنود العراقيون عربا واكرادا وتركمانا وكل القوميات والطوائف يلتحقون لخدمة العلم والالتحاق بجبهات الحرب ووحدهم الجنود الاكراد كانوا لا يستمرون في الخدمة الا بضعة اسابيع وما ان ياتي موعد اول اجازة دورية حتى يشد الجندي الكردي متاعه ويرحل الى الاهل هاربا من جحيم المعارك ولن يعود حتى اذا عرف ان رفيقه في الخندق سوف لن يتمكن من النزول الى اهله اذا هو لم يعود وهو اسلوب صدامي كان متبع ايامها ونحن نقول ان كل واحد كان له الحق بما يفعل ولكن من كان ينال من الحكومة البعثية عفو عن ايام الهروب والتخلف؟؟كان الاكراد وحدهم يحصلون على هذا الحق وتراهم يلتحقون وبعدها بايام يهربون،انا هنا لا اريد ان اقلل من شجاعة الاخوة الاكراد ولكن قصدي هنا ان العراق كان ارحم على الاكراد الهاربين منه على الجنود العرب او القوميات الاخرى فمن له الحق بكره العراق؟

اخذ الاكراد ولانهم لا يعرفون من العراق الا المصلحة الانية كما قلنا سابقا يفككون محطات الكهرباء ويقومون بتهريبها الى ايران او الى تركيا وكل ما تقع عليهم اياديهم الاثيمة من املاك حكومية وهم على حق فهم يجب ان يجمعوا الفلس الابيض ( الحلال...!! ) لليوم الاسود يوم بناء امبراطورية كردستان الكبرى العظمى.

لم يبقى شيئ في منطقة الشمال الا وفكك وبيع الى الايرانيين ولم نرى احد يتكلم عن هذا العار لا بريكفاني ولا غيره وبعدها اخذ الاكراد يشجعون العراقيين الواقعين تحت ضغط الحصار بتهريب اي شيئ يقع تحت ايديهم حيث يقوم العربي بتهريبه الى المنطقة الشمالية ومن ثم يقوم الابطال ببيعه الى ايران وحتى الحصار الذي اكل ما اكل من اهل العراق لم يطول الا بمعاونة الاحزاب الكردية التي كانت تجني من وراء الحصار ملايين الدولارات يوميا فكيف يقبل هولاء المافيا بانهاء الحصار فتعاونوا مع هدام حسين التكريتي باطالة امد الحصار وض ربوا وضربتم وضربنا والكل ياكل الا الوطن الذي كان يعطي من دمه ومن عرقه لينزل ملايين في جيوب المافيات والعصابات المتعاونة.

وحتى عندما خرجنا الى ديار الغربة مهزومين من نظام صدام حسين وجدنا الاخوة الاكراد امامنا يشكون ظلم صدام حسين وهم الذين يعيشون بعيدا عنه لسنوات مضت تحت محميتهم الامريكية الغربية وراينا ايام طلب اللجوء وعيشنا في معسكرات اللجوء ما يندى له جبيننا وجبين اي شريف فكانت الاحزاب الكردية تُسفّر الشباب الى بلدان اللجوء على حسابها على ان تسترجع الاموال مضاعفة من الشخص الذي يصل الى هناك اضعافا مضاعفة وهو اسلوب ليس مافيوي ابدا ! ولكن الخباثة والنذالة كانت تتجلى باحلى صورها حينما يتدفق من هب ودب من رعاع الارض و ينتمي الى الدم الكردي ويقدم طلب اللجوء باسم العراق واهل العراق وكان من المستحيل على ممثل وزارة العدل ان يميز اذا ما كان طالب اللجوء ينتمي للعراق او لا فالمترجم ( المحلف ) الذي ينبغي عليه ان يقول الحقيقة كان ينكر هذا الشيئ بل ان بعض المترجمين الاكراد كانوا يوصلون المعلومات التي يتقدم بها طالب اللجوء العربي كانوا يوصلوها خاطئة الى المحقق مما ادى الى مآسي كبيرة وقع ضحيتها اخواننا العرب جراء نذالة هولاء وانا املك بعض اسماء هولاء وسوف نطرحها في الوقت المناسب.

شهدت دول اوربا وكندا الالاف من هولاء الذين كانوا ياتون من تركيا ومن اماكن اخرى ليقدموا باسم العراق طلب للجوء وكانوا يعيشون حالة من انفصام الشخصية لا مثيل لها فهم عندما يُسالون عن البلد الذي قدموا منه تكون الاجابة ( انا جئت من دولة كردستان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) ولكن حينما يدخل الموما اليه الى غرفة التحقيق يبكي ويصبح اصغر من جرذ ويطالب بالعدالة كونه اتى من ارض العراق وهو سبب كان حينها كافيا لمنح اللجوء الى هذا الشخص واذا ما خرج الى التسوق او الى اي مكان وارتكب مخالفة او اع تداء او سرقة متعمدة وتاتي الشرطة فيجاهر بانه جاء من العراق اي بمعنى آخر كانت طريقة لتوسيخ اسم العراق واهل العراق.

وبعد ان شبعت المنطقة الشمالية من العراق وغصت بالملايين بل مليارات الدولارات من جراء التهريب الذي كان يلقي بثقله على المواطن العادي نرى اليوم بعض الشراذم يصرحون لمراسل جريدة الشرق الاوسط انهم لا يريدون ان يربطوا اقتصاد ( دولتهم ) القوي مع اقتصاد المنطقة الوسطى والجنوبية التعبان.....رحم الله ايام زمان يا جماعة هل تتذكرون اباءكم واجدادكم ماذا كانوا يشتغلون في بغداد؟؟ سوف يخرج علي مئة منافق ليكتب ويشتم بلغة ركيكة كاذبة مرائية يدافع عن باطل لم ارى واحدا منهم يخرج ليستنكر اقوال الاكراد الذين كانوا يصرحون على شاشات التلفزيون ولا زالوا يقولون.....(الاعداء العرب !!) او ( جيش الاعداء العراقيين ) لم نرى لا بركفاني ولا شمة ولا غيره يستنكرون احد من الشوفينيين الاكراد عندما يتصل باحدى الفضائيات ليقول( ان العرب سرقوا نفط كركوك وهو مالتنا.....) بالنص الصريح ويبدوا ان الاكراد وقد جاءتهم الشجاعة بعد ان تحالفوا مع امريكا والغرب ضد العراق نسوا انه اذا كانت هناك آلالاف من الاكراد المتعصبين فانه يوجد في العراق الملايين الذي تمتلا قلوبهم دما من تصرفات هؤلاء ولا يقبلون ان يقوم بضعة اقزام بسلخ شبر واحد من ارض العراق. ولم نرى ولا واحد من هؤلاء يتكلم بحرف واحد بل اصبحوا مثل الجرذان الخائفة عندما حذرتهم تركيا من التقدم نحو كركوك لم نرى جرذ واحد منهم ولم نسمع فأر منهم الا عندما انسحب الجيش العراقي خرجوا معلنين البطولة الوهمية ولكن على من ياهامان.

يخرج علينا من يسمي نفسه برفيسور ويعيش في التشيك ليتحدث بلغة سخيفة واسلوب اسخف ليهاجم ثورة ۱٤ تموز ويتهمها بانها قتلت عائلة مالكة مسالمة وليتوصل الى نتيجة غبية هي ان الذي حصل في العراق هو حوبة العائلة المالكة اي منطق غبي لماذا لا يقول شمة من الذي اعاد الاعتبار الى العميل الصهيوني الملا مصطفى البرزاني اليست هي ثورة ۱٤ تموز؟ ومن الذي تآمر على الجمهورية الفتية اليس هم الاكراد الذين لا يستطيعون ان يروا ان العراق سيكون بخير؟، يدافعون عن المجرم منذر الفضل كون زوجته كردية وهو يعد المسودة للدستور الع راقي ويفرحون ويؤيدوه لانه يمهد لانفصال الشمال عن العراق... اي دستور بل اي مهزلة هي هذه التي يعدها مجرم بعسي ( عفوا بعثي ) متزوج بكردية؟

هجموا على القرى التي يسكنها العرب وقاموا بتهجيرهم بقوة السلاح فهم اليوم اقوياء ويخرج علينا من يريد ان يقنعنا ان العرب رحلوا من انفسهم.....اي منطق غبي هذا الذي يقول ان ۳۰۰۰ عائلة تسكن في قضاء كفري تخرج بمحض ارادتها من بيوتها لتسلمها للاكراد ويذهبون ليعيشوا في خيام في الصحراء لا بل ان البعض خرج ليقول انهم اي العرب عرفوا ان هذه ليست اراضيهم فتخلوا عنها...

مشكلتكم ايها الاكراد انكم الان تعيشون اوهام القوة الفارغة تريدون ان تثبتوا واقعا على الارض سواء في الشمال او في كركوك او في بغداد وهو اسلوب اليهود نفسه عندما دخلوا على بيوت العرب وهجروهم وبعدها يخرج علينا واحد من عملاء البرزاني مثل البريكفاني ليقول اننا جميعا اخوان ولنبدا منذ الان وليس من جراحات الماضي ( اسمع كلامك اصدقك...اشوف امورك استعجب ) يقول المثل فالبريكفاني لا يقول لعصابته عليكم البدا من الان وما فات مات لا فهم يهجرون العوائل بالعدوان لان مسمار جحا موجود ( التعريب) وبواسطة هذا يخرجون ا لعوائل من بيوتها ولكن امام التلفزيون يريد هذا وذاك ان يبدأوا من هذه اللحظة هم يريدون ان يثبتوا واقع على الارض ليكون التفاوض على الواقع وليس على الماضي بربكم الا يشبه اسلوب اليهود الصهاينة؟

استولوا على احدث مطبعة موجودة في دار الحرية واحدث مطبعة موجودة في دار جريدة العراق بحجج واهية فالنظام العراقي صادر مطبعة جريدة التآخي قبل عشرين سنة وكانت تساوي بضعة مئات من الدنانير لذلك حق لهم ان يسرقوا الا ن المطبعة الموجودة وتكلفتها ملايين الدولارات حتى الورق الذي استولى عليه الاكراد وكان بكميات خيالية مثلما اعترفوا هم بانفسهم اخذوه الى الشمال ويقال ان اغلبه هُرب الى ايران وبيع بابخس الاثمان ياترى لماذا هل هو ورق يملكه صدام ام الملا ام هو ملك للشعب العراقي؟...وطبعا لا احد يستطيع الكلام فهم الاقوياء الان فهم المطية التي ركبت عليها امريكا لضرب العراق واهله ومن يتكلم سوف ياخذ رصاصة في صدره لانه تعدى حدوده وتكلم عن اخطاء قيادات شعب الله المختار.

نفس الخطا وقعوا فيه عندما زهت الدنيا لهم واحسوا حينها بالقوة الوهمية استنادا الى ضعف الحكومة العراقية وانهيار معنويات الجيش العراقي امام القوات الايرانية بعد ان تكالبوا مع الاعداء كالعادة ضد ابناء الوطن وادخلوا الجيش الايراني الى منطقة حلبجة وضربوا الجيش العراقي من ظهره بينما كان مشغول بمعارك طاحنة في البصرة والجنوب مما ادى الى استخدام النظام البعثي الاسلحة الكيماوية ضد الناس العزل في حين هربت القيادات الى الجبال ولكن الذي استفاد من هذه المصيبة هم قيادات المافيا وهم يريدون ان يبقى هذا الوهم الذ ي يريدونه ان يشبه وهم ( الهولوكوست ) باقي يحلبونه مثلما تحلب اسرائيل العالم الغربي يوميا.

خرج البارحة واحد من قادة البيش مركة واجاب عن سؤال للمذيع عن مطالبهم انهم يريدون ( تعويزات ) ويقصد تعويضات عن الشهداء الذين سقطوا وكذلك عن المهجرين وكذلك عن المفقودين وكذلك عن ضحايا الانفال والمهجرين وموقع في الحكومة......وبس !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لم يسأل هذا القائد الشجاع الذي لم نرى شجاعته عندما كانت تركيا تصول وتجول وكان يرتجف مثل جرذ مذعور لم يسأل نفسه من سيدفع تعويزات الشهداء الذين قتلهم هو وغيره من جنودنا الاعزاء لم يقول من سيدفع تعويزات الشهداء الذين ذهبوا الى شمال الوطن للدفاع عن اهل ا لوطن الاكراد وسقطوا ضحية لتآمرات البرزاني والطالباني القذرة امن اجل هولاء الرعاع استشهد ابي واخي في شمال الوطن؟..هل سيقول انهم جاءوا معتدين؟؟لماذا يجب على الحكومة العراقية ان تدفع تعويزات لاناس بقُتلوا بسبب تصرفاتكم الحمقاء اذن؟؟

ذكرني هذا القائد البيش مركي بقائد آخر كان طالب للجوء ويسكن الغرفة الكبيرة معنا ويتحدث عن شجاعته في القتال ضد الاعداء العراقيين !! ويتكلم بتشفي وفرح واستفزاز اثار تقزز الموظفين الغربيين الذين كانوا متواجدين عن صور الجثث المحترقة للجنود العراقيين التي كانت تظهر آنذاك وعندما ساله كاتب هذه السطور عن رتبته الرفيعة التي يشغلها في قوات البيش مركة المبجلة فكانت اجابته واضحة ومحددة ( انا رتبتي فيلق ركن....) والله هذه كانت اجابته كان هذا الهمام والشجاع فيلق ركن.

اكتب مقالي هذا عامدا متعمدا واعرف ان الف واحد سوف يمسك قلما ويكتب (... ) ردا على مقالي هذا وانا اكتبه لان قلبي امتلئ دما وقيحا من تصرفات الاكراد ومن يقف ورائهم وسئمت المكالمات التي تخرج من هنا وهناك من بعض الشوفينيين الاكراد الذين يريدون ان يظهروا بطولة فارغة ويحلموا باقامة كردستان الكبرى اقول لهم عندما تحلمون احلموا على قد كم لان كلمة واحدة من تركيا التي كان و كلمة واحدة من تركيا سوف توقظكم من نومكم واحلامكم الشوفينية وعالجوا المسالة من اساسها ولا تكونوا مثل ذلك الشخص الذي يمسك قطعة ثلج في يد ه ويسالها ( لو بس اعرف منين مزروفة؟؟.

كتبت كل الذي عندي ولن ارد على اي احد لاني اعرف انهم سيتباكون على حلبجة وعلى حملات التعريب وغيرها من التفاهات ويتهموني باني بعسي وعميل لصدام وغير ها من الخرق القديمة التي ماتوكل خبز ويقفزون على الحقائق واقول لهم لا تدعونا نشتفي بكم حين تنقلب عليكم لاننا نعرف ان المساكين سيكونون ضحاياها وليس البريكفاني ولا شمة ولا حتى ذاك الفيلق ركن.

اذا اردتم الكتابة فلا تتوقعوا رد مني ولكن اكتبوا بموضوعية وصدق وانظروا ورائكم ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

وامريكا ليست باقية لكم طول العمر والعوائل التي هُجرت لكل منها اطفال تركوا ملاعب صباهم وسوف يردون الصاع بالف صاع والدنيا دوارة وكركوك وغيرها من القرى والقصبات التي استبحتوها سوف تيقى عصية عليكم وعلى غيركم وان غدا لناظره قريب.


القدس العربي

الاكراد في مواجهة العدو التركي

أثار قرار الحكومة التركية ارسال قوات الي شمال العراق العديد من ردود الفعل الغاضبة في معظم الأوساط العراقية دون استثناء.

فالعراقيون من سكان المثلث السني، حيث المقاومة الشرسة للاحتلال الامريكي، يشعرون بالريبة تجاه النوايا التركية الحقيقية من وراء هذه الخطوة، فما زالوا يحفظون جيداً التصريحات التي أطلقها أكثر من زعيم تركي حول المطالبة بمدينتي كركوك والموصل باعتبارهما أراضي تركية.

وإذا صحت الأنباء التي تقول بأن القوات التركية ستتمركز في الفلوجة، عاصمة المقاومة العراقية، فإن هذا يعني تهديد هذه المقاومة، وإبعادها عن أهدافها الأمريكية، وإشغالها في مواجهات مع القوات التركية. ولعل الأكراد هم الأكثر قلقاً وذعراً من هذا التطور السياسي والعسكري الخطير، فهم يعتبرون كركوك قدسهم، ويصرون علي أنها عاصمة دولتهم المستقلة المستقبلية، ووجود قوات تركية بمباركة أمريكية في مناطقهم، سيؤدي إلي تحطيم أحلامهم وأمانيهم، ويلغي امتيازاتهم، وحالة الدلال التي يعيشونها حالياً في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق.

الطائفة التركمانية هي الوحيدة التي تشعر بسعادة غامرة، وتعكف حالياً علي إعداد استقبال حافل للقوات التركية، لأنها ستعزز مواقعها في وجه منافسيها الأكراد، وستوفر لها الحماية التي تتطلع إليها منذ عقود. ومن اللافت أن اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان العراق، وهو اتحاد يضم في عضويته أئمة وخطباء المساجد، حذر من العواقب الوخيمة لدخول الجيش التركي إلي العراق، وندد بيان صادر عنه بهذه الخطوة، ووصف القرار التركي بأنه خاطئ وبعيد عن الأعراف الإسلامية والإنسانية وأنه تجاوز علي سيادة العراق واحتلال لأرضه. وقال البيان إن الآلاف من رجال الدين الإسلامي الأكراد سيقفون مع شعبهم ضد هذا التدخل، وكفاكم (والكلام للأتراك) خلقاً للمشاكل للعراق وجنودكم.

والمفارقة أن اتحاد علماء الدين هذا لم يصدر بياناً بمثل هذه اللهجة الحادة والقوية ضد القوات الأمريكية المتواجدة حالياً علي أرض العراق، ولم يعتبرها قوات محتلة، ويطالب الشعب الكردي بالتالي بمواجهتها. فاتحاد العلماء قال إن القوات التركية الزاحفة إلي العراق تشكل عملاً استفزازياً ضد شعبنا وحريته، لذا سنقاومه، والدين الإسلامي الحنيف يفرض علي المسلم أن يجاهد ويدافع عن وطنه. ومن حق المرء أن يتساءل ما إذا كان الدين الإسلامي الحنيف نفسه يطالب بالشيء نفسه، أي المقاومة ضد الأمريكان، أم أنه يقر هذه المقاومة ضد قوات إسلامية فقط، مثل القوات التركية؟

الأمر المؤكد أن الأكراد يقفون هذه الأيام أمام أوضاع صعبة للغاية، بل ربما تكون الأصعب في تاريخهم، فقد باتوا في مواجهة مباشرة وللمرة الأولي مع عدوهم التركي اللدود.

الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف القديم الجديد للأكراد، قررت التخلي عنهم للمرة الثانية في أقل من عشرين عاماً، وأصبحوا الآن دون أي سند حقيقي، فقد خسروا العرب عندما تحالفوا مع الأمريكان الغزاة، وها هم يخسرون الأمريكان أيضاً.

ربما يفيد تذكير اتحاد العلماء المسلمين في كردستان العراق أنهم صمتوا عندما تحالفت الأحزاب الكردية مع الجيش التركي في حربه ضد متمردي حزب العمال الكردستاني التركي، وارتكابه مجازر دموية ضد هؤلاء أثناء مهاجمته لقواعد الحزب وأنصاره في كردستان العراق. وها هم يقررون إعلان الجهاد ضد الجيش نفسه، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام ويحتاج إلي أكثر من توضيح.




مجلة تركمان العراق

الاكراد وحملات تشويه التاريخ السوري!
هل يحذو اكراد سوريا حذو اكراد العراق؟

شمعون دنحو

طرأ في الآونة الأخيرة تغيير واضح على الخطاب القومي لبعض الأطراف الكردية في سوريا وخارجها. وبدأ اكراد سوريا باستنساخ تجربة وخطاب اكراد العراق. فعلى سبيل المثال، نرى أن مصطلحي "كردستان سوريا" و "كردستان الغربية" يدخلان ضمن الخطاب القومي والسياسي لعدد غير قليل من الاطراف والنخب المثقفة الكردية السورية، ويلاحظ هذا التغيير بشكل واضح في وسائل الإعلام التابعة لمستقلين او منظمات كردية وحتى عربية. ويحاول البعض الترويج لهذه المصطلحات "العنصرية" تمهدياً لفرضها مستقبلاً على الرأي العام السوري، تماماً مثلما نجح اكراد العراق بفرض مصطلحي (كردستان العراق) و (كردستان الجنوبية) على العراقيين. فمثلاً، عبر أحدهم عن هذه السياسة (التكريدية) بقوله: ((أعتقد أنه يمكن القول بأن الكرد السوريون شعب بخصائص قومية متميزة تماما يعيش على أرضه التي يمكن تسميتها كردستان سوريا، وهذا الوجود التاريخي الجغرافي يشكل الأساس الأول لأي حقوق يستحقها الأكراد السوريين وعلى رأسها حق تقرير المصير..)) (المصدر: موقع الحوار المتمدن في الانترنيت، ٥/٩/۲۰۰۳). وحول طمع الاكراد بالثروة النفطية العراقية والسورية، جاء في موقع الاتحاد الاسلامي الكردستاني ما يلي: "وفي كردستان ثروة نفطية هائلة، وخاصة في (كركوك و خانقين العراق) و(سعرت - تركيا) و(شاه آباد - ايران) و(رميلان – سوريا".

ونذكر أيضاً على سبيل المثال والمقارنة ما بين الخطابين (الكردي العراقي والكردي السوري)، بخصوص سياسات التكريد، الاشكالية حول تسمية مدينة "رأس العين" السورية الشهيرة بالقرب من الحدود التركية، وكيف يحاول البعض تكريد التسمية بعد ترجمتها من العربية الى الكردية لتصبح (سه ري كاني)، وبهذا يقلدون اكراد العراق الذين قاموا بتكريد تسمية (اربيل) العراقية الى التسمية الكردية (هه لير)، وتسمية (اينا دنونى) – منطقة كلدوآشورية تم تكريدها – الى (كاني ماسي) بعد ترجمة الاسم حرفيا من لغة العراق القديمة "السريانية" الى الكردية وتعني التسمية (عين السمك).

و"رأس العين" مدينة سورية لم يقطنها الاكراد الا في القرن العشرين وهم اليوم يشكلون اقلية فيها. وتاريخ المدينة السوري معروف للقاصي والداني، ولاسيما انها اشتهرت بمدرستها السريانية الشهيرة (مدرسة ريش عينا)، ونذكر من اشهر خريجها رئيس أطباء رأس العين والقسيس السرياني (سرجيس دريش عينا ٥۳٦ م). وتاريخ هذه المدرسة الى جانب مدارس السوريين "السريان" في نصيبين والرها المجاورتين لها، معروف ومدون في المصادر الغربية والعربية والسريانية وغيرها. والمضحك في هذه المسالة ان اخوتنا الاكراد يذكرون تسمية "مدينة رأس العين" مثالا على سياسات التعريب التي تمارس ضدهم، بينما الحقيقة ان الاكراد ايضا يمارسون سياسة التكريد تجاه التسمية السورية لمدينة (رأس العين) وتجاه التاريخ السوري العريق!

وبات معلوماً للكل، ان زمن تواجد الاكراد في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق سوريا)، يعود الى سنة ۱٩۲٥ م، اثر هروب الاكراد من ملاحقة الاتراك لهم، وأيضاً بسبب البحث عن فرص عمل جديدة وحياة افضل. هذه الحقيقة البسيطة والواضحة والتي لا تعيب بشيء، قد صرح بها وبدون خجل الزعيم الكردي المعروف عبدالله اوجلان، وقال حرفيا: (إن غالبية الشعب الكردي في سوريا قد نزحت من كردستان الشمالية.. البعض يروج لمقولة كردستان سوريا.. إن هذا الطرح ليس موضوعيا وهو ليس مفهوم دقيق، التسمية الأصح هو أن نقول عنهم الأكراد السوريون..).

هنا يبرز سؤال مهم، لماذا يتجنب الاكراد السوريون الاعتراف بان التواجد الكردي في سوريا حديث العهد، ولا سيما ان عملية حصول الاكراد او غيرهم من الشرائح السورية على حقوقهم الطبيعية غير مرتبط بعدد السنوات التي اقاموا فيها داخل سوريا، بل تتعلق القضية كلها بمسالة تفضيل خيار الديمقراطية وكيفية حل مشكلة التنوع الأقوامي واللغوي والديني في عموم سوريا، وأيضاً الابتعاد عن التشدد الديني الغير مبرر. ثم ان قول الحقيقة، لا يعني بالضرورة التقليل من الانتماء الوطني لاكراد سوريا. وبدل ان يسلط هؤلاء الأضواء على مطالب الاكراد الطبيعية في سوريا والتي لا تنفصل ابدا عن مطالب الفئات السورية الاخرى، راحت بعض المنظمات والاحزاب والشخصيات الكردية بشن حملات تكريدية غايتها تشويه وتزوير تاريخ سوريا كما فعل قبلهم العروبيون في نقل صورة مشوهة عن تاريخ المنطقة المشرقية.

ومن أجل الترويج لإسطورة (كردستان المقسمة الى أربعة أجزاء او اكثر)، جند الاكراد (وخصوصا اكراد العراق) أعداداً كبيرة من الباحثين والكتاب لأجل إعادة كتابة تاريخ أعالي ما بين النهرين من جديد (كما فعل قبلهم صدام حسين) ليخدم طروحاتهم ومشاريعهم السياسية الضيقة والتي تضرهم قبل غيرهم، مدعين بأنهم قد قطنوا شمال شرق سوريا منذ الاف الاعوام من خلال ربط أصولهم بشعوب آرية قديمة قدمت الى المنطقة من بلاد فارس والأناضول وانصهرت او انقرضت منذ أكثر من (۲٥۰۰) عام، مثل السوباريين والخلديين والميتانيين والميديين..، وبما ان مجموعات كبيرة من هذه الأقوام قد نزحت من موطنها الأصلي باتجاه شمال الرافدين وأقامت لها بعض المستعمرات في سوريا وبلاد ما بين النهرين قبل الميلاد، وبما ان الاكراد هم من أصول آرية أيضاً، فيحتمل ان يكون هؤلاء من أجداد الاكراد الحاليين!! ولهذا فان الارض تعود حتما الى الاكراد لأنهم (سكانها الأصليون)!؟ (هذا حسب النظرية الكردية). أما بخصوص المرحلة التاريخية والتي تقدر بـ ثلاثة الاف سنة ما بين انقراض الاقوام الآرية التي قدمت للمنطقة السورية وإستقرار أول كردي في الجزيرة السورية مطلع القرن الماضي، فتلك مرحلة غير مهمة للاكراد وهي ثانوية بالنسبة لهم، ويتم القفز عليها ورميها خلف الظهر بسهولة.

وهكذا يتجاهل الاكراد تاريخ المنطقة الوطني المحلي الحقيقي، أي تاريخ ما قبل وبعد أفول نجم الميديين والميتانيين والسوباريين والخلديين واختفائهم من الوجود أو انصهارهم ضمن النسيج السوري والرافديني، او طردهم بأتجاه أراضيهم في بلاد فارس والأناضول. فمثلاً، يذكر الباحثون في التاريخ ان تل براك (وتعني في السريانية تل السجود) بالقرب من رأس العين الحالية كانت عاصمة الملك الاكادي الشهير نارام سين، ومنطقة تل ليلان الواقعة بالقرب من مدينة القامشلي، كانت عاصمة للدولة الاشورية في عهد الملك شمشي حدد (۱٧٥۰ق.م). وعلى رقعة الجزيرة السورية قامت مملكة ارام النهرين قبل الميلاد، وعرفت المنطقة بعد الميلاد بـ "ديار ربيعة" أو (برية نصيبين) كناية بأشهر مدن الجزيرة وقتذاك (نصيبين) ذات الحضارة وربة العلم على مدى قرون عديدة قبل أن تدخلها الشعوب المغولية والتركية والكردية. وعلى نهر الفرات اشتهرت منطقة ماري الغنية عن التعريف. والمنطقة المجاورة للجزيرة السورية من الشمال والشرق، هي منطقة متجانسة تاريخيا ولغويا وسكانيا وجغرافيا وكانت تشكل الجزء الشمال لبلاد ما بين النهرين العريقة، وهي بالطبع غنية عن التعريف.

بالحقيقة، ان مسألة كون أصل الاكراد يعود الى الميديون او الحوريون أو غيرهم لا يعطى لها أهمية في حال عدم قيام الاكراد من خلال هذه النظرية (التي لم تثبت بعد، وتنقصها الأدلة)، ليبرهنوا انهم سكنوا منطقة الجزيرة (السورية والعراقية)، منذ الاف السنين وبالتالي ليبرروا ضم هذه المنطقة الى (مشروع كردستان) تحت شعارات الفيدرالية وحق تقرير المصير؟ ثم ان الارمن والاتراك يدعون ايضا انهم يعودون الى اصول ميتانية وسوبارية وحثية وخلدية، حتى ان تركيا غيرت اسم لواء اسكندرونة السوري الى (لواء حتاي) أي (اللواء الحثي)، تماما كما يتمنى بعض الاكراد تغيير اسم الجزيرة السورية الى (كردستان الغربية!). ثم الا يعطي كل هذا مبررات للاتراك أيضاً لكي يعيدوا مرة أخرى احتلال المنطقة وخصوصا ما كان يسمى بـ (ولاية الموصل) وشمال سوريا بحجة ان الحثيين أقاموا لهم في الماضي السحيق مستعمرات في شمال ما بين النهرين وهم من أجداد الاتراك الحاليين!!