كتابات
|
الدور الكردي في تحطيم بنية الشعب العراقي
شكرا لك قاسم سرحان، سليم مطر و الى كتاب كتابات الغراء
راشد العمر
|
منذ اليوم الاول لدخول الانجليز الى العراق و كانت الصهيونية و الماسونية العالمية تعمل على السيطر على هذا البلد ذو الموقع الستراتيجي حيث ذكر احد المحاضرين في جامعة غربية عن احتلال العراق قائلا:
(عملية أحتلال العراق بهذه الطريقة كان قد خطط لها منذ اكثر من قرن، وتحديدا بعد سقوط الدولة العثمانية و دخول الانجليز العراق، كلفوا أكثر من باحث و استاذ لدراسة اسباب نجاحا و سقوط الدولة الاسلامية و سبل الأبقى على هذا السقوط، فذكر لهم استاذ هندي يهودي / بريطاني الجنسية ك ان من ضمن المكلفين بهذه الدراسة، قائلا((ان فصل العالم الاسلامي العربي عن العالم الاسلامي الاعجمي هو السبيل لادامت هذا السقوط، وذلك يتم عبرأحتلال العراق و فصله لان نقطة التقاء العالمين تكمن في هذا البلد)) انتهى حديث الاستاذ الهندي و المحاضر الانجليزي، ومنذ تلك اللحظة استخدمت الصهيونية الاكراد كوسيلة لخراب الامة العراقية بدءً في سيطرتهم على الحزب الشيوعي العراقي هم و اليهود من خلال وصولهم الى عضوية اللجنة المركزية و المكتب السياسي و السكرتارية خصوصا في الفترات الحرجة التي تصعب السيطرة على مجريات احداثها، حتى مجيئ صدام المنفذ الاكبر لمخطط فصل العالم الاسلامي.
لننظر الى تاريخ عمل الاكراد و اليهود في الحزب الشيوعي الذي كان يحوي على خيرة الخبرات العراقية السياسية و الثقافية و العلمية.
لم يستلم الحزب السلطة في الخمسينيات، بتعطيل من قيادته، و لكنه و بعد أن انتفت العوامل المساعدة على ذلك عاود المطالبة بالسلطة في السبعينيات.
وفي السبعينيات لم يعتمد الحزب على العامل الداخلي و هو الذي يمتلك كل مقوماته بل خططت و قررت القيادة(الكردية -اليهودية) الهرب و أفراغ العراق من أهم عوامل القضاء على الدكتاتورية و بذلك خدم (لاكراد و اليهود) صدم و و نظامة الفاشي مرة ثانية بعد المرة الاولى حين عقدوا معه الجبهة الا وطنية المشؤومة. ومرة أخرى رجعت القيادة الكردية - اليهودية و اكدت في التسعينيات على العامل الداخلي لاسقاط الدكتاتورية.
وبعد ان استقال من الحزب اهم الشرفاء و الوطنيين و خصوصا الكوادر المثقفة، انخرط الحزب في مجلس حكم معين تحت اشراف من كان يحسبهم امبرياليون ورأسماليون و على اساس انهم عدوه الاول الذي لا يلتقي معه. هذه سياسات اكبر و اقدم احزاب العراق الخاضعة لضغوط القيادة الكردية - اليهودية، و نحن نرى اليوم ما تبقى من هذا القيادة الكردية- اليهودية ((الاممين البروليتارين)) يتحولون الى خندق القومية الكردية الشوفينية الأنفصالية أمثال عزيز محمد، و بهاء الدين نوري و كريم احمد و اخرين، أما فخري كريم زنكنة الذي سرق اموال الرفاق، فما زال دوره الصهيوني مستمر و بشكل سري من خلال السيطرة على اعلام العراق المستقبلي و تجميع كل الاكراد الذي خدموا الكتاتورية و تقديمهم بحجة التسامح و فتح صفحة جديدة، و مهرجان المدى كان تاسيس لهذة الزمرة ذات الدور المرتقب.
و اليوم نرى المجرمون بحق الشعب الكردي اولا و الشعب العراقي كافة يتصدرون دوائر الحكم العراقي بأشراف الحاكم الامريكي، مسعود البرزاني صديق صدام و المستفيد من مخابراته، الذي كان مع اخية ادريس البرزاني و محمود عثمان العنصري الذي يقول لا ازوج بناتي لاي عربي كلب.....(.بعد ان طلب يد بنته عربي عراقي في لندن)... هؤلاء الثلاث بعُثون في دورات خاصة في اسرائيل و المانيا تحدت أشراف الموساد في منتصف السبعينيات و بترشيح الملا مصطفى البارزاني الاب. و الان ابن محم ود عثمان الذي لم يجاوز العشرينات و لا يجيد حتى الحديث بالعربية مسؤول عن معهد اعداد الصحفيين في بغداد الذي رصد له الامريكان اكثر من ۲۰۰ الف دولار ولمدة سنة فقط.
جلال الطالباني عمل كقائد جحوش(ما يسمى بالفرسان- مليشيات كردية لخدمة صدام) في بداية الثمانينيات وقتل الشيوعيون العرب في بشتا شان ، و قَبَل كتف صدام في ۱٩٩۱ و سَلَمَ العرب الذين لجوء الى شمال العراق لمعارضة صدام و القتال الى صف الاكراد.. والباقي معروف.
هوشار الزيباري هو ابن احد رؤساء العشائر،و الزيباريون و منهم هوشار هم العدو اللدود للبرزانيين لذلك عملوا كجحوش مع النظام وحربوا الى صفه طول فترة الثمانينيات و استعانوا به على عدوهم الدائم البارزاني.
نحن هنا لسنا ضد الشعب الكردي و لسنا ضد اي مشاركة كردية في بناء الوطن العراقي و لكن اي من المشاركين لابد ان تتوفر به الشروط الانسانية و الوطنية الشريفة للأرتقاء الى مستوى هذه الامانة فلا يمكن لمجر م قاتل ان يمثل شعب مهما كان هذا المجرم عربي او كردي – تركماني او اشوري، فما الفرق بين جلال الطالباني او مسعود البرزاني الذين قتلوا الاكراد في حرب اهلية منتصف التسعينيات من أجل عائدات تهريب السلع.. ما فرقهم عن صدام المجرم؟؟؟. ان الاوان لنفضح جرائم هؤلاء لكي لا يعود لنا صدام اخر بجلد كردي او عربي، تركماني او اشوري. و لكي نقطع يد الصهيونية الكردية ووقف استمرارها بتحطيم العراق و هدم بناه التحتية و الفوقية. اشد على اقلام المساهمون بفضح المجرمين، و أحترامي لجراءتكم ايها الكتاب.
يطل علينا بين الحين والأخر البعض من الكتاب الأكراد بمقالات تتناول القضايا العراقية مبدين آرائهم في هذه القضايا وفق توجههم الفكري، و هذه ظاهرة صحية لا يختلف عليها اثنان، إلا أن الملفت للنظر اغتنام هؤلاء الكتاب لكل الفرص المتاحة من خلال المقالات المتعلقة أو غير المتعلقة بالتركمان للطعن في انتمائهم الوطني للعراق و ولائهم المطلق لتربة الوطن العزيز. في هذا السياق أطل علينا هشام عقراوى من خلال مقاله الموسوم ((الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقا مستقلاً)) أتهم التركمان فيه بالعمالة لصدام أولا ولدولة أجنبية ثانية.
لا أنوي الرد على صاحب المقال و لكن أود أن أوضح للقاري الكريم بعض الحقائق من تاريخنا تاركاً له الحكم و التقدير.
۱ - يفخر التركمان بانتمائهم لتربة العراق الغالي و قد أكدوا هذا الانتماء من خلال اختيارهم البقاء ضمن تبعية الدولة العراقية و ذلك عقب منحهم حق الترجيح بين مواطنة الدولة العراقية أو مواطنة الجمهورية التركية، كان هذا جزءاً من اتفاق انقرة المبرم بين تركيا والعراق في الخامس من حزيران ۱٩۲٦ والتي حسمت الخلاف حول ولاية الموصل لصالح الدولة العراقية الفتية، نصت الاتفاقية على منح العراقيين من أصول تركية (التركمان) حق الاختيار بين البقاء ضمن الدولة العراقية الجديدة و مواطنتها و بين الرحيل إلى تركيا و ترجيح مواطنة الجمهورية التركية.
۲- يطلق الكاتب العنان لخياله المريض مدعياً عمالة التركمان لنظام صدام حسين ضارباً عرض الحائط حقيقة إعدام النظام للعشرات من التركمان في عام ۱٩٧٩ أي عقب السيطرة المطلقة لصدام حسين على مقاليد الحكم، و إعدام القادة التركمان في عام ۱٩٨۰ و مسلسل الإعدامات خلال الثمانينات و التسعينات إضافة إلى تطبيق النظام البائد أشد عمليات الصهر العنصري بحق التركمان كما طبقها بحق الأكراد والآشوريين منذ عام ۱٩٦٨ ولحد نهايته قبل ستة أشهر.
۳- أود أن أذكر حدثين هامين في تاريخ شعبنا العراقي عامة و التركماني خاصة، الحدث الأول دخول القوات العراقية إلى مدينة اربيل في الحادي والثلاثين من آب ۱٩٩٦ بدعوة من الحزب الديمقراطي الكردستاني و ما تبعها من أحداث في الأول و الثاني من أيلول ۱٩٩٦ والتي راح ضحيتها العشرات من معارضي النظام البائد من كل التوجهات السياسية و مختلف فئات وشرائح الشعب العراقي، أن هذا الحدث يعتبر لطخة عار على جبين فاعليها و لا أجد أية حاجة لتسميتها بالعمالة فهي واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار، و استمرت العلاقات الوطيدة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني و نظام صدام حسين في مختلف المجالات إلى أخر رمق من عمر النظام البائد.
لكن العمالة الحقيقة تجلت في الاعتداء المسلح على مقر و مكاتب الجبهة التركمانية و الأحزاب المنضوية تحت لوائها و بأمر من نظام الطاغية، قد يستغرب القارئ عن العلاقة بين هذا العمل الإجرامي و نظام صدام حسين، الواقع أن العلاقة واضحة من خلال المقال الذي نشرته جريدة العراق الصادرة بتاريخ ٩ حزيران ۱٩٩٨ و الناطقة باسم بعض الجهات الكردية المرتبطة بنظام بغداد و على صفحتها الخامسة حول التركمان والتي جاء فيها ما يلي :{ البعض ابتعد أكثر و أشار في أحاديث ترددت هنا في المقاهي أن مثل هذه المعلومات الدقيقة لا بد أن تكون الأحزاب الكردية قد سربتها عن التركمان لأن الكثير من أعضاء هذه الأحزاب لا يرتاحون لتصرفات التركمان في اربيل و دهوك الذين يتجاوزون على الكرد، سوف يكون مصيرهم مثل الذي حدث عام ۱٩٥٩ و يؤيد هذا الرأي بعض الشيوعيين المتطرفين من الكرد الذي يعملون ضمن الحزب الشيوعي الكردستاني الذي يقوده (كريم أحمد داود) و هو من الكوادر الشيوعية التي عاشت أحداث و مجازر الموصل و كركوك }.
هذه التهديدات صدرت من جهات مرتبطة بالنظام و لكن الملفت للنظر إنه و بعد مرور شهرين فقط على هذا المقال و تحديداً في ليلة العاشر على الحادي عشر من أب عام ۱٩٩٨ قامت وحدات من اللواء الخاص (لواء تايبت) العائد للحزب الديمقراطي الكردستاني بالهجوم المسلح على مقرات الجهة التركمانية والأحزاب المنضوية تحت لوائها حيث جرح العديد من حراس تلك المقرات كما قامت تلك القوات بنهب كل محتويات هذه الأبنية من الأثاث و المستلزمات والمستندات والمؤكد أن هذه المستندات سلمت إلي سلطات النظام في بغداد كما تم تسليم العشرات من المناضلين ضد النظام يوم الثاني من أيلول عام ۱٩٩٦ ووصل الأمر إلى الحد الذي لم تسلم حتى الأثاث الثابتة لهذه البنايات من السلب و النهب حيث تم خلع الأبواب و الشبابيك ناشرة الفوضى و الخراب و أحالت الأبنية التي يملكها مواطنين عادين إلى خراب. يالها من توزيع مثالي للأدوار الجهات الكردية المرتبطة بالنظام تهدد و آخرون محسوبون على المعارضة العراقية ينفذونها في اربيل. و تكررت نفس الحالة في تموز عام ۲۰۰۲، كما تكررت في العاشر من أب ۲۰۰۰ حيث قامت قوات من ما يسمى باسآيش السليمانية بالهجوم المسلح على المركز الثقافي التركماني في اربيل و أطلقت عياراتها النارية على مرتادي المركز من النساء و الأطفال اللذين كانوا يتلقون دروساً في اللغة التركمانية.
٤- ترى هل التركمان هم الذين دعوا القوات التركية لدخول شمال العراق في عامي ۱٩٩۳ و ۱٩٩٨ و هم الذين قدموا طلباً للسيد طورغوت آوزال بضم شمال العراق إلى تركيا.
لم يكن سقوط الطاغية في ٩-٤-۲۰۰۳ حدثأ اعتياديأ أو طبيعيأ بكل المقاييس. فلا طبيعة النظام الديكتاتورية الهمجية ولا الوسائل والسبل المستعملة بإسقاطه كانت توحي بذلك السقوط المريع والسريع لنظام اعتمد منذ أول نشوئه على القمع والإستبداد والقتل الجماعي. إلا أن الخوف من تداعيات سقوط النظام كان كبيرأ في أن ينفجر الشعب العراقي بعد عقودٍ من الإضطهاد والقمع وسلب الحريات والتنكيل على شكل فوضى عارمة قد تستثير روح الثأر لدى أهالي الشهداء والضحايا وخصوصأ الأكثر تأثرأ وتضررأ بتلك الأعمال الوحشية واللاإنسانية التي اقترفها النظام. إلا أن شيئأ من ذلك لم يحدث فخابت أماني كل من كان يُراهن على التناحروالإقتتال بين أبناء الشعب العراقي. و بالرغم من أن النظام البائد اضطهد العراقيين كلهم، ولكن تبقى حلبجة والأنفال والتهجير القسري لمئات الألاف من الأكراد الفيلية والشيعة وتجفيف الأهوار العلامات والشواهد الأبرز على همجية وسادية نظام صدام التي تفرد بها والتي لا يمكن أن تنساها البشرية.
لماذا الشتائم على الأكراد؟
الأكراد هم أكبر المتضررين من صدام ونظامه ليس فقط من حيث عدد الضحايا والشهداء، وإنما من حيث أساليب القمع والقتل التي استعملت لأول مرة في التاريخ ضدهم، حيث لم يسبق لنظام أن أباد سكان مدينة بكاملها من مدنه مثلما فعل صدام ونظامه مع سكان حلبجة الآمنين..... ولم يهجر أي نظام في أية دولة سكان أكثر من أربعة آلاف قرية حدودية ويهدم بيوتها وجوامعها وكنائسها ويجعلها حجرأ على حجر مثلما فعل نظام صدام (وهنا لم يُفرق نظام صدام بين القرى الكردية وعشرات القرى بسكانها المسيحيين الآمنين، حيث طالهم التهجيرأيضاً وحرقت قراهم دون تمييز) ولم... ولم.... ومع ذلك سمى الأكراد فوق جراحهم وعَضوا على نواجذهم بعد سقوط النظام ولم ينساقوا أو ينقادوا لأخذ الثأر من سلطة العشيرة ورموزها وأماكن تمركزها، بل أثبتوا كما يشهد تاريخهم القديم والحديث أنه عراقيون صميميون تسمو لديهم روح المواطنة الحقة سواء في ظروف الشدة التي مروا بها أو في الظروف التي يكونون فيها منتصرين ويدهم طولى، ولكن للأسف لم ينتبه لهذه الحقيقة السامية والرائعة أولئك الذين ما زالوا يكيلون التهم والشتائم للأكراد وزعمائهم دون وجه حق متعامين أو متناسين عن هذه الحقائق والمستجدات الملهمة لمزيد من التآخي والتآزر.
دارت في ذهني الأفكار الواردة أعلاه وغيرها مما سأرويه كشهادة للتاريخ وأنا أشاهد برنامج (الإتجاه المعاكس) الذي كال فيه الكاتب سليم مطر تهمأ جزافية غير مبنية على حقائق أو أرقام للأكراد واتهمهم بالعنصرية تارةً وبأنهم قتلوا آلافأ من العرب تارةً أخرى (أين ومتى قتل الأكراد آلافأ من العرب وأين مصداقية الكاتب وضميره !).كما اتهمهم بأن أهدافهم القريبة والبعيدة هي ضد مصالح العراق، مما جعلني أعود بذاكرتي لأحداث مر عليها أكثر من أربعين سنة عندما كان الإذاعي المصري أحمد سعيد يكيل التهم جزافأ للشهيد عبد الكريم قاسم من إذاعة (صوت العرب) من القاهرة في حملة مسعورة عليه وعلى ثورة ۱٤ تموز التي نُحرت على أيدي البعثيين عام ۱٩٦۳ وبمساعدة من أجهزة مصر الإعلامية والمخابرات الأجنبية. كما قادني ذلك لتصور مدى خطورة الإعلام عندما يوجه ويستخدم لأغراض غير نبيلة وغير صادقة كما في ذلك البرنامج وبرامج وفضائيات أخرى كانت للأمس القريب ُتطبل للنظام البائد. والآن ومع سقوط ذلك النظام أصبحت تحاول تشويه الحقائق وتهويل أحداث معينة في حين تتجاهل أحداثأ أخرى. ليس هذا فحسب وإنما هناك من يتهجم على رموز كردية كبيرة ويتهمها بمختلف التهم الباطلة والظالمة بمناسبة ودون مناسبة ولا أعلم بالتحديد ما هو غرض اولئك الذين يغمضون أعينهم عن كل السمو والترفع الذي تعامل به الأكراد منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن. لقد تبددت مخاوف جدية من حرب أهلية مهد لها الطاغية بوعي متعمد بإجرامه المستمر ضد كل أبناء الشعب العراقي باللعب على وتر الطائفية التي أراد جاهدأ زرعها بين أبناء الشعب الواحد والإضطهاد القومي المبرمج من قبل سلطته، ولكن لم تنفع كل خططه وأحابيله أمام وعي العراقيين عربأ وكردأ، سُنة ً وشيعة، تركمان و مسيحيين وصابئة. فوقفوا صفأ واحدأ عند سقوط الطاغية لم تغريهم الضغينة ولا الإضطهاد المستمر على مدى عشرات السنين. ولم يحدث إلا أقل من القليل من الأحداث بين أبناء الشعب الواحد في مثل هكذا منعطفات. فلقد كان كل أعداء النظام البائد وضحاياه والمكتوين بناره في مستوى المسؤولية الوطنية وذلك بتجنبهم كلما يشعل أوار الفتنة التي كان يغذيها النظام البائد. وقد لعب الأكراد وقادتهم دورأ حيويأ ومشهودأ في هذا المجال. فلقد أثبت مثلأ الأخ مسعود البارزاني ومن خلال تصريحاته ومواقفه الجريئة والحضارية قبل وبعد سقوط النظام البائد أنه جدير ليس بتمثيل الأكراد فقط ومن أعلى مستوى، بل أن لديه القدرة والقابلية على تمثيل العراق كله، ليس فقط لأنه رئيس أكبر وأعرق حزب سياسي كردي في التاريخ الحديث، بل لأنه أقنع كل من تعامل معه عن قرب بأنه سياسي محترف من الطراز الاول وانه موضع اعتزاز ليس فقط من قبل أعضاء حزبه ومناصريه وإنما من قبل كل اولئك الذين يحملون العراق وهمومه في قلوبهم ولا يميزون بين عربي وكردي أو شيعي وسني أو.. أو... إلخ، إنما تفكيرهم منصب على العراق الكل بكل أطيافه وألوانه التي ُتشكل لوحته الزاهية البهية والتي تعزف لحنه السرمدي الجميل سوية ً سواءأ في السراء أو الضراء.
لقد عشت مع الأكراد وعايشتهم لأكثر من ثلاث سنين ونصف على قمم الجبال ومنبسط السهول ولم أجد منهم إلا الطيب والكرم وإكرام الغريب وحب أرضهم والاستعداد لتقديم حياتهم وكلما يملكون من أجل حريتهم ونيل حقوقهم. شربت من ماء عيون جبال كردستان فلم أشرب أخف أو ألذ منه، وتقاسمت مع الأكراد المأكل فلم أجد إلا نفوسأ طيبة وسرائر تشع دفئأ وحنانأ واستعدادأ لتقاسم آخر لقمة مع الضيف وخصوصأ عندما يكون من فصائل البيش مركة والأنصار. أما جمال طبيعة جبال كردستان وسهوبها وخصوصأ في الربيع فذلك ما يحتاج لأديب حقيقي لكي يصف ذلك الجمال الرباني وتلك البُسط من الأزهار والورود المختلفة مشكلة ً لوحات فنية ما أبدع الإنسان مثيلأ لها.
ذهبنا مرة ً في مفرزة إستطلاع لموقع عسكري في منتصف عام ۱٩٨۲ يقع بالقرب من مصيف(كلي علي بيك) فتأخرنا لما بعد منتصف الليل وأصبحت عودتنا لمقرنا البعيد الواقع في (تارينان) محفوفة بالمخاطر لأن خيوط الفجر الأولى قد تكشفنا أمام الربايا العسكرية فنصبح عُرضة لإطلاق النار من مدفعيتهم وأسلحتهم المتوسطة. قرر آمر المفرزة أن نتوزع كل ثلاثة أنصار (بيش مركه) على بيت من بيوت قرية تقع قريبة من ذلك الكلي. توجهنا أنا وزكي وطبيب المفرزة وإسمه سنكر (وهو شاب متعلم وذكي حيث أصبح طبيبأ للمفرزة بعد عدة أشهر من التحاقه بها) إلى أحد البيوت وطرق سنكر الباب طرقات خفيفة. وما هي إلا ثواني وإذا برجل ٍ يفتح الباب ويُرحب بنا ترحيبأ حارأ رغم تأخر الوقت الذي حللنا فيه عليه، لأنه تعرف على هويتنا من الأسلحة التي كنا نحملها. بعد جلوسنا في الغرفة تجاذب سنكر أطراف الحديث مع صاحب البيت وبعد عشرة دقائق دخلت علينا زوجة صاحب البيت حاملة ً صينية فيها عدة أطباق من اللبن اللذيذ والخبز مع أبريق شاي ولوازمه. ناولت الصينية لزوجها وجلست في الطرف الآخر من الغرفة وعيونها تنطق بحب استطلاع عن زائري الليل اولئك. سأل صاحب البيت سنكر عن هويتنا ولماذا نحن مُقلين في الكلام، فأجابه سنكر بأننا عرب وقد قررنا النضال مع قوات البيش مركة ضد النظام العراقي فأثار ذلك الأمر اهتمامه وأصبح يحدثنا بحرارة وحميمية أكبر عن سبب تركنا أهلنا ومدننا والمجيئ الى كردستان للنضال ضد نظام صدام الديكتاتوري وثمََنَ شجاعتنا عاليأ على تطوعنا للنضال ضد النظام الفاشي وسألنا أسئلة كثيرة منها هل نشعر بالغربة ونحن بعيدين عن أهلنا فأجبناه بالنفي لأننا بين أهلنا ورفاقنا وأننا نؤدي واجبنا ونلقى كل الدعم والتشجيع من الأهالي أينما حللنا. وسألنا هل يعلم النظام بوجودنا مع قوات البيش مركة وإذا كان يعلم فهل يُعقل ألا يؤذي أهالينا بسبب ذلك؟! فجأة وإذا بالمرأة تنفجر ببكاء يُقطع نياط القلب فسألها سنكر عن سبب بكائها فقالت له أبكي على أمهات هؤلاء الشباب الذين جاءوا ليناضلوا ضد نظامهم وتركوا ورائهم أهاليهم وأحبتهم وربما أطفالهم فانخرط سنكر هو الآخر ببكاء حار ليحرجنا جميعأ، فلكزتهُ في جنبه من أجل أن يسكت، حيث لم يكن معهودأ لدى الكرد أن يبكي البيش مركه مهما كان السبب فهو بنظرهم رمز الشجاعة والإقدام والتضحية وطليعة المناضلين من أجل تحقيق أهداف وأماني الكرد. وبعد خروجنا سألت سنكر عن سبب بكائه داخل البيت فأجابني أنه هو الآخر قد تأثر لحالنا وأنه شعر بقسوة الحياة التي نعيشها بعيدأ عن أهالينا لسنين عديدة... وبعد إسبوع على ذلك الحدث جاءت أخت سنكر من أربيل لزيارته وزيارة إبنها (كاوة) الذي كان هو الآخر معنا فحكى لها سنكر عني وعن أخي (الشهيد أبو يوسف) وكيف أننا منذ سنين طويلة لم نرَ أهلنا أو نسمع عن أخبارهم شيئأ فأبدت استعدادها مباشرةً لنقل رسالة منا إلى أهلنا في النجف والعودة منهم بجواب ٍ لنا. جاء سنكر ليخبرنا أنا وأبو يوسف باستعداد أخته لنقل رسالة إلى أهلنا ففرح أبو يوسف بالخبر أيما فرح لسببين الأول أنه كان قلقأ على صحة الوالد و الوالدة حيث لم يسمع عنهما شيئأ منذ مغادرته العراق أوائل عام ۱٩٧٩، والثاني أنه كان بحاجة ماسة للنقودلأنه كان ُمدخناً شرهاً و قبل أشهر عديدة من ذلك التاريخ كان قد خُفض مرتب البيش مركه من عشرة دنانير إلى خمسة بسبب ضائقة مادية ألمَتْ بقيادة حركة الأنصار فأصبح المرتب لا يكفي لشراء السكائر، فتحول أكثرية المدخنين من الأنصار إلى مدخنين لسكائر اللف وكان التبغ يوفره أهالي القرى الطيبين وبكل كرم وأريحية. كتب أبو يوسف رسالة إلى والدينا على عجل بإسمه لأنه أصر ألا يعلم أهلنا بوجودي أنا في كردستان فيزداد قلقهم لأنهم كانوا يعتقدون أني ما زلت أواصل دراستي في موسكو. سلمنا الرسالة إلى أخت صديقنا سنكر التي لم تكن تتكلم العربية لتنطلق ثاني يوم الى بغداد وتصطحب ابنتها التي كانت تدرس في كلية الآداب بجامعة بغداد ثم ليتوجها إلى النجف وليحلا ضيفتين عزيزتين على أهلي هناك وعند حديث أخت سنكر عبر بنتها مع والدتي اختلطت دموعهما لأسباب مختلفة، لكن الدافع كان واحدأ وهو المشاعر الإنسانية النبيلة فوالدتي كانت تبكي لهفة ً وقلقأ على إبنها (أبو يوسف) أما أخت سنكر فكانت تبكي تعاطفأ مع الوالدة لأنها لا تعلم بأن إبنها الثاني، الذي هو أنا في كردستان أيضأ حيث كانت تتصور أني في موسكو مع زوجتي وولداي أكمل دراستي. عادت أخت سنكر وابنتها في اليوم الثاني إلى بغداد لتصلنا في اليوم الرابع على مغادرتها إيانا حاملة ً لنا رسالة و٥۰۰ دينار من أهلي مع تحيات الوالدين والإخوة لأبي يوسف... فأي شهامة ٍ هذه وأية تضحية من امرأة كردية تُعرض نفسها للمخاطر والمتاعب وتقطع ألف كيلومتر لتُدخل الفرح والإطمئنان لقلوب عجائز هدهم القلق واللهفة لسماع أخبار إبنهم المقطوعة وبنفس الوقت تُدخل الفرح لقلوب أصدقاء ورفاق أخيها وإبنها القلقين على والديهم ولتحل مشكلة مادية حقيقية كانا يعانيان منها (وزع الشهيد أبو يوسف حينها جزءأ من المبلغ الذي وصله على رفاقه في السرية).
أخيرأ دعوة صادقة وقلبية لأولئك الذين ما زالوا يكيلون الشتائم للكرد بدون وجه حق سواء كانوا سليم مطر أو غيره بمراجعة الذات والتعمق أكثر في دراسة تاريخ العراق وسايكولوجية العراقيين والخروج بالإستنتاجات الجادة والمفيدة في أن مهمتنا الآن هي زيادة اللحمة بين أبناء شعبنا وليس العكس، وأن نؤدي دورنا كمواطنين ومثقفين بروح المسؤولية العالية تجاه ما يجري الآن في وطننا من أعمال إرهابية تهدر الدم العراقي أولأ قبل أن تصل للمحتل، وتدمر بنية البلد التحتية المدمَرة أصلأ قبل أن تصل إلى مجنزرات المحتل وآلياته. أما هؤلاء الإرهابيون فأي ٍ كان موجههم وممولهم فإنهم مندحرون أن شاء الله أمام وعي العراقيين بحقيقة دوافعهم السوداء. ولا بد أن ينتصر العراقيين في دفاعهم عن حقوقهم بعيش ٍ آمن ومستقبلٍ خال ٍ من الإضطهاد والتمييز وكبت الحريات.
يرجع تاريخ العلاقات العربية – التركمانية الى ما قبل الميلاد مع بداية دخول السومريين الاتراك الى العراق بعد هجرتهم التاريخية الى بلاد الرافدين والتقائهم بالاقوام العربية التي هاجرت هي الاخرى من شبه الجزيرة العربية واستوطنت العراق. وتشرفت أرض الرافدين بقدومهما الميمون وبزائريها الكرام واٍزدهرت بلقائهما وتعايشهما في أخوة ووئام يزرعان ويحصدان معا خيرات العراق ويسنان أول مسلة حددت قوانين البشرية في العالم.
بدأت العلاقات العربية – التركمانية تتقوى قبل الحرب العالمية الاولى في فترة حكم الدولة العثمانية التي حكمت العراق لقرون عديدة ولم تتأثر هذه العلاقات رغم الملابسات وبعض السياسات الخاطئة التي ارتكبتها الدولة العثمانية، بل العكس فان العلاقات بدأت تتوطد وتزداد عمقا في مختلف المجالات والعلاقات التجارية والصناعية والزراعية حتى وصلت الى علاقات الصهر والتناسب مما زادت في قوة العلاقات الاجتماعية بينهما. وزادت آواصرالعلا قات متانة وقوة مع مرور الزمن رغم السياسات التعسفية التي اتبعتها الحكومات العراقية التي حكمت العراق أبان الحرب العالمية الاولى والتي أشعلت فتيلة التفرقة بين القوميات العراقية المتآخية في العراق والتي خدمت مصالح الدول المستعمرة آنذاك. واتبعت حكومة البعث نهج السياسة القديمة منذ توليها السلطة في العراق في ۱٩٦٨م حيث فرضت سياسية التعريب القسرية على المناطق التركمانية ابتداءا من تلعفر الى مندلي والعزيزية وركزت اهتماماتها على المناطق النفطية وخاصة في مدينة كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية. وهدم النظام عشر ات القرى التركمانية في محافظات كركوك وأربيل وصلاح الدين والاقضية والنواحي التابعة لها وتخريب منطقة تسعين وآلاف المنازل التركمانية في مدينة كركوك وطرد المواطنين التركمان من بيوتهم وتوزيعها على العرب القادمين من الجنوب. لقد عاش التركمان في جو من الاخوة والوئام مع القادمين الجدد ايمانا منهم بالاخوة العربية- التركمانية وحفاظا على الوحدة الوطنية العراقية وتآخي القوميات وأن الوطن للجميع حيث يحق للمواطنين العراقيين حرية التحرك والسكن في جميع المحافظات العراقية مشروطة بعدم الاعتداء واحترام خصوصية ساكنيها الاصليي ن. ورغم المحاولات الفاشلة والمخططات البائسة واٍتباع سياسة الترهيب التي انتهجتها سلطة النظام البائد والملابسات الكثيرة التي رافقت حكمهم في العراق لتعريب المناطق التركمانية والاجحاف بحق التركمان ومنعهم من التحدث بلغتهم فقد حافظت المناطق التركمانية على عراقيتها وخصوصياتها التركمانية. ولم تكن هذه التجربة الاولى للتركمان في العراق بل أنهم قاوموا سياسة التعريب منذ ما يقارب أكثر من ثمانية عقود ونيف مما زادتهم تمسكا بوطنيت هم وولا ئهم لتربة العراق.
لقد اعتنق التركمان الدين الاسلامي الحنيف ودخلوها أفواجا دون حد السيف مستبشرين بحديث الرسول (ص) (اتركوا الترك حيث ما تركوكم) وهذا معناه ان الرسول الاعظم كان على علم ودراية بأن التركمان لهم شأن عظيم وجيش جرار سينشر الاسلام في ثلاث قطع من الارض.
اٍن أواصر التآخي بين العرب والتركمان كان واضحا خلال الخلافة الاموية والعباسية حيث وقف التركمان صفا واحدا كالبنيان المرصوص مع اٍخوتهم العرب جنودا أشداء على الكفار والمعتدين يدافعون عن حدود العراق التي كانت محطة أنظار العالم لما فيه من الخيرات والثروات. ولم يتحدد مهام التركمان في حماية العراق فقط بل تعدت الى المشاركة في اٍدارة البلاد من خلال المناصب الوزارية التي منحت للتركمان حيث أدوا بلاءا حسنا في اٍدارة شؤون العراق بعز واٍخلاص. ومن الملاحظ في يومنا هذا ان التركمان قد استبعدوا علنا في معظم المجالات وذلك لموقفهم النبيل ضد تجزئة العراق وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
ان استمرار هذا الاستبعاد سوف لم يخدم مصلحة ومستقبل العراق وشعبه بل سيترك ثغرة واسعة وجراحات لاتلتئم وكان من الاجدر على مجلس الحكم الانتقالي في العراق أن يستفيد من خبرة التركمان السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية والاجتماعية في اٍدارة البلاد لتجربة التركمان الواسعة وبشهادة التاريخ.
اٍن المحاولات الفاشلة التي لعبتها قوى الشر في فتح ثغرة الخلاف بين العرب والتركمان باءت بالفشل عندما أعلن النظام اٍباحة اٍستملاك الاراضي الزراعية التركمانية في مناطق بشير ويايجي والمناطق المتاخمة لمنطقة الحويجة في جنوب كركوك حيث امتنعت عشائر العبيد الابية من شراء هذه الاراضي لمعرفتهم بمظلومية أصحابها التركمان الذين قدموا الغالي والنفيس في خدمة العراق وكذلك معرفتهم الشخصية لمالكيها الاصليين، ويشهد التاريخ لعشائر العبيد أيضا موقفهم النبيل وحفاظهم على العلاقات الاخوية التي لم تصبها شائبة.
اٍن شيمة عشائر العبيد ورثوها من أجدادهم وشيوخهم الذين وقفوا وقفة الابطال صفا واحدا في ثورة العشرين المباركة حيث كتب التاريخ على صفحاتها وبأحرف من الذهب موقف الشيخ عاصي العلي رئيس عشائر العبيد ووقفته المشهودة مع التركمان في السراء والضراء وها هم وأبناؤه الغيارى يتبعون نهج أجدادهم للحفاظ على هذه الاخوة التي لا تهزها الرياح، كما يدخل في هذا الوصف أيضا عشائر الجبور وعشائر الربيعة وعشائرالموصل وعشائر بني ويس وعشائر الكروية وعشائر الجنوب في العراق والعرب قاطبة والذين يناضلون من أجل وحدة العراق ويقفون سدا منيعا مع التركمان في وجه تقسيم العراق ضد المشاريع المطروحة حاليا كمشروع نظام الفدرالية المزعومة والذي يرمي الى تقسيم العراق.
لقد تبين للعرب بأن التركمان هم العنصر الاساسي في المعادلة العراقية والدعامة الاساسية التي تستند عليها محور الامور في العراق عندما تيقنت لهم وطنية التركمان وبطلان الدعايات المغرضة التي أصدرتها بعض الاطراف التي حاولت الطعن بوطنية التركمان كما أدرك العرب أيضا مدى حب التركمان لوطنهم العراق عندما رفع التركمان الاعلام العراقية شامخة فوق الابنية والبيوت والمحلات التجارية.
لقد حمل أطفال التركمان الاعلام العراقية ووضعوها على ضريح الطفل التركماني الشهيد عبد المحسن قتلته أيادي الغدر كما قتلوا الاخرين الذين وقفوا بصلابة وهم يدافعون عن عراقية كركوك أمام القوى التي نهبت وسلبت موارد العراق وأحرقت الاخضر واليابس في العاشر من نيسان من عام ۲۰۰۳م.
ان التركمان رغم كل ما جابهوه من التحديات لم يتذمروا ولم ييأسوا وظلوا يقاومون الامواج القوية التي حاولت النيل من وطنيتهم وظلوا أوفياء لبلدهم العراق أمناء على العهد له. وسيبقى التركمان يقاومون المؤمرات التي تهدف الى تمزيق العراق وتشتيت شمله ايمانا منهم بأن ليل الظلم قصير ولابد أن تشرق شمس الحق لتبدد الظلمات بفيض من اٍشعاعات الحرية المضيئة , ولتعش الاخوة العربية التركمانية في ظل العراق الموحد عراق الجميع ولنحمل م عا العلم العراقي ولنعمل من أجل بناء العراق الموحد.
من الغريب ان يتهمنا نحن التركمان بالعمالة من قبل بعض المجموعات المخضرمة بالعمالة!!!فهاهنا يذكر هشام عقراوي بان كل شرائح الشعب العراقي ضد دخول القوات التركية الا التركمان الذين يؤيدون دخول تلك القوات ويتهم التركمان بالعمالة!!!ويطعن بوطنيتهم وعراقيتهم!!!!
يبدو ان السيد العقراوي ينسى اويتناسى تاريخ الحركة الكردية منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا وهم ماضين من عمالة تلو اخرى...فليس غريب على احد تحالف الكراد مع الايرانيين منذ منتصف الاربعينات مع الشاه ايران !!!!
وما وفرت لهم ايران من مال وسلاح ومأوى لمقاتلة الجيش العراقي وتنفيذهم حرب العصابات..ويا ليتها كانت ضد النظام..حيث كانوا يسددون باسلحتهم ضد الابرياء الجنود المساكين في الربايا وهم يؤدون الخدمة العسكرية الالزامية في حين كان اغلب الاكراد فارين من الخدمة..
ام انهم نسوا تحالفهم مع ايران(الاسلامية)هذه المرة وفتحهم ثغرات وممرات للجيش الايراني والاستفادة من مناطقهم لضرب الجيش العراقي من الخلف اثناء الحرب العراقية- الايرانية...
أم نسوا تحالفهم مع الطاغية نفسه وقاموا باستقدام قوات الحرس الجمهوري والمخابرات الى اربيل عام ۱٩٩٦ لغرض تصفية المعارضة والتركمان في المنطقة!!!
وكان من ضمن التحالف ان لا تتقدم القوات الكردية من الشمال لاسقاط النظام وترك القوات المعارضة من الجنوب لتكون لقمة اسهل للنظام..وكان المكسب ان لا يقوم النظام بدخول المنطقة الشمالية....
أم انهم ينسون تحالفهم مع اسرائيل هذه المرة وتحت مخططات واهداف اشرس من سوابقها!!!!
والاقوى من ذلك تحالفكم مع القوات الامريكية الغازية...وما خلف الكواليس من مكاسب متفق عليها!!!!
أم ينسون تحالفهم حتى مع القوات التركية الذين هم يرفضونها الان ضد حزب العمال الكردي التركي!!!
القوات التركية اعطتكم الدعم المادي والمعنوي وامدكم بالسلاح لضرب المتمردين الاكراد الاتراك...السلطات التركية اعطت زعمائكم جوازات سفر حمراء....أتنسون ذلك؟؟ الجيش التركي وطيلة الاثني عشر عاما بعد حرب الكويت ساهمت وبشكل فاعل على حماية المنطقة الشمالية من بطش النظام..والتبادل التجاري عبر معبر ابراهيم الخليل والتي تدر عليكم اكثر من مليار دولار سنويا.....أنسيتم كل ذلك؟؟؟
هل الان اصبحت وجود القوات التركية خطرة في المنطقة؟؟؟؟
هل تشككون بوطنية وعراقية التركمان وانتم اول من يتنصل من وطنيته وعراقيته؟؟؟
الستم من يدعو الى انشاء دولة كردية وانت تعترف يا العقراوي بها في نهاية مقالتك... ما هذا التناقض بين افكاركم وبما تصرحون به؟؟الستم من الداعين الى كردستان الكبرى؟؟؟واعلامكم وخارطتكم المعلنة على الملأ؟؟؟
ألستم من يرفض رفع علم العراق في الشمال العراقي بحجج واهية؟؟؟ألستم من ألغى اللغة العربية من مدارسكم ومناهج التعليم عندكم؟؟؟وحتى من واجهات ابنيتكم ودوائركم والمنطقة هي جزء من العراق؟؟؟؟
انسيتم دعوات جلال الطلباني مطلع التسعينات الى الحاق المنطقة الشمالية الى تركيا شريطة ان تحصلوا على حكم ذاتي هناك؟؟؟وان تستخدموا الليرة التركية بدلا من الدينار العراقي؟؟؟؟
أنسيتم تحالفكم مع الشيوعيين ومع الاتحاد السوفييتي ايام الملا مصطفى البرزاني العميل!!!
أين انتم من كل هذه الدعوات وانتم تتهمون غيركم بالعمالة وتشككون الاخرين بوطنيتهم وعراقييتهم؟؟؟؟؟
فمن كان بيته من الزجاج ان لا يرمي الاخرين بالحجارة......
على عكس كل هذا بقى التركمان متمسكين بوطنيتهم وعراقييتهم بعيدين عن العمالة والتحالفات الدنيئة...
وان كان التركمان من الداعين لدخول القوات التركية للعراق فذلك بسبب الظلم والاظطهاد الذي تعرض ويتعرض اليه الشعب التركماني وخصوصا بعد ان تم تهميش دوره في عراق ما بعد صدام.. وقيام الفصائل الكردية الشوفينية العميلة بحملة شعواء تستهدف الوجود التركماني وحقوقه... لذلك من المنطقي ان يستنجد بابناء جلدته ليدافع عن حقهم ووجودهم... ولا يمكن لاحد وقتها ان يتهمهم بالعمالة....
أثارت الصحافية الروسية (لينا سوبونينا) في مقابلة اجرتها مؤخراً مع الزعيم الكردي مسعود البارزاني ونشرتها احدى الصحف العربية[۱] مسألتين مهمتين، تتعلق بهما الكثير من افرازات الماضي، وحل المشكلة الكردية أو تعقيدها. ولأهمية هاتين المسألتين توقفنا عندهما بغية توضيحهما خدمة للحق والحقيقة. علما أننا نتعاطف مع الاكراد وقضاياهم بقدر ما تمت هذه القضايا الى الانسانية والحق والشرعية بصلة.
۱ – مطلب الفيدرالية والدولة:
يصرح السيد مسعود البارزاني وهو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في سياق رده على سؤال الصحافية الروسية حول مطلب الاكراد بالفيدرالية وتمنياتهم في اقامة دولتهم على أرض العراق بما يلي: (صحيح أن أمنية كل الاكراد هي إقامة الدولة المستقلة على الصعيدين الرسمي والشعبي لكن الظروف الدولية والإقليمية لا تسمح برفع شعار الدولة المستقلة وعلينا ان نكون واقعيين ونرفع شعارات ممكنة التحقيق).
يتبين من هذا التصريح الذي أدلى به السيد البارزاني وعبر من خلاله عن أراء شريحة واسعة من الاكراد، وكأن العراقي المغاير عن الاكراد هو (المغتصب) لأرض (الاكراد)، وان الاكراد قد أقاموا في شمال العراق منذ الأزل! لهذا، يوضح البارزاني أن أمنية كل الاكراد هي اقامة (الدولة الكردية). ونضيف، ولكن على أراضي هي للغير.
هذه الصورة التي توحي بأن أبناء بابل وأشور وبغداد (العراقيون) يحتلون أراضي الغير، هي بعيدة عن الحقيقة، ولا تمت الى الواقع بصلة. ان تواجد اكراد في العراق، لا يعني بالضرورة أن لهم حق اقتطاع أجزاء منه، والا لكان من حق الاتراك في المانيا اقامة دولة تركية هناك لأن تعدادهم نتيجة الهجرة قد بلغ اكثر من ٥ ملايين تركي، أي اكثر من عدد الاكراد في العراق! وهناك ايضا الجالية المغربية في فرنسا وغيرها في مختلف الاصقاع.
ومن المؤكد اليوم أن حصول الأكراد على الحكم الذاتي في العراق لم يعد يلبي طموحهم، فقد طرحوا أولاً شعاراً واضحاً وهو (الحكم الذاتي الحقيقي للأكراد)، اما الان فقد تطور هذا الشعار الى (الفيدرالية)، ولكن السيد البرزاني قد أظهر (مرونة واضحة) من خلال تأجيله لمشروع (الدولة الكردية)، لأن الظروف الدولية والإقليمية لا تسمح بتحقيق هذا المشروع. وكان قد صرح البارزاني قبل مدة أمام عدد من كوادره بما يلي: ان الفيدرالية حق طبيعي للشعب الكردي ولا يمكن التنازل عنه وانهم "أي الاكراد" لم يطالبوا باقامة دولة مستقلة، ليس لان هذا لا يحق لهم ولكن لانهم يعرفون الظروف الدولية، وهم لا يقدمون علي خطوات لا تكون في مصلحة الاكراد.
۲ – كركوك: كردية أم عراقية؟
سألت الصحافية الروسية: (من المعروف أن أهم نقاط الاختلاف بين الاكراد وبغداد تتركز حول منطقة كركوك، أليس من الأفضل ان تكونوا مرنين وتتخلوا عن هذه المدينة من أجل تحقيق أهدافكم في أسرع وقت؟). وكان رد السيد البارزاني واضحاً: (ان مثل هذه المرونة كما وردت في السؤال غير ممكنة فكركوك أرض كردية بشعبها وتاريخها، لكننا من الممكن ان نتفق مع بغداد على بعض الإجراءات الفنية.).
ان رد البارزاني هذا، فيه الكثير من الاستخفاف بتاريخ العراق وشعبه، لا بل فيه تشويه لتاريخ المنطقة برمته، بشكل لا يدعو للتفاؤل مطلقاً، وفيه نبرة من التطرف تشبه تلك التي كان يلفظها العروبيون. فكل متاحف العالم وكتب التاريخ ومصادره توضح وبدون شك أن كركوك وأيضاً الموصل واربيل... كلها مدن عراقية رافدينية، قد قدم اليها الاكراد من جبال زاغاروس المجاورة للعراق في الازمنة المتأخرة.
وقاد هؤلاء القادمون حملات تكريد شرسة ضد السكان المحليين لهذه المدن بدعم عثماني واحيانا فارسي، وبالتالي تم ازاحة العراقيين من السريان (الكلدوآشوريون) والعرب واليزيد نحو وسط وجنوب العراق او الخارج. لقد وفق الاكراد تدريجياً، ومنذ بدايات القرن التاسع عشر في تغيير الخارطة الاثنية واللغوية في شمال العراق لصالحهم وتغيير تسميته التاريخية "الجزيرة" الى (كردستان).
ويذكر المؤرخون عن سياسات التكريد الشرسة وعلى سبيل المثال: ان احد امراء الاكراد وهو محمد باشا الكردي[۲] والمعروف بالامير"كور": (في عام ۱٨۳۲ م استولى على قرى اثور، ونهب قرية حطارة "من أعمال الشيخان" وقتل من القوش "قرية كلدانية في شمال العراق" مئة واثنين وسبعين رجلا ما عدا النساء والاطفال وعاث في قرى الشيخان قتلاً ونهباً، كما قتل علي بك امير اليزيدية... وقتلوا في بازبدي "منطقة سريانية تم تكريدها، حاليا في تركيا" مئتي رجل وقساً وشمامسة كثيرون. ومن اسفس ثمانين رجلاً ووجيها وقسيساً، وسبوا النساء والاطفال، في مطلع تشرين الاول سنة ۱٨۳٤. وكبدوا اليزيدية في شرق الموصل محنا كثيرة وقتلوا منهم خلقاً كثيراً..).
بعد هذه الأحداث والاضطهادات المؤلمة ظهر على مسرح الأحداث الأمير الكردي المعروف بدرخان بك عام ۱٨٤۰ الذي يعتبر وحسب تعبير الباحث العراقي هرمز ابونا، اول طاغية في العصر الحديث، وكثرة المصادر التي تتحدث عن تاريخه القاتم تغنينا هنا عن الغوص في مظالمه ضد العراقيين وأيضاً السوريين.
أما بالنسبة للصراع على منطقة (كركوك) فيتم تجاهل حقيقة جدا مهمة: وهي أنها مدينة عراقية رافدية بكل مقاييس العرف والتاريخ وعلم الاثار، ووجود اكراد او تركمان في هذه المنطقة بغض النظر عن حجمهم أو عددهم، لا يلغي عراقيتها وتاريخها. ويكفي أن نقول أنمنطقة كركوك اليوم هي ذات خصوصية تركمانية فيها تجمعات مهمة للعرب والسريان والاكراد.. ونحن نتسائل هنا من السيد البرزاني لماذا لا يقبل بالطروحات التي تدعو الى قيام حكم ذاتي او حتى دولة تركمانية في كركوك؟ ان توجيه مثل هذا السؤال الى اخوتنا الاكراد في الشمال العراقي يجعلهم يتشنجون ويتوترون من سماعه مباشرة!
يبدو أن قضية الاكراد بات يفوح منها رائحة النفط العراقي! وللعلم أن أقصى مطالب الاكراد في العراق ابان الحرب العالمية الأولى، كانت تدور حول حصول الاكراد على حكم ذاتي او حتى حق تقرير المصير في منطقة السليمانية فقط. والشيخ محمود الذي نودي به رئيساً (لكردستان) عام ۱٩۲۲، اعتبر مدينة السليمانية عاصمته. وكان الزعيم الكردي السابق الملا مصطفى البرزاني الذي ساهم في قيام دولة مؤقتة للاكراد في ايران (جمهورية مهاباد ۱٩٤٦)، أول من عبر عن أطماع الاكراد في النفط العراقي الكركوكي من خلال الشعار الذي كان يردده: (كردستان مع النفط...)!؟ ومن هذه الزاوية نذكر، أن فشل العديد من المفاوضات التي جرت ما بين الاكراد العراقيين وبغداد، كانت بسبب الخلاف على (خارطة كردستان) وطموح الاكراد بتوسيع منطقة الحكم الذاتي لتبتلع مدينة كركوك العراقية! لأن زعماء الاكراد يعلمون جيداً ان الاعلان عن دولة كردية مستقبلاً في شمال العراق قبل تكريد كركوك (وأيضاً محافظة نينوى)، يعتبر اعلاناًً لا نفع منه! ومن هنا تأتي مرونة البارزاني بقوله: "أن الظروف الدولية والإقليمية لا تسمح برفع شعار الدولة المستقلة.."!؟
[۱] انظر جريدة الزمان في عددها الصادر بتاريخ (۱٤ تشرين الثاني ۲۰۰۱).
[۲] "المصدر: كتاب تاريخ طور عبدين ص ۳٦۲-۳٦۳".
ان ما ذكرته بحق الشعب الكردي صحيح والكل يتقاسم معك هذا الشعور النبيل...وهذا يقوي اواصر الاخوة والتعايش الاخوي بين شعوب وقوميات المنطقة...وهذا دليل على الوحدة الوطنية المرجوة....
وانا واحد من تركمان اربيل عشت وكبرت مع الكثير من التركمان في اربيل جنبا بجنب مع اخوتي الاكراد....حياة تجمعنا الاحداث اليومية الجارية والمصير الواحد..وتقاسمنا معهم الحياة الحرة الكريمة بعيدا عن النظرة الضيقة والافكار العنصرية...
وان لم يكن كذلك لما استطعنا العيش شركاء في هذه المناطق...حيث الشعب الكردي كباقي الشعوب العراقية من العرب والتركمان والاشوريين لهم تقاليد شرقية من حب الارض التي يعيشون عليها واكرام الضيف وتقديم العون للمحتاج...الى اخر الصفات الحميدة التي يفتخر بها كل عراقي...
ولكن صاحب المقالة (د.سلمان شمسة) وقع في خطأ شنيع بقصد ام بدون قصد ...وهو بربطه كل ما يْذكر ضد القيادات الكردية بالشعب الكردي.. وهذا خلط حقيقي بالاوراق...
فالاستاذ الدكتور سليم مطر عندما تهجم على القيادات الكردية واثبت (مع وجود اثباتات كثيرة) بانها عنصرية شوفينية لم يقصد الشعب الكردي عامة والدليل انه قالها مرارا وبصوت عالي بانه لا يقبل سلب حقوق الاكراد وان من يتعرض للاكراد يكون قد تعرض له شخصيا...وانه ليس ضد حقوق الاكراد حيث انه من المقبول ان ياتي حاكم كردي على العراق شريطة ان لايتبع منهجا قوميا عنصريا...
وان جميع المقالات التي نشرت في الكتابات وانا متابع حريص لم تتضمن هجوما وانتقادا للشعب الكردي وانما كلها تصب في كشف اهداف وافكار القيادات الكردية وايديولوجيتهم العنصرية الشوفينية....حيث يجب علينا عزل ما يقال ويثبت ضد القادة الاكراد من عموم الشعب الكردي المنكوب بتسلط الاحزاب الارهابية الشوفينية عليهم...
بحكم معيشتي في المنطقة اشهد للجميع بان الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطلباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني يقومان بارهاب الشعب الكردي ويجبرانه على اتباعهم...انهم في منافسة شرسة منذ سنين لكسب اكبر عدد ممكن لمناصريهم وذلك بالترغيب والترهيب.....
وانا هنا اقولها صراحة الشعب الكردي هنا في اربيل ذاقوا الامرين على يد مليشيات مسعود حيث عيٌن في كل الدوائر الرسمية والمناصب العالية افراد من عشيرته المقربين فقط..وجعل اغلب الوظائف بيد الاكراد الباهدينان(الاكرد الساكنين في دهوك وزاخو)الاكثر موالين له.. وترك اكراد اربيل تحت سيطرته ونفوذه كما قلنا بالترغيب والترهيب..
نفس الشىء يجري في السليمانيه حيث انهم يعيشون تحت ارهاب ونفوذ جلال ...
بربكم ما الفرق بين ما تقوم به الاحزاب الشوفينية الكردية وما قامت به حزب البعث وجلاده صدام؟؟؟؟؟
ان اليوم الذي يطبق فيه الديمقراطية والانتخابات سيقوم الشعب الكردي الشريف بطرد هؤلاء الجلادين والديكتاتوريين وتلامذة الجلاد صدام من اي دور سياسي وسوف يتخلصون من جور وظلم واظطهاد عانوها من الجلادين امثال جلال ومسعود....
بانتظار تلك الايام التي ستطل علينا بالديمقراطية وحقوق الانسان...
وغداُُ لناظره قريب....
۲- الأقلية القومية, يصر البعض على حشر التركمان ضمن مربع الاقليات القومية في العراق, والاقلية مفهوم غير واقعي في بلد موزائيكي مثل العراق حيث لا ينطبق عليه مبدأ) الامة-الدولة) بل هو مجتمع تعددي قوميا ومذهبيا ودينيا, صحيح ان هناك غالبيات ولكن تتقاطع مع انتماءات اخرى تجعلها في جانب اخر اقليات اذا صح التعبير, كما ان إطلاق الاقلية على شريحة من العراقيين تقسيم ايديولوجي للمجتمع على ضوء المشروع القومي العربي, والدليل هو ان هناك مجتمعات عربية فيها اعراق غير عربية اقل من التركمان ولكن لا تعتبر اقليات بحكم الدستور او طبيعة النظام السياسي كما في مصر حيث الاقباط يعيشون كمسلمين, فالصفة الاقلية لا تمنح الانسان الشعور بالانتماء العميق بل بالانطواء والانزواء ولا تدفع به الى التفاعل بل الى الانعزال والركون فإطلاق صفة الاقلية على التركمان يساهم في إضعاف الشعور الوطني لديهم وتخريم هويتهم العراقية ومحاولة تجفيف منابع ألإستثارة الوطنية عندهم وتركين التركمان جانبا وفصلهم عن المسار الوطني العراقي۰
فالتركمان ليسوا اقلية قومية وإنما جزء من النسيج الاجتماعي للشعب العراقي , وهم مواطنون وليسوا رعايا ,عراقيون اصلاء وليسوا جالية, وان الاصرار على انهم اقلية يستبطن دوافع واهداف سياسية يراد منها تهميشهم ضمن الخارطة السياسية العراقية ولو على حساب إضعاف الشعور الوطني لدى اكثر من مليوني مواطن عراقي۰
۳-التركمان ضيوف, هناك من يرى انه ليس في العراق من قوميات سوى العرب والاكراد,وإن التركمان ضيوف والاشوريين عرب كما صرح بذلك صدام لدى استقباله القيادات الكردية اثناء المفاوضات معهم سنة ۱٩٩۱م , واصبح البعض يردد ولو بخجل او بمزاح مقولة الطاغية وبصيغ مختلفة, في وقت ثمة بلدان يكتسب الانسان فيها خلال سنتين جنسيتها حيث يحق له كما للمواطن الاصلي من ابناء ذلك البلد الترشيح والانتخاب وسائر الحقوق المدنية والدستورية, كما ان هناك بلدانا اخرى تمنح جنسيتها للغير ٤او ٦او ٨سنوات او إذا اقدم على استثمارات اقتصادية فيها او قّدم خدمة معينة ,وهكذا يصبح جميع هؤلاء المتجنسين مواطنون متساوين في الحقوق والواجبات خلال مدة معينة.
ولكن التركمان منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ولحد الان يعتبرون ضيوفا لدى بعض العنصريين والمصابين بداء العمى الايدولوجي, لا شك ان اعتبار هؤلاء التركمان بأنهم ضيوف يجرّدهم عن هويتهم الوطنية وينظر اليهم على انهم غرباء عن البلد وما يستتبع هذه النظرة من ريبة وشك وعدم المشاركة في الهموم الوطنية,وهذا التعامل ليس فقط مع التركمان بل حتى مع الاكراد الفيليين الذين عاشوا في العراق أبا عن جد, ولكن في ليلة ظلماء تم تجرديهم من كل وثائقهم وإلقاؤهم وراء الحدود وخارج الوطن بحجة انهم تبعية ايرانية, إن لهذه الإقصاء دوافع طائفية مقيتة فضلا عن الدوافع السياسية, والذي ينظر بهكذا نظرة ويمارس هذا النوع من السياسة لا يسئ للتركمان فقط بل للعراق في ماضيه وحاضره ومستقبله۰
للموضوع صلة۰۰۰
*نائب الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
**مقتطفات من منشورات الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
الاتجاه المعاكس من البرامج المشوقة في فضائية الجزيرة و المؤثرة في المجتمعات، و من البرامج المفضلة لدي رغم وجود العديد من علامات الاستفهام و المواقف السلبية لمعظم برامج الجزيرة، و على سبيل المثال التعتيم التام على القضية الاشورية و الازيد ية و التركمانية و الترويج للقضية الكردية و الدعاية لها، كما حصل يوم الثلاثاء ٧\۱۰ حيث كنا على موعد مع الاتجاه المعاكس بعنوان فدرالية الاكراد و السؤال المطروح للتصويت : هل يعتبر الاكراد ايجابيين ام سلبيين في بناء العراق الجديد؟ و تشرف حضور الاستوديو كل من الدكتور سليم مطر الكاتب و المفكر العراقي المعروف و الاستاذ دلشاد عادل يزيدي، و لاول مرة احاول الاتصال بالبرنامج لاعطاء وجهة نظري حول موضوع الفدرالية للاكراد التي يطبلون لها ليل نهار و خاب ظني من الوهلة الاولى لعدم استطاعتي الاتصال رغم كل المحاولات التي اجريتها و بمختلف الهواتف الى ان علمت ان الاتصالات قد قطعت عن دولة قطر من قبل رجال الامن التابعين لحزب مسعود البارزاني الا للذين يرغبون من عناصرهم و مؤيديهم في الاتصال كونهم يمتلكون و يحتكرون كل وسائل الاعلام و الاتصال و عدم منح فرصة لاراء المشاهدين و المتتبعين بالظهور مكشرين عن انيابهم التي غرسوها في اجسامنا لسنوات وسنوات لامتصاص دمائنا.
وكان لابد لي من ايصال صوتي و رأيي بالطرق الممكنة و الوسائل المتاحة، و الانترنيت هو احد السبل البديلة ليقول المهتم و المتتبع لشؤون وطنه ما في جعبته رغم كل التلفيق و التزوير و التعتيم الحاصل في الاعلام المحلي و العالمي.
و بداية حري بالاشارة الى نتيجة التصويت التي اصبحت في نهاية الحلقة ٥۱% لصالح ايجابية الاكراد و ٤٩% لسلبيتهم في بناء العراق الجديد بعد ان كانت النسبة في بداية الحلقة ٨٨% الى ۱۲%.
و قد استطاع الدكتور سليم مطر بفضل فكره النير و عراقيته الاصيلة و بما لا يقبل الشك من اثبات عنصرية الاحزاب الكردية (و ليس الشعب الكردي) و محاولة تفتيت العراق بطروحاتهم الانفصالية و ايمانهم المطلق بفكرة (كردستان الكبرى) و على رأسهم الحزبيين الكرديين بزعامة الطالباني و البارزاني و كيف انهم لا يقبلون بغير الفدرالية الاتحادية بين العرب و الاكراد حلاً اخر و التي تبتلع حقوق القوميات الاخرى و كما قالها الاستاذ اليزيدي عندما تساءل الدكتور مطر واين حقوق التركمان و السريان و اخرين ؟ (لا اتفق مع الدكتور سليم مطر في موضوع تسميتنا بالسريان) فكان الجواب انهم اقليات يعيشون داخل (كردستان)، و انا اقول هل تعلم ايها الاستاذ المستكرد ان عدد التركمان و الاشوريين و الازيديين يفوق عدد الاكراد في العراق، فبأي حق تريد ضمهم الى ما تسميه بكردستان، و هنا لابد من التذكير بالمظاهرات و الاحتجاجات التي جرت قبل شهرين في شوارع سنجارالازيدية اثر محاولة عناصر حزب البارزاني تكريدهم و كانت شعاراتهم((لا لصدام. لا لبارزان. نريد تمثيل ازيدي)). لماذا لم تتكلم عنها وسائل الاعلام المنتشرة في كل بقعة من العراق رغم علمهم المسبق بتلك المظاهرات و الاحتجاجات؟!!!.
و اين هي العدالة و القانون اللذان تكلم عنهما استاذنا اليزيدي؟ هل هي في تطبيق قرار البرلمان الكردي القاضي بترحيل العرب الذين سكنوا كركوك بعد عام ۱٩٥٨ عنوةً؟ و بدون الانتظار الى استقرار الوضع و استتباب الامن و مجيء حكومة عراقية منتخبة، بغية فرض الامر الواقع و دون ان يتم تطبيق قرارهم على الاكراد الذين سكنوا كركوك بعد هذا التاري خ و على المناطق الاشورية التي تم تكريدها بعد عام ۱٩٦۱ في مدينة دهوك و ضواحيها و مازالت عمليات التكريد مستمرة فيها على قدم وساق حتى هذه اللحظة .
ام ان القانون و العدالة يكمنان في اغتيال العشرات من ابناء الشعب الاشوري امثال المهندس فرنسيس يوسف شابو و المناضل لازار ميخو (ابو نصير) و لازار متي و ولده هفال من شقلاوة و هيلين ساوا و ادور خوشابا الذي قتل في عملية وحشية قل نظيرها في التاريخ البشري و عشرات الجرائم الاخرى.
وان الجريمة الاخيرة التي اقترفها المدعو جعفر ابراهيم ايمنكي عضو اللجنة المركزية لحزب البارزاني و معاون مسؤول الفرع الاول للحزب دليل قاطع على اجرامهم والكشف عن اياديهم الملطخة بدماء الابرياء حين اقدم على قتل الشاب الكردي (هيرش مرعي بانكي ا لدوسكي) لا لذنب اقترفه انما بسبب حصول حادث اصطدام سيارتيهما يوم الاربعاء المصادف ۱٧_٩ _ ۲۰۰۳ الساعة العاشرة مساءاً في دهوك فبعد نقاش قصير اشهر المجرم جعفر مسدسه ليصيب الشاب هيرش في ساقه و من ثم يقترب ليطلق على راسه طلقة الرحمة و بدم بارد دون ان يرن له جفن رغم التواسيل التي قدمها والد و والدة الضحية اللذان كانا برفقة ابنهم في السيارة مستذكراً همجية و عنجهية ازلام النظام البائد في تعاملهم مع المواطنين، و الانكى هو ان المجرم جعفر خريج كلية القانون و يتصرف بهذا الشكل الاجرامي فياترى كيف يكون تعامل خريجو كلية الغدر و القتل و السطو و السرقة التي ورثوها عن ابائهم مع ابناء شعبنا الذين يختلفون عنهم في الدين والقومية (يحاول حزب البارزاني ابعاد عنصرهم عن التهمة بعد ان التجأ الى سيده مسعود و الذي امره بتسليم نفسه الى الشرطة بعد مرور خمسة ايام ناكراً وجوده في ساحة الجريمة و ظهور شخص ثان يقر بجريمة لم يقترفها دفاعاً عن النفس و مدعياً ان الضحية هاجمه علماً ان الضحية لم يكن يحمل اي نوع من السلاح و مؤكداً سوف يخرج من جريمته مثل الشعرة من العجين ).
لقد حاول الحزبين الحاكمين الطالباني و البارزاني خلال الفترة المنصرمة من تسليط الاضواء على احقيتهم في الفدرالية الكردية و تعميم ديقراطيتهم على عموم العراق و تسخير كل طاقاتهم و شراء الذمم بعد ان حصلوا على ملايين الدولارات من كمارك ابراهيم الخليل خلال الاحد عشر سنة الماضية في بناء المؤسسات الاعلامية و التجارية و شراء العقارات لغرض التكريد، و أثبتت تجربتهم للقاصي و الداني بأن الحزبين الكرديين لا يختلفون عن الانظمة الدكتاتورية و الانظمة الشمولية من حيث البنية البوليسية و المؤسسات الارهابية و حجم الكذب و التزوير الذي تمارسه مؤسساتهم المختلفة في تضليل الشعب العراقي و العالمي بهدف تقسيم العراق و بناء دولة كردستان
و ختاماً اقول لابد لكلمة الحق ان تعلو مهما طال الزمن و بلغت التضحيات .
كخامصات الدوابي يسيرون، بخطى وئيدة ولكن بثبات لا ينقصه العزم ولا الانتباه، فالعيون آذان وأنوف وأصابع وألسن كما هي أيضا عيون. فبالرغم من وعرة الطريق، تلك المليئة بحقول الألغام، يسير (كنابه فكر في خفارة خامل) نحوهدف محدد، يقول كلمته أمام الجميع دون تردد رافضا الوصاية من أحد، وغير آبه لمن يريد النيل منه أوالإقلال من شأنه، فالطريق طويل والحمل ثقيل وكلاب الطريق المسعورة يتعالى نباحها رغم ما ألقموه لها من حجارة. تلك هي مسيرة مجلس الحكم الانتقالي في العراق. فأيُ مشقة تلك!
لقد سبق المجلس الجميع برفضه دخول الجيش التركي إلى العراق، رغم معرفة أعضاء المجلس إنه من الصعوبة بمكان إن يبقوا متمسكين بموقفهم هذا، إذا ما أصرت الإدارة المدنية للاحتلال من السماح لهذا الجيش بالدخول.
إن من المعروف جدا هوإن الولايات المتحدة ترغب بدخول أية قوة دولية لتولي الأمور وتحل محلها من أجل تخفيف الخسائر بين صفوف الجنود الأمريكان من ناحية، وتخفيف الأعباء المالية الباهظة لوجود الجيش الأمريكي في العراق من ناحية أخرى، فكلا الأمرين بغاية الأهمية للولايات المتحدة في الوقت الراهن. والأمر الأكثر أهمية من هذا وذاك هوإن الأتراك لوجرح لهم جندي في العراق فإنهم سيغرقون الأرض دما، مما سيخلق حالة ردع يتمنى الأمريكان لوإنهم يستطيعون تحقيقها. ها نحن نسمع اليوم تصريحات من رامسفيلد مفادها أن ليس هناك من يعارض دخول هذه القواة إلى العراق، ولا ندري ما إذا كان رامسفيلد على علم بأن الرفض الذي جاء من مجلس الحكم الإنتقالي في العراق مجرد ذر للرماد في العيون، أم إنه تجاهل قرار المجلس؟ خصوصا وإن ما كان يتمناه أن يحصل، ومنذ اليوم الأول لإعلان الحرب، قد حصل ذلك هودخول تركيا في التحالف بمختلف الطرق؟ في الواقع لا يمكن أن نقول إنه ذرا للرماد في العيون من قبل المجلس حين يأخذ هذا الموقف ويعلنه على الملء، ومن ثم يأتي رامسفيلد ليفسد هذا السيناريولمجرد إعطاء تصريح فقط. إذا فالرفض حقيقة وليس مجرد ذر للرماد في العيون، هذا بالإضافة إلى أن ليس هناك سابقة تجعلنا نشكك بمصداقية المجلس الذي عودنا على أن يقول لنا الحقيقة مهما كانت مرة، ونحن نعرف جيدا مدى وعورة الطريق.
فما الذي يدعوا المجلس أن يأخذ هذا الموقف الذي يتحدى به رغبة الولايات المتحدة والبلد مازال تحت الاحتلال؟ وبذات الوقت يعرف تماما، إن الولايات المتحدة كانت تنتظر المشاركة التركية على أحر من الجمر؟
من المعروف إن لتركيا أطماع لم تعد خافية على أحد، بل ويتشدق السياسيون الأتراك بالإعلان عن تلك الرغبات المريضة في العراق وبالتحديد نفط العراق، ويعتبرها السياسيون الأتراك من المواقف الوطنية التي يجب أن يتبناها كل مواطن تركي.
بكلمة أكثر وضوحا، إن الأتراك يعتبرون أن لهم حقا في العراق وثروته النفطية، ويعتبر هذا الادعاء من الثوابت الوطنية التركية التي لا يناقش عليها أحد هناك في تركيا.
إن الكثير من التركمان اليوم فرحين، بل ويرقصون لمثل هذا الإعلان من إنه سيزيد من قوتهم ويجعلهم أعزة بعد أن كانوا يعتقدون نهم أذلاء أمام جيرانهم من العرب والأكراد، فوجود القواة التركية سيجعل من التركمان أصحاب اليد الطولى في المنطقة وبالتالي سيحققون مكاسب لا يجدون في الوضع الحالي إنها قد تحققت، طبعا ليس جميع الأخوة التركمان يفكرون بهذه الطريقة، ولكن هذا الشعور موجودا لدى الكثير منهم رغم إحساسهم بالانتماء للوطن العراقي الذين يريدون منه المزيد، كما هوالحال بالنسبة لجميع أطياف الشعب العراقي، ذلك أن تعسف السنين العجاف في ظل نظام لا يحترم الإنسان، جعل من الجميع يعتقد إن كنوز الأرض جميعها لا تكفي لتعويض الحيف الذي أصابهم. إن هذا الشعور لا يقتصر على التركمان فقط، ولا الأكراد لوحدهم ولا العرب ولا الآخرون من العراقيين، وهم كثر، ما شاء الله. فنحن جميعا نشترك بهذا الشعور الذي ربما سيكون سببا في ما لا تحمد عقباه.
إن الأتراك، وكما أسلفنا، يتكلمون بثقافة المنطقة عموما، أي ثقافة العنف والقسوة المفرطة، وهذا ما سيجعل من أيديهم أثقل حين تقع على رؤوس الأطفال أوالنساء أوالشيوخ وكل الأبرياء في المنطقة التي سيتواجدون فيها، أيا كانت المنطقة.
النوايا التركية كما تراها زرقاء اليمامة عن بعد:
كما أعلن مع قرار الموافقة على إرسال قواة، وكأن الأتراك كانوا ممتنعين في حقيقة الأمر، من إن مناطق تواجدهم سيكون بتلك المنطقة الواقعة شمال غرب العراق، بدءا من الحدود التركية، التي لا يعترفون بها ضمنا، ونزولا إلى بغداد لتكون كل المنطقة في الجانب الغربي من دجلة تحت سيطرة هذه القواة، وفيها سيكون نفط الشمال في الموصل وكركوك تحت السيطرة، وهذا هوالمطلوب وطنيا وما سيحقق الحلم الكبير الذي عاشوا به منذ معاهدة سايكس بيكوولحد الآن، وفي هذه المنطقة أيضا، الموصل أم الربيعين وكركوك وكل المناطق التي يتواجد فيها التركمان الذين يعتبرونهم كامتداد للأمة التركية وحدودهم هي التي يجب أن تشكل الحدود الجغرافية الحقيقية للدولة التركية التي حلم بها أتاتورك أبوالأتراك، وهذا الحلم الذي دخل في برامج معظم الأحزاب الوطنية التركية. ولأجل التمويه الساذج، فإن مركز قيادة هذه القواة ستكون تكريت وليس كركوك.
هذه المنطقة ستجعل من الطوق، الكماشة، حول المناطق الكردية محكما، وتلك هي المآرب الأخرى من عصى موسى.
سيناريومحتمل جدا:
الأتراك وما عرف عنهم من دهاء بحياكة المؤامرات سيكونون في مكان لم يكونوا ليحلموا به يوما منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية ولحد الآن، ففي هذه المنطقة يوجد كل التنوع الإثني والمذهبي والعرقي والسياسي العراقي، هذا عدا عن التنوع الجغرافي في المنطقة، مما سيسهل عليهم مهمة تنفيذ المؤامرات التي تؤدي إلى تفتيت الوحدة الوطنية العراقية وبالتالي انفراط العقد، أوإشعال الفتنة الكبرى، وهذا بالتحديد ما يريدون. فلوحدثت الفتنة العراقية الكبرى، سوف لن يبقى إلا القليل جدا لتقسيم العراق، وهكذا ستكون المنطقة من بغداد وحتى شمال الموصل منطقة تركية بشكل تلقائي كنتيجة لسيطرة قواتهم عليها من قبل التقسيم.
الدول العربية آلائي يتمنعن وهن الراغبات، في دخول العراق، سيتمنعون أكثر حين تتم دعوتهم لدخول العراق بجيوش لحفظ السلام، ولكن في النتيجة سيوافقون دون رغبة منهم، طبعا، ولكن لحفظ للسلام كما أسلفنا ومن أجل الأخوة العربية فقط. ولكن عند التقسيم سيكون لكل منهم حقا كما للأتراك. أما إيران المسكينة فإن مآربها في العراق ليست بالكثيرة، وهي لا تريد شيئا على الإطلاق، وإنما هم أبناء الجنوب الذين يريدون جمهورية إسلامية، وإن إيران ستجد نفسها مرغمة على مساعدتهم لتوحيد العراق وإقامة الجمهورية الإسلامية على أرض العراق الحبيب لهم، أما نحن، أي الذين كنا يوما ما عراقيون، فلا أحد سيصدق إننا نحب هذا البلد وسنكون بحاجة إلى إثباتات وأدلة مادية.
أين سيكون الأمريكان من هذا السيناريوالجميل لإحلال السلام على أرض الرافدين؟ هل ستكفيهم مئة ألف جندي لوقف هذا الإعصار الذي سيمزق كل شيء؟ وقتها سنجد السيد رامسفيلد يتدفأ على موقد في بيته الريفي كأي متقاعد لا شأن له بالأمر، وربما سيدير المذياع أوقناة التلفزيون على محطة فوكس الإعلامية وهي تصوغ التبريرات لخروج الجيش الأمريكي المحرر من العراق، وترك الأمر للأمم المتحدة ممثلة بالسيد غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق. السيد سلامة بدوره سيعمل على تهدئة الأمور ولكن جهود السلام الحميدة التي يقوم بها مع القوى المتصارعة قد باءت بالفشل، وسيظهر على محطة الجزيرة وهومهموم غير راض على جميع الأطراف، ومذيع الجزيرة فيصل القاسم يهدئ من روعه، وله طبعا رؤيا خاصة من خلال برنامجه الشهير الاتجاه المعاكس، حيث هومن حذر ومنذ اليوم الأول الذي أعلنت به أمريكا نواياها لإسقاط نظام صدام، الذي سيكون آن ذاك ليس دمويا، لأن ليس هناك من سيعترض، سيأتينا فيصل القاسم من الاتجاه المعاكس وسيناقش مسألة عودة أمريكا للعراق ومدى جدواها، وستكون نتيجة التصويت لمن يدفع آن ذاك.
هذا ما تراه عيون زرقاء اليمامة عن بعد،
الأتراك قادمون، فأين المفر؟
مقدمة :
غير خاف على العراقيين وهم في بؤرة المشكلة التي يعيشونها من اجل الخلاص من الطغيان والعمل للخلاص من الهموم والالام والاحزان التي عاشوها عقودا طويلة من السنين وبناء أحلامهم في التحرر والبناء والاستقرار والتقدم .. فان وجوب دراسة ما آلت اليه الأمور مؤخرا وخصوصا في فترة انتقالية ارادها الخيرون ان تكون فترة نقاهة واستعادة الانفاس ومعرفة الاستحقاقات وكيفية معالجة الاوضاع الداخلية والدخول في مفاوضات اقليمية ودولية لعقد معاهدات تجسد حقوق العراق بارضه وحقوقه في مياهه وحدوده وسمائه .. كما وكان الامل معقودا على كيفية خلاص العراقيين من التركات الثقيلة التي انتجها العهد السابق وعلى الاخص ما يتصل بالديون والتعويضات وتحقيق استحقاقات على قوى التحالف باعادة بناء ما دمروه في الحرب كما هو منصوص عليه دوليا ناهيكم عن المباشرة في تأسيس كيان ديمقراطي من خلال دستور دائم ومجلس تأسيسي .. تكالب اعداء العراق وتصدّع الحلم الديمقراطي!! وساحاول هنا رصد المأزق العراقي الجديد والسُّـبُل الموضوعية التي اراها ضرورية لعلاجه بملاحظة الأسباب الظاهرة للمأزق أوالأسباب الغاطسة!!
طبيعة المأزق العراقي وعوامله
نعم ، ان العراق يعيش مأزقا خطيرا ابان هذه المرحلة التاريخية الصعبة من حياته والتي ستسجل سلبياتها جملة من المخاطر الداخلية في المستقبل خصوصا اذا علمنا بأن العراق هو البلد الوحيد في المنطقتين الاقليمية والعربية قد بدأ مشروعات كبرى في التحولات اثر سقوط النظام السابق على ايدي قوى التحالف الامريكي البريطاني .. وان هذه التحولات التي تعني بتغيير كل البنى السياسية والهياكل الادارية والانماط الاقتصادية وبالتالي تغيير التوجهات الاجتماعية نحو عالم جديد غير مألوف ابدا في التفكير لدى العرب والمسلمين الذين اعتادوا على امتداد خمسين سنة مضت روتينا تقليديا من السياسات وسماع الشعارات وتكرار التقولات .. ولكن المشكلة تكمن في اسباب حقيقية لحدوث مثل هذا المأزق الذي كنت اتوقعه منذ زمن ليس بالقصير نظرا لما يحتوي عليه العراق من ثقل استراتيجي وثروات اقتصادية ازاء ثلاثة اطراف اساسية في المعادلة ، وهي :
اولها التكوينات الداخلية العراقية المحلية المعقدة التي لا نجد شبيها لها ابدا ليس في المنطقة والاقليم حسب ، بل في العالم كله وان رواسب تاريخية لما تخّلف في البيئة العراقية يكفي لحدوث تعقيدات لا حصر لها – وساحلل ذلك بعد قليل - .
وثانيها المصالح الاقليمية والعربية والمجاورة في العراق سواء ازاء بقائه كما هو في الاوضاع العادية التي كان عليها حتى مع تغييرات دموية كانت تجري في دواخله لم تكن تؤثر بشكل من الاشكال علي المنطقة في حين ان تحولات ما يجري اليوم في العراق سيقلب الطاولة في المنطقة على اصحابها .
وثالثها الاحتواء الخارجي ( الامريكي والبريطاني المتحالف ) للعراق ، واشتعال صراع المصالح بين اطراف كبرى في العالم على تحصيل ما يمكن الحصول عليه .. ولقد ادخل هذا العامل العراق في قلب اهم مسألة او قضية في العالم اليوم وليغدو ميدانا حقيقيا لصراع المصالح وصراع القوى على اراضيه . وكنت قد كتبت توقعاتي عنه باعتباره اهم بلد اسيوي له مجاله الحيوي وجيو استراتيجيته سيكون قضية كبرى ينشغل بها العالم ردحا من السنين .
تحليل معمّق للعوامل الثلاثة
يكفي بالنسبة للعامل الداخلي ان يفكر المرء في اختفاء فجائي لدولة بوليسية من الطراز الاول في غضون ساعات ! ويكفي ان حزبا فاشيا اسس كل خبراته وتجاربه في القمع والطغيان بدا كما يتوهم الجميع انه قد ذاب في ساعات ليل بهيم ، فهياكل الحزب وعناصره الاساسية لها القدرة على خلق اكثر من مأزق واغراق العراق بالمشكلات الامنية خصوصا كونها لا تعرف ممارسة فن السياسة وكونها تمّرست على وسائل القمع والاضطهاد لعقود طوال من السنين ، فالكل يعرف ما الذي خلقه البعثيون من مشكلات صعبة على عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، وما فعله الحرس القومي في بداية عهدهم مع عبد السلام عارف .. وما فعله جهاز حنين بعد ذلك بقيادة صدام حسين ، ثم ما الذي انتجته الاجهزة الامنية والمخابراتية والخاصة على امتداد عهدي البكر وصدام بدءا بناظم كزار وانتهاء بقصي صدام حسين .. وعليه ، فان ثمة موروث عراقي داخلي متمرس في خلق المشكلات المستعصية والمؤذية التي لا تقف امامها حدود ولا حواجز .. وهنا لابد ان اقول بأن الدواخل العراقية هي التي سمحت لكل من العاملين الاثنين الاخرين باستمرار تفاعلهما على الارض العراقية تحت حجج معروفة .
اما بالنسبة للعامل العربي والاقليمي ، فان اغلب من نجده من التحزبات المضادة بشتى البستها ونزوعاتها الشوفينية والاصولية والطائفية والتراجعية .. انما تجد مرجعياتها في خارج حدود العراق وخصوصا من الجوانب التمويلية والتحريضية وصولا الى المقرفات الاجرامية وتساهم فيها باساليب متنوعة عدة دول من طوق العراق وحتى من دول ومجتمعات ابعد بقليل من دول الطوق خصوصا بعد ان غدت الحدود منفتحة على مصراعيها من كل الاتجاهات .. انها في الحقيقة تعلن وقوفها ضد الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وتريد تسويق كراهيتها للامريكان على الاراضي العراقية تحت طائلة ولافتة المقاومة العراقية .. ناهيكم عن ان دولا وسياسات وحكومات عربية ومجاورة بدت لا تعرف كيف تتصرف ازاء الحالات الجديدة التي تبلورت في العراق اثر سقوط النظام السابق بعد ان كانت قبل ذلك تعيش ايضا من دون مواقف حقيقية معلنة !
اما بالنسبة للعامل الخارجي والمتمثل بالمحتلين من قوى التحالف فيمكنني القول ان تجربتهم المريرة في السيطرة وحكم العراق على امتداد ستة اشهر قد تخللتها اخطاء لا حصر لها ، فمن اسقاط النظام الى تفكيك اجهزة الدولة ومؤسساتها .. ومن فشل غارنر الى انعزال بريمر فمن قوى تحرير كما زعمت الى اعتراف بجيش احتلال في اروقة الامم المتحدة ! ومن اسقاط نظام حكم صدام حسين الى حكم مبهم يتميز باحادية القرارات من دون الرجوع للعراقيين والركون اليهم باعتبارهم اصحاب العراق الحقيقيين وهم ادرى بمشكلاته الحقيقية ناهيكم عن التمويه في ابراز اجندة زمنية لامد الوجود الاجنبي .. ومن اعتقال رؤوس النظام السابق ورموزه الى التعمية على الاسرار والمعلومات .. ومن الانشغال باسلحة الدمار الشامل الى نسيان حاجات العراق الاساسية الامنية والانسانية والخدمية .. وبالرغم من كل ما انجز الى حد اليوم فالامريكيون كانوا وما زالوا يعملون ببطء شديد لحل ما يمكن حله من المشكلات المستعصية .
هل من سبل حقيقية للعلاج ؟
اعتقد ان ثمة علاجات واجراءات سريعة لابد ان تتخذ اليوم في الدواخل العراقية من اجل سحب البساط من تحت ارجل اولئك الذين يطمحون لتحقيق اهدافهم المختلفة ومن ابرز تلك الاهداف : اعادة القديم الى قدمه ، اي ان من مصالحة العديد من القوى العربية والاقليمية الى جانب المستفيدين الحقيقيين العراقيين في الداخل ان يرجع النظام السابق الى الحياة كي تستمر لعبة المصالح الانية والجانبية على حساب المصلحة الوطنية لمستقبل العراق .. وان قوى ودولا وجماعات واحزاب عربية واقليمية متنوعة ليس من مصلحتها ابدا حدوث تحولات جذرية سياسية واقتصادية واجتماعية في العراق .. وعليه ، فلابد من الاسراع مباشرة باعلان عن نتائج ايجابية وسلبية لتلك التحولات من خلال منح العراقيين ممارسة حقيقية للسلطات .. فضلا عن اعادة النظر في التشكيلات التشريعية والتنفيذية ( = مجلس الحكم والوزارة الانتقاليتين ) كي لا يعد ما اتفق عليه ان يكون شرعة تأسيسية للمستقبل ومنها اعتماد المقاييس الوطنية والوظيفية والتكنقراطية اساسا للمفاضلة بعيدا عن الدكاكين الطائفية والقومية والعرقية والدينية والحزبية !
ان استعادة العمل بمثل هذه التشكيلات لابد ان ينص عليها الدستور ، واقولها صراحة للعراق وللتاريخ اذا ما دخلت الحسابات الدينية والطائفية والعرقية في بناء الدستور ، فسندشن مآزق عديدة لا نحسد عليها .. وعليه ، فلابد هناك من معالجات حقيقية لابعاد المخاطر قبل حدوثها ولابد ان تكّرس المقاييس والاسس الوطنية والمدنية والمناطقية في بناء الدستور ، هذه هي وجهة نظري كما طرحها العراقيون واتفقوا عليها عشية سقوط النظام اما ان تتغير المواقف اليوم بعد رحيل النظام السابق ، فنذر الشؤم تلتمع وسط ظلام بعيد ابعد الله العراق عنه ! فكلنا يعرف العراق ويدرك اليوم طبيعة مشكلاته وتعقيداته الا اولئك السفهاء والجهلاء والمنتفعين والمرتبطين بدول وسياسات مجاورة ويا ويل العراق اذا جاؤوا الى السلطة باثواب اخرى لم يكن يلبسها صدام حسين .. وكأن هذا الاخير عاد من جديد الى ممارسة ادواره في العراق .
العراق ايها الاخوة بلاد عجيبة لا يمكن لأي عراقي ان يدّعي انه مالك حقيقي لبلاده ، فالعراق هو الذي يستوجب ان يمتلك ابنائه كافة .. ان مشكلتنا اليوم ليست كيف نتعامل مع الامريكيين والبريطانيين ، بل ان مشكلتنا تكمن في كيفية التعامل مع انفسنا وكيف يفهم واحدنا الاخر وكيف تفهم طائفتنا الاخرى وكيف يفهم المسلمون المسيحيين وكيف تفهم الاكثرية الاقليات وكيف يفهم عراقيو صدام طريقهم في العراق الجديد .. الخ من المطاليب ولا ادري اين غدت القوانين العراقية التي يفوق عمرها على السبعين سنة واين هي تطبيقاتها ؟ لماذا لا تمارس الاحكام العرفية في مثل هذه الاوقات الحرجة ؟ لماذا تجلس حتى الان كتل من المتهمين بشتى الجرائم من دون محاكمات ؟ لماذا يعجز العراق الجديد عن بث قناة فضائية واحدة الى العالم ؟ لماذا لا تحدد الاولويات بالنسبة للممارسات السياسية فهل ثمة قانون للاحزاب صدر حتى الان ؟ واين الاجابات الحقيقية من قبل المسؤولين الجدد سواء كانوا من الامريكيين ام العراقيين على اسئلة ونداءات طرحت وراجت في اكثر من مكان واكثر من موقع ؟ وعندما اشرك العراقيين مع الامريكيين فذلك يجب ان يكون واضحا للطرفين ، فما دام الامريكيون قد اسسوا مجلسا للحكم كسلطة تشريعية مؤقتة واسس مجلس الحكم حكومة مؤقتة كسلطة تنفيذية .. فان من اول واجبات المشّرع والمنفّذ ان يعلن ما سيتخذ من خطوات كي يحاسبه الشعب عليها من دون خوف او وجل والا يعلن انسحابه من مسؤوليته التي قبلها ! وهذا ما توقعت حدوثه عندما برزت الاسماء العراقية في مجلس الحكم الذي جمع قوى سياسية متمرسة مع اناس لا تعرف معنى السياسة فكيف لها ان تفهم معنى العراق ؟ وآخر ما يمكنني طرحه وليعذرني السادة الاخوة من اعضاء مجلس الحكم على نقداتي التي تصّب في الصالح العام تتمثل باعلامنا بكل صراحة وباجابات واضحة : هل لهم القدرة على منازلة السيد بريمر بتحقيق مطالبات عراقية اساسية ام لا ؟ وهل يتداولوا رسميا في اجتماعاتهم ما يطالبهم به العراقيون وما يقترحونه عليهم ؟ وهل من العقل ان يفاوضوا قوى سياسية او دينية تهددهم بفرض اجندة مناوئة في الدواخل ؟ ان ظواهر لا تبشر بخير ابدا بدأت تطفو على السطح مستغلة العاطفة الدينية او الهوس الفردي .. وعلى العراقيين حسم اية ظاهرة تجرّهم الى الخراب بعد كل الذي حاق بهم !
وأخيرا : هل من اجابة على طلبين اساسيين ؟
ان هذه المرحلة التي يمر بها العراق حساسة وخطيرة جدا وهي لا تحتمل تقبيل الايادي او تبويس اللحى .. فلابد من معالجات حقيقية باتخاذ قرارات صارمة تأخذ مجالها في التطبيق وخصوصا ازاء الناحيتين الامنية والسياسية .. وعليه ، ارجو الاسراع باتخاذ خطوتين اساسيتين :
اولاهما : فرض عقوبات صارمة واحكام عرفية من اجل فرض الاستقرار والامن والنظام .. واعلان ذلك على الملأ ، حتى يتم الحد من المجرمين وقطاع الطرق ومفجّري المصالح الحيوية والقتلة واصحاب السوابق من السلابة والنهابة ..
ثانيهما : عدم السماح لأية قوى سياسية او دينية او طائفية او عرقية .. فرض اجندة خاصة بها على عموم العراقيين في تحركاتها او في تصريحاتها او في فرض وصايتها اذ تشكل بذلك انتهاكا للقانون والعمل ضد المصلحة العامة . ومن حقها ان تطرح افكارها ومشروعاتها ضمن مساحة الحريات المتاحة لها فقط .
اتمنى ان اكون قد قدمت بعض " الافكار " التي يمكن ان تخّلص مرحلتنا الحالية من المأزق الذي هي فيه متمنيا للعراق كل التقدم والازدهار وللعراقيين الاباة كل العزة وفرص اختراق المستقبل برعاية الله ونصره .
|