استمر الموقف الأمريكي في بقاء مدينتي الموصل وكركوك خارج خط ٣٦ الذي شمل المناطق الكردية في شمال العراق (أربيل، السليمانية، زاخو ودهوك) لمدة ١٢ عاما، أي إلى سقوط العهد البائد، ولم يتغير هذا الموقف على الرغم من الحملات الإعلامية الكردية التي استمرت حتى سقوط النظام والتي كانت تهدف توسيع حدود المنطقة الكردية، حتى تشمل كركوك التي اعتبروها عليها ضمن حملتهم (قدس الأكراد).
لكن التناقض بدأ يسود الموقف الأمريكي من كركوك بعد سقوط النظام البائد. . حيث قامت الإدارة الأمريكية وبعجالة واضحة وجلية وغير مبررة، بفبركة نظام انتخابي غريب، لم يكن له إلا هدف واحد وهو تسليم كركوك إلى الأكراد من خلال الإسراع بتعيين محافظ كردي لهذه المدينة، والى تمثيل التركمان بعضو واحد ومن خلال وجه غير معروف، في مجلس الحكم على اعتبار أنهم يمثلون ١% من سكان العراق دون الاستناد في ذلك إلى أي عملية إحصائية للسكان. فما الذي تغير حتى تبادر أمريكا إلى نسف سياستها المبدئية السابقة بالنسبة لمدينة كركوك أولا ومن ثم بالنسبة للتركمان ثانيا؟
التركمان ضحية السخط الأمريكي على تركيا
توجت أمريكا انحيازها للأكراد بمنحهم مدينة كركوك الأبية كمكرمة من خلال اتخاذ كل ما يمكن اتخاذه من خطوات غير مشروعة في سبيل تغليب الأكراد، والتقليل من شأن التركمان وتهميشهم نكاية بتركيا التي اتخذت قرار عدم المشاركة في الحرب إلى جانب قواتها ، والأغرب من هذا أنها تعاقب التركمان الذين لا علاقة لهم بقرار البرلمان التركي في عدم المشاركة في الحرب الى جانب القوات الأمريكية!
ولكن يبقى من حق التركمان السؤال: هل يجوز لدولة عظمى مثل أمريكا، أن تأخذ التركمان بجريرة السياسة التركية؟. . تركيا قبل كل شيء دولة مستقلة وذات سيادة، ولا علاقة للتركمان بسياستها الخارجية سواء إذا اتفقت مع مصالح أمريكا أم لم تتفق. ولا يربط التركمان بتركيا إلا انتمائهم إلى نفس الأصول العرقية فيما عدا ذلك فهم مواطنون عراقيون، عاشوا مع إخوتهم العراقيين في السراء والضراء، وتقاسموا معهم كل النكبات التي حدثت في وطننا العزيز، وقدموا آلاف الشهداء، وأثبتوا دائما أن مصلحتهم هي: في الانتماء إلى وطنهم العراق. حيث لم يرفع التركمان لحد الآن شعارات انفصالية لأي سبب كان، رغم الانتهاكات الصارخة لحقوقهم، وهم وكما يعرف العراقيون عن كثب لم يسيئوا إلى أية قومية في العراق رغم تهميشهم دستوريا وإحصائيا، وإنكار واقعهم وهويتهم الوطنية، وتعريب مناطقهم بعملية منظمة من قبل النظام البائد.
المطلوب من أمريكا إذا كانت فعلا مهتمة بقوانين العدل وحقوق الإنسان العودة إلى موقفها في عام ١٩٩١، وإيقاف الهجرة الجماعية الكردية المستمرة إلى كركوك بهدف تغيير طابعها الديموغرافي، وإيقاف تكريد هذه المدينة العراقية الباسلة والاكتفاء فقط باعادة المهجرين اليها.
المطلوب عودة أمريكا إلى عام ١٩٩١ في موقفها من كركوك والموصل
بدون شك أن أهم خطوة هي إعادة المرحلين فعليا من الأكراد والتركمان إلى كركوك وإجراء إحصاء سكاني في مدينة كركوك بإشراف دولي من الأمم المتحدة ليتحدد على ضوئه تحديد عدد نفوس كل قومية حتى لا يبقى هذا الموضوع عرضة لاستغلال القوى السياسية الطامعة فيها، وحتى لا يبقى موضوع كركوك مشكلة مؤجلة قد تنفجر يوما ما في العراق الذي هو بأمس الحاجة إلى الأمن والهدوء والاستقرار. مع التأكيد أن كركوك مدينة عراقية. أي مدينة كل العراقيين. وهي ليست ملكا مشاعا لفئة معينة دون غيرها.
يبقى من حق التركمان في العراق الانتظار، أن تتصرف أمريكا تجاههم كدولة حضارية، لا كدولة منحازة، تغلب الانفعال على العقل والمنطق في أمور لا علاقة لهم بها، فالتركمان يناضلون من أجل نيل حقوقهم كأي قومية أخرى في العراق.
سيظل التركمان كعهد العراقيين الشرفاء بهم مخلصين لتربة الوطن. وما يحدث في كركوك لا تعدو عاصفة رملية وقتية افتعلتها الإدارة الأمريكية لمصالح معينة ، ولتصفية حسابات مع تركيا، للسبب المذكور أعلاه.
ان الضرورة تتطلب ان تتعامل الإدارة الأمريكية مع التركمان معاملة ديمقراطية وموضوعية، وان لا تعكس من خلال مواقفها عليهم سلبيات علاقاتها مع تركيا. وان تنهي سياسة تهميشهم كما كان موقف النظام البائد ضدهم. فالتركمان عراقيون، ولا يهمهم سياسة تركيا الخارجية لا من قريب ولا من بعيد. على أمريكا أن تتعامل مع جميع الفئات القومية في العراق وفق منظور المساواة والعدالة. وأن تدرك بأنه ليس من مهامها ومصلحتها تغليب قومية على أخرىكما تفعل الآن.
قد يتغير الموقف الأمريكي من التركمان في غضون الأيام المقبلة، بعد زيارة وزير الخارجية عبدالله غول الى واشنطن، وما سيتبع ذلك من مشاركة تركيا في قوات السلام الدولية في العراق تلبية للمطلب الأمريكي. ولن يكون ذلك صحيحا أيضا لأن التركمان لا يريدون أن تربط أمريكا موقفها منهم بأجواء سياستها ومصالحها مع تركيا سلبا كانت أم إيجابا، بل يتطلعون باعتبارهم القومية الثالثة سكانيا في العراق والثانية في شمال الوطن، الى نيل حقوقهم كمواطنين عراقيين أولا وأخيرا. تلك الحقوق التي أنكرها عليهم النظام البائد لأكثر من ثلاثة عقود
حارب الاكراد - خلال قرن من الزمن - ليس نظام صدام فحسب بل كل الحكومات العراقية التي تعاقبت على بغداد، وهم لاهثين وراء حقوق هي مثار خلاف ما بين المركز "بغداد“ والاكراد. وتعتبر مطالب”مطامع“ الاكراد بـ (كركوك والموصل) المحور الرئيسي للخلاف. فمثلا، بعد استراحة قصيرة بعد اتفاقية اذار ١٩٧٠ والتي منحت الاكراد حكما ذاتيا في العراق كخطوة تاريخية مهمة، عاد البرزانيون الاكراد للقتال بهدف فرض بنود جديدة على الاتفاقية ومن اهمها ضم منطقة كركوك النفطية الى خارطة الحكم الذاتي! وهكذا يتبين لنا ان حصول الاكراد على الحكم الذاتي الحقيقي واستخدام اللغة الكردية في شمال العراق وتأسيس قنوات التلفزيون والاذاعة ومؤخرا الفضائيات الكردية. . . لم تحل كل هذه الحقوق من قيام الاكراد بحمل السلاح بوجه الحكومة المركزية في بغداد.
ومن القاء نظرة بسيطة على تاريخ التمرد الكردي، يظهر ان الاكراد سيستمرون في نهجهم القديم بالتمرد على بغداد مستقبلاً واثارة القلاقل بغض النظر عمن يحكمها، لان الزعيم الكردي مسعود البرزاني – وهو على خطى والده - يعتبر ان منطقة كركوك النفطية مغتصبة وسيطالب بها حتى لو وجد فيها كرديا واحدا فقط. وما تحرش الاكراد بعرب وتركمان الموصل وكركوك بعد الفوضى التي وقعت مؤخراً الا تعبيرا عن ايمانهم بالنهج الذي رسمه ووضحه البرزاني باكثر من مناسبة. فمطلب الاكراد الذي لا يستطيعون الاعلان عنه في الوقت الحالي هو (دولة كردية)، اما حدود هذه الدولة فهي تمتد من الخليج الى البحر المتوسط، ولا يخجل االاكراد من تعليق هذه الخارطة في مكاتبهم ومؤسساتهم. فيكفي ان يقطن الاكراد في بقعة جغرافية معينة لكي يحق لهم تسميتها بـ (كردستان) وبالتالي المطالبة بها وخصوصا اذا كانت هذه المنطقة غنية بالنفظ! لهذا نرى ان هجرة اعداد كردية من ايران الى كركوك (والمنطقة الشمالية) منذ منتصف القرن الماضي اثر سقوط جمهوريتهم في مهاباد، جعلهم يعتبرون كركوك مدينة كردية لا بل هي (قدس الاكراد). وهم يعتمدون بطرحهم على العدد السكاني للاكراد في كركوك وليس الحقوق التاريخية. فالاكراد لم يسكنوا كركوك الا في المائة عام الماضية، ولهذا نرى ان الاعلام الكردي لم يركز الا على الناحية العددية للاكراد في كركوك، مع العلم انهم لا يشكلون اغلبية، لان العرب والكلدان والتركمان وغيرهم هم الأغلبية حتى هذه اللحظة. والجدير ذكره ان ملا مصطفى البرزاني حاول اقناع بغداد (اثناء المفاوضات التي جرت سابقا بين الطرفين) بمنح الجنسية العراقية الى مائة الف كردي من ايران هاجروا الى العراق. وهؤلاء اضافة للمهاجرين من اكراد تركيا، اضروا بالخارطة الاثنية لشمال العراق على حساب العرب والكلدان والتركمان. وهكذا ارتفعت نسبة الاكراد من ٧% في الخمسينيات الى ٢٠% في منتصف هذا القرن!
هذه العقلية (المؤامرة) الكردية هي وراء ديمومة الصراع والدماء في العراق وسوف يستمر هذا الصراع (العراقي – الكردي) الان اكثر من اي وقت مضى، لان زوال صدام سوف يزيل الغطاء عن الكثير من القضايا العراقية الهامة والشائكة ومنها المشكلة الكردية. والغريب ان الكثيرون لم يتطرقوا الى دور الاكراد انفسهم في تأزيم او حل المشكلة الكردية في العراق. فمثلاً، على الاكراد ان يمتنعوا عن اعتبار كركوك جزءا من كردستان الكبرى والتخلي عن السلاح وعدم تشويه التاريخ وعدم اضطهاد القوميات الاصغر منهم ووقف سياسات التكريد والخ. وبدورنا وقبل طرحنا للنقاط التالية على كل العراقيين ومن ضمنهم الاكراد طبعا لمناقشتها بهدف حل المشكلة الكردية والى الابد، اذكر ان طرح المشكلة ليس بهدف الاثارة بل المعالجة:
١ – تغيير أسماء الاحزاب الكردية العراقية التي تحمل في تسميتها اسم (كردستان)، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني وغيره، ويشترط على الاحزاب الكردية العراقية ان تحمل اسماء وطنية كردية مثل: ”الحزب الكردي الديمقراطي“ او ”الحزب الكردي العراقي“ الخ. ويستثى من هذه القاعدة الاحزاب الكردية التي تستقر في محافظة السليمانية. والسبب ان السليمانية كانت تاريخيا وبحكم قربها من كردستان الحقيقية في ايران لأنها منطقة كردية ومنذ الف عام. وسبب طرحنا هذا، ان مصطلح (كردستان) خارج حدود ايران يعتبر مصطلح سياسي يرمز الى مشروع استعماري توسعي يهدف الى ابتلاع اراضي الشعوب الاخرى مثل:
العربية والاذرية والتركية والتركمانية والاشورية الكلدانية واليزيدية والارمنية وغيرها. ومشروع (كردستان) يهدف الى زرع البلبلة والفوضى في المنطقة العربية، وهذا ما ترمي اليه اسرائيل، ولهذا السبب بالذات دعم الموساد البرزاني والاكراد. ولولا علاقة! تركيا مع اسرائيل لكان الاكراد قد اغتصبوا ارض الرافدين منذ سنوات طويلة. وفي هذا الاتجاه فان تركيا وسوريا ترفضان التعامل مع احزاب تحمل التسمية (الكردستانية)، ولكن لا يعني هذا اننا ضد منح الحقوق الثقافية والادراية للاكراد في هذين البلدين، اضافة الى العراق.
٢ – حصر تسمية (كردستان) بمنطقة السليمانية والجبال المجاورة لها، وللاكراد حق تقرير المصير بهذه المنطقة اي خيار الارتباط بالعراق او ايران او اقامة دولتهم المستقلة.
٣ – اعادة الخارطة القومية في شمال العراق كما كانت عليه قبل خمسين عاما، مثلاً، اعادة منطقة دهوك الى اشوريتها واربيل وكركوك الى تركمانيتهما وكرديتهما وكلدانيتهما مع مراعاة العدل والحق. فاما اعادة الحق الى الجميع واما تبقى الفوضى متلبدة فوق رقعة العراق المستقبلي!
٤ – تغيير تسمية اقليم (كردستان) الى شمال العراق. لأن هذه التسمية رسميا لم تكن موجودة قبل ان فرضها الاكراد على العراقيين. ولم تسمى هذه المنطقة يوما بـ (كردستان). بل سميت تاريخيا بولاية الموصل او الجزيرة. ولمن يعود الى اتفاقية اذار للحكم الذاتي نرى ان العراقيين كانوا يستعملون مصطلح (المنطقة الكردية) وليس (كردستان!). اذا تغيير التسمية سيدخل الطمأنية الى قلوب العراقيين. ويمكن تقسيم الشمال بعد اعادة الحق الى نصابه الى منطقة كردية ومنطقة تركمانية واخرى يزيدية واشورية ضمن بوتقة العراق الجامعة. اما الموصل تبقى منطقة عربية اضافة الى تكريت. وكركوك تبقى ذات وجه تركماني. هذا التقسيم سوف يخلق توازنا للقوى ويقف ضد اطماع الاكراد في المدن العراقية التي سكنوها في المدة الأخيرة.
٥ – على العراقيين استنكار نهج التكريد لمناطق العراق بالدرجة التي يتم فيها استنكار عمليات التعريب. ويمكن بهذا الخصوص تشكيل لجنة عراقية محايدة تقوم بدراسة تاريخية وميدانية بالنسبة للمناطق التي تعربت وتلك التي تكردت، وتقديم قائمة باسماء المدن والمناطق والقرى التي كانت قبل خمسين عاما كردية او اشورية او يزيدية او حتى ارمنية. اما النتائج فسوف تكون فظيعة ولا يمكن تصورها في حال قامت اللجنة بعملها بشكل محايد!؟
٦ – اعادة كتابة تاريخ شمال العراق خلال الثلاثة قرون الاخيرة، ففي هذه المرحلة جرت كل الاشكاليات التي تنغص حياة العراقيين اليوم. ويمكن الاستفادة في هذا المجال من باحثين ومختصين في التاريخ ذو حيادية. وهذه جدا مسألة مهمة، لانه اي تاريخ سوف يدرس للعراقيين بعد صدام، هل هو التاريخ الذي كتبه الاكراد خلال سيطرتهم على شمال العراق في العشر سنوات الأخيرة، وصوروا فيه العراقيون كـ ”غزاة ومحتلين“. . .
٧ – ان منح فيدرالية الى الاكراد - ولسنا ضدها - يجب ان يؤدي بالضرورة الى منح فيدرالية ايضا الى التركمان والاشوريون الكلدان واليزيد. فالعدالة هي العدالة ويجب ان تطال الكل. ولكننا نعتقد ان الديمقراطية كفيلة بحل مشكلة القوميات في العراق.
٨ – منع – عن طريق القانون والدستور - نشاط الاحزاب الكردية وغير الكردية التي تروج للانفصال او لكردستان الكبرى، او تركمانستان او اشورستان!؟
٩ – اعتبار اللغات الكردية والسريانية والتركمانية الى جانب العربية، لغات رسمية في العراق لها الدعم الحكومي والمادي والرسمي، وتبقى العربية اللغة الرسمية الجامعة للكل، وفيها يتعامل العراقيون مع بعضهم.
وأخيرا، ان حل المشكلة الكردية في العراق بعد ان تم القضاء على نظام صدام مرتبط بالدرجة الاولى بالطروحات الكردية التي عليها ان ترمي سلاحها وتبتعد عن التطرف والعنصرية، فهذا سوف يكون لمصلحة الاكراد اولا ولمصلحة كل العراقيين ثانيا!!؟؟
المتابع لمجريات الامور في العراق يستخلص بأن امريكا تسعى لتدويل القضية الامنية في العراق من خلال اقناع دول كثيرة في العالم من اجل اشراكها في عملية حفظ الامن والاستقرار وتخفيف الضغط على قواتها في العراق تحت الوجود السياسي الامريكي, وتركيا احدى هذه الدول وبذلك تكون جزءا من قوات أخرى لدول متعددة والتي مستعدة ان تلعب دورا عسكريا وسياسيا تحت المظلة الامريكية, في قبال الدول الاوربية والتي تريد دورا أكبر للأمم المتحدة ليكون مظلة للتواجد الدولي في العراق فعليه تكون القوات التركية في حالة دخولها الى العراق تكون ضمن هذه المعادلة الدولية المعقدة وذات حسابات ااستراتيجية لقوى سياسية قادرة على تحريك خيوط اللعبة في المنطقة برمتها, ويتضح بُعد المعادلة اكثر اذا كان امن اسرائيل جزءا منها, فعليه تكون من السذاجة حشر التركمان في هذة القضية إذُ نلاحظ عند الحديث عن مسألة القوات التركية يُحشر التركمان قسرا فيها والغاية منها هو النيل من وطنية التركمان والتشكيك في ولائهم للعراق.
والتركمان في العراق اثبتوا وبشكل قاطع وخلال المراحل التاريخية انهم عراقييون وينتمون الى هذه التربة المباركة من خلال اصرارهم على التمسك بهويتهم الوطنية ووطنهم العراق حيث نبتت جذورهم ودفنت موتاهم واختلطت دماؤهم وتفرعت عوائلهم وانتشرت عشائرهم وهذا الاصرار في التمسك نابع من الشعور الداخلي القوي بالانتماء والاندفاع الصادق في العلاقة مع بقية أبناء العراق ضمن شراكة ومصير واحد.
فإثارة زوبعة حول علاقة تلك القوات المؤقتة ولمهام محددة بهذه القومية العراقية العريقة لا يمكن أن تنال من وطنيتها وولائها مهما حاول أصحاب الافاق الضقيقة والحسابات السياسية المتورّمة من تشويه وتشويش الواقع السياسي التركماني والعراقي, لان محاولاتهم في إظهار التركمان ورقة قابلة للتوظيف من قبل الدولة التركية في الضغط على العراق أو الاكراد محاولة فاشلة لان الواقع التركماني غير ذلك حيث التنوع المذهبي والانتماء الوطني والاختلاف الثقافي والبعد الجغرافي وغيرها من الاسباب تؤكد خواء تهمتهم. وهنا لا ننكر ان بعض التصريحات من قبل بعض المسؤليين الاتراك بالاضافة الى ممارسات بعض التركمان توحي بذلك وتعطي ذرائع للمتشبثين للاستفادة منها كأرقام غير قابلة للنقاش على عمالة التركمان لتركيا, الا ان تاريخ وتضحيات وولاء التركمان يثبت عكس ذلك , الى جانب ذلك لتركيا أوراق ضاغطة أكثر فاعلية من التركمان إذا أرادت أن تستعمها مثل مياه دجلة والفرات والخط الاستراتيجي لضخ البترول من كركوك الى ميناء جيهان , ومكانة تركيا إقليميا ودوليا وأمريكيا وغيرها.
بالاضافة الى كل هذا, الطالب لدخول القوات التركية الى العرق ليس التركمان, بل أمريكا هي التي تسعى لذلك والتركمان لحد هذه اللحظة لم يمارسوا هذا الحق علما أن لهم ذلك مبدئيا, لان بنود ومقررات الامم المتحدة والخاصة بحقوق الانسان تضمن لكل طائفة أو عرقية مهددة بمخاطر لها الحق في طلب الحماية من الاخرين وهذا الحق مورس بشكل عملي في العراق من قبل الكرد بعد انتفاضة اذار \ شعبان الشعبية سنة ١٩٩١م ولحد سقوط النظام البائد حيث اقامة الدول الغربية منطقة امنة شمال خط ٣٨ وبمشاركة تركية فعالة من خلال تأمين القواعد العسكرية والمطارات لم تكن تلك الحماية الّا استجابة لهذا الحق الانساني, فليس من المعقول أن يكون ذلك حقا لجهة دون أخرى ما دام يستند الى خلفية قانونية واحدة. والتركمان لم يطلبوا حماية تركيا ولا غيرها لحد الان حتى في الاحداث الدامية الاخيرة والتي تعرضوا فيها الى اعتداءات غير مبرره في طوزخورماتو وكركوك كان تطلعاتهم وامالهم وإنشدادهم للعمق العراقي ولشركائهم في الوطن وليس لاي طرف اخر. ثم لماذا هذا الاجحاف في حقهم سواء كان في مجلس الحكم أو الحكومة المؤقتة أو في مواقع القرارات الاخرى؟ ولماذا الاصرار في خفض سقف وجودهم والتشكيك بكل ما يتعلق بدورهم وحضورهم وعطائاتهم؟. ألم يكن سبب مشاكل العراق طوال العقود الماضية في المعادلة السياسية الحاكمة انذاك والتي استحوذت على العراق فئة وهمشت دور الاخرين مما أدى الى دورة تاريخية كاملة ذاق فيها شعبنا الممتحن كل انواع الضيم والقهر,. أيمكن ان تحل تلك الاشكالية بتغير عنصر بدل اخر!! ام باقامة نظام تعددي يشارك فيه الجميع دون استثناء أو تغييب, وعراق اليوم مفتوح امامنا فليس هناك صدام ونظامه الدكتاتوري ليمنعنا من اجراء احصاءات دقيقة لمعرفة ثقل كل طرف ليكون له حضورا يناسب وجوده ودوره في بناء العراق الجديد. . . . .
بعد إزاحة السلطة الجلادية الديكتاتورية صدامية جاهد الشعب العراقي بكافة قوميته وأحزابه مع المفكرين في توزيع المناصب والحقائب السلطة لطبيعة الحكم الديمقراطي التعددي في العراق. ألا أن البعض من الذين لا يحبون التركمان ولا يريدون لهم الدور الأساسي في الحكم وقد تناسى كثيرون عمدا تركمان العراق وما لهم من الحكم والحق القومية، وأنهم أي التركمان هم ثالث أكبر القومية ولهم تأريخهم وحقوقهم في بناء العراق ويعتبرون فصيل أساسي في قوى المعارضة العراقية، ومن أجل قوميتهم أعطوا طوابير من الشهداء ودخل كثير منهم في السجون صدام لأجل قضيتهم العادلة وكذلك قدمواالغالي والنفيس لأجل عراق حر، ديمقراطي تسوده المودة، والعادلة، وإحترام حقوق باقي القوميات وعلى ذلك تعمد بعض في إبعاد التركمان عن الساحة السياسية مثل إجراء الذي أتبعه النظام الفاشي المجرم صدام طيلة ثلاثة عقودمن الزمن، فمن الأسف أن يحسب بعض أنفسهم من المعارضة العراقية والذين يتبعون نفس الأساليب صدامية والذين إبتكرها من قبل النظام القاسي.
وعلى ذلك فلا بد إدراج القومية التركمانية في أي تركيبة حقيقية للسلطة متمثلة في العراق، كحق طبيعي لألاف الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لتحقيق الحرية والديمقراطية والوحدة العراقية .
وإن إبعاد التركمان من السلطة ومن السيناريوهات القادمة وتناسي عواقيبهم ودورهم في مشاركة في الحكم يعتبر خيانة العظمى لتربة العراق المقدسة وإن هذه التربة الغالية التي أرتوت بدماء الشهداء التركمان وزادنا غرما على التوصل الحضاري لخلق وعي عراقي من أجل يتفهم موقف تركمان العراق وتعريف بالتراث الفكري والإنساني للتركمان.
وإن المسألة التركمانبة أصبحت أكثر إلتزاما لأجل كشف إنتهاكات حقوق الإنسان العراقي من خلال التركيز عن ضحايا التركمان نتيجة لأعمال التعسفية الذي يمارسه بعض القوى كما كان عليه من قبل النظام الديكتاتوري المجرم صدام الذي دمر العراق أرضا وتأريخا وحضارة.
وإن تأريخ وأصالة التركمان وبإعتبارهم إخوة لكافة العراقيين الذين شاركناهم في السراء والضراء منذ أكثر من ألف عام ونيف، فالعراق يتقدم وتواصل من أجل حرية العراق وإقامة النظام الديمقراطي البديل للعصابة المجرمة كانت الجانحة على صدر العراقيين وجائعة بدماء الأبرار من المناضلين الشرفاء.
وإن التركمان هم المواطنون العراقييون يتطلعون الى عراق حر، موحد، ديمقراطي، برلماني، تعددي يحترم حقوقهم، وعدم تمييز بين المواطنيين بسبب اللغة أو الدين أو المذهب، وسوف يحتل التركمان مكانتهم المميزة في الجمهورية العراقية المتحضرة وكثالث القومية رئيسية من أجل رفع شأن وإزدهار وتقدم. وعلى هذا يجب تقوية الإدارات والخصوصيات الفردية والمحلية لتوزيع الخدمات الإنسانية بشكل عادل، ومتكافي على جميع مناطق بدون أن تنكر فيه حقوق الأقليات والطوائف.
وعلى ذلك يجب توزيع المناصب على أساس الكفاءة الفردية بغض النظر عن الدين، والمذهب، والجنس، وإن التركمان في العراق يجب أن يكونوا أصحاب القرار لإدارة شؤونهم بإدارة حرة مختارة شأنهم في ذلك شان كباقي القوميات أخرى، وعلى ذلك فإن الشعب العراقي بكافة قومياته رغبتهم هوإجراء أحصاء السكاني صادق نزيه حقيقي يعتمد على أسس ديمقراطية وعلمية وتحت إشراف وبمراقبة أمم المتحدة وحقوق الإنسان وإجراء أستفتاء عام لإقرار العراقييون مصيرهم. ومصير دولتهم الحضارية وفق القوانين المقبولة دوليا.
وإن التركمان يختارون عراق يحترم الإنسان وحقوقه ودفاع عن فكرة الإنخراط في عراق حر، ديمقراطي، موحد معتمدا على التخطيط العلمي لإستثمار موارد البلد الإقتصادية وقدرته الفكرية وبعمل مستمر على إزدهار العراق من شماله، الى جنوبه وفق نفس المعايير، والأسس دون تمميزأو تفريق عنصري، ويطالب التركمان كل الى التكاثف لأجل تحقيق الهدف، التقدم والإزدهار وإبطال المخططات الشريرة والتي تدعو به الفرقة، والإنقسام من بعض جهات العميلة والخونة.
وليعرف الجميع أن التركمان جزء لا يتجزأ من عراق حر، موحد، ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان مستندا على أسس الحق، ومنطق القانون، وأن التركمان مستمسكون بعراقيتهم ويحترمون جميع القوانين المرعية في العراق ويرون إن التواصل يجب أن يشمل كل لأغناء الحركة الثقافية، والسياسية، والإجتماعية العراقية.
والتركمان لم يصطدم مع أي القومية وعاشوا من قبل لحد الآن في وئام وإنسجام مع كافة العراقيين، والتركمان لم ينخرطوا في الأحداث الدامية عصفت بمنطقة الشرق الأوسط منذ الخمسينات من هذا القرن وأخذوا موقفا لدفاع عن أنفسهم دون التجاوز على حقوق غير ولم يكون التركمان عنصريا شوفينيا، بل نادت التركمان بضرورة الإنتماء القومي الوطني وإحترام عنصر المواطنة العراقية، وعمل معا تبني مبادئ الشرف والأمانة والعقيدة الخاصة لدى الأجيال المتعاقبة.
ويتمنى التركمان ضرورة عيش جميع العراقيين بحرية في الوطن متمتعين حقوقهم القومية السياسية، والثقافية كما عملوا في طريق الإتجاه السلمي ينبذ العنف، والصراع المسلح ويعتمدعلى النضال المستند الى قوة وإن جرتهم الأحداث الى أحداث عنف إستثنائية وكانوا دوما في موقف الدفاع عن النفس والمبادئ.
والتركمان كانوا بالفكرة قائمة لدفاع عن الحقوق المشروعة بواسائل حضارية دون اللجوء الى الإرهاب والعنف ، ويؤمن المواطنون التركمان بالنضال السلمي المستند على أسس الثقافة، وحضارة لتخطيط مستقبل العراق ويدعون التعايش السلمي بين كل القوميات وطبقات المجتمع. مطالبا الى الحوار البناء مستند على تغليب العقل والمنطق والتعالي، والتسلط والعنف والقهر وينبذ آفه، رغم ما عنى التركمان الظروف القاسية الصعبة تعرضت مدينتهم كركوك الى مأساة مروعة والى مجازر الدموية وفي ٤ أيار (مايو) ١٩٣٤ ذهب كثير منهم ضحايا من أجل قوميتهم وتربتهم المقدسة وفي عام ١٩٦٣ قد تعرض كثير من شباب التركمان ومثقفهم لتنكيل والنفي والتشريد والسجن.
وفي ١٩٤١ نفيّ كثير من التركمان
وفي مقدمتهم المعلمون والمواظفون الى المحافظات الجنوبية.
وفي مجزرة كاور باغي في مدينة كركوك أطلقت الشرطة العراقية على مجموع من مظاهرات التي قام بها التركمان في ١٣ تمو ز(يوليو) ١٩٤٦
وأبشع ما تعرض عليه التركمان مجزرة كركوك عام ١٩٥٩ والتي ذهب ضحيتها مئات من المواطنين التركمان، وسائل القتل الجماعي والتطهير العرقي وتعرض مدينة كركوك التركمانية الى أحداث شغب والسرقة ونهب فوضوية مرعبة.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٧١ تصدت الطبقة المثقفة الخيرة المتعلمة وطلاب المدارس لقرار إغلاق االمدارس التركمانية والعدول عن تدريس اللغة التركمانية في المدارس الإبتدائية ولأول مرة في التأريخ البعث العفلقي أعلن الأضراب العام في مدن التركمانية كركوك ومدن التركمانية أخرى إتخذت المجرمون من نظام البعث ذلك ذريعة للمزيد من البطش والتنكيل والخوف فجرى إعتقال وتعذيب الكثير من الطلاب التركمان وزجرهم الى السجون مع أعضاء نقابة المعلمين المؤيدين للتطلعات الطلاب للمستقبل المشروعة.
وشهدت السنوات ١٩٧٠- ١٩٨٠ - ١٩٩٠
من هذا القرن إرهابا، خوفا، مروعا ضد القومية التركمانية من إعتقال وإعدام الكثيرين من عناصر القيادية والمثقفة من قبل محكمة الثورة أو محكمة الخاصة وبمحكمات صورية هزلية، وكذلك جرى في هذه الحقبة تشريد شريحة هامة من الوطنيين القوميين المثقفين الذين أضطروا إلى مغادرة وطنهم العراق تحت ضغط الإرهاب والخوف من الإعتقال والإعدام، إضافة الى تشريد، والترحيل جماعي، لسكان المدن، والقرى، والأقضية التركمانية الى الجنوب العراق، وأزيلت كثير من القرى والمناطق التركمانية وتجمع السكانية التركمانية عن بكرة أبيها، وبعد حرب الخليج الثانية جرى تشريد الألوف من التركمان أثر إنتفاضة الشعب ضد الطاغية صدام ومحاولة تغيير الواقع العرقي الديمغرافي في الأرض التركمانية الذي أراد الجلاد محوه، ا وإزلتها من الوجود رغم دورهم الفعال في تأريخ العراق أكثر من ألف عام وإسهامهم في الحياة الثقافية والسياسية وفي التكوين العرقي وإن حقوقنا قد هضمت من قبل الأنظمة التي قادت العراق وعزل التركمان من فئات الشعب العراقي. . .
|
الأتراك في العراق. . اختبار أول لمجلس الحكم
عصام حسن
|
يبدو ان شهر العسل بين مجلس الحكم الانتقالي وبين قوات التحالف قد تعرض الى منغصات اولى بسبب احتمال استقدام قوات تركية، ذلك ان الطرف الكردي ـ تحديدا ـ يتحسس اكثر من غيره من وجود هذه القوات لأسباب معروفة.
رأس حربة المعارضة لمجيء هذه القوات، كان عضو المجلس محمود عثمان ـ وهو كردي ـ الذي أكد ان المجلس رفض بالاجماع ارسال قوات تركية الى العراق. وقال عثمان، ان المجلس اجمع على اصدار بيان ضد ارسال قوات تركية الى العراق، هذا امر سيئ بالنسبة لمسيرة الامن في العراق، فيما أكد رئيس المجلس الدوري اياد علاوي، ان الاعضاء قلقون من وجود قوات تركية على الاراضي العراقية، لكنه قال انه لم يُتخذ قرار نهائي بعد.
وبين «اجماع» المجلس و«انه لم يُتخذ قرارٌ نهائي بعد»، مسافة بين الطموح الكردي وواقعية الرئيس الدوري.
ويتولى عضو المجلس الانتقالي موفق الربيعي، دور الشارح لواقع مجلس الحكم عندما يقول: لن نخدع أنفسنا، فنحن ندرك تماماً ان العراق محتل، وان سلطة التحالف المؤقتة هي شريكنا ونحن لا نريد الدخول في مواجهة، موضحاً: سنتوصل بالتأكيد على تسوية تحمي مصالحنا ومصالح شريكنا.
وبهذه اللغة الواضحة تم وضع النقاط على الحروف، خاصة بعد ان قطع بول بريمر الشك باليقين، بعد اجتماعه بأعضاء من مجلس الحكم، عندما قال: ان القانون الدولي اعطى الولايات المتحدة الحق في استقدام القوات الى العراق، ورفض مجيء هذه القوات ليس من اختصاص مجلس الحكم.
ان هذا الحوار الذي تم ـ بصوت مسموع ـ بين ممثلي الادارة الاميركية ومجلس الحكم قد اكد على:
۱ـ ان قوات التحالف ليست في وارد مجاملة مجلس الحكم في القرارات المفصلية التي تريد الولايات المتحدة اتخاذها في العراق، وانها تعتبر نفسها صاحبة الكلمة الاخيرة في الملف الامني.
۲ـ ان مجلس الحكم ـ في ضوء هذه التجربة ـ لا بد ادرك بأنه مجلس حكم تحت المظلة الاميركية. واذا كانت قوات التحالف قد سمحت له بتشكيل الوزارة من دون تدخل منها، وبتشكيل وفود وزيارة البلدان المختلفة، الا انها لا تسمح له بتجاوز السقف المسموح به.
والدرس الذي يجب ان يستفيد منه مجلس الحكم ـ من هذا السجال ـ هو ان لا يعرض مصداقيته للخدش لدى شعبنا العراقي الممتحن، فيعرف حدوده التي لم تكن سرا، ولا يطلق العنان لتصريحات اعلامية تعرض هذه المصداقية لمزيد من التصدع.
*سياسي واعلامي عراقي
بعد مفاوضات شاقة حول نشر قوات تركية في العراق، يبدو من المرجح أن تنضم أنقرة إلي واشنطن في ممارسة سيطرتها علي هذا البلد المحتل. وعلي الرغم من أن هذا لن يوقف الهجمات علي القوات الأميركية في العراق، إذ أنه يمكن أن يعين الولايات المتحدة في محاولاتها الرامية إلي تخليص نفسها تدريجياً العبء الأساس، عبء صد حرب المقاومة.
تحت ضغط من الحكومة، وعلي الرغم من معارضة شعبية كبيرة، أقر البرلمان التركي مؤخراً قراراً يؤيد إرسال قوات إلي العراق. وهكذا أصبح لدي أنقرة ضوء أخضر يسمح لها بأن تتفاوض مع سلطة التحالف بقيادة الولايات المتحدة علي شروط نشر القوات، المخــــطط لها مبدئياً أن تكون نحو ١٠ آلاف رجل. ومن المرجح أن يبدأ المســـــؤولون الأميركيون والأتراك خلال أيام محــــادثاتهما حــــول التفصيلات خلال الأيام القـــادمة.
ويقول مسؤولون في أنقرة أن المفاوضات يمكن أن تستغرق مدة تصل إلي أسبوعين، حسب ما أوردت الصحيفة التركية Turkish Daily News.
وكانت تركيا قد رفضت ـ في الأسابيع التي أدت إلي الهجوم الأميركي علي العراق ـ إرسال قوات إلي الحرب أو السماح لقوات أميركية بأن تستخدم ترابها كنقطة انطلاق. فما الذي سبب هذا التحول السياسي؟ إن هذا التحليل، الذي يستمد مادته من بيانات صادرة عن مصادر ستراتفور داخل الحكومة التركية، وكذلك من البيانات العامة للقادة الأميركيين والأتراك، سيتفحص هذا السؤال، كما سيتفحص السؤال عن ما تسعي أنقرة للحصول عليه بالمقابل، وكيف يمكن أن تنتهي المفاوضات.
تركيا: عند مفترق طرق جيوسياسية
هذه الأيام أيام رائعة لصانعي القرار الأتراك: فمنذ أن جاء حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية إلي السلطة في أواخر العام الماضي، والبلد في خضم عملية إعادة صياغة لمسارها الجيوسياسي وأولوياتها الجيوسياسية. وحينما يكون بلد في مفترق طرق فإن باستطاعته أن يسلك أي طريق ـ حتي الأقل توقعاً ـ إذا كان هذا يناسب علي نحو أفضل مصالحه الوطنية.
ولقد كان آخر الأمثلة علي هذا بالنسبة لتركيا ما حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولي حينما أسس كمال أتاتورك الدولة الحديثة. مع ذلك فإن صياغة اتجاه جيوسياسي استغرق سنوات عديدة: أولاً تحول أتاتورك إلي معارضة الوفاق entente ـ أي تحالف الدول الغربية الذي كانت تنتمي إليه الولايات المتحدة ـ وهزم التدخل اليوناني ـ البريطاني بين عام ١٩١٩ وعام ١٩٢٢ ببعض مساعدة عسكرية دولة ناشئة أخري هي روسيا السوفياتية. وتشعر أنقرة بأن الوقت قد حان لكي تسير تركيا في مسار تحدده مصالحها الوطنية الخاصة، بغض النظر عن مدي ملاءمتها أو مخالفتها لأهداف قوي أخري.
وهكذا كانت قد أنكرت أنقرة علي واشنطن التصريح بمرابطة قواتها المقاتلة علي الأراضي التركية في آذار/مارس: فلم تر الحكومة في تحرك كهذا ما يفيد المصالح الوطنية. ولكن، بعد سبعة أشهر بدا أفضل لتركيا أن تتدخل عسكرياً في العراق من أن تستمر في الابتعاد. ومما يثير السخرية أن الحكومة الجديدة، وهي تخطط لنفسها موقفاً جيوسياسياً أكثر استقلالية ـ تجد مفيداً أن تنحاز مجدداً باتجاه واشنطن.
القوات التركية في العراق:
ما هو موضع الخطر؟
إن عديداً من المصالح الوطنية الرئيسة تجعل من الحتمي أن تتدخل أنقرة عسكرياً في العراق علي الجانب الأميركي، والأكثر أهمية بين هذه المصالح أن تضمن أن لا يكون بالإمكان أن يهدد تركيا شيء من الجنوب ومن المنظور التركي يتطلب هذا عدة خطوات:
أولاً: يعتقد المسؤولون في أنقرة أن الحكومة الجديدة في بغداد ينبغي إما أن تكون موالية لتركيا أو علي الأقل ودية تجاه تركيا. وهذا يعني أنه يتعين علي الحكومة التركية أن تمارس بعض النفوذ في بغداد، وهو أمر يمكن أن يكون أسهل إذا ما نشرت قوات (تركية) بأعداد كبيرة في العراق. وتفهم أنقرة تماماً أن الولايات المتحدة تعتزم أن يكون لها نفوذ مسيطر في العراق لسنوات قادمة، ولن يكون في هذا مشكلة لأنقرة إذا وافقت واشنطن علي إعطائها مكانة الترتيب الثاني في القيادة.
ثانياً: يخشي القادة الأتراك من أن تصبح إيران قوة سائدة في العراق أو أن تشارك في هذا الدور كحليف رئيس للولايات المتحدة. وفي أي من هاتين الحالتين فإن النفوذ التركي سيكون مستبعداً: فلقد تصارعت تركيا وإيران علي ما يسمي الآن العراق لعدة قرون، وخاضتا خلال ذلك حروباً دامية. ويبدو الآن أن إيران في وضع أفضل لكسب هذه المباراة، إذا أخذنا بعين الاعتبار روابطها القوية مع الغالبية الشيعية في العراق ونفوذها عليهم. ولكي تعكس هذا الوضع فإن تركيا لا بد أن تضع قواتها علي الأرض في العراق.
ثالثاً: تشعر تركيا بأنه يتعين عليها أن تحل المسألة الكردية. علي الرغم من أن أنقرة تقصر هذا الهدف رسمياً علي إزالة مجموعة حرب العصابات التابعة لحزب العمال الكردستاني (المعروفة باسم كاديك KADEK) والتي تعمل في جنوب شرق تركيا وشمال العراق، إلا أن هدفها الاستراتيجي الأوسع يذهب إلي مدي أبعد من ذلك كثيراً.
إذ يبدو أن تركيا تسعي لإضعاف القوي الكردية المتشددة في العراق، بإلحاق هزيمة عسكرية بها إذا اقتضت الضرورة. فإذا ما وقف الأكراد العراقيون جانباً بلا حراك بينما تسحق القوات الأميركية والتركية وحدات كاديك تكون السيطرة الكردية في شمال العراق قد تلاشت. مع ذلك فإنه إذا تدخل الأكراد العراقيون وشنوا هجمات ضد القوات التركية علي النحو الذي يهددون به، فإن أنقرة ستجد فرصة لشن حملة عسكرية ضد كافة المتشددين الأتراك في العراق. بالإضافة إلي هذا فإنه يكاد يكون من المؤكد أن القوات الأميركية ستتدخل لصالح الأتراك، الأمر الذي يناسب كثيراً وضع أنقرة.
رابعاً، تريد أنقرة نصيباً من ثروة الطاقة المكتشفة في شمال العراق، بما في ذلك الحصول علي حق أساسي في التعبير عن رأي الشركات التركية في قطاع الطاقة. ومرة أخري فإن وضع القوات علي الأرض سيساعد في هذا المجال. وعلي الرغم من أن القوات التركية ستنشر مبدئياً خارج كركوك وحقول نفط الشمال الأخري، فإن من الممكن أن توسع أنقرة وجودها العسكري بحجة تصاعد العنف.
خامساً، تحتاج تركيا إلي تقوية نفسها اقتصادياً وعسكرياً لتحقيق أهدافها الجيوسياسية في العراق وغيره. فإذا ما أرسلت أنقرة قوات إلي العراق فإن واشنطن ـ حسب استدلالات المشّرعين ـ يمكن أن ترد الجميل في صورة قروض، من كل من واشنطن وصندوق النقد الدولي، فضلاً عن المعدات العسكرية.
وأخيراً، من المؤكد أن القدرة علي السعي لتحقيق جدول أعمالها دون إغضاب الولايات المتحدة هي فرصة جذابة لأنقرة في العراق، حيث يعتقد المسؤولون ـ وهم علي الأرجح محقون ـ إن باستطاعتهم أن يعيدوا تنشيط التحالف السابق عن طريق إرسال قوات لمساعدة القوات الأميركية المحاربة.
يكاد يكون من المحتم أن تتعرض القوات التركية لهجمات متكررة في العراق، ولكن هذه الاستراتيجية ـ من وجهة نظر أنقرة ـ يمكن أن تكون أقل مخاطرة من الوقوف مكتوفة الأيدي بينما تكسب قوي أخري نفوذاً علي البلد (العراق). وبالإضافة إلي هذا فإنه يبدو لنا أن القادة الأتراك، وإن كانوا يتحدثون عن نشر هذه القوات علي أنه نشر قوات لحفظ السلام، وهم لا يعبأون حقاً بما إذا كانوا سيتورطون في حرب: فكلما زاد عدد الجنود الأتراك الذين يقاتلون في العراق، كانت الفرص أفضل لأنقرة للتأثير في تطورات المستقبل في هذا البلد وفي المنطقة.
المكافأة: مطالب أنقرة
طبقاً لهذه الأهداف تضع أنقرة نقاط التفاوض التالية في حوارها مع واشنطن، حسب ما تقوله مصادر في الحكومة التركية لستراتفور:
ـ الإبادة المؤكدة لوحدات حزب العمال الكردستاني وبنيتها التحتية في العراق، إما بواسطة عمل أميركي أو تركي، أو بمجهود مشترك.
ـ حراسة أميركية لخطوط الإمدادات التركية عبر المناطق الكردية إلي المثلث السني. ومن شأن هذه أن تكون بالإضافة إلي ضمانة مطلقة من واشنطن بأن الأكراد لن يحصلوا أبداً علي استقلال أمر واقع أو استقلال باعتراف قانوني.
ـ أن يكون العراق دولة متحدة ذات حكومة موالية للولايات المتحدة وموالية لتركيا، وينبغي أن يزيد دور التركمان في الحكومة العراقية.
ـ تأكيدات من واشنطن أو تعاون من جانبها، لتأمين أن لا تنقل السلطة إلي الشيعة العراقيين كعملاء لإيران، وأن لا يكون لطهران دور في العراق. وستطلب أنقرة من واشنطن أن تتخلي عن استراتيجية الاعتماد علي إيران والشيعة العراقيين كحلفاء أساسيين لها ضد حركة المقاومة السنية، وستحث أنقرة واشنطن علي أن تشغل تركيا هذا الدور.
ـ الحصول علي نصيب من صناعة النفط العراقية يكون الثاني من حيث الحجم بعد نصيب الولايات المتحدة. وبصفة خاصة فإنه يتعين أن يكون لتركيا رأي رئيس في كيفية معالجة النفط العراقي في الشمال وأين تذهب عوائده. وبالمعني نفسه يتعين أن تصبح المؤسسات التركية مشاركة رئيسة في صفقات النفط في الشمال.
ـ لا دور للعربية السعودية والدول العربية الأخري في مستقبل العراق. وهذا هدف تعتقد أنقرة أن واشنطن نفسها تسعي إليه.
ـ مزيد من المعونة المالية من الولايات المتحدة ومن صندوق النقد الدولي.
ـ شحنات جديدة بكميات ضخمة من المعدات العسكرية الحديثة للجيش التركي، وبتخفيضات كبيرة في أثمانها.
ـ ضوء أخضر للقوات التركية لمقاتلة الأكراد والعراقيين وإلحاق الهزيمة بهم إذا ما وقعت أية هجمات ضد خطوط الإمدادات التركية في شمال العراق. وهذه نقطة غير قابلة للتفاوض من الجانب التركي حسب ما قالته المصادر لستراتفور. فإذا ما هوجمت خطوط الإمدادات فإنه ستتوجب إقامة سيطرة عسكرية تركية علي تركستان العراق، والمرجح أن تقترح أنقرة إمكان أن تشارك فيها القوات الأميركية.
ـ يتعين أن تعمل القوات التركية في العراق تحت قيادة تركية، وإن كان من الممكن ان تنسق أنقرة مع القيادة اميركية بشأن عمليات مكافحة حرب العصابات.
وعلي الرغم من أن أنقرة تفهم أن مطالبها جسورة، فإنها تري أن الولايات المتحدة تستميت للحصول علي قوات تركية في العراق، معتقدة أن أحداً غيرها ـ ولا حتي تحالفاً يُجمع معاً من عشرات من الدول سيكون قادراً حقاً علي إعانة القوات الأميركية علي الأرض، إذا وضعت في الاعتبار الانقسامات العميقة بين أهداف ولغات البلدان المشتركة وخبرة الأتراك السابقة بالمناخ والتضاريس العراقية. فإذا ما قبلت واشنطن هذه الشروط ستجدد أنقرة تحالفها التام مع الولايات المتحدة، إنما علي أساس أكثر ندية من ذي قبل. وبالمقابل ستلتزم أنقرة تماماً بتهدئة العراق، إلي نقطة تتسلم فيها بالكامل من الأميركيين مسؤولية المناهضة لحرب العصابات من الأميركيين، ما يطلق سراح القوات الأميركية لتحقيق أهداف إسقاط قوتها في العراق. وبصفة أساسية فإن القوات التركية ستقوم بكل العمل القتالي بينما سترابط القوات الأميركية في العراق لأغراض استراتيجية. ولكن هذا سيكون الحال فقط إذا سلمت واشنطن بمطالب تركيا.
وجهة نظر واشنطن: تركيا أو الأمم المتحدة
ستكون المفاوضات التركية مع واشنطن بشأن الانتشار في العراق صعبة حقاً. فإن لواشنطن رؤيتها الخاصة للعراق، ولا يتناسب معها تماماً دور تركي مفرط القوة (من منظور واشنطن) وتسليم كامل بمطالب أنقرة. مع ذلك فإن المرجح أن توافق إدارة بوش علي معظم نقاط تركيا التفاوضية، لأسباب عديدة. من ناحية، إن الوقت الباقي لكي تقرر واشنطن كيف تهزم حركة المقاومة العراقية يمضي سريعاً، وقبل فرص إعادة انتخاب الرئيس جورج د. بوش تتضاءل الفرص بدرجة لا يمكن تعويضها، وقبل أن تصبح النفقات المالية للعمليات في العراق غير محتملة اقتصادياً. من سيكون قادراً وراغباً في أن يلعب في الوقت المناسب دور العامل الفاصل علي الأرض في العراق؟ بالتأكيد ليست هوندوراس. وحسب تفكير ستراتفور يبدو أن الجيش التركي وحده، الذي يملك ما يكفي من القوة عدداً وتدريباً ـ وكذلك باعتباره علي ألفة مع مسرح الحرب وتكتيكات حرب العصابات المحلية، هو خيار قابل للحياة.
وسيتطلب هذا أشياء أكثر كثيراً من نشر القوة المبدئية المؤلفة من ١٠ آلاف رجل، ولكن رئاسة الأركان التركية لديها خطة متابعة للتوسع السريع في وجودها العسكري في العراق. كذلك سيتطلب الهدف النهائي تضحيات بشرية كبيرة ومتواصلة، ولكن احتمال هذه التضحية بين صفوف الجيش والرأي العام التركيين أعلي مما هو بين الأميركيين.
وثمة سبب آخر لترجيح أن تقبل واشنطن معظم مطالب تركيا، وهو أن انتشاراً تركياً من شأنه أن يخلّص القوات الأميركية إلي حد كبير من الحرب، ما يسمح لها بأن تخدم الهدف الذي من أجله جاءت إلي العراق في المحل الأول: أن تسقط القوة علي بلدان أخري في المنطقة تعتبر خصوماً محتملين للولايات المتحدة مثل سوريا أو العربية السعودية أو إيران.
بالإضافة إلي هذا فإنه إذا سارعت واشنطن إلي عقد صفقة مع أنقرة، ستخلق الولايات المتحدة فرصة للتغلب في المناورة علي المعارضة التي تواجهها في مجلس الأمن الدولي بشأن العراق: فحين تنشر قوة ضخمة ـ من الجنود الأتراك المهرة علي الأرض تستطيع واشنطن ببساطة أن تلغي مسودة القرار الذي تطلب فيه تفويضاً من الأمم المتحدة بإرسال قوات أجنبية. ومن شأن هذا أن يحفظ إدارة بوش من أن تسلم سيطرتها علي العراق إلي الأمم المتحدة ـ علي الرغم من أنها ستضطر إلي إشراك تركيا في هذه السيطرة.
ومن ثم يبدو هذا ـ في عيون واشنطن ـ أهون الشرين.
بعد موافقة البرلمان التركي على ارسال قوات عسكرية الى العراق بطلب من الولايات المتحدة الاميركية تتالت عمليات الاحتجاج والتصريحات الرافضة لدخول القوات التركية للاراضي العراقية منها رسالة احتجاج على دخول القوات التركية موقعة من قبل ما يزيد عن الفي عراقي .
ولكن الرفض للقوات التركية لم يبقى منحصرا على تصريحات ورسائل احتجاج بل بدأ يأخذ عمليات ارهابية:
عقب موافقة البرلمان التركي على ارسال قوات عسكرية لمساعدة قوات الائتلاف في السيطرة على الامن في العراق قام ارهابيون باشعال النار في عدة اماكن في آن واحد في جزيرة بوركاز القريبة من اسطنبول مما ادى الى تحول هكتارات من الغابات الى رماد وحرق العديد من البيوت والمؤسسات واخلاء الجزيرة من سكانها. تبعه في اليوم التالي عملية تفجير في انقرا واليوم عملية انتحارية في مبنى السفارة التركية في بغداد ادت الى جرح ثلاثة من موظفي السفارة ومقتل شخص يعتقد انه الارهابي الذي كان يقود السيارة المفخخة وجرحى آخرين.
العراق مبتلى بجيران متعبين، بذلوا اقصى جهودهم لحماية صدام ونظامه، لم يفلحوا في انقاذه ولكنهم كانوا على استعداد فما ان سقط النظام حتى زجوا بالاف الارهابيين والمرتزقة المسلحين عبر الحدود الايرانية والاردنية والسورية و السعودية الى الاراضي العراقية مهمتهم اثارة اكبر قدر من الفوضى والصعوبات بوجه قوات الاحتلال، وبالفعل فقد عمت الفوضى والنهب والسلب في المدن العراقية بشكل لم يسبق له مثيل وهربت السيارات المسروقة والتماثيل البرونزية (منها تمثال السعدون وخفنا ان يسرقوا تمثال الحرية في البلد الذي افتقد الحرية منذ عصور) الى ايران وخزائن صدام وحاشيته الى سورية والاردن والنفط الى الكويت والامارات وكأنهم يعانون من شحة النفط لجشعهم.
ولكن تركيا البلد الجار الوحيد الذي لم نسمع بانه ارسل ارهابيين او سخر اجهزته الاعلامية لاحباط عملية التحول نحو الديموقراطية. بل ان قنوات التلفزيون التركية قبل وبعد العمليات العسكرية كانت تعرض برامج عن وحشية النظام البعثي وجرائم عدي بحق الرياضيين والشباب العراقيين والمقابر الجماعية.
تركيا واسرائيل في تحالف ستراتيجي مع الولايات المتحدة منذ ما يزيد عن خمسين عاما، وهي من دول حلف شمال الاطلسي. و تعتبر من اكثر الدول تضررا مما يجري في العراق ، حرب الخليج الثانية الحقت ضررا كبيرا في التجارة التركية الامر الذي دفع بالاتراك الى التركيز على السياحة. ولكنهم في الوقت نفسه يعملون على تعديل وتطوير قوانينهم و اجراءاتهم تماشيا مع متطلبات الاتحاد الاوربي.
و عانت تركيا كثيرا من العمليلت الارهابية في مناطق الجنوب الشرقي من البلاد التي يتركز فيها الاكراد وتفيد الاحصاءات الرسمية بان حصيلة الارهاب خلال العشرة اعوام الماضية تقدر بثلاثين الف ضحية اكثرهم من السكان المدنيين، ياتي الارهابيون من معسكرات التدريب في الاراضي السورية وشمال العراق مستفيدين من الفراغ الامني هناك. الكل يعلم بان افغانستان ايام حكم الطالبان كانت تنتج ما يقرب من ٧٠% من الاستهلاك العالمي للمخدرات وهذا الامر كان يشكل خطرا كبيرا على تركيا لانها تقع على طريق تجارة المخدرات بين افغانستان واوربا حيث السوق الرئيسية. كان على تركيا ان تتصدى لهذا الخطر لكي لا تستيقظ يوما لتجد بان المافيا قد سيطرت على كل اجهزة الدولة مثلما تسيطر الخلايا السرطانية على الجسم الحي.
بالاضافة الى مسألة المحافظة على وحدة البلاد، تركيا تشدد دائما على تامين وحدة العراق وعدم السماح لتقسيمه، وهي بالطبع تنطلق من مصالحها الاقليمية.
تخلينا عن الجري وراء الشعارات القومية و”امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة“ لاننا تعلمنا بدروس قاسية وباهضة الثمن بان الوطنية والانتماء الى العراق يأتي قبل كل شئ. لا اعتقد بان هذا يتناقظ مع شعورنا القومي، ان نبني عراقا ديموقراطيا فيه عدالة اجتماعية واحترام لحقوق الفرد سنشكل مثالا من شانه ان يعطي الامل للعرب والاكراد في دول الجوار. اعتقد بان على الاكراد ان يفعلوا الشئ نفسه، اما عراقيين او كردستان كبرى، لان الازدواجية وعدم اتضاح النوايا والمواقف من شانه ان يخلق عدم استقرار في المنطقة وعداء من قبل دول الجوار واتحاذ اساليب خاطئة من شأنها ان تصب في ساقية الارهاب العالمي.
الاحتجاجات على ارسال القوات التركية الى العراق لم توضح الاسباب كل ما نسمعه هو تصريحات بان هذه المجموعة او الجهة او اعضاء من جلس الحكم يعلنون عدم موافقتهم على تواجد القوات التركية، ان التواجد العسكري لاية جهة اجنبية ليس امرا يتمناه اي عراقي ولكنه كما نرى شر لابد منه، جره علينا صدام وعصاباته.
ساندنا الولايات المتحدة في حملتها ضد نظام صدام وانا شخصيا كنت اخاف من ان يتراجع الاميركيون بسبب الرفض الدولي ويتركون صدام في مكانه. وها نحن نرى بان الادارة الاميركية اليوم تواجه صعوابات جمة من نشاط الارهابيين داخل العراق ــ ونعلم بان تمويلهم ياتي من كل جهات ”المعسكر الآخر“ الذين عارضوا اسقاط صدام، ولم تكفي مئات المقابر الجماعية التي عرضت على شاشات العالم لتغيير موقفهم فرضا بانهم لم يكونوا على علم بها ــ
الولايات المتحدة طلبت من تركيا ارسال قوات عسكرية لمساعدة التحالف في الحفاظ على الامن من اجل البدأ بعملية التحول باتجاه الحياة الديمقراطية. قبل ان نبادر بالرفض علينا ان نفكر بالبدائل ان كانت موجودة : هل نقبل بالامم المتحدة التي ان ارسلت قوات حفظ السلام فانه سوف يكون على طريقتها التي لم تثبت اية فائدة في احسن الاحوال. ام نترك الامور تتفاقم كما حدث في لبنان ليأتي الجيش السوري بدولارات سعودية لينقذ الامة العربية من محنتها؟
حياتنا عبارة عن القرارات والمواقف التي نتخذها تجاه مستجدات الامور.
* نقلته كتابات عن صفحة النهرين الموقرة
تتحدث الصحف الإسر***لية والتركية هذه الأيام عن توتر في العلاقات بين البلدين سببته تقارير من المخابرات وردت إلى المسؤولين الأتراك عن نشاطات إسر***لية في شمال العراق، حيث ورد في تلك التقارير بان إسر***ليين بدؤوا بشراء الأراضي من الأكراد في المناطق الغنية بالنفط وبان شركات إسر***لية تنقب عن النفط هناك. واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإسر***لي في انقرا وابلغته بان تركيا منزعجة من النشاط الاسر***لي في شمال العراق. (١، ٢)
ماذا يحدث في شمال العراق ياترى؟ وهل هي فلسطين ثانية؟ هل هي إعادة لما حدث قبل ما يزيد عن خمسين عاما عندما كان اليهود يشترون اراضي وبيوت من الفلسطينيين باسعار مرتفعة قبل الاعلان عن تشكيل دولة اسر***ل؟ ترى كم من الويلات والتشرد وحمامات الدم سيشهد العراق الى ان ينفذ النفط من آبار العراق؟ هل ذكر لنا السياب في نبوئته كم من الرعد والبرق اختزنت ارض العرق؟؟(٣)
كيف انتزعت الكويت من العراق؟ لا احد يجرأ على تناول الموضوع لانه يثير فزع الكويتيين، ولكن العراقيين يعرفون بأنهم استيقظوا في صبيحة يوم على نبأ اعلان الكويت دولة مستقلة وباعتراف الامم المتحدة بها، مع ان الكويتيين عرب وليس هناك اسباب أثنية او طائفية لانفصالها غير النفط، لانه اسهل على الشركات المستثمرة ان تقتسم الواردات مع دولة لا يصل عدد نفوسها ١٥٠ ألف نسمة آنذاك والآن أقل من نصف مليون. لربما من الافضل ان نتنازل للشركات العملاقة عن النفط باكمله قبل ان يقطع العراق إلى دويلات صغيرة يسهل على الطامعين ابتلاعها.
المغامرون في السياسة كثيرون وهم الذين جروا على شعوبهم والشعوب الاخرى الكثير من الويلات والمآسي وغالبا ما تكون القوة الدافعة لاعمالهم مصالح ضيقة وانانية ولكنهم دائما يعملون على تجميلها لتظهر بشكل مبادئ ذات اشكال مختلفة ايديولوجية وقومية ودينية وعرقية. وهم يلجؤون في مساعيهم هذه الى الشعوذة حتى بالعلم.
لا ادري مدى صحة تقارير الاستخبارات التركية عن النشاطات الاسر***لية في شمال العراق ولكن شمال العراق يشهد عدد من التحركات والاعمال المريبة في السنوات الاخيرة ومما يزيد من مشاعر الارتياب هو انها تجري في صمت ولا احد يمسها او يتطرق اليها الى ان تستفحل ويتم وضعها امامنا على انها امر واقع. مثال على تلك النشاطات توجه مجموعة من الباحثين الى شمال العراق في عام ٢٠٠٢ لاجراء تحاليل (دي أن أي) لسكان المنطقة، في الوهلة الاولى ظهر لي بان الامر لا يتعدى تحريات عن مدى الضرر الذي لحق بالسكان من جراء استخدام صدام الاسلحة الكيمياوية ضدهم. (اسلحة صدام الكيمياوية كم هي تشبه افران هتلر!) ولكن فضولي الذي كثيرا ما يسبب لي الصداع دلني على هذا الموقع الذي يشير الى المهمة الحقيقية لمجموعة الباحثين تلك (٤)
حيث انهم اثبتوا بان الاكراد ما هم الا احد القبائل العشرة المفقودة من بني إسر***ل. لا انوي الخوض في جدل حول هذه النظرية، تبدو لي سياسية اكثرمن كونها علمية وربما تنبعث منها رائحة النفط، اترك البت بصحة النظرية لمؤرخينا.
ليس في نيتي التشاؤم ولا ترديد شعارات العداء لاية جهة ولكن ان كان هناك ستراتيجيون وحقوقييون واقتصاديون عراقيون فهذه دعوة لهم بان ينسقوا جهودهم في خطة عمل من اجل التحقق في ما يجري ومحاولة التصدي لاية خطط وجهود من قبل مغامرين لا يهمهم ان يلحقوا الضرر بوحدة ومصلحة العراق وشعبه من اجل منافع ضيقة الافق .
مصادر الخبر:
(١) http://www. arabynet. com/SITE/TEMPLATE/DOC_VIEW. asp?did=٩١٤٧٤
(٢)http://www. ntvmsnbc. com/news/٢٤٠١٢٧. asp
(٣) “اكاد اسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
حتى اذا ما فضها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود في الوادي من اثر
اكاد اسمع النخيل يشرب المطر
واسمع القرى تئن والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع
عواصف الخليج وينشدون
مطر. . . مطر. . . مطر
(٤)http://www. eretzyisroel. org/~jkatz/kurds. html
يتّسع يوماً بعد يوم مأزق الهوية عند الجماعات العراقية، الذي سيشكل نقطة تحول في دور العراق الاقليمي، لا سيما بعد المصادمات الدامية بين الاكراد والتركمان في بلدة <<توزخورماتو>> القريبة من كركوك، بعد استباحة الهويات دماءها من دون هوادة، ودخول العامل القبلي المذهبي العرقي بيت الهوية ليعتاش على خرابها. وهنا تطرح هذه المحنة اسئلة عدة، بل تطرح مفاصل اشكالية معقدة اهمها: ما هو حال الهوية العراقية قبل عصر الفيدراليات؟ وما هو دور مجلس الحكم العراقي في إعادة صياغة الهوية العراقية وفق اشكالية تشكيله الملتبسة؟ ولماذا جاءت صرخة المرجع الديني العراقي الأعلى سماحة السيد علي السيستاني: إن الخطر الاكبر الذي يواجه العراق هو محو هويته الثقافية؟
إن تفكيك الهوية العراقية لمصلحة هويات مذهبية عرقية كان سابقاً لاقتتال الجماعات العراقية من خلال ثقافة التعريب والازاحة السكانية (الديموغرافية)، خصوصا بعدما الغم البعث العراقي نظام الهوية سواء في موروثه قبل العصر الجمهوري او في العصور اللاحقة، بحيث اصبح مصطلح الهوية ملتبسا لا يتضمن خطابا فكريا متراص البنى بقدر ما كان تعبيرا عن الضرورات السياسية اليومية التي تمليها مصالح النظام البعثي الذي استلم السلطة في العراق سنة ١٩٦٣، واتبع عملية هندسة سكانية واسعة النطاق شملت وضع العراقيل امام نقل اي كردي وتركماني الى كركوك، وتسهيل نقلهم خارجها، وتشجيع العرب على الانتقال الى كركوك ومنحهم التسهيلات لذلك، وهو ما أفرغ المجتمع العراقي من مضامينه المجتمعية لمصلحة هوية عنف وانقضاض صاخبين على الذات الثقافية والحضارية.
صحيح ان نظام صدام، الذي استلم الحكم منذ السبعينات لم يكن لوحده صاحب هذه المآزق في الداخل العراقي وان كان يتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها، الا ان المفاهيم العروبية المبنية على اللغة، والدين، والعنصر، التي روّج لها ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار كانت القاعدة التي أسست مآزق الجماعات العراقية، وعمليات التطهير العرقي، فقد كانت العروبة بوابة الرابطة المذهبية العرقية التي حركت العصبيات داخل المجتمع العراقي الفسيفسائي المكوّن من أكراد، وآشوريين، وتركمان، وكلدان، وعرب. . ، وقد كانت تسميات كردستان، وأشورستان، وتركمانستان، بنات خرافة <<لا واقع يسندها، غير واقع الجهل، والتعصب، والتخلف>>، على ما كتب الباحث هنري حاماتي في كتابه <<جماهير وكوارث>>.
في هذا السياق يجب قراءة مسألة الفيدرالية التي يسعى مجلس الحكم الانتقالي الى تطبيقها، والتي لن تكون سوى اسلوب لإضعاف العراق وتقسيمه والسيطرة عليه، وجعله نموذجاً ينسحب على المنطقة بكاملها، لكي تغدو دولا طائفية، ومذهبية، وعرقية، وتكون <<الدولة اليهودية>>، كما سمّاها جورج بوش، جزءا من شرق اوسط جديد، تتسيّد عليه، وتغذي اقتصادها منه، خصوصا وان الجغرافية والتقسيم النفسي، والمؤثرات الخارجية، تنبئ كلها بأن الحساسيات اصبحت مؤثرة أكثر في العراق، وهي لن تساعد على الوحدة ضمن التنوّع، والتنوع في اطار الوحدة. إذ ثمة وقائع تؤكد حالة التوتر بين العرب والأكراد، وهي قابلة للانفجار في الشمال العراقي، مع ملاحظة ان الاحداث بين الاكراد والتركمان في منطقة كركوك اخذت طابعا مذهبيا عرقيا، حيث كانت الجهة المعنية فيه هي الجماعة التركمانية الشيعية، علماً ان هناك مجموعة كردية شيعية كبيرة تعرف بالأكراد الفيلية منتشرة في المناطق ذاتها.
والاكراد الذين ينسقون مع الاميركيين داخل مجلس الحكم، يطمحون علناً الى تغيير شكل الدولة العراقية، وهوية النظام السياسي من دولة قائمة على المركزية الشديدة الى الفيدرالية، وهم لذلك يجتهدون لكي يقنعوا واشنطن بوجهة نظرهم، ويحموا <<دويلتهم>> من العواصف التركية، وفي هذا المناخ دعا حزب <<مؤتمر حرية كردستان>>، في اوبيل الى فصل شمال العراق عن بقية البلاد، والقضاء على آثار التعريب. معتبراً ان تشكيل دولة كردية مستقلة، عن طريق اجراء استفتاء عام واجب تاريخي، وما يؤكد هذا التوجّه رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود البرزاني رفع العلم العراقي في مناطقه بدل العلم الكردي، وذلك في بادرة خطيرة ولا تشرّف من يمثل العراق في المحافل الاقليمية والدولية (هوشيار زيباري(.
وفق هذا الواقع تشكّلت <<الهوية الكردية>> بفعل احساس الأكراد المتنامي بأنهم ضحية <<قومية كبرى>> تضطهدهم، في وقت غاب احساس الاضطهاد هذا شن الاكراد، حين اتبعوا سياسة تكريد بحق الجماعات التي تواجدت في مناطق سيطرتهم. . ، بل ان جلال الطالباني (زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني) ذهب أبعد من ذلك حين دعا العرب المقيمين في تلك المناطق الى الرحيل، وكأن شمال العراق ارض سائبة يتصرّف بها كل من البرزاني والطالباني، كما يحلو لهما بدون رادع اخلاقي او حقوقي، وهو سلوك يستحق الإدانة ممن يفترض انهم يحكمون العراق اليوم.
ما تكبده التركمان وأبنائه من جراء جرائم جلاد صدام ولد في نفوسهم إشمئزاز، والتركمان منذ أن وجدوا على أرض العراق لم يعرفوا الحقد والطائفية والعنصرية، ولم يختاروا العنف وسيلة، والسلاح أداة لقتل الأبرياء من العراقيين ولم يختاروا الإرهاب سلوكا للتعبير عن مواقفهم وتحقيق غاياتهم السياسية، وقد أراد المجرمون والخونة من نظام صدام وغيرهم تحقيق مكاسبهم وأمانهم وأستثمار قدرتهم الإجرامية في تدمير اكبر عدد ممكن من الشعب العراقي ولحسن الحظ لم ينجح جلادوا هذا النظام في محاولاتهم الإرهابية للقضاء على الشعب التركماني.
(وقد أراد نظام العفلقي إغتيال كل ما هوالتركمان على وجه الأرض، وليس ما جرى في عهد نظام الدكتاتور صدام الا أنموذجا من الإرهاب والإجرام الذي تجاوز كل الخطوط وصار معالما ّ من معالم الإنفلات الأمني الذي كان واضحا، إن الجلادون سيقودوا الشعب العراقي إلى كوارث كبيرة ومنها إغتيال مناضلين السياسين من التركمان وغيرهم من العراقيين التركمان في العراق وإن التركمان كانوا ولا يزالوا يمثلون شريحة حضارية متقدمة مطورة، وتجاهل نظام الدكتاتوري صدام حقوقهم الثقافية، والإدارية، والسياسية وإن إستمرار تجاهل الحقوق المشروعة للثقل التركمان في العراق من قبل بعض الشوفينيين سوف لن يكون الإستقرار، والسعادة، والعيش للعراقيين كافة.
وترتيب البيت التركماني في ظل المتغيرات الجديدة في العراق بعد سقوط الطاغية إيجاد أفضل الوسائل لوصول الى مكانهم الطبيعي في المجتمع العراقي متأكداّ هويتهم التاريخية، والعلمية، والثقافية ضمن الوطن العراقي المحرر أن يكون المساواة في الحقوق بين القوميات الرئيسية، ولتثبيت ذلك دستورياّ.
و ان يكون التعاون، والشراكة، الإدارية، والسياسية حسب نسب السكانية، وإجراء إنتخابات تحت إشراف أمم المتحدة.
وأن يكون التعليم كل القومية بلغته، وتشكيل مجلس الوحدة الوطنية مع مراعاة وأعطاء كل مذهب حقه وإقرار حقوق كل القومية على وحدة مع التضامن، ووحدة المجتمع العراقي في جميع المناهج وإن التركمان يريدون الخير والسلام والأمان للجميع ولماذا هذا الحقد والقسوة التي يعامل بها تركمان العراق من قبل أنظمة متعاقبة ولا ندري من أين؟ ينبع ومن أين؟ يأتي هذا الحقد على القومية التركمانية ولماذا هذا الأنانية والكراهة والتعالي تجاه الشعب التركماني، وهم يتمتعون بالثقافة وبالعلم وبالتأريخ معروفة من قبل كافة الشعوب العالم، وهم يحترمون القوانين وأعراف الدولة، وهل ذنب التركمان هو إنهم يتكلمون اللغة التركية نعم هذا هو الحقيقة إنهم جزء من القومية التركية ولهم التأريخ ولهم الدول الكثيرة والأمبراطورية الذي أساسها عبر طوال من السنين وقبل الميلاد.
إن التركمان هم عراقيين حقيقين ومطالبهم من الدولة العراقية الحفاظ على هويتهم القومية وتأريخيهم وترابهم، ويريدون العيش في ظل الديمقراطية وحقوق الإنسان، شأنهم كشأن سائر القوميات أخرى أن مطاليبهم هو الحصول على كافة الحقوق، لأن التركمان منذ ثورة ۱٤ تموز ۱٩٥٨ وما قبلها وألى يومنا يذوقون مرارة الحياة وإنهم تعرضوا لأبشع صنوف التمييز العنصري والممارسات اللاأنسانية الذي مارسته الأنظمة بحق التركمان وحملات الإعدام والإعتقالات والإبادة الجماعية، ولا يزال آلاف من التركمان في قائمة المفقودون مع التعريب في مدن التركمانية والتهجير القسري لحقهم، وحتى الدستور العراقي في نظام البائد جلاد صدام أزال كلمة التركمان من دستوره غير إنساني والتي نصت العرب والأكراد شركاء في العراق، هذا وهم والخيال للذين ينسون الشعب التركماني وهم عراقييون جيدين خيرين وحقيقيين ولهم خصوصيتهم في العيش وفي الحياة.
ولا زال التركمان يتمنون ويرغبون إقامة نظام دبمقراطي قائم على إحترام حقوق الأنسان متضمناّ معه تعددية حزبية مع تأمين سلامة أرواح حياة كافة التركمان مع تمثيل التركمان في البرلمان والوظائف الحكومية حسب تعدادهم مع منحهم حرية التعليم والتعلم بلغتهم وتطبيق الحقوق الثقافية للقومية التركمانية.
وفي المنلطق الأمنة خاضعة تحت سيطرة المعارضة في شمال العراق تبرز أهمية الديمقراطية طبقت وتم إعلان أحزاب التركمانية عديدة ذات إيديولوجيات مختلفة وظهرت كذلك الأحزاب السياسية أخرى وتوحدت إستراتيجية بعض الأحزاب التركمانية الموحدة وأنبثقت في ۲٤/ ٤ / ۱٩٩٥ الجبهة التركمانية العراقية وحققت في فترة قصيرة مكاسب عديدة وإنجز كبير لشعبنا التركمان مع مؤسساتها التربوية، والصحية، والإعلامية، والثقافية، والسياسية، وإن الجبهة التركمانية العراقية تناضل من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التركماني متابعة النهج الوطني لسياسته والتلاحم الكفاحي من أجل قضية التركمانية العادلة ولفترة من ۱۳ / ۱٥ من شهر أيلول وبرعاية الجبهة التركمانية العراقية حضرها عدد كبير من التركمان ومن كافة أرجاء العراق تم بحث كيفية السبل الكفيلة وفي ظل المتغيرات الجديدة بعد سقوط جلاد صدام تحت مناقشة كل الأمور المتعلقة للشعب التركماني، وتأكيد هوية التركمان التأريخية، والثقافية، والأدبية ضمن الوطن العراقي المحرر من الخائينين والجلاوزة والمجرمون وكان في حضور المؤتمر عدد كبير من الضيوف من الدول وفي جو ديمقراطي أخوي جرى الترشيح الإنتخابات رئاسة الجبهة التركمانية العراقية، وكان السيد الأستاذ الدكتور فاروق عبدالله عبدالرحمن ممن إنتخاب برئاسة الجبهة التركمانية العراقية، وهو نجل الزعيم الوطني القائد المعروف الشهيد التركماني عبدالله عبدالرحمن رئيس نادي الأخاء التركماني في بغداد أعدمه الظالم الطاغية صدام مع مجموعة القادة من خيرة المناضلون التركمان هم الدكتور الوطني نجدت قوجاق، الدكتور رضا ده ميرجي، والوطني عادل شريف.
وفي هذا عهد الجديد سوف يدافع التركمان مع رئيس جبهة التركمانية المناضل الدكنور فاروق عبدالله عن حقوقهم، وحقهم المشروع وعن شرف وكرامة لخدمة هذا الشعب الذي عنى كثير من الظلم. . .
وسوف نعامل معا على وحدة أراضي وشعب العراق، ولأن العراق منذ آلاف السنين هو وطن للتركمان ولخيرين ولمخلصين، وإن التركمان لم يكون في النزاع مع أية قومية وإعتادوا على التلاؤم والعيش في السلام والآمان والحب. .
وإن التركمان منذ زمان أعطوا دمائهم وأموالهم من أجل وحدة تراب العراق. ، والتركمان معروفون بوطنيتهم ولن يتخلى عن وطنهم الأم مهما كان الأمر ويطالبون بحقوقهم الثقافية، التأريخية، الإجتماعية، والسياسية ضمن عراق حر، دميقراطي موحد. .
|