شعب التركمان. . تماهي في محبة الأخر وإنسانية موصولة والتصاق بالأرض
الشعب التركماني الذي هو من أرومة اثنيه شهيرة استمر في وجوده القومي والمجتمعي منذ مئات السنين الى اليوم وينتشر على مساحة أراض عدة دول في آسيا، وتعرض هذا الشعب القدير الى تراكمات من البطش الصدامي وقبله من جملة من الغزاة والمتدخلين، واليوم يتهدده الغزو الإسرائيلي لتسليم وطنه الى آخرين بقصد التهجير وتشريده ليسجل لا سمح الله قصة جلاء ثاني في المنطقة عن وطن وتراب ذاخر بقصص الإخلاص للناس ولسلام المجموعة البشرية.
لم يكن الشعب التركماني في حياته الحافلة عدوانيا أو مبغضا للآخر، بل على العكس تماما كان ولا يزال تجسر مع الأخر، في سبيل التعايش والسلمية، والأحداث في شمال العراق اليوم، ومنذ العبث الصدامي بمقدراته وقوامه يؤكد انه على العهد السلمي ماضيا الى الأبد، فلا إساءة ولا عدوانية، بل تماهي في شعوب المنطقة وحب للآخر يطغى على نظامه النفسي والروحي المتجدد.
ان اختلاط المفاهيم ومعايير الديموقراطية وحقوق الإنسان من جهة الى أخرى خاصة في عراق اليوم والشرق الأوسط والعالم حيث صراع المصالح، وتغييب مصالح الناس والبسطاء والشعوب، وبعد ان باتت المفاهيم والمعايير في خطورة الوقوع في مستنقعات الساسة فقط، باتت وأضحت هرما مقلوبا، لاسيما بعد سقوط النظام السابق في العراق الذي نال التركمان منه – كما نال من المواطنين الاخرين ـ الشيء الكثير. . كالسجن والإعدام والتشريد و التهجير ومصادرة الأملاك، اضافة الى سحب حق التملك أو التصرف بالأملاك والعقارات، كل ذلك كان دفع بالتركمان اليوم الى مراجعة الموقف بصورة جادة والإعلان عن أنفسهم واحولهم ورغباتهم وعدم الإبقاء عليها في طي الكتمان حفاظا على الهوية والأهداف ووحدة الوطن العراقي الواحد.
ولكن، رغم التاريخ الطويل المشرف لتركمان العراق الذين وجدوا في القسم الشمالي من بلاد الرافدين كمجموعة بشرية كبيرة. . . فان صفة الشعب المتعب لا زالت لاصقة بهم لصوق الأب بابنه والشعب بأرضه والأرض بعناصرها، وهو الأمر الذي يفسره انعدام شكل التعددية في الفسيفسائية العراقية مع الأخر، أو الديمقراطية الكاملة أو روحية إحقاق الحقوق للأخر، وأنا عندما اطرق هذا الباب لا اقصد جميع العراقيين بل، إنما، البعض من السلطويين والمتسلطين الخارجين على سرب الجمع والوعي المجتمعي وعواطف الأغلبية الناسية.
فإلى شعب التركمان وأرضهم وقضيتم تحية من الاردن وطن التعددية في كل اتجاه، واليهم تعاطفنا وتضامننا.