(ف. س. صالح ) مواطنة تركمانية الاصل وهي من مواليد اربيل وتزوجت عام ١٩٦٤ من احد مواطني مدينة كركوك وانذاك تم تحويل قيد سجلاته في دائرة الاحوال المدنية و منحت بطاقة جديدة. ومن ثم رزقت باربعة اطفال. وبعد احداث عام ١٩٩١ في الانتفاضة هربت الى مدينة اربيل مع اطفالها وهي ارملة بعد وفاة زوجها. خوفا من بطش النظام البائد انذاك. بعد أن شاهدت أن لافرق بين النظامين!! ومن ثم ضاقت بها وباطفالها العيش في المدينة وهربوا الى تركيا ومن ثم الى اوروبا.
عادت هذه المواطنة قبل اسابيع الى مدينة اربيل بعد كل هذه السنوات في بلاد الغربة لزيارة الاهل والاحباب. وكانت تملك بيتا مؤجرا وفكرت ببيع البيت وشراء اخرى في حي جديد. ولانها فقدت كافة المستمسكات من هوية الاحوال المدنية والجنسية العراقية. طلبوا منها في دائرة الطابو مراجعة دائرة الاحوال المدنية لاستخراج بدل ضائع.
ذهبت المسكينة الى دائرة الاحوال المدنية في اربيل وكانت كافة السجلات موجودة ولكن لم يفعلوا لها أي شيء لان المعلومات تشير بنقل قيدها الى مدينة كركوك. وعملوا لها كتاب رسمي الى دائرة الاحوال المدنية في كركوك حول ا لموضوع. وسافرت الى كركوك وهي كل الامل ان تنجز المعاملة بسرعة وتزور الاهل والاصدقاء في المدينة بعد كل هذه السنوات من الفراق..
راجعت الدائرة ولم تجد اسمها في السجلات ولا في القيود وقالوا لها ان اسمها او اسم زوجها المتوفي او اطفالها غير موجود اصلا في سجلات كركوك!!! وتعجبت في الامر وهل معقول بعد العيش في مدينة كركوك مع زوجها واطفالها لمدة اكثر من عشرين سنة وفي زمن صدام بالذات بدون قيود؟
وطلبت التاكد في الموضوع. ولم تفعل شيئا وعادت الى اربيل مع كتاب رسمي. وباختصار هي بقيت حائرة بين كتابنا وكتابكم لمدة اكثر من شهر بين مدينتي اربيل وكركوك ولم تحصل على أي شيء!!
وفكرت في أمر اخر هي كانت موظفة في احدى دوائر الدولة في اربيل. فذهبت الى الدائرة لتجد بعض الموظفين والموظفات القدماء وطلبت اضبارتها عسى ولعل تجد نسخة طبق الاصل من هوية الاحوال المدنية او الجنسية العراقية. ولكن بعد بحث طويل لم تجد ماتؤكد وجود لاصل الاضبارة ! وبقيت حائرة وذهبت لمراجعة المدراء في دائرتها. فقالوا لها هل لديك دليل على انك كنت موظفة هنا ؟؟ طيب اذا كانت الاضبارة مفقودة. اين الدليل؟ ولم تحصل على شيء رغم توسط اصدقائها من الموظفين وعادت حائرة ماذا تفعل؟ وطلبوا منها جلب الجنسية العراقية لاحد اقاربها حتى يتمكنوا من عمل شيء لها..
ومرة اخرى بدءت رحلة الصيف والشتاء بين اربيل وكركوك!! وفي احدى المرات القيت القبض عليها في احدى نقاط التفتيش التابعة لعصابة مافيا البارزاني. بحجة وصول معلومات لهم انها تعمل جاسوسة؟
مع من؟ ولمصلحة من؟ وعلى ماذا؟ هذا العلم عند الله سبحانة وتعالى وجماعة البارزاني!! واقتيدت الى دائرة (الكلاوات و السختة) في اربيل وبقيت هناك الى وقت متأخر وأطلقت سراحها بكفالة!!
وبعد خروجها اوكلت لنفسها محامي و راجعت المحافظ في اربيل وشرحت لها الموضوع بالتفاصيل والظلم الواقع عليها. والمحافظ اخذ التلفون وخلال دقائق وجدوا الحل للموضوع. وطلب شخص المحافظ الذهاب الى دائرة الاحوال المدنية في اربيل.
وبالفعل ذهبت واخرجوا لها الجنسية العراقية وهوية الاحوال المدنية خلال دقائق!!!!
بيت القصيد هنا.. لماذا لم يفعلوا لها شيء في كركوك ؟؟ ولماذا بالذات في اربيل؟؟
انا اقول لكم باختصار.. جميع المعلومات موجودة في دائرة كركوك. ولكن جماعة الاكراد لايريدون فتح السجلات القديمة والبحث عن أي مواطن تركماني هاجر الى الخارج. كل ذلك للتقليل من أصل وجود التركمان في المدينة!! والذي اصله كردي اسمه موجود من زمن الملكية!! والتركماني يطلبون منه البحث عن سجلاته في (خاصه صويي)!! او مراجعة دائرة النفوس في سلوبي ( تركيا )!!
هؤلاء يلعبون بالسجلات حسب مصالحهم. ويضحكون على المواطنين بدون حق. وكل مواطن ترك مدينة كركوك لا أصل لسجلاتهم!!
والسؤال المنطقي هنا. ياترى مافائدة الاحصاء ولجان الاحصاء المزمع قريبا البدء بالاعمال؟ اي دور سيكون لموظفي الامم المتحدة مع هؤلاء؟؟
وهكذا عادت المسكينه الى اوروبا. بعد ان صرفت مبلغ كبير من المال من اجل اثبات عراقيتها فقط!!
وقالت يمكن في المرة القادمة يقولوا لي: أصلك من موزمبيق!!!