ثقافة الشتائم والتهديد في مقالات بعض كتـّاب مواقع الأنترنيت
نقرأ على صفحات الأنترتيت وعلى المستوى اليومي مقالات متنوعة لكتّاب عراقيين وهم كثيرون يختلفون في أهتماماتهم الفكرية و ميولهم وأتجاهاتهم ورؤاهم وتفسيراتهم وتحليلاتهم للأمور وأساليبهم في طرحها وأيصال أفكارهم الى القراء وفقا الى عوامل كثيرة منها المستوى الثقافي والتخصص، والخلفية التي ينطلق منها. . والخ. . . وأكثرهم يجيد التحدث في مواضيع خاصة بأصالة وبعمق متميزين أو يتطرق الى أمور وطنية مختلفة عامة أحسن الحديث تنفع الأخرين، وهي تصب جميعا في خدمة البلد والأوضاع الراهنة فيه وعن معاناة العراقيين بشكل عام. ومنهم كتـّاب مفـّكرون وأكاديميون ذات مستوى رفيع في الثقافة والعلوم وفي الفكر والدين ولهم مؤلفات ونشريات وكتب ذات وزن في داخل البلد وخارجه ومعروفون من خلال كتاباتهم ومؤلفاتهم حتى قبل ظهور الأنترتيت. وجميل أن نعي الحقائق ونتعلم منهم ما نجهل ونستفاد من فكرهم ويستمر التواصل مع أهلنا ووطننا والدفاع عنهم. . . من أجل تصحيح الأوضاع الغير الطبيعية هناك ولتحقيق مصلحة البلد المحتل في ظل الظروف الأنتقالية التي يعيشها العراقيون. مثل هذا النوع من الكتـّاب والمثقفين، وأكثرهم هجر العراق نجاتا من الأضطهاد الفكري وخلاصا من القمع السلطوي يعتبرون مفخرة للبلد وللشعب العراقي ونبراسا لغيرهم للتنور به.
وللأسف الشديد هنالك نوع ثان من الكتـّاب نبغ فعلا في ثقافة السب والشتم والقذف والنقد اللاذع والأهانة واستخدام الأساليب الرخيصة في نقد ومعادات الكتـّاب الأخرين وأعتبارهم خصوما بل أعداءا أحيانا للنكاية بهم وتجريحهم للنيل منهم. فيتعمّدون التهجم بشكل وضيع جدا وهو أسلوب لا يليق بهم خصوصا وأنهم يدعـّون بالثقافة وينادون بحرية التعبير عن الرأي- ولا تليق بتاتا بالكتّاب الخيّرين موضوع التهجم. وأهداف هؤلاء النقـّاد من مثل هذه الأساليب الرخيصة في أيصال أفكارهم هي انها لا تعدو اما تزلفا لكبار سياسييهم ولرؤساء الأحزاب أو الجهات التي تدفع لهم دفاعا عن مصالحهم الضيقة وطمعا في نيل بركاتهم والحصول على بعض الأمتيازات منهم، أو بسبب الغيرة والحسد لدنو المستوى الثقافي لديهم ومن ثم فشلهم في ممارسة الحوار الهادف و في مجارات الواقع والحقائق التي يتطرق لها الكتّاب الآخرين. وتأخذ عصبية بعض هؤلاء النقـّاد فيذهب بعيدا جدا ويتجرأ – وبكل وقاحة وصلافة – الى تهديد الكتـّاب بالقتل والتصفية الجسدية وغير ذلك من الأساليب البوليسية والعنتريات والبهلوانيات!!! وقد قرأنا مقالات هـّدد نقّادها لا الكتّاب فقط بل مدراء المواقع و مواقع الأنترنيت ووصفوها بنعوت غريبة لا صلة لها بالحقيقة ولا تحتمل أطلاقا لمجرد نشرها مقالات لا تعجبهم! نعم التهديد بالقتل والتصفية الجسدية ووصفهم بالعمالة والتجسس ومن دون أدنى دليل. . وبمسميات عجيبة وغريبة ومن دون ÷دنى تردد!!. وذلك في محاولات لمنعهم من ممارسة حق الحوار الهادف ومن كشف الأكاذيب وعورة سياسييهم الذين عاثوا في أرض العراق الفساد. . . بغية أيقافهم عند حدهم في كتابة حقائق الأمور.
وفي كلتا الحالتين. . فأن مثل هذه الأساليب الرخيصةهي أساليب حمقاء وغير حضارية وتصّنف ضمن الدكتاتوريات التي سئمنا منها و تعني سياسة الغاء الطرف الآخر وسياسة فرض الرأي بتعصب أعمى. وبأختصار شديد تسمى بسياسة قمع الأفواه وكتم الأنفاس. وتدل أيضا على ضعف الحجـّة والبرهان وضحالة الفكر و ضيق التفكير وعقمه لدى هؤلاء النقّاد وعدم قدرتهم على مجارات الواقع وتحّمل الحقائق الواضحة فيلجأون الى ممارسة سياسة الأضطهاد الفكري لأسكات الآخرين وتخريصهم! ومن ثم يسيئون الى أنفسهم ويقحمونها في متاهات تضرهم أنفسهم أولا ويدخلون كذلك غيرهم في لغو هم والقراء في غنى عنه تماما. وهي أيضا تعتبر في نظر القوانين الأوربية أعتداء واضح وسافر على كرامة الآخرين بأمكان القضاء ادانة المعتدين بها أذا تم أتخاذ الأجراءات القانونية اللازمة حولها.
فالأختلاف في الرأي وفي الفكر يعتبر ظاهرة صحية جيدة لا يعني بأي حال من الأحوال و يجب أن لا يؤدي الى العداء بين الناس يصل الى حد استخدام عبارات الشتم وكلمات السباب الوضيعة والتهديد بالقتل. فالبشر ليسوا مشربا واحدا ولا موقفا واحدا ولا لهم رؤية واحدة تجاه الأمور. (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) هود (١١٨-١١٩). والقراء ليس بودهم قراءة عبارات وضيعة لا وزن لها ولا رغبة لهم في تعـّلم كلمات السباب والشتائم وعبارات التهجم.
أن مثل هذه الظواهر المريضة لهؤلاء النقـّاد تناقض جميع مباهج الحضارة والديمقراطية والحريات التي يتشدق معظمهم وينادي بها. . . فقط وبدون أيمان ولا قناعة. . ويجهل كذلك تطبيقها. ولا أود هنا ذكر أسماء هؤلاء الكتـّاب الذين تهجموا على غيرهم مرات عديدة ولا الذين هـّددوا غيرهم تفاديا لتجريحهم عساهم يراجعون أنفسهم وينقدونها ويصححون أخطائهم قبل نقدهم الجارح لغيرهم و و لعلهم يتجنبون تجريح الآخرين ويتوقفون عن تهديدهم. وياليتهم يراجعون مقالاتهم وينقـّحون كتاباتهم مرات عديدة قبل أرسالها الى مواقع الأنترتيت للنشر تفاديا للأضرار بالمعنيين وبالقراء. فأن كان بأمكان هؤلاء النقاد من الرد على الكتّاب المتميزين والتحاور معهم بأساليب فكرية وحضارية وفلسفية وعلمية رزينة ومحترمة لكي ينالوا احترامنا. . . فلا بأس، والاّ فما عليهم سوى السكوت وأحترام النفس والكف عنه، وأود تذكيرهم بقول الله عز وجل "وجادلهم بالتي هي أحسن. أن ربك أعلم بمن ظّل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". أما مقالات التهديد والوعيد بالقتل والتصفيات التي نشرها (البعض) وهم معروفون جيدا. . فأنها محفوظة لدينا كأدلة جنائية ولدى جميع الكتّاب المعنيين الذين تعرضوا للتهديدات. . . وستستخدم كأدلة دامغة ضدهم في محاكم خاصة. وهنالك لجان نشطة عديدة للدفاع عن حقوق الأنسان في أوربا –يجهلها البعض - وهي لجان مستقلة عن تأثير حكومات دولها تتمتع بقوة أعلامية وتأثير كبير على القضاء والسلطات تستطيع أتهام وأدانة المعتدين قد تصل الى حد محاكمتهم ومن ثم تجريمهم أينما كانوا.
بأختصار شديد أوّد تذكير من يهمهم الأمر بقول أحد شعراء المهجر:
لا تقل عن عمل ذا نــاقص جيء بأوفى ثم قل أكمل
وأقول لهم. . . كفانا ما نحن فيه في العراق من بلاء الدكتاتوريات الغاشمة ونقمة الأحتلال والمحتلين ولا طاقة لنا من تحمّل توافه الأمور أكثر مما يجب. . . والرجاء مراجعة النفس وتطهيرها من الحقد والبغضاء والشوائب ونبذ أساليب الجهلة والقراصنة التي لا تؤدي سوى الى المزيد من العداء والدمار والهلاك أن كنتم تريدون مصلحة البلد.