سكان كركوك يهددون بإضراب شامل بعد العيد ويطالبون برحيل قوات البيشمركة منها
شهدت كركوك مسيرة ضخمة بعد صلاة الجمعة المنصرم شارك فيها التركمان والعرب بطائفتيهما
الشيعية والسنية. وقد عبر المشاركون في المسيرة عن استيائهم من وجود قوات
البشمركة في كركوك رغم الاتفاق على مغادرتها و مدينة كركوك وتسليم الامن الى الشرطة
المحلية المشكلة من كافة القوميات والطوائف في كركوك. لكن القوات البشمركة
الكردية الموالية للاحتلال تصول وتجول في المدينة بزي الشرطة المحلية في النهار مما دعا مسؤولو الجبهة التركمانية الى التعبير عن استيائهم لقائد القوات الامريكية من الانتهاك المستمر للأتفاقية المبرمة مع الادارة الأمريكية في المدينة الامر الذي اغضب المسؤول الامريكي ورد على التركمان بعصبيةقائلا : انكم تتعاونون مع الشيعة من جهة والعرب من جهة وتشكوننا في المحافل الدولية بشكل مستمر.
وترك قاعة الاجتماع في اشارة واضحة لانحيازه الى الأكراد
معربا عن استيائه من وطنية التركمان. مما يكشف النقاب جليا على
ان الفصيلين الكرديين البرزاني والطالباني يحددان السياسة الامريكية في
كركوك في مقابل تعاونهم التام مع قوات الاحتلال والمشاركة في توفير الحماية
لهم وطالب المشاركون في المسيرة برحيل تلك القوات القادمة من اربيل والسليمانية
وهددوا باضراب عام ان لم تغادر تلك القوات المدينة ويشمل الاضراب المزمع القيام به
بعد عطلة العيد طلبة المدارس وموظفي القطاع العام. وحسب شهود عيان فان قوات
البشمركة عادت لتظهر في المدينة في الساعات المتاخرة من الليل برغم سريان قرار
منع التجول المطبق من قبل قوات الاحتلال من الواضح ان الايام القادمة تحمل في طياتها مستجدات كثيرة في كركوك الامر الذي يقلق كافة الجهات في المدينة ومنذرا بايام حبلى بالمشاكل في كركوك مدينة التاخي
التي عاش فيها سكانها ذات التركيبة المشكلة من قوميات وطوائف عديدة جنبا الى
جنب لقرون لم يتخللها الا بعض المشاكل المثارة من حكومات او احزاب او مجموعات
شوفينية من خارج المدينة لتغيير الواقع الديمغرافي للمدينة ولعل اهم سبب في ذلك
كون كركوك مدينة غنية بالنفط وقوع كركوك في الحد الفاصل بين الاكراد في الشمال
والعرب في الجنوب
بدأت جريدة (البشير) بالصدور في مدينة "بغداد" عاصمة الجمهورية العراقية, وهي جريدة اسبوعية تصدر في يوم الأربعاء من كل أسبوع و يرأس تحريرها الدكتور صباح عبد الله كركوكلو, وتنطق باسم الجبهة التركمانية العراقية. وتصدر في ثمان صفحات من القطع الكبير وباللغة العربية وقد صدر منها لغاية٢٠٠٣. ١١. ١٩ ستة أعداد وقد نشرت في الاعداد الصادرة منها لحد الآن, مقالات حول التشريعات الظالمة بحق التركمان في العراق والتي سبق للنظام الدكتاتوري قد اصدرها, ومقال حول الآراء المطروحة بصدد الفيدرالية في العراق وعدم صلاحية تطبيق هذا النظام للمبررات والاسباب التي ساقها كاتب المقال , ومقال حول المبادئ والاسس التي ينبغي ان يقوم عليها الدستور الجديد في العراق الجديد. ومقال حول الحقوق الدستورية للتركمان في العراق و كيف ان الدساتير العراقية (١٩٢٥ -١٩٧٠) قدأهملت و تجاهلت وجود التركمان في العراق و اغفلت هذه الدساتير ذكرهم وقد آن الأوان لكي يعترف الدستور الجديد في العراق الجديد بالحقوق الدستورية الكاملة للتركمان اسوة بالقوميات الاخرى المتعايشة في العراق.
ومن المقالات المنشورة في أعداد جريدة (البشير) مقال حول اسس اجراء الاحصاء السكاني في العراق الجديد بغية اعتماده في اجراء الانتخابات لتشكيل المجلس الدستوري الذي يتولى إعداد الدستور.
كما نشرت (البشير) مقالاً حول كيفية اجراء الانتخابات والاسس و المبادئ التي يجب اعتمادها.
وكذلك نشرت مقالات حول حقوق الانسان والتركمان في العراق وتاريخ التركمان في العراق ومدى عراقة واصالة هذا الشعب والمظالم التي لحقت بهم عبر العصور والدهور وضرورة نيلهم لحقوقهم كافة الدستورية والتراثية والفنية.
وتنشر جريدة (البشير) اخبار ونشاطات وفعاليات الجبهة التركمانية العراقية وبالامكان الحصول على نسخ منها في مقرات الجبهة ومن نادي الاخاء التركماني في بغداد اضافة الى المكتبات.
استانبول- الحكومة التركية ستتخذ التدابير الأحترازية ضد الأزدياد في النشاطات المصرفية و شراء العقارات في شمال العراق. تخطط الحكومة التركية بالرد على نشاطات (بنك القروض الكردي) الذي يؤمن القروض للأكراد لشراء الأراضي التابعة للعرب و التركمان في شمال العراق و ذلك بأفتتاح فرع لبنك الزراعة الممتلك من قبل الدولة التركيية في المنطقة. حيث قال السيد أحمد مرادلى مسؤول الجبهة التركمانية العراقية في أنقرة (بأننا أكتشفنا ان اسرائيل هي وراء مثل هذه النشاطات في المنطقة).
وأضاف مرادلى (أنه أبلغ الحكومة التركية بتلك النشاطات فور معرفته بها قيل عدة أشهر و كنتيجة لذلك أقنعت الحكومة التركية مصرف الزراعة كي يكون نشطا في المنطقة تلك). و أكد السيد مرادلى بأن لشمال العراق أهمية تجارية و أستراتيجية و لهذه الأسباب قدموا للخارجية و الملية التركية طلبا كي يقتتحوا فرعا للبنك التركي الممتلك من قبل الدولة. و قال (الكل يطالبون بأفتتاح فرع لبنك الزراعة أو غيره في المنطقة حيث نقل رجال أعمال أكراد و عرب و تركمان هذا الطلب شخصيا للمسؤولين الأتراك في أنقرة).
التشجيع لشراء الأراضي في الموصل مستمر
العراق دولة غنية في النفط و أنتاجه و الشمال العراقي ينتج سبعين في المئة من أجمالي النفط العراقي. ولهذا خلق أنشاء البنك الكردي قلقا لدى التركمان و العرب. و قال مرادلى أن مصرف القروض الكردي افتتح في السليمانية و بمساعدة جلال الطلباني و مسعود البرزاني. و اضاف مرادلى انه بعد بحث مكثف اكتشفوا بأن أسرائيل وراء أنشاء ذلك البنك. و قال (في البداية حاولت الجماعات الكردية بالأستيلاء على بيوت و أراضي التركمان و العرب الذين يشكلون الغالبية في الموصل و كركوك بالقوة. عندما لم ينجحوا فأنهم يحاولون الآن بالحصول على تلك الأراضي و البيوت بالأموال. عندما تحدثنا للقبائل العربية قالوا بأن يهود أكراد و أسرائيل بدأوا بشراء الممتلكات هناك. ان اليهود من الأكراد و العرب حصلوا على قروض طويلة الأمد و بدون فوائد لشراء الممتلكات التي يدعون بأنهم كانوا يمتلكونها في السابق. نحن نتابع التطورات عن قرب).
الأستثمارات المصرفية تحتاج الى خبرات متخصصة و الأكراد غير متخصصين في هذا المجال. حيث قال الخبراء في الشؤون الكردية و الشرق أوسطية بان الجماعات الكردية التي لا خبرة لها في القطاع المصرفي حتما تساعدها جماعات مجهولة.
أود من خلال صحيفتكم الموقرة التعبير عن رأيي حول التصريحات المتضاربة التي يدلي بها زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني منذ فترة طويلة والتي لم يلفت بها انتباهي فقط بل انتباه الرأي العام العالمي ايضا، واعتبار هذا الرأي نقدا سياسيا لا غير.
فبينما يدعي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي العراقي بأنه لا يسعهم ان ينسوا يد العون التي مدتها لهم تركيا من جانب، يتمني في مؤتمره الصحافي الذي عقده في طوكيو ان ينهي قيام عراق اتحادي برلماني، مآسي الاكراد في تركيا والعراق من جانب آخر. في الحقيقة ان تحدث الطالباني عن مشروع الدولة الكردية المستقلة ووصفه بأنه حلم تاريخي قد يتحقق ومن ثم قيام البرلمان الكردي في شمال العراق وفي جلسته التي عقدها خلال النصف الأول من شهر تشرين الاول (اكتوبر) المنصرم باتخاذ قرار منع رفع العلم العراقي علي الدوائر والمؤسسات الرسمية ورغم علم كردستان في شمال العراق، والادعاء بعد ذلك بوحدة الاراضي العراقية، اسلوب لم اتمكن من فهمه لحد الآن. انني استغرب لشخص يغض النظر عن مفهوم المواطنة العراقية ويظهر دوما هويته الكردية الي الواجهة ثم يصرخ انه يؤمن في تأمين امن العراق بأياد عراقية وليس بأياد اجنبية. ثم يعود ويقول ان انسحاب القوات الامريكية بسرعة من العراق سيكون سببا للفوضي ونشوب حرب اهلية!وبينما يدلي هذا الاستاذ لاحد الصحافيين قائلا: نحن ممتنون لتركيا، ولا يمكننا ان ننسي فضلها علينا واحتضانها واستضافتها لشعبنا خلال النزوح، ونكن محبة واخوة تجاهها، يتخذ في مقابلة اخري موقفا معاديا لتركيا.
فهو وعلي سبيل المثال نفس الشخص الذي وعد بـ جهنم الجيش التركي الذي ينوي الذهاب الي العراق لتقديم المساعدة الانسانية وليس للاحتلال. وفي وسط آخر يفيد بأنهم ينوون مواصلة علاقاتهم الاقتصادية والثقافية مع تركيا، الا انه وفي نفس الايام تسمع بفقدان سبعة من سائقي الشاحنات الاتراك خلال نقلهم للبترول من مصفي بيجي العراقية. واعتقد انه لا حاجة للكلام الكثير عن الطالباني الذي يمانع وصول المساعدات الانسانية من بلد مسلم وشقيق الي الشعب العراقي. . ولا ادري كيف تصفون سياسيا يدلي بتصريحات في كل بلد يسافر اليه وفي كل اجتماع بحضره حسب الوسط الذي يتواجد فيه ومن ثم يعود وينكر كل ما ادلي به ويقول انه لم يقصد ذلك، ولكني اعتقد ان الذي يمارس سلوكا من هذا القبيل لا يوصف الا بـ المتقلب؟
مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية
(نص الخطاب في لندن، ١٩ تشرين الثاني/نوفمبر)
لندن، ١٩ تشرين الثاني/نوفمبر- أعاد الرئيس بوش تأكيده التزام نشر الديمقراطية والحرية في العراق وسائر أنحاء الشرق الأوسط، مشددا - وللمرة الثانية خلال أقل من شهر - على أن حكومته ستنتهج سياسة مختلفة بصورة جذرية حيال تلك المنطقة. وفيما أعاد بوش مناشدة الدول العربية وأوروبا وقف تعاملها مع من وصفهم بـ"القادة الفلسطينيين الذين خذلوا شعبهم"، فإنه طالب إسرائيل بوقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات غير المرخصة والجدار الأمني الذي تبنيه في المنطقة. جاء ذلك في خطاب رئيسي ألقاه الرئيس بوش اليوم (١٩ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري) في مستهل زيارته الرسمية التاريخية للندن.
وفي حديثه عن العراق، قال بوش "إن فشل الديمقراطية في العراق سيعيد الشعب العراقي مرة أخرى إلى البؤس ويسلم تلك الدولة للإرهابيين الذين يريدون تدميرنا. " غير أنه قال مشدا إن "الديمقراطية ستنجح في العرا!ق، لأن عزيمتنا ثابتة، ون حن ملتزمون بما قلنا، كما أن الشعب العراقي لن يتنازل عن حريته. "
وربط ذلك بالاستراتيجية التقدمية للحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، التي كان أعلن عنها مطلع هذا الشهر في خطابه الرئيسي عن الديمقراطية في الشرق الأوسط. وقال "إن التطور الديمقراطي الذي شهدناه في الشرق الأوسط لم يُفرض من الخارج، وكذلك لن يحدث التقدم العظيم الذي نأمل أن نشهده بفرضه من الخارج. إن الحرية حسب تعريفها، يجب أن تُختار وأن يتولى من اختاروها الدفاع عنها. ودورنا كدول حرة يتمثل في التحالف مع الإصلاح أينما يحدث. "
وأعاد بوش تأكيد أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية، إذ قال "إن شعوب الشرق الأوسط تجمعهم حضارة عظيمة، وعقيدة تعترف بالمسؤولية الفردية، كما تجمعهم الحاجة إلى الحرية التي تضرب بجذورها العميقة إلى الأبعاد التي تصل إليها ديمقراطيتنا. ومن غير الواقعي أن نفترض أن الحرية لا تتناسب أو تتواءم مع خمس تعداد البشرية. إن تلك نظرة تنطوي على التعالي والتشاؤمية. وينبغي ألا نفعل أي شئ من ذلك. "
وشدد على تغيير السياسة الأميركية في المنطقة، حين قال: "ينبغي علينا أن نقلب ونعيد النظر في عقود طويلة طبقت ف!يها سياسة فاشلة في الشرق الأوسط، فحكومتكم وحكومتي، كانت في الماضي راغبة في عقد صفقة، تتجاوز بمقتضاها عما يحدث من قهر مقابل تحقيق الاستقرار في المنطقة. وغالبا ما كانت العلاقات الممتدة سنوات طويلة تؤدي بنا إلى التغاضي عما يحدث من أخطاء ترتكبها النخب الحاكمة. ورغم ذلك لم تنجح هذه الصفقة في جلب الاستقرار للمنطقة ولا في ضمان الأمن لنا. إن كل ما فعلته بالكاد تمثل في مضي الوقت، بينما كانت المشاكل تتفاقم وتصبح أفكار العنف أكثر رسوخا. "
وعن الصراع العربي الاسرائيلي، قال بوش: "ان الاستراتيجية التقدمية للحرية يجب ان تنطبق على الصراع العربي-الاسرائيلي. انها لفترة صعبة في جزء من العالم عرف الكثير (من الحروب). لكن التزامنا لا يزال راسخا. اننا نسعى للعدالة والكرامة. ونسعى لدولة مستقلة قابلة للحياة للشعب الفلسطيني الذي خذلهالآخرون لمدة طويلة، طويلة. " وقال: " اننا نسعى للأمن لدولة اسرائيل والإعتراف بها، اسرائيل التي عاشت في ظل الموت العشوائي لمدة طويلة طويلة. إن هذه لأهداف تستحق العمل من أجلها بحد ذاتها، ومن خلال تحقيقها فإننا إنما نزيل مناسبة وذريعة للأحقاد والعنف في سائر منطقة الشرق الأوسط. "
وفي ما !يلي نص خطاب الرئيس الكامل:
(بداية النص)
الرئيس بوش: شكراً جزيلا. حضرة الوزير (الخارجية جاك) سترو، وحضرة الوزير (وزير الدفاع، جفري) هون؛ حضرة الأميرال (رتشارد) كوبالد وحضرة الدكتور (جون) تشيبمان (رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية)، حضرات الضيوف الكرام: أود أن أشكركم على ترحيبكم الحار جداً بي وبلورا. كما أنني أشكر المنظمتين اللتين استضافتا هذا النشاط، مؤسسة الخدمات المتحدة الملكية، والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. يشرفنا أن نكون في المملكة المتحدة، وإننا نحمل معنا تمنيات الشعب الأميركي الطيبة.
ذُكر لي أن آخر أميركي مرموق زار لندن جلس في صندوق زجاجي مدلى فوق نهر التايمز. وربما كان قليل من الناس سيسعدون بتوفير ترتيبات مماثلة لي. وأشكر جلالة الملكة لتشفعها لي. (ضحك) ويشرفنا أن نكون مقيمين في منزلها.
إن ما يلاحظه الأميركيون الذين يفدون إلى إنجلترا من الأمور المتشابهة يفوق دوما ما يلاحظونه من اختلافات. ولم أُمض هنا سوى فترة قصيرة، ولكنني لاحظت أن تقليد حرية الكلام، الممارَس بحماس، نشط هنا في لندن ولا خوف عليه. وذلك موجود في بلدنا، أيضا. وقد أصبحوا يملكون هذا الحق الآن ف!ي بغداد، أيضا.
وقد يشاهد أفراد الشعب البريطاني أيضاً سمات مألوفة لدى الشعب الأميركي. يُعاب علينا أحياناً تحلينا بإيمان ساذج بقدرة الحرية على تغيير العالم. وإن كان ذلك إثماً فقد بدأ من إغراقنا في قراءة قدر كبير من أعمال جون لوك وآدم سمث. وقد أُطلق على الأميركيين أحياناً لقب المتمسكين بمبادئ الفضيلة والأخلاق الذين كثيراً ما يصفون الأمور بالصواب والخطأ. وقد تم استلهام تلك الحماسة من أمثلة من هذه الجزيرة، من رأفة اللورد شافتسبري التي لم تعرف الكلل، ومن شجاعة ولبرفورس القويمة، ومن تصميم سلاح البحرية الملكي الحازم طوال عقود على محاربة تجارة الرق ووضع حد لها.
ويقال بحق إن الأميركيين شعب متدين. وهذا يعود، جزئياً، إلى كون تيندايل ترجم "الأنباء السارة"، وبشّر بها وزلي، وتجسدت من خلال مثال وليام بوث. بل ويقال أحياناً إن لدى الأميركيين نزعة بيوريتانية متزمتة، فتُرى مِن أين جاءتنا تلك النزعة؟ حسنا، يمكننا أن نعيدها إلى البيوريتانيين (جماعة بروتستانتية في إنجلترا في القرنين السادس عشر والسابع عشر).
وقد أضاف الأميركيون إلى هذا التراث الرائع بعض السمات الخاصة بهم: تأثير مهاجرينا الطيب، وروح المغا!مرة لاستكشاف حقول جديدة. إلا أن هناك شيئاً من إنجلترة في داخل كل أميركي. فقسم كبير من شخصيتنا القومية أصله منكم، ويسعدنا ذلك.
إن صداقة أجيال هي سبب المعتقدات المشتركة. إننا نؤمن بالمجتمعات المفتوحة التي يحكمها الإيمان بالتعاليم الأخلاقية. إننا نؤمن بالأسواق الخاصة، التي يضفي عليها نظام الحكم الرؤوف مسحة من الإنسانية. إننا نؤمن بالاقتصادات التي تكافئ على الجهد، وبالمجتمعات المحلية التي تحمي الضعفاء، وبواجب الدول باحترام كرامة وحقوق الجميع. وسواء تعلم المرء هذه الأمور في مقاطعة ديرام أم في غرب تكساس، فإنها تغرس فيه الاحترام المتبادل وتخلق الهدف المشترك.
إن لدى الشعبين الأميركي والبريطاني ما هو أكثر من تحالف أمني وتجاري، إن لديهما تحالف قيم. وهذا التحالف القديم الذي وُضع على المحك وتم تمتينه في الماضي قوي جدا اليوم.
وإن أعمق ما يؤمن به بلدانا هو ما يحدد وجهة سياستنا الخارجية. إننا نقدر حقوقنا المدنية، ولذا فإننا نؤيد الحقوق الإنسانية للآخرين. ونحن نؤكد الكرامة التي منحها الخالق لكل إنسان، ولذا فإن الفقر والاضطهاد والمجاعة والمرض تدفعنا إلى التصرف. وتتشاطر الولايات المتحدة وبريطانيا ر!سالة في هذا العالم تتجاو ز توازن القوى أو السعي البسيط إلى تحقيق المصلحة الذاتية. إننا نُنشد دفع عجلة الحرية وننشد السلام الذي تجلبه الحرية معها. إن دولتينا تقفان متكاتفتين وتضحيان في سبيل هذا الهدف السامي في بلد بعيد في هذه اللحظة. والولايات المتحدة تجلّ مثالية وشجاعة أبناء وبنات بريطانيا.
لقد كان آخر رئيس حل ضيفاً في قصر بكنغهام مثالياً دون شك. وقد قطع وودرو ولسون خلال مأدبة عشاء أقامها الملك جورج الخامس في عام ١٩١٨، تعهداً؛ وأقسم، بالطريقة الأميركية المعهودة المقللة من شأن فكرته الحقيقي، على أن يصبح الحق والعدالة القوة المهيمنة والمسيطرة في العالم.
وكان الرئيس ولسون قد حمل معه إلى أوروبا نقاطه الأربع عشرة للسلام. وقد هنأه الكثيرون على رؤياه؛ إلا أن البعض كانوا متشككين. ولنأخذ، على سبيل المثال، رئيس وزراء فرنسا. لقد اشتكى من أن الله نفسه لم تكن لديه أكثر من عشر وصايا. ويبدو لنا هذا مألوفا.
وقد كانت أوروبا، في الوقت الذي بلغت فيه مثالية ولسون ذروتها، على بُعد جيل واحد من ميونيخ وآوشفيتس وبليتس. وعندما يعود المرء بالذاكرة إلى الوراء، يدرك الأسباب. فقد انهارت عصبة الأمم، التي كانت ت!فتقر إلى العزيمة والمصدا قية أيضاً، أمام أول تحد من قبل الحكام المطلقين. وأخفقت الدول الحرة في إدراك، ناهيك عن مواجهة، الشر العدواني البادي للعيان بكل وضوح. وهكذا واصل الحكام المطلقون نشاطهم دون رادع، مغذين الاستياء واللاسامية، جالبين الموت للأبرياء في هذه المدينة وفي مختلف أنحاء العالم، ومالئين القرن الماضي بالعنف والإبادة الجماعية.
وقد تعلمنا، من خلال الحرب العالمية والحرب الباردة، أن المثالية، إن كان لها أن تحقق أي تأثير جيد في العالم، تتطلب الهدف المشترك والقوة القومية، والشجاعة الأخلاقية والصبر في المهمات الصعبة. وقد أصبح جيلنا بحاجة الآن لهذه الخصال.
لقد ترك الإرهابيون في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، ٢٠٠١، بصمتهم القاتلة على بلدي، وأودوا بحياة سبعة وستين مواطناً بريطانيا. ومع مرور الأشهر والسنين، تصبح الرغبة الإنسانية الطبيعية أن نستأنف حياة هادئة وأن نخلّف ذلك اليوم خلفنا، وكأننا نصحو من حلم كئيب. وإن الأمل بأن الخطر قد مر وانقضى أمل يبعث على الراحة، وهو أمل مفهوم، ولكنه زائف. فالهجمات التي تلت ذلك، في بالي وجاكرتا والدار البيضاء وبومباي ومومباسا والنجف والقدس والرياض وبغداد وإسطنب!ول، لم تكن أضغاث أحلام. إنها جزء من الحملة العالمية التي تشنها الشبكات الإرهابية لترويع وإضعاف معنويات كل من يعارضها.
إن هؤلاء الإرهابيين يستهدفون الأبرياء، وهم يقتلون بالآلاف. وسوف يقتلون، إذا حصلوا على الأسلحة التي يسعون إليها، بالملايين، ولن ينتهي بهم الأمر عند ذلك. إن أعظم تهديد يواجه عصرنا هو وجود أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية في يد الإرهابيين والحكام المطلقين الذين يقدمون لهم المساعدة. إن الشر واضح للعيان. ولا يؤدي الإنكار إلا إلى ازدياد الخطر. وها هي المسؤوليات العظيمة تقع مرة أخرى على كاهل الديمقراطيات العظيمة. وسوف نواجه هذه التهديدات بأعين مفتوحة، وسوف نهزمها.
إن أمن وسلام الدول الحرة يرتكز الآن إلى ثلاث دعائم: أولاً، ينبغي أن تكون المنظمات الدولية في مستوى التحديات التي تواجه عالمنا، من انتشال الدول المفلسة وحتى مقاومة انتشار الأسلحة (النووية).
وأنا أومن، كأحد عشر من الرؤساء الذين سبقوني، بالمؤسسات الدولية وبالتحالفات التي ساعدت أميركا على تشكيلها وتساعد الآن في قيادتها. لقد كدّت الولايات المتحدة وبريطانيا وجدّتا في العمل للمساعدة في جعل الأمم المتحدة ما يفترض أن !تكونه- أداة فعالة لأمننا المشترك. وقد سعينا في الأشهر الأخيرة، وحصلنا على ثلاثة قرارات إضافية حول العراق، القرارات ١٤٤١ و١٤٨٣ و١٥١١، بالضبط لأن خطر الإرهاب العالمي يستلزم رداً عالميا. ولا تملك الأمم المتحدة نصيراً أكثر تأثيراً من رئيس وزرائكم، الذي دافع في كل مناسبة عن مثلها واحتكم إلى سلطتها. كما أنه يدرك أيضاً أن مصداقية الأمم المتحدة تعتمد على استعداد للوفاء بتعهداتها والتصرف عندما يكون التصرف مطلوبا.
لقد بذلت أميركا وبريطانيا العظمى، وستبذلان، كل ما في استطاعتهما للحيلولة دون اختيار الأمم المتحدة بوقار أن تصبح غير ذات شأن وتجلب على نفسها نفس مصير عصبة الأمم. فليس من الكافي مواجهة أخطار العالم بالقرارات؛ يجب علينا مواجهة تلك الأخطار بالتصميم وصدق العزيمة.
وفي هذا القرن، كما كان الحال في القرن الماضي، يمكن للدول أن تحقق سوية أكثر مما تحقق منفردة. لقد وقفت أميركا طوال أربعة وخمسين عاما، إلى جانب شركائنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكثر مؤسسة متعددة الأطراف تأثيراً عبر التاريخ. ونحن ملتزمون بهذا الحلف الديمقراطي العظيم، ونعتقد أنه ينبغي أن يتحلى بالإرادة وبالقدرة على التصرف حيث تبرز الت!هديدات خارج حدود أوروبا.
وإن بلادي ترحب بوحدة أوروبا المتعاظمة، وإن العالم بحاجة لأن تعمل أميركا والاتحاد الأوروبي موحّدي الهدف لدفع عجلة السلام والعدل. وتتعاون أميركا مع أربع دول أخرى لمواجهة الأخطار التي تشكلها كوريا الشمالية. وتعتقد أميركا بأنه يتعين على المنظمة الدولية للطاقة الذرية أن تكون مخلصة للغرض الذي أُنشئت من أجله وتصر على وفاء إيران بالتزاماتها.
إن خيارنا الأول، وممارستنا الدائمة، هي العمل مع الحكومات المسؤولة الأخرى. كما أننا ندرك أن نجاح العمل التعددي لا يقاس بمدى الالتزام بالشكل فقط، بمنهجية العملية، وإنما بالنتائج التي نحققها لإبقاء دولنا آمنة.
والدعامة الثانية للسلام والأمن في عالمنا هي استعداد الدول الحرة، حين تصل نقطة الملاذ الأخير، لكبح جماح العدوان والشر بالقوة. وهناك اعتراضات مرتكزة إلى المبادئ على استخدام القوة في كل جيل، وأنا أثق بوجود دوافع طيبة خلف هذه الآراء.
إلا أنه لا يحكم على أولئك الذين يتولون مراكز في السلطة على أساس الدوافع الطيبة فقط. فقد عهد إلينا الشعب بمهمة الدفاع عنه. وتتطلب تلك المهمة أحياناً استخدام العنف في كبح الأشخاص العنيفين. ويشك!ل استخدام القوة بشكل مدر وس، في بعض الحالات، كل ما يحمينا من عالم تعمه الفوضى وتحكمه القوة.
ولم يشهد معظم مواطني الغرب الذي يعمه الهدوء مثل ذلك النوع من العالم. إلا أن الذكريات ما زالت حية في بعض الدول: إن ضحايا التطهير العرقي في البلقان، أولئك الذين نجوا من المغتصبين وفرق الموت، لم يشعروا بكثير من وخز الضمير حين استخدم حلف شمال الأطلسي القوة لوضع حد لتلك الجرائم. ولم توبخنا النساء الأفغانيات، اللاتي سُجن في منازلهن وضُربن في الشوارع وأُعدمن في عروض عامة، لإلحاقنا الهزيمة المنكرة بطالبان. وسكان الجهنم البعثي في العراق، عراق القصور الفخمة وزنزانات التعذيب، عراق التماثيل الضخمة والمقابر الجماعية، لا يفتقدون دكتاتورهم الفار. لقد ابتهجوا ابتهاجاً عظيماً عند سقوطه.
في كل تلك الحالات كان العمل العسكري مسبوقا بمبادرات دبلوماسية ومفاوضات وإنذارات ومنح فرص أخيرة في اللحظة الأخيرة. ففي العراق، عاما بعد عام، كان الدكتاتور يُمنَح الفرصة لتقديم بيان عن برامج التسلح التي لديه، ويضع نهاية للكابوس الذي يؤرق شعبه. وقد الآن تم تطبيق القرارات التي تحداها ورفض الانصياع لها.
ومَن يستطيع القول إن العراق!كان في حالة أفضل عندما كان صدام حسين يتبختر ويبطش. أو أن العالم كان أكثر أمنا عندما كان هو يتولى السلطة؟ وهل يشك أحد في أن أفغانستان أصبحت مجتمعا أكثر عدلا وأقل خطورة من دون الملا عمر الذي كان يستضيف الإرهابيين من جميع أرجاء العالم. وأوروبا أيضا أصبحت أفضل حالا بعد أن أصبح ميلوسوفيتش في وضع يُحاسب فيه على ما ارتكبه من جرائم بدلا من ارتكاب جريمة جديدة.
وهناك قول شائع عن أن من يقيمون بالقرب من مركز للشرطة يصعب عليهم تصديق أن العنف يمكن أن ينتصر، وبنفس الأسلوب قد يميل مَن ينعمون بالحرية إلى أن المجتمعات المنظمة التي نعرفها مسألة مضمونة. إن تحقيق الوحدة الأوروبية بشكل سلمي يعد من أعظم الإنجازات التي تحققت خلال الخمسين عاما الماضية. ونظرا لأن الدول الأوربية أصبحت تحل مشاكلها وخلافاتها حاليا من خلال المفاوضات والاتفاق، فإنه في بعض الأحيان يسود اعتقاد بأن العالم كله يتبع الأسلوب نفسه. لكننا ينبغي ألا ننسى على الإطلاق الأسلوب الذي تمت به الوحدة الأوروبية - لقد تمت بتحالف جيوش التحرير وجيوش الدفاع لدول حلف شمال الأطلسي. كما ينبغي ألا ننسى على الإطلاق أن وراء حدود أوروبا، في عالم يعد القهر والعنف أحد !معالمه الحقيقية، فإن الت حرير ما زال هدفا أخلاقيا، وإن الحرية والأمن ما زالا يحتاجان إلى مدافعين عنهما.
أما الدعامة الثالثة للأمن فهي التزامنا بنشر الديمقراطية في جميع أرجاء العالم بما تجلبه معها من أمل وتقدم كبديل لعدم الاستقرار والكراهية والإرهاب. ونحن لا نستطيع الاعتماد على القوة العسكرية فحسب لكي نضمن الحفاظ على أمننا على المدى الطويل. إن التوصل إلى السلام الدائم يتحقق فيما تواصل العدالة والديمقراطية التقدم.
وفي المجتمعات الديمقراطية الناجحة لا يؤدي مواطنوها - سواء من الرجال أو النساء- يمين الولاء للقتلة أو للساخطين، بل إنهم يتحولون بقلوبهم وجهدهم نحو بناء حياة أفضل. والحكومات الديمقراطية لا تؤوي معسكرات الإرهابيين أو تهاجم الدول المجاورة المسالمة؛ بل إنها تحترم كرامة وطموحات مواطنيها. ونحن نتمتع بميزة فريدة في نزاعنا مع الإرهاب والطغيان، بقوة لا يمكن أن تقاوم، وهي أن الحرية تروق لجميع بني البشر.
إن بلدينا، كقوتين عالميتين، تخدمان قضية الحرية بسبل عديدة، في مناطق كثيرة. بتشجيع التنمية، ومكافحة المجاعة ومرض الإيدز وغيره من الأمراض، إننا نؤدي واجباتنا الأخلاقية، بالإضافة إلى تشج!يع الاستقرار وإقامة قواع د أكثر ثباتا للمؤسسات الديمقراطية. بالعمل من أجل تحقيق العدالة في بورما، وفي السودان وزيمبابوي نمنح الأمل لمن يعانون ونعمل على تحسين فرص تحقيق الاستقرار والتقدم. ونحن نعزز الرخاء والحرية عن طريق توسيع نطاق التبادل التجاري. وبتقدم الحرية في منطقة الشرق الأوسط الكبرى، نساهم في القضاء على عصر الدكتاتورية والأصولية اللتين تسببان التعاسة للملايين وتعرضان شعبنا للخطر. والمخاطر الكامنة في تلك المنطقة ما زالت عند أعلى معدل لها. وإذا ظل الشرق الأوسط مكانا لا تزدهر فيه الحرية فإنه سيظل مكانا لتصدير الركود والغضب والعنف. وكما رأينا في أطلال برجي نيويورك، فإننا سندرك أنه لا توجد أي مسافة على الخريطة يمكنها أن تحقق الحماية لأرواحنا وأسلوب حياتنا. لكن إذا انضمت منطقة الشرق الأوسط الكبرى إلى ثورة الديمقراطية التي بلغت معظم أرجاء العالم، فإن حياة الملايين من سكان تلك المنطقة ستكون أفضل وسينتهي تيار الصراع والخوف من عند المنبع.
إن حركة التاريخ لن تحدث بسرعة. لأن تطور ديمقراطيتنا -حدث بالتدريج واتسم في بعض الأحيان بالعنف والاضطراب - لذلك فإنه ينبغي علينا أن نتحلى بالصبر في تعاملنا مع ال!آخرين. كما ينبغي على دول الشرق الأوسط أن تتقدم مسافة إلى الأمام.
إن الباحثين العرب يتحدثون عن نقصان الحرية الذي باعد بين دول بأكملها وبين ما تحقق من تقدم في زماننا. وأصبحت أساسيات التقدم الاجتماعي والمادي نادرة الوجود في المنطقة، والتي تتمثل في الحكومة المحدودة، والمساواة والعدالة أمام القانون، والحريات الدينية والاقتصادية، والمشاركة السياسية، وحرية الصحافة واحترام حقوق المرأة. لكن ذلك بدأ يتغير. وبدأنا نرى على امتداد مسار الإصلاح من المغرب إلى الأردن إلى قطر إجراء انتخابات وقوانين جديدة لحماية المرأة ونشاط حركة التعددية السياسية. وأدركت حكومات كثيرة أن الدكتاتورية والخضوع لحكم رجال الدين لا يؤدى إلى أي عظمة قومية، بل إنه يؤدي إلى خراب الأمة وتدميرها في نهاية المطاف. وهم يكتشفون، كما سيكتشف غيرهم، أن التقدم والكرامة القومية يتحققان عندما تكون الحكومة عادلة ويكون المواطنون أحرارا.
إن التطور الديمقراطي الذي شهدناه في الشرق الأوسط لم يُفرض من الخارج، وكذلك لن يحدث التقدم العظيم الذي نأمل أن نشهده بفرضه من الخارج. إن الحرية حسب تعريفها، يجب أن تُختار وأن يتولى من اختاروها الدفاع عنها. ودورن!ا كدول حرة يتمثل في التح الف مع الإصلاح أينما يحدث.
وربما يكون أبرز معالم التغيير المشجعة التي نستطيع القيام بها هي أن نغير أسلوب تفكيرنا. وفي الغرب كانت هناك شكوك محددة حول قدرات أو حتى رغبة شعوب الشرق الأوسط في الحكم الذاتي. وقيل لنا إن الإسلام لا ينسجم بطريقة ما مع الثقافة والقيم الديمقراطية. لكننا نجد أن أكثر من نصف تعداد المسلمين في العالم أصبحوا مواطنين يشاركون بإيجابية في مجتمعات ديمقراطية. وأن الفقراء، بصفة خاصة، يحتاجون إلى سلطة الديمقراطية للدفاع عن أنفسهم ضد فساد طبقة الصفوة، أو النخبة الحاكمة.
إن شعوب الشرق الأوسط تجمعهم حضارة عظيمة، وعقيدة تعترف بالمسؤولية الفردية، كما تجمعهم الحاجة إلى الحرية التي تضرب بجذورها العميقة إلى الأبعاد التي تصل إليها ديمقراطيتنا. ومن غير الواقعي أن نفترض أن الحرية لا تتناسب أو تتواءم مع خمس تعداد البشرية. إن تلك نظرة تنطوي على التعالي والتشاؤمية. وينبغي ألا نفعل أي شئ من ذلك.
وينبغي علينا أن نقلب ونعيد النظر في عقود طويلة طبقت فيها سياسة فاشلة في الشرق الأوسط، فحكومتكم وحكومتي، كانت في الماضي راغبة في عقد صفقة، تتجاوز بمقتضاها عما يحدث من !قهر مقابل تحقيق الاستقرا ر في المنطقة. وغالبا ما كانت العلاقات الممتدة سنوات طويلة تؤدي بنا إلى التغاضي عما يحدث من أخطاء ترتكبها النخب الحاكمة. ورغم ذلك لم تنجح هذه الصفقة في جلب الاستقرار للمنطقة ولا في ضمان الأمن لنا. إن كل ما فعلته بالكاد تمثل في مضي الوقت، بينما كانت المشاكل تتفاقم وتصبح أفكار العنف أكثر رسوخا.
والتاريخ الحديث بين لنا أننا لا نستطيع غض الطرف عن القهر لمجرد أنه لا يحدث في عقر دارنا. وينبغي علينا ألا يساورنا أي اعتقاد في أن الاستبداد أو الطغيان يمكن أن يكون حميدا لأنه يحقق بعض الراحة بصفة مؤقتة. إن الطغيان لا يمكن أن يكون حميدا أو غير مسبب لأي ضرر بالنسبة لضحاياه، والديمقراطية العظيمة التي تسود بلدانا كان ينبغي عليها أن تعارض الطغيان والاستبداد أينما وجد.
إننا نتبع الآن نهجا مختلفا، استراتيجية تقدمية لتحقيق الحرية في الشرق الأوسط. وسنقف على الدوام موقف التحدي من أعداء الإصلاح ونواجه حلفاء الإرهاب. ونحن نتوقع أن يرتفع مستوى أداء أصدقائنا في المنطقة، كما سنتحمل مسؤولياتنا في أفغانستان والعراق باستكمال ما بدأناه من جهد لتحقيق الديمقراطية.
وكانت هناك خلافات يسودها ح!سن النية بين بلدينا تتعل ق بتوقيت العمل العسكري في العراق. وأيا كان ما حدث من قبل فإنه لم يعد أمامنا سوى خيارين إما أن نلتزم بما قلناه، وإما أن نخالفه. إن فشل الديمقراطية في العراق سيعيد الشعب العراقي مرة أخرى إلى البؤس ويسلم تلك الدولة للإرهابيين الذين يريدون تدميرنا. لكن الديمقراطية ستنجح في العراق، لأن عزيمتنا ثابتة، ونحن ملتزمون بما قلنا، كما أن الشعب العراقي لن يتنازل عن حريته.
ولقد شهدنا تغييرات منذ تحرير العراق كان من الصعب تصورها قبل عام. فهناك قوة شرطة عراقية جديدة تحمي الشعب، بدلا من تخويفه. وتوجد الآن أكثر من ١٥٠ صحيفة عراقية يجري تداولها، وكل صحيفة منها تنشر ما تشاء من موضوعات، لا ما تؤمر بنشره. وفتحت المدارس، وقد أصبحت الكتب الدراسية المستخدمة فيها خالية من الدعاية. والمستشفيات أصبحت تعمل وهي مجهزة تجهيزا جيدا. وأصبحت للعراق عملة جديدة، وتشكلت أول سرية في جيشه الجديد، كما أصبح له ممثلون في الحكومات المحلية، ومجلس حكم انتقالي لديه جدول زمني جريء لنقل السيادة إلى الشعب العراقي. ويعد هذا تقدما جوهريا ومهما. ومعظم ما حدث تحقق بمعدل أسرع مما حدث به التقدم المشابه في كل من ألمانيا وال!يابان بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن العنف الذي نشهده في العراق حاليا هو عنف جدي مصدره ما تبقى من فلول البعثيين والجهاديين من بلدان أخرى، والإرهابييين الذين اجتذبتهم فرصة اراقة دماء الأبرياء. إن طبيعة الإرهاب وقساوة حفنة من الناس تتمثل في محاولة زرع الحزن جراء خسارة الكثيرين. لقد تكبدت المؤسستان العسكريتان في بلدينا خسائر أحس بها مواطنونا إحساسا عميقا. وترزح بعض الأسر الآن تحت عبءالأسى البالغ. إننا لا نستطيع محو الألم. لكن هذه الأسر بامكانها ان تعلم انها ليست وحيدة. اننا نصلي من أجل صلابتها ونصلي من اجل مواساتها، ولن ننسى ابدا بسالة أحبتها.
إن هنالك غرضا للإرهابيين، بل وهناك استراتيجية، لقساوتهم. فهم يعتبرون تنامي الديمقراطية في العراق تهديدا قويا لمطامعهم. وهم محقون في هذا. وهو يتصورون ان أعمالهم الإرهابية ضد تحالفنا، وضد موظفي الغوث الدوليين، وضد العراقيين الأبرياء ستجعلنا نحزم حقائبنا ونفر. إنهم في هذا مخطئون.
إننا لم نصل بهجومنا إلى قلب العراق على بعد مئات الأميال، ولم ندفع ثمنا مريرا بحجم قتلانا وجرحانا، ولم نحرر ٢٥ مليون شخص، فقط لنتراجع في وجه زمرة من الأوغاد والقتلة. !إننا سنساعد الشعب العرا قي على تأسيس بلد مسالم وديمقراطي في قلب الشرق الأوسط. وبعملنا هذا انما سندافع عن شعبنا في وجه الخطر.
ان الاستراتيجية التقدمية للحرية يجب ان تنطبق على الصراع العربي-الاسرائيلي. انها لفترة صعبة في جزء من العالم عرف الكثير (من الحروب والويلات). لكن التزامنا لا يزال راسخا. اننا نسعى للعدالة والكرامة. ونسعى لدولة مستقلة قابلة للحياة للشعب الفلسطيني الذي خذله الآخرون لمدة طويلة، طويلة. اننا نسعى للأمن لدولة اسرائيل والإعتراف بها، اسرائيل التي عاشت في ظل الموت العشوائي لمدة طويلة طويلة. إن هذه لأهداف تستحق العمل من أجلها بحد ذاتها، ومن خلال تحقيقها فإننا إنما نزيل مناسبة وذريعة للأحقاد والعنف في سائر منطقة الشرق الأوسط. .
ان تحقيق السلام في الاراضي المقدسة ليس مجرد مسألة شكل الحدود. وحينما نعمل على تفاصيل السلام، فإن علينا ان نمعن النظر في صميم القضية، وهي الحاجة لديمقراطية فلسطينية قابلة للحياة. والسلام لن يتحقق من قبل حكام فلسطينيين يرهبون المعارضة، ويتساهلون حيال الفساد ويجنون أرباحا منه، ويحافظون على روابط مع جماعات إرهابية. فتلك هي أساليب نخب قديمة وضعت مرارا !وتكرارا مصالحها الخاصة ف وق مصالح الناس الذين يزعمون بأنهم يخدمونهم. ان الشعب الفلسطيني الذي طال عذابه يستحق ما هو أفضل. وهو يستحق قادة حقيقيين قادرين على انشاء دولة فلسطينية وعلى حكمها.
وحتى بعد نكسات الأشهر القليلة الماضية واحباطاتها فان النيات الطيبة والجهد الجاد لقادرة على تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية واسرائيل الآمنة. إن على اولئك الذين قد يقودون دولة فلسطينية ان يتبنوا وسائل سلمية لتحقيق حقوق شعبهم وانشاء المؤسسات المصلحة لديمقراطية مستقرة.
إن على اسرائيل ان تجمد بناء المستوطنات، وان تفكك المواقع الاستيطانية غير المرخص بها، وان تنهي إذلال الشعب الفلسطيني على أساس يومي، وان لا تحكم مسبقا على المفاوضات النهائية ببنائها الجدران والأسيجة.
كما يتعين على الدول العربية ان تنهي التحريض من جانب وسائل اعلامها وان تقطع التمويل الخاص والعام للإرهاب، وأن تقيم علاقات طبيعية وعادية مع اسرائيل.
اما القادة الأوروبيون فيجب ان يوقفوا كل حظوة ودعم عن أي زعيم فلسطيني يخذل شعبه ويخون قضيته. وعلى الزعماء الأوروبيين، بل كل الزعماء، ان يعارضوا بشدة ظاهرة معاداة السامية، التي تسمم النقاشات الع!امة عن مستقبل الشرق الأو سط.
سيداتي سادتي. لدينا أهداف عظيمة ماثلة امامنا تجعل من تحالفنا الأطلسي تحالفا حيويا كما كان في اي وقت في الماضي. ونحن سنحض على قوة المؤسسات الدولية وفعاليتها. وسنستخدم القوة، حينما تقتضي الضرورة، في الدفاع عن حريتنا. وسنعلي المثل الأعلى للديمقرطية في كل منطقة من العالم. وعلى هذه الأركان الثلاثة سنبني السلام والأمن لجميع الأمم الحرة في أوقات الخطر.
وقد تمخض الكثير الكثير من الخير عن تحالفنا، وهو تحالف من القناعة والقوة. إن الكثير، الكثير الآن يعول على قوة هذا التحالف فيما نسير قدما. وقد وجدت أميركا على الدوام شركاء أقوياء في لندن، وقادة ذوي أحكام صائبة ومشورة صريحة وسندا قويا حينما تشتد المحن. وانا وجدت كل هذه السجايا في رئيس وزرائكم الحالي، الذي يتمتع باحترامي وعميق شكري.
لكن الروبط بين أمتنيا أعمق من العلاقة بين زعيمين. إن هذه لروابط ثابتة بين بلدينا لأنها تشكلت من الخبرات والمسؤوليات والشدائد التي تشاطرناها. وفي ذكريات شعبينا، ستظل هناك تجرية رئيسية، حدث أساسي كان بمثابة ختم الصداقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا: ألا وهو أن صول أكثر من ١، ٥ مليون ج!ندي وطيار أميركي الى الم ملكة المتحدة في الأربعينيات (من القرن الماضي) كان نقطة تحول رئيسية في الحرب العالمية الثانية. وبالنسبة للكثير من البريطانيين كانت هذه اول نظرة فاحصة على الأميركيين، هذا الى جانب ما شاهدوه في الأفلام السينمائية. والبعض منكم هنا قد لا يزال يتذكر "الغزو الودي"، وقد تطلب تأقلم شباننا بعض الوقت. . .
وفي لقاء في شمال لندن قبل عدة سنوات، قال طيار أميركي كان قد استقر في بريطانيا بعد خدمته العسكرية: "حسنا، ما زلت هنا ولربما كنت اتقاضى راتبا عاليا جدا. وهكذا فان اثنين من اصل ثلاثة لا بأس به. "
وفي زمن الحرب ذلك، تعوّد الشعب البريطاني على الأميركيين. فقد رحب افراده بالجنود والطيارين (الأميركيين) في قراهم وبيوتهم ودرجوا على تسميتهم بـ"أبنائنا". وقد قام حوالي ٧٠ الفا من هؤلاء الأبناء بواجبهم في توكيد هذه العلاقة الخاصة. فقد عادوا الى الوطن مصطحبين زوجات بريطانيات.
لقد اكتسب الأميركيون صورة معينة في بريطانيا. فقد شهدنا جزيرة تتهدد من كل صوب وحدب، وزعيما ثابت العزم والشكيمة، وبلادا اتسمت بقوة شخصية لا تضاهى. . وهذه لم تتبدل. فالشعب البريطاني هو نوع الشريك الذين قد يريده !المرء حينما يحتاج الأمر عملا جادا. فالرجال والنساء في هذه المملكة هم لطفاء وصامدون وأسخياء وشجعان. واميركا محظوظة بدعوة هذه البلاد صديقنا الأقرب في العالم.
يتولى اكراد كان صدام حسين طردهم باعداد كبيرة من كركوك في اطار سياسة تعريب المنطقة، ادارة معظم المؤسسات العامة في المدينة لكن العرب والتركمان والمسيحيين لا ينظرون بارتياح الى هذا الوضع.
ويقر الكومندان دوغلاس فنسنت المتحدث باسم الكتيبة ١٧٣ المجوقلة المتمركزة في المنطقة ان "بعض الاحزاب الكردية لديها نوايا بشأن كركوك" وتريد "الحصول على كردستان" (مستقل) غير انه اكد ان "ذلك لن يحصل".
وفتحت ابرز الاحزاب الكردية ومن بينها الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني مكاتب لها في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وتقع على بعد ٢٢٥ كلم شمال بغداد.
وقالت تركمانية تعمل في مقر الادارة المحلية ان "الاكراد قدموا وهيمنوا على كل شيء". واضافت هذه السيدة التي طلبت عدم كشف هويتها ان "بعض المناصب المهمة اسندت للاكراد الذين يقومون بتبديد الثروات العامة بينما كان عرب او تركمان يتولون هذه الوظائف".
وامام مقر المحافظة تظاهرت مدرسة مسيحية مع ثلاثين من زميلاتها. وقالت "تم تعييننا في مراكز خارج المدينة ليحل محلنا مدرسون اكراد داخل المدينة".
وقالت سيدة عربية ان "مدير المدرسة التي تدرس فيها ابنتي كردي وقرر ان تعطى الدروس بهذه اللغة. ابنتي لا تتحدث الكردية ولا املك الامكانيات لنقلها الى مدرسة اخرى". اما الشيخ عبد الفتاح الموسوي ممثل الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في كركوك ان "حقوق العرب في هذه المحافظة انتهكت ليس بنسبة مئة بالمئة فقط بل بنسبة مليون بالمئة".
وقال عادل مراد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني ان "كركوك كردية تاريخيا. انها مدينتنا ودارنا".
واكد ان الاكراد لا يريدون "الانفصال ولا التسبب في اذى الاخرين (. . .) لكن يجب ان يعود كل الذين طردوا الى اراضيهم". واضاف ان "الغاضبين هم اولئك الذين فقدوا مداخيلهم وامتيازاتهم" التي حصلوا عليها في ظل النظام السابق. وتابع "نحن لا نقول ان كركوك مدينة كردية نحن نقول ان كركوك جزء من كردستان".
وقائد شرطة المحافظة المعين من قبل التحالف شيركو شاكر ورئيس جهاز الامن في شركة نفط الشمال غازي طالباني المعين من قبل وزارة النفط، كرديان.
وتم انتخاب المحافظ الكردي للمدينة عبد الرحمن مصطفى في ايار/مايو الماضي خلال اقتراع ندد به اعضاء المجموعات العرقية والدينية الاخرى في المدينة. وتضم ادارته ثلاثين عضوا بينهم ١٢ كرديا.
حتى الشرطة تمت اعادة تشكيلها من قبل الاميركيين ليحصل الاكراد على الاغلبية فيها حيث باتوا يشكلون اربعين بالمئة وعددهم ٢٢٠٠ شرطي، كما اوضح شاكر.
واشار نائب المحافظ العربي اسماعيل الحديدي الى انه "حتى الان لم تقع مشاكل بين الاكراد والعرب غير ان وجود المقاتلين الاكراد (البشمركة) في المدينة يمكن ان يسبب في وقوعها".
ويؤكد قائد الشرطة ان هؤلاء المقاتلين لا يمكنهم دخول المدينة "دون اذن التحالف". وقال فنسنت ان المقاتلين الاكراد الوحيدين الموجودين في كركوك "اندمجوا في صفوف الدفاع المدني". واضاف في محاولة لتوضيح سبب اللبس الحاصل ان "بعضهم لا يزال يرتدي الزي القديم في انتظار الحصول على زي جديد".
وقالت ايما سكاي ممثلة التحالف في شمال العراق "صحيح ان المحافظ كردي وقائد الشرطة كردي وان الاكراد اكثر حضورا في المجلس المحلي غير اننا نحاول عدم التركيز على قضية الاتنيات هذه".
أجراءات وخطوات تاريخية تهدف الى إستعادة سيادة البلاد واستقلالها
قانون أدارة الدولة للمرحلة الانتقالية. . تعبير عن مبادئ عامة يتفق عليها الشعب
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي لمجلس الحكم بشأن التحول السياسي في العراق
التزاماً بالثوابت الوطنية والدينية للشعب العراقي واتساقاً مع ما سعى اليه مجلس الحكم منذ تشكيله ومن اجل الاسراع في استعادة سيادة العراق واستقلاله فقد قرر مجلس الحكم اتخاذ الاجراءات الاتية:
١. صياغة قانون لادارة الدولة للفترة الانتقالية قبل نهاية شباط ٢٠٠٤ يتضمن اجراءات لانتخاب مجلس انتقالي يستكمل انتخابه قبل نهاية ايار ٢٠٠٤ ويعبر هذا القانون عن مبادئ يوجد عليها اتفاق عام في الشعب العراقي وهي:
أ- احترام حقوق الانسان واحترام الحريات الاساسية بما فيها حرية العقيدة والممارسة الدينية والمساواة بين جميع المواطنين.
ب- تأكيد الفصل بين السلطات الثلاث.
ج- ادخال درجة من اللامركزية في ادارة المحافظات مع مراعاة الوضع الراهن في كردستان حالياً.
د- اقرار مبدأ السيطرة المدنية على قوى الامن والجيش.
هـ- اقامة نظام ديموقراطي فدرالي تعددي موحد يحترم الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي مع ضمان حقوق الاديان والطوائف الاخرى. يتضمن هذا القانون جدولاً زمنياً لكتابة الدستور الدائم بواسطة مجلس منتخب مباشرة من الشعب العراقي وانتخاب حكومة جديدة طبقاً لاحكام الدستور الجديد قبل نهاية عام ٢٠٠٥ ويتضمن اجراءات لاختيار اعضاء مجلس انتقالي يستكمل اختياره في فترة لا تتجاوز نهاية آيار٢٠٠٤.
٢- يتولى المجلس الانتقالي انتخاب حكومة عراقية مؤقتة قبل نهاية حزيران ٢٠٠٤ تمارس السلطة السياسية وتكون ذات سيادة ومعترفاً بها دولياً وبتسليمها السلطة تنتهي حالة الاحتلال وتحل حينئذ سلطة الائتلاف وينتهي دور مجلس الحكم.
٣- يستمر عمل المجلس الانتقالي والحكومة المنبثقة منه لحين اقرار الدستور الدائم وتحول السلطة الى حكومة منتخبة وفق احكامه. وادراكاً لاهمية هذه الاجراءات لكل مواطن يلتزم مجلس الحكم من الان وفي الشهور التالية وحتى قيام الحكومة المؤقتة بالمشاركة في فتح باب حوار واسع لكل القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية وعموم المواطنين لضمان مشاركة جميع العراقيين في اقامة نظام سياسي جديد. والله الموفق.
عضو اللجنة التحضيرية للدستور العراقي وامين عام الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق الاستاذ عباس البياتي:
نخشى ان يتحول العراق إلى ساحة مفتوحة للارهاب وتصفية الحسابات وحرب الوكالات
* كركوك مدينة تتداخل فيها الانتماءات القومية والمذهبية والدينية ويمكن اعتبارها عراقاً مصغراً من حيث تنوع وتعدد الانتماءات وعليه ليست من السهولة السيطرة على مدينة مفتوحة على جميع الاتجاهات.
* الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ومنذ ان انتقل إلى الداخل وامتزج مع حركة الشارع التركماني في كل المناطق سعى من اجل بلورة مطالب التركمان وتعريفه بحقوقه المشروعة.
* لا زالت سفينة العراق تواجه الامواج المتلاطمة حيث لم تستقر على ساحل معين مما يؤكد ان امريكا لم تفكر كثيراً في قضايا ما بعد سقوط صدام.
* المشاكل الامنية جزء كبير منها ناتج عن الفراغ في هيكل الدولة وعدم ظهور قوى ومؤسسات واجهزة كفيلة بتسيير الامور.
* لعل سرعة الانتصار اذهل الامريكان وبالتالي جعلهم يلغون خططا كانت ضرورية في سبيل حفظ الامن والاستقرار مما جعلهم ينامون لمدة ٣ اشهر بعد السقوط على وسائد الراحة والاطمئنان على اساس ان مقاليد الامور اصبحت بايديهم.
* امريكا تتحمل اولاً مسؤولية مضاعفة في تدهور الاوضاع ابتداء من عدم الاستعداد الكافي من حيث الخطط والمناهج لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام، ثانياً تهميش القوى السياسية قدر المستطاع والتعامل الفوقاني مع هذه القوى، وثالثاً حل المؤسسات التي كان من الممكن ان تضبط الامور بعد تغيير في قياداتها واعادة هيكلتها مجدداً.
* ان ما يحصل في المناطق الغربية من العراق ليس مقاومة بالمعنى الشرعي والوطني للكلمة بل اعتراضات واحتجاج على فقدان الامتيازات التي كانت تتمتع بها فئة ضيقة من العراقيين، وبالتالي هي رد فعل على خسارة تلك الامتيازات.
* الهدف من توجيه الاتهامات إلى دول الجوار يدخل في اطار التحذير والانذار وتوجيه رسائل بان العراق منطقة محظورة عليهم وبالتالي مطالبتهم التعاون مع امريكا في مجال ضبط الحدود.
* ننظر ايجابياً إلى الاجتماعات التي تعقدها دول الجوار، ونعتقد ان البيان الختامي لاجتماع دمشق الاخير تضمن نقاطاً ايجابية لصالح الشعب العراقي.
مقدمة:
يتجدد كل يوم الحديث عن العراق، عن الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، عن السيارات المفخمة التي تنفجر هنا وهناك ويذهب ضحيتها العشرات من المدنيين العراقيين فضلاً عن المؤسسات المدنية ومراكز الشرطة ومقرات المنظمات الانسانية التي جاءت لتمديد المساعدة للشعب العراقي الذي عانى الامرين على يد نظام ديكتاتوري لم يعرق التاريخ الحديث مثيلاً له على الاطلاق ولكن وبعد مرور سبعة اشهر على الإطاحة بنظام صدام البائد، لا تزال الاوضاع غير مستقرة في هذا البلد، ويدفع الشعب العراقي ضريبة معارضته لنظام صدام، وباتت الساحة العراقية ساحة حرب وصراع الهدف منها استنزاف طاقات العراقيين وتسوية الحسابات وعرقلة مسيرة النهوض التي بدأ العراقيون في تدشينها. . ولكن هل ينجح الشعب العراقي في تجاوز هذه المحنة، وما هي حقيقة الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف. . وما هي طبيعة الدستور العراقي القادم ودور المرجعية في ذلك، وطبيعة الموقف الاقليمي حيال ما يجري في العراق. . كل هذه الاسئلة وغيرها طرحتها الوفاق للسيد عباس البياتي عضو اللجنة التحضيرية للدستور العراقي وامين عام الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق.
* الوفاق: الاوضاع في العراق تتسم بالغموض مما يكشف عن عدم تقدير سليم من قبل اميركا لمشاكل ما بعد السقوط، كيف تنظرون إلى تطورات الاحداث هناك، وهل ستتجه إلى الانفراج ام إلى المزيد من التعقيد؟
- البياتي: لا زالت سفينة العراق تواجه الامواج المتلاطمة حيث لم تستقر على ساحل معين مما يؤكد ان اميركا لم تفكر كثيراً في قضايا ما بعد السقوط بل كان كل همها منصب على الانتصار على قوات صدام حسين، وكانت تتحسب لهذا الامر كثيراً إلى درجة الخشية من ان تواجه مقاومة عنيفة او استخدام اسلحة كيمياوية وجرثومية ضدها وبالتالي فان التفكير في هذا الامر شغل بال اميركا ولم تسمح لها الفرصة في اعداد خطط متكاملة لما بعد السقوط ولربما كانت تتوقع ان تستمر اكثر مما حصل وان الظروف كفيلة بافراز وضع جديد بعد السقوط، ولكن هذا الامر جعل قوات التحالف الامريكية – البريطانية تواجه تحديات لم تكن بالحسبان وضمن الخطط العسكرية، وعليه فهناك تخبط واضح في الشأن العراقي وادارته وكيفية تقييم اوضاعه، مما يلقي بظلال معتمة على الواقع هناك حيث لم تستبين إلى الآن السبل الكفيلة بوضع العراق على طريق النهوض الحقيقي وبناء دولته المعاصرة وقيام نظام سياسي عادل. فالمشاكل الامنية جزء كبير منها ناتج عن الفراغ في هيكل الدولة وعدم ظهور قوى ومؤسسات واجهزة كفيلة بتسيير الامور حيث ان اسقاط النظام ادى الى سقوط مريع للدولة بكافة مؤسساتها وزاد الطين بلة حل الجيش وجهاز الشرطة والاستغناء عن خدمات الاحزاب والحركات السياسية الوطنية من هنا نعتقد ان هذا المخاض الصعب للعراق سيستمر لفترة غير قليلة مما يجعل الشعب يدفع ثمن ذلك الى ان يتم التوصل الى منهج يحظى بالقبول من قبل كل اطراف القوى المعنية بالشأن العراقي محليا وامريكيا. ولعل سرعة الانتصار اذهل الامريكان وبالتالي جعلهم يلغون خططاً كانت ضرورية في سبيل حفظ الامن والاستقرار مما جعلهم ينامون لمدة ثلاثة اشهر بعد السقوط على وسائد الراحة والاطمئنان على اساس ان مقاليد الامور اصبحت بايدهم ولكن سرعان ما اكتشفوا انهم كانوا واهمين جدا عندما تركوا كوادر حزب البعث والمخابرات احراراً من غير اعتقال او محاكمة مما جعل هؤلاء ينظمون صفوفهم ويتحالفون مع قوى اخرى من اجل زعزعة الاستقرار، اذن اميركا تتحمل مسؤولية مضاعفة في هذا الصدد ابتداء من عدم الاستعداد الكافي من حيث الخطط والمناهج لمرحلة ما بعد السقوط، ثانياً تهميش القوى السياسية قدر المستطاع والتعاون الفوقاني مع هذه القوى وثالثاً حل المؤسسات التي كان من الممكن ان تضبط الامور بعد تغيير فوقي في قياداتها واعادة هيكلتها مجدداً.
* الوفاق: هناك مطالبة عراقية بتسليم الملف الامني لمجلس الحكم، واذا كانت اميركا بقواتها غير قادرة على الضبط الامني فعلامَ يراهن مجلس الحكم في مطالبته؟
- البياتي: الملف الامني في العراق معقد والذين يساهمون في تعكير الامن وضرب الاستقرار اطراف متعددة داخلية وخارجية، وربما كان قصد مجلس الحكم المطالبة بتوسيع صلاحياته في المجال الامني والسياسي باعتبار ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين هذين المجالين والسماح لمجلس الحكم بتشكيل جهاز مخابرات وامن من القوى السياسية تتولى التعقيب والملاحقة للعناصر المسببة للاخلال بالامن كما وتشكيل اجهزة خاصة للشرطة وقوات الطوارئ من العراقيين ذات تسليح متطور وامكانيات واسعة، وذلك ان الاميركان كانوا يتعاملون مع الواقع العراقي على ضوء القرار ١٣٨٤ والذي يشير الى ان مهمة الامن والادارة من مسؤولية قوات الاحتلال حسب اتفاقية جنيف بهذا الصدد، وبالتالي فان السفير بول بريمر كان يرفض اي تدخل عراقي في هذا الامر ولكن، تدهور الاوضاع الامنية دفع بالكثير الى ان يرفعوا صوتهم مطالبين بتفويض العراقيين هذه المسألة الحساسة ولكن يبقى ان العراقيين حتى في حالة تسلمهم الملف الامني سيحتاجون الى وقت طويل من اجل الاستعداد وتوفير متطلبات العمل والتحرك الفعّال على هذا الصعيد، وربما ان السبب وراء الاصرار الامريكي على الامساك بالملف الامني ساهم ان يكون الكثير من المجرمين احراراً وبالتالي ان يختلطوا بالمجتمع ولو بطريقة غير مباشرة وبما ان الامن يعني المعلومة والمعرفة الصحيحة للواقع العراقي، من هنا فان العراقيين اقدر على ذلك حسب مقولة {اهل مكة ادرى بشعابها} وان قوات التحالف من خلال الامساك الفوقي بالوضع في العراق كانت تعتقد انها بذلك تستطيع ان تفرض الامن والاستقرار بينما الامر يقتضي الامساك من تحت، اي ان تكون هناك اجهزة منتشرة في مفاصل البلد تلاحق المجرمين والعابثين بالامن.
* الوفاق: في الفترة الاخيرة ظهر تطور على اسلوب التعرض والهجمات ضد القوات الامريكية، هل يعني ان اميركا ستواجه مقاومة عنيفة مستقبلا؟
- البياتي: ان اسلوب السيارات المفخمة واسقاط الطائرات العمودية يمثل تطوراً لافتا في مسألة التعامل مع قوات التحالف الامريكية البريطانية، وهذه الاساليب كما هو معروف تتطلب تقنية عالية وخبرة ميدانية عادة لا تتوفر لاشخاص عاديين بل لجهات لديها تجربة وخبرة عسكرية عالية، ومن هنا يمكن الاشارة الى ان هذا العمل ليس من قبل العراقيين بل وافد اليه من قبل جهات عديدة تريد ان تجعل العراق ساحة منازلة كبرى مع امريكا سواء لاسباب سياسية او مصلحية او صراع بين الدول على الامتيازات بالتالي نخشى ان يتحول العراق الى ساحة مفتوحة للارهاب وتصفية الحسابات وبالتالي استنزاف ما تبقى من قدراته وقوته عبر حرب الوكالات والنيابة عن اصحاب المصالح الكبرى، ولا يوجد في العراق في الوقت الحاضر قرار وطني وشعبي بالمقاومة والتصدي للاحتلال لاسباب معروفة وموضوعية وما يحصل في بعض المناطق الغربية من العراق ليس مقاومة بالمعنى الشرعي والوطني للكلمة بل اعتراضات واحتجاج على فقدان الامتيازات التي كات تتمتع بها فئة ضيقة من العراقيين، وبالتالي هي رد فعل على خسارة تلك الامتيازات، ولا نعتقد ان هذه الاعمال والمواجهات ستدفع بالامريكان الى الخروج بل العكس سيكرس الاحتلال اكثر فاكثر لان العراق هو التحدي الاكبر امام الارادة الامريكية في الوقت الحاضر ولن تسمح بالسقوط امام هذا التحدي، بل ان تلك الهجمات ساهمت في ظهور قناعة عامة لدى العراقيين بان الخروج السريع للقوات الامريكية في الظروف الحالية ستنشأ عنه صراعات محلية وحرباً اهلية بين مكونات الشعب العراقي.
* الوفاق: دأب المسؤولون الامريكان وبالذات السفير بول بريمر الحاكم المدني للعراق الى توجيه اتهامات الى بعض دول الجوار بانها تقف وراء الهجمات التي تتعرض لها قواتها في العراق، هل ان لهذه التصريحات مصداقية وتواثيق، ام انها تأتي في اجواء التوتر السياسي بين ا مريكا وتلك الدول؟
- البياتي: لا اعتقد ان هناك دولاً مسؤولة تدرك المخاطر التي تمر بها المنطقة وبالتالي تسمح لنفسها التدخل في الشأن العراقي ومحاولة التصدي لاميركا فيها حيث تعلمون جيداً ان العراق ليس ساحة مزاح مع الامريكان الذين وقفوا بوجه اوروبا والامم المتحدة وانفردوا بقرار الدخول الى العراق واحتلاله. وعليه لديهم حساسية كبيرة من التحرش بهم في الساحة العراقية او الافغانية، قد يكون هناك نوع من لعبة الامم والصراع على النفوذ بين اميركا ودول المنطقة في ساحات اخرى اما في العراق لا نعتقد ان الاوضاع تسمح بذلك، ولكن تم القاء القبض على بعض المهاجمين ممن ينتمون الى دول الجوار وهؤلاء هم ربما من بقايا افغان العرب وبالتالي لا يمكن القاء مسؤولية اعمالهم على دولهم في وقت يعارضون تلك الدول، ربما كان الهدف من توجيه الاتهامات الى دول الجوار يدخل في اطار التحذير والانذار وتوجيه رسائل بان العراق منطقة محظورة عليهم وبالتالي مطالبتهم التعاون مع اميركا في مجال ضبط الحدود علماً ان المسألة تحتاج الى اجراءات في داخل العراق حيث هناك فراغات في الوضع السياسي والامني العراقي لابد من معالجته. وان القاء تبعة تلك المواجهات على دول الجوار سوف لن يحل المشكلة ولكن الحوار والتعاون البناء سيساهم في ضبط الحدود ومنع التسلل.
* الوفاق: عقدت دول الجوار العراقي اجتماعاً في دمشق مؤخراً على مستوى وزراء الخارجية، هل ان في البيان الختامي لهذا الاجتماع ما يشير الى مصلحة الشعب العراقي، ولماذا لم يحضر وزير الخارجية العراقي؟
- البياتي: من حق دول الجوار كما من حق كل من له مصلحة في العراق والمنطقة من الدول الاوروبية ان تحرص على مصالحها وتحتاط لامنها وتحول دون ان تتأثر بالتداعيات السلبية للوضع العراقي، وعليه فانه من الطبيعي ان تبادر دول الجوار الى عقد مثل هذه الاجتماعات ولو بخلفية صيانة امنها القومي والحؤول دون ان تصل الى دولها الآثار السلبية كما ان على هذه الدول مسؤولية حماية الامن الاقليمي حيث من المعلوم ان امن المنطقة واحد لا يتجزأ وعليه نحن ننظر ايجابيا الى هذه الاجتماعات، ونعتقد ان البيان الختامي تضمن نقاطاً ايجابية لصالح الشعب العراقي وخاصة في المطالبة بدور اكبر للامم المتحدة والتنديد بالارهاب وتفهم معاناة العراقيين والاعتراف بمجلس الحكم واعتباره خطوة باتجاه قيام الدولة الدستورية والتأكيد على وحدة العراق ورفض تجزئته، اما عدم حضور وزير الخارجية العراقي فيبدو ان هناك اشكالا بروتوكوليا حصل في طريقة الدعوة مما ادى الى رفض الحضور من قبل الوزير، حيث اعتبر ذلك طريقة غير مناسبة مما يكشف على ان هناك بعض التحفظات لدى بعض الدول في التعامل مع الواقع الحالي وكنا نأمل ان يكون هناك حضور عراقي وبالتالي توضيحا للقضايا والاستماع الى صاحب القضية عن قرب، من هنا نعتقد ان عدم الحضور فوّت على العراقيين فرصة في كسب المزيد من الاعتراف بالمؤسسات الانتقالية القائمة ومعالجة تحفظات الاخرين ولكن يبدو اننا الان في طور الانتقال من مرحلة كنا فيها احزاباً وطنية وبالتالي كنا لا نعير اهمية لمسائل البروتوكول الى مرحلة الدولة والمؤسسات حيث هناك مراسيم وبروتوكولات خاصة في المخاطبة وتوجيه الدعوات ولابد من رعايتها بين الدول مهما كانت درجة الاختلاف بين هذه الدول ورأيها بالنظام السياسي القائم.
* الوفاق: باعتباركم عضوا في اللجنة التحضيرية الدستورية الى اين وصلت اعمال هذه اللجنة، ومتى سيكون للعراقيين دستور دائم؟
- البياتي: ان مهمة اللجنة التحضيرية الدستورية كانت تنحصر في امرين، البحث في آلية عقد المؤتمر او المجلس الدستوري الذي سيتولى التدوين التفصيلي للدستور والامر الثاني وضع خطوط عريضة ومبادئ عامة تشكل منطلقاً لكتابة الدستور، وان اللجنة بعد اكثر من ٤٥ يوما من الدراسة والنقاش وزيارتها للمحافظات والالتقاء بنخب المجتمع والتداول في الاراء والاوراق المطروحة بهذا الصدد اعدت تقريراً عن اعمالها واودعتها عند مجلس الحكم للنظر فيها وبالتالي اخذ القرار المناسب، حيث ان اللجنة وجدت ان هناك ثلاثة طرق لتشكيل المؤتمر الدستوري الاول الانتخاب الحر المباشر لممثلي الشعب، والثاني الانتخابات الجزئية من قبل الهيئات والنقابات والجمعيات المهنية، والثالث التعيين والاختيار على اساس التوافق، وكان رأي الغالبية مع الطريقة الاولى وهي اجراء انتخابات حرة ومباشرة بعد التعداد السكاني لهذا الغرض، والتوافق على المبادئ الكلية والمرتكزات الاساسية بين المكونات القومية والمذهبية والسياسية ونعتقد ان اعتماد هذه الطريقة سوف يكون للشعب العراقي دستور دائمي بين ٨ اشهر الى سنة.
* الوفاق: هل عرضت في اللجنة مسودات دستور من قبل جهات معينة، وهل كان هناك ممثلون سلطة التحالف في اللجنة المذكورة؟
- البياتي: كما اسلفت القول ان مهمة اللجنة كانت محددة بالتالي لم يكن من مهامها الدخول في تفاصيل الدستور حيث ان ذلك من مسؤولية المجلس او المؤتمر الدستوري، والذي يقدر عدد اعضائه بـ ٢٥٠ شخصا اذا تم اجراء انتخابات على ان كل ١٠٠ الف شخص يمثلهم شخص واحد، وعليه لم تعرض علينا اي مسودة للدستور لا من قبل الاحزاب والحركات ولا من قبل مجلس الحكم ولا من قبل اميركا على انه لم يكن ضمن اللجنة اي ممثل لسلطة التحالف سواء كانوا اميركان او عراقيين كذلك ولم يحضر اجتماعاته هكذا ممثلون.
* الوفاق: كيف تعاملت اللجنة مع راي المرجعية الدينية فيما يتعلق بالمؤتمر الدستوري؟
- البياتي: ان رأي المرجعية الدينية لها قدسية واحترام كبير وقد التقت اللجنة بكامل اعضائها بسماحة المرجع الديني السيد السيستاني من هنا لا يمكن ان نتقاطع مع رأي المرجعية خاصة ان المرجعية لا تطلب لها بل تريد دوراً للشعب العراقي في كتابة دستوره الذي يتعلق باجياله القادمة وبحفظ سمعته الوطنية ويبعد الشبهات والطعون عنه.
* الوفاق: هل تم التطرق في اللجنة الدستورية الى قضية دور الدين والموقف من الاسلام وطبيعة النظام السياسي القادم والموقف من الفدرالية؟
- البياتي: لم تدخل اللجنة في التفاصيل ولكن جرت نقاشات حول هذه القضايا بالاثناء باعتبار ان مهمة تحديد هذه الامور من مسؤولية المؤتمر الدستوري ولكن تم التأكيد على ان البيان السياسي لمجلس الحكم في فقرته الثالثة يشكل اساساً في تحديد طبيعة النظام السياسي والموقف من الفدرالية والدين والتي تنص على قيام نظام سياسي تعددي برلماني فدرالي يحترم الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، ولكن كما هو معلوم بان الفدرالية على انواع والتجارب في هذا الصدد متعددة في العالم هل سيكون على اساس قومي ام جغرافي ام اداري ام على شكل مقاطعات او ولايات.
هذا ما يفصل فيه الدستور القادم، ولكن هناك توافق سياسي على الفدرالية بشكل عام، اما الموقف من الدين فهناك، اوراق تم الاتفاق عليها في مؤتمر لندن بين القوى السياسية العراقية منها ورقة حول المرحلة الانتقالية الاخرى حول النظام المستقبلي فيها تأكيد على ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام ولا ينبغي تشريع ما يتناقض مع احكامه.
* الوفاق: باعتباركم كنتم عضواً تركمانياً في اللجنة التحضيرية الدستورية، بماذا يطالب التركمان في الدستور العراقي القادم؟
- البياتي: ان التركمان جزء من الواقع السياسي والاجتماعي والتاريخي والجغرافي للعراق، ومنذ قرون مديدة، وعليه فانهم يأملون ان يتضمن الدستور القادم الاعتراف والاقرار الصريح بهم الى جانب بقية القوميات بلا انتقاص او الحاق كلمة الاقلية بهم حيث ان النظام السياسي القادم سيكون تعددياً يحترم التنوع ويعكسه بشكل متوازن وعادل ومن الحق المشروع للتركمان ان ينص الدستور على وجودهم وحقوقهم، كما ان التركمان يطالبون بالاقرار بحقوقهم اسوة بباقي القوميات وفي مساحة جغرافية وادارية محدودة تحمل اسمهم في حالة اعادة تركيب الدولة العراقية على اي اساس كانت. والامر الثالث حظر اي نوع من التمييز الطائفي والقومي في العراق وافساح المجال امام التركمان وسائر الاقليات لتطوير شخصيتهم الاجتماعية والحفاظ على عضويتهم القومية المتميزة وصيانة ذلك دستورياً وعبر تشريعات قانونية ثابتة.
* الوفاق: تشكل مجلس الحكم على اساس المحاصصة بين المكونات القومية والمذاهب والسياسية وكان هناك ممثل عن التركمان، هل ان التركمان راضون عن تمثيلهم؟
- البياتي: ان مهمة مجلس الحكم هي التعبير عن الواقع العراقي بشكل وآخر امام الاحتلال ومحاولة ادارة الاوضاع في المرحلة الانتقالية لحين قيام المؤسسات الدستورية وعليه فانها ليست بالضرورة تعكس الواقع الحقيقي للشعب العراقي وهذا ما يؤكده، اعضاء هذا المجلس حيث يقولون اننا لا نمثل كل العراقيين وذلك هناك قوى سياسية وشرائح لم تمثل في المجلس المذكور ولا بد من التعامل معه على اساس انه مرحلي انتقالي فرضته ظروف الاحتلال والمقياس الحقيقي عندما يعبر الشعب العراقي عبر انتخابات حرة عن رأيه وينتخب ممثليه هناك اعتراضات من قبل جهات عديدة اصابها الغبن والاجحاف عند تشكيل مجلس الحكم وان التركمان جزء من هذا الطيف الذي لم يتم التعامل معهم بانصاف، حيث تم خفض نسبتهم من ٦ بالمائة الى ٤ بالمائة عند تشكيل المجلس واقصاء المضحين التركمان عن التمثيل والذين تحملوا ضريبة مواجهة نظام صدام الدكتاتوري الذي اعدم اكثر من ٥٠٠ من شخصياتهم، وهكذا تم استبعاد الشيعة التركمان عن التمثيل والاكتفاء بامرأة اختارتها سلطة التحالف الامريكية البريطانية وفرضتها ممثلة عن التركمان والملاحظة الثالثة بعد خفض النسبة والاجحاف بحق الشيعة التركمان تتمثل بتجاوز القوى السياسية التركمانية الاسلامية والقومية وهذا حصل فقط مع التركمان بخلاف سائر القوميات حيث مثلتهم جهات سياسية معروفة، وللاسف تكرر نفس الامر في التشكيل الوزاري حيث كان هناك احتكار واستئثار واضح حيث تم توزيع الحقائب الوزارية على اعضاء مجلس الحكم وتخصيص مقعد واحد للتركمان وكان من خارج القوى السياسية التركمانية المعروفة حيث كان الاجدر استيعاب القوى السياسية من خارج المجلس ممن يعتبرون ضمن الموالين لهذا المجلس وليسوا من المعارضين له ولكن ان ذلك لم يحصل وهكذا شيئاً فشيئاً يساهم مجلس الحكم في حصر دائرة التأييد والدعم الشعبي والوطني له في وقت احوج ما يكون الى تعزيز المشاركة الوطنية والقيام بالاصطفافات السياسية التي تدعم موقفه ونهجه امام قوات التحالف ويكسبه المزيد من الدعم والاسناد الشعبي والوطني.
* الوفاق: تشهد مدينة كركوك عمليات وتفجيرات ضد قوات التحالف واستهداف المنشآت النفطية، كيف هي الاوضاع في كركوك حاليا خاصة وقد شهدت سابقا مواجهات بين القوميات؟
- البياتي: كركوك مدينة تتداخل فيها الانتماءات القومية والمذهبية والدينية ويمكن اعتبارها عراقاً مصغّرا من حيث تنوع وتعدد الانتماءات، وعليه ليست من السهولة السيطرة على هكذا مدينة مفتوحة على جميع الاتجاهات ونافذة مفتوحة لاستقبال مختلف الرياح، وقد شهدت مؤخراً تصاعداً في الهجمات على مواقع تواجد القوات الامريكية ومراكز الشرطة ومكاتب االاجراءات لا يمكن القاء تبعات تلك المواجهات على ابناء كركوك بل انها وافدة اليهم من الاطراف حيث هناك بعض القرى والمدن في اطراف كركوك تنسجم في الموقف مع بعض الاتجاهات السلفية المتطرفة، ولكن بصورة عامة يمكن القول ان الاوضاع تحت السيطرة ولم تخرج عن سيطرة القوى المسؤولة عن امن كركوك وهناك مناطق محدودة في المدينة يمكن اعتبارها مناطق ساخنة وتحاول المساس بالامن وايجاد الاضطرابات اما الصراعات القومية فقد حصلت بعض الاشتباكات على خلفية قومية سواء كانت عربية كردية او كردية تركمانية في الاشهر الاولى من تحرير المدينة ولكن تمت السيطرة عليها واخماد فتيل الفتنة وبالتالي الان هناك تعايش سلمي بين جميع المكونات القومية والمذهبية للمدينة، وحتى لا تتكرر تلك الصراعات مستقبلاً ينبغي ان يصار الى اعتماد نهج سياسي عقلائي من قبل الجميع واشراك كل القوميات في الادارة بشكل متوازن وعادل بلا احتكار او هيمنة من قبل جهة على اخرى، وتوجه الجميع في الوقت الحاضر بهذا الاتجاه الذي يضمن استقرار هذه المدينة الحيوية والحساسة.
* الوفاق: بعد تحرير العراق عادت الاحزاب والحركات العراقية الى الداخل ومنها الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق كيف تعاملتم مع الواقع العراقي بعد اغتراب طويل عنه. وهل ان خطابكم السياسي يلبي حاجة هذا الواقع ام لا بد من اعادة النظر فيه؟
- البياتي: ان خطاب الثورة ومرحلة النضال يختلف عن خطاب البناء والدولة، وعليه فان خطاب جميع الاحزاب والحركات كانت ذات محور واحد يتركز على النضال من اجل اسقاط صدام حسين، اما الآن فان العراق انفتح امام الجميع بكل مشاكله ومطالبه واتجاهاته ولا بد من صياغة جديدة للشعارات والمنظومة السياسية التي تتعامل مع هذا الواقع الجديد، اي كما ان العراق يحتاج الى اعادة بناء فان هذه الاحزاب كذلك بحاجة الى اعادة نظر في برامجها وخططها لتواكب الواقع. . والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ومنذ ان انتقل الى الداخل وامتزج مع حركة الشارع التركماني في كل المدن والمناطق سعى من اجل بلورة مطالب التركمان وتعبئة الشارع وتعريفه بحقوقه المشروعة التي ينبغي ان يطالب بها عبر مختلف الوسائل السلمية. لا شك ان الواقع العراقي كان مفاجئا للجميع سواء حجم الدمار التي حصل فيه على يد نظام صدام او التغييرات التي حصلت في البيئة الاجتماعية والنفسية للفرد العراقي والذي تتطلب تقييما جديداً يتجاوز العموميات الى تشخيص موضوع طبيعة الامراض والآثار السلبية التي اصابت تلك البنية الاجتماعية والنفسية، من هنا اعتقد ان الخطاب السياسي للاحزاب والحركات ومنها الاتحاد لا ينهض بالواقع العراقي الحالي ما لم تتم اعادة النظر فيه على ضوء تجديد الفهم للواقع الاجتماعي والسياسي العراقي.
الوفاق: ما هو دور الاتحاد في داخل اجهزة الدولة في الوقت الحاضر؟
البياتي: للاتحاد حضور جيد محليا على مستوى المدن والمناطق التركمانية، صحيح ان حضوره في بغداد ليس بالمستوى المطلوب داخل المعادلة السياسية ولكن في المدن التركمانية هناك حضور مناسب لممثلين عن الاتحاد في الادارات المحلية، حيث ان مسؤول المكتب السياسي للاتحاد هو رئيس لمجلس ادارة كركوك والذي يمثل مع المحافظ ونائبه ثلاثية ادارية بهذه المدينة وهو موقع مهم، كما ان هناك ممثلاً للاتحاد في ادارة مدينة طوز خورماتو وهي ثاني مدينة تركمانية من حيث الكثافة السكانية بعد كركوك. وممثل الاتحاد فيه نائب رئيس مجلس ادارة طوز ويشرف على عدة لجان فيها، كما كان هناك ممثل عن الاتحاد في اللجنة التحضيرية الدستورية في بغداد، بالاضافة الى اننا نعمل مع بقية التيار الاسلامي التركماني على اربعة صور هي التنسيق المشترك في جميع المدن والمناطق التركمانية وتشكيل مجالس شورى محلية وتشكيل جمعيات اسلامية مهنية تركمانية كما هناك لجنة خماسية بين التيار الاسلامي التركماني والاتحاد الوطني الكردستاني لحل المشاكل السياسية والادارية في المناطق التركمانية.
الوفاق: اثارت مسألة تدخل القوات التركية تحفظات عراقية مما ادى الى اعادة النظر في هذا التدخل من قبل امريكا وتركيا، ما هو رأيكم في هذه المسألة؟
- البياتي: ابتداء، ان معالجة الملف الامني لا تتم عبر استقدام المزيد من القوات حتى لو كانت امريكية، لان القضية ليست نقصا عددياً بل خلل في الرؤية ومنهج التعامل مع الوضع الامني، والذي نعتقد انه من مسؤولية العراقيين الذين يجدون التعامل الجاد والفاعل معه. وبما ان هناك مجلس حكم يمثل بشكل وبآخر ارادة عراقية مقابل سلطة الاحتلال لابد ان يكون لهذا المجلس دور فيما يخص العراق سياسياً واقتصادياً وامنياً وعسكرياً ربما كان ذلك يساهم في رفع التحفظات عن دخول القوات التركية بعد ان يتم تبديد المخاوف والقلق لدى بعض الجهات العراقية المخالفة لهذا التدخل وان عدم اشراك العراقيين في المباحثات ا لتركية الامريكية ساهم في اثارة الشكوك والاعتراضات، ويبدو ان عدم التوافق الامريكي التركية ساهم في عرقلة هذا التدخل، وهذا مما دفع بعبد الله غول وزير الخارجية التركي الى اتهام الاداري الامريكي بالتردد في هذه المسألة، وان الاجماع الوطني العراقي فيما يخص هذه المسألة امر ضروري حيث لا يمكن هدم التوافق الوطني بين مكونات الشعب العراقي وهو مقدم على كل اعتبار آخر، من هنا فان مجلس الحكم كان يلاحظ هذا التوافق ويحرص عليه واننا في الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق نعتقد ان هذا الامر يتعلق بالدول والحوارات القائمة بينها وتقديرها للمصالح المتبادلة، والحساسية ليست مصدرها كونها قوات تركية حيث هناك موقف مشابه من جميع دول الجوار، وهو واضح في تصريحات جميع اعضاء مجلس الحكم.
قرأنا في موقع النهرين خبرا بتوقيع اسم وهمي يعلن عن إنشاء ما يسمى بـ " مركز تقصي حقائق التركمان" وإنه لشي جيد أن يكون للتركمان مركزا لتقصي الحقائق، يتتبع إنتهاكات حقوق الإنسان التركماني. ورغم وجود أكثر من مركز تركماني في هذا المجال سواء داخل العراق أو خارجه أضيف إليه مؤخرا مركزا جديدا تحت اسم "مركز تقصي حقائق التركمان"!!!والإسم يدل على المدلول ـ كما يقال ـ فهو مركز يخصص نشاطه للنيل من الوطنيين التركمان قبل أن يبدأ بتمزيق وحدة الصف التركماني. لأنه وكما أثبتت الأيام التي تلت سقوط الطاغية بأن التركمان يشكلون مركز الثقل في التكوين الأجتماعي للشعب العراقي وأنه لا بديل من الاستغناء عنهم في إدارة العراق مما أثار ضغينة بعض الأطراف السياسية المعادية للتركمان. خصوصا بعدما فشلوا في إعطاء ثقلا في المعادلة الجديدة لعملاءهم التركمان ممن ساروا وراء أبواقهم تحت غطاء حركات تركمانية "صنيعة" !!!. نعم فشل هؤلاء من الوصول الى آمالهم من خلال هذه الحركات " الصنيعة" فراحوا يبحثون عن وسلية جديدة لعلها تجدي نفعا فقاموا بنشر بيانات بأسماء وهمية لتشويه سمعة التركمان ومناضلي الحركة الوطنية التركمانية. وآخر ما قاموا به هو نشرهم في موقع النهرين على الأنترنيت أسماء العديد من التركمان وعلى رأسهم المناضل حسن أوزمن زاعمين أنه كانت لهم علاقات تآمرية مع حزب البعث والأجهزة الأمنية لدول الجوار!!!فليعلم هؤلاء والرأي العام بأننا نعرف الجهة الحقيقية التي تقف وراء هذه الحملة المغرضة وسوف نكشف عنهم.
وبغض النظر عن القائمة الطويلة ـ التي قد يدرج فيها من لم يولد بعد ـ بالأسماء المزعومة فإن ذكر السيد حسن أوزمن على رأس المتهمين يكشف النية الخبيثة التي تهدف الى النيل من شخصه الكريم ومن التركمان ويدل على أنه المستهدف قبل غيره، بل هو كذلك. فالمقالات التي كتبها السيد حسن أوزمن والكتب التي أصدرها في المجالات السياسية وحقوق الإنسان تركت أثرا إيجابيا في المطالبة بحقوق تركمان العراق. مما انعكس سلبا بالتالي على التوجهات المضادة له. ونحن نعلم بأن السيد أوزمن بدأ نضاله قبل ثلاثين سنة، أي مع استلام حزب البعث السلطة في العراق، من خلال اتخاذه دمشق وجبال العراق مقرا لكفاحه مع عدد من أصدقائه المناضلين التركمان ويشهد له بهذا قياديين أكراد قبل أن يغفل عنه الجاهلون في المركز "المخابراتي". ومن الجبال بدأ حياته النضالية فضحى بالغالي والنفيس من أجل كشف الظلم الذي يلحقه نظام البعث بالتركمان في العراق وبسبب مواقفه هذه تعرض عائلته للاضطهاد ومن ثم الترحيل. ويذكر أن السيد أوزمن هو أول تركماني يقف في وجه المجرم برزان التكريتي في جنيف كاشفا مظالم سيده الطاغي في العراق، ونحن نعتقد بأنه ـ السيد أوزمن ـ سيقوم بفضح الفاشيين الجدد في المحافل الدولية وقد "أعذر من أنذر"!. وساهم السيد حسن أوزمن في تأسيس منظمة الوطنيين الديمقراطيين التركمان فضلا عن مساهمته في تشكيل الجبهة الوطنية والقومية الديمقراطية في دمشق عام ١٩٨٠م قبل مشاركته في تأسيس الحزب الوطني التركماني العراقي ولم يتوقف نشاطه عند تأسيس منظمة تعنى بحقوق الإنسان. وهذه المنظمة تمتلك من الوثائق ما تكفي ليس لدحض المزاعم بل تتجاوزها حتى تصل الى درجة تسقط معها ورقة التوت عن عورات الذين يقفون وراء المستغفلين من التركمان ذوي النفوس الضعيفة ممن باعوا بيوتهم قبل أنفسهم لقاء أثمان لا تصل في معدلاتها الى ما يكسبه " صبّاغ الأحذية" ـ مع أحترمنا الشديد لأصحاب هذه المنهة ـ !!!وأقول لكل من يسوّل له نفسه بالمساس بالسيد حسن أوزمن بأن الماضي المجيد للسيد أوزمن يشرفكم ويشرف أسيادكم جميعا وسوف تدفعون ثمن ما تفعلونه عن غباء!!!.
وخلاصة الكلام فإن السيد حسن أوزمن إستطاع بفضل تجربته السياسية وخبرته في مجال حقوق الإنسان أن يشكف المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد التركمان سواء من قبل الأنظمة الدكتاتورية أو من قبل الأطراف المعادية للتركمان من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومن سار على منوالها ورقص على أنغام طبولها من الخونة والمأجورين التركمان. وأمام هذا الواقع نقول بأننا ماضون في درب النضال مع قياديينا أمثال السادة حسن أوزمن وفاروق عبدالله والآخرين مهما كانوا. . . ولا نفشي سرا إذا قلنا بأن أعضاءا في البرلمان الكردي وقياديي بعض الأحزاب الكردية كانوا مأجورين يعملون لصالح نظام البعث وضد شعبهم، ولا يزال هؤلاء محل افتخار حزبهم والشعب الكردي؟!!أما بالنسبة للسيد حسن أوزمن فيكفيه فخرا أن تشهد له ملفات مخابرات النظام البائد بمدى ثوريته ووطنيته كما وتشهد على خيانة هؤلاء الأقزام.
بغداد: تعرضت سونكول جابوك العضوة التركمانية الوحيدة في مجلس الحكم الانتقالي العراقي،المعين من قبل الاحتلال الأمريكي، لمحاولة اغتيال بعدما أطلق أكراد مسلحون النار على سيارتها الخاصة التي كانت تستقلها مع أطفالها وزوجها بمنطقة باباكركر بمدخل مدينة كركوك شمال العراق.
وصرحت جابوك أنها تلقت عدة تهديدات من الأكراد، مؤكدة أنه لا يوجد عداء لها مع جلال الطالبانى ومسعود البرزانى.
وأوضحت أنها بالرغم من هذه التهديدات لم تطلب حماية خاصة بها، مشيرة إلى أنها سوف تنقل هذا الموضوع للادارة المدنية الأمريكية "لأن الأكراد يستهدفون الأن السيطرة على أرجاء مدنية كركوك".
إلى ذلك تعرض الدكتور فاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية لمحاولة اغتيال عندما أطلق مسلحين أكراد الأعيرة النارية على سيارته، إلا أنه نجا من الهجوم.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن مدنية كركوك شهدت طوال اليومين الماضيين اشتباكات مسلحة بين تركمان وأكراد بعد تعرض رئيس الجبهة التركمانية لمحاولة الاغتيال. كما تعرض مكتب الجبهة التركمانية فى منطقة المصلى بكركوك أمس لهجوم مسلح باستخدام الصواريخ يعتقد أن من قاموا به مسلحون أكراد أيضا.
ربما يبدو الموضوع الكردي او القضية الكردية او (كردستان العراق) كما يحب اكراد العراق ان يطلقوا علي انفسهم ـ من اكثر الموضوعات التي علي البلدان العربية كلها لا المجاورة للعراق فقط التفكير بايقاف مدها الشوفيني المتجاوز لما هو وطني.
ان هؤلاء القوم الذين استوطنوا جبال العراق الشمالية لهم امتدادهم العرقي في ايران وتركيا وسورية ولبنان وكانوا دائما وبحكم ولاءاتهم القبلية يقومون بادوار ـ خاصة بالنسبة لاكراد العراق ـ من شأنها ان تقلق الحكم المركزي في كل عهوده بدءا من اعلان الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ وقبلها، وكان اكبر زعيم كردي معاصر وهو الملا مصطفي البرزاني منفيا في الاتحاد السوفييتي طيلة سنوات الحكم الملكي ولم يعد للعراق الا بعد ان اصدر زعيم ثورة ١٤ تموز (يوليو) ١٩٥٨ المرحوم عبد الكريم قاسم العفو عنه فعاد ومن معه واعد له في بغداد استقبال حافل ومن ثم توجه الي الشمال العراقي، ولم يمر وقت طويل حتي اعلن عصيانه المسلح فحاربه عبد الكريم قاسم ومن جاؤوا بعده مثل عبد السلام عارف وكان دائما يتخذ من ايران وتركيا ظهيرا له، وكذا فعل من جاؤوا بعده خاصة بعد انشقاق حزبه (قبليا) الي حزبين يتزعم احدهما جلال الطلباني والاخر مسعود البرزاني، وبينهما سالت دماء وفر من فر الي المنافي الاوروبية.
وعندما اقامت امريكا وبريطانيا مناطق الحظر الجوي وكالعادة بشرعيتهما هما ليس بشرعية الامم المتحدة شهدت المنطقة الكردية انتعاشا واصبحت ساحة مفتوحة وعقدت مؤتمرات وكل هذا تمهيد لما جري لاحقا من اجتياح للعراق واحتلال له.
لا اريد ان اتحدث بالتفصيل عن التاريخ فهذا امر حديثه طويل.
ولكن ووفقا لما يصل من معلومات حتي في سنوات حكم الرئيس العراقي صدام حسين لم تنقطع العلاقات بين الدولة المركزية والزعيمين الكرديين المتناحرين حتي لو اعلنا الهدنة بينهما، وكلنا نتذكر كيف تدخل الجيش النظامي العراقي ليمنع ميليشيات الطالباني من احتلال اربيل عاصمة البرزاني.
اما وقد احتل العراق بهذا الشكل المريع فان الرهان الان علي المقاومة التي لم نترك قوات الاحتلال تسترد انفاسها الا وهاجمتها منذ اليوم الاول وها هي تتصاعد لدرجة ان الصهيوني وولفيتز اخرجوه بملابسه الداخلية من فندق الرشيد وصار يتحدث عن هبوط امعائه ومعدته من الصواريخ التي تهاطلت عليه، ويوم الثلاثاء الماضي كانت الصواريخ تستهدف الحاكم بأمره بريمر والحبل علي الجرار، كما يقال ـ ولابد ان يخرجوا من العراق هاربين هم ومن جاء بهم ورافقهم واقام احزابا لم يسمع بها العراقيون تحت حماية الاحتلال.
سمعت اخيرا من اذاعة تسمي اذاعة العراق الحر ـ تصوروا ـ وتبث من براغ ـ وهي احدي الاذاعات التي كانت موجهة ضد الاتحاد السوفييتي في سنوات الحرب الباردة ـ ما افزعني ـ وافزع كل من كان ينصت لهذه الاذاعة في ذلك الوقت حيث جاءت الاذاعة بتسجيلات لطالبات اعدادية الجمهورية بكركوك وطالبن باستبدال اسم مدرستهن الي اسم كردي هو بابا كركر وهي منطقة كردية، كما طالبن بالغاء اللغة العربية من مناهج التدريس وبدلا من النشيد الوطني العراقي باللغة العربية طالبن كذلك بنشيد وطني كردي، او بالنشيد الوطني الكردي ـ كما ورد ـ وهذا معناه ان هناك نشيدا وطنيا خاصا بهم رغم انهم عراقيون ـ كما يؤكدون ـ ويسكنون مدنا عراقية ذات اكثرية كردية.
والادهي والامر ان كركوك ليست مدينة كردية بل هي مدينة مختلطة الاعراق والاديان ووفقا لمعلوماتي فان اغلب سكانها من التركمان يليهم العرب ومن ثم الاكراد (ولكنهم كردوها بالقوة وبغطاء من جنود الاحتلال وقامت فيها عمليات تصفية عرقية بغيضة).
من الواضح ان هؤلاء الطالبات اللواتي تأججت عنصريتهن الي ابعد حد لم ينطقن الا ما تم تلقينه لهن من قبل بعض العنصريين من الاكراد، ولم استغرب عندما قالت احداهن بأنها تطالب بتكريد كركوك (اي تحويلها الي كردية) ومبررها لهذا (التكريد) ان كركوك عاصمة كردستان العراق ـ كما قالت الطالبة الملقنة.
ولعل المضحك المبكي ان هؤلاء الطالبات كن يتكلمن بلغة عربية سليمة هي ثمرة دراستهن في اعدادية الجمهورية بالمدينة التي يتكلمن منها كركوك.
وفي هذا الريبورتاج الاذاعي المخيف ظهرت النوايا المختفية وراء شعارات مثل الحكم الذاتي وما شابهها اذ اعلن معده ان استفتاء جري بين السكان الاكراد وفيه يرفضون رفع العلم العراقي الحالي في الدوائر الحكومية بمناطقهم ويلاحظ انهم اوردوا الموصل وكركوك اضافة الي دهوك والسليمانية واربيل كمحافظات كردية.
اعتقد ان زعيمي اكراد العراق بتأجيجهما لمثل هذه المشاعر العنصرية والانعزالية مستندين الي علاقتهما الوثيقة بالمحتلين الامريكان يقودان البلد الي كارثة والي حرب مدمرة مؤجلة بعد الهروب القريب لجيش بوش الابن ورامسفيلد وولفيتيز وكونزاليزا رايس ومن لف لفهم وخاصة التابع المنتكس توني بلير.
ان العراق كان قويا عندما كان بعيدا عن اللعب بالدين والعرق والطوائف، ولم يعترض احد علي وجود مسؤولين اكراد او تركمان في اعلي المواقع السياسية، وهنا اذكر ان اقوي واشرس وزير داخلية عرفه العراق الملكي كان كرديا هو سعيد قزاز، وقد حوكم واعدم بعد قيام الثورة لا لكونه كرديا بل لسلسة الجرائم التي الحقها بالشعب العراقي.
وهنا اشير لابتعد عن كل التفاصيل المؤلمة والمؤذية لوحدة العراق المتعدد الاعراق والاديان والطوائف ـ وهذا قدره وسر قوته ـ بأنني لست ضد ان يكون رئيس العراق كرديا او تركمانيا او اشوريا او شيعيا او سنيا او صائبيا.
نعم لست ضد هذا شريطة ان يكون هذا الرئيس علي كفاءة عالية ووطنيته ليست مثار شك ويده لم تلطخها مصافحة لصهيوني او محتل.
انتبهوا جيدا للقنبلة الموقوتة المهيأة في شمال العراق تحت غطاء حكم ذاتي او ما شابه من هذه الشعارات.
هناك عراق واحد، هذا ما افهمه وان بدأنا بحكم ذاتي لهذا سيطالب به ذاك ـ قرأنا ان مسيحيي العراق يطالبون بمساحة ارضية حددوها لهم ـ وبعد ذلك يصبح العراق العظيم مجرد كانتونات هشة لا قدرة لها علي حفظ كرامة الوطن ولا المواطن ويصبح بالنتيجة النهائية مرتعا لشبكات التجسس ولصوص البترول فيحقق الكيان الصهيوني مشروعه (علي فكرة بدأ الصهاينة بشراء بيوت وارض زراعية في بغداد والحلة وقد كتب الشاعر العراقي صلاح حسن المقيم بهولندا في القدس العربي انه اثناء زيارته لمدينته الحلة في ظل الاحتلال اعلموه ان مساحات من الاراضي التابعة لهذه المدينة قد بيعت للصهاينة).
عندما يتحرر العراق تنتهي كل هذه المهزلة ويتواري النعيق والنقيق الذي يجرح اذاننا وضمائرنا.
ترد في الآونة الأخيرة سواء في الصحف أو مواقع الانترنيت أخبار وتعليقات متضاربة حول تركيا. وان كانت هناك الإيجابية منها إلا ان اغلبها سلبية ومجحفة بحق هذا البلد.
لقد أولت كافة الأحزاب الحاكمة والمعارضة في تركيا طيلة الثمانين عام من تاريخ الجمهورية، اهتماما بالغا لعلاقات حسن الجوار. يعتبر العهد العثماني الذي ارتبطت فيه تركيا مع العراق أو بقية جاراتها بروابط تاريخية، من أزهر والمع فترات الثقافة والتاريخ الإسلامي. فقد نشئت خلال هذا العهد وحدة الدين والثقافة والتاريخ بين الشعبين التركي والعربي ووجدت منطقة الشرق الأوسط عامة ومن ضمنها القدس والأراضي الفلسطينية الطمأنينة والسلام خلاله. أي أن الدولة العثمانية لم تكن دولة استعمارية كما أفاده بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي في العراق. فالدولة العثمانية لم تدمر أي بلد دخلته، بل تركت آثارا كبيرة طيلة حكمها لمنطقة الشرق الأوسط وحتى أنها حافظت على الحضارات التي سبقتها بآلاف السنين في المنطقة. إلا أننا نرى القوات الأمريكية في العراق اليوم وكما كان الحال في أفغانستان ورغم مرور ستة اشهر على الاحتلال، نرى إنها لم تتمكن لا من إحكام سيادتها ولا تحقيق عمرانها. مما يدل ذلك على ان العضلات الأمريكية ناجحة في التدمير وفاشلة تماما في إعادة الإعمار. وكما هو معروف ان الهدم سهل، إلا ان البناء صعب ولا يقدر عليه كل ذي شأن!
أما بالنسبة إلى العراق الذي ترتبط به تركيا بروابط عديدة وصلة قرابة بين شعبي البلدين، فقد بذلت تركيا ومنذ سنوات طويلة جهودا جبارة من اجل حماية وحدة أراضيه. كما كانت تركيا من اكثر البلدان الإسلامية التي بذلت جهودها من اجل منع وقوع العملية العسكرية الأمريكية على العراق. وعلى سبيل المثال شرعت بمبادرة سلام قبيل العملية وتمكنت من عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق في اسطنبول بتاريخ ٢٣/١/٢٠٠٣. وأرسلت مبعوثيها إلى العراق مطالبة السلطة بالخضوع لقرارات مجلس الأمن الدولي وعملت كل ما بوسعها للحيلولة دون وقوع العملية العسكرية. لقد رأت تركيا الوضع الراهن منذ ذلك اليوم، إلا انه ومع الأسف لم يصغ بقية جيران العراق للقلق الذي انتاب تركيا. والآن نرى نفس تلك البلدان ومعها بلدان أخرى تحاول من اجل إحياء هذه المسيرة. فهل أدركوا الآن مدى أحقية تركيا؟
لقد أعلنت تركيا مراراً وفي جميع تصريحاتها المتعلقة بالعراق بأنها من جانب الحفاظ على وحدة التربة العراقية ووحدته السياسية. وأكدت على ضرورة عدم منح أية فئة قومية وضعاً قانونياً متميزاً خلال مسيرة بناء دولة العراق الوطنية. وحتى في الآونة الأخيرة التي اندرج فيها مجدداً موضوع إرسال جنود أتراك إلى العراق، فقد كررت تركيا بان هدفها الأساسي هو توفير السلام والاستقرار في المنطقة. كما أكدت على أن القوات المسلحة التركية سوف تحتضن الشعب العراقي كافة، إلا إنها لن تسمح في الوقت ذاته اتخاذ عناصر الإرهاب من العراق وكراً لها، وهذا حق طبيعي لها بعد كل هذه الخسائر التي تكبدتها.
إن قيام أي مواطن عراقي أياً كان انتمائه القومي بحماية تربة العراق والدفاع عنه أمر يستحق التقدير. إلا ان قيام اتحاد علماء الدين الإسلامي الذي يضم في عضويته أئمة وخطباء المساجد في شمال العراق بتحذيره من العواقب الوخيمة لدخول الجنود الأتراك إلى العراق أمر يسترعي الانتباه إليه. والأمر الغريب أن نفس اتحاد علماء الدين لم يصدر لحد ألان بيانا بهذا الأسلوب الشديد اللهجة ضد القوات الأمريكية أو البريطانية أو بقية قوات الدول الأخرى التي يزيد عددها على العشرين دولة في العراق. وحتى أنها لم تناشد الشعب الكردي لمقاومة صدام الذي قتل الشعب الكردي بأسلحته الكيماوية، لا علناً ولا سراً!!فأني أتسائل أين كان هذا الاتحاد وحتى كافة المؤسسات والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية في شمال العراق، عندما أخذت المدافع الأمريكية وطائراتها تقصف مقرات أنصار الإسلام والقرى المجاورة لها وتدمرها تدميراً تاماً؟!
لكل هذه الأسباب فإني أناشد جميع الذين يكتبون حول الموضوع إلى الإنصاف والاعتدال وخاصة اخوتي الأكراد فإني انصحهم بعدم قطع الغصن الذي يركبونه.
الخوريات والمقامات والموسيقى يعني الفلكلور والادب والفن. وللمقامات طرق عديده في الاداء ويطلق عليها اسم (اصول) (كان يقال) مخالف اصولي (او) حسيني اصولي (او) كرم هواسي (كما يطلق عليها القوريات) الخوريات (وهي لون من الوان
فلكلور الغناءالتركماني الاصيل في العراق وتتالف من مايزيد على العشرين مقاما تحمل خصوصياتها من حيث التركيبه الشعريه المبنيه على (الجناس). كانت تلك المقامات تؤدى فترة في المقاهي ايام زمان وتؤدى ليلا في التكايا واثناء المناقب النبويه الشريفه بالناي والدفوف. وتؤدى الان المقامات والخوريات مع الاءلات الموسيقيه مثل العود والقانون والكمان والسنطور وعلى شكل محاوره غنائيه. وكانت تثير حماس الجمهور الذي يحضر للاءستماع اليهم.
للخوريات اصولها وميزاتها وطريقة ادائها وهي تحتاج عند الاداء الى الصوت القوي والنفس الطويل والنبرات النافذه ولها قراؤها اللذين تميزوا بها خاصة في مدينتي اربيل وكركوك وسنذكرهم في كتابنا هذا على سبيل المثال لا الحصر بعض الاسماء التي لمعت في الساحه الغنائيه التركمانيه في اربيل ونالت قسطا من الشهره مثل جيل الرواد، شهابا وحيدر البقال وفائق بازركان والحاج جميل القبقابجي وشوكت سعيد، ولاننسى كبار اساتذة الغناء في كركوك من الرواد امثال، شلتاغ ومحمد كول بوين ورشيد كوله رضا وصالح حواله ومصطفى قلايي وعبدالواحد كوزه جي وعزالدين نعمت وسامي جلالي(.
والمعروف عن شعر الخوريات انه يعتمد على قوة المفردات الذي تذكي الحماس بين المغنيين المتحاورين ولدى الجمهور. وكانت تنتهي في بعض الاحيان بخصومات وحالات موءذية كما حدث للمغني الشهير (شلتاغ) الذي قتل منافسه في الغناء وهجر كركوك خشية من الثار اوالعقوبه القانونيه وعاش في بغداد بحماية واليها الذي اعجب بصوته واحتضنه ابان العهد العثماني ومكث في حمايته ردحا من الزمن. والمعروف ان شلتاغ ولد عام ١۷٩٨ في مدينة كركوك وتوفي عام ١۸۷۲ ويعتبر مؤسس المقام العراقي المعاصر وحسب الباحث الهولندي فان در ليندن.
ان الاسم الحقيقي للمقام العراقي هو "الجالغي البغدادي" والتي يستعمل كمرادف له ايضا ماخوذة من اللغة التركمانية والتي يعني الموسيقة البغدادية. ولوتمعنا الازياء لقراء المقام العراقي والعازفين لنرى بانها ماخوذة من الفلكلور التركماني الاصيل:الجاكيت والزبون واليشماغ والردن الطويل للقميص الابيض هو الزي الرجالي في الفلكلوري التركماني, هذا اضافة الى ان قراء المقام العراقي الكبار امثال يوسف عمر وناظم الغزالي وسليمه مراد قد غنوا عددا من الاغاني الفلكلوريه التركمانيه ولايزال البعض يستعمل كلمات (ميانات) مثل (امان امان وياندم وده دي وكولوم وقوربان). وتغني المطربة الشهيرة سليمة مراد في احدى اسطواناتها الخوريات المشهور (كوله ناز) بنطق تركماني سليم وتستعمل الميانات (قوربان وكوزلرم).
وتنعكس اهمية الخوريات في حياة الناس العاطفيه وفي اهوائهم وكانت لقراء الخوريات حياة شخصيه حافله بعوامل الابداع بعضها يتعلق بالغناء نفسه. وبعضها الاخر يتصل باسباب اخرى ماديه وعاطفيه كما لا يخلوجانب منها من المؤثرات السياسيه التي ترجمها المغنون الى الخوريات وجسدوها في غنائهم الممتع والاصيل. ولعل اقوى المحاورات الغنائيه واشهرها كان يحصل بين المطربين العملاقين شوكت سعيد (مشكو) وعبدالوهاب (هابه) رحمهماالله ولازالت ذكراها عالقه في اذهان الجمهور.
ولوتفحصنا التاريخ نرى ان ولادة الموسيقى في العراق تعود الى عصور قديمه. فالباحثون وعلماء الاثار يرجعون بدايات الموسيقى في العراق الى الاف السنين قبل الميلاد فالاثار التي تم جمعها لبعض القطع والالات الموسيقيه تدل على ذلك. ومنها القيثاره السومريه والة الناي
.
وكانت لمدينة اربيل حصتها في ذلك الفعل المبدع ودور لمختصيها في فن الموسيقى فكتبوا انواع الانغام ووضعوا الالحان التي يتغنا بها الشعر. ومع ان اسماء كثيره قد اندثرت وطويت اعمالها في اتون الضياع والنسيان الا ان اسماء لامعه ظلت محتفظه في ذاكرة التاريخ بفضل تدوين قله من الذين اشتغلوا في فن الموسيقى والغناء وكان من هؤلاء (بدرالدين بن محمد بن علي الخطيبب الاربيللي) المولود سنة ١۲٨۷ الميلادي في اربيل. فهوالملحن والموسيقي الذي عاش قبل حوالي ثمانية قرون وكان متعدد المواهب فكان اديبا رائعا يجيد تنظيم الاشعار وتاليف الالحان واداء اصولها بامان. ويعد (ارجوزة الانغام) احدى ابرع مؤلفات الموسيقار بدرالدين وكان مضمونها يتكون من (١٠١ بيتا من الشعر) في اصول ونظم المقامات العراقيه وبعضها كانت مدينة اربيل موطنا لولادته. ولارجوزة الانغام اهميتها الخاصه وقد نظمت سنة ١۳۲٨ م وقد عثر على نسختها الاصليه المحفوظه سنة ١۷٠٨ م وقد اودعت في متحف برلين بالمانيا.
ولنعد قليلا الى تاريخ اربيل ابان العهد الا تابكي. اذ كان صاحب اربيل السلطان مظفرالدين كوكبري يرغب في سماع الموسيقى اثناء قيام احتفالات المولد النبوي الشريف في كل عام وكان لمدينة اربيل قراؤ ها ومطربيها وموسيقيها وان ارجوزة الانغام اشارة واضحه الى وجود المقامات واصولها الخاصه في اربيل.
في العصر الحديث من التاريخ لمدينة اربيل لي بعد احداث الحروب العالميه وتشكيل مملكة العراق وانسحاب الدوله العثمانيه ومن ثم عصر الصناعه والثقافه بعد الحرب العالميه الثانيه يمكن القول ان بعد بداية الخمسينيات ظهر جيل جديد من عازفون وموسيقيين كبار امثال سيد كمال ومن ثم السيد مصطفى رؤوف عازف القانون والعود والسيد جودت شاكر اربيللي عازف العود والكمان والسيد عبدالواحد مرجان عازف الكمان. وهم يعتبرون من اوائل العازفين الكبار في مدينة اربيل وعزفوا لكبار الفنانين وقدموا خدمات جليله في مجال الموسيقى. وشاركوا في احياء المئات من الحفلات والمناسبات الخاصه. ولايزالون يقدمون عطاءاتهم بسخاء ولهؤلاء ذكريات جميله مع الفنانين ويستحقون كل التقدير لجهودهم.
وهناك الجيل الجديد اي بعد الانتفاضه الباسله عام ١٩٩١ حيث تم تاسيس الفرق الموسيقيه وبرزت طاقات شابه جديده وجيل حديث من العازفون مع الالاتهم الحديثه مثل (الاورك والساز الالكتروني (وابدعوا ايضا في مجال اللحن والموسيقى ومن هؤلاء السيد مغديد شيخ اوغلوعازف الكمان ومحمد فريد (ساز) وسداد مورادلي (عود وكمان) وجمال عثمان (جلو) وسردار قصاب واخيه خسرووشريف جقماقجي (ايقاع) وسرور عبدالخالق (اورك) ونهاد جواد (اوكورديون (واكرم بكر (الدف) وزهير القصاب (كمان). هذا الجيل سيكون لهم دور كبير في مجال الموسيقى وتعليم الصغار لخلق جيل جديد من الموسيقيين للمستقبل الزاهر.
لقد حرم التركمان من أبسط الحقوق ألا وهي حق التمثيل الحقيقيي في مجلس الحكم الانتقالي في العراق. فبينما استبعدت الجبهة التركمانية العراقية والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق والشخصيات السياسية التركمانية، ضم المجلس قادة معظم الاحزاب العراقية التي كانت تتشكل منها المعارضة العراقية سابقا بالرغم من مشاركة القوى السياسية التركمانية، جنبا الى جنب مع باقي فصائل المعارضة العراقية في جميع اجتماعاتها وندواتها المنعقدة خارج العراق وداخله ولسنوات طويلة.
لقد كان على العراقيين جميعا التأمل والتفكير في ايجاد السبل المناسبة لاٍيجاد الديمقراطية الحقيقية والتي حرم منها الشعب العراقي خلال فترات حكم النظام البائد ومن ثم العمل بها وتطبيقها على أسس سليمة. واذا كنا لا نفهم معنى كلمة الديمقراطية ومغزاها الحقيقي وهذا مما يزيد الطين بلة، فان العمل بها سيواجه صعوبات جمة ستعيق تقدم المسيرة الجماهيرية وتأسيس حكومة عراقية وطنية ضمن الاعراف الدولية تشارك فيها جميع الاطراف العراقية بصورة عادلة من دون الاعتداء على حقوق الآخرين في العراق الجريح ما بعد التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣.
ولربما يجول في خاطر بعض العراقيين أن الذين هربوا من العراق قد نجوا بأنفسهم وتركوا اخوانا لهم في السجن المفتوح في العراق. ورغم أنني اشاطرهم جزئيا إلا أنني أذكر بأن أكثر المغتربين عانوا من ضنك العيش وعدم الامان الى أن وصلوا الى نقطة بداية النهاية. كما أن الكثير من العراقيين تعرضوا لأبشع المعاملات في السجون والمعتقلات في بعض الدول التي لجأوا اليها أو استخدموها كمعبر. ومما يزيد أيضا من مآسي المغتربين النسوة والاطفال والشيوخ الذين غرقوا في البحار والمحيطات، ناهيك من آلام الغربة القاتلة والعيش بدون أمل لرؤية الوطن والاهل والاصدقاء مرة ثانية. وكان التركمان من بين هؤلاء حيث تشردت آلاف العوائل التركمانية، وعانى ابناؤها الكثير أسوة بأخوتهم العراقيين، وهل نسينا عدد ضحايانا الذين غرقوا في بحر ايجة؟
وهل نسينا آلاف العوائل التركمانية التي تركت العراق الى مخيمات اليونان وشوارع أثينا؟
لقد زادت فرحة التركمان بسماع كلمة الديمقراطية عند سقوط النظام البائد، كما فرحوا بها في ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، وكانت فاتورة الفرحة آنذاك ثقيلة حيث قدم التركمان نحو مئة شهيد وجريح من خيرة شبابهم وقادتهم لمشاركتهم في خطوات الديمقراطية الاولى في العراق. أليس من الحق الطبيعي للتركمان أن يحتفلوا؟
وهل كتب عليهم القتل والسحل وانتهاك حقوقهم المشروعة في الوطن الذي ضحوا من أجله وقدموا الغالي والنفيس في الذود عن شرفه؟
ولماذا هذا السكوت الرهيب عن الحق وعدم السماح للتركمان بالمشاركة في حكم وادارة بلادهم؟
الجواب عن هذه الاسئلة يتجلى من خلال الاجتماعات التي جرت قبل سقوط النظام في العراق حيث كان على التركمان إدراك حقيقة الأمر بأنهم مستبعدون من تقسيم الكعكة العراقية التي لم تقسم بالحق والقسطاص المستقيم.
اٍن تغييب الاصوت التركمانية من مجلس الحكم الانتقالي لن يخدم مصلحة العراق، حيث حرموا من التمثيل الحقيقي والشرعي في هذا المجلس، كما حرم التركمان أيضا من التمثيل الوزاري المناسب في العراق حسب تعدادهم السكاني. واذا كانت الادعاءات الباطلة توحي بأن نسبة التمثيل في هذا المجلس جرت حسب الاحصاء السكاني في العراق، فأين الاحصاء الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه في حسم المسألة ما عدا احصاء ١٩٥٧؟
ولماذا لم يعمل به؟
ولماذا ينكر المجلس وجود التركمان كقومية ثالثة في العراق وعددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ويمثلون حوالي %١٣ من الشعب العراقي حيث أن عدد التركمان في قضاء تلعفر وحدها مع القرى المحيطة بها يتجاوز اكثر من مليون تركماني. ولماذا هذا الاجحاف بحق التركمان في العراق؟
والى متى سيحرم التركمان من حقوقهم؟ ومتى ستطبق الديمقراطية الحقيقية في العراق؟
ألم يحن الوقت لمجلس الحكم الانتقالي أن يعيد النظر في هذه المسألة الضرورية والحساسة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العراق؟ وأن يصغي الى أصوات التركمان الذين يطالبون بالعيش الحر ضمن العراق الموحد والعمل معا من أجل خدمته؟
لقد آن الأوان لاقامة التعداد السكاني في العراق تحت مراقبة لجان مختصة من قبل هيئة الامم المتحدة، وذلك لكشف النسبة الحقيقية للتركمان، ولإظهار مدى ثقلهم السياسي ومدى تأثيرهم في ادارة البلاد التي ورثوها عن أجدادهم الذين لعبوا دورا حقيقيا في تاريخها.
(ويقول ان العراق يمكن ان يصبح أغنى بلد في الشرق الأوسط)
من ديفيد شلبي
المحرر في نشرة واشنطن
واشنطن، ٢٢ تشرين الأول/أكتوبر – صرح أندرو ناتسيوس مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في كلمة له في مركز الصحافة الأجنبية بواشنطن يوم ٢١ الجاري ان الاقتصاد العراقي يؤدي وظائفه وعلى أهبة ان ينمو بسرعة. وأضاف "ان الجانب الهام الذي ألقي نظرة عليه كلما اذهب الى بلد مر للتو في تجربة حرب او نزاع هو الأسواق – فهل تؤدي الأسواق وظائفها؟ لأن التجار لا يجازفون اذا كانت الأمور غير مستقرة. وهناك أشياء أكثر في الأسواق وفي شوارع بغداد حاليا مما كان هناك في اي وقت منذ 20 عاما."
واشار ناتسيوس بالأخص الى العدد المتزايد من اطباق التلفزة العاملة بواسطة الأقمار الصناعية التي يجري تركيبها مع سعي العراقيين للوصول الى البث الدولي.
اضافة الى ذلك، يرى ناتسيوس وموظفو الوكالة العاملون في العراق امكانات هائلة لحصول نمو اقتصادي سريع. وقال ناتسيوس: "اذا تبنى العراقيون السياسات الصائبة وانتقلوا الى اقتصاد سوق مستقر في ظل حكومة ديمقراطية، أرى بأن العراق يمكن ان يصبح البلد الأكثر ثراء في الشرق الأوسط."
ومضى ناتسيوس قائلا: "يعود هذا بصورة رئيسية الى ان عدد الأشخاص ذوي المهارات الفنية وذوي الثقافة العالية في العراق كبيرا جدا. وقد فوجئت فعلا بمستوى الكفاءات. وهم ليسوا أكفاء فنيا في اختصاصاتهم مثل الطب فحسب، بل انهم اداريون جيدون جدا. وهم جعلوا أنظمة تؤدي وظائفها بعد ان كان يعتريها الفوضى."
وأشاد المسؤول الأميركي ايضا بمستوى أخلاقيات العمل لدى العراقيين. وقال: "هم يعملون بجهد بالغ وهناك بلدان في العالم حيث يصعب تركيز جهود قوة العمل بصورة كفوءة جدا، فيما يبلغنا ممثلونا في العراق ان هذا شيء غير عادي وان هناك الكثير من الأسس لإنشاء اقتصاد بالغ الاستقرار وينعم بالازدهار."
ومع مباشرة الاقتصاد بالنمو فان الطلب على البنية التحتية سيتنامى، كما أوضح ناتسيوس الذي أكد ان طاقة العراق على توليد الكهرباء عادت الى سابق عهدها قبل الحرب وهي ٤٤٠٠ ميغاوات وذلك قبل أسبوع، الا انه أشار الى ان الجهود الهادفة الى إعادة بناء الطاقة لم تتوقف عند هذا الحد. وقال: "اننا نتوقع ان تعود صناعات كثيرة الى الانتاج ذلك لأن ضخ كل هذه الأموال في الاقتصاد بدأ يؤتي ثماره."
وجاء في كلمة ناتسيوس: "مع تحسن حالة الاقتصاد ستنشأ حاجة أكبر للكهرباء وهناك خطة تدعو الى رفع الانتاج الى ٦٠٠٠ ميغاوات بحلول حزيران/يونيو القادم."
وشجب ناتسيوس حالة الإهمال التي عانت منها البنى التحتية في العراق طوال 20 عاما. وقال في تطرقه الى حالة المرافق الحالية التي تجري اعادة بنائها: "ان أيا من الأضرار التي نتحدث عنها لم تحدث نتيجة للحرب بل لتدهور حالة البنى التحتية لأن حزب البعث لم يستثمر أموالا في البنى التحتية العامة منذ قبل بداية الحرب العراقية-الايرانية."
ومضى ناتسيوس قائلا ان ميناء ام قصر يعد واحدا من أحدث موانئ الشرق الأوسط برمته حاليا، وقد تم رفع الوحول منه تماما وهو ما لم يحصل منذ 1983. فقد أزلنا أتربة تعادل ما في 23 ملعب كرة قدم ورفعنا ١٩ باخرة غارقة و٢٥۰ قطعة ذخيرة غير منفجرة."
كما لفت ناتسيوس الى إهمال الطاقة البشرية للبلاد، اذا اشار الى ان المنظمات غير الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي اكتشفت ان نظام توزيع الغذاء الذي كان قائما قبل الحرب كان يسخر لأغراض السيطرة السياسية. وقال: "في بعض القرى والمدن لم تتلق نسبة ٢٠ في المئة من السكان حصصها الغذائية وقد ازيلت اسماؤهم لأنهم كانوا موضع شبهات سياسية او كان النظام يعتبرهم معارضين."
واشار كذلك الى المستوى المتدني لتوزيع أملاح اعادة التمييه التي تتناول بواسطة الفم في فترة قبل الحرب. وقال" لعل أدنى مستوى في العالم كان في العراق." وهذه الأملاح هي بمثابة علاج شائع لحالات الإسهال الحاد لدى الأطفال وتعد مفتاحا لمنع الوفيات بسبب امراض الجهاز الهضمي. وأضاف: "واجهت يونيسيف (صندوق الطفولة العالمي) مشاكل هائلة في حمل الحكومة العراقية على السماح باخراج هذه المواد من المستودعات."
وأكد ناتسيوس ان الجميع في العراق بدأ يتلقى حصصا غذائية وان برامج تلقيح الأطفال ارسيت وان املاح اعادة التمييه توزع. ولاحظ انه "مع مراجعة قائمة (نشاطات) القطاع الصحي سنجد ان الأمور تتحسن."
مع الاسف لم نسمع صوتكم في جميع البرامج التي تظهر في شاشات القنوات العربية وخصوصا في بعض البرامج الهامة التي ننعلق بالتركمان ومصير مدينة كركوك وحقنا التاريخي في هذه المدينة .. وخصوصا في برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة ..
مع العلم انتم تعيشون في اوروبا وكندا وتتمتعون بتوفر الهواتف والانترنيت ولكن مع الاسف الشديد فان الاعلام التركماني غير فعال في هذا المجال..
تخيل انني ارى هذا البرنامج وبعض البرامج التي سبقتها اغلي من عروقي والضيف في البرنامج كان عربيا (د. سليم مطر جزاه الله خيرا) يدافع عن التركمان والاقليات الاخرى ضدالضيف الاخر الكردي العنصري ويقول اين انتم يا اخوان التركمان لماذا لاتتصلون ..
ولعلمكم نحن نعيش في بلد عربي وقضيتنا يجب ان تنشر وتسمع في بلد
عربي كفاكم نوما ايها الاعلاميون التركمان ..
وقلت هذا الكلام في زيارتي الى وطننا كركوك لمسئولين التركمان ..
ولكن مع الاسف لايوجد صوتكم ..
وتمنياتي لكم بالنوم العميق والسبات وخصوصا نحن ندخل فصل الشتاء
.أ .ط
استاذ جامعي في __
* تركمان العراق : مرحبا بصوتك الوطني النبيل ، نأمل أن يلتفت كل تركماني إلى ندائكم الصادق ، كما نأمل تواصلكم معنا.
اجتمعت زمرة قيادة الثورة برئاسة عاقبه الله وبتاريخ ۱۹۹۸ واصدرت قرارا باسم البعثيين النشاما على هدم قلعة كركرك الاثرية.
هدموا الاثر الذي ترك عليه اعظم الامبراطوريات الانسانية لمسات من اجتهاداتهم.مثلماهدموا تاريخ مدينة السلام،بغداد، وحولوها الى مدينة القتل والارهاب والرعب والتعذيب.
هدموا الاخلاقيات عندما اجبروا الشعب على الجوع حيث اعطوه المؤن الشبيه للعلف بعد حرب الخليج الثانية.
هدموا الانسان العراقي وحولوه الى شاريدين ودمى يوجهونه كيفما يشاؤون وجردوهمن الحرية وكثير من خصاله الطيبة ليحتفظوا بالحريةلانفسهم دون الخصالالاخرى.
هدموا الجندي العراقي عندما حملوه مالايطيقه الانسان في حربين غير متكافئين وجعلوه ان يتشبث برحمةالاعداء.
ان هدم قلعة كركوك لجريمة سوف تذكر في كتب التاريخ الى الابد. حيث كانت رمزا للتركمان ولمدينتهم كركوك منذ مئات السنين. بناها الملك الاشوري ناصربال الثاني بين عامين ۸۸۸۸۵۸ قبل الميلاد كخط دفاعي وسد منيع. وفي القرون التي تلت تعرضت القلعة الى العديد من الهجمات. حيث اعاد بناءها الملك سلوكس بين عامين ۳۱۹ – ۳۱۱ قبل الميلاد. وبنى سورا منيعا عليه ۷۲ برجا، وشيد لها بابين الاول باب الملك والثاني باب طوى على اسم حاكم القلعة انذاك. كما قام بتقسيم القلعة الى ۷۲ زقاقا وجعل اطراف القلعة مسكونة
تقع قلعة كركوكفي صوب المصلى من المدينةّ، وهي شبيهة بالمربع ويقدر طول ضلعها بكيلومتر واحد. وكانت لها اربعة ابواب، اثنان في الجانب الشرقييدي كزلار وحلوجلر واخريان في الجانب الغربي طوب كابى وناردوانلىكابى.كانت للقلعة عشرة احياء واكثر من الفي بناية من الدور والدكاكين. وكانت سكانها تتكون كليا من التركمان. اما احياء القلعة فكانت:
۱. اغالق
۲. ميدان
۳. يدي كزلار
٤. يوكاري محلة
۵. كرة تبليلر
٦. قانبور
۷. تنكجلر
۸. مكتب كابسي
۹. حمام
۱۰. زندان.
لقد كانت في القلعة عدد كبير من الابنية والاثار التاريخية. فيما يلي بعض منها:
۱. جامع النبي دانيال
۲. كاتدرائية ام الاحزان
۳. يشيل كومبتالقبة الخضراء
٤. طوب قابسيباب الطوب
۵. الدور الاثرية كدار طيفور
٦. جوامع القلعة: اولو جامع، جامع العريان، جامع ميدان، جامع نعمان، جامع ارسلان
استملكت الثورة المغوارفي نفس العامجميع ابنية قلعة كركوكمدعيا بانها ستكونمنالمناطق الاثرية. هيهات كانوا صادقينفي قولهم ولو لهذه المرة. بعد عدة اشهر،وكما تعود الانسان التركماني على السلوك المخالف للمالوف عن النظام، تم تدمير جميع الابنية في القلعة. واصحبت قلعة كركوك كما هي المدينة ضحيّة لجنون العقلية البعثية والنفسية المريضة لقيادييها،اللذيناساوا الى ابسط القيم الانسانيةواعتادوا العملعلى عكس المنطق والصواب. وبعد هدم جميع المباني اصبحت القلعة ثكنة عسكرية تتواجد فيها اخلص جنود النظام للمحافظة على استمرارية التعريب والتهجير القسري للتركمان.
طبقوا ومنذ عقوداقسى واوحش وسائل التعريب والتهجير على التركمان ولم يلاقوا اية مقاومة تذكر. وبقيتدول المنطقة والمجتمع الدولي يحتفظ بالصمت واللامبالات.كان من السهل جدا لنظام بغداد ان يستبدل سكان القلعة التركمان بالعرب، كما فعل في احياء كثيرة من المناطق التركمانية، على سبيل المثال التسعين الجديدة في مدينة كركوك حيث استملكت مئات البيوت التركمانية الحديثة البناء واعطيت كهبة الى العرب القاديمون من الجنوب وفق سياسة التعريب الظالمة.
لماذا هدموا قلعة كركوك؟
يشكل التركمان القومية الثالثة في العراق بعد الناطقين بالعربية و الكردية , وبسبب غياب الإحصائيات الرسمية فانه يصعب إعطاء رقم أكيد عن عدد التركمان. لكن إحصاء عام ١٩٥٧ بين أن التركمان يتجاوزن النصف مليون, في الوقت ان عدد نفوس العراق ان ذاك كان بحدود ٥‚٦ مليون نسمة.
يقطن التركمان في المحافظات الشمالية و بالتحديد في الشريط الممتد بين المنطقة ذات الغالبية الكردية من الشمال و العربية من الجنوب فالتركمان يتمركزون و يشكلون الغالبية في المناطق (تلعفر, الموصل, اربيل, كركوك, طوزخورماتو, خانقين ,كفري) و لكن تبقي مدينة كركوك هي الأكثر تركمانية حيث تسود اللغة التركمانية فيها حتى بين العرب والأكراد , أكثر من ٩٥% من التركمان مسلمون منقسمون بين شيعة وسنة و نسبة قليلة من التركمان المسيحيين.
استوطن التركمان العراق في أوائل الفتح الإسلامي وخلال اقل من قرن تنامي هذا الوجود حيث اصبحو جزء من الجيش الأموي و العباسي والعثماني.
أسس التركمان عدد من إمارات ودول تركمانية منها السلجوقية والايلخانية ودولتي الخروف الابيض والأسود والاتابكية في الموصل واربيل وإمارة الجلائرية وغيرها من الإمارات.
كان الشعب التركماني ما يزال ورغم الممارسات اللانسانية ضدهم من تغيير الواقع الجغرافي للمناطق ذات الغالبية التركمانية و ممارسات التمييز العنصري يدافع عن حقوقه المشروعة بكل الوسائل الودية والديمقراطية دون اللجوء الي استعمال القوة لم ولن يحارب التركمان حتى الأنظمة التي كانت تمارس ضدهم أبشع أنواع الاضطهاد القومي ورغم وجود العديد من الإغراءات و القوى التي كانت تحاول ذلك. بقي التركمان مدافعين عن تربة العراق و مؤمنين بان العراق جزء لا يتجزأ من العالمين الإسلامي والعربي.
يفخر التركمان بانتمائهم للعراق وقد اكدو هذا الانتماء من خلال اختيارهم البقاء ضمن تبعية الدولة العراقية و ذلك عقب منحهم حق الترجيح بين مواطنة الدولة العراقية او الجمهورية التركية, كان هذا جزءا من اتفاق انقرة المبرم بين تركيا والعراق في الخامس من حزيران عام ١٩٢٦ و التي حسمت الخلاف حول ولاية الموصل لصالح الدولة العراقية الفتية, حيث نصت الاتفاقية علي منح التركمان حق الاختيار.
ناضل التركمان مع إخوانهم العرب ضد المخاطر التي كانت تهدد العراق والأمة العربية بمشاركتهم الفعلية في الثورات الشعبية في العراق ضد الاحتلال الإنكليزي وثورة العشرين والتي كان للتركمان في تلعفر الدور البطولي فيها وفي جميع الثورات الوطنية العراقية, كما جاهد التركمان في الدفاع عن فلسطين وذلك بمشاركة خيرة ضباط التركمان العراقيين وقد استشهد العديد منهم في ساحات الحرب.
والآن بحكم ما ذكرناه فيعتبر التركمان الجسر اللاصعب عبوره للذين يتربصون الفرص للنيل من وحدة تربة العراق, فان الإصرار التركماني في الدفاع عن وحدة العراق يثير غيض هذه القوي فهم يحاولون وبشتي الطرق تحجيم الدور التركماني والاستصغار بهم.
اننا نناضل من اجل عراق ديمقراطي تعددي برلماني يضمن فيه الحقوق القومية, السياسية, الدستورية, والادارية و الثقافية للتركمان والعراق بجميع فئاته, ان الشعارات الفدرالية والمبنية علي أسس قومية أو مذهبية أو دينة ما هي إلا محاولات بدائية الغاية منها الخطط المستقبلية والتي من ورائها براد تقسيم العراق إلى ولايات قومية أو مذهبية لها نفوذ عسكري للهيمنة و تقسيم العراق ومنهم من يريدون الغاء العراق من خارطة العالم.
ان سياسة تقسيم العراق جار علي قدم وساق من قبل مجموعات عرقية تريد النيل من وحدة تربة العراق ويحاولون وبشتي الطرق المعلوماتية, السياسية, والإرهابية بضم اكبر مساحة ممكنة من المناطق العراقية والغنية بالموارد الوطنية لتنفيذ خططهم بعيدة المدى, ان التركمان قاوم و يقاوم هذه المخططات جنبا الى جنب مع إخوانهم العرب القاطنين شمال عراقنا الحبيب.
ان في العراق الآن فئات تريد إنزال العلم العراقي وإظهار العراق وكنه بلد ممزق و لم تعد الأراضي التي يسيطرون عليها جزء من العراق وفي نفس الوقت يريدون السيطرة علي مدينة كركوك والتي تعتبر من المدن العراقية الغنية بالنفط محاولين إرغام أصحابها الأصليين من الرحيل بكل الطرق الوحشية التي تدينها المجتمعات المدنية والمدافعة عن حقوق الإنسان.
أيها الإخوة
ان المرحلة التاريخية الحساسة التي يمر بها العراق و بالتالي الوطن العربي بأسره بحاجة الى مؤتمرات واجتماعات وقرارات سريعة من قبل مجلس الجامعة العربية والدول العربية في التدخل السريع بكل ما يجري في العراق وبكل الوسائل المتاحة لنجدة الشعب العراقي من موجات والتهديدات الأنفة الذكر.
اننا نناشد القوى الدولية وهيئات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية, المؤتمر الإسلامي وهيئات حقوق الإنسان الى نجدة الشعب التركماني في العراق والشعب العراقي بأسره لمساعدتهم في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها العراق.
تعتبر لعبة الـ (صيني زرف) أكثر اللعبات شعبية وانتشار في ليالي رمضان المبارك في المناطق التركمانية في العراق .
تدار اللعبة من قبل مجموعتين متباريتين تتألف كل منها من ثلاثة أشخاص . يجلس (الأسطة) في الوسط يحيط به من اليمين واليسار مساعديه (خلفة) . يوضع ١١ فنجان من النحاس في صينية من النحاس، يبلغ وزنها ٤ ـ ٥ كغم. ولغرض منع وقوع الفناجين يوضع بينها قطع من الحلوى. تقوم إحدى المجموعتين خلف ساتر من القماش بوضع خرزة في احد الفناجين . عند الانتهاء من هذه العملية يصيح الأسطة (بات!) للدلالة على التهيؤ للعبة. حيث يتم تقديم الصينية للفريق المقابل بعد تحريكها فوق إصبع واحد. ويتطلب العثور على الخرزة المخبأة مهارة وحدسا من رئيس الفريق المنافس.
القاعدة الأساسية للعبة قائمة على قوة التخمين (مزه نمه) حيث يحاول (الأسطه) من خلال نظراته على أعضاء الفريق المنافس وحالتهم النفسية معرفة الفنجان (زرف) الذي يضم الخرزة. وهناك ثلاث طرق للعثور على الخرزة:
١ـ تحديد ثلاثة فناجين يعتقد أن الخرزة موجودة في واحد منها.
٢ ـ يتم ضرب الصينية ضربتين (گول قرما) لنفس الهدف.
٣ ـ يضع الأسطة إصبعين من أصابعه فوق فنجانين ثم يقلب الصينية لإفراغ بقية الفناجين ماعدا الفنجانين المذكورين.
يتم اللعب بروح من الجد ، ولا يحبذ اللجوء إلى الغش .عندما يتم وضع الفناجين الموضوعة على شكل مثلث يفضل البدء بفتحها من اليمين، وليس من الصحيح البدء بالفتح من اليسار.
قد يكون الفريقين المتنافسين من محلة واحدة أو من أحياء مختلفة في كركوك كأن تنظم اللعبة بين محلة (جقور) ومحلة (صاري كهيه) أو يتم سفر فريق من كركوك إلى المناطق التركمانية العراقية مثل أربيل أو طوز أو داقوق من أجل لعبة (صيني زرف). ومن الضروري أن يكرم كل فريق مضيفه إكراما بالغا.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور فاروق عبدالله عبدالرحمن رئيس الجبهة التركمانية، وحضره لفيف من مراسلي وكالات الأنباء العالمية، اشار الى قرار الامم المتحدة الذي حدد ۱٥ كانون الثاني كموعد نهائي لانهاء مجلس الحكم العراقي المؤقت اعماله بعد قيامه بتحديد موعد الانتخابات واصدار الدستور.
واشارعبدالله عبدالرحمن الى اهمية اجراء احصاء سكاني عام في العراق، باعتباره ضرورة حتمية يجب على المجلس المؤقت اجرائه قبل الانتخابات.
واكد رئيس الجبهة التركمانية، على ان نتائج الاحصاءات السكانية قد حرفت في العراق على مدى العقود المنصرمة لتهميش التركمان، كما أشار الى أن نهب السجلات لدوائر النفوس ودوائر الطابو في محافظة كركوك، تم لنفس الغرض. مما يعني ان الانتخابات ستواجه مشاكل كبيرة فيما لو أجريت تحت هذه الظروف الحرجة التي يعيشها الوطن قبل اجراء احصاء سكاني شامل في العراق.
وحول طلب بعض الجماعات العرقية اقامة نظام اتحادي مبني على أسس عرقية، قال الدكتور فاروق عبدالرحمن ، ان مثل هذه المحاولات لن تؤدي الا الى تمزيق الصف الوطني وتهديد الوحدة الوطنية. واستطرد قائلا، اذا تطلب الامر ان يكون النظام في العراق نظاما اتحاديا فالافضل ان يكون ذلك على شكل ولايات.
وفي ختام مؤتمره الصحفي أكد رئيس الجبهة التركمانية على ان التركمان الذين يعيشون في العراق منذ اكثر من ١٢٥٠ عاما يعملون على وحدة الوطن و يريدون دولة موحدة ذا علم واحد وجيش واحد.
طالب الدكتور فاروق عبدالله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية العراقية إعطاء جبهتة حق تمثيل الشعب التركماني في العراق.
وقال في حديث خاص مع "راديو سوا" أن الجبهة التركمانية العراقية تمثل أكثر من ٨٠ بالمئة من المجتمع التركماني في العراق، ولهذا السبب طالب أجهزة القرار أن ينظر في هذا الموضوع ويعطى للجبهة التركمانية العراقية حق تمثيل الشعب التركماني في العراق. وأضاف أن ممثلة التركمان في مجلس الحكم لا تتمكن أن توصل القرار بقوة إلى مجلس الحكم. وطالب الدكتور عبد الرحمن أن يكون هناك حرية تعبير عن الروح القومية للتركمان في العراق من الثقافة إلى السياسة إلى الأدب إلى المدارس وإلى جميع وظائف الدولة. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:
س - ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين الأكراد خصوصا في كركوك؟
ج- نقول دائما خلال هذه الفترة بأن مجيء القوات أو العناصر من خارج مدينة كركوك لتغيير الحالة الديموغرافية لمدينة كركوك يؤدي إلى تغيير الواقع الحالي للمجتمع في هذه المدينة المتآخية. ونصر على أن تكون هذه المدينة مدينة محبة وسلام. إننا ضد أي عمل يأتي من خارج مدينة كركوك مثلما قابلنا تعريب كركوك من قبل نظام صدام بنفس المفهوم لا نريد أن يكون هناك تغيير في طبيعة الحالة القومية لهذه المدينة.
س - كم نسبة التركمان في مجتمع كركوك؟
ج - من إحصاء ١٩٤٧ ومن إحصاء ١٩٥٧ نجد بأن هذه مدينة تحتوي على أكثر من ٧٠ بالمئة من التركمان بسبب تعريب المنطقة وتهجير القبائل والعشائر والقرى التركمانية إلى جنوب العراق أدى إلى تغيير هذه النسبة في الوقت الحاضر.
س - هل تمت فعلا عملية إعادة التركمان إلى كركوك من المناطق التي أجبروا على النزوح أو أثناء التعريب؟
ج - لم تحصل حتى الآن عودة حقيقية، ننتظر من مجلس الحكم العراقي جلب التركمان المرحلين إلى مناطقهم.
س - نقلت كثير من التقارير أنه فعلا توجد موجدات وأعداد كبيرة من الأكراد تقدم إلى كركوك من مناطق مجاورة وبالتحديد من السليمانية. هل تم بصراحة مناقشة هذا الموضوع مع القادة الأكراد؟
ج - تم مناقشة هذا الموضوع مع قوات التحالف عدة مرات وتم اتخاذ بعض الإجراءات لإيقاف هذه العملية في الوقت الحاضر. ولكن نطلب بأن تكون الإجراءات سريعة وضمن اتفاق وضمن التفاهم بين إخواننا الأكراد وبيننا وبين قوات التحالف.
س - هل تمت مناقشة أوضاع التركمان على ضوء هذه الخلفيات بجدية في مجلس الحكم؟ وما هي أهم النتائج التي تحققت؟
ج - تعلمون جيدا أن مجلس الحكم يضم مندوبا واحدا هي السيدة سنغول وهذه السيدة تركمانية من كركوك لكن لا تنتسب إلى أي فئة سياسية، رغم أن جميع مندوبي أو أعضاء مجلس الحكم هم رؤساء الأحزاب السياسية. والكل يعلم بأن الجبهة التركمانية العراقية تمثل أكثر من ٨٠ بالمئة من المجتمع التركماني في العراق، ولهذا السبب طلبنا عدة مرات أجهزة القرار أن ينظر في هذا الموضوع ويعطى للجبهة التركمانية العراقية حق تمثيل الشعب التركماني في العراق. وبما أن السيدة الفاضلة خارج هذا الإطار السياسي المعلوم بأنها لا تتمكن أن توصل القرار بقوة إلى مجلس الحكم.
س - هل تعتبرون تركيا حامية لكم؟ وهل تؤيدون قدوم قوات تركية إلى العراق؟
ج - نقول بأنه يجب علينا بأن نضمن هذا الأمن لكل المجتمع، ومن يساعدنا في هذه الحالة كصديق وليس كمحتل، فيجب أن نفهم بأن هذه العملية ستضمن لنا الاستقرار والأمن حاليا.
س - هل أنتم راضون على التشكيلة الوزارية؟ وهل للتركمان دور في ذلك؟
ج - التركمان في العراق ثلاثة ملايين أو أكثر وهذه النفوس لو عادلناها بعدد مجلس الحكم كان المفروض أن يكون عددنا بحدود ثلاثة أعضاء. وهذا الشيء انتقل إلى مجلس الوزراء أيضا وكان الأجدر أو الأفضل أن يكون أكثر من وزير.
س - ما هي أهم التحديات التي يواجهها التركمان في العراق؟
ج - الآن نريد أن يكون هناك حرية التعبير عن الروح القومية للتركمان في العراق من الثقافة إلى السياسة إلى الأدب إلى المدارس وإلى جميع وظائف الدولة.
رأت عضو في مجلس الحكم الانتقالي في العراق صون كول جابوك وهي تركمانية أمس الاثنين ان العراق بحاجة الى انتشار قوات دولية لحفظ السلام في البلاد ومنها قوات تركية. وقالت جابوك لصحيفة الصباح "ان العراقيين الان بحاجة الى قوات سلام دولية تنتشر في عموم العراق وليس في منطقة واحدة". وتساءلت "لماذا يرفض العراقيون دخول القوات التركية لحفظ السلام في العراق". وتابعت "تركيا تريد ان تقدم لنا المساعدة فلماذا نرفض مساعدة جارة مسلمة لم تؤذِ الشعب العراقي".
وشددت على ان انتشار القوات التركية "سيساعد على حفظ حدود العراق خاصة وانها الآن غير آمنة".
وكان مجلس الحكم الانتقالي قد رفض الشهر الماضي قرار الحكومة التركية بارسال قوات تركية لحفظ السلام في البلاد.
وجابوك هي العضوة الوحيدة في مجلس الحكم الانتقالي التي تنتمي الى الاقلية التركمانية الذي تشكل في منتصف تموز /يوليو الماضي وتعمل مهندسة ومهتمة بشؤون المرأة العراقية.
في مؤتمر صحافي واحد عقده في بغداد، أعلن جلال طالباني رئيس مجلس الحكم العراقي للشهر الحالي انه سيزور كلاً من تركيا وسوريا وإيران، في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة مع دول الجوار، وذلك بعد أن انتقد بشدة وزارة الخارجية السورية التي قال إن لديها في رأيه "قراءة خاطئة للوضع في العراق".
وندد طالباني، في مؤتمره الصحافي، بتصريحات وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي "قال إن الدول المستفيدة من سقوط النظام العراقي هي إسرائيل والولايات المتحدة والاكراد".
وأضاف الرئيس الكردي لمجلس الحكم ان الوزير السوري "يرتكب خطأ فادحا عندما يذكر الأكراد مع الأميركيين والإسرائيليين". واضاف أن "الوزارة السورية تقدم قراءة خاطئة للوضع في العراق".
وانتقد طالباني، الذي كان قام بآخر زيارة له إلى سوريا في يوليو (تموز)، الناطقة باسم وزارة الخارجية السورية، واضاف "هناك ايضا تصريحات استفزازية ادلت بها بشرى كنفاني. قالت إن سوريا ليست متحمسة لفكرة دعوة العراق" إلى اجتماع دمشق. وتابع "قالت أيضا ان قوات الاحتلال عينت اعضاء مجلس الحكم وانه بالتالي لا يتمتع بشرعية".
واوضح "أنها تعرف أن أعضاء مجلس الحكم يمثلون الأحزاب العراقية التي تصدت للدكتاتورية ولها مكاتب في دمشق. واذا كانوا من المتعاونين فلم لا تغلق السلطات السورية هذه المكاتب".
ومعلقا على غياب بلاده عن اجتماع دمشق أكد أن "العراق لم يرفض الدعوة، الطريقة التي وجهت فيها كانت استفزازية ومهينة". وأضاف أن "الدعوة وجهت الى وزير الخارجية العراقي (هوشيار زيباري) ليزور دمشق ويجتمع مع نظيره السوري لكي يعرض عليه نتائج الاجتماع". ومضى يقول "انها اهانة للعراق وتدخل في شؤونه الداخلية".
ورغم هذه الانتقادات التي وجهها لسوريا، أعلن في الوقت نفسه أنه سيقوم بجولة تشمل تركيا وسوريا وإيران. ورغم أنه لم يشر إلى موعدي زيارتيه لسوريا وإيران، لكنه أعلن أن جولته سيبدأها بزيارة إلى تركيا في 19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لبحث الأمن وقضايا أخرى، غير أنه أشار إلى أن مسألة إرسال تركيا قوات إلى العراق المحتل انتهت، مضيفا أن رئيس تركيا ورئيس وزرائها أعلنا أن هذه القضية "ولت".
وأردف طالباني يقول: "سأتوجه إلى تركيا لتنقية الأجواء. نريد إقامة علاقات ممتازة مع تركيا المجاورة". وأضاف أن الأمن سيكون من بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
وكان البرلمان التركي أقر في الشهر الماضي خطط الحكومة لإرسال قوات إلى العراق، حيث تواجه قوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة، هجمات يومية. غير أن مجلس الحكم أعرب عن معارضته للخطة.
يذكر أن توترات ثارت مع دول مجاورة أخرى عقب انعقاد اجتماع في سوريا بشأن العراق، أوائل الأسبوع الحالي، شارك فيه وزراء ست دول تناولوا بالبحث مسألة الأمن في البلاد، غير أنهم لم يوجهوا دعوة منذ البداية إلى نظيرهم العراقي، الذي رفض قبول الدعوة التي وجهت له في اللحظة الأخيرة.
ذكرت انباء صحفية في العراق أمس ان مجلس الحكم الانتقالي وافق على مقترحات تقدمت بها لجنة صياغة الدستور تقضي بتقسيم البلاد الى ۹ ولايات شبه مستقلة• وبمقتضى مقترحات اللجنة فان الولايات التسعة ستشمل:
۱. ولاية بغداد
٢. ولاية البصرة
٣. ولاية اور وتضم مدن الناصرية والسماوة والديوانية
٤. ولاية الكوفة وتضم مدن كربلاء والنجف والحلة
٥. ولاية واسط وتضم مدينتي الكوت والعمارة
٦. ولاية صلاح الدين وتضم مدينتي كركوك وتكريت
٧. ولاية نينوى وتضم الموصل والرمادي
٨. ولاية اربيل وتشمل اربيل ودهوك
۹. ولاية السليمانية.
واوضحت صحيفة عكاظ المستقبل الاسبوعية المستقلة التي اوردت النبأ ''ان ارتباط هذه الولايات سيكون مركزيا''•
وقالت ''ان هذا التقسيم سيتيح لكل ولاية بناء اجهزة للجيش والشرطة وقوات الامن الداخلي''• وكشفت ''ان التقسيم اظهر انزعاجاٌ لدى الزعامات الكردية فيما ابدت ارتياحاٌ لدى مدن الجنوب''•
وطالب مسعود البرزانى عضو مجلس الحكم ورئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى باقامة حكومة فيدرالية تلبي طموحات شعب العراق• وشدد البرزانى أمس على رفض الادارة الكردية صيغة فيدرالية المحافظات حسب الواقع الجغرافي مطالبا باتباع دستور يحترم حقوق القوميات في العراق ويضمن مستقبلها السياسي في العهد الجديد•
وكان مجلس الحكم الانتقالي قد عين لجنة تحضرية لصياغة الدستور ضمت ٢٥ عراقياٌ في اغسطس الماضي لوضع مسودة الدستور• ويشهد المجلس وجهات نظر متباينة حول الرؤية المطلوبة لكتابة الدستور فمنهم من يؤيد اختيار لجنة كتابة الدستور عن طريق الانتخابات العامة ومنهم يريد عن طريق الاختيار والتعيين•