سؤال بدت ملامح الاجابة عليه تلوح في الافق! فالمتتبع لمجريات أحداث كركوك المؤسفة ابتداءً من تاريخ خلاصها من ظلم الطاغية صدام الى يوم تحرير هذه الاسطر قد راى بأم عينيه و بشكل لا لبس فيه, النوايا المبيتة للمجموعات الكردية في الشمال العراقي. ان المرء منا لايستدعي كهانة الفراعنة اوحدس المنجمين لكي يتيقن ان ما يرومه الاخوة الاعداء (الطالباني والبارزاني) في الوقت الحاضر هو رقعة ذات حدود جغرافية, وتسميتها بـ "كردستان العراق ",اختيارية شبه مرتبطة بالمركز!!,فيدرالية باسمها ومعناها.. كونفدرالية بفعلها وفحواها, لتنفصل في المستقبل باختيار برلمانها (بامر زعامتها) وتصبح بقعة ذات حدود سياسية و خارطة مثبتة في الاطاليس ضمن حدود الشرق الاوسط ككيان مستقل يسمى بـ "جمهورية كردستان الجنوبية"!!! ليتوسع الخيال بألتحاق البقية من الجهات الاربع وبعدها العمل على تحقيق الخيال الاكبر "كردستان الكبرى"...........
والمؤسف للغاية أن الزعامة الكردية ونشطائهم من الشوفينيين استطاعوا جعل هذا الحلم أن يراود الاغلبية الساحقة من الاكراد من مثقفيهم(سياسييهم) الى فلاحيهم (بيشمركتهم), والذي يساوره شك فيما ادعيه هنا فليزورمواقع الانترنيت ويقرا المقالات الكردية سورانية كانت ام كرمانجية, اوليتمعن في نشرات الطلاب في اي من مدارس السليمانية, ليتأكد من ذالك نظريا, أما ميدانيا, فيكفي ان يسأل بائع حب عباد الشمس المتجول في ازقة كركوك!!
ما هو حلمك؟ ليأتيه بكردستان كجواب!!! ياليت شعري ان يدرك الاكراد ان هذا مجرد سراب.. ويفيقوا من أحلام يقظتهم ليعلموا بان هذا ليس تحميص خبز الرقاق أو شوي الكباب, بل معاناة وعذاب فليفيقوا الى رشدهم ويجنبونا غلق الابواب (فقدان الاحباب).
أن ما يُكتب من عبارات!! (حول ما يدعونه من ان الاتحاد الفيدرالي بين االاقليم الشمالي وباقي العراق هي الحل الامثل لتوحيد العراق) من قبل اشباه المثقفين ما هي الا سفسطة فارغة وضحك على الذقون,فالنية واضحة كوضوح الشمس في النهار!! مهما لعبوا في الظلام وتغاضوا عن الاجهار,فهي: بالامس سجال, اليوم وصال وغدا انفصال.
يصرح رئيس حكومة محافظة(امارة) السليمانية بالاتي:" كما تعلمون قبل سقوط النظام الدكتاتوري، كنا اشبه بدولة مستقلة(نسى ان يقول دولتين او بالاحرى امارتين) ونريد الاتحاد طواعية......... الخ من الكلام في مكنونه لعبة سياسية رخيصة, الهدف منها واضح هو تقسيم العراق الى (كردستان و عربستان). وتستطرد الاقلام المكسورة من المحسوبين على الباحثين والكتاب بالقول أما الكلدواشوريين والتركمان فهم أقليات وضيوف في كردستان (ليسوا اصحاب البستان) وسيتمتعون في مرتعنا بحقوقهم (الاكراد يفصلون ونحن نلبس الفستان).. ولكن هل يعي الاكراد بان هذا ليس ما يبغيه آل الحكيم ولا آل السستان, ولا يرضى به الجنرالات في تركستان, حيث نطقوها بالحرف الواحد تجزئة العراق خط أحمر ممنوع تجاوزه, وبشار الاسد على ماقالوه شاهد. والخط هذا في ايران سائد. كان الاجدر بالمجموعات الكردية الاستفادة من زوال الدكتاتورية البغيضة للنهوض بالعراق وفق خطط ومشاريع للبناء هادفة وليست هادمة.. وإذا كانوا يتوخون الحذر من مستقبل العراق ويخافون أن تتكرر تجارب الماضي وهذا احتمال غير وارد لانهم لو دخلوا المعترك السياسي وفق اسس ديمقراطية سيشتركون في انتخاب وتشكيل حكومات المستقبل و ستكون لهم كلمة مسموعة وأصحاب قرار ليس في الشمال فحسب بل في الوسط والجنوب ايضا, وذلك من خلال برلمان العراق الموحد في بغداد. أما إذا أصروا على موقفهم المتعنت بمطالبتهم الحاق مدينة كركوك بكردستانهم المزعومة فنحن التركمان كثالث قومية في العراق نقولها بصراحة باننا لانسلم مصيرنا بيد مجموعات لم تصل الى درجة من الرقي الحضاري ولم تشرب من ماء الديمقراطية بالقدر الكافي تجعلها مؤهلة لحكمنا وادارة دفة سفينة نركبها معهم, فلنا تجارب مؤلمة معهم في الماضي ابتداءُ من مجزرة كركوك عام ۱۹٥۹ - اللطخة السوداء في تاريخ العراق الحديث يوم ابيح دم التركمان وذبحوا بيد االظالمين من المقاومة الشعبية السيئة الصيت مع كوملة(بيشمركة) الملا مصطفى البارزاني(حاسبه الله يوم القيامة) ومرورا بغدر وخيانة ۱۹۹٦ الابن مسعود البارزاني حينما دعى قوات الطاغية صدام في ام الكمارك وقتلت المعارضين من التركمان في اربيل, وحوادث طوزخورماتو حيث راح ضحيتها الكثير من الابرياء, وآخرها قتل الديمقراطية في مسيرة كركوك عشية رأس السنة. لذا فمن المستحيل الوثوق في قياداتهم الحالية.. تتفق معهم اليوم, غدا ينقلبون عليك. يتكلمون عن التجربة الديمقراطية بملئ الفم وهم ابعد الناس عنها.. يسبون ويشتمون كل من ينتقدهم في الانترنيت.. ترى ماذا يكون مصيرنا لو انتقدنا البارزاني أو الطالباني على الملأ مستقبلا في الحملات الانتخابية في مدينة أربيل لصالح الجبهة التركمانية مثلا؟ (تمثل التركمان الذين هم ثاني شريحة قومية في تلك المحافظة ومن الاصائل فيها منذ زمن غابر) حيث كما هو معلوم للجميع أن الاحزاب المتنافسة في الدول الديمقراطية تنتقد بعضها لبعض ليلا ونهارا دون كتمان!! بل جهارا. أنني لا استبعد ردود أفعال انتقامية في اربيل أكثر من تلك التي قاموا بها في كركوك او طوزخورماتو!! يعني بصراحة خالصة: الاكراد يحتاجون الى سنين طوال لكي يتمكنوا ان يتخلصوا من النزعة العشائرية,و قبل كل شئ يتحتم عليهم أن ينخلوا الشوائب الشوفينية من مزيجهم القومي قبل أن يتكلموا عن ما يسموه نظام فيدرالي يكفل حقوق القوميات الغير كردية التي تعيش معهم في شمال وطننا الحبيب. يغوصون في الحديث عن ما يدعونه (التجربة الديمقراطية لمدة أثني عشر عاما)!!! قضوا نصفها في الاقتتال فيما بينهم على عوائد معبر إبراهيم الخليل الحدودي وتخللتها خيانة ۱۹۹٦ وصولات الحرس الجمهوري وجولات الامن الخاص فيها وصفقات تهريب النفط بابخس الاثمان. أ يسمون طاولة يجلس حولها عدد من عبد المأمور(كما يقول المصري) للطالباني في السليمانية بحكومة؟ أم قاعة فيها كراسي مصفوفة بشكل نصف دائري يجلسون عليها أغوات وسيدات كواجهات يرفعون الايادي بامر البارزاني ببرلمان؟؟ كلها ممارسات شكلية مخصصة لعدسات التصوير وإقناع الرأي العام بأن هناك ممارسات ديمقراطية تدار في تلك المنطقة!!! النظام الدكتاتوري السابق أسس حزبا كارتونيا سماه "الحزب الثوري الكردستاني" وضع فيه افراد محسوبين على الاكراد (كان يطلق عليهم جحوش) املا منه في تجزئتهم, أشترى ذمم تلك الافراد بأثمان رخيصة.. القيادات التي عمى خيال كردستان قلبها أخذت تقلد افعال وتكتيك النظام الصدامي وذالك بتأسيسهم أحزاب اليافطات مكونة من نفرات لا يتعدى عددهم أصابع اليد يعملون براتب شهري و جالسين في بناية تعلوها يافطة "حزب الكذا التركماني الكردستاني (لصاحبه الطالباني) ألجمعية الكذا التركمانية الكردستانية(لصاحبها البارزاني) وحينما يتكلمون, يتمنطقون بكلمة كردستان المزعومة أكثر من الاكراد نفسهم.. لسانهم تركماني ولكن قلبهم كردي, يكونون مركبا قوميا جديدا على الاسواق, سأطلق عليهم من الان فصاعدا الكردمان. يتصورون انهم بهذه الشرذمة من الكردمان قادرون على وقف مسيرة التركمان.. وبلع كركوك في كيانهم المزعوم كردستان... أصح ياكاكه حمه الحلمان.
لمحات من حياة التركمان ومعاناتهم مع السلطةالبعثية والأحتلال الكردي
د. أّيّوب البزّاز
أن جرائم نظام صدام بحق التركمان وأنتهاكاته لحقوق الأنسان كانت تجري في الخفاء و بدون صدى وفي غياب الأهتمام الأعلامي والأثارة والفضح والكشف الاّ بعد سنوات طويلة بعد أن تتحول عظام المعدومين الى أملاح الكالسيوم تحت التراب. بخلاف الأوساط العراقية الأخرى والتي كانت تعمل بأستمرار على تزؤيد الرأي العام والمنظمات الأنسانية والصحف بالأرقام والوقائع عن اضطهاد النظام لها. ومع أن الذي جرى بحق التركمان من أنتهاكات لا أنسانية لم يكن قليلا أبدا و ربما كانت توازي في آثارها السلبية ما جرى على الشرائح العراقية الأخرى الا أنه لم يتم تغطيتها اعلاميا وسياسيا بالشكل المطلوب وأسباب ذلك كثيرة جدا- ونبدأها بنقد أنفسنا نحن القوى التركمانية حيث نحملها جزءا من المسؤولية في هذا الجانب الى حد ما قبل الآخرين. أن مستقبل التركمان كان مشروعا تصفويا رهيب ومنهجا مدروسا للقضاء عليه وطمس هويته و بتنفيذ واشراف مباشرين من قبل المجرم علي حسن المجيد نفسه. والحقيقة المرة أنه لم يسلم أحد من العراقيين من ظلم و طغيان وبطش السلطة الحاكمة والقائمة على أساس الطائفية السياسية والأستعلاء القومي خلال ال۳٥ سنة المنصرمة من الحكم الدكتاتوري الفردي للبلد. حيث أن عدالة السلطة في الظلم شملت كل مدينة و قضاء أو قرية أو منزل أوشريحة أجتماعية أو قومية أو مذهب أو فرد بشكل أو بآخر.
أن العراقين الشيعة في الوسط والجنوب تعرضوا الى الأضطهاد الطائفي المستمر من قبل السلطة الحاكمة بدءا من نهاية سنة ۱۹٧۹ بعيد نجاح الثورة الأيرانية في أيران وضحوا الكثير وقدموا للشهادة خيرة قيادييهم ورجالات الدين والآلاف المؤلفة من الشهداء الآخرين في سبيل نيل حقوقهم و قضيتهم في مقارعة الظلم والتمييز من قبل النظام. والشعب الكردي في الشمال هو الآخر قد تعرض الى الأستخفاف والأضطهاد من قبل النظام بسبب مطاليبه التعجيزية في الأستقلال والتوسع على حساب الآخرين منذ عودة ملا مصطفى البرزاني الى العراق في عهد عبد الكريم قاسم جراء حرب الشمال التي بدأت في نهاية الخمسينات وأستمرت قرابة ۳۱ سنة.. وكان الأعلام الشيعي والكردي في أقوى درجاتهما من حيث ايصال الصوت الى المحافل الدولية و المنظمات الأنسانية العالمية فنجحا في وضع حد لتجاوزات السلطة عليهم و ضمنا الأمان منذ آذار ۱۹۹۱ عندما حصلوا على تعهدات من الأمم المتحدة بالحماية من اعتداءات السلطة ضمن خطوط اللاطيران في الشمال والتي لم تشمل مدينة كركوك والموصل لكونهما لاتعتبران مناطق كردية وكذلك في الجزء الجنوبي ذات الأغلبية الشيعية.
غير أن مأساة التركمان بقيت مستمرة للأسف حيث لاحول لهم ولا قوة. فهم لاكانوا محسوبين الى هؤلاء ولا الى هؤلاء لذا فقد تعاملت معهم السلطة البعثية بأشد ما يكون. فبينما كانت تهمة الأكراد تهمة قومية توسعية وكانت تهمة الأخوة الشيعة تهمة طائفية فأن التركمان تعرضوا الى نوعين من الظلم بدلا من نوع واحد. أولا بالتمييز القومي العنصري البغيض وثانيا بالأضطهاد الديني او الطائفي (حيث أن نسبة الشيعة بين التركمان يعتبر عاليا نسبيا ۳٥-٤۰% بالمقارنة مع الأخوة الأكراد). أي أن تهمتهم كانت مزدوجة (تركماني يحب أبناء قومه واسلامي ملتزم بأحكام دينه وشريعته). علما بأن أحدى هاتين التهمتين كانت كافية أن تقودهم الى الأعدام فكيف اذا اجتمعتا على شعب مضطهد مستضعف مسالم أعزل لا ناصر له ولا معين غير الله سبحانه.
أن حقوق التركمان المدرجة في لائحة حقوق الأنسان وموادها الثلاثين الصادرة عن الأمم المتحدة في تشرين أول ۱۹٤٨ قد سحقت تحت أقدام أزلام السلطة. وأن الأعمال الوحشية والتعذيب التي أرتكبت بحقهم فاقت تصورات العقل البشري وبشهادة المعتقلين والسجناء السياسيين أنفسهم. لذا فقد تعرضوا الى محو هويتهم والقضاء على مقوماتها كألغاء المدارس التركمانية و النوادي والمراكز الثقافية وألغاء اللغة التركمانية كاملة. أضافة الى قيام السلطة بمحاربة العادات والتقاليد واللباس الفولكلوري للتركمان وتجريم المتمسكين بها. وكذلك أتهام جميع الكتاب والصحفيين والشعراءوالفنانين والمثقفين الذين حاولوا الحديث عن دور التركمان لكون ذلك سيرفع من شأن التركمان فأجبروهم جميعا على الترويج للنظام نفسه والتزلف للطاغية وبعكسه فقد البعض حياتهم. ومن صنوف القمع والأرهاب التي نالها التركمان بشكل قل نظيره في تأريخ البشرية حيث تم ترحيلهم عن مدنهم وقراهم وهجّروا عن مناطق سكناهم وحّلت العوائل العربية المستقدمة من الجنوب مكانهم. وأكره الآخرون على تغيير محل الأقامة وتغيير ملامح مدينة كركوك وجميع المناطق التركمانية وتغيير أسماءها الى أسماء عربية. ومصادرة الأموال والأراضي الزراعية. وأعتقل وأعدم المئات من خيرة شبابهم وطاقاتهم العلمية والكفائات المهنية و رجال الدين والضباط والمحامون والطلاب والجنود على الساء. وحتى النساء التركمانيات لم يسلمن من بطشهم والهتك بهن بل والأطفال كذلك. وهاجر من سلم بجلده الى خارج العراق لينجو من الملاحقات أو الموت المحقق. كما منع التركمان من الأستملاك العقاري والبناء في مدنهم وأجبروا على بيع بيوتهم و أملاكهم. ونقل الموظفون التركمان الى خارج كركوك بالآلاف. وهنالك أدلة وثائقية تؤكد هذه الأجراءات التعسفية والظالمة والتي لا مبرر لها سوى الأنتقام وممارسة سياسة التمييز العنصري والطائفي. وآخرها مهزلة تصحيح القومية. ففي سبيل ذلك كله كانت التضحيات السخية وأنهار الدم الزكية التي قدمها التركمان في العراق التي يجهلها الكثيرون للأسف وهي خافية على شرائح وقطاعات واسعة ممن يتعاطون مع الشأن العراقي سواء في الدائرة المحلية أو الأقليمية أو الدولية بل و يتجاهلونها وهذا ما يحز بالنفس فعلا. وقد يكون العامل الأساس هو التعتيم الأعلامي المحلي والدولي المتعمد مما يؤدي بالنتيجة الى قلة المعلومات عن التركمان وما ينجم عن ذلك من تمييع لقضيتهم الحيوية وحقوقهم المختلفة وأستمرار مأساتهم.
أننا في لجنة الدفاع عن حقوق تركمان العراق التي تم تأسيس فروع جديدة لها في بعض البلدان الأوربية والأمريكية و في ضل الأوضاع الراهنة في العراق الجديد نقوم جاهدين بتكثيف النشاط الأعلامي وتزويد الآخرين بالمعلومات الكافية والموثقة وبناء الجسور والعلاقات مع القوى السياسية الخيرة من أبناء البلد في داخل العراق وفي المنفى من أجل توضيح الصورة والتعريف بما جرى للتركمان على يد النظام البعثي و ما يجري الآن في المدن التركمانية مثل كركوك و أربيل وبعقوبة والأقضية والقصبات التابعة لها على أيدي المسلحين من قوات المليشيا الكردية المحتلة لها ومحاولات السيطرة عليها بغية الأستمرار في الظلم الذي بدأه النظام البعثي بهم من مسح هويتهم وهضم مجحف لحقوقهم القومية والثقافية والأجتماعية والأقتصادية وغيرها التي حرموا منها لعقود من الزمن.
لقد أثبتت قوة أنطلاقة نضال التركمان منذ ۱۹۹٦ بعد قيام تشكيل الجبهة التركمانية وما بعدها جملة من الحقائق التأريخية الناصعة والتي ترتبط بالهوية الحقيقية لهم ولواقعهم الثري في عراقهم وهي:
۱). نضج الشخصية التركمانية وأرتفاع الوعي السياسي لديها وأستقلاليتها ونبذها لكافة الأطر الضيقة في العمل النضالي.
۲). أن التركمان شعب نابض بالحيوية والروحية العالية وذو قدرة عالية في أستيعاب المرحلة الراهنة التي يمر بها البلد من أجل أثبات هويته القومية المستقلة وأثبات عراقيته وأنتمائه المصيري بالبلد.
۳). أيمانا منه بحقوقه الوطنية المشروعة في حياة حرة كريمة في مدنهم وأقضيتهم و قراهم تمكن التركمان من أثبات عمق ولاءهم للوطن من جهة وللأسلام من جهة أخرى مما مكناه في الوقوف على أرضية صلبة في نضاله مبتعدين و نابذين لجميع الوسائل الهامشية والأفكار العنصرية الضيقة والتحالفات الأنتهازية و المؤقتة للوصول الى أهدافهم. وأحسن دليل على ذلك المنطلقات والطروحات الوطنية الصحيحة التي يطرحونها على الساحة من أجل حل مسألتهم ولضمان حقوقهم المشروعة في عراق المستقبل بعد أنقشاع غيوم ألأستعباد والأضطهاد البعثي عنهم وكذلك عدد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن مبادئهم منذ الخمسينات ولحد الآن حيث يعدون بالآلاف المؤلفة والذين آثروا الموت بعز على الحياة بذل.
٤). أن التركمان شعب أصيل و مسالم لايميل الى العنف والتعجرف وأراقة الدماء اذا ما تركوا على حالهم وأنشغلوا بشؤونهم، ولكنهم معروفون و منذ القدم بالصفة العسكرية والشجاعة في القتال وفي ميادين الحرب والمعارك و لا يركعون للظلمة عندما يشعرون بأن وجودهم و كيانهم أصبحا في خطر. كما وأنهم لايقبلون الوصاية من أحد ولا الأنصهار مع القوميات الأخرى على حساب هويتهم وأرضهم وكذلك يرفضون كل أشكال الأحتواء القومي العنصري من قبل الآخرين.
٥). وأن الترابط المذهبي في الوسط التركماني مع أخوانهم من شيعة العراق قد أسس عمقا روحيا وجسورا من الناحية العقائدية وكذلك مع أخوانهم التركمان السنة والأنتماء القومي المتين بقوميتهم كانا عاملا استقرار وأطمئنان للتركمان للخروج من دائرة الشعور بالأقلية الضيقة ومنحهم الشعور بالأمتداد والأرتباط بالدائرة الكبيرة للشعب العراقي.
أن كركوك اليوم مدينة انتزعت منها أبنائها الأصليين وقلعت منها الجذور وهجّروا خارج مناطقهم وأصبحت مدينة مختلطة من التركمان والعرب والأكراد والمسيحيين. حتى يكاد التركماني ينسى أنه في مدينته التي ولد فيها بين أقرانهوأقرباءه وأبناء قوميته فلم يعد يذوق طعم الأستقرار والطمأنينة وهو في أرضه وفي بلده. لقد فرض تواجدالأعداد الغفيرة من القادمين الجدد من الأكراد والغرباء عن المدينة منظرا مقززا وفرض حالة من الوضع الأجتماعي المعّقد الذي لايبشر بخير أبدا في كركوك.. نحن لسنا بحاجة الى باقة ورد شائّكة من قبل بعض كتاب الأكراد الذين يحاولون عبثا وبشكل مستهجن- أمتصاص نقمتنا عليهم والتغطية أو السكوت على أفعالهم وخططهم في ألتمسك في كركوك والمدن التركمانية الأخرى بل نقولها وبكل صراحة بأن التركمان يستنكرون احتلال كركوك والمدن التركمانية الأخرى ويرفضون الأنصهار مع الأكراد رفضا قطعيا. والقوى التركمانية ماضية في العمل الجاد لتحقيق هذه الأهداف رغم جميع محاولات التآمرعلى أجهاض حقوقها. وأن يد الله فوق الجميع رغم الزخم السياسي الذي حصل عليه الأكراد بتواطئهم مع الأمريكان والصهاينة في مجلس الحكم الأنتقالي.
بات من الواضح على جميع القوى الخيرة من أبناء العراق العمل الجاد من أجل القضاء على جميع الأوضاع الشاذة التي من شأنها تدمير البلد وازهاق المزيد من الأرواح والقتل والتفرقة بين أبناء البلد الواحد ونبذ كافة أشكال العنصرية البغيضة والمد الشعوبي. و أن السبيل الوحيد لأيقاف النزف الدموي الجاري في الشمال هو أحترام وأعتراف الجميع بكيان كل واحد على ألأسس الأنسانية والحقوق الثابتة في الأرض وألغاء الأحتلال للمدن التركمانية واللأنسحاب منها و الأقرار بضرورة العمل من أجل وطن واحد غير مجزأ ونبذ جميع مشاريع التقسيم على الأسس العرقية أو الطائفية أوالقومية.
الشهداء التركمان يعيشون في قلوبنا الى الآبد
سعدون كوبرولو
التأريخ التركماني يمثل صفحات مشرقة كتبت بالدم والدموع وعرق الجبين ويؤرخ لمرحلة تأريخية صعبة من حياة التركمان في العراق، وعلاقة التركمان مع النظام البائد الجلاد ودورهم في النضال من أجل دحر الدكتاتورية والعمل المتواصل من أجل انقاذالشعب التركماني من الظلم والأضطهاد ومعاناتهم الأنسانية والظروف الذي عاشها التركمان، وكذلك معاناتهم الأنسانية وحياتهم القاسية.
والشهداء التركمان الذين أعدموا على يد الطاغية وأنتهاكات النظام الدموي لحقوق الأنسان وجرائمه بحق الشعب التركماني وعلى هذا يجب رفع الدعاوىالقضائية ضد صدام وزمرته وكافة البعثيين المجرمين الذين لطحوا أيديهم بدماء الأبرياء من التركمان والمطالبة بمحاكمتهم على جرائمهم الكثيرة بحق الأنسانية، وبحق الشعب التركماني، وأبادة الجنس البشري، إن إنتهاكات حقوق الأنسان في حق التركمان سيحكم على صدام الجلاد وزمرته الفاسدة بالتجريم واللعن الدائم والإدانة وأن بعد سقوط المجرم صدام والتي تعد فترته المظلمة من احلك الفترات ويعتبر التركمان ابناء هذا الوطن الأصلاء وجزء حي منه، وتشهد للتركمان كل الوقائع التأريخية وحقائق الحياة اليومية والأندماج الاجتماعي حيث تمازحية الدماء اختلطت الانساب وتداخلت الاكراد ببعضها البعض والشجاعة المعروفة للجميع وجودالتركمان من آثار التحول الحضاري ومرتبطا بظهور الاسلام وإتشاره في كافة بلدان العالم يفتخر به الجميع بالانتساب أليه والأعتزاز بالتركمان كهوية القومية الحضارية. وشهد المجتمع التركماني السياسي تطورا" وتصاعدا" وبسهولة أنتشر داخل الساحة التركمانية وأقبل كافة الشعوب التركمانية أنتماءهم الى الأحزاب وأعتماده كخيار سياسي وقاعدة للمطالبة بحقوقهم وإنكار تواجدهم ونسيان طاقاتهم الخلاقة وبرزت حركة سياسية ناشطة وناضجة ذات طابع جماهري من ذلك ناضل وجاهد التركمان مع ترابط حركتهم مع عموم الشعب التركماني وتربىالجيل المثقف والسياسي من شباب التركمان حيث بدأت الأحزاب والمنظمات والحركات التركمانية بمد خيوطها ونشر خلاياها في أغلب المدن والمناطق والقرى التركمانية وهكذا برز تيار قومي سياسي تركماني يتصاعد يوما" بعد يوم ويتعزز تضحيات التركمان وأيمانهم للمبادئ القومية وأن هذا التحرك السياسي في وسط التركمان أنتشر مع اعتزاز هوية عقيدتهم التأريخية ويعتقد التركمان بقدرتها القومية أقامة الديمقراطية والعدل ونشر المساواة وإقرار نظام يحترم الانسان وحقوقه وقد أثمرت المبادئ والأفكار القومية فيما بين التركمان وبرزت شخصيات قومية تركمانية كثيرة تبوأت مواقع قيادية متقدمة في مجال السياسة كما أثمر عن تعبئة الطلائع القومية الجهادية المتحمسة من الشباب القوميين المنور بالفكر الأصيل، وأن التركمان شعب له خبرته ونابض بالحيوية ولا يتحرك إذا لم يقتنع بالفكرة الصحيحة الذي ينسجم مع واقعه وهويته التركمانية وأن نضوج الشخصية التركمانية وأرتفاع الوعي السياسي والنشاطات السائدة في كافة المجالات منها لدى التركمان رغبة الأكيدة يريدون أن يكونون جزءا من الشعب العراقي ومطاليبهم الحقة الى جانب مطالب الآخرين في حياة حرة وكان للتركمان في صراعه مع نظام الطاغية صدام في السبعينات وفي الثمانييات دورهم البارز والفاعل حيث كانوا في بداية الخنادق الأمامية في المواجهة الساخنة مع الدكتاتور حيث قدموا خيرة شبابهم شهداء أعدموا بسبب خيارهم القومي وأنتماءهم للتركمان، فقد زاد مجموع ما قدمه التركمان من الشهداء خلال عقد من الزمان. إن نظام الجلاد أعدم من التركمان العدد الكبير بتهمة القومية السياسية أو بتهمة الطائفية الدينية من قبل نظام العفالقة في العراق من خلال الدمار الذي وقع بمناطق العوائل التركمانية ولا توجد أي مدينة او منطقة او قرى او ناحية او قضية إلا ونالت نصيبها من الإرهاب والقتل الصدامي في عهد نظام البائد وهناك من كل بيت تركماني شهيد أو معتقل أو مهاجر ينتقل من منفى الى منفى وهو يحمل قضيته العادلة في عقله وفي قلبه وفي لسانه ويدافع بكل أرادته عن وجوده وقد أستطاع المناضلون التركمان بطرح القضية القومية السياسية والذي كان قوامها الشهداء والتضحيات الجسام وكان جهادهم وصمودهم ومقاومتهم في مواجهة النظام العفلقي واليوم يتردد على ألسنة كل القوميات مع تأريخهم مع تضحياتهم وحركتهم الجهادية الصاعدة.
والتركمان تعرضوا الى الأضطهاد لغوي والطائفي من قبل الجلاد صدام ونظامه قائم على أساس الطائفية السياسية والإستعلاء القومي أستهدف الجلاد التركمان بالدرجة الأولى كما هو واضح وثابت كان أكبر حيث تم تدمير كثير من المناطق التركمانية وعلى هذا صبروا في المواقف الصعبة وجاهدوا من أجل مستقبل افضل وغد مشرق للتركمان، وأحداث التغيير والتحول السياسي الجوهري والسبيل الوحيد لإ يقاف هذا النزف الدموي الجاري وأعتراف بدور الجميع في صياغة صورة وطنهم والمشاركة في إدارته وحكمه بعيدا عن الطائفية والقومية وإن تضحيات الشهداء رصيد سياسي وإجتماعي وتأريخي لجميع التركمان وترتفع بها هاماتهم عالية وسيقف كل بكل أجلال وأحترام أمام هذه الدماء النظيفة العزيزة، وقد تعرض الشعب التركماني الى الوايلات الكثيرة وواجهوا المزيد من الأضطهاد على أيدي حكام الجور والطغيان والجلادين منذ منتصف هذا القرن.
وفي عهد الدكتاتور صدام بدأت فترة دخول الشعب التركماني الى دهاليز الظلمات بعضها فوق بعض سياسيّا ثقافياّ وأجتماعياّ وقد تعامل الحكام البعثيين الأشرار مع التركمان بأشد ما يكون حيث قتل الجلاد صدام وأزلامه بتهمة التمييز القومي، والأضطهاد الطائفي.
وقد تعرض التركمان الى القمع والأرهاب حيث تم ترحيلهم من مدنهم وتهجييرهم من مناطق سكناهم واعتقال وأعدام آلاف من خيرة شباب التركمان وقتل طاقاتهم العلمية والكفاءات المهنية، وإنتقم صدام من التركمان لا لأي شئ سوى كونهم تركمان وملتزمون بقوميتهم.
وظروف القاسية التي مر بها الشعب التركماني من إعدام وترحيل وتهجير وتغيير للطابع الديموغرافي لمدنهم ولأقضيتهم، ولقراهم بشكل تعسفي وإضطهادي مع تصفية وهدم مناطقهم، ومدنهم وقصبتهم مثل جارداغلي، تورك آلان، كومبتلر، بشير، ياريمجة، قره تبه، تسعين، مندلي، قيزيل يار
عمر مندان، تركمان باغ، قابلان، وكثير القرى محيطة بمدينة كركوك، أربيل، وديالى، وموصل.
وإن المواجهة الدامية مع نظام الجلاد يشهد للتركمان حجم شهدائهم وعدد سجنائهم، وقوافل المرحلين، والمهاجرين، والمشردين من العوائل، وعليه تجاهل و نكر بعض الأجهزة المشبوهة والحاقدة تضحييات الشعب التركماني، ودور التركمان في الحياة السياسية.
وعلى التركمان أن يبذلوا مزيدا من الجهود لتذكر وتزويد الأخرين بالمعلومات يخص التركمان وتأريخه المنور وأن يقوموا بالنشاطات الأعلامية والسياسية وتنوير، وتثقيف الأخيرين بما جرى على الشعب التركماني من ظلم، وإضطهاد، وإعدامات، والسجن، والدمار، وما قدم هذا الشعب من الشهداء الأبطال متحدياّ الطاغية الجلاد ورفضوا سياساته التمييزية العنصرية.
والتركمان ثبتوا على مواقفهم وصمدوا تحت أنواع التعذيب القاسي في معتقلات وسراديب مديريات الأمن العامة والإستخبارات وفي مديرية جهاز المخابرات العراقية وأعدموا صبراّ على وجبات متتالية في سجن أبي غريب الرهيب والفضلية.
شهدائنا التركمان جاهدوا في خندق واحد مع الجلادون، وموافقهم المشرفة، وإننا سوف نبقى عهداّ وفاءاّ على طريق الشهداء التركمان وسوف نجاهد لتحقيق أهدافهم.
وسلام على كل أب ربى في نفوس أبناءهم روح التضحية من أجل القومية التركمانية، ومن أجل راية الأسلام الحنيف، وآلف التحية والسلام لكل أم التركمانية أرضعت فلذة كبدها فداءا، وحبا، لقضية التركمانية، ولقضيته الشريفة الطاهرة النقية في طريق الحق والعدالة والمساواة.
وسلاما وحباّ وتحية لكل زوجة التركمانية المناضلة لقضيته العادلة التي ترمات وهي في عزشبابها وأعطت زوجها شهيدا لنيل حقوقه ودفاعا لقضية التركمانية عادلة، وآلف التحية الى زوجة الوفية المناضلة متجاهدة أستشهدت من أجل كرامتها وقضيتها، وسلاماّ وحباّ الى كل أخ وأخت الذين يعيشون في الألام، والأحزان، والعذاب من أجل أخيهم البطل التركماني الشهيد أستشهدوا دفاعا لقوميتهم التركمان ولدينهم الأسلام ضد كل الطغاة، وسلاما وحناناّ وحباّ الى كل طفل من الأطفال التركمان فقدوا أباءهم وبقى ذكراهم في مخيلتهم وفي قلوبهم..
وأننا نناشد كافة عوائل الشهداء ما يعانون من التعذيب والإضطهاد والظلم منذ زمن سحيق جدا حيث سفك الطاغية دماء التركمان الأبرياء وهدم مدنهم وقرهم ومصادرة أراضيهم وبيوتهم وإنكار وجودهم القومي، وقتل الكثير من التركمان وزرع الكثير من الحزن في قلوب الآباء والأمهات..
والتركمان كما يعرف الجميع أمة كبيرة في تأريخها، ومعنوياتها، وموروثها الحضاري، وأمتدادها الجغرافي ولن ينتهوا، والتركمان شامخون كشموخ قلعة كركوك التركمانية، أرض آباءنا وأجدادنا العظماء، والتركمان الحقيقيون يفتخرون على مر العصور لم يكونوا المآجرون والعملاء والخونة.
ومن الشهداء الزعماء الذين إعدموا من قبل الجلاد صدام حسين في ۱٦ كانون الثاني ۱۹٨۰ الشهيد عبدالله عبدالرحمن والتي يعتبر ذوالحامي مجزرة كركوك ۱۹٥۹ كان سبب عدم استمرار مجزرة كركوك ومنع توسعها وإنتشارها في باقي المدن التركمانية لا يخاف الموت بل تحدى نظام بحكمه وذكائه في سبل حقوق التركمان طيلة فترة ترأسه نادي الأخاء التركماني وكان له الأهتمام بالطلبة والشباب، وكان يشارك أفراح التركمان في كافة أماكن التركمانية وكان دائما يساعد المحتاجون ويزور الشعب التركماني أينما كانوا في كركوك، أربيل طوزخورماتو، تلعفر، خانقين،
آلتون كوبري، والسلامية والرشدية، ومندلي، وكفري، وتازه خورماتو، سلامية، رشيدية.
وكان دائما متواضعاّ لا يفرق بين من كان من مدن، أو من قرى ولا يفرق بين سني، ولا شيعي وكان حريصا على التركمان ودفن على حسب وصيته في النجف الأشرف، وبفخر وبشموخ ولنا ثقة لشعب التركماني والى كافة المنضلون، و الشهداء التركمان الدكتور نجدت قوجاق، الشهيد الدكتور
رضا ده ميرجي، الشهيد عادل الشريف وغيرهم حيث أعطوا حياتهم مع أخوانهم المناضلون من أجل الوصول الى حقوقنا ولمواصلة الطريق مع العمل السياسي ومواجهة التحديات والصعاب وإننا على طريقهم مهتدون لنيل كافة حقوقنا مع أفضل النتائج ومع تحقيق الأماني والطموحات ومع بذل الجهود والتضحية من أجل التركمان، ومع العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية ومع كافة شعبنا التركماني.
وسيستمر نضالنا والعمل السياسي من عزيمة شهداءنا ومن قوة إرادتهم أمام الأعداء والخونة لوصول الى بر الأمان والى كافة حقوقنا القومية، وبما أن أحصان كركوك أصبحت مفتوحة لضم كافة الشعب التركماني في هذا العهدالجديد أوسع للتقدم والنمو وإحتواء جميع الفصائل والفئات التركمانية على مناطق سكنى التركمان وكذلك على جميع المناطق والمدن العراقية التي يتواجد فيها التركمان.
وإن حركات والأحزاب والجبهة التركمانية لها إيدلوجيتها حيث ترى مصلحة شعب التركماني فوق مصلحة أي جماعة أو فرد أو فئة تركمانية في مسيرتها النضالية الذين حملوا راية التركمان حتى تسلمها المناضلين بقضية التركمانية، وقضية كركوك الذي إرتوت أرضه المقدس بدماء شهدائهم وتضحياتهم الجسيمة من أجل تحقيق الحقوق القومية التركمانية.
إن عمليات إعدام جماعية لسجناء التركمان في مراكز إحتجاز في السجن الرضوانية وسجن أبو غريب في وسط العراق، وقد إعدم الجلاد المئات من التركمان وقد جرى تعذيب الضحايا قبل الإعدام ولم يسمحوا لأفراد أسر والعوائل الضحايا ولم يوفقوا لأخذ الجثث المشوهه بإقامة أي مراسيم للحداد.
وإن إعدام العديد من التركمان في نهاية حزيران يونيه ۱۹۹۳ وإن الجثث التركمان لم تسلمه الأسر الى بعد شهور من الإعدام وكان تحمل علامات التعذيب ومن بين المعدومون الأطفال لا يتجاوز أعمارهم ٧- ۹ سنوات والنساء وكبار السن وبعد الإعدام كان يلقى جثثهم في الطريق العام وإن إجراء التعذيب كان يستخدم كوسيلة للحصول على الإعتراف أو لمعاقبة و إسكات وإرهاب العوائل التركمانية وكان كثيرون يموتون من جراء التعذيب الجسدي والنفسي والجثث كان يحمل علامات تعذيب شديد من ذلك قلع العينين، وقطع اليدين، والرجلين،
وعندما تأسس النادي الأخاء التركماني ۱۹٦۰ وكان هدفه بث روح الإخوة وتقاسم همومهم والقيام بنشاطات ثقافية وكان الهيئة الإدارية للنادي الأخاء تنتخب في كل عام بإجراء إنتخابات ديمقراطية حرة ولكن نظام صدام الجلاد فسخ الهيئة الإدارية للنادي وأعدم رئيس النادي الزعيم المتقاعد
عبدالله عبدالرحمن في يناير عام ۱۹٨۰ وكان له خدمات جليلة في الجيش العراقي وأعقبت بقية الأعضاء الهيئة أعضاء الهيئة عقوبات صارمة كالسجن وبعدها تم تعيين هيئة إدارية حزبية بعثية موالي النظام الدكتاتور صدام.
وقد قام الدكتاتور تقليص الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين التركمان وقد قام جهازالأمن والمخابرات العراقية والإختطاف الأبرياء من مساكنهم وإلقاء القبض على التركمان في الأزقة والشوارع بعد الرعب والإرهاب وعدم السماع لهم من الدفاع عن أنفسهم أمام القانون كذلك قبض على زعماء التركمان عام ۱۹٧۹ وتم إعدامهم بتأريخ۱٦ / ۱ / ۱۹٨۰ دون أي محاكمة ومارس الجلاد بغداد منذ سنوات طويلة سياسة تذويب وصهر وقمع وإضطهاد الشعب التركماني
في الضغوط السياسية في كافة التعذيب والتهجير القسري والإرهاب والنفي والتعريب مع إستملاك الأرضي، والممتلكات التركمانية وتوزيعها على الموالين للنظام من الممارسات اللا إنسانية.
وقام المخابرات العراقيةبإختطاف ماهر أوقتاي في سنة ۱۹٨۲ ولم يسلم جثمانه لعائلته،
وعدنان صايغين ومعظم عثمان بعد إنتهاء محكميته راح ضحية نظام البائد الجلاد بحادث مرور وأعدم المهندس جليل ده ميرجي، والمهندس عبدالله بشيرلي مع والده وعمه وإن الذين يبغون قتل روح القومية التركمانية لتنفيذ السجن والإعدامات اللاحقانية لأن الذين أستشهدوا من أجل القومية التركمانية ولتراثهم الثقافي ولعاداتهم، ولتقاليدهم ورثوها من أجدادهم أنهم أصحاب عقيدة سليمة وإيمان متين ومن غير الممكن قتل أفكارهم وآرائهم القومية وسيعيش شهدائنا في قلوب التركمان كافة الى الأبد وإن إيمانهم لعقدتهم سوف يضئ طريقنا القويم نورا وإننا على دربهم ماضون.
ومن شهداءنا القياديون عطا خيرالله إستشهد في المجزرة كركوك ۱٤ تموز ۱۹٥۹ كان هو مع رفاقه تكوين حزب تركماني وكان يقاوم الجلاوزة من الشوعيون والأحقاد حتى مات ميته مأساوية وأستمرت حوادث القتل والسجن والنهب وتمثيل الجثث وتعليقها على أعمدة الكهرباء في مجزرة كركوك ومن تلك جثة قاسم النفتجي وشاهوا جثته وعلقوها أمام داره وكانوا ينادون ويؤشرون على جثته المقدس ويقولون كيلو لحم طوراني تركماني قاسم نفتجي خمسة فلوس، وكذلك قتلوا من خيرة أبناء كركوك في مجزرة كركوك وكان يسحلون التركمان في شوارع حتى الموت فجاهد فخرالدين ربط من قدميه يسيارة منفصلة سيارتان تحركا بإتجاه مضاد فإنشطر الشهيد جاهد الى نصفين وإنفصلت رأس الشهيد عطا خيرالله من جسده في قشلة كركوك بباب سيارة عسكرية ألا أن إنفصل من جسده مبارك وبعدها سحلوا جثته في شوارع كركوك.
وقتلوا (أمل) كانت عمرها ۱۲ سنة وسحلوا جثتها في الشوارع مع جثتي أخويها نهاد، وجهاد مختار وبعدها قتل خضر جايجي وإحسان خيرالله وأكثر من ٤٨ مواطناّ تركمانياّ، وفي يوم الثالث من المجزرة دخلت القوات المسلحة العراقية الى مدينة كركوك التركماني قادمة من بغداد وسيطرت على الوضع بعد أن كانت تنتظر كركوك والتركمان لإبادة ليوم الرابع وتصفيتهم نهائي وإن البطل والراجل والشجاع القائد الخالد في التأريخ التركمان عبدالله عبدالرحمن لعب دورا مهماّ في الإنقاظ التركمان وإنقاظ كركوك كان قائد الموقع كركوك وإنه تسلل ليلاّ وتوجه الى بغداد عن طريق تازه خورماتو وألتقى مع عبد الكريم قاسم وسرد له كل ما يحدث في كركوك حيث إن الشيوعيون والأكراد فهموا لوجود مؤمرة ضد عبد الكريم وأقنع عبدالكريم قاسم بأدلة عبدالله عبدالرحمن بأن في كركوك يسحلون ويقتلون التركمان.
ضحاياهم كان من خيرة أهل البلد وإرسال عبد الكريم قوات عسكرية الى كركوك للسيطرة على الوضع ولحماية التركمان من أبشع مجزرة والبطل والمجاهد القومي عبد الله عبد الرحمن هو التركماني أول كان سبباّ لإنقاض كركوك جريحة من الخونه والعملاء وها هي كركوك قلب التركمان بحاجة الى القائد لكي يضمد جراحها النازفة، كركوك جريحة، كركوك مؤلمة الذي فقدت كثير من زعماءها خيرين وإن المنتظر لا آتية الآن لا محال له، لقد وجد التركمان المنتظر في الدكتور فاروق عبدالله إبن الزعيم التركمان العميد الشهيد عبدالله عبدالرحمن أستطاع جمع التركمان كافة وعمل على وحدتهم ويقود تياراّ سياسياّ ويناضل من أجل حقوق التركمان والدكتور فاروق المثل يفتخر به في خطى والده الشهيد وقسم على جمع التركمان على طريق والده مع تنظيف الكوادر التنظيمية من القاذورات والأوساخ المتعلقة من عماله ولجعل الجبهة التركمانية نقياّ، وخالصاّ.
وهنيئاّ الدكتور فاروق في نجاحه بتجربة ديمقراطية حقيقية العالية، فآلف تحية الى الشهيد
عبدالله عبدالرحمن والى كل الشهداء التركمان والى كافة الوطنيين الشرفاء تخليداّ لبطولاتهم وتذكيرا بتضحياتهم وإستحضارا لمواقفهم الشجاعة علينا أخذ الدروس والصبر من سيرة حياتهم الغنية بالعطاء.
و إن المدن، والمناطق، والقصابات، والقرى التركمانية تعرض الى حملة إعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات والإستخبارات القمعية حيث أعدم الأعداد الكبيرة من المناضلون وشباب التركمان، وعدم تسليم جثث بعضهم الى ذويهم وكان عدد الشهداء التركمان كبيراّ جداّ ومن مختلف المناطق التركمانية وإن الشهداء الذين إعدموا كانوا من جميع أنحاء العراق ومن مدن التركمانية.
وكان لشهداءنا موقف القومي رآي، وهدف، ورسالة واحدة وكانوا خبرة الطاقات وأصحاب الشهادات والكفاءات ويعتبر الشهداء، شهداء القومية التركمانية وشهداء جميع التركمان الذين ضحوا بالغالي والنفيس وأكدوا على وجودهم القومي وحقوقهم المشروعة بالجهاد ولا يوجد أي تمييز بين الشهيد والآخر وإننا مع هؤلاء الأبطال الذين هم أحياء وأنهم الرآية يرفرف في كل المدن والمناطق التركمان وإن دم شهداءنا بدأ يثمر ومنه يسود الخير والبركة وأ وأعطى ثماره في طريق النضال والجهاد على طريق واحدة القومية التركمانية.
وإن النظام العراقي البائد أول من بدأ تصفيه التركمان في الداخل وفي الخارج، وإن التركمان كان أول ضحايا المخابرات والإستخبارات العراقية في الدول الأوربية حيث إستشهد في ٥ نيسان ۱۹۹۱ كل من نجدت بقال اوغلو
وييلماز حاجي اوغلو على أثر فتح النار على تظاهرة التركمانية السلمية أمام العنصلية العراقية في أسطنبول وكذلك مارس نظام البعث بحق التركمان سياسات قمع واختطاف التركمان بعد توقيفهم أو بعد إطلاق سراحهم بعد التوقيف ومن التركمان فقدوا بعد التوقيف
۱- الدكتور رضا الده ميرجي ۲ – كمال ترزي ۳- جودت أوجي ٤- حسن النجار ٥- حسيب على ٦- أحمد محمد رضا وغيرها.
وضمن سياسة البطش والإرهاب والإجراءات الإحترازية جرت إعتقالات عشوائية للمواطنين التركمان وبدون أي تهمة محددة وتجري عليهم التعذيب بحقهم لغرض إنتزاع إعتراف منهم وإن عملية الإعتقال لأفراد العائلة وإعدامهم وحتى الأطفال والنساء كان في عهد الجلاد صدام يعاقبون بالإعدام من قبل المحاكم الإستثنائية وإن معظم معتقلين التركمان من السياسين كانوا يدانون بمادتين ۱٥٨ – ۱٦٤ – ۲۰٤ ۲۰۲ من قانون العقوبات العراقية الإعدام أو بحكم المؤبد، وإن كافة العفو كان يصدر لم يشمل التركمان المدنيين بنفس المواد من المعتقلين السياسين وكان على التركمان أن يقضوا مدة طويلة من محكوميتهم إذا قدر لهم أن يبقوا على قيد الحياة، إذ توفى عديد من التركمان في السجن أبي غريب السياسي بسبب معاناتهم من المرض بعد أن منع عن الأدوية من قبل جهاز الأمن منهم فاتح شاكر كفرلي،
أنور محمود النفتجي، بهاء الدين قوجاوه وغيرهم.
وأستشهد ٧ مواطنين تركمان في قضاء طوزخورماتو التركمانية عندما فتحت الميليشيات المسلحة الكردية النار عى مظاهرة سلمية عندما هدموا مرقد الإمام موسى علي والشهداء هم ۱:
۱-أشرف مظهر ۲- محمد هاشم ۳ – جتين عابدين جايرلي ٤- أحمد حسين بياتلي ٥- وحسن عباس
٦- وأحمد رمزي ٧- قاسم علي.
وبتأريخ ۱٤ / ٨/ ۲۰۰۳ أغتيل على يد قوات التحالف لدى عودته الى بيته الفنان سيد أنور محمد ترزي.
ومع هبوب نسمات الإنتفاضة في أذار / شعبان ۱۹۹۱ في ۲٨ آذار أعدم نظام الجلاد صدام أكثر من مائتين من شباب التركمان المناضلين والشجعان في آن واحد وحتى الأطفال لم ينجوا من هذه الإبادة الوحشية البربرية الجماعية ونفذت هذه المجزرة في وضع النهار وبأمر من الطاغية في منطقة
باي حسن بقضاء الدبس وتم دفنهم بالشفلات في مقبرة جماعية وكان صراخ وتباكي الإبن الأصغر ووالده المشدود الأيادي بأنتظار الطالقة الظالمة يفتت الصخر ولكن ضمير النظام المجرم الكافر صدام كان لا يعرف قيمة الأباء والأبناء ولا الصغار، والكبار، والنساء كيف يتحرك ضميرهم وأياديهم ملطخة بدماء المساكين الآبرار التركمان في تسعبن، بشير، طوز خورماتو، تازه خورماتو، تلعفر، كركوك
أربيل سلامية، رشيدية، داقوق.
وتروى الدماء الزكية أرض وطننا التركماني كركوك بدماء الأبطال الذين إستشهدوا من أجل المبادئ القومية ولأجل وحدة الأراضي العراقية وهؤلاء المناضلون أستشهدوا من قبل الأنفصاليين الأكراد وقد وهبوا أرواحهم هبة دون منه لوطنهم ولمبادئهم التركمان من أجل كركوك الجريحة وهم ۱- أركان يوسف بلاوالي ۲- علي باياتلي ۳- يوسف عماد ٤-يونس صالحي ٤- ياسين عبد رشيد. ٥ – ملازم الشرطة أحمد وليد جامجي.
وإن هؤلاء الشهداء ساروا في صفوف المناضلين وأستشهدوا ونالوا شرف الشهادة.
بارك الله لسهدائنا الطاهرين الذين أريقت دمائهم من أجل التركمان ومن أجل الوطن والمبادئي القومية.
الأسماء بعض الشهداء التركمان
۱- الدكتور نجدت قوجاق
۲- عبدالله عبدالرحمن
۳- عادل شريف
٤- الدكتور رضا الدميرجي
٥- صلاح الدين عبدالله
٦- صلاح الين نجم
٧- محمد صالحي
٨- محمد قورقماز
۹- عزالين ترزي
۱۰- رشدي رشاد صالحي
۱۱ – محسن تلعفرلي
۱۲ – خالد آق قويونلو
۱۳ – خالد شن كول
۱٤ –يشار مهدي طوزلو
۱٥ – حميد كومبتلر
۱٦ – قاسم حسن تازه لي
۱٧- يشار عزالدين
۱٨- محمود طاووقلو
۱۹- مظفر بشيرلي
۲۰ – آيدن شاكر عراقلي
۲۱ – فرهاد قاسم كركوكلي
۲۲ – محمدرشيد مهدي طوزلو
۲۳ – علي يايجيلي
۲٤ – مازن فاروق أربيلي
۲٥ – نجم الدين طاهر
۲٦ – آيدن مصطفى
۲٧ – جنكيز باشا اوغلو
۲٨ – عبدالكريم الله ويردي
۲۹ – نجاة شكري
۳۰ – علي جرداغلي
۳۱ – عبد الرزاق شاه قولي
۳۲ – نجاة قاسم قوريالي
۳۳ - الشيخ عباس فاضل صادق
۳٤ – كمال جمعة
۳٥ – صابر مهدي
۳٦ - علي فاضل بياتلي
۳٧ –كمال جايرلي
۳٨- نجدت شهباز
۳۹ – يوجل موسى
٤۰- الشهيدة زهرة بكتاش
٤۱ – الشهيدة آينور حميد
٤۲ – بلقيس حميد عبدالله
٤۳ – زينب تسينلي
٤٤ – سكينة قنبر جايرلي
٤٥ – أحمد أنور كوبرولو
٤٦ – توران أحمد كوبرولو
٤٧ – آتيلا أحمد
٤٨- حازم أنور عبدالله
٤٥ – منصور مظلوم نوري
٤٦- جنكيز مظلوم
٤٧- مليك فيصل سلمان
٤٨ – شعلان فيصل سلمان
٤۹- هاني مدحت عزت
٥۰ – عصام مدحت عزت
٥۱ – عدنان خالد مندان
٥۲ – محمد خالد كوبرلو
وهناك آلاف من التركمان إستشهدوا من أجل مبادئي والعقيدة التركمانية والإسلامية ولكثرة الأسماء لم نطرق عليها في هذه المقالة.
باقة من الورد و المحبة للتركمان
فهمي كاكه يي - كتابات
كلماتي هذه تتخطى حدود السياسة لتغوص في اعماق المشاعر الإنسانية، حيث المحبة و الصدق ليس الا.
كثرت الكتابات و الاحاديث السياسية هذه الايام عن مدينتي كركوك و تركيبتها القومية، عن الفدرالية و الإنفصال و ما الى ذلك، و كل من مسك القلم بيده بدأ يكتب و يكذب، يزوّر و يحوّر، يشتم و لا يكتم، يتأوه و يأֿن و كأن الجُرح جُرحهُ.
لا ادري اي فيلسوف قال هذا الكلام:
أعجبٌ من العجب تركُ التعجب من العجيب.
سمعت الجملة اعلاه من صديق تركماني عندما كنا سوية في المكتبة العامة بكركوك في اواخر الستينات و نحن بصدد كتابة تقرير مدرسي.
لا استطيع ترك التعجب من تلكم الكتابات المزوّرة المكتوبة من قبل اشخاص تنقصهم الجرأة لكي يكتبوا بأسمائهم الحقيقية، فترى احدهم يزوّر إسمه احيانا و قوميته و جنسه احيانا اخرى. ترى أحدهم يجعل من نفسه تركمانيا متعصبا ليهاجم الاكراد او كورديا متعصبا ليهاجم التركمان، متحالفا منافقا ليخلق جبهة فتنة ضد هذه القومية او تلك. ان كل هذا يجعلني اشك في مصداقية الإنتماء القومي لاصحاب هذه الكتابات. انا اعرف بأن هؤلاء لا يتعدون اصابع اليد الواحدة و هم يكتبون بأسماء مختلفة ليوهموا القاريء بأنهم كثيرون. كان بودي ان احترم ﺁراؤهم فيما لو كانوا صادقين، و مع هذا فأنا ارميهم بالورد مع انهم يزرعون الشوك فالورود فقط تظهر بشاعة اﻷشواك.
انا كوردي قومي و لا اخجل من ذلك بل افتخر به ﻷنني لست متعصبا، فأنا احبُ للاخرين ما احبُ لنفسي، و لا انسى فضل الاخرين عليّ حتّى لو نسوا فضلي عليهم.
التركمان في كركوك عانوا الكثير من الظلم و القهر والحرمان، و كما الاكراد تعرضوا فقد تعرض التركمان ايضا للقتل و التشريد و الترحيل و التهجير، فوجدوا انفسهم في أحضان إ خوتهم من اكراد السليمانية و اربيل. لقد ﺁن الأوان لكي يردّ لهم اعتبارهم و ينالوا حقوقهم كاملة دون زيادة او نقصان. حان الوقت لكي يعاملوا كمواطنين في مجتمع ليس للمواطنة فيه من درجات.
نحن اكراد كركوك و التركمان و العرب الاصليين و الكلدوﺁشوريين، عشنا في هذه المدينة و كبرنا، ضحكنا و بكينا سوية، تقاسمنا اﻵلام و اﻵمال، و تعلمنا لغة و ثقافة بعضنا حتى اصبحت ثقافتنا واحدة رغم اختلاف القومية والدين. صحيح بانني كوردي و اشارك الاكراد الاخرين ثقافتهم لكنني ايضا من كركوك واشارك اهل كركوك ثقافتهم.
ابعث بباقة من الورد و المحبة لتركمان كركوك، لأن اغلب ا صدقاء طفولتي من التركمان، اول مدرسة درَست فيها كانت ذات اغلبية تركمانية ساحقة. اوّل من علمني حرفا كان معلما تركمانيا. اول فتاة احببتها كانت تركمانية. اول اشعاري العربية نشرتها في مجلة اﻷخاء التركمانية، و اول من اخبرته بانني سوف التحق بصفوف الثورة الكوردية كان صديقي و جاري التركماني.
تركت كركوك قبل اكثر من عقدين من الزمن، مع هذا فعندما اسكر استمع الى صوت المطرب الشعبي هابه (عبدالوهاب) و هو يغني القوريات التركمانية فيزيدني سُكْرا. الم يكن هابه و هشام (رحمهما الله) كورديين يغنييان بالتركمانية؟
كل هذه الذكريات هي من الجوانب المشرقة من حياتي فكيف لي ان انساها. انا لست وحيدا في مشاعري لا و لست مختلفا عن الاخرين فسكان كركوك لهم ذكريات و جوانب حياتية متشابهة. ما اريد ان أ قوله ﻷهل كركوك هو:
نحن جميعا على ظهر سفينة وا حدة دون قبطان، في بحر ضبابي هائج، و من مصلحة الجميع ان نرسوا بها الى شاطئ اﻷمان.
هل تصح انتخابات جزئية في العراق وتكون عاملا مكرسا لتقسيم العراق؟
كريم صافي - كتابات
أشرت في مقال تشائمي سابق حول قرب السفينة العراقية لكثرة ملاحيها فالسنة أصناف والشيعة أصناف والكرد - أو الكورد
كما يحلو لهم - أصناف والتركمان أكثر من صنف ثم الاسلاميين الوان مختلفة والعلمانيين متكثرين والقوميين منشطرين الى شظايا وهكذا التفريخات والانشطارات الاميبية في العراق حتى مؤسساته الدينية متعددة منقسمة على بعضها بشقيها السني والشيعي ولا علم لي باليزيديين ربما لو دخلنا في أوساطهم لوجدناهم منقسمين على بعضهم. هذا التعدد والاختلاف سلاح ذو حدين فهو إما أن يكون رحمة لأن التعددية واختلاف الاجتهادات تؤدي الى الابداع اذا وضع الجميع أمامهم هدف واحد وهو بناء العراق وخدمة شعبه ويكون شعار الجميع (وفي هذا فليتنافس ا لمتنافسون). والحد الآخر وهو الخطير والمرافق للاختلاف والتعدد في عالم الشرق بشكل عام والعرب بشكل خاص وأهل العراق بشكل أخص, هذا الحد الذي يجعل من كل طرف يسحب ويدير دفة السفينة حسب الوجهة التي يريد ويقودها نحو شاطئه هو والكل يتجاذب ويهتف (إن متُ ضمآنا فلا نزل القطر). هذا التدافع الحاصل هذه الايام في العراق لا يُبشر بخير ولا يؤنس النفس, إنه واقع يُثلج صدور الاعداء ويُفرح أتباع صدام من العربان. لنقرأ مشهد عراقنا بشيء من الواقع وهو ينقسم الى ثلاث مقاطع: الشيعي والكردي والسني.
في المقطع الكردي وجد الاكراد فرصتهم ويحاولون ان يستثمروا الوجود الامريكي لجانبهم ليحصلوا على فدرالية منتقاة حسب مواصفاتهم والا فالتهديد بالانفصال فالاكراد يستخدمون الاحتلال وفقدان الحكومة العراقية ورقة ضغط لتحقيق مصالح فئوية خاصة بهم والامريكيون من جهتهم يستخدمون الاكراد ورقة ضغط تجاه الشيعة. وأوضح الأمثلة على ذلك ان توصلت امريكا الى دمج المقطعين الكردي والسني في بوتقة واحدة هذه الايام لمواجهة التحرك الشيعي المطالب بالانتخابات والرافض للفيدرالية على الهوى الكردي وكلنا شاهدنا وسمعنا سنة العراق العلما ني كوفيق السامرائي, رئيس مخابرات صدام الاسبق, ومحسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي وهما يطالبان بفيدرالية كردية. وشاهدنا وسمعنا أيضا سفر عبد العزيز الحكيم الى تركيا وايران في الاتجاه المعاكس ونشاهد الشارع الشيعي ومؤسساته الدينية المطالبة بالانتخاب. وفي نفس الوقت يقابله رفض سني بالانتخاب كما يقابل هذا رفض شيعي للفيدرالية
تجاذبات سياسية بحتة ومواقف متباينة من الجميع حتى وصل الأمر الى التباين في تصريح لعضوين في مجلس الحكم في وقت واحد اثناء مؤتمر صحفي بعد لقائهم ببوش وعنان وسمعنا كيف الباجه جي لا يريد الانتخاب وكيف ان الحكيم يُشدد على الانتخاب بالرغم من تزويق تصريح كل منهما بعبارات منمقة هنا وهناك. ولكن الواضح ان الوفد العراقي نفسه منقسم على نفسه وهذا الانقسام بدأ واضحاً وأخذ طابع الصراحة ويتغابى من ينفي ذلك. في العراق اليوم بوادر انقسام تلوح علائمها في الافق واذا ما سارت الامور بهذه الوتيرة فسنشهد هذه الكارثة في المس تقبل القريب وعندها يكون المتهم الوحيد هم الثلاثة ساسة الشيعة وساسة الاكراد وساسة السنة وسيترحم الناس على صاحب الحفرة النتنة وسيقول العرب انصار صدام ان صدام كان قد حفظ وحدة العراق في حين فشل في ذلك كل قياداته المعارضة له.
المشكلة الكبرى ان كل صاحب رأي لا يثنيه عن مطلبه شيء ويواصل التصعيد بلا جدوى في أكثر الاحيان. والمطالبة بالانتخابات في هذه الفترة واحدة من التجاذبات الذي لا يُعتبر الالحاح عليها سوى حلقة في فصول السياسة الامريكية التي يهمها جدا هذا التشرذم وهذه التجاذبات في البيت العراقي ليعطيها الفرصة الكاملة في تحقيق اهدافها. فإذا كنا نعلم ان الانتخابات غير ممكنة في العراق الآن فلماذا الاصرار عليها سوى ابراز العضلات مقابل من برزوا عضلاتهم من الاطراف الاخرى. اذا كان الجنوب مستقرا الى حد يمكن ان تحصل فيه انتخابات ف هل من الصحيح ان نجري الانتخابات في الجنوب ونترك الوسط والغرب وبعض الشمال دون انتخابات؟
في ديالى وفي كركوك والموصل وصلاح الدين والرمادي وبغداد الوضع الامني لا يسمح بانتخابات. والسنة يرفضون الانتخابات الآن والاكراد كذلك. ولهذا تصبح الانتخابات التي نطالب بها هو انتخابات جزئية لا تغني شيئاً وهي تزيد الطين بلة فكما مطالبة الاكراد الحالية بالفيدرالية زادت طين العراق بلة كذلك مطالبة الشيعة بالانتخابات التي ترفضها بقية الاطراف.
المطالبة بالانتخابات وإن كانت حق مشروع لكن لا جدوى من ورائها لأنها تأطرت بإطار فئوي وكان من المفترض ان يحصل تنسيق واتفاق بين كل الاطراف على الالتزام بهذا المطلب حتى لا يواجه معرقلات داخلية كما نراه الآن.
العراقيون بحاجة الى بعض الوقت يتصارح بعضهم مع البعض الآخر وبحاجة الى مكاشفات مع بعضهم البعض لكي تطمئن كل الاطراف لبعضها البعض ويصبح التعامل بينهم على أساس الثقة لا على أساس الانعدام الكامل للثقة بين أطراف الساحة العراقية كما هو حاصل الآن في العراق.
ينبغي للأكراد ان يتوقفوا عن المطالبة بالفيدرالية في هذا الوقت وعلى الشيعة أن يؤجلوا مطلب الانتخابات وعلى السنة أن يتخلوا عن تحالفاتهم الطائفية. على الجميع التكاتف والتشاور والتناصح الحقيقي وليس الاعلامي فقط ولينظروا جميعا الى أبعد من مد البصر. فلينظر الشيعي باتجاه الموصل ولينظر ابن الرمادي نحو البصرة والنجف ولينظر الكردي الى بغداد وكربلاء وهذا هو الحل الأوحدي الذي يحفظ وحدة العراق التي ما تزعزعت منذ أكثر ستة آلاف سنة مثل هي عليه الآن بخطر داهم سببه أبناء العراق قبل المحتلين
المنعطف الخطر في مستقبل العراق
د. هشام الحديدي - الاهرام القاهرية
** ما أن أعلن الأمريكان في مطلع العام الجديد بأنهم لن يتدخلوا في اختيارات العراقيين بشأن مستقبلهم والشكل الذي يريدون أن يديروا به دولتهم, حتي أعلن الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني رفضهما لأي حل وسط يقضي بإنشاء فيدرالية علي أساس المحافظات۱٨ محافظة, وتمسكا بالحكم الذاتي القائم علي أساس إثني, أو ما يعرف بالفيدرالية علي أسس عرقية, يكون مركزها ضعيفا, عندها انبري وزير الخارجية السعودي في السادس من الشهر الجاري, محذرا من خطر تقسيم العراق إلي طوائف ومذاهب, علي أمن دول الجوار.
وكذلك أعلن وزير الخارجية السوري, من أنقرة, في اليوم التالي, وغير بعيد عن ذلك, التنسيق الدءوب الذي صرنا نشهده علي الساحة, بين كل من سوريا وإيران وتركيا. سعيا إلي تشكيل استراتيجية ماصة للصدمات, تستوعب الزلزال الذي احدثه الوجود الأمريكي في المنطقة, والحيلولة دون مزيد من التدهور, إذ لم يعد خافيا أن المتصهينين من المحافظين الجديد في الإدارة الأمريكية الحالية, وبإشراف وتشاور مع الإسرائيليين, صاروا يسعون جهرة وخفية إلي تجزئة العراق, حتي يقضوا علي أي احتمال لاستعادته قوته, لا في المستقبل القريب ولا البعيد, تماما مثلما حدث مع ألمانيا في مؤتمر يالتا في اعقاب الحرب العالمية الثانية.
والحق أن ما ذهب إليه الزعيمان الكرديان, أخطر علي العراق من الاحتلال الأمريكي نفسه, غير متناسين أن الاحتلال- كأي احتلال- ربما كان هو السبب المباشر في تنامي تلك النزعة التشطيرية, إعمالا لمبدأ فرق تسد, وأن نظرة المحتل دائما تتجه إلي الموانع لا إلي الجوامع, من مثل ما ذكره اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني فيما بين۱٨٨۳ و۱۹۰٧ عن مصر, وهي ما هي بكل تاريخها وحضارتها, وأنها ليست شعبا متجانسا, وإنما هي أرض تستوطنها مجموعة اجناس!.
ان إقامة حكومة ديمقراطية في العراق تتسلم الحكم في الأول من يوليو المقبل كما أعلن الأمريكان, لا يعني بالضرورة, التقسيم وقطع الأوصال, ولسوف نأخذ مثالين واضحين علي حالة ما بعد الكولونيالية, الهند وسنغافورة وكيف افلتتا من مصير مهلك, فقط لأن حكماءيهما وشعبيهما كانا واعيين لذلك, وفطنا إلي أن المصلحة في الوحدة, وأن ما يجمع بين أشتاتهم, أكبر بكثير مما يفرقهم, وإن كره المستعمرون, والمدهش أن كلا البلدين, لم يستنكف أن يستوعب درس الديمقراطية من مستعمريهم, لم يرفض الديمقراطية, جملة وتفصيلا, كنظام حكم, لأنها أتت ممن كان يسومهم سوء العذاب, كلا, لقد استطاعا في حمأة الكفاح من أجل الاستقلال, وفي حمأة تمجيد كل ما هو وطني, والتنديد بكل ما هو غربي, استطاع, كلا الشعبين أن يميز بين ما ينفع وما يضر, وهكذا فمحنة العراق, قديمة تتجدد, المهم من يقرأ ويستوعب ولا يقع في ذلك الجحر مرتين, واليوم, تتبدي لحظة مواتية في عراق الغد القريب, فلو كانت النيات صادقة, وكان هذا التدخل الأجنبي مخططا له بشكل جيد, فإن هذا البلد الغارق في الفوضي الآن, يمكن أن يصبح انموذجا لتحرر الإرادة واستنهاض الروح الديمقراطية الوثابة التي تفتقدها المجتمعات العربية المجاورة.
وبينما يبدو مرغوبا, استبدال النظام الديكتاتوري الصدامي بحكومة أكثر تحررا, فإن أسئلة, يجب أن تطرح علي هؤلاء الذين كانوا يسعون دائما للتغيير, من مثل:ـ ماهي الخطوات العملية التي يجب أن يتبعها بلد فقير ومتشظ مثل العراق للتقدم نحو الديمقراطية الليبرالية؟ أمريكا وأوروبا الغربية قد تبدو أمثلة ناصعة وناجعة في نهاية هذا الدرب, لكن العداء العراقي نحو الغرب, الناتج عن سنوات الحظر والحرب, يستوجب الاستعانة بأمثلة أخري قد تشترك في بعض تراث العراق ومعاناته من جراء الاستعمار, مثل الهند وسنغافورة اللتين رزحتا دهرا تحت التاج البريطاني.
قبل فترة قليلة من استقلال الهند في العام۱۹٤٧, أعلن رئيس الوزراء البريطاني كليمنت أتلي أن الهند السياسية ـ المستقلة ـ سوف تكون نبراسا يبدد ظلمة آسيا, بهذا اشاع آتلي التفاؤل بقرب ولادة ديمقراطية جديدة, تخرج من رحم الاستبداد والاستعمار بدأ في العام۱٨٥٧.
لم يكن تغيير نظام الحكم, من ديكتاتورية مطلقة إلي المشاركة الديمقراطية, سهلا, لكن الهند وسنغافورة كلتيهما تحدت كل المعوقات, بتأسيس مجتمعات مفتوحة قادرة علي إدامة الاستقلال الاقتصادي والتحرر الديمقراطي.. وصفتهما للنجاح تضمنت تكييف التراث الاستعماري الغربي المتحرر, للتحديات المحلية التي تفرضها خصوصيات مجتمعاتهما, وإذا يراد للعراق النجاح, بمعني الخروج من تلك الكبوة وقد حقق شيئا ما يقابل التضحيات الضخمة التي بذلها, فإن نظاما اتحاديا علي غرار النظام الهندي وانموذجا للتنمية الاقتصادية المكثفة تحت حكم من القانون قوي ونافذ, مثلما حدث في سنغافورة, هو أقل ما يجب أن يسعي إليه العراق الراهن.
ينقسم سكان العراق بحدة علي طول الخطوط الإثنية والدينية, تماما مثلما كانت الهند منذ العام۱۹٤٧ وحتي اليوم, فالمسلمون السنة في العراق يسيطرون علي الوسط وبغداد, في حين يتركز المسلمون الشيعة في الجنوب, ويواصل الأكراد في الشمال نضالهم من أجل حكم ذاتي. نفس الوضع المعقد, واجهه المصلحون الهنود في سعيهم لتأسيس ديمقراطيتهم الجديدة بين مئات الأعراق, الدينية والإثنية والإقليمية والمجموعات اللغوية نحو من مليار نسمة التي تستوطن شبه القارة أكثر من۳ ملايين كيلومتر مربع, فبين خليط شديد التباين من الهندوس والسيخ والمسلمين والتاميل والبنجال.. إلخ, وشديد التنافس أيضا, أصبح النظام الاتحادي الفيدرالي ضروريا لتمثيل كل طائفة, في الوقت الذي يوحدهم فيه تحت راية حكومة مركزية قوية, فقد كان لكل ولاية حكومتها المحلية المدعومة من المركز, الذي كان يتمايز بخدمات مدنية عالية, إضافة إلي اعتماد التصويت المنتظم والاقتراع العام سبيلا للحسم واتخاذ القرار دون إغفال للتركبية الفسيفسائية للبلد الكبير, وقد أدت هذه الإجراءات إلي ان تبوأت الهند دورها الريادي الحالي بين دول العالم النامي كنموذج للديمقراطية أو هكذا تتبدي التعددية سبيلا إلي الوحدوية.
تقول راشيل ماكليري, أستاذة مادة الحكومة في جامعة هارفارد: انه بنفس الطريقة, فإن العراق يحتاج لفرض حكومة مركزية قوية ونوع من الاتحاد الفيدرالي, وبمحاكاة الهند فإن العراق يجب أن يدعم وينشر بين مواطنيه, احساسا عاليا بالمشاركة في الحكم والملكية والاستثمار الشخصي, بما يعود بالفوائد الاقتصادية والسياسية, وتستدرك ماكليري لكي تحافظ علي الاستقرار السياسي, فإن الحكومة العراقية لن يكون باستطاعتها الانتقال من حكم استبدادي إلي اخر, ولكن مشاركة في السلطة, مقبول من كل المجموعات العرقية.
أما اعجوبة النجاح الاقتصادي, سنغافورة, فلقد مارست الديمقراطية بشكل يختلف عنها في الهند, وذلك بتقديم وتأكيد التنمية الاقتصادية, وسط حريات اجتماعية مقيدة وسيطرة سياسية شبه مطلقة للحزب الواحد, حزب الحركة الشعبية, ولذلك فإن انموذج التطور السياسي الذي دفع سنغافورة إلي تلك المكانة المتقدمة, بعد الاستقلال عن الانجليز عام۱۹٦٥, صار يعرف من قبل الأكاديميين بـ الديمقراطية الآسيوية, يقول هينج يانج كنج, زميل معهد دراسات جنوب شرق آسيا, في دراسة عن تطبيق الديمقراطية في المنطقة:إن العقيدة السياسية الراسخة في هذا الجزء من العالم تقوم علي أساس, أن المصلحة العامة مقدمة علي المصلحة الشخصية, كما أن هناك قدرا كبيرا من القبول والاحترام للحكومة, والهرم السلطوي, ولا يوجد سوي حزب واحد مهيمن, وفعال ومن ثم, نظام دولتي قوي, ومحكم, باطنه الرفاه وظاهره العذاب!.. هذه النظرة الخاصة للديمقراطية دفعت بسنغافورة بسرعة إلي مصاف النخبة من ذوات الاقتصاد المؤسس علي التقنية الحديثة, وهو الانجاز الذي لم تدركه الهند إلي الآن, وهي الأكثر تحررا والأطول باعا في الممارسة السياسية.
في الوقت الحالي فإن محدودية التدخل الفردي في العملية السياسية ستكون أكثر ملاءمة, نظرا لحال التوجس والتشكيك التي تنتاب كل أطراف اللعبة, وتاليا فإن تشجيع التنمية الاقتصادية يجب أن يكون الهم الأول في مرحلة ما بعد الاستقلال, وهو ما يجعل سنغافورة انموذجا أفضل من الهند في كثير من النواحي.
ففي ثقافة شرقية محافظة وعشائرية كما في العراق, فإن نهجا سياسيا يفرض قانونا قويا, وحريات فردية ليست مطلقة, بل مدارة وموجهة بحنكة نحو بناء قطاع خاص تنافسي, يمكن أن يصنع العجائب في تلك الدولة الانقاض, إذ بينما يحث الأمريكان إيران المجاورة علي ممارسة الكثير من الإصلاحات الديمقراطية, فقد باتوا يدركون أن ثمة فوارق شاسعة بين الدولتين الجارتين, في الوقت الحالي علي الأقل, وقد كتب أليكسيس دي توكيفيل المحلل السياسي الأمريكي أن هناك ما يدعي, فن أن تكون حرا, الشيء الذي لم يحصل الشعب العراقي علي فرصة لممارسته بعد.
كل ذلك يحتاج إلي وقت, فمثل الأشجار, لا تنمو الديمقراطية كثقافة بين ليلة وضحاها ولا وجود بمجرد قرار, إنها ثقافة تحتاج إلي فسحة للتأصيل, والهضم فالاجترار, فإذا ما بعدت الشقة علي العراقيين وزادت عليهم المشقة, فإن ما يحتاجونه هو النظر بتمعن إلي أحوال البلاد والعباد في مرحلة ما بعد الكولونيالية, التي خلناها انتهت إلي غير رجعة, فإذا بها تعود اليوم أشد وطأة وأكثر قيلا. يجب الاعتبار, وبالذات من هؤلاء الذين نفضوا عن أنفسهم غبار الماضي الثقيلة وانطلقوا كما لو ولدوا من جديد, بالمثل فإن العراقيين أمامهم فرصة للنهج المشابه, والخروج من تلك الكبوة أكثر عنفوانا وصلادة, وبعزم أكيد وإرادة من حديد, كيلا تذهب تضحياتهم سدي, وحتي يصبح لسنوات المعاناة معني!! .
العراق الموحد
أمين محمد أمين - الاهرام القاهرية
انخفضت شعبية الرئيس بوش من٨۳% الي۳٨%, وذلك في الوقت الذي كان من المقرر أن تزيد فيه, مع قرب إجراء الانتخابات الأمريكية, التي تحاول إدارة حملته الانتخابية تصعيدها بالمزيد من الانتصارات, خاصة علي المحيط الخارجي وبالتحديد في العراق, التي يحاول السيطرة عليا بشتي الطرق, واثبات أن إقصاء صدام كان في صالح السياسة الأمريكية وليس عكسها, وهو ما يتوقع أن تكشف عنه محاكمته وسط الجدل الدائر كأسير أو مجرم حرب!!
ومع انتظار المفاجآت التي من المنتظر أن تكشف عنها محاكمة الرئيس العراقي السابق, والتي من المنتظر أن تدعم موقف الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية, إلا أن الواقع علي أرض العراق يسير عكس الاتجاهات الأمريكية, مع تصاعد المقاومة العراقية واحتمالات انضمام المرجعية الشيعية للمقاومة ضد قوات الاحتلال, خاصة بعد إصرار المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني, علي اجراء انتخابات حرة لاختيار حكومة تتسلم السلطة من قوات الاحتلال في يونيو المقبل, وهو ما يعني أن تكون أغلبية الحكومة شيعية!!
وأيد هذا الاتجاه عشرات الآلاف, الذين خرجوا في مظاهرات بالبصرة عقب صلاة الجمعة, مرددين هتافات لا لأمريكا, وذلك مع التهديد بإصدار فتوي دينية لمقاومة الشيعة للاحتلال الأمريكي!! هذا الموقف دعا الإدارة الأمريكية الي أن تطلب من أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان, ارسال بعثة تقصي حقائق للعراق, لاقناع الشيعة بصعوبة اجراء الانتخابات التي يطالبون بها في الوقت الحالي.
هذا الموقف الشيعي يقابله علي الجانب الآخر, موقف الأكراد وتأييدهم للفيدرالية والحكم الذاتي في العراق, وذلك تحت مظلة الفيدرالية التي تدعو لها أمريكا, وكان من الطبيعي أن يكون رد الفعل التركي معارضا لهذا التوجه وتحذيره من مستقبل دموي في المنطقة, وذلك انطلاقا من مطالبة اكراد تركيا بالحكم الذاتي, وينضم لهم أكراد سوريا وايران.
هذا الموقف لابد أن تراجعه الإدارة الأمريكية, وتتحرك معها الدول العربية والاسلامية ودول العالم المحبة للسلام, من أجل سرعة العمل علي استقرار الأوضاع في العراق الموحد وليس المقسم, من اجل صالح الجميع وأولهم الادارة الأمريكية, التي من مصلحتها أن تتعامل مع عراق موحد وليس مقسما يزيد التقسيمات في المنطقة.
مستقبل العراق
راي الاهرام - الاهرام
تتجاذب وتتفاعل المواقف السياسية بصورة تنذر بتفاقم الأوضاع داخل العراق وانفجارها ففي الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأميركية في العراق على تشكيل حكومة انتقالية بالتعيين تمهيدا لنقل السلطة إلى العراق بحلول نهاية يونيو القادم وذلك بحجة أن الظـروف غير مناسبة الآن لإجراء انتخابات تتصاعد المطالب العراقية.
خاصة من جانب الشيعة بإجراء انتخابات مباشرة لتشكيل جمعية منتخبة تقوم بتأليف هذه الحكومة الانتقالية ولاشك أن الخطورة تكمن في خطورة تصعيد هذا التناقض بصورة تزيد من اشتعال الموقف واستمرار حالة الفراغ الأمني التي تؤثر في النهاية علي استقرار العراق.
والواقع أن هذا التجاذب سوف يحدد بشكل كبير مستقبل العراق غير أن الأمر المهم هو أن تنحاز الإدارة الأميركية إلى خيار الديمقراطية الحقيقية الشعب العراقي دون تمييز كذلك من المهم الحفاظ على استقلال العراق ووحدة أراضيه ومهما تكن صيغة النظام السياسي القادم خاصة النظام الفيدرالي, فإنه يجب ألا يرتكز على أسس عرقية أو مذهبية.
فمن شأن ذلك أن يفجر التناقضات في المستقبل مع تزايد النزعات العرقية والطائفية التي تسعي إلى الانفصال عن العراق مستغلة في ذلك حالة السيولة السياسية وعدم الاستقرار التي يمر بها العراق كما أن استبعاد أي طرف من الصيغة السياسية المقبلة من شأنه أن يكرس الخلل السياسي ويؤجج مشاعر العنف, إضافة إلى أنه يتناقض مع الخطاب المعلن بإقامة ديمقراطية كاملة في العراق.
ومن المهم هنا أن يتم إشراك الأمم المتحدة وأن تلعب الدور الأساسي في الإشراف على عملية نقل السلطة للعراقيين بطريقة تضمن النزاهة والشفافية, وتكرس وحدة العراق وسلامة أراضيه, إضافة إلى دور المنظمة الدولية في عملية إعادة الإعمار.
إن العراق الآن في مفترق طرق, وهو ما يفرض علي كافة فئات الشعب العراقي توحيد جهودهم وتضافرها من أجل استقلال بلدهم, واستعادة مكانته على الخريطة العربية والدولية, ولاشك أن كل الظروف مهيأة الآن لتحقيق ذلك الهدف.
العراق... موحّد يجب منع تقسيمه أم مقسّم يجب توحيده؟
عادل مالك - الحياة
على طريقة الحروب الاستباقية الأميركية جرى اتخاذ القرار من جانب الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة بالتوجه إلى الحرب في العراق وقلب النظام وتفكيك هيكلية الدولية... وبعد ذلك يجري البحث عن "الأسباب الموجبة" لهذه الحرب باعتبار أن كل ما جرى الحديث عنه بالنسبة الى وجود أسلحة دمار شامل وإمكان صدام حسين تهديد الأمن البريطاني والأميركي خلال ٤٥ دقيقة فقط! بالإضافة إلى المعلومات التي ربطت بين تحالف رأس النظام العراقي المخلوع وتنظيم "القاعدة" وعلاقتها "المباشرة" بأحداث ۱۱ أيلول (سبتمبر) ۲۰۰۱ المعلومة, اتضح بجلاء عدم دقة وصحة كل هذه المعلومات, لذا يجري الآن البحث عن سبب أو أكثر - أكثر إقناعاً للناخب الأميركي والإجابة على السؤال الكبير متى؟ ولماذا؟ أخذ الرئيس جورج دبليو بوش أميركا إلى العراق لمحاربته وتدمير نظامه ودولته لئلا تبقى الأسئلة الكبيرة المعلقة عالقة, وحتى لا تنعكس سلباً على صدقية المرشح الطامح بإصرار وبأي ثمن للبقاء ولاية ثانية في البيت الأبيض وسط فريق من المرشحين الديموقراطيين الذين يحاولون توظيف أخطاء الإدارة الحالية للإفادة منها انتخابياً.
لكن لا يمكن الحديث حتى الآن عن إمكان إحداث المرشحين الديموقراطيين أي اختراق لحملة بوش رغم ارتفاع أسهم الجنرال السابق ويسلي كلارك, ومنافسه الأكبر ـ حتى الآن ـ هوارد دين. في كل حال واستناداً إلى دخول كل شيئ في الولايات المتحدة منذ الآن المزاد الانتخابي فسوف نشهد الكثير من نشر الغسيل الوسخ لدى كل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي حيث جميع الممارسات والتصرفات القذرة مبررة بإسم الحرية على الطراز الأميركي.
لندع الشأن الانتخابي الأميركي جانباً ولو لبعض الوقت كي نقدم إضافة كاشفة قدر المستطاع على المشاكل التي تعاني منها المنطقة. ولنبدأ بالعراق. وفي تقديري المتواضع أن السؤال الكبير والمحوري الذي يجب أن يطرح هو الآتي: هل أن العراق دولة موحدة فعلاً ويجب العمل على منع تقسيمه؟ أم أن العراق مقسم فعلاً ويجب العمل على إعادة توحيده؟
ونأخذ واقع الأكراد على سبيل المثال من منطلق التوقعات التي يعملون على إنجازها ضمن تركيب العراق الجديد. فهم يطرحون الصيغة الفيديرالية لكردستان العراق. ويبدو أن تعبير "الفيديرالية" هو الذي يثير حفيظة البعض. ففيما يرى الأكراد هذه الفدرالية على أنها اتحادية وليست انفصالية عن الدولة المركزية العراقية, يرى أطراف آخرون من عرب وتركمان أن هذا التعبير إنما يرمي إلى حصول الأكراد على الاستقلال الذاتي وإدارة شؤون حكمه بمعزل عن الحكومة التي ستشكل في بغداد.
وسقط هذا الموضوع في خضم أجواء من الشكوك وأزمة الثقة بين الأطراف المعنية. فريق يرى أن المطالب الكردية محقة, وأنه تم الاتفاق بشأنها خلال الاجتماعات التي كانت تعقدها المعارضة العراقية في لندن وفي أربيل وفي صلاح الدين, وكانت كلمة الفدرالية ترد في جميع البيانات التي كانت تصدرها هذه المعارضة ـ في حينه.
والآن تغيرت المعطيات على ما يبدو. فحتى الأميركيين الذين كانت تعقد الاجتماعات بمعرفتهم وحضور بعض ممثليهم لم يعترضوا على مطالبة الجانب الكردي بالصيغة الفدرالية, في حين أن النصيحة الآتية من الحاكم بول بريمر تدعو إلى التريث والتمهل في سلوك هذا المسار: فيدرالية القوميات بدلاً من فيدرالية المحافظات.
على أن الذي أثار الكثير من الخواطر حول هذا الموضوع هو الإشكاليات المرسومة حول وضع مدينة كركوك العائمة على ثروات نفطية كبيرة. وهذه المدينة هي نسيج من عدة شرائح الطيف العراقي حيث فيها العربي والكردي والتركماني وبعض قليل من الكلدو ـ آشوريين.
ويرى الثنائي الكردي جلال طالباني ومسعود برزاني أنها سانحة ويجب اغتنامها لأن هذه الظروف قد لا تتكرر بسرعة مرة أخرى. لكن انتـزاع الأكراد هوية قومية وجغرافية مستقلة عن باقي الأقليات الإثنية والعرقية والطائفية سيفتح الباب واسعاً أمام بقية تركيبات الطيف العراقي للمطالبة بالمثل مع اختلاف التجارب بين هذه الأطياف وموقع الأكراد وما عانوا منه خلال سنوات طويلة في حكم الرئيس السابق صدام حسين.
وفي هذا الصدد هنالك لغط إعلامي غير منظم يزيد من تعقيد الصورة ومن تشابك المواقف حول هذه القضية بالذات: مصير وحدة العراق.
وخلال مؤتمر انعقد في ابو ظبي قال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني: "ان تجزئة العراق تضر أطرافاً كثيرة في المنطقة وسنعارضها, ولكن لا ندري ما إذا كانت هذه المعارضة ستمنع فعلاً تقسيم العراق".
وتبقى هذه القضية واحدة من القضايا المتفجرة التي تنتظر تركيبة العراق الجديد وإذا لم يحسن التعاطي معها بواقعية يخشى اتساع رقعة الخطر الذي يمثله تقسيم العراق. وقد لاحظنا كيف أن مجرد المطالبة الكردية أحدث تحركاً كبيراً في المنطقة فأنتقل الرئيس السوري بشار الأسد إلى أنقرة لأول مرة في تاريخ العلاقات قافزاً فوق كل الصعوبات السابقة ليتفق مع الأتراك على أن قيام دولة كردية في شمال العراق هو خط أحمر ولا يمكن التساهل فيه, وهنا تلتقي فجأة مصالح الدول الإقليمية وخصوصاً دول الجوار العراقي حيث قلنا منذ البداية أن تحديد مصير العراق لن يقتصر فقط على جغرافية العراق بل قد يتجاوز الأمر دولاً عديدة من دول الجوار العراقي.
ومن هذا المنطلق يجب العثور على آلية معينة للتعاطي مع مجلس الحكم في العراق وعدم الاكتفاء بتكرار القول شكل آلي: أن المجلس الحالي هو صنيعة الاحتلال لذا لا يمكن التعامل معه الخ... هذه صيغة انتقالية تعقب كل حرب من نوع الحرب العراقية التي دمرت النظام وهيكلية الدولة العراقية من حل الجيش العراقي النظامي ـ وهذا أحد الأخطاء القاتلة التي ارتكبت ـ إلى الصرف الجماعي للموظفين دون التنبه إلى المخاطر الاجتماعية لمثل هذه التدابير من حيث نشر المزيد من البطالة وقطع مصادر العيش لملايين من أفراد الشعب العراقي.
وفي دراسة أعدتها وزارة الخارجية الأميركية ووافق عليها البيت الأبيض في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني, يناير ۲۰۰٤ الحالي, ورد فيها ما يمكن اعتباره مراجعة للسياسة الأميركية بشأن العراق عندما تقول: "إن الوضع الراهن أثبت أنه بدون مساندة إقليمية واضحة وصريحة فإن العراق سيعاني الكثير من المشكلات السياسية والأمنية". وتقترح الدراسة أن يجري في شهر نيسان/ إبريل المقبل "عرض ۲۰ إسماً من القيادات العراقية لاختيار أحدهم لرئاسة العراق على أن يتم هذا الاختيار بمعرفة البيت الأبيض والأمن القومي والخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية, وأن الشخص الذي سيتم اختياره ستتم تهيئة المسرح في داخل العراق من أجل انتخابه رئيساً للبلاد, كما سيجري اختيار ثلاث شخصيات من هذه القائمة لمناصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائبه, وأنه مع بداية هذه المرحلة ستنتهي مهمة بول بريمر في العراق لتبدأ مرحلة جديدة في البلاد".
وفي قسم آخر من الدراسة يجري الحديث عن "الاتفاق الأمني بين العراق والكويت بهدف ربط القواعد العسكرية الأميركية في الكويت والعراق كما يهدف الاتفاق الأمني بين العراق والسعودية إلى مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية. أما الاتفاق مع الأردن فإنه يمثل مرحلة يمتد بعدها الاتفاق إلى إسرائيل حيث تتوقع الدراسة أن يشهد النصف الثاني من عام ۲۰۰٤ بداية تحولات إقليمية مهمة أو على الأقل بدء المفاوضات بشأن هذه التحولات".
بالإضافة إلى كل هذا هنالك قضية أخرى مفخخة ومرسخة لأن تثير نزاعات كثيرة بين مجلس الحكم على اختلاف تركيبته العرقية والطائفية من جهة وبين المرجعية الشيعية الرئيسية الممثلة بآية الله علي السيستاني الذي يُصر على إجراء انتخابات يقرر فيها العراقيون من يريدون وماذا يريدون, في حين أن قناعة مجلس الحكم والجانب الأميركي أنه يستحيل إجراء مثل هذه الانتخابات في وقت قصير, وأن الإصرار على إجراء الانتخابات سيعرقل مسيرة الإصلاحات, ومسيرة تسليم السلطة إلى العراقيين. وهذه مسألة إلى أي اتجاه سار الحل فيها سيكون لها الكثير من التداعيات. والخوف الأكبر أن يأتي يوم الثلاثين من حزيران/ يونيو المقبل موعد تسليم السلطات من جانب قوات الاحتلال إلى الجانب العراقي وأن لا يكون الظرف الأمني قد طرأ عليه التحسن بالدرجة الكافية أو أن لا يكون العراقيون, لسبب أو لآخر, غير قادرين على تسلم هذه السلطات بشكل طبيعي يسمح لهم بالسيطرة على مقاليد أمور بلادهم بدون مواجهة الكثير من المطبات.
وفي العودة إلى متاهات السياسة الأميركية في ضؤ الكتاب بعنوان "ثمن الولاء" ومعظم معلوماته مستقاة من وزير الخزانة الأميركي السابق بول أونيل فهو يقول في أحد فصول هذا الكتاب: "خلال ۲۳ شهراً هي فترة عملي لم أر مطلقاً أي شيئ أصفه بأنه أدلة على أسلحة دمار شامل في العراق" ـ "ان إدارة بوش بدت وقد منحت نفسها حق فعل ما تشاء في أنحاء العالم". وبلغ من شدة حملة أونيل على الرئيس بوش القول: "انه (بوش) يبدو كأعمى بين مجموعة من الطرشان (الصم(".
ونبقى في صلب المسألة العراقية لنشير إلى القضية الأخرى العالقة والتي تحولت إلى أزمة بين أكثر من طرف وخاصة بين الجانب العراقي والأميركي. واندلعت الأزمة عندما قررت واشنطن (عبر البنتاغون) ومن دون أي اعتبار لمن يقيم في بغداد إطلاق صفة "أسير حرب" على صدام حسين.
الأمر الذي أثار غضب كافة أعضاء مجلس الحكم. ولهذا الغضب ما يبرره إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الجوانب المتصلة بالقوانين الدولية التي تحدد صفة أسير الحرب منها اتفاقات جنيف الثالثة التي تنص على معاملة الأسير بصورة تتوافق مع مضامين هذه الاتفاقات وأبرزها حصول الأسير, أي أسير, على ما يسمى بـ "الامتيازات الستة". ولكي نفهم الغضب العراقي يجب أن نعلم أن توصيف صدام حسين بـ "أسير حرب" يعني أن لن يكون باستطاعة سلطات الاحتلال الأميركي تسليم هذا الأسير إلا إلى حكومة عراقية شرعية ومعترف بها, وهذا الأمر غير متوفر, وحتى بعد الموعد المقرر مبدئياً في الثلاثين من حزيران المقبل تخلي الاحتلال عن سلطاته للجانب العراقي فإن هذا لا يكفي لتسليم الرئيس العراقي السابق لأي حكومة لا تستوفي الشروط الشرعية المطلوبة ـ وبالتالي فهذا يسمح للجانب الأميركي بأن يحتفظ بصدام حسين كأسير حرب إلى حين قيام الكيان العراقي المستقل فعلياً. وصرحت مصادر أميركية مطلعة لـ "الحياة" أن واشنطن أرادت من اللجؤ إلى هذا التوصيف (أسير حرب وليس مجرم حرب) كي تتحكم بالعامل الزمني الذي يتلاءم مع مجريات الأمور الانتخابية على الساحة الأميركية. بالإضافة إلى تفادي تعقيدات أخرى بشأن المحاكمة.
وسبق أن نشرنا في هذا المكان بالذات بتاريخ ۲۱ كانون الأول (ديسمبر) ۲۰۰۳, مقالاً بعنوان: "صدام مشكلة في حكمه وتحكمه... ومشكلة في محاكمته".
وستكون نوع المحاكمة ونوع المحكمة وجنسيتها وصلاحيتها وأصولها (سرية أم علنية) موضع تجاذب حاد خلال الأسابيع والأشهر المقبلة, ونستبعد تنفيذ الوعود الكثيرة والدرامية إلى محاكمة علنية أن تكون الأجواء مهيأة لها.
وحتى لا يبقى السؤال المحوري والأساسي حول تجزئة أو وحدة العراق معلقاً أو مفتوحاً فإننا سنجيب على هذا التساؤل على طريقة قول الإمام الشافعي: "ان العراق موحّد وإن هذه الوحدة معرضة للصواب... وان العراق مقسّم, لكن هذا التقسيم يبقى معرضاً للخطأ"!
وإذا كنا خصصنا هذا المقال عن الوضع المعقد والمركب في العراق فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه الجرح النازف الوحيد في الجسم العربي, حيث يبقى جرح فلسطين الثخين والذي يمعن الاحتلال الإسرائيلي يومياً تحريك السكين في قلب هذا الجرح, بالإضافة إلى السجال الذي اشتدت حرارته بين تل أبيب ودمشق حول موضوع المفاوضات المباشرة.
وهذه الدعوة ساقطة في الأصل لأن الذي أطلقها ووجهها بشكل استعراضي وإعلامي هو الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف وهو رئيس فخري لا سلطات ولا صلاحيات دستورية له.
في حين أن الحاكم بأمر إسرائيل أرييل شارون حتى إشعار آخر قد يحين مع الكشف عن تحقيقات الفساد المتورط بها, يطرح شروطاً للتفاوض ويعرف مسبقاً انها غير مقبولة, إذ هو يصر على البدء بالمفاوضات مع سوريا من نقطة الصفر, وليس من المرحلة التي توقفت عنها هذه المفاوضات سابقاً, وهذه عملية هروب من استحقاق يخشى شارون أن يدفعه كي لا يسجل عليه التاريخ أنه "فرط في أمن إسرائيل وفي حقوقها وفي حدودها", وهذا هو العيش في أمنيات وفي أحلام إسرائيل التوراتية.
لكن هذه المعلومات الواردة من واشنطن تتحدث عن متغيرات سريعة قد تشهدها الشهور الستة الأولى من العام الحالي وبعضه يتعلق بعملية تسريع التفاوض بين سورية وإسرائيل وفق أسس منهجية.
وآخر الكلام: حيال حملات التغيير والإصلاح القائمة في العالم العربي نجد أنفسنا في حالة اضطرار وموافقة لدعم وتأييد ما ذهب إليه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حيث قال: "علينا أن نحلق لأنفسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون".
ومؤدى هذا الكلام واضح ولا يحتاج إلى الكثير من التفسير فهذه دعوة لإقدام الأنظمة العربية على اتخاذ ما يلزم من إصلاحات وقرارات وتغييرات بدافع ذاتي حتى لا ترغم هذه الأنظمة على فعل ذلك بالقوة تارة بالترهيب وطوراً بالترغيب.
والتغيير سمة العصر ولا خوف منه إذا كان وليد البيئة العربية حتى لا تأتي مواكب الحرية والديموقراطية على ظهر دبابة أميركية أو ما أسمي بـ "الديموقراطية المجوقلة" أو "الديموقراطية المؤللة".
وبدأنا بالعراق وننتهي به, فهو يقف بين التعددية المتناغمة والعددية التي يحاول البعض رفعها كشعار, والخلط بين الإثنين قد يفضي إلى أزمات. وإذا كانت جميع الأطراف قد عانت من حكم صدام حسين ولو بدرجات متفاوتة باستثناء الحاشية وأصحاب الحظوة من الذين "امتهنوا" حزب البعث, لكن عدم عدالة الرئيس المخلوع لا يجب أن تقابل كل ترسباتها وتراكماتها بعراق جديد يكرس حالات انقسامية حتى لا نستعمل التعبير الأقوى: حالات انفصالية عرقية كانت أم طائفية.
أما متاهات المنطقة الأخرى في الدول المجاورة للعراق وفي طليعتها إيران وما تشهده هذه الأيام فله معالجات مقبلة مع مقالات لاحقة.
الشعب العراقي يتحدى الفيدرالية الكردية
يشار احمد غائب
اتحاد تركمان العراق
ان الشعب العراقي بحاجة ماسة، الى الكوادر الواعية والنزيهة لتحقيق الا نتصارات السياسية والاقتصادية
الى الحلول الموضوعية لمشاكل العراق المعاصر لمواجهة الأعداء والاحتلا ل الدولي
والى حسم محنة مشروع الفيدرالية الكردية الا نفصالية، وذلك با لنفي العاجل
استجابة لأرادة الشعب العراقي.
وهذا يتطلب منا، نحن العراقيون أن نحول النشاط الفكري الى ساحة المواجهة والتحدي لاعطاء الفكر الوطني المستقل صورة التحدي وخط الانطلاق ضد الاتجاهات المعاكسة.. والا نتهاء من مرحلة الدفاع التقليدي عن طريق الصراع مع اعداء الوطن بشكل واعي وحديث، وعنده يصبح الفكر الوطني الموحد هو الذي يتحدى الاحتلال والانفصاليون الذين يحتمون خلف الخنادق الامريكية... وكما تعودوا دائما
وعلينا نحن العراقيون التوغل في ساحة الصراع لدعم فكرة الوحدة الوطنية استجابة للتحدي للظروف والموازنات السياسية المعقدة والمضطربة وهي الوسيلة الايجابية للارهاب الدموي العنصري للحركة الكردية الحاكمة في شمال العراق
)واحداث كركوك وطوزخورماتوا خير دليل على ذلك(
وعلينا عدم التخلي عن المشروع الموحد ضد رأس الحربة لمواجهة مثل هذه الانظمة المدعومة من قبل النظام الامريكي والبقاء على الموقف الوطني الحر من اجل دعم القضية العراقية
وعلينا نحن العراقيون ان نحول الحالة الفردية الى الجماعة حتى نعيد الثقة بالنفس في المجتمع العراقي وذلك بطرح الفكر الوطني المتحدي للظلم والاحتلال عن طريق الاوساط السياسية والثقافية والاجتماعية وذلك ضمن منهج زرع الثقة بان الوطن اقوى من الانقسام العنصري والقومي ويكون شعارنا التحدي من اجل الدفاع عن العراق
وعلينا نشر التوعية المبدئية بين الشعب العراقي، على ان هناك مسؤولية كبيرة على عاتق كل فرد واعي، وان يحركنا مبدأ الشعور بالتقصير اتجاه شعبنا المظلوم
وعلينا استـكما ل مشوار الشهداء العراقيون من الوطنيين والعلماء ورجال الفكر الاسلامي الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة في سبيل الدين والوطن عندما كان العراق محاصرا سليبا لعقود طويلة في زوايا النظام البعثي المظلم والدامي... ومضوا الشهداء بافكارهم واجسادهم وارواحهم حتى ختموا حياتهم بالشهادة، وعلينا مواصلة هذا الامتداد بدافع الاحساس بالوفاء لهم والاستجابة لدعواتهم الفكرية والعقيدية
ونبتهل الى المولى القدير سبحانه وتعالى ان ينزل رحمته علينا ويخرجنا من المحنة ومن ايدي الاحتلال والظالمين العنصريين والسلام عليكم ورحمة اللـــــه
وبركاته. وشكرا
لماذا الخوف من الفدرالية
جنكيز اوطراقجي
أحب أن أبين للاخوة القراء بان الاكراد بدأوا بحملة تشجيع الاحزاب والشخصيات السياسية وحتى الكتاب اصحاب الاقلام المرتشية بالكتابة عن حق الاكراد في الفدرالية مقابل حصولهم على مكتسبات مادية ومعنوية موعودة من قبل الاحزاب الكردية وعلى رأسها الحزبين الحاكمين في أمارة اربيل وأمارة السليمانية وقد أطل علينا باسم السعيدي بدفاعه عن الفدرالية (...).
فقد أطل علينا عدد من المدافعين وبشدة عن الفدرالية واحدهم الاستاذ منذر الفضل مشرع قانون الفدرالية للاكراد (...)؟؟؟ وهنا لا أريد الطعن بشخص الاستاذ ولكن اقتضى التنويه.
نعود لمناقشة فكرة لماذا الخوف من الفدرالية!!!
من الواضح والبديهي ان كل الشعب العراقي كان تحت سلطة طاغوت الذي قسم ظلمه على كافة فئات المجتمع العراقي, ومنهم الاكراد وحيث ان مزاعم الاكراد الان تتوجه في خوفهم من تكرار الظلم الواقع بهم.. ولكن هل هذا الادعاء كاف لاعطائه الحق في الفدرالية للمناطق ذات الاغلبية الكردية؟؟ فأن كان كذلك سيتوجب على التركمان ايضا المطالبة بالفدرالية في المناطق التركمانية فهو حق طبيعي استنادا للاحقية الفدرالية للاكراد!!! كذلك للاشوريين والكلدانيين الحق في الفدرالية في المناطق المسيحية ويعول الاكراد على ان القوى المعارضة العراقية في مؤتمر لندن وصلاح الدين قبلوا بالفدرالية وهنا لاأريد الخوض في الآلية التي صدر به البيان الختامي خلف الكواليس وجدران الفندق الذي كانوا يقيمون فيه والذي اقتصر على عدة اطراف فقط.. وبذلك لا يمثل القرار آراء الشعب العراقي المعني بالامر.
الآن بعد سقوط الطاغية وعلى مشارف قيام دولة ديمقراطية تحت مظلة امريكا راعي الديمقراطية في العالم دولة ستحترم حقوق الإنسان والاقليات.. حكومة منتخبة من الشعب.. مجلس المحافظة ومجلس البلديات منتخبة من سكان المنطقة.. لذلك لماذا كل هذا الخوف من عدم تعرض الاكراد للظلم كما يدعون أذا كانت هناك حكومة بهذه المواصفات.. سيعامل الاكراد والتركمان والاقليات الاخرى بنفس مقياس العربي. بدون تفرقة بالقومية والطائفة..
حينها يحق للعربي العيش والعمل في المناطق الشمالية كما للاكراد الحق في العيش والعمل بالوسط والجنوب بدون حدود وقيود
لماذا هذا الاصرار اذن على الفدرالية ويريدونها اختيارية من جانب الاكراد؟؟
لماذا الاصرار على ضم كركوك ذات الخصوصية التركمانية الى الفدرالية المزعومة؟؟
وهناك حقائق اخرى وهي كيفية تعامل القوى الكردية مع سكان الفدرالية المزعومة من غير الاكراد؟؟
أرجوا ان يدرس ويبحث الاخ باسم السعيدي تصرفات السلطات الكردية في الشمال العراقي بحق الاقوام الاخرى وانتهاكاتهم لحقوق الانسان وبطشهم لكل ما يقف ضد احلامهم وطموحهم!!
أحب ان أنوه بان مطالبة الاكراد بضم كركوك للفدرالية ليست مطالب اليوم بل هي مطالب منذ ايام الملا مصطفى (...) ايام كان لاجئا في الاتحاد السوفيتي السابق واعلموه بانه لايمكن تأسيس دولة كردستان بدون موارد نفط كركوك.. من ذلك اليوم رفعوا شعار كركوك قدس كردستان وبدأت عملية زيادة عدد الاكراد في كركوك لغرض تغيير الطابع الديمغرافي
اذن الدعوة واضحة من الاكراد والهداف واضحة بالرغم محاولتهم ادعاء عكس ذلك
أسأل الخ باسم السعيدي هل تضمن عدم انفصال الاكراد بعد حصولهم على الفدرالية؟؟
سؤال يبحث عن الجواب الذي لايستطيع الجواب عليه أحد.
الفيدرالية في العراق هاجس يحمله أردوغان إلى واشنطن
هدى الحسيني
يحذر بعض المراقبين من احتمال ما قد تتعرض له تركيا في المستقبل، وينطلق هؤلاء في تحذيرهم هذا مما يجري او سيجري في العراق، على اساس ان الفيدرالية حسب المفهوم التركي تعني تقسيم العراق، وما قد يترك من تداعيات على وحدة تركيا. وقد تكون هذه المخاوف مبالغا فيها، غير ان انقرة، القلقة على مستقبل عراق غامض حتى الآن، بدأت في تكثيف اتصالاتها الديبلوماسية، فاذا كانت واشنطن مشغولة بأزمتها مع آية الله علي السيستاني ومطالبه بانتخابات عامة قبل نقل السلطة الى حكومة عراقية انتقالية، فقد رأت تركيا ان تنشغل هي بمستقبل الاكراد، لا سيما بعدما سمعت رد فعل عبد العزيز الحكيم، الزعيم الشيعي المؤثر القريب من السيستاني وأحد اعضاء مجلس الحكم العراقي.
وصل عبد العزيز الحكيم الى تركيا في الثاني عشر من الشهر الجاري، وأجري له استقبال كبير، ورغم انه ليس الرئيس الحالي لمجلس الحكم العراقي فقد استقبله رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، وكذلك وزير الخارجية عبد الله غول. لدى وصوله صرح الحكيم بانه ضد الفيدرالية في العراق القائمة على التوزيع العرقي. وفي لقاء مغلق بينه وبين اردوغان، كان رئيس الحكومة التركية واضحا عندما قال، ان الدول المجاورة للعراق ستتدخل لمنع تقسيمه حسب الوجود الاثني، وانه سيتم توقيف الاكراد عند حدهم اذا ما رغبوا في تحقيق طموحهم بالسيطرة على المناطق الغنية بالنفط في الشمال، وبالذات منطقة كركوك. ويبدو ان رد فعل الحكيم لم يكن حسب التوقعات التركية، بمعنى رفض الفيدرالية بالكامل. فهو عندما طُلب منه التعليق حول التحرك الكردي في اتجاه الفيدرالية اجاب: «ان وجهات نظرنا تلتقي مع تلك التركية. اننا نريد الديمقراطية للعراق وهذا ما تريده تركيا ايضا»! ولما شعر بان هذا التعليق لم يثلج قلب القيادة التركية، اوعز الحكيم لاحد المرافقين له للتصريح للصحف التركية بان الشيعة في العراق، والسنّة العرب، اقنعوا الاكراد في اجتماع اربيل بان يخففوا من مطالبهم بالنسبة الى كركوك وحتى بالنسبة الى الفيدرالية.
وحسب المعلومات، اتفقت الاطراف العراقية على ان المناطق الشمالية الخاضعة الآن للزعيمين الكرديين مسعود البرزاني وجلال الطالباني تبقى على حالها وتحت حكمهما حتى عام ۲۰۰٥، اي حتى يصادق الشعب العراقي، عبر الاستفتاء، على الدستور الجديد، بعدها يصبح شمال العراق جزءا من عراق فيدرالي، اما مصير كركوك فانه سيتقرر بصفته وضعا خاصا. واتفقت الاطراف العراقية على ان حقول نفط كركوك تديرها حكومة مركزية مع الاخذ في الاعتبار حصول الشمال على حصته من عائدات النفط.
منذ بداية هذا الشهر ورئيس الوزراء التركي يكثف الاتصالات والاستقبالات استعدادا لزيارته المقبلة الى الولايات المتحدة، لاعطاء كشف بما لديه والحصول على صورة اوضح، اذا امكن، لتطورات الاحداث على المسرح العراقي. وحتى الآن، لم تتدخل واشنطن لدى الاكراد لمنع تطلعهم الى الفيدرالية. وحسب مصدر تركي، فان اردوغان ذاهب الى واشنطن وفي يده ورقة قوية، إذ سمحت حكومته باستعمال قاعدة انجيرليك الجوية في جنوب تركيا كنقطة تبديل للقوات الاميركية العاملة في العراق. وفي السادس من الشهر الجاري استقبلت انقرة الرئيس السوري بشار الاسد الذي صرح بان تفتيت العراق الى دويلات صغرى هو «خط احمر» لن تقبل سوريا بتجاوزه. بعد ذلك توجه وزير الخارجية عبد الله غول الى طهران، حيث اعلن ووزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان البلدين ضد الفيدرالية في العراق، القائمة على اساس عرقي، وابلغ خرازي وزير الخارجية التركي ان ايران تريد قيام دولة في العراق بدل التركيز على الاعراق.
ولأن تركيا مرتبطة بالمؤسسة العسكرية، فقد بدأ الجنرالات يدلون بتهديداتهم، إذ قال نائب رئيس الاركان، ايلكير باسبوغ، ان حماما من الدماء سيتفجر داخل العراق اذا جرى تقسيم السلطات السياسية على اساس عرقي. اما القائد العسكري التركي في ايجه، الجنرال هورسيت طولون، فقد حذر اثناء زيارة الى ازمير من الاخطار التي تهدد تركيا، وقال: ان الفصل العرقي احدى المشاكل التي تهدد تركيا، وهناك من يحاول زعزعة العلمانية والاتيان بحكم الشريعة «ولا احد يمكنه نكران ذلك». اما العراق فقد يتقسم: «ان العراق عاجز عن حماية وحدة اراضيه ونتيجة لذلك فانه سيتقسم، وتقف وراء هذا التقسيم بريطانيا والغرب» ثم اضاف الجنرال طولون: «اننا لن نتخلى عن جمهورية قبرص الشمالية (...) البعض يقول ان العسكر لا يحبذون اتفاقا حول قبرص، وهذا ليس بصحيح».
هذه التصريحات، المغلفة بتهديدات معينة، لن تدفع اكراد العراق الى الكف عن المطالبة بالاعتراف رسميا بحكمهم الذاتي، وقد تضطر الولايات المتحدة للعب دور الوسيط بينهم وبين الدول المعنية بمستقبلهم. والاكراد اذكى من ان يطالبوا بالاستقلال التام، فقد وصلتهم النصيحة الثمينة، بان دولة كردية مستقلة في شمال العراق، تعني اسرائيل ثانية في المنطقة، إنما اسرائيل من دون تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة، وهم حتى بمطالبتهم بالحكم الذاتي ضمن عراق فيدرالي لا بد ان يتجنبوا الوصول الى صراع مباشر مع تركيا بسبب مدينة كركوك. وتشعر تركيا بقلق، اذ يشكل الاكراد لديها ۲۰ في المائة من السكان، كما ان لديهم وجودا كبيرا في سوريا وايران. وتتخوف هذه الدول من احتمال ان يؤدي اي اعتراف رسمي بالحكم الذاتي لاكراد العراق الى قلاقل في المناطق الكردية لديها، وهي في الوقت نفسه تكرر انها ستحترم رغبة العراقيين في اختيار شكل الحكم الذي يناسبهم. ويكرر الاكراد بدورهم استعدادهم القبول بعراق واحد مع حكومة لامركزية، بحيث تتمتع الاطراف بحد من الحكم الذاتي، اي يبقى للعراق عملته الموحدة وجيشه الموحد، انما لا تتدخل بغداد في شؤون هذه المناطق.
ولان تركيا من يطلق انذار الخطر، فان عليها ان تجد قواسم مشتركة مع زعماء الاكراد العراقيين، وان يتجاوز الطرفان حوار الطرشان الدائر حاليا. فمنذ صراعاتهم مع نظام صدام حسين واكراد العراق يصرون على ان الحل بالفيدرالية للعراق. تركيا عارضت الفكرة في البداية، لكنها تقول اليوم انها لا تعارض هذا النوع من الحكم شرط ان لا يكون قائما على اسس عرقية ودينية. هذه خطوة ايجابية، والمهم ان يوقف الاتراك اضافة التهديدات بالتدخل. ومن ناحية الاكراد ايضا، هناك بينهم من يرتاح لاثارة الغضب التركي. وقد كان مستغربا ما قاله برهان صالح، احد قادة الاتحاد الوطني الديمقراطي، يوم السبت الماضي عندما شارك في عشاء للصناعيين ورجال الاعمال في انقرة. فهو بعد ان هدأ من روع الحاضرين بقوله «اننا نحترم الدول المجاورة، انما نحن بصدد انشاء دولة تتمتع بعلاقات حسن جوار مع جيرانها، لذلك نطلب من هذه الدول احترام شؤوننا الداخلية»، اضاف: «على تركيا والدول المجاورة الاخرى ان تتذكر ان كردستان العراق تتمتع باستقلالها منذ ۱۲ عاما». وكان القادة العسكريون والسياسيون الاتراك غضبوا عندما قال برهان صالح، ان الاكراد يطالبون بكركوك. ربما كان صالح مستمرا في مناورات سياسية داخلية، لكنه بتصريحاته هذه اثار الحساسية التركية تجاه اي كيان كردي في شمال العراق قائم على العرقية. وهناك اكراد آخرون يعلّون سقف تطلعاتهم ويطالبون ايضا بكركوك، مما يثير حفيظة انقرة والتركمان العراقيين، إذ بينما هناك عدد كبير من الاكراد يعتبر كركوك مدينة كردية، فإن العرب، والتركمان بالذات، يقولون إن طابعها كان دائما تركيا. وتجنبا للمشاكل، اقدم الزعماء الاكراد على تقديم تنازلات كبيرة، فهم ومع اصرارهم على ان كركوك كردية، الا ان سكان تلك المدينة سيقررون مستقبلها. لكن هذا لم يمنع المتطرفين الاكراد من التسبب بالمشاكل داخل المدينة، ولم يمنعهم من مواصلة التحرشات. وهناك في المقابل تشدد لدى البعض في انقرة، وبين التركمان العراقيين الذين يريدون المواجهة العسكرية بدل الحوار.
ويؤكد لي صحفي تركي، ان هناك بعض التركمان العراقيين الشيعة المرتبطين برجل الدين المتطرف مقتدى الصدر، وان انقرة تعرف انهم وراء المشاكل التي وقعت مؤخرا في كركوك. ويضيف ان بعض الاشخاص المرتبطين بدوائر معينة في انقرة يقومون بنشاطات تخريبية في كركوك، وفي مناطق اخرى في كردستان قابلة للاشتعال.
ويلفت محدثي، الى الحملة العدائية التي تشنها بعض الصحف التركية ضد اكراد العراق وزعمائهم، وان هناك تشويها للحقائق يستهدف بالذات مسعود البرزاني وجلال الطالباني، ويقول إن ما غاب عن البعض في تركيا هو ان برزاني والطالباني سيلعبان دورا حيويا ليس فقط في شمال العراق بل ايضا في بغداد، كما يجري اليوم، وستكون لهما كلمتهما في شكل عراق المستقبل وطريقة حكمه «وبدل ان نعمل على استبعادهما علينا التقرب منهما»، انما، يضيف، عليهما ايضا بذل الجهود لكبح المشاعر الكردية المعادية للاتراك، لانه، اذا كانا نجحا في تأمين الازدهار والاستقرار لمناطقهما، فان ذلك بفضل تركيا، وكي يحافظا على هذا المستوى في المستقبل، فانهما لا بد ان يحتاجا الى تعاون تركي فعال.
لقد كشفت الحرب على العراق عن انقسام في توجهات السياسة الخارجية الاميركية والتركية، وتحاول انقرة رأب هذا الصدع، وهي لن تغامر في قطع العلاقات نهائيا مع واشنطن بان تشن حملة عسكرية ضد مناطق الحكم الذاتي الكردي، مهما كانت حدودها! واكثر ما يمكن ان يطلبه اردوغان في واشنطن هو عدم منح الاستقلال التام للاكراد. ومن المؤكد ان تحترم واشنطن رغبات انقرة، لان مصداقيتها مع الاكراد لن تتعرض للاهتزاز، ذلك ان كركوك لم تكن ضمن المنطقة الشمالية التي حُظر الطيران العراقي من التحليق فوقها اثناء الحصار على العراق، ثم ان الاكراد عبروا عن نواياهم، وان يكونوا جزءا من كل العراق افضل، إلى حد ما، من استعداء المنطقة كلها ضدهم.
احتباسات والتباسات عدة والحل واحد- تقطيع أوصال القضية العراقية.. لماذا؟
ماجد أحمد السامرائي - الزمان
هل بدأ الملف العراقي يسخن بطريقة تبدو ليست علي مقاسات من تثقفوا بأدبيات الديمقراطية الليبرالية في الغرب؟ أو علي طريقة تطويع تلك المقاسات وتلوينها بظلال لونين من ألوان الاطياف العراقية وإهمال اللون الثالث بإعتباره قد أصبح باهتاً افتراضاً علي معطيات سياسية وليست واقعية بعد إنهيار حكم صدام حسين الذي لم يكن ينتمي سوي للونه السوداوي الدكتاتوري؟ وللأسف الشديد، فإن هذه البداية تبدو محبطة للشعب العراقي صاحب الموهبة السياسية العالية والخبرة العميقة في التعاطي مع الأحداث برؤية أصبحت مصدراً للفخر سواء في رموزها أو أحداثها.
ثلاث قضايا تزاحمت دفعة واحدة كمظهر من مظاهر الاستحقاقات السياسية، وعبرت عن قصور واضح لدي الأطراف التي تقاسمت اللعبة السياسية علي الرغم مما كان منتظراً ممن احترفوا العمل السياسي في بلدان المنفي إقليمياً وعالمياً، وفقدانهم للفعالية، مما دفع كل طرف إلي طرح جميع مخزوناته من القضايا والحقوق في الزمن الخطأ والأسلوب الخطأ، في قضايا: هوية النظام السياسي وتقاسم السلطة والمسألة الكردية. مما دفع بالمرجعيات الدينية والقومية للدخول بالعملية السياسية مباشرة، فأحدثت هذا الحراك المدوي. وأصبح الحق الوحيد الذي حصل عليه العراقيون من عملية التغيير السياسية (الحرية والديمقراطية) ولا يساومون عليه ورقة للضغط في اللعبة السياسية. كان السبب الرئيس لهذا التفكك هو الإسلوب الحربي الذي تم وفقه تغيير التظام السياسي وبأدوات غير عراقية، ولو افترضنا جدلاً إن تغيير نظام صدام قد تم وفق سيناريو آخر بالاعتماد علي قوي من الداخل العراقي، لكانت جميع الصفحات التالية مغايرة لما نشاهده اليوم. لا شك إن القضية الكردية ستكون في مقدمة قضايا الوضع الجديد، كذلك جميع قضايا النظام السياسي وهويته وتوجهاته وعلاقة المواطن العراقي بدولته الجديدة، حيث يمكن تأجيلها إلي ما بعد إقرار وثيقة الدستور الذي يقر حقوق الشعب في خياراته السياسية عبر البرلمان المنتخب والحكومة الدستورية. والمشاكل الحالية هي نتاج لإفرازات السيناريو العلوي الذي خطط البنتاغون لمقدمته العسكرية بنجاح دون أن يضع مضامينه السياسية المستقبلية. وقد يكون من الإنصاف القول: إن الأمريكان تعرفوا علي العراق منذ التاسع من نيسان (ابريل) ۲۰۰۳، وليس قبله، مثلما تعرف عليه بعض السياسيين القادمين معهم، لكن قدرة الأمريكان علي الاستفادة من الظواهر الجديدة سريعة مثلما نلاحظها في هبوط مكوكهم علي المريخ. لقد استنفرت قيادتهم جميع وسائل المعلومات والابحاث والاتصالات لاختصار زمن الحصول علي نتائج المعرفة السياسية والاجتماعية والثقافية الجديدة بمعاونة مساعدين عراقيين ووفق اكتساب المعلومات والمعارف المدفوعة الثمن، في جانبيها الأمني والسياسي، والتي فرضتها متطلبات اللحظة الأخيرة في سقوط النظام. لقد إكتشفوا اليوم إن معلومات الأمس التي وصلتهم عبر وكلائهم والمتعاونين معهم خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة بسيطة وساذجة، لكن ذلك لم يوقفهم، ولم يدعهم يؤنبون أولئك الأصدقاء، أو يلفظونهم علي قارعة الطريق، فإولئك ينتمون إلي مرحلة سابقة دفعت اثمانها وطويت صفحتها، لكن أغلبهم ليسوا لاعبين أساسيين في القضية العراقية اليوم، ومن الصعب تأهيلهم لمواقع متقدمة في السلطة السياسية، إلا بعد اجتيازهم لاختبار اللياقة الشعبية، ولم يعد للمعلومات، أو استشارات المنهج ذات قيمة. علي الرغم من استمرار بعضها كمشاريع سياسية متجانسة مع مخططات وضع الإقليم العربي لما بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر). وهذا ما يبرر التبدلات الشفافة في الآليات مع الإصرار علي ثبات الأصل مثلما نلاحظه حالياً في إصرار الإدارة الأمريكية علي بقاء المخطط الزمني لنقل السلطة إلي العراقيين مع المرونة في بعض الجزئيات. المسرح العراقي مفتوح علي إمكانيات وقدرات السياسيين الذين تعاملت معهم الولايات المتحدة منذ التاسع من نيسان (ابريل) ۲۰۰۳، من دون إعطاء الفرص للقوي العراقية في الداخل، أو تلك التي لم تتعامل مع المشروع الأمريكي في مرحلته التمهيدية، وهذه هي احدي الملابسات الغامضة فقد حاولت القوي التي وصلت بغداد مع القوات الأمريكية حجب الصورة الحقيقية وتقديم صورة مشوهة نتج عنها قرار تشكيل مجلس الحكم، والاتفاق الانتقالي. ولعل انغراق المعنيين في مجلس الحكم بترتيب تقاسم السلطة وفق أسس انغلاقية بعيدة عن أشواق العراقيين تحت اوهام ترتيبات سقوط نظام صدام حسين، قد نتجت عنه اختلالات في التاكتيك غير المستند علي أصول مبدئية سليمة. فالقوي الأساسية المشاركة في مجلس الحكم لم تصل إلي مرحلة الإئتلاف السياسي المتين، ولهذا كان التناقض واضحاً في المناهج والأجندات في بداية الطريق. فجاء علي سبيل المثال قرار (إلغاء قانون الأحوال الشخصية ۱۳٧) معبراً عن نظرة ظلامية فئوية ضيقة، كما عمد الأخوة الأكراد إلي استعجال مشروعهم الفيدرالي تحت هواجس خوفهم من المستقبل السياسي العراقي، وهذا يعني عدم ثقتهم بأن نظاماً ديمقراطياً جديداً في العراق سيضمن لهم حقوقهم القومية. وهم الذين اصبحوا رأس رمح المشروع الحربي الأمريكي في العراق.. فاعتقدوا إن زمن الاستحقاقات قد حل، ولا بدّ من تقديم أوراقه قبل أن يطل فجر حكومة العراق الحرة المستقلة. في الوقت الذي لا يمكن لغيرهم من العرب أن يتنكر لتلك الحقوق القومية، فكان مشروعهم الجغرافي متجاوزاً لحلول اللعبة السياسية، ومعبراً عن استفراد مطلق في القضية العراقية. في مقابل ذلك استندت الأحزاب الاسلامية (الشيعية) إلي قوة ومكانة المرجعية الدينية النفسية بين أبناء الطائفة لتعينها علي تحقيق أجندتها في فرض السيادة علي الفعالية السياسية مستثمرة الظرف الاستثنائي الذي يمر به العراقيون في إنعدام الأمن والخدمات، في حين تظل القوي العروبية مغيبة لأسباب جوهرية في مقدمتها عدم إيمانها باستخدام (الطائفية) كورقة في اللعبة السياسية، وقناعتها بأن إصول اللعبة لا بد ان تعتمد علي الوطنية العراقية الجامعة، علي الرغم من قيام بعض الزعماء السياسيين بمناورة وتاكتيك استعطاف بعض المحسوبين علي العروبيين تحت شعار (إنصاف عرب السنة) وفق تقسيم طائفي مقيت لتوزيع الفتات علي حساب قضية العراق الكبيرة.
وهكذا يبدو الأمريكان اكثر حرصاً من بعض العراقيين الذين يتعاملون معهم اليوم علي وحدة العراق.. فقد تسربت الكثير من الإشارات التي تقول بأن لديهم ثوابت في ملف الأزمة.. يريدونه عراقاً موحداً وديمقراطياً. وكان تعبير عالم السياسة الأمريكي (روبرت باب) مصيباً حين قال قبل أيام (نحن بحاجة لخطة تبقي العراق موحداً من خلال نظام سياسي يراعي التوازن بين الجماعات الرئيسية الثلاث). أما الديبلوماسية الأمريكية التي يعبر عنها الحاكم المدني الأمريكي في العراق في احترام المواقف والآراء، فهي جزء من تدبيرات أمريكية استرضائية.. ولعلنا نتساءل.. لماذا تقطيع أوصال القضية العراقية إلي جزر مقطوعة عن بعضها علي أشكال طائفية وعرقية، والوقوع في إلتباسات لا مبرر لها، في حين إن الحل واضح وبسيط وهو: دعوة المغيبين عن القضية العراقية: القوي العروبية التي تشكل الرقم الصعب، في إطار مبادرة شاملة لقيام مؤتمر سياسي عراقي يضم جميع القوي والأحزاب العراقية وبإشراف سياسي مباشر من الأمم المتحدة، يقرر برنامجاً سياسياً للفترة الانتقالية علي أسس الوطنية العراقية وليس الطائفية والعرقية التي كشفت عن عدم تلبيتها للمشاعر العراقية خلال الأيام الماضية. ويشكل هذا المؤتمر لجنة دستورية ويصدر برامج وقوانين الآلية الانتقالية، كبديل عن الآليات الحالية ومن ضمنها الجدول الانتقالي.
(مجلس شورى أهل السنة (موقفه من الفدرالية والانتخابات
د. نعيم سلمان البدري - كتابات
منذ تشكيل مجلس شورى أهل السنة قبل شهر تقريبا تثار جملة من التساؤلات.. عن الأهداف التي يرمي إليها.. الطريقة التي تم بها اختيار أعضاء المجلس.. سبب تجاهله لعلماء الشيعة.. وغير ذلك من التساؤلات....
والمجلس يضم أكثر من مائة عضو يمثلون الاتجاهات السنية المختلفة من الإخوان والسلفيين والمتصوفة.. من العرب والأكراد والتركمان.... وقد أعلن المسؤولون عن هذا المجلس منذ تشكيله أنه ستكون له كلمته.. في الانتخابات.. في الدستور.. في الحكومة القادمة.. وفي شؤون العراق السياسية الأخرى....
غير أنه لم يكن له منذ تأسيسه وحتى الآن أي دور سياسي فاعل في الأحداث ولاسيما في قضيتي الفدرالية والانتخابات اللتين تشغلان الآن مجلس الحكم والأمم المتحدة والإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام المختلفة فضلا عن الشارع العراقي.. فهل المجلس في حالة ترقب.. وهل ثمة خلافات بين أعضائه تحول دون موقف واضح من هاتين القضيتين؟
يبدو لي أن ثمة مشكلة في موقف المجلس من الفدرالية تتمثل في وجود بعض علماء أهل السنة من الأكراد بين أعضائه إذ يضعه ذلك أمام خيار صعب فالمجلس لا يستطيع أن يؤيد الفدرالية كما يطرحها الأكراد لأن هذا سيكون ضد مصالح العرب السنة الذين يتخوفون من أن تؤدي في المستقبل إلى انفصال يكونون الخاسر الأكبر فيه وهي ستكون ضد مصالح العرب السنة في كركوك في أقل تقدير وهو لا يستطيع أن يعارض الفكرة لأن هذا سيكون لا محالة ضد رغبة بعض أعضائه..
أما موقفه من الانتخابات فيثير أكثر من مشكلة.. فالمجلس لا يريد أن يتابع السيد السيستاني وهو مجلس شورى أهل السنة والجماعة.. ولا يمكنه أيضا أن يرفض فكرة الانتخابات لأن بعض أعضائه سيشتركون فيها إذا وافق الحاكم المدني على إجرائها.. كما أن بعض أعضائه يرفضون فكرة الانتخابات أصلا إذا كانت في ظل الاحتلا ل..
وليست الفدرالية والانتخابات هما كل ما يختلف فيه أعضاء المجلس فهناك خلافات أخرى لا تقل أهمية في قضايا سياسية مختلفة فالأخوان المسلمون ممثلون في مجلس الحكم على حين يرى آخرون أن هذا المجلس ما هو إلا صنيعة أمريكية وأنه لا يجوز الاشتراك فيه... وهناك من يرى ضرورة مجاهدة قوات الاحتلال وأنه لابد من المقاومة المسلحة لطردها ويرى آخرون منهج الحوار وا لمهادنة الحل المناسب.. كما أن موقف السلفيين من الشيعة يظل غامضا وغير واضح ففي حين يميل أكثر أهل السنة من السياسيين إلى ضرورة التعاون معهم في مختلف الجوانب السياسية لا تكاد تلمس مثل تلك الرغبة عند اتباع المنهج السلفي من سنة العراق...
ولعل هذه الخلافات تفسر لنا ذلك التأخر الذي لوحظ في الإعلان عن المجلس إذ استغرق الإعداد له ستة أشهر من الحوار وهو مجلس غير منتخب وإنما تم اختيار أعضائه بطريقة التعيين التي يبدو أنها ستصبح مألوفة عندنا....
زمان العراق الضائع و مسعود البارزاني
عبد الزهرة عبد الرسول - كتابات
(أكد الزعيم العراقي مسعود البارزاني انه ليس هناك ضرورة لقيام وفد من الأمم المتحدة بزيارة العراق لتحديد إمكانية إجراء انتخابات عامة من عدمها) هكذا أخبرتنا الزمان يوم أمس
وأحسب كلمة (الزعيم العراقي)!! هي الضريبة التي على جريدة الزمان دفعها كي تدخل ولاية الموصل وما جاورها, (وهكذا تفقد الصحافة مصداقيتها), ولكنها كانت ستنطبق على السيد بارزاني لو كان رئيس الحزب الديمقراطي العراقي مثلا ويد افع عن حقوق العراقيين وليس الكرد فقط, ولو كان في حزبه عرب وتركمان بقدر الكرد, ولو لم يكن لديه بارستين فيعتقل الأبرياء فيه لصالحه وصالح المحتل الأمريكي, ولو وقف واعترف كما يعترف الشجعان أمام الملأ أنه تعاون يوما مع الموساد الإسرائيلي, وأنه نادم على ذلك ولا يريد العودة له, ولو كان صادقا بشأن وحدة العراق ونسى الفدرالية واستبدلها بالمواطنة العراقية التي لا أشك أنه لا يؤمن بها, ولو خلصنا من مغتصب نساء المسفرين مطلع الثمانينات وعبد شارون المطيع دون منازع (جلال طالباني(
ثم قال بارزاني بعد ذلك لجريدة العراق الأولى!!: (أن ليس هناك أحد ضد الانتخابات وهي لابد منها لكن الأولوية يجب ان تتجه الآن إلى استعادة السيادة الوطنية)
ولم يوضح (الزعيم الوطني!!) كيف تكون السيادة مع حل الجيش العراقي النظامي واحتفاظ مليشياته وحليفه اللدود بالسلاح!! ولا كيف تكون السيادة مع الاستيلاء على أسلحة الجيش العراقي وبيعها بالوزن لدول الجوار والى من هب ودب من قبله وقبل طالباني, ولا مع الاستيلاء على معسكرات الجيش مع بنيتها التحتية العسكرية المكلفة و التي صرفت عليها ثروة البلاد؟
وأضاف بارزاني للصحيفة الأكثر انتشارا في الوطن!!: (ان الفدرالية هي لتوحيد العراق وان من يفهمها عكس ذلك فانه لا يفهم معني الفدرالية)!! و(ان شعار الفدرالية شعار متفق عليه من جميع القوي السياسية العراقية وهي ليست شعاراً طرح بعد سقوط النظام وانما جري الاتفاق عليه في المؤتمرات السابقة في فيينا ولندن وصلاح الدين)
ولا أدري أهو طلسم أم أحجية؟ الفدرالية العنصرية أو العرقية, مع سلب مناطق الثروة النفطية, وحتى تلك التي لا يشكل فيها الكرد أغلبية, والتي تحدد فيها حدود, ويريد إقرارا وطنيا ودوليا في غفلة من الزمن بها, ثم التوقيع والإقرار بطوعيتها واختياريتها, وبعد ذلك يقول ببراءة الطفل أنها لتوحيد العراق!!! ! ثم ي ريد مني أنا المواطن المسكين أن أصدق ذلك. لم ينته الأمر بعد, فقد اتفق مع القوى التي اجتمع بها في المؤتمرات السالفة الذكر على مبدأها, وهنا أعطانا إشارة واضحة أن هنالك قوى تعهدت له بالفدرالية, لذلك وحفظا للوطن يجب طردها وعدم السماح لها بالبقاء في الساحة السياسية, وأن نلتف حول كل من لم يقبل ولم يشارك في تلك المؤتمرات الكارثة, ونشكره على هذه الالتفاتة.
فإذا كانت هذه القوى قد تهالكت على تلك المؤتمرات, من أجل إثبات الوجود في أحسن الأحوال بسبب غيابها عن الوطن, فان الثمن الذي دفعته لذلك يجب أن لا ينسحب على وحدة البلاد ومصيرها على الإطلاق, وبالتالي فهي ليست المناسبة لقيادة البلاد طالما أنها أعطت تعهدا لبعض الأحزاب الانفصالية بتفتيت الوطن عمل اَ, وإنكار ذلك نظريا بصلافة متناهية, واستثني السيد بيان باقر صولاغ قبر وزير إسكان حكومة بريمر والذي اعترف علنا و قال بالأمس أن مسألة الفدرالية محسومة بالنسبة لحزبه, وهو ما يشير إلى تعهد السيد الحكيم لحليفه القريب طالباني بمساندة الفدرالية العرقية مهما كانت النتائج والتي فشل في تسويقها إلى تركيا. واستثني بقايا شيوعيي حميد مجيد الذين سبقوا السيد صولاغ قبر في المطالبة بالفدرالية العنصرية.
وانتهى السيد بارزاني في حديثه لزمان العراق الضائع إلى ما يلي: (إن الاحتلال سوف ينتهي والوجود الأمريكي يحتاج إلى اتفاق بين حكومة العراق المؤقتة والولايات المتحدة ومن السابق لأوانه أن نتحدث عن هذا الموضوع بصورة مبكرة).
وهل من استقلال مع الوجود الأجنبي العسكري في العراق يا سيد بارزاني؟؟, أم أن هذا الموقف هو ترجمة لما كانوا يقولوه دائما في شمال الوطن, من أنهم سوف يرحلون مع قوات التحالف في حال رحيلها من الشمال!!! !
والحقيقة أن السيد بارزاني يشير لعدم الحاجة إلى هكذا اتفاقية أصلاً, باعتبار أن اتفاقية بريمر- طالباني هي الشكل الذي تريده سلطات الاحتلال, فهي في بنيتها أسوء من معاهدة الانتداب مع بريطانيا لأنها ترهن البلاد وكل مرافقها للولايات المتحدة دون سقف زمني, والى الأبد.
أخيراً, فكردستان الوطن فيها الكثير من الزعماء الوطنيين والملتزمين بالمواطنة أساساً لكل بناء, ولولا خوفي عليهم من ثقافة المسلحين الملثمين, وثقافة الكاتم لسميت بعضهم بأسمائهم. فالجماعة (يا بعد عيني), مثلهم مثل بطل الجحور, ومنافس الفئران, لا يتحملون عنقا تطاول أعناقهم التي يسندها (البسطال الأمريكي).
بغداد ومن وراءها كل العراق, هي حقا في الوقت الضائع من حياتها, وفي تسافل زمانها الضائع, يرينا الدهر فيها عجبا
لك الله يا بغداد
رسالة مفتوحة إلى الرجل الثاني في الاتحاد الكردستاني السيد نوشروان
محمد يونس الموصلي – كتابات
قرأت في جريدة الزمان العدد ۱٧۰٤ بتاريخ ٨/۱/۲۰۰٤ موضوعا حرره سوران علي من السليمانية جاء فيه: (دعا المسؤول الثاني في الاتحاد الوطني الكردستاني ـ نو شروان ـ القيادة الكردية إلى إعلان العصيان المدني وانسحاب الاعضاء الاكراد من مجلس الحكم العراقي وتعليق عمل الأكراد في الوزارات العراقية ومقاطعة الانتخابات المقبلة في حال رفض مجلس الحكم الانتقالي وسلطة الائتلاف اصدار قانون جديد حول إقامة الفدرالية التي يطالب بها الأكراد في كردستان العراق).
في الحقيقة والواقع أن هذا الكلام الانفعالي بهذه الصيغة من سياسي كردي كبير يثير استغراب الأطراف غير الكردية داخليا وخارجيا، لأنها تحمل في طياتها أفكار غير واضحة ومشبوهة، ولذلك من حقي كأي مواطن عراقي أن أسجل بعض الملاحظات على ما جاء في مقال السيد نو شروان تحت عنوان (الكرد وقانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية)، منها:
۱ ـ لماذا هذا الاستعجال والاصرار الشديدين علي بحث حقوق الأكراد وعدم قبول أية ذرائع للتأخير ولو لاسابيع معدودة، هل أن جميع العراقيين أخذوا حقوقهم المشروعة ما عدا الأكراد، حتى تدعو الأكراد إلى الاستنفار وشد الأحزمة على البطون والاستعداد للمواجهة؟!!
ثم المواجهة مع مَن؟ مع أميركا التي أنعمت عليهم الكثير الكثير حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن من الأمن والاستقرار ونوع من الإدارة الذاتية ولو بشكل مؤقت.
أم المواجهة مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي المؤقت والذي لا يحل ولا يربط من دون سلطة الاحتلال؟
أليس هذا كلام غير منطقي ولا مقبول من الرجل السياسي الثاني في الاتحاد الكردستاني.
۲ ـ ثم نسأل هذا الرجل، ألا تعلم أن العراق يعيش تحت ظل سلطة الاحتلال الاميركي وهي الآمرة والناهية في القضايا الداخلية والخارجية للعراق في الوقت الحالي، أما مجلس الحكم الانتقالي العراقي ما هو إلا سلطة تنفيذية لتمشية الأمور إلى حين إجراء انتخابات وكتابة الدستور الدائم، وبما إنه غير شرعي وغير قانوني لا يجوز له التصرف سلبا أو ايجابا في القضايا المصيرية التي تحتاج إلى موافقة الشعب من خلال برلمان أو مجلس عمومي منتخب بشكل حر وديمقراطي.
فعليه نقول مِن مَن يطلب حقوق الأكراد من مجلس الحكم أم من سلطة الاحتلال التي لا تملك الصفة الشرعية الدائمة لتمثيل الشعب العراقي، فبذلك يكون هذا المطلب في غير محله لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
۳ ـ ثم نسأل صاحب المقال، هل هناك كيان فدرالي حقيقي للاكراد بكل ما تعنيه الكلمة من صفات شرعية وقانونية وحدود جغرافية حتى يراد من القيادة الكردية المحافظة عليه لدى صياغة قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية وتقسيم السلطات والثروات بين حكومة الاقليم في كردستان والحكومة المركزية؟
أليس هذا الكلام هراءاً وادعاءً باطلاً، لان الكيان المزعوم تم ايجاده من الطرف الكردي فقط، وبدعم أمريكي وسكوت النظام السابق عليه بضغط أميريكي أيضا في فترة الحصار الدولي على العراق طيلة عقد من الزمن، فبذلك لا يمكن القبول بها من قبل الشعب العراقي، ولا يجوز للاكراد المطالبة وبهذا الشكل الانفعالي غير الحضاري، ألا يدل هذا على أن الاكراد يعيشون ويفكرون في وادي وبقية الشعب العراقي في وادي آخر، فلماذا هذا اللف والدوران أعلنوها بصراحة....!!
٤ ـ ونسأل السيد نو شروان، أي كيان وأية فدرالية تقصدون؟ لان هناك فدراليات متنوعة منها: العرقية والطائفية والمناطقية، حسب الظاهر أن مطالبتكم بضم كركوك الى شمال العراق تظهر بأنكم مع الفدرالية العرقية الجغرافية، وبالتالي مع تقسيم العراق.. وهذا خط أحمر بالنسبة لدول المنطقة، لانها لا تتحمل أن يكون هناك كيان كردي مستقل لأسباب أمنية سياسية قومية، وهذا معلوم لديكم قبل غيركم وواضح من خلال التصريحات التي يطلقها مسؤولي أكثر من دولة من دول الجوار لا لتقسيم العراق لا للفدرالية لا لأي كيان في المنطقة الشمالية من العراق، أليس هذا كاف لتغيير موقفكم من مسألة الفدرالية أو على الأقل تاجيلها والعودة إلى حوار عقلائي مع جميع الاطراف لوضع دستور دائم للعراق يرضى به جميع الشرائح العراقية وبموجبه يتم اختيار نوع الحكومة المستقلة للعراق....
٥ ـ ونسأل هذا الرجل عن مدينة كركوك هل هي مدينة كردية أم تركمانية، إذا قلتم أنها كردية فهذا ادعاء باطل لا اساس له من الصحة، لان المدينة مختلطة، ثم إذا سلمنا جدلا أن كركوك ليست تركمانية فإنها قطعا غير كردية، بل الأكراد فيها أقلية بالنسبة للقوميات الثلاثة الاخرى (العرب والتركمان والاشوريون)، فكيف يحق للاكراد المطالبة بها من دون أخذ آراء القوميات الثلاث الاخرى.
واذا قلتم إنها غير كردية ـ وهو كذلك ـ فلماذا هذا العجيج والضجيج حول المسألة، وأما اذا قلتم إنها غير كردية ولكنها كردستانية فالامر هنا اختلف وظهر مصطلح جديد وغريب لا وجود له في القاموس السياسي ولا في القاموس اللغوي، وربما موجود في القاموس الكردي.
٦ ـ ثم نسأل متى كانت الحركة الكردية قادرة على الاعتماد على نفسها لمواجهة الاخطار، حتى يراد منها الآن الاستعداد للمنازلة الكبرى....؟ كان المفروض على صاحب التصريحات الانفعالية الرجوع إلى تاريخ وأدبيات الحركة الكردية قبل اطلاقها حتى يكون الكلام أكثر اتزانا وموضوعية، فلا يخفى على أحد بأن استمرارية الحركة الكردية كانت من دول الجوار وبلدان أخرى وذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي لها، ولم تعتمد على نفسها طوال السنين الماضية، ولكن الاستعجال والانفعال وعدم دراسة الواقع العراقي ودول الجوار بشكل جيد ودقيق ساقته
إلى منحدر خطير ينبغي الانتباه أو الرجوع قبل تفاقم المسألة بشكل خطير لا تحمد عقباه، لان الوضع الآن مختلف، فالمنطقة الكردية محاطة من الجهات الأربعة بأربع دول بالاضافة الى سلطة الاحتلال هم الان ضد أية تجزئة أو أية حكم فدرالي للعراق، فكيف يكون حال الاكراد اذا مشو وراء نداءات هذا الرجل سؤال يحتاج من الاكراد الجواب عليه قبل الاستجابة.
٧ ـ ثم نسأل، هل أن الورقة الكردية أصبحت ورقة ضغط بيد قوات الاحتلال تارة يضغطون بها على مجلس الحكم الانتقالي وتارة يضغطون بها على دول الجوار أتمنى أن لا يكون الأمر كذلك، فلازلنا نعتبر الأكراد جزءاً من هذا الوطن لا يتجزأ، وسيكون لهم دور مهم في اعادة بناء هذا الوطن ونقل السلطة الى الشعب العراقي بكافة طوائفه وقومياته.
بيان من الحركة القومية التركمانية
بسم الله الرحمن الرحيم
ان المنافقين كانوا في الدرك الاسفل من النار
صدق الله العظيم
من /الحركة القومية التركمانية
بعد عملية تحرير العراق من النظام المقبور وظهور الارهاصات السياسية المتحركة بفعل التيارات التي تحاول اغتنام الفرص لتحقيق المكاسب لفئات معينة دون غيرها ظهرت سمفونية بذيئة تطن اذاننا كل دقيقة بما يسمى الفدرالية الجغرافية والقومية في العراق بغض النظر او تناسي المصالح العليا للامة العراقية بكل شعوبها وبمختلف اطيافها وقومياتها ومذاهبها وكان راي التركمان منذ البداية كجزء من ومكونات هذه الامة واضحا وجليا حول وحدة العراق وتحت اطار نظام ديموقراطية برلماني حر تعددي يعتبر كل فرد في داخل العراق مشروع انسان قائم بذاتها متجليا بقوميتها وانتمائها ودينها ومذهبها.
ولكن خلال خضم التفاعلات السياسية الايجابية والسلبية ظهرت عدة تنظيمات وتجمعات وكان منها ما يسمى توت التجمع الوطني التركماني ولكن في حقيقتهم ماهم بتركمان بل انهم ثلة ضالة من صنع الاحزاب الكردية المعروفة لدى العراقيين بمحاولتها لغرض تجزئة العراق من خلال زيف الفدرالية التي يدعون بعض الحركات والاشخاص لغرض التطبيل والدعايات الرخيصة لسياستهم.
واشارة الى بيان الصادر من ما يسمى توت التجمع الوطني التركماني العميل للاحزاب الكردية المعروفة بعد اجتماعها في اربيل بتاريخ 2004 /1/17 نود ان نوضح مايلي:
ا- ان الشعب التركماني بريء من ما يسمى بتجمع الوطني التركماني المتمثل بالعملاء
وليد حمه شركة - المرتزق
سيف الدين دامرجي - العميل المخابرات العراقية
عرفان جمال كركوكلي - المطلق سراحة من السجن على اعتبار انه كردي الاصل
موفق قوريالي
شيرزاد عزير اغالي
دلشاد وايرمن
وجودت نجار
ثانياً
اي برلمان ديموقراطي كردي يطلب منها التجمع اعطاء التركمان حقوقهم هل هو ذلك البرلمان المزيف والمشكل تحت امرة الولايات المتحدة الامريكية عام 1992 على اساس نسبة 49% - 49% القائمة لحد اليوم
اي برلمان ديموقراطي يدوم العمل فيه 12 عام دون اجراء انتخاب حر
ثالثاً
ان الدول الاقليمية وحدها ليست الرافضة للفدرالية بل ان جميع شعوب العراق بكل اطيافها ترفض رفضاً قاطع فكرة الفدرالية التي هي الخطوته الاولى للانقسام وتجزئة العراق
رابعاً
ان الاطراف التركمانية التي يدعي التجمع المزعوم بانها تقف امام الاستقرار واستتباب الامن واشعال نار الفتنة لكن الحقيقة عكس ذلك تماما فان كل الاحزاب والحركات التركمانية الوطنية التي تعتز بعراقيتها كانت وما تزال وستبقى تنادي بوحدة العراق وعدم فسح المجال امام محاولة التجزئة والتقسيم
خامساً
بعد ان ياست الكتلة الكردية في المجلس الحكم من فرض فكرة الفدرالية والتي جوبهت بالرفض القاطع من جماهير مدينة كركوك التركمانية قامت بتحريك هذه الدمى لتصدر بيانا تطالب بالفدرالية باسم التركمان ويصدرون بيان في مدينة اربيل العزيزة على قلوب التركمان متناسين بان اربيل هي اخرى مدينه تركمانية خالصة فالواجب الوطني القومي كان يفرض عليهم الدفاع عن تركمانية اربيل وليس اعتبار التركمان القومية ثانية في المنطقة الشمالية او مايسمة باقليم كردستان
نحن في الحركة القوميثة التركمانية نعلن صراحة بان هذه الشرذمةالضالة لا تمثل الشعب التركماني وسياتي اليوم الذي سيحاسب فيها الشعب التركماني كل خائن وذيل لفئات اخرى وان لا ينسى احد ابدا ان ارادة الشعب التركماني اقوى من كل المؤمرات الدنيئة التي تحاك خلف الكواليس
وستبقى مدينة كركوك واربيل وجميع المدن التركمانية العزيزة على امتداد تركمان ايلي شوكة في عيون المتربصين والحاقدين
ليحفظ الباري عز وجل الشعب التركماني
عاش تركمان ............عاش تركمان
الحركة القومية التركمانية
المكتب التنفيذي
إعلان من المكتب الاعلامي للجبهه التركمانيه العراقيه فرع بغداد
إعلان: رغبة في التعاون الإعلامي
المكتب الاعلامي للجبهه التركمانيه العراقيه فرع بغداد
knkitc@yahoo. com
الى القراء الكرام يسر المكتب الاعلامي للجبهه التركمانيه العراقيه فرع بغداد ان يعلن عن رغبته بالتعاون الاخوي و الودي مع مكاتب الاعلاميه للاحزاب والمنظمات الاعلاميه و الصحفيه و الاذاعيه و الانسانيه وذلك من اجل بناء العراق الحر الجديد.
علما ان هناك مواقع للانترنيت للقوميه التركمانيه العراقيه تساعدكم للتعرف على القوميه التركمانيه بمختلف اللغات وهي:
www. turkmencephesi. orq
www. iraqiturkman. orq. tr
www. bizturkmeniz. com
ونحن على استعداد لاي تعاون من اجل العراق الجديدمع الشكر والتقدير..
المكتب الاعلامي للجبهه التركمانيه العراقيه فرع بغداد
ستقام دولة كردستان شئتم أم أبيتم؟
عبدالقادر كركوكي – كتابات
كتب صبري طرابيه مقالا تحت عنوان (بالشتائم ام بالاكاذيب ستقام دويلة كردستان) ردا على مقالة الكاتب الكردي السيد زياد الايوبي المنشور على نفس الموقع بعنوان (وتسائل المتعجبون من حالة نكراء) ويقول المسيو طربيه بانه هاله و افزعه مدى الانحطاط والتراشق بالألفاظ الذى يستخدمه الكتاب الأكراد فى مواجهة مخالفيهم فى الرأى حتى أن القارىء لكتابات هؤلاء ليصاب بالغثيان من كم البذاءات والألفاظ الوضيعه المستخدمه فى تلك المقالات ويضرب بمقالة الاستاذ الفاضل زياد الايوبي مثلا: هنا اريد ان اسأل السنيور طربيه اذا كان قد تكرم و تشرف معاليه بالقاء نظرة ولو عابرة (...)؟ واذا كان قد تكرم واسدى للانسانية جمعاء مثل هذا الفضل اليس لنا نحن الكرد ان نتسائل لماذا لم يصب بالغثيان من هؤلاء ولماذا لم يرد عليهم مثلما رد على الكاتب الكردي؟
ثم يستطرد بان الالفاظ المستعملة من قبل السيد الايوبي لم تعهده لغته العربية.. غريب ان يأتي مثل هذا الكلام من مصري لربما قبطي خاصة وهم اساتذة اختراع المصطلحات العربية والتي تفوق اية لغة اخرى عندما يكون الحديث عن البذائات واتعجب ايضا من سخطه على عبارة (هل هؤلاء بشر أم بقر) مع العلم ان العبارة استعملت في السبعينات من قبل وزير مصري (عجبي!!) عند حديثه عن دور السوفيات في هزيمة العرب في ۱۹٦٧ وصفقة الاسلحة الفاسدة ولو تكرم المسيو طربيه بالعودة الى ذلك المقال وما تفوه به الوزير العربي المصري من الفاظ لوجد بان ما قاله السيد الايوبي ما هي الا قطرة في بحر. وليزيد الطين بلة.. يدعي بأن التركمان اخوة له وهنا اوجه سؤالا آخر لهذا المدافع عن حقوق (البشر): بصفته مدير مركز دراسات الهدف الاعلامى بجريدة الهدف المصريه الدوليه:
احلفك (بالاخوة بينك وبين التركمان...) هل كتبت يوما مقالة واحدة... واحدة لا غير.. تدافع بها عن التركمان (البشر) خلال الثلاثون سنة الماضية عندما كان البعثيون الطغاة يمسحون بكل المفاهيم الانسانية احذيتهم ويستبيحون شرف و كرامة العراقيين عربا و كردا و تركمانا؟ مقالة واحدة يا اكسلانس... تظهر فيها (فزعك) و (هلعك) و (غثيانك) من ممارسات البعث العروبي الغاشم و (تبجحاتهم) في وجه كل القيم البشرية المتعارف عليهم؟ كلنا آذان صاغية!!
حقا ان البشرية في أسوأ حقبها وأشدها بربريه وعنصريه لم يرى بأن مخالفيه فى الرأى مجرد بقر... الا في قواميس الوزراء المصريين ومنكم نستفيد!!! و حتما لا توجد شرعه سماويه أو وضعيه أو بربريه تنحى الى المنحى من التطرف المقيت والعنصريه الفجه الذي وصله البعث الحاكم و الاقلام ذو الشأن من امثالكم وفي مواقع المسؤولية سكتوا عنه سكوت الشياطين
اكسلانس: تقول بانك ما دار بخلدك ابدا أن هناك من يعيش فى الألفية الثالثه وينظر الى مخالفيه فى الرأى على أنهم أبقار لابشر هل دار بخلدك (...) بان الكلام كان موجها الى فئة صغيرة من التركمان وليس الى كل التركمان؟ وهل كلفت نفسك من اين جاء المقال؟ و هل ولد من فراغ؟ ام انه مجرد رد على الاقلام (...) من لجبهة التركمانية (...)!!
ان ادعاؤك بان المقال لم يحوى سوى الشتائم والأكاذيب والمغالطات التاريخيه لا يمت للحقيقة بصلة فنص ما جاء في مقالة السيد الايوبي مثلا: (ومنذ ان ادلى السيد مسعود البارزاني بتصريحه المقتضب عن الفدرالية المنشودة لاقليم كردستان. منذ ذلك الحين بدأت حملة شعواء من التلاسن والتنابز والمهاترات العقيمة وكلها تصب في رمي الامة الكردية و تأريخها المجيد بأبشع النعوت و أخس الاتهامات ومن اطراف تفوح من طروحاتهم رائحة (جيل الحزب والثورة) من شراذم و انصار عار العرب والمتخفين تحت مسميات أحزاب وواجهات جديدة، أسوة بصراصر و جرذان و أيتام أقبح نظم العسكريتاريا في العصر الراهن المتمثلة في الجيش التركي القابع على تراكيب دولة مستقلة ونعني به حزب الجبهة التركمانية الذي لم يكن له شرف الاشتراك في اية جبهة او المساهمة في اي نضال وعلى مدى عمره القصير ان شاء الله، اللهم ما كان مدرجا في اجندة الاستخبارات والميت التركية والذي يعتبر في برامج هؤلاء الاقزام نضالا و ثورية.) اين الشتائم ضد التركمان يا اكسلانس ام ان الجبهة و على النقيض من كل المفاهيم الديمقراطية تعني كل التركمان في رأي شخصكم الكريم؟
وازيدك علما وانت القابع في ارض الكنانة ولم يسعدك الحظ يوما رؤية كردستان و مقابرها الجماعية واثار القصف بالسموم والمبيدات الحشرية (ويبدوا انك لم تهتم بذلك قطعا اذ لم نسمع منك ومن امثالك تنديدا) والهول الذي عاناه هذه الامة المسلمة وعلى ايدي اخوة مسلمين على مر الدهور والعصور بان العرب فعلا قلبوا لنا نحن الكرد ظهر المجن سرعان ما غاب القط الذي كانوا يرتعدون منه و يلتجئون الى كردستاننا الامن مرتع كل المناضلين العراقيين. واليوم اذ لم يعد لهم حاجة بنا يرفضون نفس الفدرالية التي بصموا عليها بالعشرة. أما بالنسبة للتركمان فانهم ما زالوا يعاضدون الكرد ولهم كامل الحرية في ابداء الرأي والعيش الكريم متمثلة في العديد من مؤسساتهم الادبية والسياسية والاجتماعية احزابا و جمعيات وقد اعلنوها على الملأ بانهم مع الفدرالية القومية، اللهم البعض منهم وهم قلة والحمد لله وما يسمون بالجبهة التركمانية. المفروض بك وانت في موقع المسؤولية ان تكتب بانصاف وان لا تجرح مشاعر امة بأكملها من اجل حفنة من الطورانيين الذين لم تسمع الا عن اسمهم.
ثم انى لك ايها المثقف الادعاء بان شكل الفدرالية لم تناقش ولم تحدد.. هل هذه لعب اطفال وما ادراك انت بالذات بذلك؟! وماذا تعني بفدرالية المحافظات؟ الم يكن ذلك قائما في عهد البعث! ام انك وبفهلوة مصرية تريد ذر الغبار في العيون والضحك على الذقون. وهل سمعت بالحكم الذاتي الذي اقر النظام البائد ببنوده: الم يكن ذلك على اساس قومي (أكراد) و جغرافي (منطقة الحكم الذاتي – كردستان العراق)... مالجديد في مشروع الفدرالية غير بعض الاضافات الطفيفة في السلطة المحلية!! مثلا هل تتوقع ان يكون بناء مدرسة او مسجد في كردستان بقرار وزاري و ومرسوم جمهوري؟ اليست هذه شأن من شؤون الفدرالية. لقد خيبت الظن فيك (...) وكان المفروض فيك والمتوقع منك وانت - مدير مركز دراسات الهدف الاعلامى بجريدة الهدف المصريه الدوليه ان تعلم بان مصطلح الفدرالية معناه (الأتحاد) وليس (الأنفصال) ولكن.. أسمعت لو ناديت حيا!!
ويبلغ بك التطاول على السيد الايوبي بوصف مقالته العصماء بالبذائات دون ان تكلف نفسك عناء قراءة بذائات ودعارات هؤلاء الافاقين الكذابين عن الكرد قاطبة وليس فئة صغيرة ولا ادري لماذا كل هذا التحامل على كردي يعترف هو بأنتمائاته التركمانية؟ فهل يعقل ان يدافع مصري وباسم (الاخوة) عن التركمان وان يطلب لهم الخير اكثر من كردي يربطه بالتركمان اواصر الدم؟؟ ثم اين حججك انت ايها العبقري من (أم الدنيا)؟ والاستاذ الايوبي على ما يبدوا فد اصاب شغاف قلوب الافاقين هؤلاء ومن ماثلهم في العداء لامتنا الكردية ويا له من قلم لابن بار بالكرد وقضيتهم العادلة.. دم عزيزا ايها الايوبي على خطى جدك الاعظم و اجعل من ادعائات هؤلاء و نفاقهم وححجهم الواهية كما فعل جدك بالصليبيين من قبل: شذرا مذرا!!
ان بذائاتك الشخصية يا اكسلانس ومع الاسف الشديد قد فاق كل ما قلته عن استاذنا البار كاكه زياد الايوبي لانك ومثلما هو واضح لا تعرف شيئا عن التركمان ولم تسمع ببرامج احزابهم ولم ترى رؤية العين اعلامهم المستنسخة من اعلام تركيا اخو اسرائيل في الصلف والحمق و انصحك ومن هم على شاكلتك الذين يطلقون الرصاص في الظلام بان تتكرم وتزور الموقع ادناه لأخوتك التركمان لترى اذا كانوا بحق اخوة لك ولتشهد باي اللغات ينشرون سمومهم وكيف ان ما يكتبونه بالعربية شئ والمكتوبة بالتركية شئ مغاير قلبا و قالبا.
http://www. bizturkmeniz. com/tr/index. htm
http://www. kerkuk. net كركوك "تركية" و ستبقى تركية
http://www. turkmencephesi. org/english/index. asp
ان تأكيد التركمان مرارا على وحدة القوميات بكركوك وأن كركوك مدينة الجميع لا تساوي عندنا (طعميّة نصف مستوية) فمن هؤلاء حتى يقرروا اي شئ وما هو تأريخ نضالهم ليس بصدد كركوك بل في سبيل اي شئ... (...)
ان كون كركوك قلبا او قدسا لكردستان لا يقرره أيتام كمال أتاتورك ولا كاتب من (...) ام الدنيا.. بل دماء مئات الالاف من شهداء الكرد الميامين الذين سقوا هذه الارض بالدماء وامهات هؤلاء المخضبات اناملهن بهذي الدماء.. بنضال وقتال قرن من الزمان يا اكسلانس وليس بالهتاف والبكاء والعويل على (الاخوة) التي شبعنا من جورهم و طغيانهم واستهتاراتهم بكل القيم. ثم كم صفقت انت (...) من امثالك عندما كان صدام ينادي ببغداد (قلب العروبة النابض) والعراق (البوابة الشرقية للامة العربية.. لا اكراد لا تركمان ولا آشوريين) أين كان ضميرك (الصاحي) يا اكسلانس؟
نعم ان من حقنا الضحك والسخرية من هذه الدعية صونكول ومن وراؤها فهي لم تحبس او توقف ساعة واحدة من عمرها. لم تذرف دمعة واحدة على مأساة عراقي ولم تنبس ببنت شفة على مدى ثلاثينا من الاعوام المليئة بالقهر والدماء وهدر القيم الانسانية.. من هي حتى تطلب وتريد.. ومنذ متى كان المطالب بالتمني يا اكسلانس؟
واحسنت القول وان لم تعنها.. فالاكراد فقط هم أصحاب الحق فى كردستان العراق غير اننا لم نقل ان الباقين غرباء بل قلنا ليس من حقهم أن يقيموا تركمانستان وآشورستان بالتوازى مع كردستان لان هذه المسميات لا محل لهم في كردستان ولا ادري كيف فاتك وانت الذي (يفهمها وهي طائرة) بأن تركمانستان تقع في مجاهل اسيا وان شائت فئة التركمان هذه فالباب يسع (أبقارا و جمالا) فليذهبوا من غير رجعة الى ملاعب صبا هولاكو الاعرج وتيمور الاعور.
أراك في نهاية مقالك يا اكسلانس غيرت الموجة الى الترددات العالية وبدأت بمعايرة صدام... بطل عروبتك سابقا وولي النعم من الكوبونات النفطية... الله جرى ايه يا صبري.. احنا حنلبخ. نسيت العيش والملح يا جميل. منك لله يا اكسلانس.. منه العوض فيك.. (...)) وفي الختام اقول لك شخصيا ولاخوتك من التركمان.. كردستان قادم لو شئتم او ابيتم... وستكون دولة ان شاء المولى العزيز ولن تفنى بمشيئتك انت او اخوتك (...).. والسلام.
!واشنطن والورقة الكردية مرة أخرى
عبد الله الأشعل – الحياة
أعلن السفير بول بريمر الحاكم المدني الأميركي للعراق يوم ۱۰ كانون الثاني (يناير) ۲۰۰٤ ان الولايات المتحدة توافق على انشاء فيدرالية في العراق على آساس جغرافي وليس على أساس عرقي, وانه يشعر بالتعاطف مع الاكراد, لأنهم عانوا طويلاً في ظل النظام السابق, ولكنه اكد ان الاكراد يستطيعون السيطرة على ولايات الشمال, ما عدا كركوك, لانها اكبر مستودع للبترول العراقي. وفي اليوم نفسه أدلى بيرل مساعد وزير الدفاع الأميركي بتصريحات مماثلة حول ما عاناه الاكراد, فما هو المخطط الأميركي, ولماذا ظهرت فجأة مساندة الولايات المتحدة وتفضيلها للخيارات الكردية, والتي كانت الولايات المتحدة تترك الباب مفتوحاً امامها, وغامضاً في معظم الاحيان؟
يمكن القول إن هناك تفسيرين للسلوك الأميركي: الأول هو ان واشنطن نظرت الى زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى تركيا في الاسبوع الاول من كانون الثاني (يناير) ۲۰۰٤, وما صدر عنها, على انها مقدمة لتقارب تركي - سوري لمواجهة المخططات الأميركية في المنطقة. ويري انصار هذا التفسير ان الموقف الأميركي من الاكراد اعلن فجأة في بداية الزيارة, ما دفع الرئيسين السوري والتركي الى الاعلان صراحة عن معارضتهما لإقامة دولة كردية, ومعارضة كل ما من شأنه أن يمزق وحدة العراق الاقليمية او يعرضها للخطر. ومن الواضح ان هذا الموقف يعد انتصاراً للموقفين السوري والتركي, ذلك ان سورية يهمها التأكيد على وحدة العراق, وعدم منح الاقليات العراقيه الفرصه حتى لاتكون سابقه تتكرر في الدول العربيه الاخري, وهذا موقف ينسجم مع الموقف القومي لحزب البعث. كما ان هذا الموقف اوفر فائدة لتركيا, لان قضية الاكراد تمثل لها هماً مركزياً, وان أميركا تعلم ذلك, ولذلك تعد هذه الاشارة من جانب واشنطن بمثابة ورقة ضغط على تركيا حتى تعلم مدي جديه الخطر وتفتح ابواب التعاون المطلوب مع الولايات المتحدة.
أما التفسير الثاني فيرى ان الموقف الأميركي جزء من رؤية أميركية اشمل, لا تتوقف على ظروف التقارب التركي - السوري, الذي يقوم في واقع الامر على مسعى تركي تباركه واشنطن, حتى تقرب سورية من الموقف التركي المتجاوب الى حد كبير مع دواعي التحالف التركية - الأميركية. وفي اطار هذا التفسير, هناك من يرى ان واشنطن لم تستقر تماماً على مساندة الخيار الكردي, رغم ان موقفها يعتبر مكافأة للاكراد على مساندتهم لغزو العراق, وتعاونهم مع الاحتلال الأميركي ضد المقاومة العراقية على اساس ان هذا الموقف يعد رداً للجميل الأميركي بتخليهم عن صدام حسين, بعد ان قدمت لهم واشنطن جميلاً سابقاً, وهو انشاء مناطق حظر الطيران لتمكينهم من الحكم الذاتي طوال ثلاثة عشر عاماً, مما يعني ان استقلالهم في دولة هو تطور طبيعي بعد هذه المرحله الطويله من الحكم الذاتي. بينما هناك داخل هذا الفريق من يرى ان الولايات المتحدة ظلت تدرس الخيارات والقوى السياسية العديدة داخل العراق, وانها استبعدت تماماً أن يكون الشيعة في الصدارة, لأنهم مرتبطون بإيران, وانها لا تقبل قيام دولة شيعية كبرى في المنطقة بزعامة إيران, كما انها لا تقبل أن تكون الصدارة مرة أخرى للعرب السنة الذين ظهر منهم صدام حسين وعانى على أيديهم بقية طوائف العراق, وهم الذين قادوا العراق إلى معاداة إسرائيل والإرتباط بالمد القومي. كما أن العرب السنة هم الذين يغذون المقاومة ضد الاحتلال الأميركي.
والواقع أن الولايات المتحدة, سواء كان ذلك على أساس تكتيكي أو على أساس استراتيجي تستخدم ورقة خطيرة هي الورقة الكردية, كما سبق أن استخدمتها قبل ذلك غير مرة. ولكن الفارق هذه المرة, هو أننا بصدد رسم مستقبل العراق والمنطقة, ومعنى تصدر الأكراد أنه إما أن يكون لهم السيطرة على منابع النفط, وأن يكون تسيدهم مقابل أن يمكنوا الولايات المتحدة من منابع النفط, بصرف النظر عن الآثار الأخرى, وإما أن يكون العراق طوائف أبرزهم الأكراد. وفي الحالين, فإن الآثار واحدة, والمخاطر بالنسبة إلى أطراف كثيرة واردة, وهذا يتطلب منا تحليلاً لنقطتين, أولهما: السلوك الأميركي تجاه الورقة الكردية في الماضي. وثانيهما, الآثار المحتملة للفيدرالية العراقية المزمع إقامتها في العراق على العراق نفسه, وعلى الدول المحيطة.
فالولايات المتحدة تدرك تماماً أن الأمة الكردية تتوق منذ فجر التاريخ لأن تكون لها دولة, وان عدد الأكراد الذي لا يقل عن ثلاثين مليون نسمة في أرجح التقديرات موزعين على دول عدة مجاورة, ولكنهم جميعاً يقيمون في نطاق جغرافي يضم حدود الدول التي يقيمون فيها, وأن نسبتهم في العراق وتركيا تترواح بين عشرين إلى خمسة وعشرين في المئة من عدد السكان. وتدرك واشنطن أيضاً أن الأكراد في العراق وإيران, وتركيا خصوصاً, لهم سجل في المعاناة والمذابح, كما ان الأكراد كانوا ضحية لأعاصير السياسة سواء الوطنية أو الإقليمية, وأن القمع كان الأسلوب الذي اصطنعته الدول الثلاث ضد أكرادها, كما أن أكراد الدول الثلاث, من دون استثناء, كانوا ورقة في الصراعات بين هذه الدول. ومن دون استظهار واسع للتاريخ القريب, تكفي الإشارة إلى أن العراق استخدم أكراد إيران وتركيا ضد الدولتين, كما أن إيران وتركيا شجعتا أكرادهما لمساندة أكراد العراق ضد الحكم العراقي. ولا تزال الذاكرة تعي اتفاق الجزائر في آذار (مارس) ۱۹٧٥ الذي ظهر فيه صدام حسين للمرة الأولى على المسرح الدولي في أخطر تسوية تم بموجبها تنازل العراق عن السيطرة على نصف شط العرب المقرر له بموجب اتفاقية ارضروم لعام ۱۹۳٧, في مقابل أن تكف إيران يدها عن تحريض أكراد العراق الذين دخلوا في صراع مسلح ضد الجيش العراقي. وفي العام ۱۹٨٨, وبينما كان صدام يحارب معركة الولايات المتحدة ضد الثورة الإسلامية الإيرانية, غضت واشنطن الطرف عن اعمال الإبادة التي قام بها صدام حسين ضد الأكراد, لأن مصلحة واشنطن كانت تتطلب تركيز الجهد على هدف واحد دون سواه, وهو القضاء على الثورة الإيرانية مهما كان الثمن. غير أنه في العام ۱۹۹۱, وبعد تحرير الكويت مباشرة, كان هدف واشنطن في القضاء على صدام حسين بدأ يعبر عن نفسه في تردد, فحرضت واشنطن الأكراد ضد صدام حسين ووعدتهم بالمساندة, ولكن عندما بطش بهم, وفروا إلى الحدود الإيرانية والتركية, نفضت يدها عنهم, ولا يستبعد أن تكون واشنطن استخدمتهم, وهي تعلم ما سيحدث لهم, حتى تستصدر قرار مجلس الأمن الرقم ٦٨٨ في٥/٤/۱۹۹۱ أي بعد يومين من صدور قرار وقف إطلاق النار رقم ٦٨٧. ثم فسرت واشنطن ولندن القرار ٦٨٨ على غير الحقيقة, على أنه يرخص لهما بحماية الأكراد والشيعة ضد بطش نظام صدام حسين, وذلك عن طريق إنشاء مناطق آمنة في شمال العراق وجنوبه يحظر فيها تحليق الطائرات العراقية, وتشرف الدولتان على تنفيذ هذا الحظر عن طريق التدخل العسكري الجوي عند اللزوم. وهو إجراء تسبب في حرمان الحكومة العراقية من ممارسة السيادة على الأكراد والشيعة, كما ترتب عليه تقسيم العراق فعلياً إلى مناطق ثلاث. وحصل الشيعة, بسبب ذلك, على الحكم الذاتي, وهو ما دفعهم الى مساندة الغزو الأميركي والتعاون مع الاحتلال الأميركي للعراق.
ومن الواضح أن الفيدرالية تقوم عادة في دول تتكون من وحدات سياسية وإدارية متكاملة, وان كلاً منها يصلح لأن يكون دولة بذاته. وتاريخ الفيدرالية في العالم يشير إلى هذه الحقيقة, خاصة في سويسرا والولايات المتحدة, والاتحاد السوفياتي السابق, والاتحاد اليوغوسلافي السابق, وغيرها من النماذج التي تشكل جزءاً مهماً من خريطة النظم السياسية المعاصرة. وبهذا المعني, فإن الفيدرالية لا تصلح للعراق, لأن العراق, من الناحية التاريخية, ضم محافظات كانت لأكثر من خمسة قرون تابعة تبعية مباشرة للحكم العثماني, ولم يكن هناك رابط سياسي أو إداري بينها, ثم كان الحكم الوطني, الملكي والجمهوري, الذي حاول أن يعيد بناء الدولة الموحدة على أساس قومي, وربما كان المد القومي هو أحد خيارات مثل هذا الوضع في العراق, حتى يشد الأقاليم دائماً إلى مركز وطني أو مركز عربي أوضح. ويعلم الأميركيون أن العراق يتكون من أعراق وطوائف دينية وعرقية متعددة, وأن النظام الأمثل للعراق هو الحكم المركزي من بغداد, وأن هذا الحكم, كلما كان مركزياً يصادر على بعض حريات الأطراف, فأنه كان يحفظ وحدة البلاد الإقليمية والعرقية. ومعني ذلك أن المطلوب للعراق اليوم هو إعادة بناء النظام السياسي على نحو يسمح لكل هذه الأعراق بأن تشترك في بناء الدولة, وتعتز بإنتمائها إليها من خلال نظام رشيد. ومن الواضح أيضاً أن الفيدرالية في وضع العراق الحالي تعني غياب الحكومة المركزية وإطلاق العنان للوحدات الداخلة في الفيدرالية, خصوصاً الأكراد, بينما يتم تقييد سلطات بعضها مثل الشيعة والعرب للإعتبارات التي سبق شرحها. وربما تفكر الولايات المتحدة في أن إطلاق يد الأكراد هو على سبيل التجربة. وفي كل الأحوال, لا يجب أن نعتبر تفتيت العراق, الذي تؤيده المؤشرات, هو قدر مقدور لا فكاك منه. ولا بد من مقاومة المشروع الأميركي داخل العراق أولاً, وإلزام الولايات المتحدة باحترام تعهداتها الرسمية بالمحافظة على وحدة العراق وسلامة أراضيه, وأن تحذر اللعب بورقة الأكراد البالغة الخطورة. والغريب أن الإتجاه الأميركي لإنشاء فيدرالية في العراق لم يجد رد فعل حتى الآن في العالم العربي, واختفى انصار هذا المخطط وراء حجة بالية, وهي ضرورة احترام خيارات الشعب العراقي, وهم يعلمون ان الشعب العراقي لا يتمتع حالياً بالحرية التي تمكنه من الاختيار, وانه لا حرية لمكره او مجبر, وتلك مسئولية عربية كبرى. ولا يجوز مطلقاً ان يتخلى العالم العربي تماماً عن الشعب العراقي, والا يترك لسلطات الاحتلال ان تقرر مصير العراق, بما يناقض مصلحة العراق, ولا بد ان يكون هناك موقف عربي موحد لا يكترث كثيراً بالاتجاهات الأميركية في مجلس الحكم الانتقالي, التي تدعي انها تعبر عن الشعب العراقي. كما لا يجوز ان يكون العراق ساحة للمناورات السياسية ومحاولات الحصول على مكاسب وقتيه, يدفع ثمنها الشعب العراقي والمنطقة العربية في المستقبل.
أكراد العراق وحلم "جمهورية كردستان"
عبد الزهرة الركابي - المستقبل اللبنانية
من الواضح أن أكراد العراق قد ربطوا مصيرهم بالاحتلال الأميركي ولم يحسبوا أو يتحسبوا الى أن بلداً مثل العراق لن يدوم احتلاله حتى لو كان المحتل أقوى دولة في العالم، لذلك فهم يتحركون باتجاهات عدة من أجل تعزيز كيانهم (المستقل) عملياً والذي يريدونه رسمياً تحت يافطة الفيدرالية من خلال ضم كركوك بؤرة النفط الى هذا الكيان، مستفيدين من فوضى الأوضاع والحليف الأميركي الذي سيمنع أي تهديد اقليمي عنهم، ناهيك عن امتلاكهم لميليشيات مسلحة قادرة على التصدي للتركمان والعرب في كركوك مثلما حدث في مصادمات سابقة، وهم في الحقيقة لم تقف مطالبهم عند كركوك وحدها بل يطالبون بمناطق ومدن في محافظتي ديالى والموصل التي هي حدود (جمهورية كردستان) وفق ما يدعون.
يبدو أنهم لم يأخذوا عبرة من سقوط الكيان الكردي (جمهورية مهاباد) في إيران في الربع الأول من القرن الماضي والذي انتهى بإعدام قائده محمد القاضي في ساحة (جوار جرا)، حيث راحوا في هذا الوقت بعد أن شعروا أن اتفاقهم مع المعارضة العراقية السابقة بخصوص تحقيق الفيدرالية للأكراد في العراق لن يكون ملزماً لأحد حتى لأعضاء مجلس الحكم المعين من قبل الأميركيين والذي تتشكل غالبيته من المعارضة السابقة، يطالبون بإقرار الفيدرالية مسبقاً وقبل إعداد أي مسودة للدستور العراقي وإلا فإنهم سوف يلجاؤون الى خيارات أخرى حسب تهديد البارزاني في كتابة له نشرتها صحيفة حزبه (الحزب الديموقراطي الكردستاني "البارتي") وهو ما يعني في تهديده اللجوء الى الانفصال على الرغم من أن هذا الواقع ما زال قائماً منذ بدء التسعينات حتى لو لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، والدليل على النزعة الانفصالية لأكراد العراق هو، أن الاشتباكات التي وقعت أخيراً في كركوك بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة أخرى كانت بسبب قيام الطلاب الأكراد بإنزال العلم العراقي الذي كان مرفوعاً الى جانب (علم كردستان(.
ومن الواضح أن أكراد العراق يحاولون في هذا الوقت استغلال الظروف لانتزاع ما يمكن انتزاعه من مكاسب، كي يتسنى لهم التشبث بها في المستقبل عندما تتغير الظروف الحالية، ومن المؤكد أن هذه الظروف سوف تتغير خصوصاً وأن المقاومة العراقية للاحتلال في طريقها للاتساع والتعميم على الرغم من السياسات التي يتبعها الاحتلال بغرض إشغال العراقيين بالاحتراب الداخلي ومن ضمنها سياسة (فرق تسد) التي هي من مخلفات الاستعمار القديم، حيث رأينا كيف تعرضت مساجد هذه الطائفة أو تلك للهجمات والتفجيرات كان الهدف منها واضحاً مثلما رأينا المصادمات والاشتباكات العرقية في كركوك.
لا شك أن أكراد العراق يحاولون تبديد المخاوف الاقليمية عندما يقومون بالتوجه الى الأطراف الاقليمية وبخاصة التي يعنيها الشأن العراقي عموماً والشأن الكردي على وجه الخصوص، حتى أنهم راحوا يغازلون هذا الطرف الاقليمي على حساب الطرف الاقليمي ذاك، مستمدين سلوكهم من إمكانية تحالفهم مع أطراف عراقية لها علاقة مع بعض الأطراف الاقليمية، وهي سياسة تمثل لعبة عقد صفقات آنية على حساب المصلحة العراقية الأكبر مقابل أن يقوم هذا الطرف الاقليمي بالإيعاز للأطراف العراقية التي تربطها علاقة خاصة به كي تدعم الأكراد داخلياً أو على الأقل عدم عرقلة مطالبهم لاسيما في ما يخص الفيدرالية.
يأخذ المراقبون على أكراد العراق الكثير من المآخذ وأولها أنهم مارسوا أعمالاً قد توصف بأنها ألحقت ضرراً بالعراق كدولة منذ بداية الاحتلال حيث كانت ذريعة الإنتقام من النظام السابق غير مقنعة لاسيما وأن النظام السابق قد انتهى وبالتالي (ما لجرح بميت إيلام)، من خلال قيام ميليشياتهم بدور يماثل ما يقوم به الغزاة من سلب ونهب وإجلاء المواطنين العرب عن ديارهم في الشمال العربي (الموصل) وكركوك بالقوة والتهديد بل وجلب المواطنين الأكراد من المحافظات الكردية الى الشمال العربي بغرض التشفي والاستفزاز وكأنهم ليسوا عراقيين وأن البلد المستباح ليس بلدهم أيضاً، وقد فطن الأكراد لموقف الشعب العراقي من تصرفاتهم ومطالبهم الأخيرة التي جعلتهم في موقف يثير استياء الشعب العراقي وغضبه بينما على الصعيد الاقليمي ساءت علاقاتهم بعد افتضاح دورهم المحرض والمعادي للأطراف الاقليمية ذات الصلة بالقضية العراقية تعميماً والقضية الكردية تخصيصاً، حيث باءت محاولاتهم المتعلقة بتأييد مطالبهم بالفشل داخلياً واقليمياً ما جعلهم يسفرون عن نواياهم بوجه مكشوف.
وعندما ذهب الأكراد (البارزاني والطالباني) الى المراجع الدينية في النجف بغرض كسب تأييدهم لمطلبهم المذكور، كانت إجابة هؤلاء المراجع أن مثل هذا الأمر منوط بلجنة إعداد وصياغة الدستور التي يجب أن تتشكل عن طريق الانتخابات، ويقول أحد الأكراد تعليقاً على رد المراجع (إننا لم نحصل على كلمة حق أو باطل) بينما يظل موقف الأطراف الشيعية من خارج مجلس الحكم أكثر وضوحاً عندما لم تبدِ موقفاً متجاوباً للمطلب الكردي السالف وأعتبرته سابقاً لأوانه.
وعلى المنوال نفسه فإن علاقة الأكراد بالتركمان أكثر من سيئة حتى أنها في بعض الفترات وصلت الى الصدام المسلح بخصوص محافظة كركوك، وحتى الأقلية الآشورية لم تكن علاقاتها بالأكراد جيدة إذ سبق واتهمت الأقلية المذكورة الأكراد بممارسة الاضطهاد ضدهم معيدين الى الذاكرة التاريخية بأنهم السكان الأصليون للمنطقة الكردية ودليلهم هو، أن عاصمة المنطقة الكردية مدينة أربيل هي تسمية آشورية قديمة (أربيلو)، مما حدا بالأكراد أمام هذا الدليل التاريخي على تغيير اسم المدينة الآشوري الى اسم كردي هو هاولير.
أكراد العراق ومستقبلهم مع الأميركيين
فاروق حجي مصطفى - السفير اللبنانية
يكثر الحديث في هذه الايام عن الفيدرالية في العراق، وامكانية تطبيقها على الاساس الجغرافي والقومي وذلك بعدما اقترب الزمن المحدد لنقل السلطة الى العراقيين. يقف الاكراد، وخصوصاً الحزبين الرئيسيين الكرديين، خلف هذا الحديث عن الفيدرالية. ويفتعل الحزبان هذه الصيغة لرؤيتهما أنها الفرصة الوحيدة لنقل السلطة، وبالتالي يفرض الواجب القومي والوطني عليهما ان يتشبثا بهذه الصيغة، الامر الذي يعزز من وجاهة القول بأن الاكراد لن يبقوا في الفضاء العراقي. لكن، من اين بدأ الاكراد بهذه المطالب؟
جاءت المطالب اولا من قبل رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني وعضو مجلس الحكم الانتقالي مسعود بارزاني الذي تحدث باسم الاكراد رافضا الفيدرالية على اساس المحافظات، وهذا الرفض اتى بعدما ندد نيجرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان العراق بأولئك الذين يسعون الى هدم الادارة الكردية القائمة حالياً والتي بلغت من العمر (۱۳ عاماً). لكن كلام مسعود بارزاني كان اكثر وضوحاً بالنسبة للمراقب، بل بالنسبة الى حلفائه (مجلس الحكم والاميركيين) ايضاً اذ جاء على شكل مقال نشر قبل اسابيع في صحيفة <<برايتي>> في اربيل. لكن ماذا اراد بارزاني من الحلفاء؟ ركز مسعود بارزاني كلامه وهو بمثابة مقترحات من الاكراد حول:
۱ ضرورة الغاء آثار النظام السابق في كردستان، وذلك لأن النظام حاول لمدة اكثر من ثلاثة عقود تغيير الطابع الديموغرافي في كردستان وتغيير الترتيبات الادارية السابقة خدمة لسياساته القمعية والحاق النظام السابق بعض المناطق الكردية الى تكريت وغيرها من المحافظات غير الكردية.
۲ لا يجوز ترك كركوك خارج حدود كردستان، لأن كركوك حسب وجهة نظر بارزاني مدينة مهمة من كردستان لا لكونها غنية بالنفط بل لأنها جزء من كردستان الطبيعية ولمكانتها المهمة في تاريخ الاكراد السياسي والاجتماعي، ولكن ليس على حساب انتهاك حقوق الاقليات في دائرة اقليم كردستان.
۳ حان وقت الاكراد لأن يحصدوا نتاج نضالاتهم، وانهم عبر تاريخهم السياسي ناضلوا لأجل حماية حدود كردستان ولم يناضلوا لاجل فصل محافظات كردستان عن بعضها. ولهذا السبب فالفيدرالية على اساس المحافظات مرفوضة.
٤ يجب على الحكومة المقبلة الاستفادة من التجارب السابقة، لا أن تقع في نفس الاخطاء التي وقعت الحكومات المتعاقبة فيها والتي وصفها بارزاني بأنها قاتلة ويجب على الحكومة المركزية المقبلة ان تراعي ارادة وتطلعات الشعب الكردي.
٥ اعتبر بارزاني أن هناك جيلاً كاملاً عاش بعيداً عن سلطة بغداد وسوف لن يقبل اي اجراء لا يلبي تطلعاته.
هذه النقاط وغيرها كانت مثار الخلافات في داخل مجلس الحكم ومثارا لخلاف الاكراد مع رئيس الادارة الاميركية في العراق بول بريمر. ولعل مسألة الفيدرالية هي جزء اساسي من الخلافات، كون ان الولايات المتحدة الاميركية هي ايضاً لم تبد استعدادها لتطبيق الفيدرالية الكردية، فالفيدرالية الاميركية على اساس <<الولايات>> تتناقض مع تطلعات الاكراد. والفيدرالية من وجهة نظر الاكراد فيدرالية (الاتحاد) بين القومية (القومية الكردية) والقومية العربية؛ بمعنى آخر بين كردستان العراق والعراق. ويجب ان تكون الفيدرالية محمية في الدستور.
وبرر الاكراد هذا التوجه بأنهم لم يكونوا يوماً عبر التاريخ جزءا من الشعب العربي، حيث كانوا حتى في زمن الاحتلال العثماني في ولاية مستقلة وتابعة لولايات عثمانية عديدة وهذه كانت مرتبطة مباشرة مع المركز في الآستانة.
والمبرر الثاني الذي يوظفه الاكراد، بقولهم بأن كردستان ألحقت بالعراق بموجب قانون صادر من عصبة الامم في العشرينيات من القرن المنصرم وتمت باتفاق بين العراق وبريطانيا، اشترط في وقتها أن لا يلغي ضم كردستان الى العراق ممارسة الاكراد دورهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهذا الضم لا يعني الغاء التطلع القومي، وبرغم ذلك تم هذا دون الارادة الكردية (وفق ما يقول الاكراد(.
والنقطة الاخرى تدفع الاكراد نحو الاصرار على التمسك بالفيدرالية على اساس اتحاد بين قوميتين مصدرها على الارجح رد فعل الاكراد على تاريخ طويل مثقل بالاضطهاد والحرمان من حقوقهم القومية وهو ما يوظفه الاكراد في القول إن هذا الاتحاد هو الوحيد القادر على حماية وحدة العراق ارضاً وشعباً. وبالتالي فهو قادر على اقناع الاكراد بأنهم امام مرحلة جديدة من الحرية القومية وممارسة دورهم السياسي وانهم بالتالي مجبرون على <<استغلال>> الفرصة السانحة كون الحقوق المطلبية اكبر من الحقوق القومية للشعب، وليست دائماً تعبر عن الحقوق القومية.
لكن ثمة من يرى أن اقتراحات الاكراد لن تجد من يدعمها ولن يكتب لها النجاح من قبل الفعاليات العراقية، وذلك اخذا في الاعتبار ان للولايات المتحدة اوراقاً كثيرة مع الدول العربية لم تبحثها بعد برغم تواجدها في العراق، وهي بحاجة الى هذه الدول، وتعمل جاهدة للحفاظ على الخيط المتصل معها وذلك لأجل مسايرة الواقع والتعاطي معها، وهي تعرف أن هذه الدول تسعى الى الحؤول دون وصول الاكراد الى مسعاهم. والامر الذي يهم الاميركيين في هذه المرحلة هو التعاون مع الدول العربية وتركيا وحتى ايران، لكي تخفف على نفسها اعباء الازمات في العراق، ولهذه الاسباب يحرص الاميركيون على الحفاظ على الوضع الحالي لكردستان وتنفيذ ما اتفق عليه مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق وخصوصاً انهم مقبلون على الانتخابات الرئاسية، واي خلل لن يكون لصالح الرئيس بوش بل سينعكس سلباً على حياته السياسية، هذا فضلاً عن ان اقتراحات الاكراد لم تلق اي تأييد من قبل الاطراف العراقية (غير الكردية) وحتى من قبل التكوينات المتواجدة في اقليم كردستان، بل هناك من يتواجد بسببهم ويسعى الى فشل تلك الاقتراحات كتركمان العراق وخصوصاً الجبهة التركمانية.
هذا بالاضافة الى ان اقتراحات الاكراد تعاني من نقاط ضعف ومنها ان الاطراف الكردية لم تحسم امر الفيدرالية مع المعارضة العراقية السابقة اي قبل الحرب الاميركية، بل تركت مناقشة المشروع الى الفترات اللاحقة، ومن سوء الحظ الاكراد أن هذه الفترات منذرة بالاضطرابات والاحتقانات والحساسيات تتأزم يوماً بعد يوم.
بقي القول: إذا كانت اقتراحات الاكراد في بدايتها تواجه العقبات فهل سينجو الاكراد في العراق؟
اتقوا الله يا كرد العراق
ناصح العمري - كتابات
ان من اشد الامور ايلاماً في النفس ان تجد من كنت تتعاطف معه بالأمس ليعود اليوم ويستأسد عليك وعلى غيرك ليبدأ رحلة الطغيان من البداية هذا ما لمسناه من الأخوة الاعداء الكرد، فنحن كنا نقدم ظلاماتهم عند الحديث على ظلاماتنا ونتحامل بكل ما لدينا على الاتراك عندما يشترطون كذا وكذا في العراق وشماله، واليوم لا نرى حلاً للمسألة الكردية المتسرطنة في الشمال العراقي سوى تدخل الاتراك في الشمال واشرافهم عليه من الانفصال. هؤلاء الكرد كانوا يحلمون بحكم ذاتي شكلي مع طاغية بغداد بل ان بعضهم لم يقطع الجسور معه حتى الايام الاخيرة من سقوطه وها هم اليوم ففي الشمال هم يعيشون الاستقلال الغير معلن ويشاركونا في الوسط والجنوب في الحكم انما يحصل اليوم لم يكن يحلمون به في الامس، لذا ارى ان مجلس الحكم إذا اراد ان يكون شرعياً عليه ان يكف عن مجاملة هؤلاء ويكون صارماً معهم. وقد رأينا وسمعنا ما فعل هؤلاء الطغاة مع الاخوة التركمان شركاؤهم في الظلم في الأمس القريب وكيف اعتمدوا منطق الابادة والتطهير العرقي معهم، وكيف ارسلوا عوائلهم من اربيل والسليمانية في خطوة مكشوفة في معسكر خالد وغيره من كركوك بل والمضحك حتى نسائهم الحوامل ارسلن إلى مستشفيات الولادة في كركوك حتى تكون شهادات الميلاد من هذه المدينة المتعبة! ما اتعسهم ومااشقاهم فهم لم يكتفوا بسرقة سيارات محافظات الوسط والجنوب وشراءهم السيارات الحكومية الحديثة وبأثمان بخسة من ضعاف النفوس وسحبها إلى الشمال مع احدث الاجهزة والمولدات وبامكان المسافر إلى الشمال التأكد من ذلك اقول لم يكتفوا بذلك ويرغبوا ان يوسعوا من سلطانهم ليشمل المحافظات والقصبات الاخرى فحذارِ من هذا السرطان حذارِ وهم يمتنعون عن اعطاء الملاك الحقيقي للشرطة المحلية عندهم وهاهو نوري بدران في صراع معهم حول هذا الامر فكيف سيستجيبون لبقية الامور هذا من جانب ومن جانب آخر فهم عديموا الوطنية بل ان هذه النقطة عندهم من المضحكات فنراهم اليوم وهم اكثر امريكية من الامريكان انفسهم وهم على اتم الاستعداد لاشعال العراق حرباً وناراً حتى يحيون بسلام وأمن، فحذارِ حذارِ من هذا السرطان.
الاكراد أمام مجازر جديدة
عندما تحذر هيئة الاركان العامة في الجيش التركي ان قيام فيدرالية في العراق علي اساس عرقي سيكون صعباً و دموياً، فان هذه التحذيرات مزدوجة، وموجهة الي كل من الاكراد والولايات المتحدة الامريكية التي تحتل قواتها العراق حالياً.
فالجيش هو الحاكم الفعلي في تركيا، ورأي الحكومات المنتخبة يظل استشارياً، وقراراتها لا تدخل حيز التنفيذ الا اذا جاءت متطابقة مع وجهة نظر المؤسسة العسكرية أو غير متعارضة معها. وهذه هي المرة الأولي التي يصدر فيها قرار واضح من المؤسسة العسكرية التركية تجاه محاولات الاكراد فرض الفيدرالية، والتمهيد للاستقلال الكامل عن العراق، مستغلين علاقاتهم التحالفية القوية مع الولايات المتحدة والخدمة الكبري التي قدموها لها لتنفيذ مخططاتها في اطاحة نظام حكم حزب البعث، واحتلال العراق.
الجيش التركي يخشي ان تؤدي الفيدرالية الي الاستقلال، وقيام دولة كردية مستقلة، تكون نواة لكيان اكبر يضم اكراد تركيا وسورية وايران. الأمر الذي سيؤدي الي حدوث اضطرابات في جميع دول الجوار.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان يعبر متحدث باسم الجيش التركي عن قناعته بأن القوات الامريكية لا تفعل ما فيه الكفاية للقضاء علي المتمردين الاكراد في مرتفعات شمال العراق، وحث هذه القوات علي القيام بعمليات عسكرية في المستقبل القريب ضد عناصر قوات حزب العمال الكردستاني الذين يخوضون حرباً انفصالية في جنوب شرق تركيا. والخوف من النزعات الانفصالية للاكراد في شمال العراق تحت غطاء الفيدرالية، هو الذي أدي الي التقارب المفاجئ بين سورية وتركيا، وبين تركيا وايران، وصدور بيانات من الدول الثلاث تعارض هذه الفيدرالية.
الاكراد بدأوا الآن يواجهون العداء من جميع الاطراف، لأنهم ارتكبوا الكثير من الاخطاء بعد سقوط النظام العراقي، عندما تعجلوا في اصدار قرارات تجعل من كركوك الغنية بالنفط عاصمة لهم، واقدام بعض العناصر الكردية المتطرفة علي شن هجمات علي السكان العرب والتركمان في كل من الموصل وكركوك.
وبمعني آخر نجحت القيادات السياسية الكردية في توحيد جميع الاطراف الاقليمية ضد ابناء جلدتهم، وطموحاتهم المشروعة في الحكم الذاتي، عندما استفزت مشاعر العرب والفرس والاتراك، ودون ان يكسبوا الادارة الامريكية الي جانب مطالبهم في كركوك.
اعضاء مجلس الحكم، شركاء السياسيين الاكراد في الولاء للولايات المتحدة ودعم احتلالها للعراق، بدأوا يتراجعون عن تأييدهم للفيدرالية، وينأون بأنفسهم عن الاجندة الكردية الخفية الكامنة خلفها، كما ان بول بريمر الحاكم الامريكي في العراق لم يعد متحمساً بالقدر نفسه لهذه الفيدرالية.
قراءة القيادة السياسية الكردية للتفاعلات الاقليمية بعد احتلال العراق، كانت قراءة خاطئة وقصيرة النظر، ويمكن ان ترتد علي شكل مجازر دموية للاكراد اعنف من تلك التي واجهوها اثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام اثناء حرب الانفصال.
تحذيرات الجيش التركي المناهضة للفيدرالية ستقلب كل المعادلات الاقليمية، وهي بمثابة الضربة القاضية لطموحات الاكراد. فعندما تجد الادارة الامريكية نفسها بين اختيار تركيا الحليف القوي والمخلص، وبين الحليف الكردي الصغير والضعيف، فانها قطعاً ستختار تركيا.
ولن يكون مفاجئاً اذا ما ضحت امريكا بأصدقائها الاكراد لصالح ارضاء الاتراك، والشيعة والسنة في العراق ايضاً، وعلي أي حال هذه ليست المرة الاولي التي تتخلي عنهم، والاكراد يعلمون حقائق التاريخ الحديث جيداً
(!الاكراد والاسلوب (الحضاري
علي كركوكلي
مرة اخرى يكشف الاكراد مدى حقدهم على الشعب التركماني الذي يقف بالمرصاد لمخططاتهم الانفصالية والاستهتار بحقوق المواطنة وعدم احترامهم الرأي الآخر...
لقد طل علينا احد الاكراد الذين أعمت عيونهم النزعة الشوفينية الحاقدة على كل ما هو ليس كردي في مقالة ((ستقام دولة كردستان شئتم ام أبيتم)) للشوفيني عبد القادر كركوكي... وكركوك منه براء...
لقد كشف هذا الحاقد على الشعب العراقي عامة والشعب التركماني خاصة حقيقة ما يخفون او يحاولون اخفاء حقيقة توجههم نحو الانفصال ومسح باقي القوميات غير الكردية!!!
لقد بدأ قناع الفدرالية والعراق الواحد وشعار الديمقراطية وحقوق الشعوب الاخرى تتساقط وتنكشف الحقائق المستورة تحت الشعارات الزائفة التي يدعون بها.. هكذا وبكل وقاحة يظهر الاكراد ضغينتهم واهدافهم وحقدهم الاعمى... وبهذه الكلمات الساقطة والاسلوب العنتري المقزز.. انه يعكس باسلوبه حقيقة الاكراد ومستواهم (الحضاري) (...).
أنا كتركماني وأفتخر كوني تركمانيا... أفتخر بتأريخي العريق الذي يمتد للالفية الاولى... يمتد الى الدول التي اسسها اجدادي التركمان في فجر التاريخ.. أفتخر بالدولة السلجوقية والاتابكية ودولة الخروف الابيض(آق قويونلو)
ودولة الخروف الاسود(قارا قويونلو) قبل عصور من قيام الدولة العثمانية وبعدها الدولة التركية ومؤسسها مصطفى كمال آتاتورك الذي يسمينا كاتب المقالة والاكراد الشوفينيين باننا ايتامه...
نعم نحن التركمان نفتخر بتاريخنا (...)..
نعم لدينا حضارة مشهودة وأرض ووطن (...)... ألآن استقويتم واصبحت لديكم الجرأة بطرد التركمان من ارض آبائهم واجدادهم؟؟؟ وان شائت فئة التركمان هذه فالباب يسع (أبقارا و جمالا) فليذهبوا من غير رجعة الى ملاعب صبا هولاكو الاعرج وتيمور الاعور
سيقول الكاتب انه لم يقصد كل التركمان لان هناك احزاب تركمانية كارتونية للاسف على غرار ما فعل استاذهم صدام من قبل من شراء الذمم ومنها بالترغيب او الترهيب لكي تصدر هذه الاحزاب الكارتونية بيان تاييد للاكراد بالفدرالية وحتى بالدولة المستقلة ان شاؤوا... وينسى او يتناسى ان ۹۰% من التركمان يمثلهم الجبهة التركمانية والدليل الانتخابات التي جرت مؤخرا في مدينتهم كركوك التركمانية في ظل اجواء من الديمقراطية التي تفتقدها الاحزاب الكردية الصهيونية
هكذا وبهذا الاسلوب الغير حضاري (ومن اين لهم الحضارة..!).. ان ثقافتنا كتركمان وحضارتنا واسلوبنا المتمدن يمنعني ان ارد على مثل هذه الترهات من باب متاركة السفيه بلا جواب...
(...) والشواهد كثيرة..