(عمر علي بطل (١٩١٠ - ١٩٧٤
معركة جنين في فلسطين عام ١٩٤٨
سيرة حافلة بالمآثر والمواقف المشرفة واأخلاق والمزايا الكريمة تلك هي سيرة أحد أبرز القادة العسكريين التركمان في العراق ,وهو اللواء الركن عمر علي بكر آغا هذا الرجل العظيم الذي أفنى شبابه في ميادين القتال وفي أداء واجباته العسكرية والأدارية وخدمة بلاده العزيزة .
كان عمر علي باشا يمتاز بصفات نبيلة فهو كريم النفس عفيف اليد جاد في القول مخلص في العمل لهبين الناس مكانة محترمة وسمعة طيبة وشخصية كريمة محبوبة والفقيد غني عن التعريف ويكفينا أن نقول عنه أنه بطل معركة جنين التي لقن فيها الصهاينة درساً لن ينسوه ابداً . ولم يكن يخاف الموت وكان يبث في ضباطه وجنوده الروح العسكرية والطاعة وحب الوطن ويخلق فيهم روح التضحية والفداء وكان لايعرف البغضاء , فهو صديق لكل أنسان يحب مساعدة الجميبع..
عرفته عام ١٩٦٧م أثناء حضوره وشقيقه مدير الشرطة المتقاعد فاضل علي حفلة تأبينية مرور أربعين يوماً على وفاة شاعر التركمان الأول الحاج محمد صادق ألذي أقيم في شهرآب من السنة نفسها في جامع الشيخ محمد حسام الدين بن عمر شيخ الطريقة القادرية في كركوك آنذاك..
وبحضور جمع غفير من الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين ووجهاء التركمان ومن بينهم الأديب الشاعر علي معروف أوغلو والشاعر الراحل عزالدين عبدي بياتلي والشاعر الراحل محمد عزت خطاط والأديب مولود طه قاياجي والأديب الراحل حسن عزت جارداغلى وكاتب هذه السطور وآخرين معهم..
ولد اللواء الركن عمر علي في مدينة كركوك عام ١٩١٠م من أبوين تركمانيين وينتسب إلى عائلة البيرقدار التركمانية وهي من الأسرالعريقة في كركوك وفيها نشأ ودرس ودخل الكلية العسكرية عام ١٩٢٨م وكان من بين زملاءه الأمير فيصل الأول ولي العهد..
تخرج ومنح رتبة ملازم ثان في الجيش العراقي عام ١٩٣١م وعين بمنصب آمر فصيل في الفوج السابع مشاة , أشترك بدورة الحروب الجبلية في وزيرستان بالهند عام ١٩٣٤م وبعد عودته الى الوطن عين بمنصب معلم رشاشة فيكرس في مدرسة الأسلحة الخفيفة ثم نقل ألى منصب آمر فصيل في الكلية العسكرية عام ١٩٣٦م .دخل كلية الأركان في دورتها الخامسة عام ١٩٣٧م وتخرج بدرجة ممتاز عام ١٩٣٩م حيث تدرج بمناصب الركن في التشكيلات والفرق إلى أن تم تعيينه بمنصب آمر الفوج الثاني اللواء الخامس عام ١٩٤٥م وهو برتبة مقدم ركن فشارك مع فوجه في حرب فلسطين عام ١٩٤٨م ودحر العصابات الصهيونية التي كانت تحاصر حامية القوات العراقية في جنين وطهر مدينة جنين وقد تكبد العدو الصهيوني جراء ذلك خسائر كبيرة في الأرواح ثم قاد فوجه في هجوم ثان فور آنتهاء الهدنة الأولى في تموز ١٩٤٨م وتمكن من تطهير أكثر من أثنتي عشرقرية عربية من فلول العدو ووصل الى ضواحي مدينة العقولة إلا أن فوجه سحب إلى نابلس ليكون أحتياطا عاماً للجيش العراقي بأمر القيادة العامة وهو بطل معركة جنين وكفر قاسم والتي لازالت الجماهير الفلسطينية تتذكر مواقفه في معارك جنين وكفر قاسم وليس هناك مواطن لايتذكر أسمه إل بالفخر والأعتزاز وحين عرفت القيادة العميلة للجيوش العربية آنذاك والتي كان على رأسها الأنجليزي كلوب الذي رأى أن الجيش العراقي قد بدأ يهدد بنسف الخطة التي وضعها والتي ترمي الى عدم تجاوز حدود التقسيم التي أتفق عليها سلفاً ..أبرق إلى نوري السعيد رئيس الوزراء الأسبق يخبره ان عمر علي لاينفذ أوامر القيادة وأن على الحكومة العراقية أن توقفه عند حده حيث أنه حاول عدم الأعتراف بالهدنة الأولى في ١١/٦/١٩٤٨م والثانية في ٤/٧/١٩٤٨م فأبرق إليه نوري السعيد يهدده ويطلب إليه الألتزام بأيقاف أطلاق النار وفعلا تم إيقاف أطلاق النار في ١٨تموز١٩٣٨م ..وتم سحب الجيش العراقي إلى خطوط الهدنة الثانية وبعد تسليم الجيوش العربية بأمر من الملك عبدالله ملك الأردن أنذاك لمدينتي اللد والرملة وتعرض الجيش المصري للهزيمة بقي الجيش العراقي الباسل في منطقة المثلث محافظا على الموقع التي سيطر عليها لتجري بعد ذلك مؤامرة الملك عبدالله ضد الجيش العراقي الذي أنسحب بأمر من الوصي عبدالأله وكان عمر علي قد أثبت كفاءة عالية في قيادته لقطعات الجيش العراقي وجراءة أكتسبته حب جنوده وحب الجماهير الفلسطينية وأرعب بجرأته ,وإندفاعه البطولي الأعداء الصهاينة بما دفعهم الى الأعتراف بقدرته وكفائته القتالية فقد قال عنه موشي ديان وزير الحرب الصهيوني السابق وكان يومها قائدا للعمليات الصهيونية في القدس (لو أن القدس كانت ضمن مسؤوليات عمر علي لما بقي واحد منا فيها)..
وفي عام ١٩٤٩م عين عمر علي آمرا للواء الخامس ثم آمراً للكلية العسكرية في كانون الثاني ١٩٥٤م كما وانتدب عمر علي بمنصب محافظ السليمانية من عام ١٩٥٥م وحتى عام ١٩٥٧م وحيث جرت ترقيته إلى رتبه لواء ركن وعين بمنصب قائد الفرقة الأولى في الديوانية وقاد تمرين الصحراء من الرمادي الى الحدود العراقية الأردنية قبيل ثورة ١٤تموز ١٩٥٨م وكان حكم التمرين عبد الكريم قاسم الذي أصبح بعد الثورة قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء حتى القضاء عليه في الثامن من شباط عام ١٩٦٣م ..أحيل المرحوم عمر علي على التقاعد وجرت محاكمته أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة (محكمة الشعب –محكمة المهداوي )حيث حكم عليه بالأعدام لعدم أطاعته الثورة ثم أبدل حكم الأعدام بالسجن سبعة سنوات قضى منها ثلاثاً وأطلق سراحه عام ١٩٦١م..
توفي في عام ١٩٧٤م في حادث أصطدام سيارته التي كان يقودها في طريق الرمادي - الرطبة أثناء عودته من تركيا.. ودفن في مقبرة التكارته في كركوك لقرابته إليهم عن صلة جدته بتكارته كركوك وقد تركت وفاته المفاجئة لوعة ,اسى كبيرين لدى الأوساط التركمانية خاصة والعراقيين والعربية والفلسطينة عامة..
عرف عن عمر علي ولعه الشديد بالعسكرية وحرصه على الألتزام بالضبط وشدته في التدريب وإلتزامه بأحترام المافوق..
وفي خزانة الأستاذ العميد الركن المتقاعد صباح علي غالب شقيق العقيد الركن المتقاعد سكرتير الضباط الأحرار وهو من سلالة تركمانية أصيلة مذكرات عمر علي في حرب فلسطين..لغرض تقييمه وإخراجه في كتاب لأغناء المكتبة العراقية والعربية بخصوص قضيتنا الكبرى فلسطين العزيزة ولازلنا في أنتظار طبعه منذ مدة عسى أن ترى النور قريبا..
كركوك
المصادر والهوامش
• مقابلة شخصية مع الشاعر الكبير سيد سليمان سيد صديق ترزي/ببغداد بتأريخ ١١/٤/١٩٨٤
• المقاومة : المجلة الناطقة بأسم اللجنة السياسية للثورة الفلسطينية في الغراق بغداد-العدد٧٠ السنة الثانية١٠ أيلول ١٩٨٤
• العراق الشمالي :تأليف محمد هادي الدفتر وعبدالله حسن-بغداد١٩٥٥