ألف مبروك للجبهة التركمانية العراقية وللعيد القومي التركماني
عاصف سرت توركمان
يرجع تاريخ ظهور التركمان على صعيد الساحة السياسية العلنية الى العقود الثلاثة الاخيرة من القرن الماضي حيث مارست معظم الاحزاب الوطنية والتنظيمات السياسية التركمانية نشاطاتها السياسية داخل العراق بصورة سرية ومحدودة وذلك نتيجة للكبت السياسي الذي مورس بحق التركمان من قبل النظام البائد واتباع سياسة الترهيب والقتل والتشريد والتهجير وتخريب القرى والمناطق التي استوطنها التركمان قبل ألاف السنين، هذا بالاضافة الى الضغوط الامنية وفرض الرقابة الشديدة على قادة التركمان والنشطاء السياسيين بعد أن أعدم النظام العشرات منهم وبتهم زائفة. ونتيجة لهذه السياسات التعسفية استطاع النظام فرض سيطرتها الكاملة على المناطق التركمانية والتي تعتبر من المناطق الغنية بالنفط والبؤرة الاساسية للنزاعات والاختلافات ما بين الاطراف المهيمنة للسيطرة على مواردها. واستطاع النظام البائد من زرع أوكار التجسس في كافة المناطق التركمانية وذلك لمراقبة تحركات التركمان، كما ان سعة مناطق تواجد التركمان وعلى طول الشريط الجغرافي الممتد من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي من العراق ابتداء من قضاء تلعفر الى مندلي والعزيزية وانتشارها بين محافظات الموصل وأربيل وكركوك وصلاح الدين وبغداد وديالى وواسط سهلت للنظام البائد فرصة فرض الهيمنة الكاملة على هذه المناطق مما أدى الى التقليل من النشاط السياسي للتركمان والتحرك بأمان. ولكن بعد انتظار لم يدم طويلا مارست الاحزاب الوطنية التركمانية نشاطاتها السياسية وبصورة علنية على الساحة الاقليمية والدولية حيث تم تشكيل العديد من الاحزاب والمنظمات التركمانية الاخرى والتي تطالب بالحقوق القومية المشروعة التي اغتصبت أبان الحرب العالمية الاولى طوال ثمانية عقود ونيف.
كانت الاحداث تتطور بسرعة في شمال العراق مع ازدياد التوتر وخطورة الموقف مما أوجبت الى فتح مقرات ألاحزاب التركمانية وبصورة علنية في مدينة أربيل، وبما أن أهداف معظم الاحزاب التركمانية جميعها تصب في بودقة واحدة ألا وهي خدمة وحماية مصالح الشعب التركماني في العراق والمطالبة بكافة الحقوق القومية والسياسية والثقافية للتركمان والعمل على تحقيق هذه الاهداف في الساحة الدولية أوجبت تأسيس الجبهة التركمانية العراقية لتجمع تحتها الاحزاب والمؤسسات التركمانية لتمارس نشاطاتها وبصورة أكثر فعالية. وقد تم تحقيقها فعليا وذلك بتاريخ ۲٤ نيسان من عام ۱٩٩٥م والتي اعتبرت من مدينة أربيل مقرا مؤقتا لها.
عملت الجبهة التركمانية العراقية منذ تأسيسها على تمثيل التركمان في الساحة الدولية والميادين الاخرى والمطالبة بالحقوق المشروعة للتركمان محترمة حقوق كافة القوميات والطوائف العراقية الاخرى والعمل على تطبيق الديمقراطية مع الحفاظ على التكامل السياسي والحفاظ على وحدة الاراضي العراقية والوقوف ضد كل من يحاول تجزئة العراق حيث حققت الجبهة التركمانية العراقية نجاحا باهرا في شتى المجالات من خلال المؤتمرات والندوات المنعقدة في كل من أربيل وتركيا وأمريكا وانكلترة وسائر الدول الاخرى بعد أن كسبت ثقة ودعم الشعب التركماني بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة بعد أن بدى للعراقيين حقيقة النوايا الوطنية للجبهة التركمانية وما تتحمله من الاعباء الثقيلة في الوقوف ضد التجزئة وتشتيت الصف الوطني العراقي.
فبعد أنعقاد المؤتمر الاول للجبهة التركمانية العراقية في مدينة أربيل في السابع من تشرين الاول من عام ١٩٩٧م ومؤتمرها الثاني في ۲۲ من تشرين الثاني من عام ٢۰۰۰م استطاع التركمان وفي جو يسوده الديمقراطية والاخوة أن يعقدوا مؤتمرهم العام في مدينة كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية حيث تم انتخاب رئيسا جديدا للجبهة الوطنية العراقية مع انتخاب أعضاء مجلس التركمان والذي يضم نخبة من الشخصيات التركمانية من المحافظات التي يتواجدون فيها ليوحدوا صفوفهم لخدمة قضيتهم العادلة والتي حرموا منها قبل الحرب وبعدها كما حرموا من التمثيل الشرعي في مجلس الحكم الانتقالي العراقي وفي توزيع الحقيبة الوزارية ومجالس المحافظات الاخرى، حيث كان استبعاد التركمان من المحافل السياسية واضحا وباعتراف من القوى السياسية والتي تدير البلاد، وذلك لغرض في نفس يعقوب. وحضر في المؤتمر التركماني العام في كركوك رؤساء الاحزاب التركمانية والجمعيات والتشكيلات والشخصيات التركمانية السياسية والمستقلة من داخل وخارج العراق دعما منهم في انجاح المؤتمر، كما شهد المؤتمر أيضا حضور أعضاء بارزين في قوى التحالف وبعض الاحزاب العراقية الاخرى وحضور العشائر العربية دعما منهم للقضية التركمانية والتي تناضل من أجل الحفاظ على وحدة العراق.
لقد عملت الجبهة التركمانية العراقية منذ تأسيسها على مساعدة جميع الفئات العراقية في المنطقة الامنة سابقا وفي مناطق مختلفة من العراق حاليا بغض النظرعن الانتمائات القومية والدينية والطائفية والمذهبية حيث قدمت هذه المساعدات في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والطبية والانسانية. وكما أن لممثليات الجبهة التركمانية خارج العراق الدور البارز في ايصال القضية التركمانية الى المحافل الدولية متكاتفة مع الجمعيات والمراكز التركمانية الاخرى في البلدان الاوربية وكندا وأمريكا واستراليا بعد أن اتحدت واٍنضوت تحت مظلة الجبهة التركمانية العراقية.
يعتبر السابع من تشرين الاول عيدا قوميا تركمانيا حيث يحتفل التركمان بهذا اليوم مفتخرين ومعتزين بجبهتهم منتظرين ولادة الحكومة العراقية الجديدة التي تحترم حقوق الانسان ليشارك في حكم العراق كافة القوميات العراقية من العرب الاكراد والتركمان والاثوريين ولتعيش كافة القوميات العراقية الاخرى في أخوة وسلام وعلى أرض السلام.