إنقسام غير مقبول لدى الحركات التركمانيه ذات التوجه القومي
بعد تردد حسم التركمان خيارهم وقرروا الدخول فى لعبة الإنتخابات العراقيه على إعتبار أن المغامره وتجربة الدخول لن تكون بأى حال من الأحوال أسوأ من الإنزواء والإبتعاد وترك الساحه للقوى المعاديه ، وعلى الرغم من التحفظات الكثيره حول الظروف التى تجرى فيها الإنتخابات والإنتقادات الموجهه لقانون الإنتخابات العراقي وظروف إجراء تلك الإنتخابات وهيمنة قوى الإحتلال على مجريات الأمور وعدم رغبة تلك القوى فى أى صعود للقوى الوطنيه ودعمها اللامحدود لعملائها المعروفين بعدائهم الشديد للقوميه التركمانيه إلا انهم قرروا خوض التجربه بحلوها ومرها فالتردد وغياب روح المغامره كان أهم الأسباب فى تخلفهم عن ركب الحياه السياسيه فى عراق الماضى على مختلف عهوده وأنظمته ، فضلا عن أن التركمان لم يكن لهم خيار أو فرصه للمفاضله أو الإعتراض لأن أعداءهم متحفزون وعلى أهبة الإستعداد لشغل مكانهم وملىء الفراغ الناشىء عن غيابهم وإبتلاع كركوك العزيزه على قلب كل عراقى وتركماني ، ولأجل تجنب هذه المحاذير ودفع تلك المخاطر غامر التركمان بخوض إنتخابات غير مأمونة العواقب ولا تتمتع بالقدر الأدنى من الضمانات .
وكان أحباء التركمان يأملون فى أن يخوض التركمان الإنتخابات بقائمه واحده موحده تعبر عن ضمير وروح ووحدة هذا الشعب المظلوم وكتبوا وكتبنا معهم نناشد كل الأفاضل من قيادات العمل السياسى التركماني أن يتركوا التنافس الحزبي الضيق وينطلقوا إلى ساحات أرحب من العمل التركماني المشترك خصوصا فى هذه الفتره المصيريه من عمر الأمه التركمانيه إلا اننا فوجئنا بإنقسامات فى الموقف التركماني بعضها يمكن قبوله والبعض الآخر لايمكن قبوله بأى حال من الأحوال ، وعلى سبيل المثال فإننا كنا قد كتبنا نناشد إخواننا فى الإتحاد الإسلامي لتركمان العراق والجبهه التركمانيه العراقيه أن يعملا سويا من اجل وحدة الصوت التركماني خصوصا وأن الإنتخابات على الأبواب وبالفعل جرت لقاءات وعقدت مباحاثات بين الطرفين إلا أننا فوجئنا فى نهاية الأمر بدخول الإتحاد الإسلامي لتركمان العراق وحركة الوفاء لتركمان العراق الإنتخابات على قائمه عربيه خالصه وهى قائمة الإئتلاف العراقي الموحد ، وعلى الرغم من التحفظات الكثيره على هذا النهج إلا أنه وللحقيقه لايخلو من فوائد للتركمان ، فعلى الرغم من ذوبان حزبين تركمانيين يمثلان أقليه فى قائمه عربيه خالصه وتوجيه أصوات تركمانيه لإنتخاب قائمه عربيه هى بالأساس ليست بحاجه لهذه الأصوات بل ومن المتوقع ان تحوز اغلبية أصوات الناخبين فى تلك الإنتخابات ، إلا أنه بات من المؤكد ومن الآن حصول التركمان على أربعة مقاعد من مقاعد البرلمان المقبل وهى نسبه تتراوح مابين ١,٥ و۲٪ من عدد مقاعد البرلمان نظرا لوضع أربعة شخصيات تركمانيه من حزبي الإتحاد الإسلامى وحركة الوفاء فى موقع متقدم بتلك القائمه العربيه ، ولو إستطاع هذين الحزبين التركمانيين إستخدام طريقة المناوره السياسيه بإعطاء الضوء الأخضر لناخبيهم بإعطاء أصواتهم لقائمه تركمانيه معينه بعد أن ضمنوا أربعة مقاعد من مقاعد البرلمان المقبل لحقق التركمان إنتصارا قوميا قويا قد يدفع عنهم خطر التهميش والإقصاء الذى تسعى بعض القوى لفرضه عليهم فضلا عن تمكينهم من إقرار حقوقهم المهدوره فى الدستور الدائم المزمع وضعه من قبل البرلمان المنتخب .
بيد أن الغريب والغير مقبول هو الإنقسام الذي ظهر وعلى حين غره فى الأوساط القوميه التركمانيه وظهور الحركة القوميه لتركمان العراق كحركه منافسه لجبهة تركمان العراق التى كانت تعد أكبر وأقوى الحركات التركمانيه ، ورغم إخلاص وصدق نوايا القائمين على الحركه القوميه لتركمان العراق وعدم وجود أى شبهه فى منطلقاتهم القوميه والوطنيه إلا أن هذا الظهور المفاجىء وفى هذا التوقيت الحرج أثار الدهشه بل والصدمه لدى تركمان العراق إذ أن الوقت غير مناسب لبروز أى تمايزات أو إختلافات حزبيه لأن الأمه التركمانيه تمر بحالة مخاض متعسر وليست بحاجه إلى أى إنتكاسات قد تعوق مسيرتها او تقدمها نحو اهدافها العليا ، وعلى الرغم من إيماننا جميعا بوجود هذه الإختلافات والتمايزات بل وبضرورتها إلا أن الوقت لم يكن مناسبا الآن لمثل هذه الإختلافات الحزبيه الضيقه التى من الممكن ان تضيع الفرصه التاريخيه على الشعب التركماني فى نيل حقوقه .
وبقى أن نعبر عن الأمل فى ان يتجاوز الشعب التركماني بروح ابنائه المشبعه بروح الإيثار والتضحيه هذه الأزمه وأن يتدارك القائمين على الحركه القوميه لتركمان العراق ـ وهم على مانعلم ـ من أفاضل أبناء الشعب التركماني هذه الكبوه بأن يوحدوا صفوفهم خلف رايه تركمانيه موحده ومنظمه كى يمكن الوصول بالشعب التركماني إلى شاطىء الأمان وتحقيق مايصبو إليه شعبهم العزيز من الأماني والتطلعات .