لهذه الأسباب سوف يصوت التركمان الشيعه للقوائم التركمانيه
تعرض التركمان (سنه وشيعه) لشتى صنوف القهر والتعذيب وكانت القوميه التركمانيه هى القوميه الوحيده من بين قوميات العراق التى تعرض افرادها إلى القمع الطائفى والقومي معا، وكان التركمان الشيعه من اكثر الفئات تعرضا لظلم الحكومات المتعاقبه على حكم العراق، وقد ادى ذلك الإضطهاد والقهر لظهور مايمكن تسميته بردة الفعل حيث تكونت منذ اعوام الستينات أولى خلايا الحركه الإسلاميه فى منطقه تسعين (ضاحيه بكركوك) وبالرغم من غياب الحركات السياسيه التركمانيه أعوام الستينات و السبعينات وإقتصار النشاطات التركمانيه على الأنشطه الثقافيه المتمثله فى إنشاء نواد وصحف ومجلات ومدارس إلا أنه ومع مطلع الثمانينات برزت إلى الوجود حركة المجاهدين العراقيين كحركه جهاديه بين التركمان الشيعه وتلى ذلك تأسيس الحزب الوطني التركماني والإتحاد الإسلامي لتركمان العراق كحزبين سياسيين يمثلان التوجه القومي والإسلامي لدى التركمان سنه وشيعه. وقد احدث هذا الظهور إرباكا لدى السلطات الحاكمه فى بغداد التى إعتادت على ظهور تلك الأحزاب فى الأوساط العربيه والكرديه فقط فكثفت من قمعها للتركمان وقامت بهدم قرية بشير وأعدمت مايزيد عن مائة شاب من شباب تلك القريه المنكوبه، كما قام جلاوزة النظام بهدم قرية تسعين أو تسين كما ينطقها التركمان وتشريد سكانها البالغ عددهم ٢٥٠٠٠ نسمه وتوقيف وإحتجاز أعداد كبيره من الشباب التركماني، وجرى إعدام أكثر من (١٥٢) شابا فى الفتره من ١٩٨٠ / ١٩٨١ وهو مايعادل ثلث شباب تسعين، وقامت السلطات بمنع آذان التركمان الشيعه وغلق مسجدين على الأقل أحدهما المسجد الرئيسى كما تم هدم عدة مساجد أخرى منها على سبيل المثال مسجد الحاج حسين والكهيه والأفندى والثقلين وكان حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عباس فاضل صادق التركماني أول رجل دين تركماني شيعي من أبناء تسعين يتم إعدامه شنقا من قبل مايسمى بمحكمة الثوره عام ١٩٧٩ لأسباب سياسيه، كما جرى إعدام عدد كبير من قراء القرآن الكريم من كبار السن ومنهم الشهيد مهدى بوياجى (مواليد ١٩١٤) والشهيد ملا عبدالصمد تسينلي (مواليد ١٩٢٨) وقد إهتز المجتمع التركماني لإعدام قارىء القرآن الكريم ملا حيدر البشيرى كون أن المعدوم رجل ضرير وطاعن فى السن ولايجيد اللغه العربيه ليدافع عن نفسه فضلا عن إعدام نجله الشاب ذو الفقار معه.
وكان النظام عادلا فى توزيع ظلمه على التركمان (سنه وشيعه) فأعدم كوكبه من القوميين التركمان منهم المرحوم الشهيد عبدالله عبدالرحمن والشهيد نجدت قوجك ومحمد قورقماز وغيرهم الكثير، وبلغ عدد الشهداء التركمان فى الفتره من ١٩٧٩ /١٩٩١ أكثر من خمسمائة تركماني وخلال ذلك تم إعدام عوائل بكاملها كعائلة الشهيد الحاج على الهادى رؤوف التى أعدم خمسه من أبنائها، كما جرى تسميم وإخفاء آخرين، وكان من بين التركمان أعلى الأرقام من الشهداء (أصحاب الأوراق الخضراء) الذين لم تسلم جثثهم لذويهم.
من كل ذلك يتضح أن التركمان (سنه وشيعه) تعرضوا للتمييز الطائفي والعنصرى وتعرضوا للتهميش والإقصاء بل وللتطهير العرقى ومحاولة محو الهويه والخصوصيه القوميه، وقد أدركت الحركات والأحزاب السياسيه التركمانيه للشيعه والسنه هذه الحقائق منذ نشأتها فعملت على وحدة الصف من أجل تحقيق الأهداف العليا للأمه التركمانيه وقد بدا ذلك واضحا منذ أول ظهور للمعارضه التركمانيه فى مؤتمر بيروت مارس /آذار ١٩٩١ ممثله فى الإتحاد الإسلامى والحزب الوطني وتعزز بعد ذلك حضورهما المشترك من خلال لجنة العمل المشترك ١٩٩١ ومؤتمر فيينا ١٩٩٢ وإجتماعات لجنة شقلاوه وصلاح الدين ١٩٩٢ ومؤتمر صلاح الدين (المؤتمر العراقى الموحد) وقد إستمر هذا التعاون والتنسيق بعد ظهور الجبهه التركمانيه العراقيه للوجود كحركه جامعه للأحزاب ذات التوجه القومي.
وإذا كان التركمان الشيعه ومن خلال تحالفهم مع الأحزاب الشيعيه العربيه قد نجحوا فى الحصول على أربعة مقاعد من مقاعد البرلمان المقبل وبصوره تكاد تكون محسومه سلفا فإن هذه النسبه لايمكن أن تكون بحال من الأحوال معبره عن الثقل التركماني الشيعى الذى يمثل نصف المجتمع التركماني والذى من المفترض أن لايقل تمثيله عن خمسة عشر مقعدا من مقاعد البرلمان الجديد، لذلك فإن التركمان الشيعه مطالبون بان يقفوا مع إخوانهم التركمان السنه من أجل تحقيق أكبر عدد من المقاعد التى يمكن من خلالها إبعاد شبح الماضى وتحقيق الأماني والتطلعات القوميه لتركمان العراق، ومما يعزز هذا الموقف هو إلتزام سماحة المرجع الشيعي الأعلى السيد على السيستاني جانب الحياد وعدم إعلانه التاييد لأى قائمه من القوائم المطروحه على الساحه الأمر الذى لايتعارض مع الإعتقاد الشيعي (بتقليد المرجع) فيما يؤيد.
إن إحجام سماحه السيد السيستاني عن الإنحياز لقائمه من القوائم بإعتبار أن سماحته هو المدافع عن العراق بكل أطيافه قد أعطى إخواننا التركمان الشيعه فرصه ذهبيه للإنتصار لقوميتهم المظلومه المهضومة الحقوق، لذلك أتوقع أن توظف أصوات التركمان الشيعه لنصرة القضيه التركمانيه.