أصرت القوى والأحزاب السياسيه التركمانيه على المشاركه فى الإنتخابات العراقيه بالرغم من سياسة الإجحاف والجور التي تمارسها قوى الإحتلال وذيولها من الأكراد المتصهينين بحق التركمان وبحق مدينتهم التاريخيه كركوك، ورغم إفتتضاح المخطط المرسوم الهادف إلى تقديم تلك المدينه الرمز كهديه أو عربون صداقه ووفاء للجماعات الكردوصهيونيه التي عملت ولاتزال من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجيه للدوله العبريه فى تقسيم وتجزئة العراق إلى دويلات طائفيه وقوميه وجر مواطنيه إلى حروب ونزاعات لانهاية لها، وإغتيال وقتل جميع العناصر الوطنيه والعلماء والعقول العراقيه ممن يمكن أن يسهموا فى نهضة البلاد، وإشاعة عدم الإستقرار فى المنطقه بأسرها وإشعال المنطقه بالحروب والنزاعات الأهليه كي تهنأ الدوله العبريه بالأمن والأمان، ولم يكن مفهوما أو مستساغا ذلك الإصرار التركماني على المشاركه فى إنتخابات بات واضحا للجميع وخصوصا التركمان أنها لن تكون نزيهه أو حياديه بعد أن كشفت قوى الإحتلال عن نواياها الشريره تجاهم وتجاه مدينتهم الرمز كركوك، فما الجدوى من الإنتخابات وقد أعطى من لايملك مدينة هامه وذات وضعيه خاصه مثل كركوك لمن لايستحقونها ليمارسوا فيها إرهابهم وعنصريتهم ويسعوا لتفريغها من سكانها الأصليين وإحلال أكراد غرباء إستقدموا من دول الجوار لتوطينهم فيها، وما الجدوى من المشاركة فى إنتخابات حسمت نتائجها سلفا لصالح هذه القوى العنصريه وبالوثائق المزيفه والتي زادت عن مائة ألف وثيقه، وما الجدوى من الإنتخابات إذا كان هؤلاء المستجلبين وعن طريق التزوير يستطيعون أيضا الإدلاء بأصواتهم فى دهوك وإربيل والسليمانيه وهي المناطق التى تم إستجلابهم منها.
ما الجدوى من إنتخابات وضح أن القائمين عليها لايقيمون أى وزن للمبادىء والمثل، ولايعرفون أي شكل من أشكال الحياد ولايبالون بالصرخات والإستغاثات التي توجه إليهم من التركمان بضرورة تصحيح الأوضاع الخاطئه وإلتزام الحياد تجاه القوى العراقيه المتنافسه.
وماجدوى المشاركة فى تلك التمثيليه الهزليه التى حسمت قبل أن تبدأ يوم أن قررت اللجنه الغير مستقله والغير حياديه والغير عراقيه والمنوط بها عملية قيد الناخبين وبأوامر من قوات الإحتلال قيد مائة ألف شخص أغلبهم ليسوا عراقيين وليسوا من سكان كركوك فى الجداول الإنتخابيه لتلك المدينه تحقيقا لرغبات حفنه من العصابات العميله التى ترغب فى إشاعة الفوضى والذعر بين السكان الآمنيين وممارسة سياسة التطهير العرقي والصهر القومي للقوميات الأخرى عربيه وغير عربيه.
لقد أظهرت التجربه الواقعيه أن الإنتخابات العراقيه تدار من قبل أشخاص غير حياديين لاهدف لهم إلا إيصال حفنة الخدم والعبيد والمطايا إلى سدة الحكم، وتنصيب حكومه عميله بالتزوير المغلف بثوب ظاهري من الديمقراطيه.
إن موقف قوى الإحتلال من التركمان كان معروفا سلفا، وكان ينبغي على التركمان ومعهم القوى العربيه والآشوريين أن يتخذوا موقفا أكثر صلابه دفاعا عن حقوقهم التى يخطط فى واشنطون وتل أبيب لسرقتها، فالحقوق فى العراق الآن تقدر بقدر الولاء للمحتل، ويعلم العالم كله أن التركمان لم يلعبوا يوما دور العبيد العملاء ولن تسمح لهم كرامتهم الوطنيه أن يكونوا مطايا للإحتلال، ومن ثم فليس من المنتظر أن يخوضوا أى معركه شريفه او نزيهه أو حياديه فى ظل قواعد صارمه وضعتها قوى الإحتلال قوامها خيانة الوطن والتآمر على مقدراته وقتل علمائه وقياداته الوطنيه وغير ذلك من الأعمال التي تأباها شيم الكرام وأبناء الوطن الأصلاء.
لقد قررت القوى الوطنيه التركمانيه خوض تلك الإنتخابات رغم ماظهر لها من تجاوزات جعلت المعركه الإنتخابيه داخل مدينة كركوك شبه محسومه لصالح قوى الإستجلاب العنصريه، ورغم أن كركوك بالنسبه لمواطنيها الأصلاء من التركمان والعرب والآشوريين هى رمز كرامتهم وعزتهم الوطنيه، فإنه وبسيطرة عملاء الإستعمار ومطايا الصهيونيه علي كركوك يصير سكانها الأصلاء بلا هويه أو قضيه أو أرض يدافعون عنها، ويصبحوا عرضة للطرد وحملات التطهير العرقي فى أى لحظه.
إننا نحترم قرار القوى والأحزاب التركمانيه فى دخول تلك الإنتخابات الزائفه ولانطالب تلك القوى بتقديم مالديها من مبررات دفعتها لإتخاذ مثل هذا القرار ولكن يجب التنبيه إلى ضرورة أن تسعى تلك القوى والأحزاب لحشد كافة المواطنين التركمان داخل اللجان الإنتخابيه لتقليل نسبة الخساره إلى درجاتها الدنيا، ثم الإستعداد بعد ذلك لخوض معركه قانونيه وإعلاميه وسياسيه لفضح سياسات الإحتلال الراميه إلى دفع القوى العميله والعبيد العملاء لسدة الحكم بوثائق ثبوتيه مزوره، وعلى المحامين التركمان الإستعداد من الآن وتجهيز الطعون ورفع القضايا أمام المحاكم العراقيه والدوليه وتقديم الشكاوى للمنظمات المعنيه بحقوق الإنسان لإظهار مدى الظلم والحيف والجور الذى تعرض له سكان كركوك الأصلاء من قبل شراذم العملاء محترفي تزوير الوثائق والهويات وحجج الملكيه الذين يرومون سرقة المدينه الرمز كركوك وتحويلها إلى مقبره جماعيه لأصحابها الحقيقيين، لايمكن للعرب والتركمان والآشوريين أن يقفوا صامتين فى الوقت الذى غدت فيه المجازر وحملات التطهير العرقى على الأبواب، ولايمكن لأحد أن يرضى بأن يحل العبيد العملاء مطايا الصهيونيه محل المواطنين الأصلاء فى مدينه يعلم الجميع بأنها مدينه عراقيه ذات خصوصيه تركمانيه.
مبروك للعراقيين عرس الديمقراطيه.. وعظم الله أجرهم فى كركوك
على الرغم من التحفظات الكثيره المثاره حول الإنتخابات العراقيه، والشكوك والدلائل على عدم مصداقية الإداره الأمريكيه فى إقامة نظام ديموقراطي فى العراق، وسياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها الولايات المتحده فى سياستها الخارجيه ليس فقط فى شأن إسرائيل والفلسطينيين، وإنما أيضا فى تعاملها مع القوى العراقيه المختلفه على الساحه العراقيه، وسعيها من أجل التمكين لعملائها المعروفين على حساب بقية الطوائف والقوميات العراقيه الأخرى.
وعلى الرغم من أن الناخب العراقي ولأول مره فى تاريخ العراق الحديث بل وعلى مدار التاريخ العربي المعاصر أمكنه التنفيث عن نفسه وإختيار الإتجاه السياسي أو القومي الذى يرتضيه لرسم مستقبل بلاده، نقول على الرغم من كل هذا فإن صورة الإنتخابات العراقيه ليست مثاليه على النحو الذى تحاول الولايات المتحده وجوقة الإعلام التابع لها تصويرها، وهناك الكثير من المثالب والأخطاء والمؤامرات التى سبقت وتزامنت مع إجراء الإنتخابات تؤكد على أن الولايات المتحده كانت تدفع بالأحداث فى إتجاه معين وبما يخدم قوى سياسيه وقوميات معروفه من المأمول أن يكون لها دور مرسوم فى خدمة المخططات الأمريكيه فى العراق والمنطقه فى المستقبل المنظور.
وقد وضح بجلاء أن اللعبه الأمريكيه تقوم فى وسط وجنوب العراق على تهميش السنه وإن كانت تحاول الإيحاء بأن السنه هم الذين أختاروا لأنفسهم الإنكماش والإنزواء، و فى ذات الوقت لتهميش الشيعه عن طريق مساعدة تيار شيعي معين يمثله رئيس الوزراء إياد علاوي ومحاربة قائمة الإتلاف العراقى الموحد التي تحظى بمباركة المرجعيه وإن لم تقو الولايات المتحده الأمريكيه على إعلان تلك الحرب لقوة تيار المرجعيه فى الشارع العراقي وإنما إكتفت بالضرب تحت الحزام وفى سريه تامه، وسوف تثبت لنا الأيام القادمه تلك التوقعات خصوصا بعد أن سربت المفوضيه العليا الغير مستقله بعض نتائج فرز عينات مركز إنتخابي واحد بمدينة البصره وكانت المفاجأه هي وجود تقارب فى عدد الأصوات مابين قائمة الإتجاه العراقي الموحد وقائمة علاوي الأمريكيه!!! وما هذا الإعلان عن تلك العينه إلا تمهيد لما هو آت.. وحتى لايفاجىء إخواننا العراقيين بالنتائج المزيفه والتى يجري طبخها فى المطبخ الخلفى خلف الجدر المحصنه، وقد أعطت المفوضيه العليا للإنتخابات لنفسها فسحه من الوقت قدرتها بعشرة أيام حتى يمكن عرض النتائج على الرئيس بوش وإجراء المداولات ورسم الصوره النهائيه للنتيجه.
وبصرف النظر عما جرى قبل الإنتخابات من تجاوزات تمثلت فى تعيين غالبية الموظفين المنوط بهم الإشراف على الإنتخابات من العناصر الكرديه المواليه للإحتلال مع قله عربيه شيعيه لاحول لها ولاقوه أو تكليف الحرس الوطني والبشمركه بأعمال الدعايه الإنتخابيه وتعليق اللافتات المؤيده لإتجاهات معينه معروفه بعمالتها للولايات المتحده، وما حدث اثناء الإنتخابات من وضع الحواجز والعراقيل أمام الناخبين وإجراء عملية الإقتراع داخل قلاع محصنه لايدري أحد مايدور فى داخلها، فإن من الواضح أن ماجرى ويجرى يصب جميعه فى خانة خدمة عملاء الولايات المتحده الأمريكيه ويفصح بجلاء عن المأزق التى أوقعت نفسها فيه وهى المعروفه بصناعة ودعم الديكتاتوريه فى العالم العربي ورعاية الأصنام العربيه بلا إستثناء عندما بررت غزوها للعراق برغبتها فى إقامة نظام ديمقراطي ليحل محل النظام الديكتاتوري السابق، ونظرا لأن الديمقراطيه لايمكن أن تفرز قوى صديقه للولايات المتحده فلم يكن أمامها من بد سوى دعم القائمه العراقيه العميله فى الخفاء ودون إستفزاز الجماهير العراقيه التى يدعم غالبيتها قائمة الإتلاف العراقي الموحد.
وإذا كانت سياسة الولايات المتحده الأمريكيه قد سارت فى جنوب العراق ووسطه على تهميش السنه والشيعه على حد سواء ودعم القوى العميله على نحو ما أوضحنا، فإنها ايضا قد إتبعت ذات السياسه فى شمال العراق وبصوره أكثر شراسه، إذ عمدت إلى تقديم دعمها اللامحدود للقوى الكردوصهيونيه العميله مقابل إضعاف وإجهاض أى محاوله للعرب أو التركمان أو الآشوريين لإستعادة حقوقهم السليبه أو تعميق وإقرار حقوقهم القوميه بما فيها حقهم فى مدينة كركوك التى تعد بمثابة الرمز لكل الأطياف العراقيه، وجندت كل قواها بما فيها الجيش الأمريكي لضرب القوميات التى من الممكن أن تضعف هيمنة الجماعات الكردوصهيونيه على شمال العراق، وما كان العدوان الأمريكي الغاشم والتدمير الشامل لتلعفر الخاليه تماما من الوجود الكردي إلا فصلا من فصول هذه المهزله الأمريكيه وتمهيدا مكشوفا لما سيحدث فيما بعد من حرمان تام لأهالي تلعفر من التصويت حتى لايقلب الثلاثمائة ألف تركماني ميزان القوى الذى تسعى قوى الإحتلال لجعله دائما فى صالح القوى العميله كرديه وعربيه.
ولسنا بحاجه إلى تكرار الحديث عن قيام المفوضيه العليا للإنتخابات بقيد مايزيد عن مائة ألف كردي فى السجلات الإنتخابيه لمدينة كركوك بوثائق مزوره، وماتبع ذلك يوم الإنتخابات من قيام قوات الإحتلال ومعها الحرس اللاوطني والبشمركه سيئة الصيت بعمليات إرهاب للمواطنين التركمان من أجل منعهم من التوجه للمقرات الإنتخابيه أو الإعتداء عليهم لمنعهم من التصويت أو طبع الأوراق الإنتخابيه خاليه من القوائم التركمانيه أو إقتحام بعض المراكز الإنتخابيه للمناطق ذات الكثافه التركمانيه وسرقة الأوراق الإنتخابيه منها ليتثنى ملؤها فيما بعد لصالح القوى العميله أو الإعتداء على ممثلي الشعب التركماني، وغيرها الكثير من الحوادث الموثقه كحادث الإعتداء على مصور الفضائيه التركمانيه الذى قام بتصوير بعض أعمال تزوير واسعه فى أحد المراكز الإنتخابيه ذات الكثافه الكرديه وقيام أشاوس الحرس اللاوطنى بالإعتداء عليه ومصادرة الكاميرا بما تحويه من دليل على التزوير، وقيام القوات الأمريكيه والميليشيات العميله بفرض الحصار على منطقة الحويجه فى كركوك لمنع سكانها العرب من الخروج للإدلاء بأصواتهم فى أهم حدث لتقرير مستقبل مدينتهم وبلدهم، فهذه الحوادث جميعها غدت معروفه للعيان وهى تفضح نوايا قوى الإحتلال فى تهميش وإقصاء القوى الوطنيه ومساندة القوى العميله.
من كل ذلك يتضح إتجاه الإداره الأمريكيه لتزييف الإنتخابات لصالح القوى العميله وإبعاد القوى الشيعيه والسنيه والقوميات ذات التوجه الوطني والداعيه لفك الإرتباط مع قوى الإحتلال وأن ماجرى فى العراق يوم الإنتخابات لم يكن بالصوره التى حاولت جوقه الدعايه الأمريكيه أن تصوره بها، لأننا لايمكن لنا ان نتجاوز الأحداث أثناء الإنتخابات والطريقه التى اديرت بها العمليه الإنتخابيه والأشخاص الذين أنيط بهم
الأشراف عليها، ولايمكن لنا ان نغفل أن الإنتخابات قد جرت خلف قلاع محصنه ولايمكن لأحد الجزم بما جرى ويجرى هناك خصوصا وأن الهيئه التى نيط بها الإشراف على الإنتخابات كانت فى غالبيتها العظمى ذات توجه معين، ومما يزيد من الشكوك هو مدة العشرة أيام التى حددتها المفوضيه العليا لإعلان النتائج النهائيه، فما الداعي لكل هذه المده الطويله!!!
إذن فمجرد سعادتنا بالإدلاء بالأصوات ليست هى لب القضيه لأن الأمر لايقتصر على مجرد إدلاء الناخب بصوته وإنصرافه إلى منزله، فالعمليه أكثر تعقيدا من ذلك، والعبره دائما بالنتائج وعما إذا كان هذا الصوت قد وجه فعليا للتعبير عن إرادة الناخب وصار ترجمة فعليه لمشيئته ورغبته أم لا؟؟؟
إن الواقع المعاش فى العراق يؤكد ان الولايات المتحده الأمريكيه تمارس أقذر الوسائل وأكثرها خسه للتمكين لعملائها فى القائمه العراقيه والكردستانيه وتعقد الصفقات من وراء الكواليس للتمكين لهؤلاء العملاء من الهيمنه على مقدرات البلاد والتحكم فى مصير الأجيال، وليس أدل على ذلك مما تكشف مؤخرا من مراسلات بين رئيس الوزراء إياد علاوي والسفير الأمريكي والبريطاني بشأن تكريس أوضاع معينه فى كركوك تخدم العصابات الكردوصهيونيه، ويؤكد على إتفاق هذه الأطراف على التضحيه بمصالح العراق وقومياته المختلفه لخدمة الأهداف العنصريه للجماعات الكرديه المتصهينه والعميله، ويمكن للقارىء العزيز مراجعة نص الرسائل المتبادله بين علاوى والسفيرين الأمريكي والبريطاني على الروابط أدناه.
إننا نهنىء الشعب العراقي من كل قلوبنا بتجربته الفريده، وإن كان يجب علينا أن ننبه إلى ضرورة عدم الإفراط فى التفاؤل وضرورة توخي الحذر، والتعويل على النتائج وليس على علملية التصويت
مرة أخرى مبروك للعراقيين عرس الديموقراطيه.. وعظم الله أجرهم فى كركوك.