منذ العام ١٩٩١ حيث أعلن الحزب الوطني التركماني عن بيانه
التأسيسي الأول و بأثر رجعي لعام ١٩٨٨ الذي أنشئ فيه
بصورة سرية، وتلاه تأسيس الأتحاد الأسلامي لتركمان العراق في
نفس السنة ١٩٩١ ومرورآ بالعام ١٩٩٧ حيث تأسست الجبهةالتركمانية
وقبلها وبعدها أنشأت العديد من الأحزاب (حزب الوحدة والأخاء -
حزب الوحدة التركماني - حزب الأتحاد التركماني-حزب الشعب
التركماني والى اخره الذي لن يكون له نهاية من التكاثر بطريقة
الأنقسام الذي لا بركة فيه) فأن المتتبع للمشهد السياسي
التركماني يميز وبكل وضوح بروز كتلتين هما الجبهة التركمانية
ممثلة للخطاب القومي العلماني والأتحاد الأسلامي لتركمان
العراق ممثلة للخطاب القومي الديني. ان بروز هاتين الكتلتين
أعطى زخمآ واضحآ في تركيز العمل السياسي على جانبي
الشارع التركماني. أي بعبارة أخرى فأن هاتين الكتلتين كانتا
بمثابة رصيفي الشارع الذين يلاصقانه ويعطيان له الوجه اللائق
به. فأصبح الشارع السياسي التركماني وبما لا يمكن أنكاره
محكمآ من الجانبين برصيفيه المبلطين بأفضل ما يكون، فالسياسي
التركماني الذي لا يؤثر العمل على الجانب العلماني ليس عليه
ألا أن يعبر الى الجانب الثاني حيث العمل السياسي الديني
وأن أراد الأستقلال كليآ عن العمل السياسي فما عليه ألا أن
يسير بوسط الشارع. وهذه صورة مضيئة فعلآ للمشهد السياسي
التركماني ومميزة لها عن كل التجارب القومية داخل الأمة العراقية
حتى مقارنة بالحركتين القوميتين العربية و الكردية الأطولي باعآ وتاريخآ.
ولكن بنظرة تفحصية أكبر نجد وبكل أسف ان هاذين الرصيفين لايكونان
شارعآ تركمانيآ بمعناه الجماهيري الواسع بل بصراحة أكبر فأنهما رغم
متانتهما ودقة التبليط يضمان بين جنبيهما طريقآ وعرآ غير سالك.
أذن هنا نسأل. . . أين الشارع التركماني ؟ ؟ ؟ و أين يقف الأنسان
التركماني من هذا الشارع و من الساحة العراقية عمومآ وأي مسافة
هذه التي تفصله عن ممثليه من الأحزاب والحركات السياسية. وهذا
كله يوصلنا في النهاية الى سؤال جوهري هل أن الغالبية العظمى
من الجماهير التركمانية مهتمة فعلآ بالخطاب السياسي التركماني
وقبل ذلك هل أن هناك تفاعل بين الجماهير والخطاب السياسي؟؟؟
في الماضي القريب كنا بحاجة الى خطاب سياسي واحد و قوي
يستطيع أن يقتحم أجهزة البعث القمعية ليوقظ هذه الملايين الغاطة
في سبات عميق وعقيم. واليوم وقد تخلصنا من الطاغية ونظامه
البائد بفضل خلل أصاب العقل الأمريكي ودفعه للتخلص من أفضل
خدامه في المنطقة أصبحت الخطب كثيرة والخطباء كثيرون
ولكن الحقيقة تقول ما زال التنيين التركماني يغط في سباته العميق.
فاليوم وببساطة أذا أراد أي صحفي مرموق أو مغمور الحصول على
خطاب سياسي تركماني فلن يجد أمامه أي عناء أو صعوبةفي
الحصول على ذلك. فأصحاب الخطب الرنانة كثيرون.
و هنا نسأل أيضآ أين هي الجماهير من تلك الخطب؟؟؟
و عندما يحدث ما يتطلب الأستنكار نجد العشرات من زعماء الأحزاب
وقياديها وممثليها يعلنون بأسم الشعب التركماني وقواه السياسية
المناضلة أستنكارهم وشجبهم لمحاولات تقسيم العراق، وهذا شيئ
جميل ولكن أين هي معاناة المواطن التركماني في هذه الخطابات؟؟؟
و أين نبض الجماهير ولهيب حناجرها الذي يساوي مليون خطاب؟؟؟؟
وأسئلة مثل هذه كثيرة تتخطى المكعبات السياسية المزينة باحثة
عن تضاريس الأنسان التركماني الطبيعية.
أذن بالتأكيد فأن هناك خلل أقل ما يقال عنه خطير ويهد العلاقة النصف
مفصومة بين الجماهير التركمانية وقواها السياسية. والسؤال
هنا أين هذا الخلل بالضبط ؟؟ وما هي أسبابه ومنشئاته؟؟
ولمحاولة الأجابة على ذلك علينا أولآ أن نتفحص الأرصفة السياسية
لأن أحتوائها على أسباب الخلل تكون بنسبة أحتماليةأكبر بطبيعة
الحال من عموم الجماهير
التي ستكون سبب الخلل فيما لو تبين أن الأحزاب السياسية
مضبوطة وبطريقة متخورش المية مثلما يقول المثل المصري.
لست ممن يرجو العثور على الكمال في أي شيئ في العالم
لأن هذا غير موجود، وخصوصآ عندما يتعلق الأمر بتكوينات سياسية.
ولكن في مرحلة خطيرة كهذه التي تمر بها الأمة العراقية عمومآ
والشعب التركماني خصوصآ فأن من الواجب البحث عن أعلى
درجات الكمال لتلك الحركات السياسية التي تعلن ليل نهار أنها
تناضل من أجل الشعب التركماني وأنها الممثل الشرعي والوحيد
عن ثلاثة ملايين أنسان يمرون بأخطر مرحلة تاريخية منذ الحرب
الكونية الأولى ولحد اليوم. والطريق الى الكمال يبدأ من أصلاح
العيوب وينتهي به.
والماثل أمامنا من صورة المشهد السياسي التركماني يبين لنا أن
هناك أخطاء مزمنة ترافق النشاط السياسي التركماني كأفراد
و كأحزاب وبنفس المستوى تقريبآ وهذه مجموعة منها :
١ـ الصراعات الداخلية.
وهي ليست من نوع الصراعات الطبيعية المألوفة داخل أي حزب
في أي بقعة من العالم. فهي ليست لأختلاف الأراء السياسية
أو تضارب وجهات النظر حول الأولويات أو النشاطات أو المقررات أو
غيرها من العمليات السياسية الحزبية. بل هي حصرآ وبأمتياز
حول المناصب والأمتيازات التي يقررها الأعضاء المؤسسون أنفسهم
ثم يعودوا ليتصارعوا على طريقة توزيعها بينهم أو هي من نوع
الأمتيازات التي تجنيها الأحزاب بصورة طبيعية من خلال العلاقات
مع قوى أخرى مساندة للحزب أو مستفيدة من قيامها. وكانت
مثل هذه الصراعات ومع الأسف الشديد واحدة من الأسباب
التي أدت الى خنق الوليد السياسي التركماني الأول في مهده
سنة ۱٩٧٩ (منظمة الديموقراطيين الوطنيين التركمان )
٢ـ التعميد السياسي.
ليس هناك في التاريخ حزب أو حركة سياسية قامت بدون أسناد أولي
كان محفزآ لتنظيم الأهداف العشوائية للكتلة البشرية التي تمثلها
تلك الحركة أو ذلك الحزب وقد يستمر تأثير ذلك المحفز ودعمه تحت
عنوان ألتقاء المصالح مع وجوب أستقلالية الجانب المحفز (بفتح الفاء
المشددة ) ووجوب مراجعتها لماهية هذه المصالح مع أستمرار الزمن
ومقارنتها مع مصالح أكبر قد تجنيها الحركة السياسية من تحالفات
جديدة مع قوى جديدة، وهذه مسألة طبيعية فأي عملية سياسية
بين جانبين مهما كان فارق الوزن السياسي بينهما كبيرآ يجب أن
لا ينتج عنها علاقة صوفية تتمثل دائمآ وبدون تغيير بمريد هائم
وسيد أو شيخ طريقة يجب المواضبة على كسب رضاه دون التفكير
بالمصالح التي ستثمر عن هذا الهيام أو تلك المواضبة. وهذا ما نراه
واضحآ جليآ في علاقة الأحزاب التركمانية العلمانية بتركيا والأخرى
الأسلامية بأيران والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية. فالتعميد الذي
تعودت الأحزاب التركمانية على الأغتسال بماءه في أنقرة وطهران
يجب أن يعاد النظر فيه لأن خارطة القوى العالمية والأقليمية في
تغير مستمر، والشرعية التي يتسابق السياسيون التركمان للحصول
عليه من تركيا وأيران يؤثر سلبآ في رصيدهم من الشارع التركماني
الذي يملك لوحده فقط حقوق منح تلك الشرعية. فالفلاح أو الراعي
أو الشيخ المسن وحتى الطفل الذي يلعب في أزقة كركوك أو تلعفر
أو أربيل أو تازة أو بيشير أو يايجي كل هؤلاء أحق أن تتسابق الأحزاب
التركمانية للتعميد تحت أيديهم المباركة وأخذ الشرعية الحقيقية
الكاملة من سواعدهم وحناجرهم.
٣ـ هشاشة الخطاب السياسي التركماني.
أن الساسة التركمان و على غير المألوف في العمل السياسي
القومي لا يخاطبون الجماهير التركمانية في خطاباتهم
ألا ما ندر بل أن جل خطابهم هو للعالم الخارجي، الوطني داخل
العراق والأقليمي حول العراق من الدول العربية وتركيا
وأيران. وهذه القفزة الخطيرة على الأولويات تتسبب في توسع الخطاب
السياسي على حساب الصوت الجماهيري وهذه بحد ذاتها أشكالية
كبيرة. أن وجود تجاوب أقليمي مع الخطاب السياسي التركماني لا
يعني بأي حال من الأحوال تجاوبآ لصوت الجماهير التركمانية بل أنه
تجاوب ضمن المصالح الأقليمية لهذه الدول، فتركيا أو أيران أو سوريا
أو مصر أو غيرها من الدول الأقليمية لم تفكر بجدية في يوم من
الأيام في الأستماع للخطاب النخبوي السياسي التركماني قبل الحرب
الخليجية الثانية، ناهيك عن عدم الأعتراف بالصوت الجماهيري
المخنوق منذ عقود من الزمن. فحتى لو سلمنا بوجود مصالح تكتكية
مع هذه الدول فأن ذلك لا يبرر تخطي الأولويات الداخلية كما لا يبرر
العلاقة الصوفية كما قلنا والتي تستغلها الأبواق المناهضة لتطلعات
الجماهير التركمانية في تثبيت الحقوق القومية وأولها الفدرالية
للمناطق ذات الكثافة السكانية التركمانية وهذا المطلب الذي
لا نسمعه مع الأسف في أي خطاب سياسي تركماني لا يمكن
تفسيره ألا بالأنصياع لرغبات الدول المجاورة التي تدعي حرصها على
وحدة العراق أكثر من العراقيين أنفسهم. فالفدرالية للمناطق
التركمانية هي واحدة من أقوى الضمانات لوحدة الأراضي العراقية
لمن يريدها موحدة ولذلك يجب أن تكون الفدرالية القضية المركزية
لكل القوى السياسية التركمانية ومحطة الألتقاء الفسيحة مع
الجماهير التركمانية. ألا أنه ومع الأسف الشديد فأن الأحزاب تفعل
عكس المطلوب تمامآ بترديدها كلمات السياسيين الأتراك وغيرهم.
ونعود لنسأل مرة أخرى مالذي حدث بعد ١٩٩۱ ياترى وجعل هذه الدول
ترفع الحظر عن الخطاب التركماني وتبادر الى الدعم المعنوي
وفتح ممثليات للأحزاب التركمانية وأجراء اللقاءات الكارتونية مع
السياسين التركمان.
وأيآ كان السبب فأن ألتقاء المصالح مع الأخرين غنيمة في العرف
السياسي يجب أن تستغل لصالح الجماهير التركمانية لا لنشر
الأعلانات الدعائية للشخصيات السياسية أو الأحزاب.
وأعود لأذكر أن من أهم الأولويات التي كان على السياسيين
التركمان البدء بها بعد التحرير هو الأنشغال بترميم البيت
التركماني المشتت ولملمة أطرافه المبعثرة للوصول في النهاية
الى صوت جماهيري هادر تستطيع القوى السياسية من خلاله
حيازة الموقع الملائم ضمن المعادلة السياسية العراقية داخليا دون
الحاجة الى أنتظار أفرازات أدوار الدول المجاورة في أطار حل المشكلة
العراقية، ومن ثم أيصال الخطاب السياسي بيسر ودون عناء الى كل
العالم. ثم أن هناك حقيقة يتجاهلها الساسة التركمان وهي أن
الجماهير هي الضمانة الوحيدة لأستمرار النضال ، وعدم وجود
الأحزاب السياسية هو كالعطل الوقتي الناشئ في أحد أجزاء السيارة
لا يلغي وجود السيارة وينتهي بأصلاح العطل لتعود السيارة الى وضعها
الطبيعي. ولكن ما نراه عند الأحزاب السياسية التركمانية فهو بالمقلوب
تمامآ فهذه الأحزاب تعتقد أن أصوات ثلاثيين أو أربعين أو مئة من
أفرادها يمكن أن يكون بديلأ عن مسيرة مليونية تسقط بحناجرها
أقوى المخططات وتعطي الشرعية للحزب الذي يقود الجماهير
حتى وأن كان أفراده رعاة بقر ولم يلبسوا البنطال في حياتهم ولم
يروا لا أنقرة ولا أسطنبول ولا طهران حتى في أحلامهم، فمثل هذه
الجماهير تستطيع وحدها أن ترضخ وبصوتها ساسة بغداد و واشنطن.
٤ـ الأدارة الهشة للصراع السياسي.
وسأنخذ مقتطفات من تصريحات السياسيين التركمان كأمثلة حية
على ذلك.
أجرى حزب الخضر العراقي تصويتا عبر شبكة الانترنيت حول هوية مدينة كركوك العراقية بتاريخ ۱٥/٠۱/٢٠٠٤م. وقد تضمن جدول التصويت أربعة حقول فيما اذا كانت مدينة كركوك مدينة تركمانية أو كردية أوعربية أو أن مدينة كركوك هي مدينة التآخي والحب. ولقد ظهرت من جملة النتائج أن هوية مدينة كركوك هي مدينة تركمانية بعد حصولها على نسبة٪ ٤٧. ٢ من جملة عدد الاصوات البالغة ٤١٨٤. وهذا اثبات آخر تثبت تمركز التركمان في هذه المدينة العراقية الوديعة.
هذا المقطع مقتبس من صفحة كتابات بأسم السيد عاصف سرت
تركمن. والسيد عاصف كما يعلم الجميع ممثل الجبهة التركمانية
في العاصمة البريطانية.
وهنا أود أن أسئل أولآ عن قيمة التصويت على شبكة الأنترنيت
في قضية خطيرة مثل قضية كركوك. وثانيآ أليس أجحافآ في حق
الشعب التركماني قبل غيره أن يستند ممثلوه وبكل عفوية على
تصويت من النوع أعلاه لأثبات تركمانية كركوك. وثالثآ أهكذا يتكلم
ممثل الشعب التركماني في عاصمة القرار العالمي. مع أحترمنا
وتقدرينا لتاريخ عائلة السيد عاصف.
وهذا مثال اخر:
س - هل تمت مناقشة أوضاع التركمان على ضوء هذه الخلفيات بجدية في مجلس الحكم؟ وما هي أهم النتائج التي تحققت؟
ج - تعلمون جيدا أن مجلس الحكم يضم مندوبا واحدا هي السيدة سنغول وهذه السيدة تركمانية من كركوك لكن لا تنتسب إلى أي فئة سياسية، رغم أن جميع مندوبي أو أعضاء مجلس الحكم هم رؤساء الأحزاب السياسية. والكل يعلم بأن الجبهة التركمانية العراقية تمثل أكثر من ٨٠ بالمئة من المجتمع التركماني في العراق، ولهذا السبب طلبنا عدة مرات أجهزة القرار أن ينظر في هذا الموضوع ويعطى للجبهة التركمانية العراقية حق تمثيل الشعب التركماني في العراق. وبما أن السيدة الفاضلة خارج هذا الإطار السياسي المعلوم بأنها لا تتمكن أن توصل القرار بقوة إلى مجلس الحكم.
هذا المقطع أقتباس من مجلة تركمان العراق عن لقاء أجرته أذاعة
راديو سوا مع رئيس الجبهة التركمانية السيد عبدالله فاروق عبدالرحمن
وهنا أود أن أرعي الأنتباه الى نوعية السؤال أولآ.
فالسؤال واضح وضوح الشمس وهو عن أوضاع التركمان ومناقشتها
في مجلس الحكم.
ولكن جواب السيد رئيس الجبهة يذهب بعيدآ عن أوضاع التركمان
ليختصر معاناة الثلاث ملايين تركماني وأقليمهم الذي تنهشه الضباع
في عدم وصول الجبهة التركمانية لمجلس الحكم وأن جميع أعضاء
مجلس الحكم هم من زعماء الأحزاب ألا السيدة ممثلة التركمان.
في أشارة مبطنة الى أن السيدة صون كول أغتصبت كرسي السيد
رئيس الجبهة في مجلس الحكم.
ثم أن السيد رئيس الجبهة يصرح في أجابته أن الجبهة التركمانية
تمثل ٨۰ بالمئة من الشعب التركماني أي مليونين وأربعة مئة ألف
مواطن تركماني وهنا أود أن أقول للسيد رئيس الجبهة أن أي تنظيم
سياسي لديه هذا العدد الغفير من الجماهير لا يحتاج أن يسأل
مجلس الحكم أو أجهزة القرار كما ذكرت ليقوم بتعيين الجبهةالتركمانية
كممثل شرعي عن جماهيره فهذا التعيين ليس من نوع التعيين
الوظيفي ياسيادة رئيس الجبهة التركمانية لأن الشرعية وبصراحة
ليست منحة بل هي عهد وميثاق بين الجماهير وممثليها الشرعيين.
وأعود هنا وأسأل مرة أخرى كيف ستكون معنويات المواطن التركماني
عندما يسمع رئيس أكبر الفصائل التركمانية يتحدث عن معاناته
الشخصية لعدم حصوله على موقع في مجلس الحكم في الوقت
الذي سئل فيه عن أوضاع شعبه.
وهذا مثال اخر :
و لكن مثلما أسلفت أننا نأمن بأن القضية التركمانية هي قضية عراقية و يجب حلها مع العراقيين , و لكن لا يعني هذا أننا ننكر وقفة أخواننا الاترك ,الاذريين ,و التركمانستانيين معنا في بعض المواقف التي يحتم عليهم وقوفهم لإسناد قضيتنا كما كان لنا نحن التركمان مواقفنا في الكثير من القضايا القومية كقضية جمهورية قبرص التركية ,أتراك بلغريا ,الاذريين في إيران و التركمان السوريين. البعض يفسر هذا بالخيانة و التعاون مع الاجنبي أذآ ماذا تفسر أنت مساندتنا نحن التركمان للقضية الفلسطينية.
وهذا المقطع مقتبس من صفحة عرب تايمز عن لقاء مع السيد
نهاد أيلخانلي عضو الهيئة القيادية لحزب الشعب التركماني.
وهنا نود أن نسأل السيد أيلخانلي ماهو دور الأذريين والتركمانستانيين
في قضايا شعبنا العادلة ومتى كان لهذه الدول مثل هذا الدور. فأن
كان ذلك صحيحآ نرجوا أن تزود أبناء الشعب بجداول ووثائق تثبت
ذلك لكي نشكر أخوتنا على وقفاتهم الكريمة. وسؤال اخر للسيد
أيلخانلي ما هو دورك أو دور تركمان العراق في قضية قبرص أو
أتراك بلغاريا أو الصين وأنت تعلم جيدآ أن غالبية الشعب لا يعرفون
حتى أن كان هناك أتراك في بلغاريا أو غيرها.
وهنا أود أن أقول شيئ مهمآ :ما هذه المزايدات الفارغة أيها السادة
المحترمون ما هذا التشتيت والتبعيض لنضال الشعب التركماني
وقضاياه المصيرية أنكم بتصريحاتكم هذه تغربون الروح التركمانية
عن أرض أبائها وأجدادها وتصورون هذا الشعب العظيم بملايينه
الثلاثة وكأنه قبيلة صغيرة خرجت للتو من تركستان وجاءت الى
هذه الأرض لتسكن فيها. أهكذا يرفع السياسي الخطيب معنويات
شعبه أم هكذا يظهر السياسي ثقل شعبه وتأثيره. أن الحقوق
القومية تأخذ بلأعتماد كليآ على وحدانية جماهير الشعب الفريدة
في تكوينها ووجودها وعمقها الحضاري والثقافي لا بربطها بشعوب
أخرى برباط الوليد بأمه.
وهذا مثال اخر :
نحن في الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق نشعر ضرورة الاهتمام بهذا الأمر العظيم لأنه أولا شأن عالمي وإقليمي قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط بعد ما ذاقت الويلات من الحكومات الجائرة والدكتاتورية وثانياً شأن وطني وهو يمر بمنعطفات خطيرة بين سندان الإرهاب الدولي ومطرقة الاحتلال ويستحق كل الاهتمام وثالثاً شأن ديني فرضه المرجع الديني آية الله السيد السيستاني (دام ظله)
فالاتحاد يرى نفسه بين أربعة خيارات لا خامس له
فإما أن يقوم بنفسه وبالاعتماد على شعبيته ونفوذه إلى تبني لائحة انتخابية خاصة به تؤهله للحصول على النسبة التي تدفعه إلى الجمعية والوطنية.
أو أن يتبنى مع بقية التركمان من أحزاب وحركات لائحة انتخابية تركمانية مستقلة ليكون لائحة التركمان في الجمعية الوطنية العراقية.
وإما أن يشترك مع ورقة الإسلاميين سنية كانت أو شيعية ضمن لائحة انتخابية إسلامية موحدة كما هي مطروحة في هذه الأيام لتحصل على رعاية المرجعية الدينية.
أو أن يشترك مع لائحة الوحدة الوطنية والتي تحتوي على اكثر الطوائف والقوميات والأحزاب والحركات.
ففي الخيارين الأولين قد يعاني التركمان بمضايقات عرقية واثنية من خصوم تبنوا حق النقض (فيتو)على التحرك السياسي التركماني في أوائل أيامه
أما الخيار الرابع أي لائحة الوحدة الوطنية إذا شملها رعاية المرجعية الدينية سوف تكون أقوى اللوائح بلا منازع ولكن إن لم تؤيدها المرجعية سيكون التنافس شديدا ملفتاً للنظر بين اللائحتين أي بين اللائحة الاسلامية الموحدة ولائحة الوحدة الوطنية. . . . . . . . . . . .
فنحن مجبرون ان نستفتي شعبنا وامتنا ومواطن تواجدنا ومساحة عملنا باللائحة التي ترونها مناسبة لهم ووفق هذا نقر ما يقرون بها هذا من جهة. . . من جهة اخرى نحن حركة سياسية حالنا حال بقية الاحزاب والحركات نتعامل مع الواقع بقانون الربح والخسارة فطبيعي ننحاز لمن يفتح قلبه وصدره إلينا ويعطي لنا بقدر ما نتمناه اضافة. . . كوننا اسلاميون تركمان مجبرون شرعاً ان نتعامل مع المسائل الشرعية وننحاز بلائحة يعطي للاسلام دورا ايجابيا وللاخلاق الفاضلة مكانة اوسع. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فلاتحاد الإسلامي لتركمان العراق بما يملك من مكانة عند المرجعية الدينية وعند شخص آية الله العظمى السيد السيستاني …. وبما يملك من مكانة عند الحزبين الإسلاميين العريقين وهما حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية… وبما يملك من مكانة عند الأحزاب الإسلامية سوف ينحاز بلائحة تنال رضا الاسلاميين وهذا امر طبيعي يتفق مع افكارنا وتوجهاتنا الحركية والشرعية ونحن مطمئنون بان مثل هذه اللائحة سيجلب للتركمان نجاحا باهرا ًمطابقا مع طموحاتهم.
وهذا المقطع الطويل جزء من مقال منشور في صفحة كتابات
بأسم السيد جاسم محمد طوزلو نائب الأمين العام
للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق.
ويبدوا واضحآ لأي شيئ وظفت هذه المقالة. أن السيد جاسم محمد
يريد أن يقنعنا أن اللائحة التي يشترك بها الأتحاد مع بقية التركمان
سيكون مصيرها الفشل، ويعلل ذلك بوجود مؤامرة من جهات معينة
ضد التركمان. حسنآ يا سيد جاسم نود أن نثير معك هذا السؤال:
هل يعني وجود مؤامرة ضد التركمان أن نشتت الجماهير التركمانية
بهذا الشكل الطائفي فيدخل الشيعة التركمان ضمن اللائحة الشيعية
ويبقى السنة على قارعة الطريق أو يدخلوا ضمن لائحة سنية مع
أخوانهم الأكراد السنة أو غيرهم. ثم أنك يا سيد جاسم تتكلم
عن مبدأ الربح والخسارة في العمل السياسي وكأنك تخاطب أخوانك
وأبناء جلدتك وتقول لهم أعذرونا أيها الأخوة فالمسألة لم تعد شعارات
كنا نطلقها معآ من أجل الحقوق القومية لشعبنا بل أصبحت اليوم
مقاعد برلمانية ووزارات وأمتيازات فنحن سننظم الى الصدور الرحبة
الواسعة تقريبآ نصف نفوس العراق أما أنتم فالله معكم أو الى الجحيم
ما دمتم لا تملكون صلة قربى مع أصحاب الأفئدة والصدور الرحبة.
وأود أن أذكر السيد جاسم محمد بأن الأخوة الشيعة وخاصة المرجع
اية الله السستاني دام ظله كان من أشد المعارضين لاعتبار فقط
الشعب العربي في العراق جزءآ من الأمة العربية بل كان يطالب
أن يكون العراق بأكمله جزءآ من الأمة العربية، وهذا موقف شجاع
من الأخوة الشيعة وشخص السيد السستاني دام ظله في عدم
الخلط بين المذهب والهوية القومية. نرجوا منك أن تأخذ هذا
الدرس الكريم من سماحته ما دمت تحظى بمكانة لديه.
أن كل القوى العراقية تتهيئ للأنتخابات بأعتبارها مصيرية وخاصة
الأخوة الأكراد يرون فيها الفرصة الذهبية للوصول الى هدفهم
المنشود كركوك، أما السياسيون التركمان فبدأوا تحضيراتهم
بالأنقسام الطائفي. كان الله في عون هذا الشعب.
أما الجزء الثاني الذي يجب أن نتفحصه بحثآ عن الخلل المتسبب
في ضياع الشارع التركماني فهي الجماهير التركمانية. وهنا نود أن
نشير الى بديهية تقول ان الجماهير فوق المسائلة ونحن نؤمن
بهذا لأن أي خلل يتواجد بصورة طارئة بين صفوف الجماهير أنما هو
بسبب أفرازات المرحلة التاريخية فلذلك فأن ما يظهر على أنه خلل
بين الجماهير أنما هو في الحقيقة معاناة الجماهير.
المعاناة الأولى الأمية واللغة القومية:
أن الشعب التركماني كأي جزء من مكونات الأمة العراقية يعاني من
الأمية ولكن أميتنا نحن التركمان تختلف عن الأخوة العرب والأخوة
الأكراد في أننا لم تتوفر لنا الدراسة بلغتنا الأم وهذا ما جعل الأغلبية
تعاني من صعوبة الأستمرار في التعلم ناهيك عن الأبداع. واليوم
تبنت الأحزاب التركمانية التدريس باللغة التركية الصرفة لطلاب أغلب
المدارس التركمانية وهذا شيئ جميل للأطلاع والتواصل مع العالم
التركي الغني بالثقافة والأدب والعلم خصوصآ أن لأخوتنا الأتراك في
جمهورية تركيا تاريخ طويل في خدمة اللغة التركية وجعلها لغة حية
وخاصة لو عرفنا أن هناك ثلاث مئة مليون تركي في العالم يتكلمون
لهجات قريبة من التركية الحديثة.
ولكن لحد هذا اليوم لم تقدم أي من الدول التركية أو الأقليات التركية
في بعض الدول الى أتخاذ اللغة التركية الأسطنبولية بديلآ نهائيآ
عن لهجاتها المحلية بل أن التركية الأسطنبولية تدرس كلغة ثانية.
أن لغتنا التركمانية العراقية ليست أقل مستوى من التركية الحديثة
كي ندير لها ظهورنا بهذا الشكل المجحف. صحيح أن الحروف العربية
لا تلائم للكتابة بأي لهجة تركية ألا أننا نستطيع أن نستخدم نفس
الحروف التركية اللاتينية ولكن بلهجتنا التركمانية الرائعة، خصوصآ أن
الحروف اللاتينية تضيف أليها نعومة وسلاسة أكبر تجعلها تنافس
اللهجة الأسطنبولية.
واللغة كما يعلم الجميع تعبير حي عن روح الشعب ديمومته وشخصيته
الفريدة التي تميزه عن ما حوله من ثقافات.
وفقداننا للغتنا القومية بلهجتنا نحن تركمان العراق خسارة كبيرة لا
يمكن أن تعوض لأنها ستكون بمثابة أنسلاخ من تاريخنا وهويتنا المميزة
بين أبناء الشعب العراقي وكذلك بين أبناء عرقنا في العالم التركي.
ثم مالداعي الى التخلص من اللغة التي تكلم بها أجدادنا منذ
ألاف السنيين وما زلنا محافظين عليها لحد هذا اليوم. أوتريد أحزابنا
الكريمة القضاء على أهم شيئ يوحد تركمان العراق فيما بينهم
وحتى مع الأخرين من أخوتنا العرب والأكراد والكلدوأشوريين الساكنين
في المناطق التركمانية والذين يتكلمون لغتنا التركمانية العراقية.
لذلك فأن القضاء على هذه اللغة جريمة لا تغتفر لأنها قضاء على
الهوية التركمانية وسيزيد ذلك من ضعف الشارع التركماني وأنقسامه.
وأود التنويه هنا أنه شخصيآ لدي العديد من الأصدقاء من تركمان
أفغانستان وأيران وأذربيجان وتركيا وأنا أتفاهم معهم بلغتي التركمانية
العراقية وللعلم أيضآ أن التركماني العراقي عندما يتحدث الى أي
شخص من العالم التركي فأن هذا الشخص سيعرفه فورآ آنه من
تركمان العراق. فلذلك فأن لغتنا أحدى مميزاتنا علينا أن نخدمها
لا أن نقتلها.
المعاناة الثانية هي الخلط بين مفهوم المواطنة والهوية القومية.
وهذه أحدى مهازل النظام البعثي البائد الذي كان يرى أن المواطنة
الصالحة تأتي فقط بطريق نقاء العرق العربي وهذه الشوفينية
المقيتة مورست ضد شعبنا بطريقة لا أنسانية جعلت الناس
يتوهمون أنه لكي يكونوا مواطنين صالحين في العراق عليهم
أن يثبتوا أنتماءهم لأحد القبائل العربية. وما زال الجزء الأعظم من
شعبنا يصدق مهازل البعض الذين كانوا يروجون قصصآ سخيفة
لأصل بعض القبائل التركمانية العريقة كقصة بياتة الخيل وغيرها
متجاهلين علم الأجناس البشرية الذي يدحض هذه الأفتراءات
فالتركماني مميز بشكله مثل الكردي والعربي وأي قومية أخرى
مع أيماننا المطلق بوحدة الجنس البشري من ناحية الحقوق
والمساوات الأنسانية.
وهنا يأتي دور الأحزاب والمنظمات الثقافية لتوعية الشعب الى
أهمية التمسك بهويته القومية الى جانب هويته الوطنية فكلاهما
لا غنى عنه.
وأود هنا أن أذكر على سبيل المثال الزيارة التي قام بها السيد رياض
صاري كهية لأحدى قرى قصبة الدبس التركمانية وتكلم مع وجهائها
بروحية وطنية عراقية أولآ ثم بثقافة قومية تركت في نفوس
أهالي القرية التي كانوا يعرفون أنفسهم كعرب متنكرين لقوميتهم
التركمانية أثرآ بالغآ مما حدا بهم للرجوع عن الخرافات التي كانوا
قد صدقوها من بعض الناس.
وهناك معاناة لبعض للشباب التركماني الذي يتصور أن الهوية
التركمانية معناها يختصر في الأستماع الى أغاني أبراهيم طاطلس
والموسيقى التركية. وسبب ذلك غياب الطبقة الثقافية والفنية
المنتجة للأدب التركماني والتي يقع على عاتقها جعل الشباب
التركماني أكثر تناغمآ مع الثقافة التركمانية المميزة وكذلك تعريفهم
للثقافة التركمانية على أنها ثقافة تقف على قدم المساوات مع
الثقافة التركية أو العربية أو غيرها من الثقافات.
ومعانات الجماهير التركمانية كثيرة وكبيرة لا يمكن لكاتب بسيط
مثلي أن يصنفها أو يبوبها في مقالة واحدة، ولكن ما أود الأشارة
أليه هو أن تراكم هذه المعاناة الى جانب الأخطاء السياسية مما
نوهنا عنها أعلاه تزيد من الفجوة بين الجماهير وأحزابها السياسية
وتجعل أهدافنا القومية ضحايا للعامل الزمني وللتطورات السريعة
والأنعطافات الكبيرة على الساحة السياسية الوطنية والأقليمية
والدولية. لذلك ليس لدينا أي وقت نضيعه هنا وهناك فجماهيرنا
بحاجة الى خطباء مصلحين ليوحدوا صفوفه لا الى سياسيين
مقامرين يبحثون عن الأمتيازات والمناصب.
ومن مجمل ما ذكرناه في أعلاه وجب على سياسيينا الكرام
الذين نرى فيهم الأمل المنشود لهذا الشعب الجريح أن يكونوا
أكثر يقظة وينتبهوا الى حجم المسؤلية الملقاة على عاتقهم
في زمن أوصل وطننا العراقي العزيز الى مفترق الطرق.
ويبقى السؤال حيآ بمواجهة السياسيين التركمان الى أين
تريدون بهذا الشعب بخطاباتكم. أو كما بدأنا نعيد السؤال
الخطاب السياسي التركماني الى أين؟؟